|
تُهمَةٌ باطِلَة ..
..
قالَتِ : ( الشِّعرُ كالسِّلاحِ خَطِيرُ=قَدْ أَجَدتَ استِعمالَهُ يا خَبِيرُ
فَطَعَنتَ الفُؤادَ طَعنَةَ غَدرٍ=بِمَعانٍ حُرُوفُهُنَّ شَفِيرُ
يا خَبِيثَ القَصِيدِ ؛ أَيُّ كَلامٍ=قَدْ يُداوِي ؟ وَ أَنتَ وَغدٌ غَدُورُ !
أَنتَ حَقًّا كَما عَرَفتُكَ دَومًا=مُستَبِدٌّ وَ كاذِبٌ وَ غَرُورُ
بِضَمِيرِي وَ أَدمُعِي تَتَسَلَّى=وَ بِقَلبِي , وَ ما لَدَيكَ ضَمِيرُ
كُنتُ أَحبُوكَ مُهجَتِي , فَلِماذا=خُنتَنِي فِي دَناءَةٍ يا حَقِيرُ ؟
أَنتَ ما أَنتَ ؟ أَنتَ أَنتَ صَغِيرٌ=فِي عُيُونِي ! وَ فِي الخِداعِ كَبِيرُ !
ضَرَبَ العُمرُ عَنْ رِيائِكَ صَفحًا=فَلِمَ الضَّربُ خِلسَةً ؟ وَ الشُّرُورُ ؟
لِمَ عاوَدتَ نَبشَ ما بِضُلُوعِي=مِنْ صُدُوعٍ تَعَوَّدَتها الكُسُورُ ؟
لِمَ عاوَدتَ فَتقَ ما بِوَرِيدِي=مِنْ جُرُوحٍ بِها الدِّماءُ تَفُورُ ؟
أَيُّ مَعنَىً لِما تَقُولُ ؟ وَ كُلِّي=بَينَ كَفَّيكَ نازِفٌ مَأسُورُ !
أَنا بِالصَّمتِ قَدْ لَزِمتُ مَكانِي=وَ تَمادَيتَ أَيُّها المَسعُورُ
فابتَعِدْ قَدْ ذَبَحتَنِي مِنْ جَدِيدٍ=عِندَما عُدتَ وَ الأَمانِيُّ زُورُ
لا تَقُلْ : ( يا حَبِيبَتِي ) فِي قَصِيدٍ=ضِقتُ ذَرعًا بِما حَوَتهُ السُّطُورُ
ذاكَ شِعرٌ كَكُلِّ شِعرِكَ كِذبٌ=وَ ادِّعاءٌ , وَ ما لَهُ تَبرِيرُ )
( أَأَنا ) - قُلتُ - ( مَنْ عَنَيتِ بِهَذا ؟=إِنَّ هَذا - وَ خالِقِي - لَكَثِيرُ ! )
يَشهَدُ اللَّهُ أَنَّنِي - رُغمَ ضِحكِي=وَ افتِعالِي لِبَسمَتِي - مَقهُورُ
أَلبَسُ العَقلَ فِي النَّهارِ قِناعًا=وَ عَلَى الوَهمِ فِي الظَّلامِ أَخُورُ
وَ أُغَذِّي مَرارَتِي بِأَياسٍ=فِي ضَمِيرِي كَأَنَّهُ تَنُّورُ
حَطَبُ الحُزنِ وَ الهُمُومِ ضُلُوعِي=وَ شَغافِي بِحَرِّها مَسجُورُ
وَ تَقُولِينَ عَنْ مَحارِقِ لَيلِي :=( قَهقَهاتٌ وَ غِبطَةٌ وَ حُبُورُ )
فَلتَظُنِّي ؛ فَلَستُ أَملُكُ رَدًّا=بَعدَ هَذا , وَ ما عَلَيَّ قُصُورُ
وَ لتَقُولِي ؛ فَكُلُّ قَولِكِ ظُلمٌ=وَ افتِراءٌ أَساسُهُ مَنخُورُ
أَنا لَو كُنتُ مِثلَما قُلتِ عَنِّي=ما تَغَنَّى بِأَحرُفِي شُحرُورُ
غَيرَ أَنِّي مُعَذَّبٌ وَ مَلُومٌ=رُغمَ طِيبِي , وَ يَشهَدُ الجُمهُورُ
سَوفَ أَمضِي وَ لَنْ أُبَرِّرَ شِعرِي=بِبَيانٍ لِسانُهُ مَبتُورُ
نَضَبَ الدَّمعُ فِي العُيُونِ وَ غِيضَتْ=عَبَراتِي وَ مَحجِرِي مَهجُورُ
|
|