قال للحداثة:
هل تعلمين؟
أنا لا أحبك
فألوانك غير الألوان التي أعرفها
ونومك غير هانئ
وملابسك تثير الشك في النفوس
فبعضهم يقول أنها من (البالة)
وبعضهم يقول: أنها مبتذلة
فيغادرها عنصر المباهاة بالجديد
ويحل بها عنصر المفاجأة
لحمك مثار للشك
أأكله، وأنا أشك أنه مستورد
وأقدمه للآخرين فيتغامزون
حتى لا يترك كرمي في نفوسهم أثر
الخيار عندك كالقرنبيط
والشمام كالأناناس
والبطاطس كاللفت
كلها أخذت نفس السماد
المعارضون فيكِ كالمحافظين
والثائرون كالخونة
ذابت بين الجميع الحدود
فأصبح العالم كالسراب
الشعر عند الشعراء ليس هو
في السطر الأول كلمة
وفي الثاني عشرة
والنهاية توضع في المقدمة
الماء عندكِ لا يروي العطش
فتناوله يتم بأمر الطبيب
وأوانيه توضع على الأنف قبل الفم
فتختفي لذة طعمه في التدقيق في ماهيته
قالت له الحداثة:
الآن أستحق اسمي
فشهادتك باستنكاري
دليل على وجودي