الداعية المؤثر
المقدمة :إن الدعوة إلى الله عز وجل هي من أعظم ما تملكه هذه الأمة من رأس مال معنوي و منهجي , ومن خلالها نقدم الترياق للمشكلات التي يعاني منها العالم شرقه وغربه و لو فكرنا في شأن الدعوة وتطويرها بنسبه 5% لتغير وجه العالم الإسلامي.
كيفية غرس الدعوة في الأجيال :
إن الثقة بالله تجعل جهودنا مثمرة, وبمقدار الإخلاص ستكون المعونة من الله تعالى.
إن القدوة هي الأساس فالداعية يؤثر في إقتداء الناس له بسلوكه وتصرفاته و أقواله وحتى ببعض حركاته فالدعوة ليست كلاما ً إنما هي عمل مع الثقة بنصر الله تعالى.
أورد الكاتب قصة داعية ذهب إلى منطقة أفريقية معزولة يقطنها أنُاس بدائيين يمكن التفاهم معهم بصعوبة (الإشارات) ففوجئ بمبشر للنصرانية يقطن ضمن هذه القبيلة ويتحمل ألوان من الشقاء لقاء تبليغ تعاليم المسيح ونشر النصرانية.
التأثير وأنواعه : مجرد أن تلفت انتباه الآخرين فهذا تأثير ولكن إذا بدأ أحد السامعين لك يؤنب نفسه ( لماذا أنا طوال هذه السنوات أفعل كذا... ) ( سأصل من قطعت .. ) و التذكير من التأثير وأول درجات التأثير ألا يستقبل السامع كلامنا بنفور , وإذا لم يستقبله بنفور استقبله باهتمام و إنصات, واستطاع أن يستمر معك
التأثير الوجداني والشعوري :
أعلى درجات التأثير هو أن تفيض العين و تعجز الكلمات عن التعبير
وتتحرك مشاعر السامعين و ترق قلوبهم لحديثك
التأثير العملي : هو أن يغير أحد السامعين سلوكا ً أو فعلا ً اعتاد أن يفعله ( يتوب عن فعله الخاطئ )
متى ننطلق للدعوة : كثيرون يقولون لك تعلم و تفقه وأمن مستقبلك أولا ً , أو مازلت صغيرا ً على الدعوة وهناك من يقول : لست مؤهلاً
ليس هناك شك بأن قدرا ً من الفهم و العلم و الفقه مطلوب ولكن الدعوة درجات ربما نمارس الدعوة عشرين سنه و تبقى بعض الأمور غامضة لا يحق لنا التكلم فيها و لكن الفوضى و التفلت بين صفوف الشباب يدفعنا لحمل هم النصح و لفت الانتباه إلى الطرق السوية لسير غالب الشباب
أمثلة : عندما تمشي في الطريق وتسمع بعض الأطفال يتكلمون كلاما ً بذيئا ً ... إن دعوتهم إلى أن ينطقوا بكلام حسن طيب لا تحتاج إلى قدر كبير من العلم .. بل تحتاج إلى لغة طيبة وأسلوب لطيف مع مسحة من التشجيع و الثناء .
وكذلك عند رؤية بعض المدخنين و شباب لم يذهبوا إلى الصلاة و الأمثلة كثيرة لذلك فعلى المرء أن يبدأ بالدعوة و يستمر فيها وهو يستحضر أنه لا يريد من وراء هذا أجرا ً ولا سمعة ولا رياء ويدعوا الله أن يبارك في عملة و يجعله لوجهه وأن ينفع الناس به .
إن الانخراط في الدعوة و المشي في هذا الطريق يوّلد لدى الداعية تساؤلات فإذا عصى الله سيقول لنفسه ( أنا لا أستحي من الله .. في الأمس كنت انصح الناس و الآن أفعل ما نهيت عنه ) فيبدأ يحاسب نفسه.
من طرق التدريس:
• التحضير الجيد واستعمال الوسائل الإيضاحيه (لوح,ملخص)
• توضيح النقاط الهامة مع إدراج شواهد تدعم ترسيخ الفكرة
• من الوضوح تكرار العبارات بعيدا ً عن التكرار الممل
• ايراد الكثير من الأمثلة و القصص و الحوادث و التشبيهات التي تدعم الفكرة الأساسية
• بناء السلوك الشخصي للطالب من خلال ترسيخ العبادات و الروابط الأسرية و التواصل المجتمعي ( سرا ً و علانية )
• التوازن بين الترهيب والترغيب والتركيزعلى عطاء الله وفضله
• نشر روح الأمل في نفوس الطلاب ودفعهم للعمل الجاد والمثمر
• نثر القليل من الدعابة و الطرفة لترسيخ أفكار غاية في الأهمية
• البعد عن التجريح و المجابهة المباشرة مع الطالب المسيء والتغافل عن الزلات أحيانا ً
• الانتباه إلى عدم التمييز بين الطلاب و نشر روح الأخوة والتعاون و المحبة
• الاهتمام بمشاكل الطالب كل ٌ على حده مهما كانت صغيرة وهامشية
• رفع معنويات الطلاب و دفعهم للتماس سُـبل النجاح (بالطرق المشروعة) في شتى الأصعدة
• التواصل الدائم مع أهالي الطلاب إن أمكن
• الحذر كل الحذر من الغرور و الإعجاب بالنفس مدرسا ً و طالبا ً
• الانتباه إلى مخاطر التوجيه الخارجي الإعلام, العادات و التقاليد والتربية المنزلية و المدرسية القاصرة أحيانا ًعن تعاليم الشرع
إن أسمى غايات الدعوة هو البناء و الإصلاح و دل الناس على طرق الخير والعمل به وتحسين العلاقات بين العبد و ربه وبين الناس أنفسهم على أساس من الشريعة السمحة الغراء شريعة الإسلام العظيم.تلخيص كتاب الداعية المؤثر د. عبد الكريم بكار ..... بتصرف