منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 22

العرض المتطور

  1. #1

    الكيان الصهيوني دوله توسعيه بلا حدود

    الدراسه مشروع ماجستير في معهد البحوث العربيه بالقاهره
    -----------------------------------------
    المبحث الأول :
    مقدمة عن الصهيونية واسرائيل
    أولاً : الوعد الصهيوني
    سبق قيام دولة إسرائيل – الصهيونية – تاريخ طويل من الإعداد والتمهيد – بدأ بإصدار كتاب " تيودورهرتزل" لكتابة " الدولة اليهودية " عام 1896م ، وقال إن عملية التنفيذ ستكون عن طريق إنشاء وكالتين يهوديتين هما/ الجمعية اليهودية والوكالة اليهودية حيث تكون مهمة الجمعية التخطيط والتمهيد- ومهمة الوكالة التنفيذ من خلال تأسيس منظمة يهودية صهيونيه تنظم هجره اليهود إلي فلسطين. وفي 29 أغسطس عام 1897 م عقد المؤتمر الصهيوني الأول في بازل بسويسرا وانتخب تيودور هرتزل رئيسا للمؤتمر الذي حدد غايته في خلق وطن قومي للشعب اليهودي ، ووضع البرنامج ، التأسيسي لقيام الدولة الصهيونية من خلال العمل علي استعمار فلسطين بالعمال الزراعيين والصناعيين اليهود وتنظيم اليهود في العالم وتقويه الوعي لديهم واتخاذ الخطوات اللازمة للحصول علي موافقة الدول المعنية في تحقيق هدفهم لاستيطان الوطن الفلسطيني غير عابئين ، بكون فلسطين أرضا مأ هوله بأهلها منذ عده قرون
    - ومابين العام 1897م والعام 1917م بذلت الحركة الصهيونية جهودا جبارة للحصول علي وعد من الحكومة البريطانية ، بقيام وطن قومي لليهود في فلسطين وصدر وعد بلفور – وزير الخارجية البريطاني – في 2/11/1917م الذي نص علي أن حكومة جلاله الملك تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي لليهود في فلسطين، وسيبذل جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية على أن يفهم جليا أنه لن يهمل ما من شأنه ان يغير الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة الآن في فلسطين ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في البلاد الأخرى .
    وأقرصك الانتداب البريطاني لفلسطين في موارده الظالمة للعرب ، ضرورة وجود وكالة يهودية تقدم النصح لحكومة الانتداب واعتبار المنظمة الصهيونية العالمية هي الوكالة الملائمة للقيام بهذا الغرض مع التأكيد مجددا – بعدم إلحاق الضرر بحقوق ووضع الفئات الأخرى المقيمة في فلسطين – وتم تعيين اليهودي الصهيوني البريطاني " هربرت صموئيل " مندوبا ساميا علي فلسطين منذ العام 1922م بموافقة " وايزمان " رئيس المنظمة الصهيونية حيث شرع " هربرت صموئيل " في تهويد الإدارة التابعة له في فلسطين وتهيئة البلاد لقيام الوطن القومي اليهودي بدعم من الدول العظمي وعصبة الأمم وعلي رأسها الولايات المتحدة الأمريكية ، وتم تقديم نصف مليون دونم من الأراضي الفلسطينية للمنظمة الصهيونية ونقلت ملكية أراضي 22 قرية عربية في مرج ابن عامر لليهود وعملت سلطات الانتداب علي فرض الضرائب ومضايقة المزارعين الفلسطينين مع تسليم اليهود موارد الثروة الرئيسية في البلاد وحصر الصناعات بهم ومنحهم حق لاستغلال نهر الأردن ونهري اليرموك والعوجه ونص الامتياز الممنوح لهم بتوليد الطاقة الكهربائية واصدرت قوانين تسهل الهجرة اليهودية إلي فلسطين .
    في نفس الوقت كان الصهاينة يجيشون رجالهم منذ انشاء منظمة " هاشومير" شبة العسكرية عام 1907م والتي تحولت إلي فرقة " أبناء صهيون" لخدمة الجيش البريطاني في الحرب العالمية الأولي وقد بلغ عددها ، خمسة وعشرون ألف رجل مسلح من اليهود الصهاينة حين اختلف " جابوتنسكي " مع " وايزمان" عام 1934م حول سرية هذا الجيش الصهيوني القومي الذي تحول إلي ماعرف باسم الهاجاناه" تحت رئاسة " وايزمان " ,و انفصل " جابوتنسكي " بمنظمة " ارغون تسفائى لئومي " أو ماعرف بالمنظمة العسكرية القومية التابعة له سنه 1934 .
    وخلال الحرب العالمية الثانية كررت بريطانيا خداعها للعرب بإعلان تأييدها لحكامهم ومشايخهم مع الاستمرار في استكمال مقومات الدولة اليهودية – بإصدارها الكتاب الأبيض أو تقييد هجرة اليهود – رسميا مع التغاضي عنها سراً خاصة بعد الثورة العربية الكبرى التي شهدتها فلسطين خلال السنوات الثلاثة السابقة للحرب العالمية الثانية بين أعوام 1936-1939 بقيادة الحاج أمين الحسيني الذي استجاب لنداءات القادة العرب وأوقف الثورة الشعبية الفلسطينية أملا في منح بريطانيا الحرية والاستقلال للشعب الفلسطيني الذي وعدت به القادة العرب ولكن بعد الانتهاء من الحرب مع ألمانيا ، حيث نقلت الحركة الصهيونية مقرها الرئيسي من لندن في بريطانيا إلي نيويورك في أمريكا منذ العام 1942م ، بينما قامت " بريطانيا " بتدريب وحدات عسكرية يهودية خاصة عرفت باسم " البالماخ" لمواجهة قوات روميل الزاحفة إلي " مصر " ووافقت علي اشتراكها بوحدات يهودية مستقلة ترفع العلم اليهودي منذ العام 1942م
    وفي المقابل كان الحاج " أمين الحسيني" يشعر بالظلم البريطاني، وسلطات الانتداب في فلسطين تلاحقه وتقهر شعبه ففر هاربا إلي سوريا ومنها إلي تركيا حتى وصل إلي " ألمانيا " ليعلن عدائه للمستعمر البريطاني الذي ضيع حقوق شعبه إلا أنه عاد مرة أخري بعد نهاية الحرب بعفو بريطاني عام لكي ، يكون ممثلا لعرب فلسطين في المفاوضات التي بدأتها بريطانيا لحل المشكلة الفلسطينية علي أساس قيام دولتان / واحدة عربية والثانية يهودية – ومع قيام هيئة الأمم المتحدة وظهور أمريكا كقوة عالمية عظمي تساند اليهود الذين باتوا يعتمدون علي دعمها اكثر من " بريطانيا " كعهدهم دائما بالتقرب إلي الدولة الأقوى في العالم فقد تم تحويل القضية الفلسطينية إلى هيئة الأمم المتحدة بعد إعلان وزير خارجية بريطانيا في 28/2/1947 م أن الانتداب البريطاني لم يعد قادراً على التوفيق بين الطرفين المتنازعين وأنها تعلن التخلي عن انتدابها لفلسطين وتحيل المشكلة إلى هيئة الأمم المتحدة التي أرسلت لجنة تقصى حقائق دولية وصلت لتقسيم فلسطين إلى دولتين مع إنهاء الانتداب البريطاني وصدر إعلان التقسيم في 29/11/1947م – وكان القرار الدولي رقم 181 بتقسيم فلسطين بأغلبية 33 دولة و عارضه 13 دولة ، وامتنع عن التصويت عشرة دول .
    وبدأت عمليات التنكيل اليهودي الصهيوني بالعرب الفلسطينيين مسلمين ومسيحيين لإجبارهم على الهجرة والرحيل من أراضيهم ووقعت مذابح كثيرة أشهرها مذبحة " دير ياسين " في ابريل 1948 وسط غفلة وعدم قدرة العرب الفلسطينيين على المواجهة بسبب القيود التي كانت تفرضها سلطات الانتداب البريطاني عليهم والتي سمحت لليهود الصهاينة بحشد قواتهم وتنظيمها لكي تكون قادرة على فرض نفسها ودولتها في 15/5/1948م .
    ثانياً : قيام دولة إسرائيل عام 1948 م :
    فور صدور قرار تقسيم فلسطين في 29/11/1947م بدأت اللجنة التنفيذية للوكالة اليهودية في استلام السلطات الإدارية لحكومة الانتداب البريطاني ، خاصة وأن معظم الموظفين الإداريين ، في تلك الحكومة من اليهود الصهاينة ، وفي 1/3/1948 م قررت الوكالة اليهودية إنشاء الأقسام المحلية والمركزية للإدارة الحكومية وميليشيا رسمية والتحضير لانتخابات المجلس التأسيسي للدولة ثم شكلت مجلس الشعب من سبعة وثلاثين عضو انتخب إدارة تنفيذية من ثلاثة عشر عضو برئاسة " بن غوريون " . وفي 14/5/1948 م ثم تشكيل الحكومة المؤقتة الصهيونية الإسرائيلية أيضاً برئاسة "بن غوريون" وكانت " أمريكا " أول دولة تعترف بها بعد أحد عشر دقيقة من تشكيلها وتبعها اعتراف الاتحاد السوفيتي القائم على مبادئ الشيوعية العالمية أو الاشتراكية الدولية ، وفي 15/5/1948 م انتهى الانتداب البريطاني رسمياً على فلسطين وانسحب المندوب السامي البريطاني من فلسطين وعمت الفوضى أرجاء فلسطين في حرب سجال بين القوات الفلسطينية المدعومة بكتائب عسكرية عربية رسمية حققت تقدماً عسكرياً ملحوظاً . وبين القوات الصهيونية المنظمة منذ زمن بعيد فتدخل مجلس الأمن الدولي لفرض الهدنة على الطرفين دامت شهراً واحداً فقط ، ما بين 10/6/1948 م إلى 8/7/1948 م . تم خلالها إمداد الصهاينة بالسلاح والقادة والرجال ، ثم استؤنف القتال مرة أخرى في 9/7/1948 م حيث أحرز اليهود تقدماً على كافة الجبهات . ثم قتلوا الكونت " برنادوت " مبعوث الأمم المتحدة إلى فلسطين لأنه طالب بضم " النقب " إلى الدولة العربية الفلسطينية ، التي تقلصت في حدود الضفة الغربية وقطاع غزة فقط وهو ما يساوي 21% من مساحة فلسطين الكلية وأقل من المساحة المقررة للدولة الفلسطينية في قرار التقسيم الدولي والذي حدد للعرب نسبة تصل إلى 45 % من مساحة فلسطين الكلية ، ولم تفعل الأمم المتحدة شيئاً أمام هذا التحدي الصهيوني بل لجأت إلى تجميد الوضع على الجانبين لمصلحة الدولة الصهيونية الإسرائيلية باتفاقيات رودس التي وقعت ما بين كلاً من مصر والأردن مع إسرائيل 1949 م
    وفي 11/5/1949 م تم قبول إسرائيل عضواً دائماً في الأمم المتحدة ، ولم يتم الاعتراف بوجود دولة فلسطينية رغم وجود حكومة عموم فلسطين المعترف بها من الجامعة العربية وسارت الوكالة اليهودية قدماً في الخطوات الدستورية لإنشاء دولتها على حساب الشعب الفلسطيني تحت دعاوي تاريخية بعودة اليهود إلى وطنهم التاريخي القديم – وطن أجدادهم – كما يقولون منذ ولادة سيدنا اسحق ابن إبراهيم عليهما السلام- وحتى قيام إسرائيل 1948 م ، معلنة عن فتح أبوابها للهجرة اليهودية ، وهى تدعى مراعاتها المساواة التامة في الحقوق والواجبات اجتماعياً وسياسياً بين جميع رعاياها دون تمييز في الدين أو العنصر أو الجنس ومستعدة للتعاون مع مؤسسات وممثلي الأمم المتحدة لتنفيذ قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بتقسيم فلسطين في 29/11/1947 م ، كما تدعو أبناء الشعب العربي الفلسطيني للقيام بنصيبهم في إقامة الدولة على اساس المساواة التامة في المواطنة والقيام بنصيبهم في بناء دولة إسرائيل ، كما تدعو جميع البلدان العربية المجاورة إلى التعاون مع الشعب اليهودي المستقل في قيام شرق أوسط قائم على السلام وحسن الجوار ، معتمدة على التفاف يهود العالم حول الدولة اليهودية كما جاء في نص وثيقة إعلان قيام إسرائيل الذي وقع عليه أعضاء مجلس الشعب الصهيوني السبعة والثلاثين برئاسة بن جوريون في 14/5/1948 م .....
    وكان قد تزايد عدد السكان اليهود في فلسطين من 84 ألف صهيوني عام 1922 م إلى 650ألف عام 1948 م وبعد قيام دولة إسرائيل راحت المنظمة الصهيونية والأجهزة التابعة لها تضاعف جهودها لحمل المزيد من يهود العالم على الهجرة إلى فلسطين فبلغ عدد المهاجرين اليهود إلى فلسطين مائة ألف مهاجر في عام 1948 م ثم وصل إليها 239 ألف مهاجر عام 1949 ثم وصلها 246 ألف آخرون عامي 1950 / 1951 م وهكذا خلال ثلاثة أعوام مابين 1948 – 1951م زاد عدد اليهود في فلسطين 585 ألف ليكون مجموعهم ما يقارب المليون وربع المليون مقابل 160 ألف عربي فلسطيني مسلم ومسيحي لا أكثر يشكلون نسبة تقل عن 15% من جميع السكان ، وليتحولوا إلى أقلية مضطهدة في بلدهم بعد أن كانوا هم الأغلبية قبل قيام إسرائيل

  2. #2

    رد: الكيان الصهيوني دوله توسعيه بلا حدود

    المبحث الثاني
    اولا
    التمييز العنصري في المجتمع الإسرائيلي :
    ------------------------------
    - كانت المشكلة التي تواجه الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة دائماً هي في تحقيق الاندماج بين فئات المهاجرين المختلفة القادمين إلى إسرائيل من بلدان مختلفة وأجناس عدة والمهاجرون اليهود بعد قيام إسرائيل كان معظمهم من نزلاء معسكرات الاعتقال النازي وينتمون إلى أوساط اجتماعية اضطهدت في أوربا وهي التي دفعت الأوربيين ثم الأمريكيين لإقامة وطن قومي لهم وحسب رغبة قياداتهم الصهاينة في فلسطين عام 1948 م .
    ويلاحظ انتماء القادة الأوائل للحركة الصهيونية لدول أوربا الشرقية حيث التجمعات من اليهود هناك بدرجة ثقافية عالية بل أن مؤسس الاشتراكية والشيوعية الدولية " كارل ماركس " فأعتنق معظم اليهود من أوربا الشرقية المذهب الاشتراكي لذا كان الاتحاد السوفيتي ثاني دولة تعترف بإسرائيل الاشتراكية وبات حزب العمل الإسرائيلي المابام من مؤسسي الاشتراكية الدولية . وعموماً ينقسم اليهود في إسرائيل إلى ثلاث فئات هي :
    1- السفارديم من اليهود الشرقيين الذين يشكلون 60% من المستوطنين اليهود وهم الذين جاءوا من الدول العربية وشمال أفريقيا وأكثرهم تشدداً اليهود العراقيين .
    2- الاشكنازيم وهم اليهود القادمين من أوروبا الشرقية وأوربا الغربية ويشكلون 30% من إجمالي تعداد السكان الذين تجاوزوا المليون وربع المليون في العام 1951 م .
    3- الصابرا من اليهود الذين ولدوا في فلسطين قبل قيام دولة إسرائيل 1948 م . أو أولئك الذين ولدوا فيها بعد قيامها .
    ويأتي العرب في الدرجة الرابعة من حيث الحقوق والواجبات كمواطنين يحملون الجنسية الإسرائيلية وبدورهم ينقسمون إلى عرب مسلمين وعرب مسيحيين والدروز حيث يعتبر الاشكنازيم في أعلى درجات السلم الاجتماعي الصهيوني الإسرائيلي ثم يأتي من بعدهم الصابرا والسفارديم من اليهود الشرقيين ثم العرب الدروز ثم العرب المسيحيين وفي الترتيب الأخير يأتي العرب المسلمين بما يمثله هذا من تمييز عنصري في السياسات والممارسات الإسرائيلية على هذا التصنيف ويلاحظ التمييز العنصري بصورة فاضحة في الجيش والحكومة ، حيث لا نجد في قيادة الجيش سوى القليل من اليهود الشرقيين ومعظم القادة في الجيش والدوائر الحكومية والمؤسسات الكبيرة والإعلام والهستدروت من اليهود الغربيين ، فكيف يكون الحال بالنسبة لعرب 48 وهم من ديانة مختلفة ويشكلون أقلية قومية معادية تدخل في نطاق دولة صهيونية تسعى لإقامة مجتمع يهودي عنصري بنسبة 100% كما تسعى لتحقيق الانسجام بين أطرافه المختلفة من اليهود الشرقيين واليهود الغربيين كما يلاحظ التمييز العنصري في المجتمع الإسرائيلي ما بين المتدينين الذين يشكلون نسبة 20 % من اليهود في إسرائيل وغير المتدينين الذي يشكلون نسبة 80% من السكان ويصطدم المتدينون مع غير المتدينين في قضايا اجتماعية عديدة فضلاً عن السياسة التي تجعل الأحزاب الدينية ترفض الانضمام لأي ائتلاف حكومي دون تنفيذ مطالبهم الدينية ويمتد التعصب الديني إلى قضايا زواج اليهودية أو اليهودي بغير اليهودي أو بغير اليهودية وهي مشكلة واجهت آلاف المهاجرين اليهود الجدد المتزوجين من مسيحيات ، فكيف يكون حال العرب من غير اليهود لكي يكون مواطن إسرائيلي له نفس الحقوق وعليه نفس الواجبات ..؟! وسط هذا التفتيت العرقي والديني . وخاصة إذا ما عرفنا أن الأحزاب الدينية الإسرائيلية لا تعترف بأي يهودي من أم غير يهودية فكيف يكون الوضع القانوني لعرب 48 إذا ما وصل حزب ديني لرئاسة الحكومة الإسرائيلية ...
    ثانيا
    دولة توسعية بدون دستور أو حدود :
    عندما أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة مشروع تقسيم فلسطين ضمنت قرارها وجوب التزام كلاً من الدولتين العربية أو اليهودية بتشكيل جمعية تأسيسية ووضع دستور ديمقراطي يكفل حماية الأماكن المقدسة وحقوق الأقليات القومية المختلفة داخلهما مع الحقوق الدينية وحقوق الإنسان ، وهو ما لم يتحقق تنفيذه لاختلاف الرأي بين الأحزاب القائمة وإن كانت قد تشكلت هيئتان رئيسيتان عند قيام إسرائيل وهما مجلس الدولة المؤقت ليكون بمثابة البرلمان لاسرائيل أو الكنيست . والحكومة المؤقتة لتكون الجهاز التنفيذي للدولة وكان كلاهما برئاسة بن " غوريون " حتى قيام إسرائيل 1948 م . ثم أصبح " حايم وأيزمان " رئيساً لمجلس الدولة المؤقت و أول رئيس لدولة اسرائيل 1948 ثم أجريت اول انتخابات اسرائيلية للبرلمان في 25/1/1949 م ليكون الجمعية التأسيسية التي حدد عدد أعضائها بمائة وعشرين عضو ، تم انتخابهم من اثنى عشر حزب سياسي بينهم اثنى عشر إمرأة كانوا جميعهم من اليهود ما عدا ثلاثة من العرب فقط لتمثيل السكان العرب في اسرائيل كغطاء قانوني أمام الأمم المتحدة وهم لا يشكلون سوى 2.5 % من أعضاء الكنيست في حين أن تعداد العرب كان في ذلك الوقت يصل إلى ما يقارب 15% من إجمالي السكان وفي ظل هذه الانتخابات الأولية ظهر الخلاف واضحاً حول مشروع الدستور الذي نشرته الحكومة المؤقتة ووضعه " ليوكوهين " المستشار القانوني " لبن غوريون " حيث أعلنت الأحزاب الدينية معارضتها للمشروع لأنه لم يجعل من التوراة أساساً للتشريع ورفضته الأحزاب السياسية لأنه نص على قيام محاكم دينية للنظر في قضايا مدنية .
    لكن المبادئ الأساسية لهذا المشروع هي التي قامت على أساسها دولة إسرائيل وتم تقويم هذا المشروع الدستوري لإقراره من أول برلمان إسرائيلي وانقسم الرأي حوله ما بين قيام دولة على أساس ديني وأن يحكمها مجلس من الحاخاميين يطبق الشريعة اليهودية وما بين / دولة مدنية انقسم الرأي حولها حسب النظام الذي تتبعه ما بين الرأسمالية أو الاشتراكية واستمر الخلاف قائماً إلى ما قبل إجراء الانتخابات التالية للكينيست 1951 م ، لعدة أسباب أهمها :
    1- وضع دستور علماني غير مطابق للتوراة سيكون عقبة أمام تعبئة اليهود في العالم لمصلحة الدولة .
    2- وضع دستور يكفل المبادئ العالمية لحقوق الإنسان و الحريات العامة سوف يكون عقبة أمام اسرائيل في سعيها لتهجير عرب 48 ونفيهم عن إسرائيل ، ويمنع تحقيق الانصهار الكامل للسكان اليهود في مجموعة متجانسة .
    3- عدم رغبة المؤسسة العسكرية ذات النفوذ القومي في أن تتبع القوى السياسية بنص دستوري
    4- صعوبة الاتفاق حول تعريف محدد ودستوري لليهودي والصهيوني والإسرائيلي أمام العالم
    وهكذا كان صعباً على إسرائيل وضع دستور مكتوب قبل أن تستقيم لها الأمور وتستقر فيها الظروف
    وهناك قضية أخرى بالغة الخطورة تتعلق برسم الحدود لدولة إسرائيل وهي تشكل عقبة دستورية أخرى لدولة أقامت سلطتها السياسية دون وجود إقليم أو أرض معينة ومحددة لها دولة ليس لها شعب متجانس وتعتمد على الهجرة اليهودية من أجناس وأقطار متعددة دولة فيها الأفريقي والأسيوي والأوروبي والأمريكي ولا يجمعهم لغة أو عادات واحدة، ولا يشتركون إلا في الديانة الواحدة – اليهودية – فقط - و هي دولة عنصرية قولاً وعملاً ونصاً وروحاً فكيف يكون لها حدود وشريعتها تقوم على أن دولة اسرائيل تتسع لتشمل كل الدول المجاورة لها من النيل إلى الفرات
    وظهر ذلك واضحاً في خطاب " بن غوريون " أمام الكنيست بعد احتلال اسرائيل لأراضي سيناء المصرية في العدوان الثلاثي الذي تم 1956 م قائلاً :
    (( أن قواتنا المسلحة أنجزت حملة صاعقة استمرت أقل من سبعة ايام لتطهير شبه جزيرة سيناء من القوات المعادية وتمت لها السيطرة على خط يمتد من رأس النقب إلى شرم الشيخ ومن ايلات إلى رفح بعمق يصل إلى قناة السويس وخليجها الجنوبي)) هكذا يعترف " بن غوريون " بحدود الدولة الصهيونية المرسومة منذ العام 1919 م والتي تشمل الجنوب اللبناني ونهر الليطاني والجولان السورية وجميع مدن شرق الاردن – متجاوزة الضفة الغربية الفلسطينية ، إضافة إلى قطاع غزة وشبه جزيرة سيناء )) وهو ما يعني عدم الاعتراف بالحدود الدولية التي رسمت لها في قرار التقسيم الصادر 1947 م على 55 % من مساحة فلسطين الكلية ، ولم تلتزم به في حرب العام 1948 لكي تستولي على 79 % من مساحة فلسطين وسعت للتوسع باحتلال قطاع غزة وشبه جزيرة سيناء عام 1956 م – وتحاول ضمها – بحجة أنها الحدود الآمنة لها من عمليات الفدائيين الفلسطينيين بمساندة القوات المصرية العاملة في قطاع غزة ، التي كان يقودها العقيد الشهيد " مصطفى حافظ " الذي اغتالته أيدي الموساد الصهيوني في رسالة متفجرات قبل العدوان الثلاثي بعدة أشهر مع العقيد " صلاح مصطفى " الملحق العسكري المصري في الأردن والضفة الغربية الفلسطينية آنذاك .
    وإجمالاً :-
    كانت سنوات عصيبة مرت على عرب 48 ما بين أعوام 1948 – 1956 عانوا فيها قسوة الحياة في ظروف مرحلة اثبات الوجود للكيان الصهيوني الوليد في ما سمي بإسرائيل تحولوا خلالها إلى أقلية مضطهدة تعيش تحت قوانين الحكم العسكري الاسرائيلي الذي يعاملهم كمواطنين غير مرغوب فيهم ، رغم أنهم يحملوا – صوريا – جنسية الدولة الإسرائيلية التي يمثلها الحاكم العسكري ضدهم . في ظل دولة توسعية لم ترسم لها حدوداً ولم تضع دستوراً وتتطلع إلى الهدف الأكبر في التوسع عبر الحدود العربية ، تحت تأثير الأحلام الدينية والتاريخية عن أرض إسرائيل الكبرى أرض الميعاد من النيل إلى الفرات والتي كانت تعشعش في عقول زعماء إسرائيل من أمثال " بن جوريون " و " حايم وليزمان " حيث لاحت الفرصة بالاتفاق مع فرنسا وبريطانيا لكي تحصل إسرائيل على شبه جزيرة سيناء التي تضم عدداً من الرموز المهمة عند اليهود وبينها الجبل الذي يعتبر محور التاريخ اليهودي ومنبعه جبل موسى عليه السلام – وقد ذكر " بن غوريون " صراحة أمام الكنيست أن أهداف الحملة العسكرية الإسرائيلية تحرير هذا الجزء من الوطن في شبه جزيرة سيناء وكانت تعليقات الإذاعة الإسرائيلية منذ بدء الهجوم على " مصر " وقطاع غزة 1956 م تمضي في غيها على أن سيناء جزء من أرض إسرائيل المسلوبة وأنها امتداد لأرض النقب الفلسطينية والتي أصبحت إسرائيلية
    - لقد كانت ولا تزال المشكلة الكبرى أمام كل الفلسطينيون بل كل العرب في مصر وسوريا والأردن ولبنان أنهم أمام دولة معادية أحلامها بلا حدود تحكمها المؤسسة العسكرية وتعيش حالة التغير الدائم والمستمر بسبب الهجرات المتتالية من اليهود القادمين إليها من أرجاء العالم وتطمع في نقل كل يهود العالم إليها كما تحلم بدولة يهودية صرفه ولا يمكن على هذا المنوال أن تترك عرب 48 أو غيرهم من العرب الفلسطينيين بسلام وأمان .

  3. #3

    رد: الكيان الصهيوني دوله توسعيه بلا حدود

    المبحث الثالث
    الصهيونية بين القوميه والدين :
    ----------------------------
    التقت البدايات الصهيونية مع الخدع الاستعمارية في بدايات القومية العربية لتعلن عن جريمة العصر في القرن العشرين تمثلت في وجود بلاد مأهولة تفتح أبوابها سرا لهجرة جماعية من غرباء عرف عنهم أنهم يسعون لإقامة دولة لهم بينما يحرم أهلها الأصليين حقهم في تقرير مصيرهم داخل فلسطين وكأن الغرب الأوربي يريد أن ينتقم من الأمة العربية الإسلامية التي زحفت إلي غرناطه واقتربت من الحدود الفرنسية في سنوات ازدهارها والتي امتد زحف جيوشها من صخرة جبل طارق في المغرب إلي شواطئ اللوار ولو استمر هذا الزحف كما قال المؤرخ البريطاني جيبسون في كتاب : انحلال وسقوط الإمبراطورية البريطانية لو استمر الزحف لأوصل جيوش العرب إلي بولندة واسكتلنده دون أن يشتبك في معركة حربية بسبب ضعف الجيوش الأوربية فكان من المحتمل أن يدرس القرآن العربي والتاريخ العربي الإسلامي كمادة أساسية في مدارس أكسفورد وكمبردج وانطلاقا من خوف المستعمر الغربي الأوربي علي وجوده توحدت جيوشهم وكونوا أمة غربية هزمت علي أيدي صلاح الدين الأيوبي في معركة حطين عام 1187 وطردت من القدس ليعودوا مرة أخري وعلي صهوة جواد الجنرال اللينبى عام 1918م ليقول بكل غرور وتبجح (لقد عدنا إلى القدس ولن نخرج منها أبداً ! واحتج زعماء العرب من الفلسطينيين لتبدأ بعدها سلسلة الأحداث الصراعية لإثبات الهوية القومية العربية لدي الشعب الفلسطيني الذي كان قد بدأه يواجه المستعمر البريطاني والمستوطن الصهيوني مابين نهاية الحرب العالمية الأولي وبداية الحرب العالمية الثانية مع ذيوع وانتشار فكرة الوحدة العربية التي أرست قواعد إنشاء جامعة الدول العربية لتكون بديلة عن الولايات العربية المتحدة ومتزامنة مع إنشاء هيئة الأمم المتحدة سنة 1945 والأخيرة باركت في نهاية المطاف تقسيم فلسطين إلى دولتين عربية ويهودية سنة 1947 وباركت الاعتداءات الصهيونية علي الحق العربي الفلسطيني في إنشاء حكومته ودولته علي المساحة المقررة له في قرار التقسيم لأن الصهاينة كانوا قد استولوا علي 79% من مساحة فلسطين الكلية في حرب 1948 . وطردوا مئات الآلاف من الشعب الفلسطيني خارجها والدول العربية لم تفعل شيئا خوفا من بريطانيا وفرنسا علي عروشها ذاتها ووسط هذا الضعف كان عرب فلسطين الذين اضطروا لحمل الجنسية الإسرائيلية لا يستطيعون أن يغيروا جلدهم لأنهم عرب تلك هي هويتهم والتي يرفض الصهاينة الذين أسسوا دولتهم علي العقيدة اليهودية والفكر الصهيوني العنصري أن يعترفوا بهم كمواطنين عاديين فهم أقلية عربية منبوذة ليست أمامها سوي التشبث بهذه الهوية لأنهم في كل الأحوال لن ينجحوا مع الغطرسة الصهيونية في أن يكونوا مواطنين لهم نفس الحقوق ونفس الواجبات لذا كان محمود درويش يغني في أشعاره التي كتبها تحت ظروف الحكم العسكري الإسرائيلي قائلا
    سجل أنا عربي ...... نعم عربي في وجه هذه الهجمه الصهيونية العنصريه
    --------------
    لقد استندت الحركة الصهيونية عند قيامها سنة 1897 برئاسة "هرتزل" إلي قواعد دينية فضلا عن كونها حركة سياسة مفادها"العودة إلي الأرض "الموعودة" في هذا الإطار مثلت إقامة دولة إسرائيل وما أعقبها من أصدار قانون العودة الذي فتح أبواب الدولة الوليدة علي مصراعيها أمام كل يهودي يرغب في العودة إلي أرض الأجداد أرض فلسطين أو إسرائيل وكان التيار الصهيوني المتشدد برئاسة "فلاديمير زييف جابوسكي" يطالب بكل فلسطين علي اعتبار أن هذا حق تاريخي لليهود ويمثل العودة الطبيعية العادلة لليهود إلي فلسطين (أرض إسرائيل) .وكان الرفض العربي لخطة التقسيم التي أقرتها الأمم المتحدة سنة 1947 يعني رفض ، فكرة قيام الدولة اليهودية في فلسطين إلا أن جامعة الدول العربية ، طرحت فكرة إقامة كيان سياسي واحد يستند إلي التعايش اليهودي العربي وفي هذا السياق قدم أمين جامعة الدول العربية " عبد الرحمن عزام " ، خطة أعدتها اللجنة السياسية للجامعة إلي وسيط الأمم المتحدة " برنادوت" سنة 1948 تضمن خطة تشكيل حكومة مؤقتة في فلسطين تضم كافة المجموعات السكانية البارزة المقيمة في البلاد بنسب تتفق مع إعدادها ، وتصدر هذه الحكومة قانون انتخابي لتشكيل لجنة تأسيسه تتولي مهمام السلطة التشريعية إلي حين انتخاب الجمعية التشريعية وتصدر دستورا يكفل المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان والحريات الأساسية دون تميز علي اساس العرق او الجنس أو اللغة أو الدين وحق استخدام اليهود للغة العبرية كلغة رسمية ثانية في البلاد ولكن الحركة الصهيونية رفضت الخطة العربية لانها تتعارض مع قيام دولة اسرائيل التي الهبت مشاعر عميقة في صفوف المستوطنين اليهود علي ارض فلسطين .
    ويعتبر " دافيد بن جورين " الذي أصبح أول رئيس لحكومة إسرائيلية سنة 1948 من رواد الحركة الصهيونية وهو الذي ولد في بولندا سنة 1886 ثم هاجر إلي فلسطين سنة 1906 ليكون واحدا من الرواد الذين كونوا الجمهوريات العبرية الصغيرة علي شكل مستوطنات زراعية في فلسطين، وامتلك بندقية ليقتل بها من يجرؤ علي الاقتراب من جمهوريته الزراعية ، وقد اختير عضوا في اللجنة المركزية لحزب العمال العبرانيين الديمقراطي الأشتراكى في فلسطين، منذ العام 1906م وقد استطاع من خلال هذا الحزب أن يقود الصهيونية الي الاستيلاء علي فلسطين بترويج الأساطير ، وكان يلعب علي موضوع ، المسيح المنتظر كأسطورة يؤمن بها اليهود ولكنه في الوقت ذاته ، كان ينكر الدين كقوة أصلية في القومية اليهودية الحديثة – الصهيونية-وكان مؤمنا تماما بالعلم والعقلانية لكنه لم يكن ملحدا بل صهيونيا – وقد تحدث عن أرض للشعب اليهودى يفرض فيها اللغة العبرية والدين اليهودي – وقد تحدث بن جوريون دائما عن مجتمع نموذجي – وخلط بين شخصية المسيح المنتظر وبين الحركة الصهيونية المسيحية إلي مسيحية صهيونية ... !! القادرة علي بناء مجتمع نموذجي سوف يكون نورا بين الأمم
    و تظهر العقيدة الصهيونية جلية واضحة لدي " بن جوريون" عيشه العدوان الثلاثي 1956وهو يقول إن قواتنا احتلت جزيرة تيران في خليج العقبة ، التي كانت مركز دولة عبرية قديمة انتهت قبل ألف وأربعمائة عام – تأكيدا لمقولته السابقة بعد قيام إسرائيل سنة 1951 حين قال :- إن إسرائيل دولة لا تحدد شخصيتها بأرضها ولا شعبها فقد أقيمت علي جزء من ارض إسرائيل الكبرى وحتى اولئك الذين التبس عليهم الأمر لا ينكرون ما في حدودها الراهنة من شذوذ .
    هذا الرجل اليهودي الصهيوني الإسرائيلي " بن جوريون " هو المعبر قولا وفعلا ، عن الصهيونية التي حددت مسار اليهودية باتجاه فلسطين والعالم العربي ، علي مبادئ مهمة تطالب بهجره يهود العالم إلي فلسطين ، لأقامه دولة ، يهودية مئة في المئة تحمل اسم إسرائيل ، وتسعي لتحقيق التجانس بين أفرادها وتسعي لهجرة كل اليهود إلي اسرائيل وتحويل جميع اليهود الي صهاينة
    وتجاهلت هذه المبادئ ان هناك قومية عربية اخري تعيش في نفس المكان ، ومنذ الاف السنين وانها لن تسلم بسهوله وان الصراع معها سيستمر زمان طويلة. * فقد قامت الصهيونية كحركة سياسية تسعى لخلاص الشعب اليهودي وتجميعه في أرض الميعاد لبناء دولة علمانية تفصل بين الدين والدولة وكان لأقطاب الحركة تعريفاتهم لليهودية التي تتناقض مع ما يقوله المتدينون ، وقد جاءت لحل مشكلة اليهود بوصفهم شعباً وليس بوصفهم أصحاب ديانة فقد واجهت الحركة الصهيونية عداء كثير من الأوساط الدينية اليهودية التي تؤمن بأن قيام الدولة اليهودية سوف يتم على أيدي المسيح المنتظر الذي سيرسله الرب لإنقاذ اليهود، ولا يجب أن يتدخل البشر في إرادة الإله . و أن الشخصية المميزة لليهودي لا تنشأ من الديانة وحدها ، وصحيح أن هذا العرق وهذه الديانة متصلان برباط لا ينفصم لكن أيا كان سبب ربط فكرة العرق بالدين فمن المؤكد أن الدين وحده لا يشكل الشعب ، فالمؤمن بالعقيدة اليهودية لا يصبح يهودياً لكن اليهودي بالمولد يظل يهودياً حتى لو أنكر دينه وهناك أمور مهمة في هذا الخصوص يمكن تحديدها بأن اليهودي يعارض أي تشريع يقيد حريته كما يرفض الخضوع لأي تصنيف عرقي بعد دخوله أي بلد ، بينما يقدم نفسه للأغيار على ان اليهودية دين – لا عرق – فلدى اليهودي دائماً رؤيتان واحدة لأبناء طائفته وأخرى لسلطات الأغيار ويعرف ( هرتزل الأمة ) قائلاً : بأنها جماعة تاريخية تتألف من إناس يجمع بينهم نظام حياة مستقر ويوحدهم عدو مشترك، ويمكن إضافة كلمة يهودي إلى هذا التعريف لكي يتضح ما أقصده بالأمة اليهودية ) ويقول " لنقر جميعاً بأننا معشر اليهود أمة متفردة ينتمي إليها كل يهودي بالضرورة أيا كان بلده أو مسكنه أو درجة إيمانه.
    * أن الديانة اليهودية قومية وأن القومية جزء لا يتجزأ من الديانة والخلاص لا يعني بالنسبة لليهود مجرد إقامة السلام على الأرض والنوايا الطيبة للإنسان وأنما بالاعتراف العالمي بتفرد اليهودي وهذه التعاليم ليست مجرد إيمان بكنيسة تسمح للمؤمن بها بالدخول في كنفها – إنها إيمان أمة بماضيها ومستقبلها. وأن هناك برنامجين لليهود في العالم : واحداً معد للأغيار والآخر قاصراً على اليهود ولتقرير أي البرنامجين هو الحقيقي فمن الأصوب اتباع البرنامج الذي ترعاه الحركة الصهيونية أن القول بأن اليهود يؤلفون أمة هي الأكثر شيوعاً بين اليهود وهي ليست أمة ذات ماض فحسب بل لها مستقبل أيضاً والأكثر من هذا أنها أمة عظمى " وأنه من المهم إلهاء الأغيار السذج بمجموعة من الاشياء المسلية- ذلك هو البرنامج الحقيقي الذي يناضل دعاة الصهيونية من أجله بالفعل العرقي والقومي لليهود. لقد عاش اليهود في الشتات كما حكم الله عليهم حتى ظهرت الصهيونية وزعم دعاتها أن الله قد منحهم فلسطين وما يليها من النيل إلى الفرات وزعموا أن هيكل سليمان ما زال في المسجد الأقصى واختاروا له مكاناً وزعموا أنه حائط المبكى ، وقد خططوا لوضع دستور للخلافة العثمانية يبتعد فيه عن شريعة الإسلام حتى حصلوا على وعد بلفور لإقامة وطن قومي لهم في فلسطين وحرفوا لذلك نصاً في التوراة يقول : " يا إبراهيم انظر إلى المشارق والمغارب لسوف أعطيك هذه الأرض وأورثها لذريتك من بعدك وسيجعل الله في ذريتك الأمم والنبوة والكتاب
    ومما سبق يتضح الخلط والتناقض بين كون اليهودية كديانة قومية وهو مالا يمكن التسليم به بالنسبة الينا كموحدين ومؤمنين بعداله وتسامح الأديان والدين اليهودي الذى نزل علي سيدنا موسي عليه السلام بكل تعاليمه لايمكن ان يتطابق مع اليهودية الصهيونية بأي حال لانها حركة عنصرية توسعية تبحث عن وطن علي حساب موحدين ساميين مثل الفلسطينيون المسلمون وهو ما ثبت عبر التاريخ اليهودي فقد كتبوا أن نبي الله سليمان مات كافراً وكذبهم القرآن الكريم بالآية79 في سورة البقرة : " فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمناً قليلاً فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون " وفي الآية 70 من سورة المائدة " لقد أخذنا ميثاق بني إسرائيل وأرسلنا إليهم رسلاً كلما جاءهم رسول بما لا تهوى أنفسهم فريقاً كذبوا وفريقاً يقتلون " وفي سورة النساء الآيات 155-157 كان الرد على افتراءاتهم الموجهة لمريم العذراء وسيدنا عيسى عليه السلام "فبما نقضهم ميثاقهم وكفرهم بآيات الله وقتلهم الأنبياء بغير حق وقولهم قلوبنا غلف بل طبع الله عليها بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا (155) وبكفرهم وقولهم على مريم بهتاناً عظيماً (156) وقولهم إنا قتلنا عيسى بن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وأن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا إتباع الظن وما قتلوه يقينا (157) بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزاً حكيماً " صدق الله العظيم
    ولقد جاء الإسلام لكل البشر كافة دون إجبار أو إكراه ، وفتح فلسطين وبيت المقدس بوثيقة الأمان إلى أهلها من المسيحيين وجاء في نصها:
    " بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا ما أعطى عبد الله / عمر بن الخطاب أمير المؤمنين أهل إيلياء من الأمان أعطاهم أماناً لأنفسهم وأموالهم ولكنائسهم وصلبانهم ، وسقمها وبريئها وسائر ملتها لا تسكن كنائسهم ولا تهدم ولا ينتقص منها ولا من خيرها ولا من صليبهم ولا من شيء من أموالهم ولا يكرهون على دينهم ولا يغار أحد منهم ، ولا يسكن بإيلياء معهم أحد من اليهود وعلى أهل إيلياء أن يعطو الجزية ، كما يعطي أهل المدائن وعليهم ان يخرجوا منها الروم واللصوص فمن خرج منهم فإنه أمن على نفسه وماله حتى يبلغوا مأ منهم ، ومن أقام منهم فهو آمن وله مثل ما على أهل إيلياء من الجزية "
    فأين هذا العدل والتسامح من اليهود والصهاينة في فلسطين ؟ وما فعلوه ويفعلوه بعرب 1948 م وأهل الأرض المحتلة الفلسطينية على حد السواء من إرهاب وتنكيل ؟ . ولقد كان إنهيار الخلافة العثمانية وقيام تركيا العلمانية نهاية الخلافة الإسلامية وحيث تم تقسيم الوطن العربي إلى ولايات صغيرة في الوقت الذي ظهرت فيه فكرة القومية العربية وبدأ الصراع الأيديولوجي بين الإسلاميين والقوميين ، ولم يكن في العالم العربي كله باستثناء مصر هيكلية الدولة القطرية . وهنا كان الأمر صعباً في قيام دولة فلسطينية مستقلة تحمل الهوية العربية الإسلامية في ظل الهجمة القومية الدينية من اليهودية الصهيونية ، وقد أدت الحركة الإسلامية في فلسطين منذ بداية الانتداب البريطاني دوراً بالغ الأثر في استقطاب أهل فلسطين حول هوية وطنية ، وقد كان الرد الوطني الأول على الاحتلال البريطاني هو في إنشاء جمعيات إسلامية - مسيحية مشتركة ، وعلى امتداد الحكم البريطاني الذي استمر ثلاثون عاماً قاد الحركة الوطنية الفلسطينية زعيمان ، كان كلاهما من رجال الدين وهما / المفتي " أمين الحسيني " . والشيخ " عز الدين القسام " السوري الجنسية ومنذ العام 1935 دخلت حركة الأخوان المسلمين إلى فلسطين وأسست أول فروعها فيها عام 1945 م، وعين المفتي رئيساً فخرياً للحركة ، وتبدو واضحة امتدادات الحركة الإسلامية في جذور النشأة الأولى لتنظيم حركة "فتح" خلال الخمسينات والتي تحولت إلى حركة وطنية علمانيه في السبعينات بقيادة " ياسر عرفات " – لكن النموذج الحي لجذور الإخوان في فلسطين الآن هو في حركة حماس التي أعلنت عن نفسها منذ العام 1987 م . مجمل القول أن الهوية الوطنية الفلسطينية المستقلة لسكان فلسطين كانت ما بين العروبة والإسلام وظلت كذلك حتى نشوب حرب يونيه 1967 م ما بين الانتماء للحركة الإسلامية أو الولاء للقومية العربية التي قادها جمال عبد الناصر في الستينات
    أن الصراع على أرض فلسطين في نهاية الأمر هو صراع على الهوية الدينية في كونها تمثل الهوية القومية للمتصارعين أحياناً . وكان قادة الصهيونية دائماً يربطون بين اليهودية والصهيونية ، الذي جاء على لسان " حايم وايزمان " أمام المؤتمر الصهيوني العشرين 1937م قائلاً : " لقد وعد الله اليهود منحهم أرض إسرائيل وهذا الوعد هو وثيقتنا المهمة " ولأن الحركة الصهيونية حركة علمانية رفضتها كافة التيارات الدينية اليهودية في بداية تأسيسها ثم اضطرت للتعامل معها بعد قيام إسرائيل على أساس أن الصهيونية جاءت من نفس الإرادة الإلهية وأن تجسدت على شكل حركة علمانية دورها يتلخص في تنفيذ إرادة الله للشعب اليهودي الذي ينتظر الخلاص مع ظهور المسيح المنتظر وفي ما عدا جماعة " ناتوري كارتا " أو حراس المعبد فإن كافة التيارات الدينية اليهودية تنظر إلى إسرائيل باعتبارها شكل من اشكال المنفى الروحي وليس الجغرافي فكل واقع لا يعبر عن انتظار الخلاص على ايدي المسيح المنتظر ، هو واقع المنافي بالنسبة لليهودي المتدين الذي يشارك أحياناً في النظام السياسي الإسرائيلي فقط لكي يضفي الصفة الدينية اليهودية على دولة إسرائيل كون قيامها نوع من أنواع العناية الإلهية لإنقاذ أرواح اليهود الذين اضطهدوا وعذبوا في الشتات. ولا يمكننا اعتبار اليهود الحاليين الورثة الشرعيين للديانة اليهودية التي تبعثرت مواثيقها ومزاميرها عبر ألاف السنين فانقرضت جذورها وأصولها إلي تيارات معظمها صهيوني والقليل منها الديني الذى يرفض الصهيونية كحركة توسعية تنذر بالدمار علي الشعب اليهودي وهذا مانجده في إسرائيل برفض المؤسسة الدينية و الرسمية الحكومية الاعتراف بوجود أمة إسرائيلية جغرافية ، وإصرارهما على أن إسرائيل تمثل الأمة اليهودية في أنحاء العالم كل حسب منطقة القومي العلماني والديني الروحي وفي المقابل فإننا نجد العجز العربي الرسمي منذ قيام الثورة العربية الكبرى ضد الإمبراطورية العثمانية وخديعة بريطانيا للعرب عن طريق " لوراتس " الذي ذكر في كتابه " أعمدة الحكمة " أن بريطانيا أعطت وعوداً للشريف حسن بخلافة عربية هاشمية بديلة للخلافة العثمانية كانت نهايتها تنازل الأمير فيصل ابن الحسين عن فلسطين في مؤتمر السلام الذي عقد في فرنسا 1919 م مرحباً بوطن قومي لليهود فيها مقابل أن يكون ملكاً على الأردن والعراق فقط ، بينما وقعت المملكة العربية السعودية موقفاً سلبياً من المؤامرة الصهيونية الاستعمارية على فلسطين.
    وللأسف الشديد فإن الصراع داخل العالم العربي بعد قيام إسرائيل اتسم بالحدة والعنف ما بين النظم الرسمية وبعضها ، وما بين الأيديولوجيا القومية والحركة الإسلامية والتي تلعب القوى الاستعمارية والصهيونية على أوتارها ما بين هؤلاء وأولئك في الوطن العربي.

  4. #4

    رد: الكيان الصهيوني دوله توسعيه بلا حدود

    المبحث الرابع
    النظام السياسي والحكم في إسرائيل
    أولا : قيام الدولة العبرية :
    علي أثر مناقشة قضية فلسطين في الجمعية العامة للأمم المتحدة أوفدت هيئة الأمم المتحدة لجنة دولية خاصة إلي فلسطين بتاريخ 15 أيار 1947 وكلفتها باعداد تقرير بشأن مسألة فلسطين للنظر فيه في دورة الجمعية العادية المقبلة حيث قررت تلك اللجنة تقسيم فلسطين إلي دولتين أحداهما عربية والأخرى يهودية كما أوصت ان توضع مدينة القدس تحت حكم دولي خاص وذلك بعد جلاء القوات المسلحة التابعة لسلطات الانتداب في فترة لا تتجاوز الأول من تشرين أول عام 1948.
    وفي 29 تشرين الثاني 1947 أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثانية القرار رقم 181 والخاص بتقسيم فلسطين وقد فاز القرار بأغلبية 33 صوتا هي : أستراليا ، بلجيكا ، بوليفيا ، البرازيل ، بيلوروسيا ، كندا ، كوستاريكا ، تشيكوسلوفاكيا ، الدانمرك الدومينيكان ، أكوادور، فرنسا ، غواتيمالا هايتي ، ايسلندا ، ليبريا ، لوكسمبرغ ، هولندا نيوزيلندا ، نيكاراغوا ، النرويج ، بنما ، باراغواي ، بيرو ، الفلبين ، بولندا ، السويد ، أوكرانيا ، جنوب افريقيا ، الاتحاد السوفياتي ، الولايات المتحدة ، اوراغواي ،وفنزويلا . وعارض القرار 13 دولة هي افغانستان كوبا ، مصر ، اليونان ، الهند ،إيران ،العراق ،لبنان ،باكستان ، السعودية سورية، تركية ، اليمن .وامتنع عن التصويت عشر هي الأرجنتين ، تشيلي، الصين ، كولومبيا ، السلفادور ، الحبشة هندوراس ، المكسيك ، بريطانيا ، يوغسلافيا . وجاء في خطة التقسيم :
    ( أولا: ينتهي الانتداب علي فلسطين في أقرب وقت ممكن علي ألا يتأخر في حال عن الأول من آب 1948.
    ثانيا : يجب أن تجلوا القوات المسلحة التابعة للسلطة المنتدبة عن فلسطين بالتدريج ويتم الانسحاب في أقرب وقت ممكن علي ألا يتأخر في أي حال عن 1/8/ 1948. ويجب أن تعلم السلطة المنتدبة اللجنة في أبكر وقت ممكن بنيتها إنهاء الانتداب –الجلاء عن كل منطقة , تبذل السلطات المنتدبة أفضل مساعيها لضمان الجلاء عن منطقة واقعة في أراضي"الدولة" اليهودية تضم ميناء بحريا وأرضا خلفية كافيين لتوفير تسهيلات لهجرة كبيرة وذلك في أبكر وقت ممكن علي ألا يتأخر في أي حال عن الأول من آب 1948.
    ثالثا: تنشأ في فلسطين الدولتان المستقلتان العربية واليهودية والحكم الدولي الخاص بمدينة القدس وذلك بعد شهرين من اتمام جلاء القوات المسلحة التابعة للسلة المنتدبة علي أن لا يتأخر ذلك عن الأول من تشرين الأول 1948. اما حدود الدولة العربية و"الدولة" اليهودية ومدينة القدس .
    رابعا:تكون الفترة ما بين تبني الجمعية العامة توصيتها بشأن مسألة فلسطين وتوطيد استقلال الدولتين العربية واليهودية فترة انتقالية .)(1)
    وفور إعلان هذا القرار بدأت اللجنة التنفيذية للوكالة اليهودية في الحال بنقل السلطات الإدارية إلي المكاتب والمؤسسات التابعة لها ، ولم تجد صعوبة كبيرة في استلام السلطة الإدارية بسبب توافق تشكيلاتها الإدارية مع التشكيلات الإدارية لحكومة الانتداب وكون غالبية الموظفين الإداريين في حكومة الانتداب هم من الصهاينة , وعلي الصعيد الدستوري قررت اللجنة التنفيذية للوكالة في أول آذار 1948 بناء علي اقتراح الدائرة السياسية في الوكالة تشكيل مجلس وإدارة الشعب ليقوم بالمهام التالية:إنشاء الأقسام المحلية والمركزية للإدارة الحكومية وإنشاء ميليشيا رسمية ، والتحضير لانتخاب المجلس التأسيسي بقصد تكريس الشكل الرسمي للوجود اليهودي في فلسطين قبل انتهاء الانتداب. وتم تشكيل مجلس الشعب من سبعة وثلاثين عضوا كهيئة تشريعية وإدارة الشعب من ثلاثة عشر عضوا برئاسة بن غوريون وبتاريخ 14 أيار 1948 أعلنت إدارة الشعب أمام مجلس الشعب قيام دولة إسرائيل وقد تشكلت الحكومة المؤقتة برئاسة بن غوريون وقد اعترفت الولايات المتحدة بإسرائيل بعد أحدي عشرة دقيقة من قيامها وأعقبها الاتحاد السوفيتي.
    نص وثيقة إعلان "قيام إسرائيل" في 14/5/1948
    ( نشأ الشعب اليهودي في (أرض إسرائيل)وفيها اكتملت صورته الروحانية والدينية والسياسية وفيها عاش حياة مستقلة في دولة ذات سيادة وفيها أنتج ثرواته الثقافية القومية والإنسانية وأورث العالم أجمع كتاب الكتب الخالدة , ولما أجلي الشعب اليهودي عن بلاده بالقوة حافظ علي عهده لها وهو في بلاد مهاجره ولم ينقطع عن الصلاة والتعلق بأمل العودة إلي بلاده وتجديد حريته السياسية فيها , وبدافع هذه الصلة التاريخية التقليدية أقدم اليهود في كل عصر علي العودة إلي وطنهم القديم والاستيطان فيه وفي العصور الأخيرة اخذوا يعودون إلى بلادهم بآلاف مؤلفة من طلائعيين ولاجئين ومدافعين فاحيوا القفار وبعثوا لغتهم العبرية وشيدوا القرى والمدن وأقاموا مجتمعا آخذ في النمو ، سيد اقتصادياته وثقافته ينشد السلام ويحمي ذماره ويزف التقدم إلي جميع سكان البلاد متطلعا إلي الاستقلال الدولي, وفي عام 1897 عقد المؤتمر الصهيوني تلبية لنداء صاحب الفكر"الدولة اليهودية" ثيودور هرتزل وأعلن حق اليهود في النهضة الوطنية في بلادهم وقد اعترف تصريح بلفور يوم 2/11/1917 بهذا الحق وصادقت عصبة الأمم علي هذا الحق بموجب صك الانتداب الذي اكسب بصفة خاصة مفعولية دولية للصلة التاريخية التي تربط الشعب اليهودي بأرض إسرائيل وبحق الشعب اليهودي في إعادة تشييد وطنه القومي , إن الكارثة التي حلت باليهود في الآونة الأخيرة والتي كان من ضحاياها الملايين من يهود أوروبا ، أن هذه الكارثة قد عادت وأثبتت بالفعل ضرورة حل مشكلة الشعب اليهودي المحروم من الوطن والاستقلال بتجديد "الدولة " اليهودية في أرض إسرائيل لتفتح باب الوطن علي مصراعيه لكل يهودي وتؤمن للشعب اليهودي حياة امة متساوية الحقوق مع سائر الأمم في العالم, أن البقية الباقية التي أنقذت من المجزرة النازية في أوروبا مع يهود سائر البلدان لم يكفوا عن اللجوء إلي "أرض إسرائيل" رغم جميع الصعاب والعراقيل والأخطار ولم ينقطعوا عن المطالب بحقهم في حياة من الكرامة والحرية والعمل الشريف في وطنهم , وفي الحرب العالمية الثانية ساهم المجتمع اليهودي في أرض إسرائيل بنصيبه كاملا في نضال الأمم نصيرة الحرية والسلام ضد قوي الظلم النازية وقد اكتسب اليهود بدماء جنودهم وبجهودهم الحربية حق اعتبارهم من الشعوب التي وضعت الأسس لميثاق الأمم المتحدة, وبتاريخ 29/11/1947 اتخذت الجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة قرارا يقضي بإقامة دولة يهودية في فلسطين وطالبت الجمعية العمومية للأمم المتحدة أهالي فلسطين باتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لتنفيذ هذا القرار بأنفسهم , أن اعتراف الأمم المتحدة بحق الشعب اليهودي في إقامة دولته غير قابل للإلغاء أنه لمن الحق الطبيعي للأمة اليهودية في أن تكون أمة مستقلة في دولتها ذات السيادة مثلها في ذلك مثل سائر أمم العالم .
    وعليه فقد اجتمعنا نحن أعضاء مجلس الشعب ممثلوا المجتمع اليهودي في البلاد والحركة الصهيونية في يوم انتهاء الانتداب البريطاني علي فلسطين وبحكم حقنا الطبيعي والتاريخي وبمقتضي قرار الجمعية العمومية للأمم المتحدة نعلن عن إقامة دولة يهودية في أرض إسرائيل هي دولة إسرائيل, وأننا لنقرر أنه ابتداء من اللحظة التي ينتهي فيها الانتداب الليلة ليلة 15 أيار 1948 وإلي ان تقام سلطات الدولة المنتخبة والنظامية طبقا للدستور الذي يضعه المجلس التأسيسي المنتخب في موعد أقصاه شهر تشرين الأول 1948 يقوم مجلس الشعب مقام مجلس الدولة المؤقت وتكون هيئته التنفيذية أي الإدارة الشعبية هي الحكومة المؤقتة للدولة اليهودية التي تسمي إسرائيل
    تكون دولة إسرائيل مفتوحة الأبواب للهجرة اليهودية ولجمع الشتات ، تدأب علي ترقية البلاد لصالح سكانها جميعا ، و تكون مرتكزة علي دعائم الحرية والعدل والسلام مستهدية بنبوءات أنبياء إسرائيل ، و تقنن المساواة التامة في الحقوق اجتماعيا وسياسيا بين جميع رعاياها دون تمييز في الدين والعنصر والجنس وتؤمن حرية الأديان والضمير والكلام والتعليم والثقافة وتحافظ علي الأماكن المقدسة لدي كل الديانات وتكون امينة لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة , أن دولة إسرائيل مستعدة للتعاون مع مؤسسات وممثلي الأمم المتحدة علي تنفيذ قرار الجمعية العمومية الصادر بتاريخ 29تشرين الثاني 1947 وللعمل علي إنشاء اتحاد اقتصادي يشمل أرض إسرائيل برمتها , أننا نناشد الأمم المتحدة أن تمد يد المساعدة للشعب اليهودي في تشييد دولته وقبول دولة إسرائيل ضمن أسرة الأمم , أننا ندعو ابناء الشعب العربي سكان دولة إسرائيل رغم الحملات الدموية علينا منذ شهور إلي المحافظة علي السلام والقيام بنصيبهم في إقامة الدولة علي أساس المساواة التامة في المواطنة والتمثيل المناسب في جميع مؤسساتها المؤقتة والدائمة , أننا نمد يد السلام وحسن الجوار لجميع البلدان المجاورة وشعوبها وندعوهم إلي التعاون مع الشعب اليهودي المستقل في بلاده ، وأن دولة إسرائيل مستعدة لأن تسهم بنصيبها في مجهود مشترك في الشرق الأوسط بأسره , اننا ندعو الشعب اليهودي في جميع مهاجره إلي التكاتف والالتفاف حول يهود هذه البلاد في الهجرة والبناء والوقوف إلي جانبهم في كفاحهم العظيم لتحقيق أمنية الأجيال إلا وهي تحرير إسرائيل
    وبتاريخ 15أيار 1948 انتهي الانتداب البريطاني رسميا علي فلسطين وانسحب المندوب السامي البريطاني والإدارة البريطانية من البلاد ولم تتخذ الأمم المتحدة أية إجراءات لضمان النظام بانتظار قرار نهائي بصدد مستقبل الحكم في فلسطين فعمت الفوضي واتجاه المذابح والهجمات الإرهابية الصهيونية علي السكان العرب والمشاكل التي نجمت عن تدفق اللاجئين الفلسطينين دخلت الجيوش العربية فلسطين دون أن تكون قد استعدت عمليا لمثل هذا التدخل ، إذ كانت تخضع جميعها للنفوذ البريطاني وحققت التقدم في الجولة الأولي لكن سرعان ما قرر مجلس الأمن فرض الهدنة وخلال فترة الهدنة(10 حزيرات إلي 8تموز 1948) وصل المزيد من المتطوعين المدربين والأسلحة إلي إسرائيل واستؤنف القتال يوم 9 تموز لمدة أسبوع ثم دعا مجلس الأمن إلي وقف إطلاق النار ولم يتردد اليهود في قتل الكونت برنادوت الوسيط الدولي الذي تقدم باقتراح ضم منطقة النقب إلي الدولة الفلسطينية خلال ذلك الوقت( وبتاريخ 9/12/1948 نشرت الحكومة الإسرائيلية المؤقتة مشروع دستور مؤقت ودعت إلي انتخاب الجمعية التأسيسية وأجريت هذه الانتخابات يوم 25/1/1949 واجتمعت الجمعية التأسيسية في 14 /2/1949 واصدرت الدستور الصغير لتنظيم شؤون الحكم وتحولت يوم 8/3/1949 إلي هيئة تشريعية اسميت الكنيست واستقالت الحكومة المؤقتة وقام بن غوريون بتشكيل الوزارة الأولي ونال ثقة الكنيست وتم انتخاب رئيس الدولة وبذلك تمت يوم 10/3/1949 الخطوات الدستورية لإنشاء جمهورية إسرائيل ويوم 11/5/1949 قبلت إسرائيل عضوا في الأمم المتحدة

    وبموجب هذا النظام أيضا أنشئت هيئتان رئيسيتان هما :
    1-مجلس الدولة المؤقت ليحل محل مجلس الشعب ويكون بمثابة البرلمان لإسرائيل.
    2-الحكومة المؤقتة لتحل محل الإدارة الشعبية ، وتكون الجهاز التنفيذي للدولة المسؤولة عن أعمالها امام مجلس الدولة المؤقت ومع أن هذا النظام لم يشر إلي وجوب انتخاب رئيس للدولة لكن الشخص الذي انتخب رئيسا لمجلس الدولة المؤقت (وكان حاييم وايزمان) اعتبر رئيسا لدولة إسرائيل في تلك الفترة .
    ( وكان نظام الجمعية التأسيسية ينص علي أن يكون عدد أعضاءها 120عضوا حيث أسفرت الانتخابات التي اجريت للجمعية التأسيسية عن تمثيل 12 حزبا سياسيا في الجمعية وكان من بين الـ120عضوا المنتخبين(108 رجال و12 امرأة) جميعهم من اليهود باستثناء ثلاثة من العرب وكان تصنيف الأعضاء المنتخبين حسب مهنهم كما يلي: 35مزارعا، 19نقابيا ،5حرفيين ، 3 مديري بنوك ، مدرسان ومختاران واستاذ جامعي ولم يتجاوز عدد أعضاء الجمعية الذين ولدوا في فلسطين اكثر من 20 عضوا فقط

  5. #5

    رد: الكيان الصهيوني دوله توسعيه بلا حدود

    وكانت اول قضية واجهتها الجمعية التأسيسية بعد انتخابها وضع دستور دائم لإسرائيل ومما يذكر أن محاولة لوضع دستور دائم قد جرت قبل قيام هذه الدولة حينما كلفت الوكالة اليهودية في فلسطين يوم 30 تشرين الثاني 1947 وهو اليوم التالي لقرار التقسيم لجنة خاصة من علماء القانون برئاسة الدكتور ليوكوهين المستشار لبن غوريون لوضع مشروع الدستور وقد عرض هذا المشروع علي الحكومة المؤقتة التي تألفت بموجب إعلان قيام إسرائيل ، وقد أعلنت الأحزاب الدينية معارضتها لمشروع الدستور لأنه لم يجعل من التوراة أساسا للتشريع اليهودي كما أعلنت الأحزاب اليسارية معارضتها للمشروع لأنه نص علي قيام محاكم ذات صبغة دينية للنظر في القضايا المتعلقة بالأحوال المدنية ( ومع أن هذا المشروع لم ينل موافقة الجمعية التأسيسية ، إلا أن كثيرا من المبادئ الأساسية التي قام عليها تعد اساس الأحكام الدستورية القائمة الآن في إسرائيل فقد نص ذلك المشروع علي :
    1-أن تكون اللغة العبرية هي اللغة الرسمية للدولة .
    2-أن تتخذ الدولة شكلا دستوريا جمهوريا.
    3-نص علي الأخذ بالنظام البرلماني .
    4-يكون رئيس الجمهورية ذا سلطات محدودة وينتخب من قبل البرلمان .
    5-وزارة ذات اختصاصات واسعة تتألف من إعطاء البرلمان.
    6-برلمان يمثل السلطة العليا وقمة التنظيم السياسي.
    7-الأخذ بنظام المجلس الواحد فيما يتعلق بالبرلمان .
    8-الأخذ بنظام التمثيل النسبي فيما يتعلق بالانتخابات .
    9-منح المحاكم القضائية حق رقابة دستورية القوانين .
    10-النص علي المبادئ التي تتضمنها عادة إعلانات حقوق الإنسان والحريات العامة ، والحقوق الاقصادية والاجتماعية وواجب الدولة في وضع تشريع التأمين الاجتماعي .
    11-أتخاذ أيام السبت والأيام ذات الصبغة الدينية ايام راحة وعطل رسمية .
    12-النص علي الصبغة العالمية اليهودية للدولة أي ان تكون دولة إسرائيل دولة للأفراد اليهود في جميع أنحاء العالم.)(5)
    ثانيا : الكنيست " البرلمان الأسرائيلي"
    أخذت إسرائيل بنظام المجلس الواحد ولهذا تتكون السلطة التشريعية فيها من مجلس واخد أطلق عليه منذ الثامن من أزار 1949 اسم الكنيست . وبما ان الكنيست هو بمثابة البرلمان في الدول البرلمانية ، فإنه يتمتع بأهمية كبيرة ويلعب دورا هاما في الحياة السياسية في " اسرائيل" .
    ( أ- أهم بنود قانون تأسيس " الكنيست " ما يلي:
    1- الكنيست هي المكان الذى يضم المنتخبين من قبل الشعب .
    2- يجب ان يكون محل الكنيست في القدس .
    3-يتم انتخاب 120 عضوا للكنيست .
    4-يتم انتخاب الأعضاء عبر انتخابات شاملة ، قطرية، مباشرة،متساوية،نسبية وسرية.
    5-حق الانتخاب :يعطي حق انتخاب أعضاء الكنيست لكل مواطن يزيد عمره عن ثمانية عشر عاما ما لم تكن المحكمة قد سحبت منه هذا الحق والقانون الانتخابي هو وحده الذي يحدد متي يعتبر المواطن قد وصل إلي سن الثامنة عشرة كي يكون له الحق في الانتخاب وتقوم وزارة الداخلية بإعداد جداول الناخبين وهو عبارة عن قائمة بأسماء أصحاب حق الانتخاب للكنيست حيث يكون هذا الجدول معدا للاستعمال في أي وقت تقرر فيه الكنيست إجراء الانتخابات .)(6)
    ب- التنظيم الداخلي للكنيست :
    ( يتكون الكنيست من 120 عضو منتخبين لمدة أربع سنوات تبدأ من يوم اول اجتماع يعقده الكنيست بعد انتهاء الانتخابات العامة وللكنيست لجنة رئاسة تتكون من رئيس الكنيست ونوابه الذين يصل عددهم إلي ثمانية نواب من أجل إتاحة الفرصة للأحزاب الكبيرة التمثيل في هذه اللجنة, ورئيس الكنيست ونوابه ينتخبون في أول اجتماع له بعد انتهاء الانتخابات ويتمتع رئيس الكنيست باختصاصات واسعة من اهمها إدارة جلسات الكنيست ومناقشاته ودعوة الكنيست لانتخاب رئيس الدولة كما أنه يتولي رئاسة الدولة عند غياب رئيس الدولة أو مرضه أو خلو الرئاسة لأي سبب حتي الانتهاء من انتخاب الرئيس الجديد ، وتضم الكنيست تسع لجان دائمة تمثل كل واحدة منها اختصاصا من الاختصاصات وهذه اللجان هي :
    لجنة التنظيم والرئاسة و اللجنة المالية و الدستور والقانون والقضاء ولجنة العمل واللجنة الاقتصادية و الشؤون الخارجية والأمن ولجنة الخدمات العامة ولجنة التعليم والثقافة والشؤون الداخلية )(7)
    ويتم اختيار المرشحين لرئاسة هذه اللجان وعضويتها من قبل لجنة التنظيم التي تتكون من ممثلي الأحزاب علي أن تمثل الأحزاب في هذه اللجان بنسبة عدد أعضائها في الكنيست من اجل استبعاد اشتراك الشيوعيين والعرب في عضوية اللجنة المالية ولجنة الشؤون الخارجية والأمن اشترط لعضويتها من أحزاب لا يقل عدد ممثليها عن 5 أعضاء في الكنيست .
    حـ : الانتماء السياسي لأعضاء الكنيست :
    أن طريقة الانتخابات المتبعة في إسرائيل هي طريقة التمثيل النسبي وبما أنه من مزايا هذه الطريقة أنها تساعد علي تمثيل الاتجاهات السياسية في الكنيست بنسبة تأثير كل منها علي الرأي العام ، فأنه يمكن القول بأن الكنيست هي صورة مصغرة لتوزيع الاتجاهات السياسية في الكيان الصهيوني وبما أن الكيان الصهيوني قد احذ بنظام تعدد الأحزاب فإنه يوجد حاليا عدد كبير من الأحزاب السياسية وتكون نسبة كبيرة من هذا الأحزاب ممثلة في الكنيست ( واهم الكتل الحزبية في الكنيست :
    1) كتلة الأحزاب العمالية وتشمل الاحزاب والحركات التي يتشكل منها "المعراخ" التجمع الذي ظهر علي مسرح الحياة السياسية في فلسطين المحتلة عام 1969 والذي يتكون من الأحزاب والحركات السياسية التالية : (مباي ،أحدوت ، عفواده ، ،ومبام) وقد حصل في انتخابات الكنيست عام 69 علي 56 مقعدا وفي عام 1973 علي 51 مقعدا وعام 77 علي 32 مقعدا وعام 81 علي 47 مقعدا وعام 1984 علي 44 مقعدا في الكنيست .
    2) كتلة الأحزاب اليمينية وتعود جذورها إلي أوائل القرن الحالي عندما قامت بين اليهود الصهاينة فئات تعارض الاتجاهات الدينية والاشتراكية في الحركة الصهيونية وقد انتظمت هذه الفئات في أحزاب سياسية عشية أنشاء الكيان الصهويني 1948 وأهم الأحزاب اليمينية: (حزب الصهيونيين العموميين ، حزب التقدميين وحزب حيروت)
    وفي عام 1973 انتظمت الأحزاب اليمينية في كتلة جديدة عرفت بأسم التكتل الليكود وحصل الليكود في انتخابات عام 1973 علي 39 مقعدا وفي عام 1977 (43)مقعدا وعام 1981 (48) مقعدا وعام 84(41) مقعدا ، وقد تشكل تكتل الليكود من الأحزاب والحركات السياسية التالية (جاحال-حيروت +الأحرار – حركة "أرض إسرائيل" الكاملة ، كتلة رافي وقائمة المركز الحر).
    3) كتلة الأحزاب الدينية وتشمل الحزب القومي الديني (المفدال) وحزب اغودات يسرائيل وبوعلي اغودات يسرائيل وتتضمن مبادئ الأحزاب الدينية عموما إقامة مجتمع مبني علي الأسس الأخلاقية والاجتماعية المستمدة من التوراة .
    4) المجموعات والحركات السياسية وأهم هذه الأحزاب والكتل : الحزب الشيوعي ، الحركة الديمقراطية للتغيير، داش، حزب المركز (شينوي) حركة السلام الآن ، حركة السلام والمساواة .....الخ)(8)
    د- اختصاصات الكنيست :
    بما أن النظام السياسي الذي أخذت به إسرائيل هو النظام البرلماني فإن الاختصاصات التي تتمتع بها البرلمانات في الدول ذات النظم البرلمانية ، لا تقتصر وظيفة البرلمان علي تشريع القوانين والموافقة علي الميزانية العامة وإقرار القروض العامة وإنما تشمل ايضا مراقبة السلطة التنفيذية ومحاسبتها علي أعمالها وعلي هذا الأساس يمكن تقسيم اختصاصات الكنيست إلي ثلاثة انواع رئيسية : الاختصاصات التشريعية و الاختصاصات المالية والاختصاصات السياسية . إضافة إلي ذلك فإن الكنيست هي التي تنتخب رئيس الدولة وتبت في أمر تعيين أعضاء المحكمة العليا وحق الكنيست في حل نفسها قبل انتهاء المدة المحددة لها .
    1- الاختصاص التشريعي:
    ( ينطوي القيام بهذا الاختصاص علي أمرين متعاقبين الأول :حق اقتراح القوانين والثاني : مناقشة القوانين والتصويت عليها فحق اقتراح القوانين هو اول مرحلة من مراحل العملية التشريعية . وفي إسرائيل اعطي هذا الحق للحكومة بالإضافة إلي كل عضو من اعضاء الكنيست وكل لجنة من لجانه الدائمة ومع ذلك فالملاحظ أن معظم اقتراحات القوانين التي تقدم إلي الكنيست صادرة عن الحكومة وليس عن اعضاء أو لجان الكنيست وهذا يعود لسببين : أحدهما : أن الحكومة أدري من أعضاء الكنيست ولجانه بحاجة البلد إلي القوانين والثاني : هو أن اقتراحات القوانين الصادرة عن الحكومة تحظي مقدما بتأييد ودعم الأحزاب الداخلة في الائتلاف الحكومي الذي يملك عادة الأغلبية في الكنيست .)(9)
    2-الاختصاص المالي: ويتضمن الاختصاص المالي للكنيست أمرين هامين هما القوانين المالية والميزانية العامة.
    3- الاختصاص السياسي : ويقصد بالاختصاص السياسي للكنيست حقه في مراقبة ومحاسبة رئيس وأعضاء مجلس الوزراء ومن أهم الوسائل التي تملكها الكنيست لمراقبة ومحاسبة الوزراء هي حق السؤال وحق الاستجواب وحق إجراء التحقيق وحق سحب الثقة من الوزارة وإسقاطها .
    4- التحقيق البرلماني : ويجري التحقيق البرلماني في الكنيست أما بناء علي طلب عضو أو أكثر من أعضائه شرط موافقة الكنيست علي هذا التحقيق بعد إتهام الوزارة أو الوقوف علي عيوب مصلحة من المصالح العمومية أو لفحص حادثة سياسية خطيرة أو سوء تصرف إداري أو فضيحة مالية أو سياسية فالغاية من إجراء التحقيق هي الوقوف علي عيوب الجهاز الحكومي سواء من الوجهة الإدارية أو المالية او السياسية .
    هـ - انتخابات الكنيست :
    -أجريت الانتخابات للكنيست الأولي بتاريخ 25/1/1949 و الثانية بتاريخ 30/7/1951
    و الثالثة بتاريخ 26/7/1955 والرابعة بتاريخ 3/11/1959 و الخامسة بتاريخ 15/8/1961
    و السادسة بتاريخ 2/11/1965و السابعة بتاريخ 28/10/1969 والثامنة بتاريخ 31/12/1973 والتاسعة بتاريخ 17/5/1977 و العاشرة بتاريخ 30/6/1981 والحادية عشر بتاريخ 23/7/1948 و الثانية عشر بتاريخ 1/11/1988 ...... الخ.

  6. #6

    رد: الكيان الصهيوني دوله توسعيه بلا حدود

    تابع المبحث الرابع
    --------------
    ثالثا : السلطات المحلية
    تعتبر إسرائيل دولة ذات نظام وإدارة مركزية حيث لا يوجد بها مناطق تتمتع بالحكم الذاتي أو مناطق نقلت إليها صلاحيات واسعة من المركز وعلي الرغم من ذلك تنتهج إسرائيل نظام الحكم الأولي ويسمي نظام الحكم المحلي للمدن والمجالس المحلية أو المجالس الإقليمية وتتلخص مهمة السلطات المحلية بتقديم الخدمات الأساسية مثل الماء والمجاري والإنارة والنظافة وتعبيد الشوارع وإنشاء الحدائق العامة وما شابه ذلك كما تقوم السلطات المحلية مساهمة منها في عمل السلطات المركزية بجزء من الاعمال التي تقع ضمن إطار التعليم والخدمات الاجتماعية , ( والمسئول المباشر عن أعمال السلطات المحلية هي وزارة الداخلية حيث تقوم بتحديد الضرائب البلدية وميزانية السلطات وسن القوانين المساعدة الخاصة بها , ويوجد الآن في فلسطين المحتلة 37 بلدية اثنتان منها فقط عربيتان و120 مجلسا محليا منها 53 في المحيط العربي وتنتخب المجالس البلدية والمجالس المحلية في انتخابات عامة حسب النظام النسبي الذي يشبه النظام المتبع في انتخابات الكنيست حيث تقوم الأحزاب كالعادة بالتنافس علي السلة في السلطات المحلية وبالإضافة إلي الأحزاب خاض مواطنون عاديون الانتخابات بقوائم محلية ونجحوا في بعض الأحيان في الوصول إلي منصب إدارة شئون بعض المناطق وقد سنت الكنيست عام 1975 قانونا يقضي بأن تنتخب رئاسة السلطات المحلية بشكل شخصى مباشر وذلك من خلال انتخابات فردية وليس علي طريقة الانتخاب النسبي والمبدأ الذى تتم وفقه هذه الأنتخابات يتميز عن انتخابات المجالس بانتخاب سكان القرية أو المدينة وبشكل مباشر الرجل المناسب لتسلم مصالحهم .
    والهدف من ذلك الخروج من اطار الصراع السياسي العادي إلي معالجة الضرورات العملية المشتركة لكل مدينة أو قرية وخلال انتخابات السلطات المحلية عام 1980م تم انتخاب رؤساء السلطات المحلية في انتخابات فردية فعلي النقيض من انتخابات الكنيست يسمح لمواطن لايحمل الجنسية بالتصويت في انتخابات المجالس المحلية (ويتواجد في فلسطين المحتلة ( 53 مجلسا اقليميا) منها مجلس عربي واحد في الجليل ، غير ان وزير الداخلية اصدر بتاريخ 28/8/88 أمرا بحل هذا المجلس بزعم فشله والخلافات القائمة بين اعضائه الذين يمثلون عددا من القري المجاورة ويضم كل مجلس مجموعة من المستوطنات وينتخب اعضاء مجلس المنطقة كممثلين لسكان المستوطنات المختلفة وتتشابه صلاحيات مجلس المنطقة مع صلاحيات المجالس المحلية .)رابعا : السلطة التنفيذية
    1- رئيس الدولة : مهمة رئيس الدولة في النظام الإسرائيلي هي مهمة تمثيلية في الاساس إذ لا يتمتع رئيس الدولة بأية صلاحيات مهمة وقد أصدرت الكنيست يوم 19 حزيران 1964 القانون الأساسي الخاص برئيس الدولة ذلك القانون الذي حدد طريقة انتخابه كما حدد طريقة إقصائه والقيــــــــــــــام بأعماله بصورة مؤقتة كما بين امتيازاته وحصانته وتعويضاته وقد أكد هذا القانون أن المركز الرسمي للرئيس في مدينة القدس المحتلة وأن لكل مواطن إسرائيلي الحق في ترشيح نفسه للرئاسة.
    ( 2-كيفية انتخاب رئيس الدولة : ينتخب رئيس الدولة في إسرائيل من قبل الكنيست لمدة خمسة سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة ولكل عشـــــــــرة أعضاء في الكنيست حق طرح مرشح لرئاسة الدولة ويعتبر فائزا بالانتخاب من ينال الأغلبية المطلقة لمجموع أعضاء الكنيست البالع عددهم 120 عضوا, ويعتبر رئيس الكنيست نائبا لرئيس الدولة فهو الذي يتولي الدولة عند غياب الرئيس أو مرضه كما أنه يتولي رئاسة الدولة عند خلوها بسبب وفاة الرئيس أو استقالته أو عزله إلي حين انتخاب رئيس دولة جديد.
    3-مركز رئيس الدولة واختصاصاته: يحتل رئيس الدولة في إسرائيل مركزا ضعيفا وهو أضعف بكثير من منصب رئيس الدولة في الدول البرلمانية بصورة عامة ومن أهم الاختصاصات التي حرم منها رئيس الدولة في إسرائيل والتي يتمتع بها رؤساء الدول في النظام البرلماني هما حق حل الكنيست وحق الاعتراض علي القوانين فقد حرم رئيس الدولة في إسرائيل من حق حل الكنيست رغم أن هذا الحق هو الحق المعادل لحق الكنيست بسحب الثقة من الوزارة وإسقاطها , بالإضافة إلي ذلك وعلي الرغم من أن رئيس الدولة في إسرائيل يعتبر رئيسا للسلطة التنفيذية فإنه لا يملك حق ترؤس مجلس الوزراء الذي هو جزء من السلطة التنفيذية إلا بناء علي رغبة رئيس الوزراء أما بالنسبة لعلاقته بالحكومة فتقتصر علي ما يلي:
    1-تعيين رئيس الحكومة وتكليفه تشكيلها.
    2-تسلم استقالة رئيس الحكومة والوزراء .
    3-توقيع الأوراق الرسمية الخاصة بالحكومة .
    4-الإطلاع علي التقارير الرسمية عن أعمال الحكومة المقدمة إليه من أمين سر الحكومة
    خامسا الحكومة :
    حسب القوانين المعمول بها في إسرائيل يمثل رئيس الدولة مع الحكومة السلطة التنفيذية الوحيدة والحكومة هي الجزء الفعال من السلطة التنفيذية لأنها هي التي تمارس هذه السلطة من الناحية الفعلية ويقوم بإدارة شئون الدولة وتحديد سياستها الداخلية والخارجية , وقد تم إقرار القانون الأساسي الخاص بالحكومة في الكنيست في 31 آب1966 وقبل هذا التاريخ كانت الحكومة تخضع في تنظيماتها إلي قانون الانتقال الصادر سنة 1949 وتعديلاته ( ويتضمن القانون الأساسي للحكومة الذي وافقت علي الكنيست يوم 31/8/1966 المواد التالية:
    1-ماهية : الحكومة هي السلطة التنفيذية للدولة .
    2-المقر : مقر الحكومة هو مدينة القدس .
    3-مصدر القوة : تعمل الحكومة بفضل ثقة الكنيست .
    4-المسئولية : الحكومة هي مسئولة أمام الكنيست مسئولية مشتركة ،الوزير مسئول أمام
    رئيس الحكومة
    5-تشكيل ومؤهلات: تضم الحكومة رئيس الحكومة ووزراء آخرين .
    6-إسناد مهمة تشكيل الحكومة: عندما تستدعي الحاجة يسند رئيس الدولة بعد التشاور مع ممثلي كتل الكنيست مهمة تشكيل الحكومة إلي أحد أعضاء الكنيست والذي عليه بدوره أن يبلغ رئيس الدولة خلال ثلاثة أيام من عملية التكليف أنه مستعد لتولي المهمة خلال المدة المحددة لتشكيل الحكومة .
    7-يمنح عضو الكنيست المكلف بتشكيل الحكومة مدة 21 يوما لتحقيق ذلك ويحق
    لرئيس الدولة تمديد 21 يوما آخر إسناد المهمة من جديد
    8-إجراءات مسبقة لتشكيل الحكومة: عند انتخاب كنيست جديدة ويحق لرئيس الدولة
    البدء بإجراءات تشكيل الحكومة بعد أن تنشر نتائج الانتخابات.
    9-قيام الحكومة: بعد تشكيل الحكومة تمثل أمام الكنيست وتعلن الخطوط العامة لسياستها وعن تركيبتها وتوزيع الحقائب علي وزرائها وتطلب منحها الثقة وتعتبر الحكومة قائمة منذ حصولها علي ثقة الكنيست ومنذ تلك اللحظة يتسلم الوزراء مناصبهم ,وتتألف الوزارة الإسرائيلية من رئيس الوزراء وعدد من الوزراء تحدده الحاجة ومقتضيات التحالف الحزبي ويكون الوزراء برئاسة رئيسهم مجلسا يسمي مجلس الوزراء وتقع علي عاتق هذا المجلس مهمة إدارة شئون الدولة ووضع سياستها العامة .
    10-استقالة الحكومة : تنهي الحكومة عملها في عدة حالات هي :
    -عند إجراء انتخابات للكنيست و في حالة حجب الثقة عن الحكومة من قبل الكنيست. و في حالة استقالة رئيس الحكومة او وفاته.
    11-ووفق النظام الإسرائيلي تعتبر الكنيست هي السلطة العليا الأمر الذي يتم التعبير عنه في ثلاث مجالات : هي التي تحدد توزيع المهام بين السلطات المختلفة وهي قادرة علي تغيير هذا التوزيع عن طريق التشريع ، وأيضا هي السلطة التي تمارس الإشراف والمراقبة علي أعمال الحكومة ويمكنها أن تتدخل في هذه الأعمال من خلال التشريع
    وهي التي يتم من خلالها تشكيل الحكومة ولا تعمل الحكومة إلا بقوة الثقة التي منحا إياها الكنيست .

  7. #7

    رد: الكيان الصهيوني دوله توسعيه بلا حدود

    [ ملف الحكومات المتعاقبة 1948 -1988 :
    الحكومة المؤقتة عرضت في 14 أيار 1948
    * دافيد بن غوريون "مباي " رئيسا للحكومة ووزيرا للدفاع .
    الحكومة الأولي حكومة ائتلافية فازت بثقة الكنيست في 10 آذار 1949
    * دافيد بن غوريون "مباي " رئيسا للحكومة ووزيرا للدفاع .
    الحكومة الثانية حكومة ائتلافية فازت بثقة الكنيست في تشرين ثان 1950
    *دافيد بن غوريون "مباي " رئيسا للحكومة ووزيرا للدفاع .
    الحكومة الثالثة حكومة ائتلافية فازت بثقة الكنيست في 8 تشرين أول 1951
    *دافيد بن غوريون "مباي " رئيسا للحكومة ووزيرا للدفاع .
    الحكومة الرابعة حكومة ائتلافية فازت بثقة الكنيست في 23 كانون أول1952
    *دافيد بن غوريون "مباي " رئيا للحكومة ووزيرا للدفاع .
    الحكومة الخامسة حكومة ائتلافية فازت بثقة الكنيست في 26 كانون ثان 1954
    * موشيه شريت "مباي"رئيسا للحكومة ووزيرا للخارجية
    الحكومة السادسة حكومة ائتلافية فازت بثقة الكنيست في 29 حزيران 1955
    * موشيه شريت "مباي" رئيسا للحكومة ووزيرا للدفاع
    الحكومة السابعة حكومة ائتلافية فازت بثقة الكنيست في 3 تشرين ثان 1955
    *دافيد بن غوريون "مباي " رئيسا للحكومة ووزيرا للدفاع .
    الحكومة الثامنة حكومة ائتلافية فازت بثقة الكنيست في 7 تشرين ثان 1958
    * دافيد بن غوريون "مباي " رئيسا للحكومة ووزيرا للدفاع .
    الحكومة التاسعة حكومة ائتلافية فازات بثقة الكنيست في 17 كانون الأول 1959
    *دافيد بن غوريون "مباي " رئيسا للحكومة ووزيرا للدفاع .
    الحكومة العاشرة حكومة ائتلافية فازت بثقة الكنيست في 2 تشرين ثان 1961
    * دافيد بن غوريون "مباي " رئيسا للحكومة ووزيرا للدفاع .
    الحكومة الحادية عشر حكومة ائتلافية فازت بثقة الكنيست في 26 حزيران 1963
    * ليفي اشكول "مباي"رئيسا للحكومة ووزيرا للدفاع
    الحكومة الثانية عشرة حكومة ائتلافية فازت بثقة الكنيست في 23 كانون أول 1964
    * ليفي اشكول "مباي"رئيسا للحكومة ووزيرا للدفاع
    الحكومة الثالثة عشرة حكومة اتحاد وطني للمرة الأولي فازت بثقة الكنيست في 12 كانون الثاني 1966 * ليفي اشكول "مباي"رئيسا للحكومة ووزيرا للدفاع
    الحكومة الرابعة عشرة فازت بثقة الكنيست في 17 آذار 1969
    * غولدا مئير "معراخ"رئيسة للحكومة
    الحكومة الخامسة عشرة اتحاد وطني فازت بثقة الكنيست في 12 كانون أول 1969
    * غولدا مئير "معراخ"رئيسة للحكومة
    الحكومة السادسة عشرة حكومة ائتلافية فازت بثقة الكنيست في 10 آذار 1947
    * غولدا مئير "مغراخ"رئيسة للحكومة
    الحكومة السابعة عشرة حكومة ائتلافية فازت بثقة الكنيست في 3 حزيران 1974
    الحكومة الثامنة عشرة حكومة ائتلافية برئاسة الليكود لأول مرة فازت بثقة الكنيست في 20 حزيران 1977 * مناحيم بيغن "ليكود"رئيسا للحكومة
    الحكومة التاسعة عشرة حكومة ائتلافية فازت بثقة الكنيست في 5آب 1981
    * مناحيم بيغن "ليكود"رئيسا للحكومة
    الحكومة العشرون حكومة ائتلافية فازت بثقة الكنيست في 11 تشرين أول 1983
    * يتسحق شامير "ليكود" رئيسا للحكومة ووزيرا للدفاع .
    الحكومة الحادية والعشرون حكومة وحدة وطنية وفازت بثقة الكنيست يوم 14 ايلول 1984
    وفيها اتفق التجمع والتكتل علي تطبيق مبدأ التناوب في رئاسة الحكومة علي أن يتولى شمعون بيرس اولا من التجمع مدة سنتين يتخلي بعدها عن منصب رئيس الوزراء ليتسحق شامير من التكتل.
    الحكومة الثانية والعشرون حكومة وحدة وطنية وفازت بثقة الكنيست بتاريخ 21/12/1988
    1-يتسحق شامير رئيسا للحكومة ووزيرا للعمل والرفاه الاجتماعي (الليكود)
    2-شمعون بيريز قائما بأعمال رئيس الحكومة ووزيرا للمالية (العمل)
    3-دافيد ليفي نائبا لرئيس الحكومة في حالة غياب رئيس الحكومة والقائم بأعماله
    سادساً: نقابة العمال العامة الهستدروت
    لمحة عامة عن الهستدروت
    ( الهستدروت هو اختصار الاتحاد العام للعمال اليهودي وقد تأسس هذا الاتحاد عام 1920 أي في عهد الانتداب البريطاني وذلك بعد ان اتحد الفريقات الاشتراكيان إذ كانت الحركة العمالية في إسرائيل مكونة من مجموعتين أو فريقين المجموعة الأولي وهي تؤيد اشتراكية ماركس والمجموعة الثانية وتؤيد اشتراكية جوردن وهو يهودي روسي من تلاميذ تولستوي وكانت اشتراكية تنادي باتباع المحبة والسلام والسيطرة علي البلاد عن طريق العمل الزراعي أما الفريق الذي يتبع مبادئ ماركس فكان ينادي بالعمل الثوري وبعنف. عند تكوين الهستدروت لم يكن يضم أكثر من 4500 عضو لكنه أصبح فيما بعد من القطاعات الرئيسية قي فلسطين المحتلة وعند نهاية فترة الانتداب البريطاني كان عدد أعضاء الهستدروت يزيد علي 200ألف أي نحو 75% من مجموع اليهود ذوي الرواتب والأجور. وعلي الرغم من ان العمال المنضمين لنقابات الهستدروت لم يكن يفرض عليهم اي اتجاه سياسي معين إلا أن معظم هؤلاء كانوا ذوي ميول صهيونية متطرفة كما كان الأغلبية ينتمون إلي حزب الماباي وهو ما جعل حزب الماباي أقوي الأحزاب الإسرائيلية قبل الانتداب وبعده .)دور الهستدروت في الاقتصاد الإسرائيلي:
    ( يأخذ الاقتصاد الإسرائيلي ثلاث صور من النشاط الاقتصادي وتسير هذه النظم الثلاثة جنبا إلي جنب طبقا للأسس والأهداف الخاصة بكل منها داخل الإطار الرئيسي وهذه النظم هي:
    1-القطاع التعاوني وهو الكيان الاقتصادي للهستدروت ممثلا في شركاته وجمعياته التعاونية المملوكة جماعيا لأعضاء الهستدروت بما في ذلك الكيبوتسات.
    2-القطاع العام المتمثل في المؤسسات الحكومية والعامة التي تمتلكها الحكومة والمجالس المحلية والسلطات الإقليمية .
    3- القطاع الخاص:ويمثل المشروعات الفردية والاستثمارات الخاصة المملوكن للأفراد والشركات من أصحاب رأس المال الخاص.
    وقد تمكن الهستدروت أساسا بنظامه التعاموني من توسيع نشاطه ومد سيطرته إلي مختلف القطاعات الاقتصادية عن طريق شركاته وجمعياته ومؤسساته التعاونية بحيث أصبحت المنافسة الحرة ضعيفة أمام مركزه الاحتكاري للاقتصاد الإسرائيلي.
    الهستدروت نري أنه نقابة عمالية مثل أي نقابة أخرى غير أن هدفه غير المعلن والدور الحقيقي الذي انيط به هو تحقيق أهداف زعماء الحركة الصهيونية في إيجاد منظمة لهم داخل فلسطين في ذلك الوقت لتمهد لفكرة قيام الدولة علي المستوي الاقتصادي والاجتماعي والسياسي ولتنقل هذا التمهيد إلي مجالات التبيق العملي علي مختلف القطاعات الانتاجية بحيث تصبح واقعا حيا لمساندة الدولة ويؤكد ذلك تعريف بن غوريون للهستدروت فيقول ليس الهستدروت نقابة عمالية ولا هي حزب سياسي ولا هي تعاونية أو جمعية لتبال المنفعة مع أنها تقوم بنشاط في جميع هذه الحقول أنها أكثر من ذلك الهستدروت هي اتحاد شعب يقوم ببناء وطن جديد ودولة جديدة وشعب جديد ومشاريع ومستوطنات جديدة وحضارة جديدة انها اتحادالمصلحين الاجتماعيين لا تمتد جذوره إلي بطاقة عضويته الخاصة بل إلي المصير المشترك والمهمات المنشتركة لجميع أعضائه في الموت والحياة

  8. #8

    رد: الكيان الصهيوني دوله توسعيه بلا حدود

    تابع المبحث الرابع
    -------------
    سابعاً : المنظمة الصهيونية العالمية
    (في عام 1919 كانت المنظمة الصهيونية العالمية تضم الهيئات والجمعيات التالية:
    -المؤتمر الصهيوني العالمي والذي يعقد مرة كل عامين منذ عام 1901 ويتفرع عنه :-
    -لجنتا العمل الصهيوني الكبرى والصغرى والاتحاد الصهيوني البريطاني وجمعية المكابين القدامى و جمعية فلسطين في لندن وجماعة عمال صهيون و حركة همراحي الدينية الصهيونية والجمعيات والمنظمات الصهيونية النسائية
    أما علي صعيد المؤسسات المالية التابعة للحركة الصهيونية والعاملة في حقل الاستيطان الصهيوني فهي كثيرة لعل أبرزها:
    -صندوق الائتمان اليهودي وشركة انجلو فلسطين المحدودة وشركة انجلو ليفانتين المصرفية المحدودة. و الصندوق القومي اليهودي وشركة تطوير أراضي فلسطين والصندوق الثقافي اليهودي. وذي فيرست لندن اخوزاه كومباني وشركة المكابي للأراضي المحدودة وغيرها.
    ولم تنته مهمة المنظمة الصهيونية العالمية بإعلان قيام الكيان الصهيوني. ففى يوم 24تشرين الثاني 1952صدر القانون التشريعي الذي يحدد العلاقة بين إسرائيل والمنظمة الصهيونية العالمية والذي أقرته الكنيست في صورة قانون أساسي في نهاية نوفمبر 1952 ويتألف من اثنتي عشرة مادة تؤكد المواد الثلاث الأول علي أن إسرائيل تعتبر نفسها صنيعة الشعب اليهودي بأكمله وأن أبوابها مفتوحة أمام يهود العالم كافة وأن المنظمة الصهيونية العالمية التي أخذت عل عاتقها عبء المسئولية الرئيسية في إقامة إسرائيل لتنذر نفسها لدفع عملية الهجرة وإدارة مشاريع الاستيعاب والاستيطان. وتنص المادة الرابعة:تعترف إسرائيل بالمنظمة الصهيونية العالمية علي أنها الوكالة المخولة السلطات والتي سوف تتابع عملها في إسرائيل لتوطين فلسطين المحتلة وتطويرها لاستيعاب المهاجرين من الشتات ولتنسيق النشاطات التابعة للمؤسسات والجمعيات اليهودية العاملة في هذه الحقول)(17). وهكذا تبدو لنا المنظمة الصهيونية العالمية والكيان الصهيونية ككيان موجد وأن ظهر في شكلين مختلفين .
    ثامناً : المؤسسة العسكرية الإسرائيلية :
    لأن القوة هي وسيلة بلوغ هدف الصهيونية كان أول عمل منظم مارسته الصهيونية في فلسطين خلال مرحلة الغزو تأسيس البناء العسكري الصهيوني وقد بدأت هذه الحقبة في عام 1907 بإنشاء المنظمات العسكرية في فلسطين وكانت فكرة إنشاء قوة عسكرية ترددت في المؤتمر الصهيوني الأول (بال 1897)حين نادي احد زعماء الصهيونية بتأسيس فرقة يهودية يعهد إليها بغزو فلسطين.ونشأت المنظمات العسكرية الصهيونية الارهابية وأهمها : (الهاجاناه ، البالماخ ، شتيرن ، أرغون ) التي قد اندمجت في إطار "جيش الدفاع الإسرائيلي" أثر إعلان قيام الدولة وأصبحت مهمة هذا الجيش :
    حماية دولة إسرائيل الوليدة ورد الجيوش العربية المهاجمة. وتوسيع حدود الدولة قدر استطاعة القوة العسكرية الصهيونية .
    - ولم تكن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية راضية عن حدود الدولة كما رسمتها اتفاقيات الهدنة (1949) وبخاصة المنطقة الوسطي ذات الضيق الجغرافي الشديد والحدود البرية التي بلغ طولها 1063 كم بالإضافة إلي 188 كم هي الحدود البحرية علي البحر المتوسط.(وكان أبرز ما يرسم شكل إسرائيل هو فقدانها أي عمق استراتيجي لهذا صممت إسرائيل بالتعاون مع أنصارها من الدول الغربية الاستعمارية علي أن تخلق الظروف والعوامل لشن حرب توسعية). كما حدث في العدوان الثلاثي علي مصر وقطاع غزة عام 1956م وكما بادرت إسرائيل إلي شن حرب حزيران/يونيو1967 لتبدأ مرحلة
    جديدة من مراحل التوسع والسيطرة الصهيونية) حيث تعززت إرادة التوسع بعد حرب 1967 باستعمار الأرض الجديدة المحتلة ونشوء منظمات مسلحة وسياسية صهيونية ترسخ التوسع وتنشئ وقائع استيطانية جديدة فوق الأرضي المحتلة بدعم من جيش الدولة وسلطاتها (18). وقد شكلت تقارير المخابرات ومعلوماتها وتقويماتها القاعدة التي بنت القيادة الصهيونية / الإسرائيلية عليها خططها في حروبها ومعاركها الاحتلالية التوسعية .
    من هنا كان اهتمام إسرائيل بإنشاء جهاز ضخم للمخابرات السياسية والاقتصادية والعسكرية . ولا يتوقف دور هذا الجهاز الضخم علي جمع المعلومات فحسب وإنما يتعداه إلي ممارسة التخريب السياسي والاقتصادي والعسكري بغرض التأثير في القدرات العربية والنيل منها قبل استدراجها إلي عمليات عسكرية في الزمان والمكان اللذين يناسبان إسرائيل. وأصبح جهاز المخابرات الإسرائيلي ذا شهرة واسعة وهو في الأصل جهاز قديم عمره من عمر الحركة الصهيونية (وعلي هذا فإن نشأة المخابرات الصهيونية سبقت نشأة الدولة فقد تأسست الموساد (المخابرات العامة)في عام 1917 وكانت أجهزة المخابرات هذه أحد الأسلحة المهمة في إقامة الدولة وترسيخ زعمائها).
    (ونظرا إلي تنوع أجهزة المخابرات هذه فقد تم ربطها بإدارة خدمات أمن الدولة في مكتب رئيس الوزراء تحقيقا لوحدة التخطيط والعمل ويرتبط بهذه الإدارة الجهاز المركزي للمخابرات والأمن(الموساد)والمخابرات العسكرية (أمان)وجهاز الأمن الداخلي شاباك،وإدارة الأبحاث والوثائق(وزارة الخارجية)وإدارة الأبحاث الذرية والمكتب السياسي بالوكالة اليهودية).ولمراقبة الجيوش العربية ومعرفة نياتها المستقبلية وشؤون التنظيم والتسليح والتدريب والتخطيط والمذاهب العسكرية بالإضافة إلي تحديد عناصر القدرات العسكرية العربية بجوانبها الاقتصادية والسياسية والبشرية العلمية والمعنوية.

  9. #9

    رد: الكيان الصهيوني دوله توسعيه بلا حدود

    تطور الإستراتيجية العسكرية الإسرائيلية:
    طور الفكر الإسرائيلي إستراتيجيته العسكرية في إثر كل متغير أو حرب وعلي هذا فقد
    مرت الإستراتيجية العسكرية الإسرائيلية بأربعة أطوار هذه ملامحها الرئيسية:
    -في الطور الأول:بدءا من عام 1948 حين تأسس جيش الدفاع حتى حرب 1967: اعتمدت الإستراتيجية علي المفاجأة والحركة والحرب الخاطفة والحرب الإجهاضية ونقل الحرب إلي العدو.
    -وفي الطور الثاني:بعد حرب 1967 حتى حرب 1973 حيث توافر لإسرائيل عمق استراتيجي في الأراضي العربية المحتلة:أضيف إلي الإستراتيجية مبدأ مباشرة الدفاع حتى تتم تعبئة القوات الاحتياطية ثم الانتقال إلي الهجوم ونقل الحرب إلي أرض العدو.
    -وفي الطور الثالث:منذ حرب 1973 حتى بدء عملية التسوية في مؤتمر مدريد للسلام في الشرق الأوسط(30/10/1991) :أحيت القيادة العسكرية الإسرائيلية بعض مبادئ الطورين الأول والثاني وبخاصة المبادأة والحرب الإجهاضية أو الوقائية والردع تحديدا و تتجسد هذه المبادئ في أمثلة متعددة أبرزها غزو إسرائيل للبنان عام 1982 وفي قصف المفاعل النووي العراقي عام 1981والغارة علي مقر منظمة التحرير الفلسطينية بتونس عام 1985م. (20)
    وفي إطار هذه الأطوار والوقائع والدروس المستفادة منها جاء خطاب إسحق رابين يوم 18/2/1991 حين كان رئيسا للحكومة الإسرائيلية ليكون احد المراجع وهي كثيرة ومتنوعة لمعالم الإستراتيجية العسكرية الإسرائيلية فقد رسم رابين ثلاثة معالم رئيسية هى:
    -أن إسرائيل محكوم عليها أن تبقي في حالة حرب مع العرب إلي الأبد.
    -يتوجب علي إسرائيل أن تقوم في جميع حروبها بالدور الهجومي.
    -إذا ما هوجمت احدي المدن الإسرائيلية بالصواريخ فسوف تمحو إسرائيل مدنا عربية.
    وفي الوقت نفسه يري سياسي إسرائيلي هو إسرائيل شاحاك أن الاستراتيجيات الإسرائيلية لا تتأثر كثيرا بالنخبة السياسية الحاكمة ذلك أن الخطط بعيدة المدى يقررها جنرالات الجيش ورجال المخابرات وكبار المسئولين في المؤسسة العسكرية ففي جميع الحروب التي بدأتها إسرائيل أبلغت الحكومة بقرار الهجوم بعد أن شغلت القوات مواقعها الهجومية بالفعل وفي هذه الأحوال لا تفعل الحكومة أكثر من المصادقة علي قرارات بدأ تنفيذها. (21)
    وهناك مفاهيم ومبادئ كثيرة تسيطر علي الإستراتيجية العسكرية الإسرائيلية وفي دائرة الاستراتيجيات العسكرية تشارك فيها قوي الهيمنة الغربية بعامة والولايات المتحدة الأمريكية بخاصة التي تحتل منزلة العضو الملتحم/المستقل، فإسرائيل تخدم أغراض قوي الهيمنة الغربية وبخاصة في منطقة الشرق الأوسط وتخدم أغراضها المستقلة في الوقت نفسه وتتناغم في ذلك كله مع الاستراتيجيات العسكرية الغربية بما يحقق أغراض القوي الغربية وأغراض المشروع الصهيوني وسوف نجمع أبرز تلك المفاهيم والمبادئ التي تسيطر علي الاستراتيجيات العسركرية الإسرائيلية وبخاصة في المرحلة الراهنة في أربعة مفاهيم ومبادئ هي :
    1-الأمن :
    (وهو مشكلة إسرائيل الأولي بل هو المشكلة المسيطرة علي الفكر الاستراتيجي في جميع مجالات الحياة السياسية والدبلوماسية والعسكرية). و(تحكم الأمن الإسرائيلي الحكمة القديمة التي تقول"كل ما قام بالسيف،بحد السيف يزول" و (إن مفهوم الأمن في الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية مفهوم حركي مجاله الحيوي خارج إسرائيل لذا فهو مفهوم عدواني هجومي ووسيلته أن يكون لإسرائيل قوة عسكرية جد قوية وجد متفوقة علي مجموع القوات المسلحة للدول العربية وبخاصة تلك المحيطة بفلسطين (دول الطوق) وتلك التي يمكن أن تدعم دول الطوق بقوات مسلحة وقد استطاعت إسرائيل بمعونة الدول الغربية أن تصنع سلاحها النووي فغدت بذلك الدولة الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط التي تنفرد حتي الآن بامتلاك سلاح نووي. و(يستتبع التفوق وطبيعة إسرائيل الجغرافية ووضعها الديمغرافي أن تسعي إسرائيل دائما إلي تحقيق مبدأ"نقل الحرب إلي أرض العدو" ذلك لأن إسرائيل تدرك أن حربا واحدة فقط تجري علي أرضها تعني تعريضها للانهيار) و (تعتمد إسرائيل لنقل الحرب إلي الأرض العربية المعادية علي تفوقها العسكري وبخاصة المدرعات والطائرات المقاتلة والصواريخ بعيدة المدي والمظليين كما تعتمد علي مبدأ المفاجأة والمبادرة).(22)
    2-الاحتلال والتوسع:
    (ومن أجل السعي إلي تحقيق المشروع الصهيوني بصورة تدريجية سيطر مبدأ الاحتلال والتوسع علي الفكر الاستراتيجي الإسرائيلي وقد ارتبط مبدأ الاحتلال والتوسع بثلاثة مبادئ أخرى هي المفاجأة ،والحرب الصاعقة،والحرب الوقائية (أو الحرب الإجهاضية أو الحرب المسبقة).وإذا ما استقرأنا الصراع العربي الصهيوني ، فإننا نستنتج أن إسرائيل تشن حرب احتلال وتوسع تحت غطاء حماية أمنها ووقايته من أن يتعرض لهجوم أو خطر عربي وذلك كلما حدث أمر من الأمور الآتية:
    (أ)إذا ما اختل ميزان القوي بينها وبين مجموع قوي الدول العربية وبخاصة قوي دول الطوق.
    (ب)إذا ما امتلكت دول عربية سلاحا نوويا أو خشيت إسرائيل من أن تمتلك دولة عربية سلاحا نوويا صنعا أو شراء أو دعما من دولة إسلامية.
    (ج)إذا ما قامت وحدة عربية عسكرية أو سياسية بين دولتين أو أكثر من دول الطوق.
    (د)إذا ما عادت الدول العربية كلها أو معظمها إلي إحياء معاهدة الدفاع العربي المشترك وتنشيط أجهزتها وآلياتها.
    (و)إذا ما بلغ تأثير المقاطعة العربية لإسرائيل حدا يهدد الاقتصاد الإسرائيلي.
    (ز)إذا ما بلغ جيش عربي وبخاصة من دول الطوق حدا من القوة يقرب من تحقيق التوازن العسكري مع إسرائيل.(23)
    3-المرحلية :
    استخدمت الصهيونية وإسرائيل هذا المبدأ في تنفيذ المشروع الصهيوني الذي ابتدأ منذ حوالي مائة عام بمستعمرة واحدة ليتسع ويقوي ويتسلح ويطغي حتى أصبح علي ما هو عليه اليوم من قوة وجبروت وبخاصة في المجال العسكري. تضمنت الإستراتيجية العسكرية الإسرائيلية الكاملة الشاملة(أي ما يسمي الإستراتيجية العليا)الأهداف القصوى للمشروع الصهيوني وهي تلك الأهداف التي توزعتها الاستراتيجيات العسكرية المرحلية فكانت استراتيجيات حرب 1956 وهذه تختلف عن إستراتيجية حرب 1967 وهكذا فإن الاستراتيجيات العسكرية الإسرائيلية المرحلية تعمل وتتحرك بدينامية مستمرة وتنتقل من مجال جغرافي أو سياسي أو اقتصادي أو عسكري إلي مجال آخر في حركة دائبة.
    وقد عرف وزير الدفاع السابق موشي ديان هذه المرحلية العسكرية بقوله إن أقدامنا تقف علي أرض الواقع ونحن نتقدم من مرحلة إلي أخرى من أرض الواقع نحو آفاق الأهداف الواسعة"(24)
    4-الارتباط العضوي بقوة إمبريالية كبري:
    إن تلاحم الاستعمار والصهيونية يتجسد في تاريخ تجاوز عمره مائة عام أما أسانيده الفكرية فكثيرة جدا.ومبثوثة في مختلف وثائق الاستعمار والصهيونية ومراجعهما ولكننا نكتفي بثلاث قولات أولا لمؤسس الصهيوينية ثيودور هرتزل حين أعلن ان الهدف هو أن "نقيم هناك (أي في فلسطين)جزءا من حائط لحماية أوربا في آسيا يكون عبارة عن حصن منيع للحضارة في وجه الهمجية" والثانية لكاتب يهودي ذي مقام عالي هو مكسيم رودنسون الذى قال "إن تشكيل دولة إسرائيل علي أرض فلسطين هو نتيجة لتطور يمكن إدراجه تماما في حركة التوسع الأوروبية الأمريكية الكبري في القرنين التاسع عشر والعشرين للاستيطان أو للسيطرة اقتصاديا وسياسيا علي الشعوب الأخرى "
    أما المقولة الثالثة فهي لرئيس المؤتمر اليهودي العالمي "ناحوم جولدمان الذى ذكر "إن اليهود لا يريدون علي الإطلاق سوي فلسطين،لا لاعتبارات دينية بل لأن فلسطين ملتقي الطرق بين أوروبا وآسيا وأفريقيا ولأنها هي المركز الحقيقي للقوة السياسية العالمية والمركز الاستراتيجي للسيطرة علي العالم .(25) وإذا كانت بريطانيا في مرحلتها الاستعمارية أدت دور القوة الإمبريالية الخارجية،فإن قوي أخرى،كفرنسا وألمانيا أسهمت في هذا الدور في مرحلة من المراحل وبعد الحرب العالمية الثانية وبزوغ الولايات المتحدة الأمريكية كقوة اقتصادية وعسكرية عظمي ،انضوت إسرائيل تحت جناحها واستمرت الحماية والرعاية والتسليح والمعونات المالية والاقتصادية الأمريكية منذ ذلك الحين حتى بلغت في حرب 1973 حدا قوامه أن تضمن الولايات المتحدة لإسرائيل عدم الهزيمة بأن مدتها بجسر جوي نقل إليها أثناء القتال أحدث أنواع الأسلحة والمعدات العسكرية ولا تزال تدافع عن إرهابها ضد أطفال فلسطين العزل .

  10. #10

    رد: الكيان الصهيوني دوله توسعيه بلا حدود

    المبحث الخامس
    الاحزاب والقوى الضاغطه في اسرائيل
    -------------------------------
    لمحة عامة :
    تعتبر الأحزاب الإسرائيلية الركيزة الأساسية التي بني عليها النظام الســـــياسي الاسرائيلى كما انها مثلت دورا مهما في الحياة السياسية والدســـــــــــــــــتورية ومما تجدر ملاحظته بالنسبة للأحزاب الإسرائيلية أن معظم هذه الأحزاب قد أسس قبل إقامة الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة فحزب اغودات إسرائيل تألف عـــــــــــام 1912 في اوروبا وحزب مزراحي الديني تأسس في المجر عام 1902 وحزب الماباي ظهر عام 1930 وهو ثمرة اندماج حركة" هابوعيل هاتسعير" – العامل الفتي الذي تأسس عام 1909 واتحاد عمل "احدوث هاعفوداه" الذي تأسس عام 1919 وحزب المابام يرجع في أصله إلي حركة الحارس الفتي – "هاشومير هاتسعير" التي تأسست عام 1913 في فينا , ومع أن العقيدة الصهيونية تعتبر القاسم المشترك بين جميع الأحزاب إلا أنه يمكن تصنيف الأحزاب الإسرائيلية علي أساس مبادئها كما يلي : الاحزاب العمالية و الأحزاب اليمينية و الأحزاب الدينية .والأحزاب الشيوعية و كتل وحركات سياسية تتضمن القوائم العربية.(26)
    أولا :- الأحزاب العمالية
    وتشمل الحركات والأحزاب الصهيونية الاشتراكية التالية :
    1- "حزب الماباي":
    في عام 1946 تأسس حزب العمال الموحد (ماباي) الذي ضم هشومير هتسعير" الحارس الشاب وحركة "أحدوث عغفوداه بو علي تصيون" التي انفصلت عن المباي مع "هشومير هتسعير " وشكل الاثنان حزب العمال الموحد "ماباي" الذي ضم جميع العناصر اليسارية في الحركة العمالية االصهيونية وأصبح القوة الثانية في دولة إسرائيل .
    وكان الوقت ملائما في بداية الستينات لأن يطرح الماباي فكرة توحيد جميع الأحزاب العمالية وذلك في عام 1963 وعشية حرب حزيران 1967 اختفت معظم الخلافات بين الأحزاب العمالية وكذلك بين الأجسام السياسية الصهيونية من اليمين واليسار فتشكلت حكومة التكتل القومي التي اشتملت على أقصي اليمين وأقصي اليسار.(27)
    وفي عام 1969 وقبيل الانتخابات بفترة قصيرة اقيم حزب التجمع "المعراخ" وذلك باتحاد حزب العمل الإسرائيلي وحزب المبام الذي ترك شعار البديل لسلطة مباي وقد أعلنت حكومة المعراخ التي فازت بأغلبية صغيرة في انتخابات لكنيست الثامنة عام 1973 بأنها علي استعداد للدخول في مفاوضات مع الدول العربية المجاورة (مصر، الأردن ،سورية ولبنان)للوصول إلي سلام شامل ونهائي ولم تعترف حكومة المعراخ بالوجود الفلسطيني , وفي مؤتمر حزب العمل الرابع الذي عقد في الفترة ما بين
    8-10/4/1986 وبحضور 3100 مندوب و 25 وفدا اجنبيا أقر حزب العمل برنامجه السياسي الجديد وقد تحدث البرنامج لأول مرة عن دولة أردنية – فلسطينية وعن ضرورة إنهاء السيطرة الإسرائيلية علي 1.300.000 عربي ويؤكد البرنامج السياسي إصرار حزب العمل علي الاحتفاظ بالمستوطنات القائمة في الأراضي العربية المحتلة كما يعرب عن استعداده للانسحاب من المناطق المكتظة بالسكان فقط وليس من جميع الأراضي العربية المحتلة واعتبار القدس عاصمة إسرائيل الموحدة. (28)


    2- اتفاق ياحد / العمل :
    في انتخابات الكنيست الحادية عشرة ظهرت قائمة انتخابية جديدة تحمل اسم ياحد(معا)بزعامة عيزرا وايزمن وقد فازت هذه القائمة بثلاثة مقاعد في الكنيست وكان لهذه القائمة الفضل الأكبر بعدم استطاعة الليكود تشكيل وزارة بزعامة شامير رغم أن وايزمن كان من زعماء الليكود في الماضي وشغل منصب وزير الدفاع في حكومة مناحم بيغن بعد انتخابات عام 1977 .(29)
    3- مبام - حزب العمال الموحد :
    يعتبر حزب العمل الموحد مبام حزب اليسار الصهيوني في إسرائيل ومحسوب علي اليسار الإسرائيلي ويري أن الاعتراف المتبادل بين إسرائيل ومنظمة التحرير يشكل مفتاح الحل الوحيد لازمة الشرق الأوسط علي أن تقوم منظمة التحرير إلي جانب اعترافها بإسرائيل وبقراري مجلس الأمن 242 و 338 بوقف التعامل مع الإرهاب وفي المقابل توقف إسرائيل مصادره الأراضي والمياه العربية وتوقف عملية الاستيطان في هذه الأراضي المحتلة وتفتح الآفاق أمام قيام دولة فلسطينية بين إسرائيل والأردن.(30)
    ثانيا الأحزاب اليمينية :
    تعود جذور معظم الفئات التي يتألف منها الليكود إلي العشرينات فحركة "حيروت" التي تشكل العمود الفقري "لليكود" هي امتداد لحركة الإصلاحيين التي تأسست عام 1925 بزعامة "جابوتنسكي" والتي انبثقت عنها المنظمة العسكرية القومية الإرهابية "اتسل" والتي كان "مناحيم بيغن" من أبرز قادتها ومحاربو "حرية إسرائيل الليحي" والتي كان شامير من أبرز قادتها وكان هذا اليمين الإسرائيلي قد عارض قرار مجلس الأمن رقم 181 والقاضي بتقسيم فلسطين إلي دولتين لأن الأيديولوجية التي يقوم عليها هذا اليمين تعتبر فلسطين الكاملة ملكا للشعب اليهودي دون منازع بل أن تطلعاته التوسعية تفوق ذلك (31)وبعد قيام إسرائيل تم الاتفاق بين جميع التنظيمات الإرهابية والعسكرية علي حل نفسها وأن تتحول إلي أحزاب سياسية إذا أرادت ذلك فشكلت كوادر الاتسل والليحي حزب حيروت وفي منتصف الستينات تلاقت أهداف حزب حيروت مع أهداف حزب الاحرار حيث شكل الحزبان كتلة واحدة عرفت باسم كتلة "حيروت الأحرار"التي عرفت باسم "جاحال"وخاضت "جاحال" انتخابات عام 1965 حيث حصلت علي 26 مقعدا وشكلت بذلك معارضة قوية ضد الحكومة العمالية وفي عام 1968 انسحب شموئيل تامير من جاحال وشكل قائمة مستقلة عرفت باسم قائمة "المركز الحر ", وفي عام 1973 (32)وبعد حرب أكتوبر شكلت جاحال وحركة أرض إسرائيل الكاملة بالإضافة إلي عضوين من القائمة الرسمية التي كانت تعرف باسم قائمة رافي وقائمة المركز الحر شكلت كتلة جديدة عرفت بكتلة الليكود التي حصلت في انتخابات عام 1973 علي 39 مفعدا وقبيل انتخابات عام 1977 عادت قائمة المركز الحر وانفصلت عن الليكود وبعد توقيع اتفاقيات كامب ديفيد انفصلت مجموعة من أعضاء مركز حزب حيروت الذين عارضوا الاتفاقية وشكلت حزبا جديدا بزعامة غيئولا كوهين عرف باسم هتحياه وفي عام 1981 انسحبت قائمة رافي من الليكود وبعد هذه المقدمة السريعة عن الليكود نحاول ان نلقي نظرة علي كتله وأحزابه المختلفة :
    حزب حيروت:
    حركة حيروت هي امتداد لحركة الإصلاحيين التي تأسست عام 1925 بقيادة فلاديمير جابوتنكسي , وفي عام 1940 انفصلت مجموعة بقيادة يائير شتيرن عن الاتسل بسبب معارضتها للتعاون العسكري بين الاتسل والقوات البريطانية واسست بعد عامين المنظمة العسكرية محاربي حرية إسرائيل "الليحي" واعتبرت هذه المنظمة اقصي اليمين وقد عرفت هذه المنظمة باسم جماعة "شتيرن" نسبة إلي أسم قائدها . وبعد الإعلان عن قيام إسرائيل أعلن مناحيم بيغن قائد منظمة " الاتسل" أن منظمته العسكرية قد حلت نفسها وأن العسكريين منها قد انضموا إلى " جيش الدفاع الإسرائيلي" بينما أسست العناصر المدنية بالاشتراك مع بعض عناصر " الليحي " حركة جديدة اسمها " حيروت " الحرية .(33)
    حزب الليبراليين – الأحرار :
    وتعود جذور حزب الأحرار-الليبراليين إلى بداية الثلاثينات حيث لم تستطع الأحزاب العمالية أو حركة الإصلاحيين بقيادة جابوتنسكي احتواء جميع قطاعات المهاجرين والمستوطنين في فلسطين , وفي عام 1965 كما سبق وذكرنا أقام حزب الأحرار مع حركة حيروت كتلة جاحال وقد عارضت عناصر " البروغرسيفيم " في حزب الأحرار هذا الاتحاد وانشقت عن الحزب وأقامت حزب " الأحرار المستقلين " الذي لا زال مستقلاً حتى اليوم , وانضم شارون لعضوية حزب الأحرار وتبنى عملية توسيع قاعدة جاحال الحزبية والشعبية . وقد نجح بضم المركز الحر والقائمة الرسمية وعناصر أخرى إلى جاحال . واستبدل الاسم بحزب التكتل , ومع نجاح الليكود في الانتخابات العامة للكنيست العاشره عام 1981 حصل الأحرار على 18 مقعداً في الكنيست وبعد تشكيل الحكومة حصلوا على 6 حقائب وزارية وظهرت بعض الخلافات بين الأحرار وحيروت حول مسائل السياسة الخارجية والأمن لكن في نهاية شهر آب 1988 تم الاتفاق من جديد بين قيادتي حيروت والأحرار للانصهار مع بعضهما البعض ليصبحا حزباً واحداً .(34)
    حركة الشعب " لاعام " :
    في مطلع عام 1976 أعلن عن تشكيل حزب جديد يحمل اسم " لاعام " وذلك باندماج ثلاث فئات أو حركات سياسية هي " رافي – القائمة الرسمية " التي تعتبر بقايا من قائمة بن غوريون الذي خاض من خلالها انتخابات الكنيست السادسة في قائمة مستقلة عام 1965 بعد انشقاقه عن المباي ، " والمركز المستقل " و " حركة أرض اسرائيل الكاملة ", وفي عام 1983 دار نقاش في أوساط " الليكود " و " لاعام " حول " تكتيل التكتل " وذلك كرد على حالة الوهن التي أصابت الليكود كاطار ، خاصة بعد عملية غزو لبنان عام 1982 . لكن هذا الاتفاق لم يدخل حيز التطبيق وبقيت " لاعام " كتلة مستقلة حتى ذابت بشكل تلقائي داخل الليكود ، والحركات الثلاث التي تتكون منها حركة لاعام هي القائمة الرسمية والمركز المستقل وأرض اسرائيل الكاملة نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي35)
    القائمة الرسمية : وبدأ ظهورها : في الانتخابات التي جرت للكنيست السادسة سنة 1965 ، وبعد انشقاق دافيد بن غوريون عن حزبه مباي ، خاض المذكور تلك الانتخابات بقائمة مستقلة سميت قائمة رافي ، وترأس بن غوريون القائمة وتلاه موشي ديان فشمعون بيرس . (36)
    المركز المستقل : وهم في الأصل جزء من المركز الحر والذي سيأتي ذكره .
    " أرض اسرائيل الكاملة " :
    برئاسة الجنرال المتقاعد وعضو الكنيست ابراهام يافه . وهو من عائلة عريقة ، ولقد استطاعت هذه الحركة إظهار نفسها كحركة كبيرة وواسعة الجذور . وتعمل بين يهود أميركا ، وقد اقامت لها عدة فروع هناك . ولها نفوذها بين الشببية الألمانية . (37)
    المركز الحر :
    في النصف الثاني لدورة الكنيست السادسة انشق عن حزب جاحال الذي كان مشكلاً من حزبي حيروت والأحرار أربعة أعضاء كنيست ، برئاسة عضو الكنيست شموئيل تمير وهو محام مشهور في إسرائيل ، وأعلنوا اقامتهم كتلة مستقلة في الكنيست أطلقوا عليها اسم المركز الحر . وقد كان ذلك سنة 1967 وفي أعقاب حرب تشرين عام1973 أصيبت إسرائيل بهزة عنيفة لم يعرف لها مثيل من قبل, أعطت الضوء الأخضر لإقامة حزب جديد بزعامة مناحيم بيغن منحته فرصة تاريخية نادرة للفوز في انتخابات الكنيست . ومن هذا المنطلق جرى تشكيل الحزب الجديد باسم " الليكود " أي " التكتل " من حزبي حيروت والأحرار ( بعد تصفية حزب جاحال ) إضافة إلى الأحزاب الصغيرة التي أشرنا إليها سابقاً وهي : المركز الحر ( و حركة أرض إسرائيل الكاملة ) و ( حركة لاعام ) .
    - وفي شهر أيار 1976 تقدم حزب التكتل بمشروع قانون لحل الكنيست . وفي تشرين أول 1976 تقدم حزب التكتل باقتراع لحجب الثقة عن الحكومة وكانت ذروة هذه الحملة العنيفة التي شنها حزب التكتل لاسقاط حكومة العمال وإجراء انتخابات جديدة قبل موعدها القانوني قد أوصلت حزب التكتل إلى الحكم برئاسة مناحيم بيغن بعد مرور 30 عاماً من حكم العمال للكيان الصهيوني وأدت إلى زيادة التطرف اليميني والفاشي .
    وقد تميزت فترة حكومة التكتل الثانية بتوقيع معاهدة الصلح المصرية – الاسرائيلية سنة 1979 وبغزو لبنان عام 1982 وما تمخض عنها من مجازر وخاصة مجازر صبرا وشاتيلا وبعدم الاستقرار الاقتصادي والسياسي وبازمات برلمانية متتالية كان أبرزها اختفاء مناحيم بيغن عن الحلبة السياسية واستبداله باسحق شامير وبإلغاء اتفاق 17 أيار مع لبنان في أواخر عقد الثمانينات

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. الصراع مع الكيان الصهيوني
    بواسطة د.غازي حسين في المنتدى الدراسات الاسرائيلية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 07-15-2015, 10:43 PM
  2. مصير الكيان الصهيوني إلى الزوال
    بواسطة د.غازي حسين في المنتدى الدراسات الاسرائيلية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 02-27-2015, 02:42 PM
  3. وهل بات الكيان الصهيوني في مهب الريح؟
    بواسطة برهان إبراهيم كريم في المنتدى الدراسات الاسرائيلية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11-18-2013, 02:31 PM
  4. مصير الكيان الصهيوني إلى الزوال
    بواسطة د.غازي حسين في المنتدى الدراسات الاسرائيلية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11-05-2012, 06:53 PM
  5. إسرائيل أم الكيان الصهيوني
    بواسطة علي جاسم في المنتدى فرسان المواضيع الساخنة.
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 06-06-2010, 02:46 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •