منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 5 من 5

العرض المتطور

  1. #1

    المسيحيون العرب: مصائر مجهولة في بلاد مضطربة /صقر أبو فخر

    المسيحيون العرب: مصائر مجهولة في بلاد مضطربة
    صقر أبو فخر: السفير
    اعتقد الكثيرون ان »المسألة الشرقية« قد هُزمت مع »الثورة العربية الكبرى« في سنة ،1916 وأن تفتيت البلاد العربية على أسس إثنية وطائفية قد انتهى الى غير رجعة مع صعود الفكر القومي الحديث، ومع ظهور الحركات القومية المعاصرة، وأن المجازر المتبادلة التي ارتُكبت في لبنان سنة 1860 بين الدروز والموارنة، والمذابح التي وقعت ضد السريان والأرمن بين 1914 و،1919 لن تعود على الاطلاق. غير أن »المسألة الشرقية«، للأسف الشديد، عادت الى الظهور مع تلقي المشروع القومي الناصري صدمة كبرى في سنة ،1967 وها هي الآن قد باتت إحدى علامات العياء العربي، ولا سيما بعد تحطيم العراق في سنة .2003 ويتعرض العرب المسيحيون للتنكيل في بعض المناطق العربية، وللاضطهاد في مناطق أخرى، الأمر الذي أدى الى انحسار أعدادهم في بلاد الشام والعراق ومصر، وهي أوطانهم التاريخية.
    يحلو للباحثين ان يتحدثوا عن مسألة الأقليات في العالم العربي، وهي مسألة حقيقية في أي حال، ويُدرجون فيها »مشكلة الأقلية المسيحية«. لكن المسيحيين ليسوا أقلية في العالم العربي، إنما هم أهل هذه البلاد الممتدة من مصر حتى كيليكيا في بلاد الشام، وهم سكان هذه الأرض منذ نحو الفي عام. والمسيحية إحدى الديانات العربية بلا شك، حتى المسيح نفسه آرامي من الناصرة في الجليل الفلسطيني، وكان يتكلم السريانية، فهو بالمعنى التاريخي والحضاري، سرياني من فلسطين.
    ان عروبة المسيحيين أمر لا جدال فيه، الا لمن يرغب في إثارة مجادلات لغايات أخرى. ففي القدس اليبوسية (العربية) بدأت المسيحية، ومن القدس انتشر الرسل يبشرون بهذا الفكر الجديد، وفي الطريق المستقيم في دمشق (شارع مدحت باشا اليوم) تلقى بولس الانذار الإلهي بحسب العقيدة المسيحية، وراح يُبشر في الصحراء العربية (حوران). وأولى الكنائس شُيّدت في حلب وحوران. وفي أنطاكيا السورية عُرف أتباع يسوع الناصري بـ »المسيحيين« أول مرة.
    ان تاريخ المسيحية في المشرق العربي هو تاريخ العرب نفسه قبل الاسلام. ومنذ الفتح الاسلامي لبلاد الشام والعراق ومصر، سار تاريخ المسيحية وتاريخ الاسلام معا بلا انفصال، الا في حقب محدودة. ومن المحال، الى حد كبير، ان يتصدى مؤرخ او باحث في التاريخ لدراسة التاريخ العربي من دون ان يكتشف ان تاريخ المسيحية، السرياني بالتحديد، مندمج ومندغم ومتطابق مع تاريخ المسلمين. ولم تخل مدينة او حاضرة او بادية من الوجود المسيحي في جميع حُقب التاريخ العربي ولا سيما في بغداد وحلب ودمشق والقدس والقاهرة... الخ.
    لمحات من تاريخ العرب المسيحيين
    المسيحيون العرب هم الغساسنة في حوران وقاعدتهم بصرى، وهم المناذرة في العراق وقاعدتهم الحيرة. وهم أحفاد بكر وتغلب وكلب وربيعة ومضر وتنوخ، هذه القبائل التي كانت قبل الاسلام، في أغلبيتها، مسيحية، حتى قيل: »لولا الاسلام لأكل بنو تغلب الناس«. والعرب المسيحيون لمع من بينهم أعلام كبار في الشعر والأدب والحكمة والخطابة أمثال امرئ القيس والأخطل (التغلبي) وعمرو بن كلثوم وأبو تمام (الطائي) والأعشى وامية بن أبي الصلت وأكثم بن صيفي وورقة بن نوفل وغيرهم كثيرون.
    والمسيحيون العرب هم الذين استقبلوا أبناء عمومتهم القادمين في ألوية الفتح، في جنوب سورية (الغساسنة) وفي شمال العراق (المناذرة)، وساعدوهم على الروم البيزنطيين. ولولا مسيحيو الشام لما قامت الدولة العربية الأولى، أي دولة الأمويين، ولما ترسخت دعائمها في الشام أولا ثم في بقاع الأرض حتى وصلت الى الاندلس غربا وإلى السند وبخارى شرقاً.
    والمسيحيون العرب هم الذين أسهموا الاسهام الكبير في العصر الذهبي للثقافة العربية، فنقلوا علوم اليونان وحكمتهم الى العربية، واشتهر منهم، كما هو معروف للجميع، اسحق بن حنين وابنه حنين بن اسحق وابن البطريق وقسطا بن لوقا وثابت بن قرة ويعقوب بن اسحق الكندي ويوحنا بن ماسويه وابن بختيشوع. وهؤلاء يتوزعون في معتقدهم ما بين النساطرة (أتباع نسطوريوس الأنطاكي الذي كان يقول ببشرية يسوع المسيح)، والسريان الذين قبلوا عقيدة الطبيعة الواحدة (المونوفيزية). لقد أصاب المسيحيين العرب ما أصاب المسلمين العرب من انحدار في عصر الانحطاط الذي بدأ مع سقوط بغداد على أيدي المغول في سنة .1258 ومع ظهور عصر النهضة العربية الحديث كان للعرب المسيحيين فيه القدح المعلى، والشأن الكبير جدا، ولا سيما في الصحافة والفكر والأدب والشعر والمعاجم. ولعل من الصعب ان يتخيل أي باحث هذا العصر من دون ان يلتفت الى الدور الريادي الذي لعبه المسيحيون فيه. ومن بين أبرز أعلام هذه الحقبة ناصيف اليازجي وابراهيم اليازجي (أصلهما من حمص) وفرنسيس المراش (حلب) وأديب اسحق (دمشق) وأحمد فارس الشدياق وشبلي الشميل وفرح أنطون (لبنان) وجرجي زيدان (أصله من حوران) ولويس شيخو (العراق) ولويس المعلوف (واضع »المنجد في اللغة) وعيسى اسكندر المعلوف (أصل آل المعلوف الزحليين من قرية داما في جبل العرب في سورية)، فضلا عن جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة وأمين الريحاني ورشيد سليم الخوري (الشاعر القروي) وفوزي المعلوف ونسيب عريضة وإيليا أبو ماضي ومي زيادة وخليل السكاكيني وغيرهم.
    إن أول صحيفة عربية ظهرت في الأستانة في سنة 1855 أصدرها المسيحي رزق الله حسون الحلبي. وأول صحيفة عربية ظهرت في بيروت كانت »حديقة الأخبار« أصدرها خليل الخوري من الشويفات في لبنان. وأول صحيفة عربية في المهجر الأميركي كانت »كوكب أميركا« التي أصدرها المسيحيان الدمشقيان ابراهيم ونجيب عربيلي. وقد كان للمفكرين المسيحيين الشأن المهم في بلورة الفكر القومي العربي منذ بطرس البستاني في بيروت (أصل آل البستاني من جبلة بالقرب من اللاذقية) الى ميشال عفلق الدمشقي وقسطنطين زريق الدمشقي ايضا، وجورج حبش الفلسطيني وأنطون سعادة اللبناني. وساهموا كذلك في صوغ أفكار اليسار العربي، وكان من بينهم اسكندر الرياشي ونقولا الحداد ويوسف ابراهيم يزبك ورئيف خوري وسليم خياطة وفؤاد الشمالي وفرج الله الحلو وإميل توما وإميل حبيبي ويوسف سلمان (فهد). وفي السياسة برز في مصر مكرم عبيد، وفي سورية فارس الخوري الذي ترأس مجلس النواب السوري والحكومة السورية والذي قيل فيه: لولا النقطة في اسم عائلته لصار رئيسا للجمهورية.
    اضطهاد مكشوف
    العالم العربي منقسم اليوم إلى قوميات وطوائف. فهناك مسلمون عرب وهم أغلبية سكانه. وهناك عرب غير مسلمين مثل مسيحيي العراق والشام. وهناك مسلمون غير عرب مثل الأكراد والشركس والتركمان والبربر والنوبيين. وهناك أقوام غير مسلمين وغير عرب كالأرمن.
    ان هذا التنوع قد يكون، في بعض الحالات، مصدرا للغنى الثقافي والثراء الحضاري. وقد يكون في حالات أخرى مصدرا للشقاق والتفكك. ومع ان بعض الأقليات في العالم العربي كالأكراد لديها مشروع سياسي قومي، الا ان المسيحيين، وهم ليسوا أقلية في أي حال، لا يمتلكون أي مشروع سياسي »قومي« فوق الأرض العربية.
    لقد امتلك كثيرون من النخب السياسية المسيحية العربية مشاريع سياسية جامعة لا تقسيمية (إلا في حالات شاذة مثل مشروع »القوات اللبنانية« الذي عُرف بـ »الفيدرالية«) بل كانت مشاريع ذات طابع قومي، أكان ذلك قوميا سوريا أم قوميا عربيا. وانخرط كثيرون من النخب المسيحية في مشاريع سياسية ذات طابع مساواتي، وذات مضمون اجتماعي مثل الأحزاب العلمانية واليسارية. وأسس بعض المسيحيين حركات للتحرر الوطني، ولا سيما في فلسطين أمثال جورج حبش ووديع حداد ونايف حواتمة وغيرهم. وعلى الرغم من هذا التاريخ البهي فإن شياطين التفكيك والكراهية شرعوا مؤخرا في تسميم التعايش بين أبناء الوطن الواحد. هذا ما حصل في لبنان، وهو ما يحصل حاليا في العراق، وبدرجة أقل في مصر. أما في فلسطين فشأن مختلف. وهذه الأمور مجتمعة، علاوة على همجيتها واحتقارها للانسانية والمواطنة، من شأنها ان تجعل بلادنا العربية ذات لون واحد، أي قفار خاوية إلا من لون الغبار.
    أرقام ودلالات
    قبل الفتح العربي للشام والعراق ومصر كان سكان هذه البلاد، ومعها تركيا (آسيا الوسطى)، مسيحيين بنسبة 95%. وحتى الفتح العثماني للشام ومصر والعراق في سنة 1516 ـ 1517 كان عدد المسيحيين في هذه البلاد نحو 16 مليونا موزعين على النحو التالي: العراق (9 ملايين)، الشام (4 ملايين، بما في ذلك فلسطين ولبنان والأردن)، مصر (2,5 مليونان). أما اليوم (احصاءات عام 2005) فإن عدد المسيحيين لا يتجاوز 13 مليونا موزعين كالتالي: لبنان (1,3 مليون)، سورية (مليونان)، العراق (1,5 مليون حتى نيسان/ ابريل 2003)، مصر (8 ملايين)، فلسطين التاريخية والأردن (360 ألفا).
    لا شك في ان ثمة تفاوتاً بين الارقام بحسب المصادر المتعددة والمختلفة. وهذا التفاوت ليس قليل الأهمية، ولا سيما أننا استبعدنا من حساباتنا مسيحيي السودان لعدم اليقين في أعدادهم، الأمر الذي يرفع عدد المسيحيين، في حال احتساب السودانيين، إلى نحو عشرين مليوناً، من دون ان نحتسب ايضا المهاجرين الى عالم الاغتراب في أميركا وأوروبا. ولو أننا ضيّقنا قليلا بقعة الضوء، لوجدنا أن المسيحيين في سورية مثلا كانوا يشكلون 25% من مجموع السكان في سنة ،1914 وصاروا في سنة 1956 نحو 15%. أما اليوم (سنة 2005) فهم يتأرجحون بين 8% و10% بحسب المصادر المختلفة.
    تشير التوقعات الى ان عدد المسيحيين في المشرق العربي (الشام والعراق ومصر) سينخفض من نحو 13 مليونا الى نحو 6 ملايين في سنة 2025 اذا استمرت معدلات الهجرة على حالها. وفي هذه الحال لن يبقى في أرض المسيح (فلسطين) مسيحيون الا بعض النُساك والرهبان المنذورين لخدمة الأماكن المقدسة، وستُقفر ارض العراق من أبنائها المسيحيين الذين منحوها، بوجودهم المستمر منذ أكثر من ألفي عام، رونقها التاريخي المتحضر، وقدموا دروسا في التعايش والتسامح.
    من فلسطين إلى العراق فمصر
    المسيحيون هم سكان فلسطين الأصليون قبل الفتح العربي. غير أن عدد المسلمين راح يتزايد بالتدريج نتيجة للتدفق المتتالي للقبائل العربية على الديار المقدسة وبلاد الشام، ولازدياد عمليات التحول من المسيحية الى الاسلام.
    كانت نسبة المسيحيين الى مجموع السكان في فلسطين سنة 1890 نحو 13%. ومع بداية الانتداب البريطاني في سنة 1917 هبطت الى 9,6% . وفي عام 1931 صارت 8,8%. وفي عام النكبة سنة 1948 بلغت 8%. أما في سنة 2000 فقد بلغت 1,6% فقط. وهذه حال مروّعة. وللمقارنة، فقد كان عدد المسيحيين عام 1948 في الضفة الغربية وحدها 110 آلاف نسمة. ولو بقي هؤلاء في أراضيهم لبلغوا المليون على الأقل في هذه الأيام، بينما عددهم الآن أقل من خمسين ألفا. وفي القدس كان عدد المسيحيين سنة ،1947 أي عشية النكبة، 27 ألفا. ولو ظلوا في المدينة لكان عددهم اليوم أكثر من 150 ألفا، بينما لا يتجاوز عددهم اليوم الثمانية آلاف فقط.
    لقد برز المسيحيون الفلسطينيون في قيادة الحركة الوطنية الفلسطينية بقوة، وكان لهم الحضور الكبير في النضال الوطني منذ سنة 1917 حتى اليوم. الا ان التبدلات الانعطافية التي عصفت بفلسطين منذ سنة 1948 فصاعدا تركت آثارا اهتزازية في »المجتمع المسيحي« الفلسطيني. ففي أواخر العهد العثماني هاجر الآلاف من المسيحيين الى دول أميركا اللاتينية هربا من العسف والتجنيد القسري في الجيش التركي. لكنهم اليوم يغادرون بأعداد كبيرة في هجرة تشبه هجرة بدايات القرن العشرين. ففي خلال انتفاضة الأقصى هاجر نحو 3 آلاف نسمة من مدينة بيت لحم، ونحو 1300 من أهالي بيت ساحور وبيت جالا، حتى ان قرية برقة التي كان يسكنها 4 آلاف مسيحي لم يبق فيها مسيحي واحد.
    ان أخطر ما تعرض له مسيحيو فلسطين بعد الاحتلال في سنة 1967 هو التهويد ومصادرة الأراضي. وعلى سبيل المثال صادرت اسرائيل 11 ألف دونم من الأراضي المشجرة بالزيتون في بلدة بيت جالا لبناء مستوطنة »غيلو« عليها. وصادرت آلاف الدونمات من الأراضي العائدة للمسيحيين لشق طريق سريع يربط المستوطنات اليهودية جنوب بيت لحم بالقدس. وعلاوة على الاحتلال فإن بعض الجماعات المتعصبة أساء الى المسيحيين حينما سعى الى تغيير اسم »ساحة المهد« الى »ساحة عمر«، وحاول التضييق عليهم باستمرار، مع ان المسيحيين كانوا روادا في العمل الوطني. والدليل ان اليد اليمنى للحاج أمين الحسيني كان إميل الغوري. وأبرز مساعدي المفتي كان عزت طنوس وعيسى نخلة وهما مسيحيان. ونائب رئيس الحزب العربي الفلسطيني الذي أسسه المفتي بنفسه كان ألفرد روك. واليوم يتصدر عزمي بشارة، حتى من منفاه، والمطران عطا الله حنا، وقبلهما المطران إيلاريون كبوجي، النضال ضد الاحتلال.
    أما في العراق المثقل بآلامه الحاضرة، وبأوجاعه التاريخية، فالمسيحيون اليوم شارفوا على الرحيل، وهم يستعيدون أحداث ما جرى معهم في مذبحة »سميل« سنة 1933 حينما قتل فيها نحو ثلاثة آلاف أشوري. وتعود الى ذاكرتهم المغلوبة ما قامت به الفرق »الحميدية« حينما طردت سريان الجزيرة الفراتية، وارتكبت المذابح بحقهم في حوادث متمادية في سنة 1843 وسنة 1895 وسنة ،1908 وكان أقساها مذبحة 1914 ـ 1918 حينما ذبح الأكراد آلاف السريان (والأرمن أيضا) وطردوهم من طور عابدين وماردين الى سورية والعراق. وها هم أحفاد قتلة الأمس يطاردون اليوم أحفاد الضحايا، ويهجرونهم من ديارهم الى ديار الأقوام المجاورة. ومنذ سنة ،2003 أي منذ سقوط بغداد، قُتل نحو 1000 مسيحي بينهم 8 كهنة (منهم مطران الموصل للكلدان بولس فرج رحو)، واغتصبت 13 فتاة، وأحرق نحو 500 محل تجاري وهوجمت 52 كنيسة، وأجبرت مجموعات تابعة لجيش المهدي الفتيات المسيحيات على ارتداء الحجاب.
    تجددت الاعتداءات على المسيحيين العراقيين في 24/9/2008 عندما اتخذ البرلمان العراقي قرارا بإلغاء المادة 50 من قانون الانتخاب الذي كان يمنح الأقليات حق التمثيل النسبي. وعندما احتج ممثلو هذه الأقليات الكلدو ـ أشورية على ذلك قتل على الفور 14 مسيحيا في المناطق الكردية، ونزح 3850 عائلة مسيحية من الموصل حيث السطوة الأمنية للأكراد وللأميركيين معا. وبلغ عدد المسيحيين الذين غادروا العراق منذ سنة 1991 (عندما فرض الحصار على العراق) نحو 800 ألف مسيحي.
    أما في مصر، فقد ظهرت المشكلة الطائفية في سنة ،1972 بعد ان حُسم الصراع على السلطة لمصلحة الرئيس أنور السادات. ففي تلك الفترة انتعشت بعض الجماعات الاسلامية المتطرفة، وراح أفرادها يهاجمون الأقباط في أمكنة عباداتهم. وعلى سبيل المثال هاجمت هذه الجماعات إحدى الكنائس في الخانكة بالقاهرة. وفي سنة 1981 تجدد العنف الطائفي في الزاوية الحمراء في القاهرة. وفي سنة 1998 وقعت أحداث منطقة »الكشح«. وفي سنة 2007 وقعت أحداث ذهب ضحيتها بعض القتلى في الاسكندرية وفي بعض مناطق الصعيد... وهكذا.
    في فلسطين والعراق يعيش المسيحيون العرب في هلع وقلق واضطراب. البقاء لا يحمي عائلاتهم من وضاعة القتلة وكوارث الاحتلال، والهجرة لا تحميهم من آلام الاقتلاع والغربة. وفي هذين البلدين لا سلطة ولا دولة تستطيعان ان تلقيا عليهم عباءة الطمأنينة. والاحتلال هو المسؤول الأول عن هذه الحال. في فلسطين لأنه دمر السلطة الفلسطينية الناشئة، وترك لسلطة الشارع أن تصبح اليد العليا، هذه السلطة التي تنجرف، بقوة، نحو التعصب الديني والكراهية، وفي العراق لأنه فكك بنية الدولة على النحو المعروف، الأمر الذي جعل السلطة العليا في هذا البلد للطوائف والاثنيات الهمجية.
    أفول الحضارة السريانية
    السريان هم السكان الأصليون لسوريا (بما في ذلك لبنان وفلسطين). وهم الآراميون ايضا بشقيهم: الشرقي، أي بلاد ما بين النهرين، والغربي، أي بلاد الشام التاريخية. وكانت بلاد السريان مقسمة الى ثلاثة أقاليم:
    1ـ إقليم الشام.
    2ـ إقليم السواد وهو يضم الجزء الأسفل من العراق الممتد بين بغداد والبصرة.
    3ـ إقليم الجزيرة وهو يضم تكريت وسامراء حتى جبال طوروس شمالا، وفيها ديار ربيعة (الأنبار وسنجار والموصل)، وديار مضر (الرها وعين ديوار ورأس العين وحران)، وديار بكر (ميافارقين وملاطية وجزيرة ابن عمر).
    في هذه البقعة شهد السريان الذين منحوا اسمهم للأقاليم المسماة »سوريا« أزهى عصور حضارتهم، فأنشأوا جامعات مهمة في نصيبين والرها (أورفة) وريش عينو (راس العين). واشتهرت مدينة حران التي كانت مقراً لقبائل بني تغلب المسيحية. لكن اجتياح تيمور لنك لبلاد السريان ربما دشن بداية أفول الحضارة السريانية العظيمة. ومنذ ذلك الوقت بدأت الأقوام الجبلية الكردية تنزح من الجبال الى مناطق السريان وتحل محلهم بالتدريج، وبالقوة أحيانا كما حدث في المذابح التي قادها، لاحقا، الأمير الكردي بدرخان. والمعروف ان القامشلي مثلا ومعها الحسكة ودير الزور كانت مدنا سريانية خالصة. واليوم باتت الغلبة الكردية واضحة في بعض انحاء هذه المناطق مثل عامودا والمالكية والدرباسية التي بدأ الأكراد يتدفقون عليها منذ العام 1925 فصاعدا عقب فشل تمرد الشيخ سعيد النقشبندي الكردي في تركيا. ثم جاءت مجزرة عامودا ضد السريان في سنة 1937 لتبدأ الخطوات المتسارعة في هجرة السريان نحو الغرب.
    لكن، قبل ذلك، كان سقوط القسطنطينية والرها ونصيبين بيد العثمانيين الأتراك منذ سنة 1453 فصاعدا، المقدمة التي ابتدأ منها انحدار أحوال المسيحيين في المشرق العربي. ومهما يكن الأمر، فإن هجرة المسيحيين اليوم من بلادهم التاريخية لها مجموعة من الأسباب، ومن الخطأ ان نعيد هجراتهم الى سبب وحيد. وهذه الأسباب اقتصادية وسياسية وقانونية وغير ذلك. ولا شك في ان جاذبية الغرب علميا واقتصاديا هي أحد أسباب هجرة المسيحيين. وفي هذا المضمار يتساوى المسلمون والمسيحيون تماماً.
    وهناك أسباب قانونية مثل القوانين التمييزية ضد المسيحيين التي لا يجد المسيحي نفسه متساويا مع أخيه المسلم كما هي الحال في السودان ومصر مثلا، وفي العراق مؤخرا. ولا ريب في ان الحروب الأهلية كانت سببا مهما من أسباب هجرة المسيحيين كما حدث في لبنان والسودان، وكما يحدث في العراق الآن، وكما حدث في بداية القرن العشرين إبان الحرب العالمية الأولى حينما ضربت المجاعة بعض انحاء سورية، وبالتحديد جبل لبنان، فهاجرت جماعات مسيحية كثيرة الى اميركا من جبل لبنان وفلسطين. وثمة أسباب أخرى مثل غياب الحريات السياسية، الأمر الذي يدفع مجموعات غير محددة من الناشطين السياسيين الى التفتيش عن بلاد تمنحهم هذه الحرية وتحترم حريتهم في إبداء الرأي. ومن عوامل هجرة المسيحيين الاضطهاد النسبي النازل بهم بسبب دينهم، وهذا ما يجري على أيدي بعض الجماعات التكفيرية في العراق ومصر. على ان الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين (والأميركي للعراق أيضا) هو عامل أساسي في هجرة المسيحيين من فلسطين والعراق. وهذه العوامل كلها أسهمت بقوة في انخفاض عدد المسيحيين في بلادهم قياسا على أعداد المسلمين مثلا. وثمة عناصر اخرى تفسر هذا الانخفاض مثل انخفاض معدلات الولادة للعائلة المسيحية مقارنة بالعائلة المسلمة، وارتفاع معدلات الولادة للعائلة المسلمة من الفئة الاجتماعية نفسها.
    بين مصر والعراق والشام والسودان يعيش المسيحيون العرب في قلق واضطراب وبلبلة. ولعل سورية هي الدولة الوحيدة في المشرق العربي التي ما زالت شبه ملاذ للمسيحيين، خصوصا العراقيين منهم. فسورية هي جزء من أرض الآراميين، وهي التي استقبلت السريان الارثوذكس والأرمن الفارين من تركيا سنة ،1915 ثم استقبلت النساطرة المطرودين من العراق في سنة ،1933 وهي تستقبل مسيحيي العراق ابتداء من سنة 2004 فصاعدا. والمعروف أن أنطاكيا كانت المقر الأساسي لبطاركة السريان والكاثوليك والارثوذكس قبل ان تُسلخ عن أصلها في سنة .1939 ومع ذلك فإن السريان باتوا فيها أقلية بعد مذبحة عامودا في سنة .1937 غير ان المسيحيين في سورية ليسوا أقلية (مليونان)، بل هم جزء أصيل من الشعب السوري، ولا ريب في أن الجميع يتطلع الى تجنيب مسيحيي سورية الاضطراب العنيف الذي يعصف بالمشرق العربي كله، والذي تفاقم بعد احتلال العراق في سنة .2003
    حيال احتدام مشكلة الأقليات القومية والاثنية والطائفية في العالم العربي، وفي مواجهة نزيف العرب المسيحيين من ديارهم، يبدو أننا أمام واحد من خيارين: إما الانفصال، أي تفتيت هذه المنطقة الى كيانات متناحرة، او تدشين رحلة الخروج من هذه المصيدة نحو تأسيس عقد اجتماعي جديد يقوم على الحكم الدستوري والمساواة والحريات والديموقراطية، وفي رأس هذه الحريات حرية المعتقد وحرية الرأي وحرية التفكير، وحق كل جماعة او مجموعة في تطوير ثقافتها بالطريقة التي تراها ملائمة لها، بشرط عدم الاخلال بالعقد الاجتماعي المشمول بالقبول الحر لجميع المواطنين الأحرار.
    تشير التوقعات الى ان عدد المسيحيين في المشرق العربي (الشام والعراق ومصر) سينخفض من نحو 13 مليونا الى نحو 6 ملايين في سنة 2025 اذا استمرت معدلات الهجرة على حالها. وفي هذه الحال لن يبقى في أرض المسيح (فلسطين) مسيحيون الا بعض النُساك والرهبان المنذورين لخدمة الأماكن المقدسة، وستُقفر ارض العراق من أبنائها المسيحيين الذين منحوها، بوجودهم المستمر منذ أكثر من ألفي عام، رونقها التاريخي المتحضر، وقدموا دروسا في التعايش والتسامح.

    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  2. #2
    نشر الموضوع :
    الاستاذ/عيسى بن ضيف الله الحداد:
    رد:
    الأستاذ الفاضل عيسى بن ضيف الله حداد
    لم ولن يجادل أي عربي في أصالة وعروبة المسيحيين في البلاد العربيه
    بداية أخي بإعتباري أول المشاركين بالموضوع الذي أدرجته حضرتك

    سأتكلم كلام أقرب للثرثرة الليليه
    سأبدأ بإسم حضرتك.

    عيسى: إسم النبي عيسى بن مريم عليه السلام ويشترك بهذا الأسم
    ((عيسى بطرس)) و(( عيسى العمري)) وهذان الشخصان أحدهم مسيحي والأخر مسلم

    بن: منذ إنجاب أمنا حواء وأبونا أدم إبنائهما قال من تلوهما

    (( قابيل بن أدم وهابيل بن أدم) ف ( بن ) أيضاً يشترك فيها

    (( عيسى بن مريم )) و((محمد بن عبد الله))

    ضيف الله: هذا شأن خالقنا يستضيف من يشاء برحمته ويرد من يشاء عنها أما من بعد ضيافة الله عز وجل فالضيافة خلقت للعرب بشهادة الفرس والعجم
    وبعتبار المسيحين العرب عرب فهم أيضا ورثوا كرم الضيافة عن أجدادهم فأيضاً ((ضيف الله)) قاسم مشترك في ما بيننا

    حداد: مهنه يمتهنها الأوربي والعربي والأمريكي و .... إلخ
    فأيضاً يشترك بهذه المهنه مسلم ومسيحي وبوذي وسيخي ..إلخ أما لفظاً فيشترك بها مسلم عربي ومسيحي عربي فقط


    أخي وأستاذي عيسى منذ فتحت بلاد الشام من قبل المسلمين على يد

    القادة الأبطال وفي عهد الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب
    (( الذي أقسم أجدادك بأنهم عاشوا ويعيشون بين المسلمين أفضل من عيشتهم مع أبناء دينهم الروم))

    منذ فتح الشام عاش المسيحيون العرب وكنائسهم لا زالت تقرع أجراسها للأن في أراضي العرب من مغربها (( المغرب )) لمشرقها (( العراق))

    أخي في تلك الأونه لم تكن هناك منظمات لحقوق الأنسان فقد كان
    ولا يزال قرأننا أكبر منظمه لحقوق الإنسان (وبالخصوص حقوق أهل الكتاب )أعطاكم حقكم وزياده

    والأن تعالى معي لتنظر أحوال المسيحين العرب في بلاد العرب
    هل هم مضطهدون أو (على أقرب تقدير) مهددون كما تدعي
    هل مِن مسلمٍ عربي أساء لكنائسكم
    هل نسبة الفقر في ما بينكم (انتم العرب المسيحين) أعلى من نسبة الفقر في ما بيننا نحن( العرب المسلمين)
    أستاذي الفاضل في سوريا بالذات العرب المسلمين عندهم حب في التعامل مع العرب المسيحين سواء بالطب أو بالتجاره أو بالصناعه في كل شيئ أستاذي لا نفضل شراء سلعنا من عربي مسلم
    لأنه إبن ديننا بل نفضل التعامل مع الأصدق بالمعامله والألطف
    وكذلك في كل البلدان العربيه على ماأعتقد فالعقيده واحده

    بينما أنتم يا أخي ((أعذرني )) صراحةً عندكم عنصريه في أمور التعامل فتفضلون نصرة ومنفعة إبن دينكم

    أخي الفاضل الحروب الصليبيه والمذابح الصليبيه التي قام بها أبناء دينكم ضد أبناء ديننا وأبناء جلدتك نحن لم نحملكم وزرها

    وحينما قام الأتراك بتذبيح الأرمن وتهجيرهم لم يفعلوا ذلك إلا بقرار تركي عثماني وليس بقرار محمدي قرأني
    العرب في وقتها أول من تفاعل ووقف وقفة العربي الأصيل مع الأرمن إخوته في الأنسانيه وهم لا ينكرون ذلك( الأرمن) بل في كل عام
    يذهب كبار القساوسه في الكنائس الأرمنيه ليقدموا الهدايا ( وليس الجزيه) لشيوخ العشائر التي أحتضنت قدوم الأرمن

    وفي سوريا وفلسطين والأردن ومصر لم يذهب أبناء تلك البلاد المسلمين لنصرة إخوانهم أبناء دينهم في لبنان حينما كان(جعجع وغيره يذبحون على الهويه) ولكن للأسف تطوع كثير من مسيحيي
    هذه البلدان لنصرة أخيهم (جعجع) من مبدأ(أنصر أخاك ظالم أو مظلوم)

    أما في مصر ووضع الأقباط هناك أيضاً لا يختلف عن سوريا
    فقد كنت في الإسكندريه ( بعد نشوب الفتنه الأخيره وأنتهائها مباشرة) بين الأقباط والمسلمين( السبب الأعتداء بالشارع على فتاة مسلمة ترتدي الحجاب من قبل أقباط) فلو كان المسيحيين مهددين كما تزعم فليس صعب على الشعب المسلم المصري أن يغرق
    الأقباط في يم الأسكندريه لكن كتابنا وديننا وثقافتنا وفطرتنا تأبى ذلك

    أما إن كنت تلمح لجلوس مسيحي على كرسي الرئاسه فأقول لك يا أخي في لبنان يتربع مسيحي على عرش الرئاسة وهذا كاف فالمسيحين اللبنانيين من أوصل لبنان للطائفيه بل أوصل مسيحيي المشرق للطائفيه في ما بينهم

    ختاماً أستاذي الفاضل أطمئنك أنا كمواطن عربي مسلم وأطمئن كل مسيحي عنده تخوفك هذا

    أقول لكم جميعاً حينما تندثر عروبتنا كاملةً (( لأن بعضها أندثر))و حينما يندثر قرأننا لا سمح الله ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) سورة الحجر
    حينها أطالبكم أيضاً بأن لا تخافوا( فسنأكل بعضنا البعض أولاً)

    تحية مسلم عربي لمسيحي عربي
    أخوك
    (( مصطفى أحمد أبو كشة))
    رد الاستاذ عيسى:
    المقالة ليست لي - كاتبها لاينتمي للمسيحية العربية - كما اعتقد
    المسيحية العربية - شوكة بعين الصهيونية - الصهيونية ترغب وتعمل على افراغ المنطقة من المسيحيين العرب - يعاونهم الأغنياء - الشوفينية الكردية والأمريكان والموساد أسهموا معاً في إفراغ العراق من المسيحيين العرب والسريان والكلدان
    المقال يدافع عن عروبة المسيحيين العرب..
    أنا علماني مسكون بالعروبة - وجدت المقال يجري على هذا المنوال..
    الإسلام هو مكون ثقافي مندرج في هوية المسيحيين العرب

    جعجع = حالة نشاز في تاريخ المسيحيين العرب - على منوال السادات ومبارك وسائر من جرى على هذا المنوال
    آمل قراءة المقال بامعان لمعرفة نبضه العروبي
    ما يهمني هو شأن العروبة ومكوناتها
    الضحية الأولى في العراق بعد الاحتلال هم المسحييون العرب - أفرغ العراق بالكامل منهم: يتواجدون في سورية - أستقبلهم في سورية المجتمع بكامله.. من كل الطوائف - سورية كمجتمع = مثال التعايش - وكذالك كان العراق في عهد صدام..

    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  3. #3
    [QUOTE=ريمه الخاني;54912]نشر الموضوع :
    الاستاذ/عيسى بن ضيف الله الحداد:
    رد:
    الأستاذ الفاضل عيسى بن ضيف الله حداد
    لم ولن يجادل أي عربي في أصالة وعروبة المسيحيين في البلاد العربيه
    بداية أخي بإعتباري أول المشاركين بالموضوع الذي أدرجته حضرتك

    سأتكلم كلام أقرب للثرثرة الليليه
    سأبدأ بإسم حضرتك.

    عيسى: إسم النبي عيسى بن مريم عليه السلام ويشترك بهذا الأسم
    ((عيسى بطرس)) و(( عيسى العمري)) وهذان الشخصان أحدهم مسيحي والأخر مسلم

    بن: منذ إنجاب أمنا حواء وأبونا أدم إبنائهما قال من تلوهما

    (( قابيل بن أدم وهابيل بن أدم) ف ( بن ) أيضاً يشترك فيها

    (( عيسى بن مريم )) و((محمد بن عبد الله))

    ضيف الله: هذا شأن خالقنا يستضيف من يشاء برحمته ويرد من يشاء عنها أما من بعد ضيافة الله عز وجل فالضيافة خلقت للعرب بشهادة الفرس والعجم
    وبعتبار المسيحين العرب عرب فهم أيضا ورثوا كرم الضيافة عن أجدادهم فأيضاً ((ضيف الله)) قاسم مشترك في ما بيننا

    حداد: مهنه يمتهنها الأوربي والعربي والأمريكي و .... إلخ
    فأيضاً يشترك بهذه المهنه مسلم ومسيحي وبوذي وسيخي ..إلخ أما لفظاً فيشترك بها مسلم عربي ومسيحي عربي فقط


    أخي وأستاذي عيسى منذ فتحت بلاد الشام من قبل المسلمين على يد

    القادة الأبطال وفي عهد الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب
    (( الذي أقسم أجدادك بأنهم عاشوا ويعيشون بين المسلمين أفضل من عيشتهم مع أبناء دينهم الروم))

    منذ فتح الشام عاش المسيحيون العرب وكنائسهم لا زالت تقرع أجراسها للأن في أراضي العرب من مغربها (( المغرب )) لمشرقها (( العراق))

    أخي في تلك الأونه لم تكن هناك منظمات لحقوق الأنسان فقد كان
    ولا يزال قرأننا أكبر منظمه لحقوق الإنسان (وبالخصوص حقوق أهل الكتاب )أعطاكم حقكم وزياده

    والأن تعالى معي لتنظر أحوال المسيحين العرب في بلاد العرب
    هل هم مضطهدون أو (على أقرب تقدير) مهددون كما تدعي
    هل مِن مسلمٍ عربي أساء لكنائسكم
    هل نسبة الفقر في ما بينكم (انتم العرب المسيحين) أعلى من نسبة الفقر في ما بيننا نحن( العرب المسلمين)
    أستاذي الفاضل في سوريا بالذات العرب المسلمين عندهم حب في التعامل مع العرب المسيحين سواء بالطب أو بالتجاره أو بالصناعه في كل شيئ أستاذي لا نفضل شراء سلعنا من عربي مسلم
    لأنه إبن ديننا بل نفضل التعامل مع الأصدق بالمعامله والألطف
    وكذلك في كل البلدان العربيه على ماأعتقد فالعقيده واحده

    بينما أنتم يا أخي ((أعذرني )) صراحةً عندكم عنصريه في أمور التعامل فتفضلون نصرة ومنفعة إبن دينكم

    أخي الفاضل الحروب الصليبيه والمذابح الصليبيه التي قام بها أبناء دينكم ضد أبناء ديننا وأبناء جلدتك نحن لم نحملكم وزرها

    وحينما قام الأتراك بتذبيح الأرمن وتهجيرهم لم يفعلوا ذلك إلا بقرار تركي عثماني وليس بقرار محمدي قرأني
    العرب في وقتها أول من تفاعل ووقف وقفة العربي الأصيل مع الأرمن إخوته في الأنسانيه وهم لا ينكرون ذلك( الأرمن) بل في كل عام
    يذهب كبار القساوسه في الكنائس الأرمنيه ليقدموا الهدايا ( وليس الجزيه) لشيوخ العشائر التي أحتضنت قدوم الأرمن

    وفي سوريا وفلسطين والأردن ومصر لم يذهب أبناء تلك البلاد المسلمين لنصرة إخوانهم أبناء دينهم في لبنان حينما كان(جعجع وغيره يذبحون على الهويه) ولكن للأسف تطوع كثير من مسيحيي
    هذه البلدان لنصرة أخيهم (جعجع) من مبدأ(أنصر أخاك ظالم أو مظلوم)

    أما في مصر ووضع الأقباط هناك أيضاً لا يختلف عن سوريا
    فقد كنت في الإسكندريه ( بعد نشوب الفتنه الأخيره وأنتهائها مباشرة) بين الأقباط والمسلمين( السبب الأعتداء بالشارع على فتاة مسلمة ترتدي الحجاب من قبل أقباط) فلو كان المسيحيين مهددين كما تزعم فليس صعب على الشعب المسلم المصري أن يغرق
    الأقباط في يم الأسكندريه لكن كتابنا وديننا وثقافتنا وفطرتنا تأبى ذلك

    أما إن كنت تلمح لجلوس مسيحي على كرسي الرئاسه فأقول لك يا أخي في لبنان يتربع مسيحي على عرش الرئاسة وهذا كاف فالمسيحين اللبنانيين من أوصل لبنان للطائفيه بل أوصل مسيحيي المشرق للطائفيه في ما بينهم

    ختاماً أستاذي الفاضل أطمئنك أنا كمواطن عربي مسلم وأطمئن كل مسيحي عنده تخوفك هذا

    أقول لكم جميعاً حينما تندثر عروبتنا كاملةً (( لأن بعضها أندثر))و حينما يندثر قرأننا لا سمح الله ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) سورة الحجر
    حينها أطالبكم أيضاً بأن لا تخافوا( فسنأكل بعضنا البعض أولاً)

    تحية مسلم عربي لمسيحي عربي
    أخوك
    (( مصطفى أحمد أبو كشة))
    [font=simplified arabic][size=5][color=black]


    إقتباس






    أختي الفاضلة : ريمة الخاني

    بإعتبارك نقلتِ المقال وردي ورد الأستاذ عيسى بن فضل الله حداد


    هل : ( المقال أثر فيكِ وأستحسنته ؟؟

    أم ردي كان صائباً ؟؟

    أم رد الأستاذ عيسى والمقالة (المنقولة) دحضوا ما سردته أنا؟؟


    وتحيتي


    (مصطفى أحمد أبو كشة)

  4. #4
    عميد الأنساب في العراق
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المشاركات
    518

    Question رأيت في أم عيني

    تايد للكلام الذي سردته الاخت ريمه في عهد الشهيد البطل صدام حسين كانو اقرب المقربين للسلطه هم المسيح في الدوله العراقيه ولهم كلمه نافذه ومرافقين للسيد الرئيس انا ذاك وهناك قرار جمهوري الاعتداء بالتهجم على المسيح حتا لو همس بالكلاك يسجن اربعة سنوات بموجب القانون الصادر

    وفي ايام الحصار الاقتصادي الضالم الذي مر به العراقيون الذي كان فيه الحليب يعطى للطفل بالمثاقيل ولانعرف طعم الدجاج او اللحوم او البيض

    كانت الكنيسه توزع حصص تموينيه من الدرجه الاوله زائد مبالغ نقديه محترمه ولم نرى من تلك الكنيسه شي يخص المسلمين وعندما احتلت بغداد كانت مجازاتنا من المسيحيون

    ان يعملو مترجمين مع المحتل وخاصه حملت الجنسيه البنانيه وكانو يزيدون فوق النار حطب اثناء التحقيق ولكوننا ضعيفون باللغه الانكليزيه (هل جزاء الاحسان الا الاحسان)

    اما تهجيرهم من بعض المدن باشراف امريكي وبقوات كرديه من البش مركه وهذا على مرأه الابصار امام الجميع

    اما بالنسبه للعرب من المسلمين لانؤذي اي مخلوق ونعتبر اهل الكتاب هم ذميون لايسمح لنا ديننا ان نؤذيهم باي صوره كانت

    اما عندما تهجمت الدنمارك على شخص سيدنا المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه لم ارى اي بابه او كنيسه تضاهرت او نددت حول هذه الاهانه ومالسبب لااعرف

    والله المستعان على ماتصفون

  5. #5
    اضافه منقوله:
    واعيد ليس من مصلحتنا الان وغدا ان نفرق بين الملل جميعا
    ***********
    المسيحيون العرب: الواقع والدور



    أ.د. أسعد السحمراني

    أستاذ العقائد والأديان المقارنة في جامعة الإمام الأوزاعي – بيروت
    مســــؤول الشـــؤون الدينية في المـــؤتمر الشعبي اللبنـــــــــــــــاني
    أمين الشــــؤون الخـــارجية في اتحــــــاد الكتاب اللبنــــــــانييــــــن

    تمهيد:
    إن المسيحيين العرب الذين يقاربون إثني عشر مليوناً لا ينتمون إلى إطار مذهبي أو كنسي واحد بل يتوزعون في مجموعة كنائس هي:
    -الروم الأرثوذكس
    -المارونية
    -السريان الأرثوذكس
    -السريان الكاثوليك
    -الآشورية
    -الكلدانية
    -القبطية وبات فيها مع الأرثوذكسية قبطية كاثوليكية وبروتستانتية
    -الأرمنية الأرثوذكسية
    -الأرمنية الكاثوليكية
    -الروم الكاثوليك
    والكاثوليك والبروتستانت حديثون نسبياً كانوا بعد الدخول الغربي بأشكال استعمارية أو غير إستعمارية إلى الأرض العربية.
    لكن أتباع هذه الكنائس يجمعهم الإنتماء الوطني والقومي العربي، وهم سكانياً واجتماعياً من هذا النسيج كسواهم من المواطنين المسلمين – وهم الأغلبية – أو غير المسلمين، وقد عرف المسيحيون العرب حالات من الإستقرار والإندماج الوطني، وحصلت بالمقابل حالات أدّت إلى توتير أو نزاعات من قبل بعضهم مع بعض مواطينهم ومن نماذج ذلك حركة التمرد التي قادها بندار بالتعاون مع البيزنطيين ضد الدولة العباسية في عام 759 م؛ أو ذلك التعاون غير المبرر لعدد من المسيحيين العرب مع الفرنجة (الصليبيين) الغزاة، وقد ولّد هذا الأمر رغبة بالإلتحاق بالغازي الأوروبي عند هذا الفريق، ومن جهة أخرى انسلخ هؤلاء عن انتمائهم، واهتزت الثقة بهم، وبمقابل هؤلاء كان من المسيحيين من قاتل الفرنجة (الصليبيين) مع أشقائه من العرب، وهذا الفريق التزم خياره العربي، ولم يُستدرج إلى خانة التنكر لهذا الإنتماء لينساق إلى خيار الإنتماء الديني الذي سيقوده إلى خارج حدود أمته ليكون أداة للغزاة والطامعين.
    ينطبق الأمر نفسه على مراحل لاحقة خاصة بعد أن كان الإستعمار الأوروبي مع القرنين التاسع عشر والعشرين حيث تفاعل عدد غير قليل من المسيحيين العرب مع مؤسسات الإستعمار الأمنية أو التعليمية أو الإقتصادية، وكان من ذلك دعوات شعوبية ضد العروبة، وحركات إنفصالية تحت ستار الحريات الدينية وحماية الأقليات، وكانت دعوات مشبوهة لاستخدام لهجات محكية بدل العربية الفصحى، أو دعوات لاستخدام الحرف اللاتيني في الكتابة، ناهيك عن تعمد استخدام مفردات أجنبية في الأسماء أو الاتصال اليومي، أو تقديم استخدام الفرنسية أو الإنكليزية في تدريس العلوم، وتقديم هذه اللغات على العربية في مدارس وجامعات ومعاهد مما يتناقض مع الهوية والانتماء والإلتزام الوطني والقومي، كل هذه الأمور أدّت إلى اهتزاز الروابط والثقة، وإلى وجود ولاءات للخارج على حساب الإلتزام الوطني والقومي العربي.
    وبالمقابل كان القسم الأكبر من المسيحيين العرب متمسكاً بعروبته وبوطنيته، فانخرط في مسار المقاومة للإستعمار، وقاوم هذا الفريق من المسيحيين كل أشكال الغزو الثقافي أو العسكري أو الإقتصادي كما أنهم أسهموا في خدمة العربية الفصحى أيما خدمة، والدور المقاوم لهؤلاء المسيحيين العرب لم يتوقف إلى يومنا هذا حيث دور المسيحيين العرب جلي وبارز في مقاومة الإحتلال والإغتصاب لفلسطين، وتضيق الصفحات بأسماء مارست أدواراً ريادية وقيادية في المقاومة في الساحات كافة.
    وإذا كان أمر الولاء للمشروع الإستعماري موجوداً في الوسط المسيحي كما أنه استقطب أتباع وملاحق من الوسط الإسلامي إلا أن التصنيف لهذين الفريقين لم يكن واحداً في الرأي السائد بين أهل الأمة:
    أ- النظرة للمسلمين الذين التحقوا بالمستعمر على أنهم عملاء، وتمّ نبذهم، ولا يزال التعاطي معهم على هذا الأساس.
    ب- النظرة للمسيحيين الذين التحقوا بالمستعمر كانت مختلفة لأن هؤلاء أخذوا دور تسويق الوافد الإستعماري الثقافي ولعب دور المروج والخادم، وتصرف على أنه جزء من هذا الأجنبي، وكان بسبب هذا الفريق حكم من بعض الرأي العام العربي المسلم على المسيحيين العرب عموماً بأنهم موالون للأجنبي، وهنا كانت المشكلة.

    وقفة مع تأصيل العلاقات الإسلامية – المسيحية:
    إن بناء نسيج إجتماعي مستقر تسوده حقوق المواطنة هو المطلب، ويكون معيار التعامل فيه مع المواطنين وطني دستوري ميثاقي، وأن لا تكون تكيّنات مذهبية أو طائفية أو عرقية أو قبلية، وعلى الصعيد الإسلامي – المسيحي يحتاج أمر العلاقات إلى التأصيل من موقع إسلامي، وهذا التأصيل يؤكد أن الإسلام يقوم المجتمع فيه على قبول الآخر وعلى المجادلة مع أهل الكتاب بالتي هي أحسن، وأن أمر القبول الأخروي للناس هو شأن إلهي والدليل على ذلك قول الله تعالى: "إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة إن الله على كل شيء شهيد." (سورة الحج، الآية 17) فالأمر لله تعالى من قبل ومن بعد وهو المتصرف بعباده وهو سبحانه الذي يحكم بين الناس يوم القيامة والحساب.
    إن هذا التنوع العقدي الذي أخبرت عنه الآية السالفة الذكر يختص فريق ممن ذكرتهم الآية بعلاقة مميّزة مع المسلمين هم المسيحيون (النصارى)، وقد ورد ذلك في الآية الكريمة: "ولتجدنّ أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنّا نصارى ذلك بأنّ منهم قسيسين ورهباناً وأنهم لا يستكبرون." (سورة المائدة، الآية 82)
    هذه المودة بين المسلمين والمسيحيين أكدتها السّنّة النبوية من خلال محطات كثيرة منها:
    1.عندما ضيّق المشركون على المسلمين في مكة المكرمة قبل الهجرة، أخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مجموعة من الصحابة من مكة مهاجرين، وأمرهم أن يقصدوا بلاد الحبشة، وكان حاكمها النجاشي مسيحياً، وقال لهم رسول الله عن هذه البلاد وحاكمها: "إنها أرض صدق وفيها حاكم لا يظلم عنده أحد."
    2.الصلح مع نصارى نجران والعهد الذي أعطاه لهم رسول الله، والذي يصلح ميثاقاً عالمياً في العيش الوطني، وتجديده اليوم في الوطن العربي بين المواطنين مسلمين ومسيحيين يؤمن استقراراً ووحدة وطنية راسخة. وفي نص العهد لنصارى نجران ما يلي: "ولنجران وحاشيتها جوار الله وذمة محمد النبي رسول الله على أنفسهم، وملّتهم، وأرضهم، وأموالهم، وغائبهم وشاهدهم وعيرهم وبعثهم، وأمثلتهم لا يغيّر ما كانوا عليه، ولا يغيّر حقّ من حقوقهم. وأمثلتهم لا يفتن أسقف من أسقفيته، ولا راهب من رهبانيته، ولا واقه (قيّم البيعة: خادم الكنيسة: شمّاس) من وقاهيته على ما تحت أيديهم من قليل أو كثير؛ وليس عليهم رهق، ولا دم جاهلية، ولا يحشرون ولا يعشرون ولا يطأ أرضهم جيش. من سأل منهم حقاّ فبينهم النصف (العدل) غير ظالمين ولا مظلومين بنجران. ومن أكل منهم رباً من قبل فذمتي منه بريئة. ولا يؤخذ منهم رجل بظلم آخر، ولهم على ما في هذه الصحيفة جوار الله، وذمّة محمد النبي أبداً حتى يأتي أمر الله."
    لا أحسب أن صيغة ميثاقية معاصرة تفي بغرض توفير الأمان وحماية حرية المعتقد، وحماية بيوت العبادة مع الشعائر ستكون للمسيحيين أهم من هذه الصيغة الميثاقية، ويكفي أن يتم استحضارها والإستفادة منها لجلاء اللبس في العلاقات، أو ما يعرف بالخوف المسيحي من قبل المسيحيين العرب أو في الشرق عموماً.
    ويأتي في هذا السياق من العلاقات الميثاقية الإسلامية – المسيحية واقعة دخول القدس زمن الخليفة الراشدي الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه، والتاريخ يقول: إن البطريرك صفرينوس طلب من أمير الجيش أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه بأن يبلغ الخليفة بأن البطريرك يريد المصالحة لكنه لا يسلم مفاتيح المدينة إلا للخليفة.
    وافق الخليفة ولما وصل المدينة واستقبله بطريركها تأكدت المودة والعلاقات الميثاقية الإيمانية والوطنية، وأعطى الخليفة ميثاقاً للبطريرك عُرِف باسم: "العهدة العمرية".
    لقد جاء في العهدة العمرية: "بسم الله الرحمن الرحيم. هذا ما أعطى عبد الله أمير المؤمنين عمر أهل إيليا (القدس) من الأمان، أعطاهم أماناً لأنفسهم، وأموالهم، ولكنائسهم، ولصلبانهم، مقيمها وبريّها، وسائر ملتها، أنها لا تسكن كنائسهم، ولا شيء من أموالهم ولا يُكرهون على دينهم، ولا يضارّ أحد منهم، ولا يسكن بإيليا، معهم أحد من يهود."
    لقد أعطت العهد العمرية أماناً لمسيحيي القدس، واستُجيب لطلبهم بأن لا يقيم في المدينة أحد من يهود. واليوم تصلح العهدة العمرية ميثاقاً إسلامياً – مسيحياً يضاف إليه بند واحد يقرر تفعيل حركة المقاومة من أجل تحرير المدينة من دنس الإحتلال الصهيوني، ولأن القدس حاضنة المقدسات المسيحية والأقصى وما له من مكانة عند المسلمين فإن اللقاء في رحابها يؤسس لدور للكنائس المسيحية العربية وللمسلمين، هو الدور المرجعي على الصعيد العالمي من خلال المسيحية والإسلام.
    أما الحديث النبوي الشريف فقد جاء في نصوصه الكثير مما يوجب أن تقوم علاقات راسخة وأصيلة بين المسلمين والمسيحيين. من هذه الأحاديث النبوية الشريفة: "إذا افتتحتم مصر فاستوصوا بالقبط خيراً فإن لهم ذمّة ورحماً، وقال الليث: كانت أم اسماعيل منهم." والحديث: "من ظلم معاهداً أوكلّفه فوق طاقته فأنا حجيجه."
    هذه النصوص والمواثيق أسست لعلاقات راسخة بين المسلمين والمسيحيين في الوطن العربي، ولو أننا راجعنا المراحل التاريخية لعرفنا بأن بعض حالات التنازع التي حصلت كانت غالباً لأسباب خارجية، وكانت محدودة بالقياس مع المسار الإيجابي في العلاقات.

    ما المشكلات؟
    إن مبرر طرح هذا العنوان هو ما نسمعه أو نقرأه في الآونة الأخيرة من مخاوف أو أصوات صفارات إنذار تتحدث عن تناقص أعداد المسيحيين في الوطن العربي، وبذلك يكون الأمر محتاجاً إلى تشخيص المشكلات تمهيداً لعلاجها ووضع الحلول الناجعة لها. وعملية التشخيص تبين ما يلي:
    1- إن الإستعمار الأوروبي والأمريكي حالياً دفعا إلى توتير العلاقات بين المسلمين والمسيحيين مما شجع حركة هجرة المسيحيين العرب إلى بلاد الغرب وسواها، وكان من مؤثرات الإستعمار ما يلي:
    أ- أحكام متسرعة من قبيل من المسلمين على المسيحيين عموماً بأنهم صليبيون، وأنهم يكيدون للإسلام والمسلمين ولا حل إلا بالنزاع والعلاقات المتوترة، ومن هذا الباب تأتي مسألة النظرة بعين واحدة لكل الكنائس دون تمييز بين العقائد واللاهوت والموقف من الإستعمار.
    ب- الإستعمار الصهيوني الإستيطاني الإحتلالي: وهذا الإستعمار يكيد للمسيحيين والمسيحية كما يكيد للإسلام والمسلمين، ومشروعه العنصري لم يميّز والدليل أنهم في فلسطين المحتلة صادروا كنائس وأديرة كما صادروا مساجد، وهجّروا المسيحيين كما هجّروا المسلمين، وفي القدس اعتدوا على المقدسات على حدّ سواء، وعملوا لتفريغها من سكانها المسيحيين، والمعلوم أن القدس كانت تضم بين سكانها عشية احتلالها من قبل العدو أربعين ألف مسيحي عام 1967، واليوم لا نجد فيها أكثر من أربعة آلاف وخمسماية مسيحي. وقد هُجرت في الأرض المحتلة قرى بأكملها كحال قريتي كفر برعم وأقرت في الجليل.
    ج- التدخل الإستعماري كما كان الحال أبّان الحكم العثماني بذريعة حماية الأقليات والسعي الأوروبي - ولاحقاً الأمريكي - لتسويق المشروع الإستعماري من خلال قبيل من المسيحيين منهم من ارتضى هذا الدور فولد ذلك نزاعات وصراعات. كما أن الإستعمار الذي يحكم زوراً على الإسلام بأنه إرهاب أَسْهَمَ في نزوح المسيحيين عن مواطن إقامتهم ليبرِّر مزاعمه، ولا أدلّ على ذلك من حالة العراق بعد الإحتلال الأميركي حيث كان عدد المسيحيين يوم احتلّوا العراق أكثر من 700 ألف نسمة، واليوم لم يبق إلا أقل من ثلث هذا العدد.
    د- عملت قيادات واشنطن المتعاقبة تنفيذاً لمشروعها الشرق أوسطي القاضي بتفكيك الوطن العربي إلى كيانات صغيرة طائفياً، ومن أجل توفير الأمن لكيان العدو الصهيوني الغاصب على تشجيع ظاهرة الكانتونات والفدرلة، والتكينات الطائفية فاخترقت بعض المجموعات السكانية منها مجموعات مسيحية مما أدى إلى نزاعات شهدتها ساحة لبنان أبّان الحرب الفتنة التي تطل برأسها بوجوه متنوعة لكنها جميعاً خلّفت أشكالاً من التوتير والأجواء المشحونة التي تؤثّر على الحضور المتوقع من المسيحيين العرب دوراً وموقعاً.
    2- لدواعٍ عديدة متنوعة أبرزها ردة الفعل على الأجنبي وتحميل تعدياته وتحدياته للمسيحيين العرب، أو الجهل والتعصبات الرديئة بتنا نجد حالات عند المسلمين ترفض الآخر المسيحي، ويبرز ذلك من خلال بعض الأقلام أو الخطب، أو من خلال إصدار مواقف تدعو إلى الإنفصال اجتماعياً وذلك بتوظيف نصوص وأحكام في غير وجهتها الصحيحة.
    3- اعتماد بعض المسيحيين سابقاً وسيطاً لترحيل الفكر الغربي والإقتصاد والتعليم وسوى ذلك، إلى الأمة العربية واليوم لم يعد لهذا الوسيط المسيحي هذا الدور مادامت العلاقات مفتوحة مع المسلمين وقد بات هناك وسطاء من المسلمين جنّدوا أنفسهم لخدمة الأجنبي والمستعمر كما أن اليسر في الإتصال خفف هذا الدور إن لم نقل أنه ألغاه. هذا بالإضافة إلى الحاجة الغربية للثروات العربية وأبرزها النفط وهذا ليس بيد المسيحيين العرب كي تكون لهم أهمية عند الغربي بسببه.
    4- الحرب الفتنة التي كانت في لبنان ومجرياتها خاصة من خلال الصراع بين القوى المسيحية وفي المناطق المسيحية أسهمت بدفع مئات الألوف إلى الهجرة طلباً للأمان أو العمل، وكان ما عُرِف باسم جيش لبنان الجنوبي بقيادة سعد حداد وبعده أنطوان لحد صاحب دور في ترك عدد كبير من مسيحيي الجنوب لقراهم وبلداتهم بسبب ولائهم للعدو الصهيوني، كلّ هذا أثّر على الحضور المسيحي في لبنان، وهذا يستنتجه أي متابع إذا قارن بين سجلات الأحوال الشخصية وبين عدد المسيحيين المقيمين فعلياً في لبنان.

    من أجل دور أفضل وواقع مستقر:
    إن المسيحيين العرب جزء لا يتجزأ من الأمة، وهم أصليون في النسيج القومي العربي، والأرض العربية مهد المسيحية ومنطلق دعوتها لذلك لا يمكن لأحد أن يتصور مجتمعاً عربياً بلا مسيحية ومسيحيين، كما أن الإسلام الذي أقرّ التنوع والتعددية باعتبارهما سنّة كونية، ولأن الأغلبية العربية مسلمة فإن هذا الإسلام بسماحته يؤمن مناخ الإستقرار لغير المسلمين خاصة الأقرب مودّة المسيحيون.
    تأسيساً على ما تقدم يحتاج الإستقرار الإجتماعي والدور المنشود للمسيحيين في ظل هذا الواقع المحلّي والدّولي إلى أمور كثيرة منها:
    1- أن يتصرف المسيحيون العرب على أساس الواقع الذي ينطق بأنهم عرب ينتمون إلى أمتهم لغة وحضارة وثقافة وأملاً ومصيراً، ولا يصح أن يكون التصرف وكأنهم جالية أو أقلية فهم أبناء الأمة، والواجب يقضي أن يتوقف بعض من يظنون أنهم جالية هذا المفهوم الخاطئ، وقد وجهت إلى هذا المرجعيات الدينية المسيحية المعاصرة.
    وممن وجهوا إلى هذا الموقف الوطني والقومي العربي، النص الذي أذاعه الباب السابق يوحنا بولس الثاني خلال زيارة لبنان في شهر أيار / مايو 1997 تحت عنوان: "رجاء جديد للبنان"؛ ومما جاء فيه: "إن الكنيسة الكاثوليكية منفتحة على الحوار والتعاون مع المسلمين في لبنان. وتريد أن تكون منفتحة على الحوار والتعاون مع مسلمي سائر البلدان العربية، ولبنان جزء لا يتجزأ منها. وفي الواقع إنّ مصيراً واحداً يربط المسيحيين والمسلمين في لبنان وسائر بلدان المنطقة. وكل ثقافة خاصة لا تزال تحمل طابع ما رفدتها به على الصعيد الديني وغير الديني الحضارات المختلفة التي تعاقبت على أرضهم. ومسيحيو لبنان وكامل العالم العربي، وهم فخورون بتراثهم، يسهمون إسهاماً ناشطاً في التطور الثقافي."
    وجاء فيه كذلك: " بودّي أن أشدّد، بالنسبة إلى مسيحيي لبنان، على ضرورة المحافظة على علاقاتهم التضامنية مع العالم العربي وتوطيدها. وأدعوهم إلى اعتبار انضوائهم إلى الثقافة العربية، التي أسهموا فيها إسهاماً كبيراً، موقعاً مميّزاً، لكي يقيموا، هم وسائر مسيحيي البلدان العربية، حواراً صادقاً وعميقاً مع المسلمين. إن مسيحيي الشرق الأوسط ومسلميه، وهم يعيشون في المنطقة ذاتها، وقد عرفوا في تاريخهم أيّام عزّ وأيام بؤس، مدعوون إلى أن يبنوا معاً مستقبل عيش مشترك وتعاون، يهدف إلى تطوير شعوبهم تطويراً إنسانياً وأخلاقياً."
    هذه الدعوة إلى إندماج المسيحيين في نسيج أمتهم العربية من قبل الكنيسة الكاثوليكية جاءت مثلها دعوة من قبل المرجعية الأرثوذكسية المتمثلة بالبطريرك أغناطيوس الرابع بطريرك أنطاكية وسائر المشرق، وقد ورد ذلك في كتاب حوارات (1979-1988)، حيث قال البطريرك: "قد يكون علينا، كمسيحيين عرب، أن نسعى إلى أمر، إذا لم نقم به نحن فلن يقوم به أحد، وهو العمل بجدية هائلة لترجمة المسيحية للعالم العربي، لأن المسيحية هي حتى في العالم العربي لا تزال متقوقعة فكرياً في نظري. فلا نزال، يخاطب المسيحي المسيحي، كما لو كان يعيش في زمن سابق من التاريخ. هذا يناقش ذاك عن عقيدة في القرن الرابع أو الثامن أو أي شيء من هذا القبيل، قلت إننا متقوقعون لأننا لم ننتبه، أو كأننا غير مدركين للحدث الروحي الهائل الذي يتمّ حولنا، وهو حدث الإسلام. فكأننا خلقنا لا لكي يخاطب الواحد منّا الآخر، بل لكي يخاصمه. ولم نرَ بعد أن رسالتنا هي في هذه المنطقة التي فيها تمّ الإعلان عن هذه الديانات، وأن من واجبنا أن نتمكن من مخاطبة المسلم... حاجتنا قبل كل شيء في هذه المنطقة، إلى ترجمة المسيحية بتعابير عربية، بتفكير في العالم العربي من خلال معطيات عربية."
    ويكمل البطريرك أغناطيوس الرابع هزيم: "أنا أقصد أنه يجب أن نتوصل إلى أن تكون هناك مسيحية المخاطب فيها هو شخص عربي. مسيحية تخاطب العقل العربي والثقافة العربية واللغة العربية."
    هذه التوجيهات الصادرة من مرجعيات أرثوذكسية وكاثوليكية تحتاج إلى النقل إلى حيّز التطبيق، وأن يعمل المسيحيون العرب مع مرجعياتهم على الإلتزام بها لأنها توفر المناخ المناسب لعلاقات إسلامية مسيحية مستقرة في الوطن العربي.

    2- أما المسلمون وهم المكوّن الرئيس لسكان الأمة العربية فإن مهماتهم عديدة ومتنوعة في الشأن المتعلق بالمسيحيين العرب، وهذه المهام يمكن تحديدها بما يلي:
    أ- العودة إلى مرجعية النص القرآني والسيرة النبوية، وبعدهما الفقه، ومسار التعامل الإسلامي – المسيحي منذ بدأت مسيرة الإسلام في هذا الكون مع رسول الرحمة والسماحة محمد صلى الله عليه وسلم، لأن تحديد المصدر والمرجعية يشكل العامل الحاسم في ضبط العلاقات، وفي كونها تصبح على أسس شرعية سليمة بعيداً من حالات الفهم المغلوط، أو الغلو، أو الإنطلاق من ردات فعل غير محمودة النتائج.
    ب- لقد جاء في الآية القرآنية: "ولا تزر وازرة وزرة أخرى"، وكان الإمام عبد الرحمن الأوزاعي قد خاطب الوالي العباسي على بعلبك في عصره مذكراً بالآية، ومعلقاً بقوله له: "كيف تأخذ العامة بذنوب الخاصة". وهذا ما يحتاجه الواقع اليوم. وإذا كان بعض المسيحيين العرب قد تعامل مع الأجنبي وانتمى إليه على شكل عميل وتابع على أساس ديني مسيحي أو كان الشخص من نهّازي الفرص، وممن يقدمون مصالحهم الخاصة، فإن الأمر لا يستدعي أن تكون النقمة على عامة المسيحيين العرب بسبب ذنوب خاصة، وهؤلاء الخاصة المتنكرين لأمتهم وواقعهم ومجتمعهم يماثلهم بعض من المسلمين ممن تنكروا لانتمائهم القومي العربي والديني الإسلامي وارتموا في أحضان الأجنبي الطامع بأمتهم.
    ج- إن قبيلاً من العرب المسلمين ومنهم مرجعيات فكرية أو سياسية أو إعلامية يحمّل الكنائس العربية ما يرى أن تبعته على قسم من المسيحيين الأوروبيين أو الأمريكان أو سواهم دون أن يدفع نفسه إلى الوقوف على الحقيقة. ففي الغرب مذاهب مسيحية وكنائس وفرق (sectes) تتستر بالمسيحية وليس فيها من المسيحية شيء، وقسم تصهين وبات في موقع البوق للعنصرية الصهيونية وشريكاً في الإجرام والإحتلال والعدوان، وفي هذا يدفع ثمن العدوان المسيحيون العرب كما الحال بالنسبة للمسلمين العرب، لذلك يكون الصواب أن يتمّ الفصل بين النظرة إلى بعض الغربيين من أتباع مذاهب كنسية معتبرة أو فِرق لم يبق في فكرها شيء من المسيحية وبين مسيحيين غربيين منصفين، وبشكل أخص بينهم وبين المسيحيين العرب فهم مع المسلمين في الهمّ عرب، وفي المصير عرب، ومن الأدلة على ذلك حال التهجير من فلسطين المحتلة على يدي العدو الصهيوني في الغاصب، حيث طال التهجير مسلمين ومسيحيين، وشمل العدوان مقدسات وأوقافاً وبيوت عبادة للجميع.
    د- إن بناء علاقات سليمة تؤسس لشبكة نسيج اجتماعي عربي وحدوي قومياً، ووحدوي في كل بلد عربي يحتاج إلى حوار إيجابي بين المرجعيات الإسلامية والمسيحية لبيان كل ما هو ملتبس في العلاقات، ووضع الأسس التي تقوم على ما أقره الإسلام بشأن التنوع، وفيما يخصّ المسيحيين، وفيما ذهبت إليه المرجعيات المسيحية المعاصرة إن من خلال النص أو سائر المواقف التي ورد بعضها سابقاً في هذا البحث وغيرها كثير.
    وأن يتبع هذا الحوار العربي الإسلامي – المسيحي خطوة أخرى هي العمل من أجل دور مسيحي عربي في مخاطبة أوروبا والغرب، وعموم المسيحيين غير العرب كي يتمّ تعريفهم بمخاطر الصهيونية وكيان العدو الغاصب لفلسطين، ومقدار ما تتعرض له المقدسات المسيحية والقدس من عدوان صهيوني منذ اغتصاب فلسطين.

    خاتمة:
    إن دوراً للمسيحيين العرب يستلزم بالدرجة الأولى تطبيق القاعدة القرآنية بين المسيحيين والمسلمين: "لتعارفوا"؛ وذلك بأن تتم صياغة كتب تربوية تعالج موضوع القيم المشتركة (الأمانة – الصدق – العفة – برّ الوالدين... الخ) تتضمّن نصوصاً مسيحية وإسلامية ليكون المنطلق للقاء في إطار شبكة العلاقات الإجتماعية عربياً مؤسساً على القيم الناظمة لمسار حركة المجتمع العربي الحضاري والتزاماً بالهوية الثقافية للأمة.
    والأمر الآخر المطلوب هو تنشئة الأجيال على أساس من حقوق المواطنة وقبول الآخر بين المسلمين والمسيحيين مع إبراز المشترك قيمياً ووطنياً، وتحديد برنامج عمل يغرس التدين لا الطائفية، والوحدة لا الفئوية. وأن يعالج كل فريق حالات الغلو والتطرّف داخل صفوفه، وأن يتصدّى لها بالوسائل المناسبة فكرياً وإعلامياً وتربوياً.
    المسيحيون العرب كما المسلمون العرب مطالبون أن ينخرطوا كلياً في المشروع القومي العربي الساعي للنهضة من خلال الحرية والتقدم، ورد التحديات، وتحرير الأرض والمقدسات، وأن يعمل الجميع لإسعاد الإنسان فهو الرأسمال وهو المقصد وتكريم الإنسان غاية مشتركة عند المسيحيين وعند المسلمين فهذا يعزز الدور المسيحي عربياً، وبعد ذلك يكون المشروع الحضاري العربي دولياً لوقف الإستباحة وردع العدوان، ونشر قيم العدل والخير والحق بدل ما تنشره المدارس المادية من ظلم وشر وباطل.

المواضيع المتشابهه

  1. الانقسام في بلاد العرب
    بواسطة د. فايز أبو شمالة في المنتدى فرسان المواضيع الساخنة.
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 05-21-2014, 07:39 PM
  2. بلاد العرب أوطاني
    بواسطة محمد إقبال بلو في المنتدى الشعر العربي
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 09-22-2013, 09:21 AM
  3. بلاد العرب أوطاني
    بواسطة محمد إقبال بلو في المنتدى الشعر العربي
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 12-23-2012, 04:07 PM
  4. التربية الإسلامية في بلاد الغرب
    بواسطة السعيد شيخ في المنتدى فرسان المواضيع الساخنة.
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 11-16-2009, 07:14 AM
  5. حدث في بلاد الغرب.
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان القصة القصيرة
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 05-18-2008, 04:46 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •