منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 7 من 7

العرض المتطور

  1. #1

    مختارات من نصوص الباحث ابو مسلم العرابلي

    كتب سماوية أم كتب ربانية ؟ للمراجعة والتصحيح
    كتب سماوية أم كتب ربانية ؟ للمراجعة والتصحيح
    التوراة والإنجيل والقرآن؛ هي كتب ربانية أنزلها الله تعالى على التوالي على رسله للناس ..
    فما دخل السماء في إنزال هذا الكتب ؟!
    هل يجعلها سماوية؛ لأن السماء كانت الممر لجبريل عليه السلام لإيصالها إلى رسل الله عليهم الصلاة والسلام ؟!
    لم يربط الله تعالى كتبه بالسماء ....
    وإنما جاء ذلك في طلب أهل الكتاب؛
    قال تعالى: (يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَن تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِّنَ السَّمَاء (153) النساء
    وجاء ذلك أيضًا في جملة طلبات تعجيز من المشركين للرسول صلى الله عليه وسلم؛
    قال تعالى: (وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعًا (90) أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيرًا (91) أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاء كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ قَبِيلاً (92) أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاء وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَّقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَرًا رَّسُولاً (93) الإسراء.
    وطلباتهم هذه إنما تدل على عظيم جهلهم وضآلة علمهم، وحدود ما تصل إليهم أبصارهم.
    فهل يصح لنا أن نسمي الكتب الربانية بكتب سماوية ؟
    وما صحة أو خطورة هذا القول؟

    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  2. #2

    رد: مختارات من نصوص الباحث ابو مسلم العرابلي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    (وباءوا بغضب من الله)
    آية فرج من الله للمسلمين
    ذكر بنو إسرائيل بهذا الاسم (43) مرة؛ عند المنة عليهم؛ بالتفضيل، والنجاة، والكثرة، وإنزال الكتب فيهم، وبعث الأنبياء والرسل فيهم،
    ويذكرون بالذين هادوا(10) مرات؛ عند وصفهم بالإيمان، وأن لديهم كتابًا يهتدون به، لكنهم مخالفون لما يجب أن يكونوا عليه، وغير ملتزمين بما عندهم، وهم أول أمة يبعث فيهم رسول ولم يجتحهم عذاب يفنيهم كالأمم السابقة على عصيانهم لأنبيائهم،
    ويذكرون باليهود (8) مرات؛ عند ذمهم بالافتراء على الله، وصد غيرهم عن سبيل الله، لأن اسم اليهود جاء من هاد يهود، أي رجع، والاسم غلب عليهم بعد رجوعهم مع موسى عليه السلام من مصر، وكانت صفة نكث المواعيد، والمواثيق، والرجوع عنها، وخديعة من وثق بهم والمكر به، هي الصفات الغالبة عليهم عند الشعوب في كل العصور، وقد سجل ذلك القرآن الكريم عليهم؛
    في قوله تعالى: (أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (100) البقرة0
    وأما حلم اليهود بان يعود لهم سلطان في دولة يكون كسلطان سليمان عليه السلام ليس عند جميع اليهود، بل هناك طوائف منهم ترفض وجود دولة لهم، وتعد وجودها من باب الخطر الشديد عليهم، وتفكيك دولة بني إسرائيل هو مطلبهم، ولن يجدوا على حد تعبيرهم راحتهم مع وجود دولة لبني إسرائيل، التي يعدونها دولة صهيونية وليست يهودية، هذا الرأي من يهود كاليهود الكاثوليك يعد رأيًا غريبًا، لكن القرآن يكشف أمرًا قد يكون اعتقاد أمثال هؤلاء مبنيًا على نفس الرأي، يخبر الله تعالى ما كتب على بني إسرائيل بعد كثرة مخالفاتهم لأنبيائهم، وعدم الرضا بما قسمه الله لهم، وإراحتهم من عناء زراعة الأرض بإنزال المن والسلوى عليهم، وما لحق ذلك من أفعال شنيعة كقتلهم الأنبياء،
    قال تعالى: (وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُوَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (61)البقرة،
    هذا أول غضب يبوءون به،
    ثم لما بعث محمد صلى الله عليه وسلم كفروا به وبكلمات الله التي أنزلت عليه، فباءوا بغضب على غضب،
    قال تعالى: (بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ (90) البقرة،
    سر هذا الأمر في كلمة باء؛ فمادة "بوأ" هي في اتخاذ قاعدة ومنطلقًا لأي أمر يراد بقاؤه واستمراره،
    قال تعالى: (وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (26) الحج،
    فمكان البيت الذي كشفه الله لإبراهيم أصبح قاعدة ومنطلقًا لبناء البيت الحرام الذي هو أول بيت وضع للناس، واستمر هذا البيت قائمًا على نفس الأساسات إلى يومنا هذا، وإلى قبيل قيام الساعة،
    ومثال آخر من القرآن قول هابيل المقتول لقابيل القاتل في قصة ابني آدم؛
    قال تعالى: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آَدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآَخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27) لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (28) إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (29) فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ (30) المائدة،
    فكان هذا أول من سن قاعدة القتل في الأرض، وكل من فعل فعله عليه نصيب من إثمه، لذلك؛
    قال تعالى بعدها: (مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ..(32) المائدة0
    ويوسف عليه السلام هو الذي بنى قاعدة ومنطلقًا لوجود بني إسرائيل في مصر؛
    قال تعالى: (وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (56)يوسف0
    وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنهم قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء)، البخاري رقم 4778، ومسلم رقم 1400، واللفظ لمسلم،
    والباءة هي القدرة على تحمل أعباء الزواج؛ بتقديم المهر، وفتح البيت الشرعي، والنفقة على الزوجة، ليكون ذلك قاعدة ومنطلقًا لتكوين أسرة تبدأ أولاً بالزوجين،
    وأما تفسير الباءة بالقدرة الجنسية؛ فالقدرة هي فطرية في الإنسان إذا بلغ، ولولاها لما كان الخطاب موجهًا للشباب الذين وصلوا سن البلوغ، واستطاعة الباءة مشترطة في الحديث0
    وأما ما جاء في حديث سيد الاستغفار عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ (صحيح البخاري رقم 5947)، وفي غيره: (أبوء لك بنعمتك علي وأبوء لك بذنبي
    فإن الإقرار بأن النعمة من الله تعالى هي قاعدة الشكر لله، وزيادة الفضل من الله عز وجل، فلا شكر لله دون الإقرار بأن النعمة من الله تعالى وحده،
    والإقرار بالذنب هو قاعدة التوبة والاستغفار، فلا توبة دون الإقرار بالذنب أولاً0
    فمن ذلك نستطيع أن نفهم قوله تعالى "فباءوا" بغضب من الله؛ أنه أي مكان يريدون أن يتخذوه قاعدة، ومنطلقًا لهم، فإن استحباب ذلك المكان، وتزيينه لهم، هو من غضب الله عليهم، حتى يجمعهم فيه، فيسلط عليهم بعضًا من عباده فيسوءوا وجوههم فوق الذلة والمسكنة التي كتبت عليهم00 كتب هذا الأمر عليهم قبل مبعث محمد صلى الله عليه وسلم الرسول المنتظر الذي كانوا يبشرون فيه، فلما كفروا به ضوعف عليهم الغضب؛ "فباءوا بغضب على غضب"، فموقف جماعة "ناطوري كارتا" اليهودية المتدينة من وجود دولة لبني إسرائيل هو من إدراكها لهذا الأمر من مراجعهم، فإن إنشاء دولة لبني إسرائيل وراؤها ما وراؤها، فمن خشيتهم على اليهود يقفون هذا الموقف، ولا يغترون بفترة الاستحباب والتزيين والتمكين، لأن العبرة بالخواتيم، ونحن المسلمين أخبرنا تعالى من قبل أربعة عشر قرنًا أنه سيكون هناك دولة لبني إسرائيل حول بيت المقدس، بسبب فسادهم الثاني بعد الأول في الأرض، وسيمدهم تعالى بالمال والبنين، ويجعلهم أكثر نفيرًا، ويعيد لهم الكرة على من أزال علوهم الأول؛ ألا وهم العرب المسلمون عامة، وأهل العراق خاصة، فالتوراة تثبت أن قواد نبوخذ نصر من العرب، وإذا كان الأمر كذلك فلماذا لا يكون هو من العرب؟!، وثانيًا أن الهجرات من الجزيرة ظلت متواصلة عبر التاريخ إلى الهلال الخصيب، وكان أهل الجزيرة على الحنيفية المسلمة إلى عهد متأخر قبيل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا ننسى أن نبوخذ نصربغيض لليهود لموقفه التاريخي من تدمير دولتهم، وإزالة علوهم الأول، وتشتيتهم، ومعظم الأخبار عنه هي عن طريق اليهود، فإذا كانوا قد شوهوا سير بعض الأنبياء، وقتلوا بعضًا منهم، فلماذا لا يصل التشويه إلى سيرة نبوخذ نصر أيضًا، ودواعي التشويه وأسبابها قائمة، لذلك جعلنا الله تعالى وإياه أُمَّة واحدة لبيان الحقائق، فنحن وإياه من نفس القوم، وعلى نفس الحنيفية المسلمة، ووصفه الله ومن معه بأنهم عباد لله هي إضافة تشريف، وتكليف،
    فقال تعالى: (فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا (5) الإسراء،
    ثم قال تعالى: (ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا (6) الإسراء، فرد الكرة في الآية عليهم، وفي الواقع علينا، ولا يكون هذا إلا إذا كنا نحن وإياهم جميعًا أُمَّة واحدة، وقد سماها الله كرة، ولم يصفها بأنها هزيمة أو انتصار، لأن ذلك يقال عندما تضع الحرب أوزارها، ويتوقف القتال، مما يدل على أن الحرب لن تتوقف، وستستمر على أرض العراق، حتى يجيء وعد الآخرة على ما فيه مما يخشاه هؤلاء المتدينون من اليهود، لأن إيمانهم بأن انطلاقة من يزيل العلو الثاني سيكون من نفس المكان الذي انطلق منه من أزال العلو الأول، وما يدل عليه هذا الربط في أول سورة الإسراء، ولذلك كان التخطيط لهذه الكرة عليهم لمنع قدر الله، والحيلولة دون تحقيقه، أو تأجيل قيامه قدر الاستطاعة، وهذه الكرة هي بداية النهاية؛
    قال تعالى: (فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا (7)الإسراء، فذكر إساءة الوجه وليس الانتصار مما يدل كم في أنفسهم من غيظ عليهم مما اقترفوه في حقهم من جرائم وإهانات، وما ذكر ذلك في القرآن والكريم وجعله قرآنًا يتلى إلا لشدة ابتلاء المسلمين بذلك، وما يتعرضوا له من فتنة تؤثر على أكثر المسلمين، وتصدهم عن دينهم، إلى أن وصل الحال أن يطلب ودهم دول إسلامية بعيدة عنهم في المشرق والمغرب، وكأن حالهم سيبقى خالدًا لا ينتهي إلى الحال الذي وصفه القرآن الكريم في هذه السورة، وخلافًا لما يؤمن به طوائف من اليهود0
    وتسمية بابل (مدينة نبوخذ نصر) بهذا الاسم جاء من تراكب بنيانها بعضه فوق بعض التي تميزت به، وأما تصوير السوء الذي سيصيب بابل عند سقوطها حتى لا تجرؤ السفن الاقتراب منها، ويبكي عليها ملوك الأرض، وتجار الأرض وأصحاب السفن الذين اغتنوا من التجارة معها بفضل ثروتها، ووصفها بالمدينة العظمى، والزانية الكبرى التي أفسدت الأرض، وتراكمت خطاياها حتى بلغت عنان السماء، والتي يأتيها حجر طاحونة من السماء (نيزك) يدمرها ويحرقها، فتختفي، ولا يسمع بها موسيقى، ولن تقوم فيها صناعة بعد ذلك، هو من جراء الحقد الذي كان على بابل، وبابل القديمة بعيدة في البر عن البحار، ولو صح هذا الكلام الذي ذكر في سفر الرؤيا ليوحنا (18: 1-24)؛ فإنه ينطبق على كل مدينة ساحلية تراكب بنيانها، بأعظم مما كانت عليه بابل، من تلك المدن التي امتلأت بناطحات السحاب000 وأترك لك تقدير من أحق بهذا الوصف، ومن أحق بهذه الخاتمة الرهيبة القاسية0
    والخشية من أمثال جماعة (ناطوري كارتا) شاملة أيضًا على من جعلوهم قاعدة إمداد لهم بالمال والسلاح، ومنطلقًا آخر لهم، أن يتغير حالهم إذا تخطت مفاهيم جديدة إليهم حواجز وسائل الإعلام التي تحجب حقائق كثيرة عنهم، فينقلبوا عليهم، فلن يقف الأمر يومئذ عند تخليهم عن دعم إسرائيل والمحافظة على وجودها، إذا أحسوا بأن كل الحروب التي خاضتها الولايات المتحدة، وكل الدماء الأمريكية التي أريقت، والجرائم التي ارتكبت، وكل الأموال التي أنفقت، والديون التي حملت، ابتداء من الحرب العالمية الأولى إلى يومنا هذا وإلى ذلك اليوم، وبسط النفوذ على العالم، كله من أجل اليهود، ولصالح اليهود، وحتى لا يكون هناك دولة تستطيع مد يد العون لمن يريد من المسلمين إخراج اليهود من فلسطين0 فإن الخشية قائمة أن يصبح اليهود مطاردين في كل ولاية من الولايات المتحدة، وأن يخرج فيهن من أمثال الذين اضطهدوا اليهود بلا رحمة ولا شفقة، فيطلبوا اليهود، ويبحثوا عنهم في كل مكان، ليحاسبوهم على كل ما اقترفته الولايات المتحدة بحق العالم من أجلهم، وحملهم على التخلق بأخلاق أول من وطأت أقدامهم العالم الجديد ليسرقوا العالم ويضعوه في جيوبهم، وتحميلهم بغض العالم لهم دون أن يكون لهم مصلحة حقيقية في ذلك، فيكون ذلك مصداقًا لقوله تعالى "فباءوا بغضب من الله" ومصداقًا لما يخشاه المتدينون اليهود من إقامة دولة صهيونية باسم اليهود، أو اتخاذ أي مكان قاعدة ومنطلقًا لهم0 فإن هنالك من يتهمهم أيضًا بأنهم خططوا لمستقبل الولايات المتحدة مبكرًا؛ فكانوا هم وراء استقلال الولايات المتحدة عن بريطانيا، وإبادة عشرات الملايين من الهنود الحمر، حتى لا يكون لهم رأي في المستقبل يؤثر في السياسة الأمريكية التي يرسمونها للولايات المتحدة خارج القارة الأمريكية00 فوق الإبادة التي حدثت لهم على طول القارتين وعرضهما لنـزع الذهب من أيديهم، وإجلائهم عن أراضيهم الخصبة0 فقد ساء حظهم ألا يكون المسلمون هم أول من اكتشف القارتين، فلو سبق المسلمون إليهم أيام قوتهم؛ لحفظوا للهنود الحمر حياتهم، وحضارتهم، وزادوها نماء بما يكتسبوه من الإسلام، ولما نهبت خيراتهم، ولقبل المسلمون من أراد الإسلام منهم، وما أجبروا أحدًا على ترك دينه0
    وساء حظهم أيضًا ألا توجد في بلادهم خيول وجمال، فإن الأمة التي تملك الوسائل الأسرع كان لها التأثير الأكبر، فتدجين العرب في باديتهم للخيول العربية والجمال العربية جعلهم أمة سريعة الحركة والانتقال، ومفاجأة الأعداء، فأثرت الهجرات المتتالية للهلال الخصيب واليمن في إنشاء الحضارات المبكرة من تاريخ البشرية، والأمم الحديثة أكثرها تقدمًا أكثرها امتلاكًا للوسائل الأسرع في البر والبحر والجو والفضاء، وأقدرها على تجديد شبابها بهجرة الطامحين لامتلاك القوة وتحسين أحوالهم، فتتحسن أحوال الأمة كلها بطموحهم، وقد ظلت حضارات الهنود الحمر قابعة في مكانها، بطيئة الحركة؛ لفقدانها وسائل الانتقال من الدواب التي خلقها الله سبحانه وتعالى، ومن الآلات الصناعية0
    والعجيب أنه إذا جرى الحديث عن سقوط نيزك على الأرض جاءت الحسابات لتقول إنه سينـزل على الولايات المتحدة، وإذا ثار بركان ضخم يؤثر على الأرض كلها فسيثور من أرضهم، وإذا بلغت قوة الأعاصير درجات مدمرة جراء اختلال توازن البيئة فوق الدرجات المعروفة حاليًا كانوا هم أول المتضررين، وكأن الذي وراء هذه الظواهر غاضب عليهم ويريد معاقبتهم0
    ولعل في خوف هذه الطائفة من المتدينين اليهود ما يفسر كذلك سبب اختيار سليمان عليه السلام قاعدة ملكه في حياة والده داود عليه السلام في جزيرة مهجورة في البحر، مما سنبينه عند الحديث عن سليمان عليه السلام ، فذهب كل شيء بذهابه،
    قال تعالى: (قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (35) ص0

    نقل من كتابي " أحبك أيها المسيح"
    38.الذين هادوا من اليهود .. ص (74-81)
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  3. #3

    رد: مختارات من نصوص الباحث ابو مسلم العرابلي

    إسماعيل عليه السلام هو أول من اتخذ المسجد الأقصى مسجدًا
    أدلتي في ذلك :
    - أن المسجد الأقصى اتخذ مسجدًا بعد المسجد الحرام بأربعين سنة كما جاء في الحديث الصحيح
    - أن إبراهيم عليه السلام بعد أربعين سنة في حكم من فارق الدنيا؛ لأن الله تعالى رزقه إسماعيل وإسحاق على كبر
    فعند بناء المسجد الحرام كان إسحق مولودًا.
    - أن إسماعيل عليه السلام قد تولى تربية يعقوب بعد وفاته إسحاق عليهما السلام؛ لأنه وصف في القرآن بأنه أب ليعقوب عليهم السلام مع أنه عمه،
    ويعقوب في وقت اتخاذ المسجد الأقصى كان طفلا صغيرًا.
    وفي فترة هذه الولاية ليعقوب عليه السلام وقدومه إلى فلسطين اتخذه إسماعيل مسجدًا له يشابه موضع المسجد الحرام في فلسطين.
    - أن شكل المسجد الأقصى يشبه المسجد الحرام مع أرض حجر إسماعيل عليه السلام
    - وأنه متجه في قبلته إلى المسجد الحرام
    - يعقوب وذريته لا علاقة لهم بالمسجد الحرام، ولم يكونوا من سكانه، وهم قد رحلوا إلى مصر وجلسوا فيها عدة قرون
    - أن المسجد الأقصى هو الذي اتخذ أولا قبلة للمسلمين قبل المسجد الحرام، وإسماعيل عليه السلام لا يشاركنا فيه أحد من أهل الكتاب،
    وقد انتقلت النبوة من فرع إسحاق إلى إسماعيل عليهما الصلاة والسلام
    لقد ثبت العرب على الحنيفية المسلمة زمنًا طويلا دون نبي، ولم يخرجوا منها إلا في زمنهم الأخير قبل تجديدها بمحمد صلى الله عليه وسلم
    فكانوا أهلا لحمل رسالة عالمية لا رسالة بعدها
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  4. #4

    رد: مختارات من نصوص الباحث ابو مسلم العرابلي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    يجب إعادة تعريف الإسلام
    ليعتز المسلم الحقيقي بإسلامه
    يجب أن يعرف المسلم ؛ لماذا هو مسلم ؟
    وماذا يجب عليه من اتصافه بالإسلام؟
    وما هي الحدود التي يخرج من يتعداها عن إسلامه، ولا يعد المسلم مسلمًا عندها؟
    الإسلام من العلو والعزة وليس من الاستسلام
    ولا سلام في الإسلام عنوان خاطئ إذا أخذنا السلام بمعناه الحقيقي
    وإذا أخذناه بالمعنى الدارج فلا علاقة له بالإسلام
    الإسلام يعرف من استعمال جذره
    واستعمال جذره "سلم" هو في "العلو" لا غير؛
    لأن العلو وطلب العلو هو الغالب الظاهر على استعمال الجذر
    وبغير الانطلاق من الجذر "سلم" لن يكون تعريف الإسلام تعريفًا جامعًا شاملاً
    يجب أن يعرَّف الإسلام هذا التعريف انطلاقًا من جذره لا غير؛
    الإسلام هو: طلب العزة والعلو لله ولدينه بالعلو والعزة على شياطين الإنس والجن"
    الإسلام هو دين جميع الأنبياء ودين جميع المؤمنين بالأنبياء، وليس ذلك لأتباعهم دون أن يكون لهم إيمان صحيح بالله يطلبون فيه الأمن من الله تعالى في الدنيا والآخرة.
    لقد سمَّى العرب شجرة: بالسَّلَم والسَّلام؛ لأنهم لا يستطيعون اعتلاءها بسبب شوكها الذي ينشب بمن يلامسها، فكيف بمن يريد اعتلاءها؟.
    وقالوا للذي يقاوم السم والمرض، والذي تغلب عليهما سليمًا.
    وسموا الأداة التي تمكنهم من اعتلاء السطوح والأماكن المرتفعة العالية بالسُّلُّم.
    والجنة هي أعلى دار يسكنها الإنسان ويعلوا فيها بعزة؛ فسميت بدار السلام.
    والله العلي عز وجل هو السلام الذي لا يعلوه شيء ولا أحد من خلقه.
    ولقد كان اسم أحد الأنبياء من مادة "سلم" التي منها "الإسلام" ، وكان اسمًا على مسمى؛ إنه "سليمان" عليه السلام الذي جعل الله له علوًا على الإنس والجن والطير، جنودًا له يأتمرون بأمره، وسخر له ريحًا تعلو به حيث يريد.
    وتحية المسلم للمسلم مبنية على تذكيره برسالة الإسلام؛ دين العلو والعزة ، وتذكيره بأن علو الإسلام وعزته تعتمد عليه بقوله "السلام عليكم" وقد بينا من قبل؛ أن حرف الجر "على" يستعمل في الرباط القوي الشديد بين طرفين؛ وكذلك يجب أن يكون ارتباط المسلم بعزة وعلو دينه الإسلام ارتباطًا وثيقًا.
    لقد أمرنا الله تعالى: (يَـاـأَيُّهَا الَّذِينَ ءاَمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَـاـنِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (208)البقرة.
    فالله عز وجل لم يرسل الأنبياء بالإسلام؛ إلا لعزة وعلو المسلمين المؤمنين بالله في الدنيا والآخرة.
    وأمرنا أن نسلم وجهنا لله تعالى؛ أي أن نطلب العلو والعزة لله ولدينه في كل وجهة نتوجه إليها، فهذا الذي يحقق لنا العزة في الدنيا والآخرة.
    أما تعريف الإسلام على واضعة رحمة من الله رحمة واسعة : "هو الاستسلام لله بالتوحيد، والانقياد له بالطاعة، والخلوص من الشرك، وبعبارة أخرى؛ البراءة من الشرك وأهله".
    فهذا حق لله ولا يكون المسلم مسلمًا حتى يتصف بذلك، فكلنا عبيد لله.
    ولكن الإسلام جاء لينظم العلاقة بين الإنسان ونفسه وربه والناس جميعًا، وليس بينه وبين الله فقط، وإن كانت كلها لأجل مرضاة الله تعالى.
    وهذا التعريف بهذه الجمل؛ لم يظهر فيه الرباط اللغوي الذي عليه كان اشتقاق الإسلام.
    هذا التعريف للإسلام دَرَسْنَاه ودَرَّسْنَاه سنوات طويلة.
    وهو صحيح في جملته، ولكن تعريف الإسلام أوسع من علاقة العبد ربه، وإن كان ذلك هو الأساس والمنطلق؛
    فالعلو والعزة تستمد من الله تعالى وحده، ولن تنال من غير الله تعالى، أو بإشراك أحد مع الله من خلقه،
    ولن يكون علو وعز للمؤمن بالله. وهو لا يعمل بطاعة الله.
    وليس طلب العزة والعلو لأجل الدنيا؛ بل هو لله ولدينه، وأن نخلص في ذلك له.
    والاستسلام هو القبول بعلو وعزة الآخر عليك، والله تعالى هو العلي العزيز،
    شاء البشر أم أبوا، كانوا مؤمنين أو كانوا كافرين.
    لم أجد آية أو لغة تغير معنى السلم والسلام إلى الصلح الدائم،
    ودمج المتصالحين في علاقات ود ومحبة.
    لا أدري من أين جاء هذا المسخ لمعنى العزة والعلو في السلم والسلام إلى ذل وهوان؟!.

    لقد وردت في القرآن "سلم"؛ (84) مرة، و "سلام"؛ (50) مرة بزوائدهما. أي (134) مرة.
    ولا شيء في ذلك إلا بفهم أعُده غريبًا عن استعمال القرآن والعرب لهذا الجذر.
    لقد قال عز وجل في سورة الجهاد:
    (وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (61) الأنفال.
    مادة "جنح" يا عباد الله تعالى هي في "الإقلاع والمفارقة"؛ عن الأرض أو عن الأفعال؛
    فجناح الطائر هو الذي يمكنه من الإقلاع ومفارقة الأرض.
    ولما تحرج الأنصار رضي الله عنهم عن الطواف بالصفا والمروة
    قال تعالى: (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ (158) البقرة.
    فقوله تعالى: (فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ)؛ أي لا مانع يمنعه من الطواف بهما، وفيه بيان لشدة الوجوب؛ لذلك كان السعي بين الصفا والمروة من أركان الحج والعمر.
    وليس معنى (فَلَا جُنَاحَ)، لا بأس، وجواز فعل ذلك؛ مما يفهم منه عدم الوجوب.
    (فَلَا جُنَاحَ) أينما وردت في القرآن لا تفيد إلا؛ لا مانع من فعل ما يذكر معها من الأفعال.
    فقوله تعالى: (وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ) معناه فإن أقلعوا عن الحرب، وعداوة الإسلام والمسلمين، من غير رجعة للحرب مرة أخرى، وفعلوا ذلك إقرارًا منهم بعزة وعلو المسلمين عليهم، وقبلوا دفع الجزية لهم؛ فاقبلوا ذلك منهم، وأقلعوا عن حربهم؛ بقوله تعالى: (فَاجْنَحْ لَهَا
    أما إذا أرادوا بقبولهم بذلك هو خداع المسلمين ليلتقطوا أنفاسهم، ويعدوا العدة لحرب جديدة فيجب محاربتهم وإذلالهم بالقوة ؛
    فقد قال تعالى: (وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ (62) الأنفال.
    وقال تعالى قبلها: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ (60) الأنفال.
    أما السلام المستعمل بين العرب واليهود؛ فهو في علو اليهود وعزتهم، وفيه تشريط بأن يظل تفوقهم على الذين يوقعون معهم المعاهدة، وأن عليهم أن يتخذوا من الإجراءات التي تقوض قوتهم، وتقلل عدد جنودهم وعدتهم، وتبقيهم ضعفاء في قوتهم العسكرية، وقراراتهم السياسية أمام إسرائيل ... هذا هو الواقع الذي لا يخفى على أحد. ولا يجهله أحد.
    فما يسمى بالسلام في المعاهدات لا يمكن أن يكون فيه عزة وعلو للطرفين معًا؛
    بل هو عزة وعلو لطرف على الآخر ..
    والمؤكد أنا لسنا نحن الطرف الذي له العزة والعلو في هذه الاتفاقيات.
    ولا حول ولا قوة إلا بالله
    يجب أن نعرف ما في الإسلام من علو وعزة
    وأن نكون على قدر هذه التسمية
    أو نكون مفرغين من هذا المفهوم ونعمل ونعيش على خلافه،
    ونسمي أنفسنا بعد ذلك مسلمين.

    وشياطين الإنس هم الشياطين الظاهرون لنا اليوم
    فيجب العلو عليهم وجعلهم تحت الإقدام
    ليكون عزنا وعلونا حقيقيًا عليهم
    والله ناصر من عمل بما يريده الله تعالى لخيره في الدنيا والآخرة
    وسيعزه الله تعالى بعزته وقوته في الدنيا والآخرة
    ولن يجعل الله للسفلة والساقطين والكافرين علوا على عباده المسلمين المؤمنين المخلصين

    أبو مُسْلِم/ عبد المَجِيِد العَرَابْلِي
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  5. #5

    رد: مختارات من نصوص الباحث ابو مسلم العرابلي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    يجب إعادة تعريف الإسلام
    ليعتز المسلم الحقيقي بإسلامه
    يجب أن يعرف المسلم ؛ لماذا هو مسلم ؟
    وماذا يجب عليه من اتصافه بالإسلام؟
    وما هي الحدود التي يخرج من يتعداها عن إسلامه، ولا يعد المسلم مسلمًا عندها؟
    الإسلام من العلو والعزة وليس من الاستسلام
    ولا سلام في الإسلام عنوان خاطئ إذا أخذنا السلام بمعناه الحقيقي
    وإذا أخذناه بالمعنى الدارج فلا علاقة له بالإسلام
    الإسلام يعرف من استعمال جذره
    واستعمال جذره "سلم" هو في "العلو" لا غير؛
    لأن العلو وطلب العلو هو الغالب الظاهر على استعمال الجذر
    وبغير الانطلاق من الجذر "سلم" لن يكون تعريف الإسلام تعريفًا جامعًا شاملاً
    يجب أن يعرَّف الإسلام هذا التعريف انطلاقًا من جذره لا غير؛
    الإسلام هو: طلب العزة والعلو لله ولدينه بالعلو والعزة على شياطين الإنس والجن"
    الإسلام هو دين جميع الأنبياء ودين جميع المؤمنين بالأنبياء، وليس ذلك لأتباعهم دون أن يكون لهم إيمان صحيح بالله يطلبون فيه الأمن من الله تعالى في الدنيا والآخرة.
    لقد سمَّى العرب شجرة: بالسَّلَم والسَّلام؛ لأنهم لا يستطيعون اعتلاءها بسبب شوكها الذي ينشب بمن يلامسها، فكيف بمن يريد اعتلاءها؟.
    وقالوا للذي يقاوم السم والمرض، والذي تغلب عليهما سليمًا.
    وسموا الأداة التي تمكنهم من اعتلاء السطوح والأماكن المرتفعة العالية بالسُّلُّم.
    والجنة هي أعلى دار يسكنها الإنسان ويعلوا فيها بعزة؛ فسميت بدار السلام.
    والله العلي عز وجل هو السلام الذي لا يعلوه شيء ولا أحد من خلقه.
    ولقد كان اسم أحد الأنبياء من مادة "سلم" التي منها "الإسلام" ، وكان اسمًا على مسمى؛ إنه "سليمان" عليه السلام الذي جعل الله له علوًا على الإنس والجن والطير، جنودًا له يأتمرون بأمره، وسخر له ريحًا تعلو به حيث يريد.
    وتحية المسلم للمسلم مبنية على تذكيره برسالة الإسلام؛ دين العلو والعزة ، وتذكيره بأن علو الإسلام وعزته تعتمد عليه بقوله "السلام عليكم" وقد بينا من قبل؛ أن حرف الجر "على" يستعمل في الرباط القوي الشديد بين طرفين؛ وكذلك يجب أن يكون ارتباط المسلم بعزة وعلو دينه الإسلام ارتباطًا وثيقًا.
    لقد أمرنا الله تعالى: (يَـاـأَيُّهَا الَّذِينَ ءاَمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَـاـنِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (208)البقرة.
    فالله عز وجل لم يرسل الأنبياء بالإسلام؛ إلا لعزة وعلو المسلمين المؤمنين بالله في الدنيا والآخرة.
    وأمرنا أن نسلم وجهنا لله تعالى؛ أي أن نطلب العلو والعزة لله ولدينه في كل وجهة نتوجه إليها، فهذا الذي يحقق لنا العزة في الدنيا والآخرة.
    أما تعريف الإسلام على واضعة رحمة من الله رحمة واسعة : "هو الاستسلام لله بالتوحيد، والانقياد له بالطاعة، والخلوص من الشرك، وبعبارة أخرى؛ البراءة من الشرك وأهله".
    فهذا حق لله ولا يكون المسلم مسلمًا حتى يتصف بذلك، فكلنا عبيد لله.
    ولكن الإسلام جاء لينظم العلاقة بين الإنسان ونفسه وربه والناس جميعًا، وليس بينه وبين الله فقط، وإن كانت كلها لأجل مرضاة الله تعالى.
    وهذا التعريف بهذه الجمل؛ لم يظهر فيه الرباط اللغوي الذي عليه كان اشتقاق الإسلام.
    هذا التعريف للإسلام دَرَسْنَاه ودَرَّسْنَاه سنوات طويلة.
    وهو صحيح في جملته، ولكن تعريف الإسلام أوسع من علاقة العبد ربه، وإن كان ذلك هو الأساس والمنطلق؛
    فالعلو والعزة تستمد من الله تعالى وحده، ولن تنال من غير الله تعالى، أو بإشراك أحد مع الله من خلقه،
    ولن يكون علو وعز للمؤمن بالله. وهو لا يعمل بطاعة الله.
    وليس طلب العزة والعلو لأجل الدنيا؛ بل هو لله ولدينه، وأن نخلص في ذلك له.
    والاستسلام هو القبول بعلو وعزة الآخر عليك، والله تعالى هو العلي العزيز،
    شاء البشر أم أبوا، كانوا مؤمنين أو كانوا كافرين.
    لم أجد آية أو لغة تغير معنى السلم والسلام إلى الصلح الدائم،
    ودمج المتصالحين في علاقات ود ومحبة.
    لا أدري من أين جاء هذا المسخ لمعنى العزة والعلو في السلم والسلام إلى ذل وهوان؟!.

    لقد وردت في القرآن "سلم"؛ (84) مرة، و "سلام"؛ (50) مرة بزوائدهما. أي (134) مرة.
    ولا شيء في ذلك إلا بفهم أعُده غريبًا عن استعمال القرآن والعرب لهذا الجذر.
    لقد قال عز وجل في سورة الجهاد:
    (وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (61) الأنفال.
    مادة "جنح" يا عباد الله تعالى هي في "الإقلاع والمفارقة"؛ عن الأرض أو عن الأفعال؛
    فجناح الطائر هو الذي يمكنه من الإقلاع ومفارقة الأرض.
    ولما تحرج الأنصار رضي الله عنهم عن الطواف بالصفا والمروة
    قال تعالى: (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ (158) البقرة.
    فقوله تعالى: (فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ)؛ أي لا مانع يمنعه من الطواف بهما، وفيه بيان لشدة الوجوب؛ لذلك كان السعي بين الصفا والمروة من أركان الحج والعمر.
    وليس معنى (فَلَا جُنَاحَ)، لا بأس، وجواز فعل ذلك؛ مما يفهم منه عدم الوجوب.
    (فَلَا جُنَاحَ) أينما وردت في القرآن لا تفيد إلا؛ لا مانع من فعل ما يذكر معها من الأفعال.
    فقوله تعالى: (وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ) معناه فإن أقلعوا عن الحرب، وعداوة الإسلام والمسلمين، من غير رجعة للحرب مرة أخرى، وفعلوا ذلك إقرارًا منهم بعزة وعلو المسلمين عليهم، وقبلوا دفع الجزية لهم؛ فاقبلوا ذلك منهم، وأقلعوا عن حربهم؛ بقوله تعالى: (فَاجْنَحْ لَهَا
    أما إذا أرادوا بقبولهم بذلك هو خداع المسلمين ليلتقطوا أنفاسهم، ويعدوا العدة لحرب جديدة فيجب محاربتهم وإذلالهم بالقوة ؛
    فقد قال تعالى: (وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ (62) الأنفال.
    وقال تعالى قبلها: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ (60) الأنفال.
    أما السلام المستعمل بين العرب واليهود؛ فهو في علو اليهود وعزتهم، وفيه تشريط بأن يظل تفوقهم على الذين يوقعون معهم المعاهدة، وأن عليهم أن يتخذوا من الإجراءات التي تقوض قوتهم، وتقلل عدد جنودهم وعدتهم، وتبقيهم ضعفاء في قوتهم العسكرية، وقراراتهم السياسية أمام إسرائيل ... هذا هو الواقع الذي لا يخفى على أحد. ولا يجهله أحد.
    فما يسمى بالسلام في المعاهدات لا يمكن أن يكون فيه عزة وعلو للطرفين معًا؛
    بل هو عزة وعلو لطرف على الآخر ..
    والمؤكد أنا لسنا نحن الطرف الذي له العزة والعلو في هذه الاتفاقيات.
    ولا حول ولا قوة إلا بالله
    يجب أن نعرف ما في الإسلام من علو وعزة
    وأن نكون على قدر هذه التسمية
    أو نكون مفرغين من هذا المفهوم ونعمل ونعيش على خلافه،
    ونسمي أنفسنا بعد ذلك مسلمين.

    وشياطين الإنس هم الشياطين الظاهرون لنا اليوم
    فيجب العلو عليهم وجعلهم تحت الإقدام
    ليكون عزنا وعلونا حقيقيًا عليهم
    والله ناصر من عمل بما يريده الله تعالى لخيره في الدنيا والآخرة
    وسيعزه الله تعالى بعزته وقوته في الدنيا والآخرة
    ولن يجعل الله للسفلة والساقطين والكافرين علوا على عباده المسلمين المؤمنين المخلصين

    أبو مُسْلِم/ عبد المَجِيِد العَرَابْلِي
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  6. #6

    رد: مختارات من نصوص الباحث ابو مسلم العرابلي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    آدم عليه السلام أبو البشرية كلها،

    اسمه جاء من أديم جلده،
    فقد سمي آدم من أول يوم خلق فيه،
    قبل أن يقوم بأي عمل يوصف به، فيكون هذا الوصف اسمًا له،
    فسمي بآدم بما تميز به، واختص به دون غيره، فكان اسمًا على مسمى
    فهو صاحب الجلد اللين الضعيف، خلافًا لباقي ما خلق الله من الدواب في الأرض،
    وكأن هذا الضعف الذي تميز به آدم وورَّثه لذريته من بعده تمثَل في ضعف جلده،
    وهو سبب كل نعمة تمتع بها الإنسان 00
    فلولا هذا الضعف لما صنع الإنسان الملابس لتحمي جلده من حر الشمس في الصيف، أو من البرد في الشتاء،
    ولما اتخذ بيتًا يأوي إليه خشيةً من أن يؤخذ وهو غافل،
    ولما اتخذ سلاحًا ليدفع به الضرر عن نفسه،
    ولما دجَّن الحيوانات ليتخذ من صوفها، وشعرها، ووبرها أثاثًا ولباسًا،
    ومن لحمها ولبنها طعامًا،
    ومن قوتها معينًا له في الحراثة والعمل، وفي الركوب والحمل، وفي الترحال والسفر،
    لتحمله على ظهرها إلى بلد لم يكن ليصله إلا بشق الأنفس،
    ولما زرع ليأكل، ويدخر من طعامه لوقت الحاجة 00
    لقد كان في الجنة يأتيه رزقه بلا عمل،
    أما في الأرض فحتى يحصل على رغيف الخبز تعلم الكثير والكثير 00 فلا يحصل عليه إلا بكد وتعب،
    فاحتاج إلى حراثة الأرض، وتسميدها، وصنع الأدوات لذلك،
    ودجن الحيوانات وروضها على فعل ذلك،
    وتعلم حساب الأيام والأشهر والسنين، ليعرف متى يبذر حتى لا يضيع تعبه، ويجوع عياله،
    ثم يبذر، ويسقي، ويحرس، وينتظر، واخترع من الآلات ما يعينه على البذر والسقاية،
    ثم يحصد، ويجمع الحصاد، فاستحدث الآلات التي تعينه على الحصاد، وجمع الثمار،
    ثم يدرس، ويذري، وينقل ويحفظ، ولكل منها أدواته وآلاته، التي تقصر العمل، وتخفف التعب،
    ثم يطحن، ثم يعجن، ويخمر، ثم يقطع، ثم يبسط القطع، ثم يشعل النار ويخبز، ولكلٍ مستحدثات أوجدها،
    وأخيرًا بعد 00000000000 رحلة طويلة 00 وأيام مديدة 000 وبعد مشاركة الطير والدواب والناس له بالحلال وبالحرام 00000 تنتهي الرحلة برغيف خبز0
    كيف حال آدم عليه السلام، وهو يقارن نعيم الجنة بلا كد ولا تعب، وحاله في الدنيا وشقاء طلب الرزق فيها؟!
    ضعف الإنسان ابتداء بآدم عليه السلام ثم توارثته ذريته من بعده 000
    جعل حاجاته لا حد لها تنتهي عنده، كلما حقق الإنسان شيئًا طمع بما فوقه،
    حتى أوصله ذلك إلى التفكير في غزو الفضاء واستعمار الكون000
    لقد جسد اسم أبينا آدم عليه السلام ضعف الإنسان،
    وكان أول ضعفه نسيانه وصية ربه، وتحذيره له من الشيطان، ومن شقاء الحياة خارج الجنة، (فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى (117) طه،
    وطمأنه ربه على نفسه ورزقه في الجنة، (إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى (118) وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى (119) طه،
    فدخل الشيطان عليه من خوفه على حياته ودوام رزقه، (فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى (120) طه0
    هل نحن أكثر اطمئنانًا من أبينا آدم عليه السلام ؟!
    وهل كل ما استحدثه الإنسان من آلات وأدوات ووسائل أنست الإنسان ضعفه؟!
    لقد وهبنا الله عز وجل عقولاً لتجعل من ضعفنا سبيلاً لقوتنا، وسد الثغرات علينا،
    لكنها مع محدوديتها إذا ما قورنت مع بقية ما خلق الله تعالى في الأرض كانت كبيرة، وكرمت الإنسان، ورفعته عليها درجات كثيرة،
    وصلى الله عليه وسلم على أبينا آدم، وجميع الأنبياء والمرسلين من ذريته،
    وثبتنا الله تعالى حتى نلقاه وهو راض عنا، فنجد عنده الأمان الذي لا خوف بعده، والرزق الذي لا نفاد له، إنه رجاءنا، وطلب رضاه غاية مطلبنا ....
    أبو مُسْلم/ عبد المجيد العَرَابْلِي.


    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  7. #7

    رد: مختارات من نصوص الباحث ابو مسلم العرابلي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    جنة الخلد أم جنة في الأرض ؟
    لم يقف الأمر على الاختلاف في دخول آدم عليه السلام جنة الجلد أم كان في جنة في الأرض ... بل تعداه إلى أن جنة الخلد خلقت أم لم تخلق بعد.... وساند كل رأي جماعة من العلماء ... وتحزب لبعض الآراء بعض أهل الفرق والمذاهب ... وهالني أن أصحاب الحق الذي مع دخول آدم جنة الجلد حجتهم في الدفاع عنها أضعف من الفريق الآخر ... ولا أرجع سبب ضعف ردودهم ... إلا لأن الأمة لم تطرق باب فقه الجذور أولاً ... وثانيًا أنه بدل المزيد من دراسة وتدبر القرآن لاستخراج الإجابات منه تذهب الجهود في جمع الآراء المختلفة وترديدها، والانشغال بها.
    وكانت أسباب ذلك الاختلاف عديدة ... وقبل الانتقال إلى أسباب الاختلاف والرد عليها .. لا بد من الحديث عن سبب تسمية الجنة بالجنة ... ففي بيان ذلك بعض الإجابة.
    الجنة من الجذر "جنن" وهي مادة لغوية تدور على ستر شيء معلوم لأجل قصير أو طويل .. ومن هذه المادة:
    الجنين: ومكانه البطن، وهو مستور فيه، ويدل عليه كبر البطن وانتفاخه، ولا يرى يخرج منه عندما تضعه أمه.
    والجن: جنس من خلق الله، مستور عن العيون في الحياة الدنيا، معلوم بالأدلة الشرعية، ومشاهدات نوادر من الناس.
    والجنون: حالة تصيب العاقل فتغلب عليه عقله وتستره، وهي خلاف من يولد معاقًا لا عقل له.
    وجن عليه الليل: ستره الليل بظلامه، وكل ما كان معلومًا ويرى في النهار.
    وجنة الخلد: جنة خلقها الله تعالى وأسكن فيها آدم ابتداء، فهي معلومة لدينا، وهي مستورة عنا في الحياة الدنيا إلى أن تقوم الساعة ويبعث الله الناس فيعرفها من ينعم الله عليه بها، وتظل مستورة عن أهل النار ... فهم يطلبون من أهل الجنة الماء، أو مما رزقهم الله، ولم يسموا من الرزق شيئًا، لأنهم لم يطلعوا على شيء منه، أما الماء فعلى التقدير أنهم لن يحرموا منه، ولا يصلح مقامهم في الجنة بدونه، وهم يطلبونه في النار ويسقونه حميمًا.
    الجنة من جنات الأرض: بستان من أشجار مثمرة، ومحلها المنخفضات وبواطن الأودية والأنهار.
    مستورة فيها لارتفاع ما حولها.
    وللنظر في حال الجنات في الأرض في الحياة الدنيا لمعرفة سبب تسميتها بهذا الاسم حتى نفرق بينهما وبين جنة الخلد:
    - أنها أشجاره مثمر في فصول محددة، ونضج الثمار وصلاحه للأكل في أوقات محددة، وليس لها ذلك طوال العام.
    أما جنة الآخرة فلا مثيل لها على الأرض، أكلها دائم وظلها؛ قال تعالى: (مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوا وَعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ(35) الرعد، وجنات لا أكلها ولا ظلها دائم، وقال تعالى: (إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى (118) وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى (119) طه. وهذا يتنافى مع صفة الجنات في الأرض.
    - أنها محتاجة إلى الماء فتسقى بانتظام واستمرار.
    - تنشأ على ضفاف الأنهار، وفي الواحات، وبطون الأودية الجارية، وحيث يتوفر الماء بكثرة.
    - أوراق أشجارها تسقط في فصل الشتاء فينكشف ما تحتها وما يمر فيها، وفي ذلك صلاح لتربتها، بوصول ضوء الشمس والهواء والحرارة إلى تربتها. والذي لا يسقط ورقه كالنخيل يعلوا على ساقه ويرتفع كثيرًا فينكشف أسفله، وما يمر تحته.
    - تحتاج إلى الرعاية بالحراثة. والتسميد. والتعشيب، والتقنيب، وغير ذلك.
    - التفاف أشجار الجنة ليس شرطًا فيها. ويجعل تباعد بين أشجارها من أجل صلاحها وتهويتها.
    - يمكن الزراعة بينها ... (وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا (32) الكهف
    - وقع السمع بالجنة يجلب الطمأنينة لما تدل على النعيم واليسر وعلى كثرة الخير وتنوع الفاكهة وليس مكانًا متشابكًا تخشى فيه المفاجآت.
    - الجنة في الدنيا بستان يلحق بمالكها وليست مكانًا لسكناه (وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ (25) فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ (26) القلم، أما جنة الخلد فسكنى أهلها في داخلها.
    هذه حال الجنات في الدنيا فهي مما يخرج شجره في بطون الأودية وفي المنخفضات على جوانب الأنهار الجارية والأودية أو حول مستنقعات المياه في الواحات.
    وهذه الجنات لوجودها في الأماكن المنخفضة وفي الشعاب سترت بارتفاع ما حولها عنها ولا تعرف حتى يقف عليها من يصلها فسترها جاء من طبيعة المكان الذي تنشأ به .
    هذا هو سبب تسمية الجنة في الأرض، وليس أنها تستر من يدخلها، وإن سترت من يدخلها فيكون ذلك في أوقات محددة من العام، وليس جميع.
    هذه أماكن نشأت الجنات في المنخفضات وليس في المرتفعات، وفي بطون الأودية على جوانبها؛ قال تعالى: (لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ (15) عن يمين الوادي وشماله.
    ثم استطاع الإنسان بعد ذلك حفر الآبار، واستخدم الدواب والسواقي في رفع المياه.
    وأقام السدود فساق الماء إلى السهول المكشوفة فأنشأ جنات في أماكن مرتفعة.
    ولما استطاع ضخ الماء بالآلات إلى مناطق مرتفعة، استطاع الزراعة في أماكن أكثر ارتفاعًا لم يكن يصلها المياه من قبل.
    لقد لازم ذكر الجنات ذكر الأشجار المثمرة والأنهار التي تجري من تحتها في عشرات الآيات، فالجنات في الدنيا ليست على رؤوس الجبال، والغابات والأدغال لا تسمى بالجنات حتى تكون مثمرة، وهي موحشة مخيفة في الغالب، تخيف من يدخلها، والجنة كلها أمان.
    والجنة في الأرض: هي البستان المثمر، ومكان معظمها في منخفضات من الأرض أو مما حولها.
    فمن ظن أن آدم اسكن في جنة في رأس جبل في الأرض ثم أهبط إلى سهل من السهول فاسم الجنة لا يوافق هذا الرأي، وهذا الخروج لو صح لكان معظم البشر قادرين على أن يعودوا إليها ولا يعجزهم ذلك...
    بل يعد الهبوط من غابات وأدغال إلى جنات في المنخفضات تكريمًا لا عقابًا،
    وتعد الجبال جزءًا من الأرض، وليست خارج الأرض، وهي في معظمها إن توفر الماء قابلة للإنبات، فتتكون عليها الغابات والأدغال.
    لن تكون الجنات في رؤوس الجبال أفضل من مثيلاتها في المنخفضات، حيث يكثر الماء وتشتد الحرارة، وانظر إلى قول أبي جهل: "أيعدكم محمد أن تكون لكم جنات مثل جنات الأردن" وكانت مضرب المثل، وهي في غور الأردن، حيث تتوفر المياه الغزيرة والحرارة والدفء، في أخفض مناطق الأرض في العالم.
    لو صح وجود هذه الجنة في الأرض ... فأين هي؟ .... لم يبق في الأرض مكان مجهول.
    وإن قيل بأنها كانت موجودة وزالت ... فما الأسف إذن على فراقها؟! وأي عقاب لآدم وزوجه بفراقها إذا لم يدم بقاؤها بدوام بقائه فيها لو لم يقدر له الخروج منها؟!
    وقد حذر تعالى آدم من الشقاء بالخروج من الجنة وعندما خرج قال له: لأجعلن عيشًا كدًا، كل ذلك لا يتوافق أن تكون الجنة التي سكنها آدم على الأرض.
    ولو كانت الجنة في الأرض لكان الخروج منها هو الخروج من أرض إلى أرض؛ والله تعالى:(وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (36) البقرة، فدلت هذه الآية على أن الجنة لم تكن في الأرض، وقد كان آدم مستقرًا في الجنة قبل ذلك، وبين أن الاستقرار في الأرض إلى أجل محدد وليس استقرار يخلد فيه.
    وقال تعالى: (قَالَ اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (24) قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ (25) الأعراف، فبينت هذه الآية، أن في الأرض التي أخرجوا إليها حياة بعده موت وبعد الموت إخراج وبعث، فهذا ما لا يحدث لأصحاب الجنة.
    من الأمور التي أدت إلى القول بأن الجنة التي دخلها آدم في الأرض وليست جنة الخلد؟
    1- أن سبب تسمية الجنة بالجنة غير واضح عندهم، لغياب منهج فقه الجذور الذي يعرف به سبب تسمية المسميات بأسمائها، فمنه نعرف أن شروط قيام الجنات في الأرض وسبب تسمياتها يخالف وصف الجنة التي دخلها آدم عليه السلام.
    2- أن الشجرة التي أكل منها آدم لم تكن داخل الجنة، بل كانت خارج حدودها، وأن آدم خرج إليها ليأكل منها .. وقد بينا في المبحث الأول سبعة عشر مسألة تشير إلى ذلك. فعد إليها، وفي ذلك رفع اللبس الذي حصل .... كيف يعصي آدم ربه في الجنة؟..... فآدم وزوجه عصيا الله بالأكل من الشجرة خارج الجنة وليس داخلها.
    3- أن معنى الهبوط كما بيناه في المبحث الثاني هو: انتهاء المقام في مكان محصور، والتحول إلى غيره لينتشر فيه وتطلق يده فيه؛
    • ومن ذلك هبوط نوح عليه السلام من انحصاره ومن معه في السفينة إلى الانتشار في الأرض واستعمارها،
    • وهبوط بني إسرائيل من عزلتهم التي أمنهم الله تعالى فيها بغذائهم من المن والسلوى، إلى الانتشار في الأمصار والعمل في الأرض للحصول على ما سألوا موسى عليه السلام، ولو أريد به الهبوط من مكان أعلى إلى أدنى فالفارق بينهما إن وجد ليس ذا شأن، وإن أريد به من طعام أنفع وأطيب إلى طعام أدنى، فقد كانت رغبتهم في الأدنى وتحقيقه لهم، يدخل السرور في قلوبهم أكثر من المن والسلوى.
    • وهبوط الحجارة من أعلى إلى أسفل يسبب تفتتها وانتشارها، وإحداث أثر على كل ما تمر به أو تسقط عليه.
    • والهبوط من أعلى إلى أسفل يسمى هبوطًا ليس بسبب العلو والانخفاض بل لأن المكان العالي المرتفع كالجبال يحصر توجه وحركة من فيه، والمناطق السهلة والمنخفضة تطلق حرية الحركة فيها في كل الاتجاهات، فربط لذلك الهبوط بالتحول من أعلى إلى أسفل وابتعدوا عن سبب الحقيقي للهبوط وسر تسميته ،
    • وهبوط آدم وإبليس من الجنة التي كان أمِّن لهما فيها رزقهما بلا عمل ولا كد ولا عبادة، تحولاً إلى الأرض وأطلقت أيدهما فيها باستعمارها، والتكاثر فيها وانتشار الذرية.
    4- أنه لم يفهم من الآيات أنه كان هناك هبوطان: هبوط إلى خارج الجنة أسفل منها، ثم هبوط إلى الأرض بعد ذلك، وكان الهبوط الأول لإبليس إلى أسفل الجنة حيث توجد الشجرة، ومنها أطلقت يده في إغواء آدم عليه السلام وزوجه حتى أخرجهما إليها، فلما أرادا الرجوع ودخول الجنة، طلب منهما الهبوط إليها، ثم أهبط الجميع إلى الأرض التي نحن فيها بعد ذلك.... وكان في تفصيل الهبوط رفع اللبس في كيفية إغواء إبليس لآدم ... إذ كيف يغوي إبليس المبعد في الأرض وآدم في داخل جنة الخلد.... لقد كان الإغواء قبل الهبوط الثاني... وقد وضحنا ذلك في المبحث الثاني.
    5- قولهم أن جنة الخلد ليست دار خوف ولا حزن وقد حصل للأبوين فيها من الخوف والحزن ما حصل، وقد ند فيها آدم هاربا فارًا، وطفق يخصف ورق الجنة على نفسه وهذا النصب بعينه، ... هذا صحيح لو حدث داخل الجنة، لكنة آدم خرج منها إلى الشجرة، وحدث له كل ذلك خارج حدود الجنة.
    6- قولهم لا يسمع فيها لغوًا ولا كذابًا، وقد سمع فيها آدم عليه السلام كذب إبليس، لا يسمع فيها لغو من أهلها، وإبليس ليس من أهلها، وما بدا من إبليس ليس لغوًا، لأن اللغو كلام فاسد لا منفعة فيه ولا خير، وهذا تدبير بالمكر والخديعة، وإن كان كل ما يسمع من غير أهلها لغوًا، فمخاطبة أهل النار والرد عليهم سيكون من هذا الباب، وهو يجري في الآخرة.
    7- أما قولهم كيف يفتن آدم بوسوسة إبليس؟، والجنة ليست دار فتنة، فقد رفعت الوسوسة همته بطلب رفع منزلته لينال الخلود وملك لا يبلى... فخرج منها لذلك، فحرم الرجوع إليها وخسر كل شيء، والفتنة وقعت بخروجه من الجنة وبقائه فيها هي السلامة له.
    8- وقالوا الجنة ليست دار عبادة فيؤمر آدم فيها وينهى .... والصحيح أن الأمر كان له وهو خارج الجنة قبل أن يدخلها، والنهي عن شيء خارجها وليس داخلها... ولما دخلها نسي فقال تعالى: (وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا (115) طه.
    9- أما قوله عليه الصلاة والسلام: "فيها ما عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر" ... وهذا الأمر أثير حديثًا... فهل كانت مدة مكث آدم عليه السلام كافيه للاطلاع على كل نعيم الجنة؟... والله تعالى يقول: (كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقاً قَالُواْ هَـذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَابِهاً(25) البقرة، فحتى يتكرر النعيم عليهم يتذكروا أنهم نالوا مثله منذ زمن بعيد، لكثرة النعيم، وما يذكروه فيشتهوه يؤتى بهم لهم، ... والحديث هو في حق من لم يطلعه الله على هذا النعيم، فقد أطلع تعالى نبيه عليه الصلاة والسلام على كثير من نعيم الجنة في ليلة المعراج.
    فالجنة هي جنة الخلد التي سكنها آدم عليه السلام من قبل ونعود إليها برحمة الله .. جنة لا يجوز التكبر فيها وقد طرد إبليس منها لتكبره، والمستكبرين في الأرض توعدهم الله بالعذاب ويكثرون في أصحاب الجنات.
    أما قول القائلين من أهل الرأي الفاسد بأن الجنة لم تخلق بعد لأن خلقها وعدم استعمالها من باب العبث فيكفي الرد عليهم بإثبات وجودها قوله تعالى: (وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13) عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14) عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (15) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (16) مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (17) لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى (18) النجم .
    الكلام يطول .. وما ذكرناه فيه الكفاية إن شاء الله تعالى
    أبو مسلم / عبد المجيد العرابلي



    مواضيع لها علاقة بالموضوع ومتتمة له
    أين الشجرة التي أخرجت آدم من الجنة ؟
    شجرة الإبعاد وعيد البعد
    كيف غوى إبليس آدم من خارج الجنة؟
    كيف نزع الشيطان عن آدم وزوجه لباسهما؟ ولماذا ؟
    هل أسكن آدم جنة الخلد أم جنة في الأرض؟
    هل خلف آدم عليه السلام ما يسمى الإنسان الأول؟


    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

المواضيع المتشابهه

  1. مختارات من أبحاث الأستاذ أبو مسلم العرابلي
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان اللغة العربية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 07-23-2010, 04:44 PM
  2. حقيقة دين الملك/أبو مسلم العرابلي
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان التصويب
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-20-2009, 12:36 PM
  3. حذف وإثبات ألف الأمثال/أبو مسلم العرابلي
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان التصويب
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-20-2009, 12:34 PM
  4. حقيقة قطع النسوة لأيديهن/أبو مسلم العرابلي
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان التصويب
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-20-2009, 12:33 PM
  5. حذف وإثبات ألف ساحر/الأستاذ أبو مسلم العرابلي
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان التصويب
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-04-2009, 11:26 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •