حصة غزلية

[خالد عبد اللطيف]

" بدون حب،وبدون ليلة حمراء،وبــدون عـــشق لن تكون هـــناك كــــتا بة"

لم يبق على سفري إلى الزاوية سوى يومين،وبالرغم من قصر هذه المدة،فقد اعتبرتها دهرا بكامله لاحدود له.
أذكر آخر مرة رأيت فيها حفيظة بعد ليلة من الضحك والمزاح،وأنا أقوم بتحضير درس النصوص لتلاميذي ،من قصيدة للشاعر الجاهلي زهير بن أبي سلمى عنوانها" من مثل حصن؟
كانت تساعدني بخفة حركاتها وهي تقرأ قول زهير بن أبي سلمى:
قالت العذارى إنما أنت عمنا * وكان الشيب كالخليط نزايله.
وكنت أشرح لها معناه وهي تبتسم والسعادة تغمرها.
طال الليل،وطالت معه همساتنا،ولكن النوم غالبني،وتركتها بعدما قلت لها:
- تصبحين على خير.
تمنت حفيظة أن أنام معها،لكن أمورا كثيرة حالت بيننا. وفي الغد،غادرت حفيظة المدينة،لتتجه الى الزاوية،ووعدتها بالمجيء يوم السبت.
دخلت الفصل،التلاميذ يحدقون في بعيونهم الصغيرة،وينتظرون مني إشارة لبداية الدرس،لم أفكر ساعتها إلا في حفيظة وعن لحظة اللقاء التي تجمعنا.
شرعت في إلقاء الدرس بقول الشاعر:
أحفيظة مهلا بعد بعد هذا التذلل
وتدخلت تلميذة لتقول لي:
يا أستاذ إن البيت كالتالي:
أفاطم مهلا بعد هذا التذلل......
وأدرك خطئي وأعتذر،لكنني أبتسم وأقول:
الأمر سيان،فحفيظة كفاطمة،فيقف التلاميذ مندهشين من تبريري في تغيير الأسماء،ويتابعون الدرس في صمت.
وأكدت لهم أن الشعراء الجاهليين،كالإسلاميي ن يتغزلون بالنساء،بالرغم أنالإسلام حرم الغزل،وأوردت بيتا لكعب بن زهير:
بانت حفيظة فقلبي اليوم مبتول ....
ولم أدرك خطئي هذه المرة حتى رأيت اسم حفيظة مكتوب على السبورة عوض سعادن لأن أصل البيت هو:
بانت سعاد فقلبي اليوم مبتول...
وقلت في نفسي،أية لعنة نزلت علي في هذا الصباح،وهل أصبحت متيما بحفيظة إلى هذا الحد،الذي جعل لساني لا يفارق اسمها،ويتلفظ به في غير مناسبة،ألهذه الدرجة كثرت زلات لساني،ولو كان التلاميذ على قليل من الجرأة لسألني أحدهم:
من تكون حفيظة هذه التي سلبت عقلك يا أستاذ؟
ولما استطعت الإجابة عن سؤاله،ولكن الله سلم،ولم يحصل شيء مما خمنت فيه،ولكن ما في كل مرة تسلم الجرة.
واستمر الدرس،وكلي حرص وحذر مخافة أن أنطق باسم حفيظة مرة أخرى،وقبل أن يدق الجرس بلحظات،وجهت لأحد التلميذات سؤالا،وفي اللحظة التي كان بإمكاني أن أقول لها:
ـ أحسنت يا أسماء،لأن هذا هو اسمها،قلت لها:
- أحسنت يا حفيظة.
وفي هذه المرة انفجر التلاميذ بالضحك،وتشجع أحدهم ليقول لي:
ـ كان الله في عونك يا أستاذ ،لماذا لاتحضر معك حفيظة هذه إلى القسم،فتريحنا وتستريح.
وفي بلاهة غير معهودة،كدت أ قول له:
ـ إنها رفضت المجيء معي الى الفصل،وليتها فعلت ذلك.
انتهت الحصة وخرجت من الفصل،منتظرا بلهفة عطلة نهاية الأسبوع لأسافر للزاوية عند حفيظة.

[ريمه الخاني]

السلام عليكم
رغم تحفظي على تلك الجملة

تمنت حفيظة أن أنام معها،لكن أمورا كثيرة حالت بيننا

ودون ان اناقشها تربويا ولا دينيا
اجد ان النص واقعي تماما
حمانا الله من اهواء النفس وادوائها
تحيتي

[خالد عبد اللطيف]

شكر لمرورك الكريم سيدتي.
ورمضان مبرك كريم.
لك تحياتي.