" غيابك "
شعر : جميلة الرجوي
*****
غيابُك هد الفؤاد الذي
جراحاته لم تزل داميةْ
فما إن فجعنا بفقد القعيد
يفاجئنا الدهر بالثانية
ترجَّل عن أرضنا فارسٌ
أذاق العدا أدمعا كاوية
يريد التحاقا بركب السماء
وشوقا إلى جنة عالية
شهيدُ الفدى لم يطق بعده
فناده للروضة الباقية
لقد كان قلبي يخاف الفراق
ويستشعر المحنة الآتيه
فمن ذا سيحمي حمى الأسد من
براكين حقد علت عاتية
ومن في الحمى صار عبد الهوان
وغايته ينشد العافية
يصافح في ذلة آملا
نجاة من الضربة القاضية
نحس بعجز وقهر شديد
يزلزل أركاننا العاليه
فغدر القريب وصمت الولاة
يدمر أحلامنا الغاليه
تُخِّوفُ قومي سياط العقاب
وتكتم أنفاسنا الواهيه
يخافون خزيا إذا أقدموا
فهم يهرعون إلى الهاويه
شهيد الكرامة طب منزلا
فغرسك أثماره دانيه
جموع العقيدة قد أقسمت
سنشعل نيرانها الحامية
نذيق العدو الردى علقما
نحطم أسواره الواقية
ويعلم من قد طغى أنه
إلى حتفها رجله ماضيه
****
القاهرة 18/4/2004