منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 5 من 5

العرض المتطور

  1. #1

    كيف أبدو حداثوياً..!

    قطريب : كيف أبدو حداثوياً..!
    المصدر زيد قطريب
    30 / 03 / 2007
    هي ليست شواطئ كاليفورنيا قطعاً، كما أنها ليست أصابع (الهوت دوك)، أو فناجين الإكسبريس بين أكفِّ الصبايا الجميلات.. كذلك من المتعذر اختصارها في موسيقا (الروك آند رول) و(السامبا) أو سواها من سلالات الفنون الهجينة التي تتناسل كالوباء في الثقافات المتهاوية بفعل العولمة أو الثورات التقنية التي انتصرت على هواجس الخصوصيات وحواجز الجغرافيا......


    هي ليست مهرجانات تقاذف الطماطم الشهيرة في بعض دول العالم.. ولا إراقة الشمبانيا على أجساد النساء الخلاسيات، أو نقش أسماء الحبيبات على الأذرع كي تبقى محفورةً هناك إلى الأبد..

    هي ليست الثورة الفرنسية واقتحام الباستيل.. وهي ليست البارات، ولا قناني العطر أو السيارات الفارهة، والوجوه المنحوتة بدقة توحي بأن صاحبها شخص واحد..

    هي لا تعني إطلاق النار عشوائياً على التراث، رغم الانقلابات الخطيرة التي تقودها ضدَّ كل قديم.. وهي ليست اعتناق كلّ الراهن، لمجرد كونه يصدر الآن..!

    إنها الحداثة... تلك الكلمة السحرية التي تكفي لأن تكون سبباً في انسلاخ أجيال كاملة عن أوطانها أوعاداتها وتقاليدها.. وربما تدفع آخرين إلى الانكفاء كلياً، ومن ثم الانغلاق تحت عناوين تشبه الحجيرات الصغيرة الضيقة، سواء أكان ذلك على صعيد الانتماء والأفكار، أم الأحاسيس والمشاعر وكافة أساليب العيش والحياة..!

    وفي حين يبدو سؤال: كيف أكون حداثوياً؟ كافياً لأن يقلبنا على ظهورنا من الضحك، خاصة بعدما استنزفت هذه الكلمة كثيرا، وفُرّغت من محتواها على أكثر من صعيد، وربما كانت في بعض الأوقات مبرراً لتكريس أشد المفاهيم تقليديةً وتقهقراً، وأيضاً في ظل نشوء نظريات ما بعد الحداثة، وما بعد الكتابة، وسواها من الاجتهادات والتداعيات.. فإن جملةً صغيرةً يمكن أن تختصر كل هذا الهراء، وعلى نحوٍ فيه الكثير من البساطة والتجديد، فهي قد تعني ألا نعود إلى الوراء أبداً، حتى مع الشمس، كما يقول "أدونيس".. وربما أيضاً أن نخرج على السائد السلفي السكوني، كما يقول "فايز خضور"، فنبتة الصبّار هذه تحولت خلال عصور طويلة إلى أسطوانات مملّة تصر على إنتاج اختناقاتها بشكل فيه الكثير من الجَلْد في الأفكار والتنظير، دون أن يكون هناك أي شيء يوحي بأن ما يصنعه الكتاب والمثقفون، هو على علاقة باقتراف الحداثة أو التجديد..!

    الآن، وقد أجهز شعراءُ منتصف القرن الماضي على أربعة عشر قرناً من التنميط، وإعادة تكرار الحروف والكلمات وأسماء الأماكن، والوقوف على الأطلال.. تحتاج النصوص والعبارات إلى من يُجهز على كل ما قاله "السيّاب" و"درويش" و"أدونيس" بضربة واحدة، وذلك لأجل ألا نضيف قرناً جديداً من الاعتياد إلى تاريخنا المليء بالنهايات والتكرار وتكريس الرموز العصيّة على التجاوز والتخطّي والانقلاب.. تماماً مثلما حدَّق الإنسان الأول على هذه الأرض، بأوَّل ريحٍ وأوَّل شمسٍ وأوَّل هواء..!

    المارةُ على الرصيف، هناك في شارع الحمرا، ليسوا أنفسهم البارحة.. وكذلك السيارات، ورواد المقاهي والحدائق، وصالات السينما والمسارح.. حتى المسافرون والباعة الجوالون والناس المرضى، وأيضا دموع الأمهات، والأحبة، ورسائل البريد.. كلهم مثل مياه بردى تقريباً، يتجددون في كل مرة آلاف المرات، مثل ياسمينة تطلُّ بثقة، كعادتها، من خلف السياج، لكن أصابعها البيضاء الصغيرة تزهر أبداً..!

    السؤال الجوهري هنا، هو كيف تتناول تلك المخيلات المحدقة جيداً، وابل الصور المنهمر على مدار الساعة؟.

    وهل ستعيد إنتاجها بذات الطريقة التي تمَّت قبل عقود أو قرون؟ هل ستكرر نفس (الأكشنات) القديمة مع بعض التعديل البسيط، أم إنها ستقرّر حرق الفيلم كاملاً كي تعيد تصويره من جديد؟ ولأجل ألا تبدو أسئلة الحداثة ترفاً فكرياً لا يمتُّ بصلة إلى الواقع المعاش، فإنه من المسلمات عند النقاد والمفكرين أن تنتج النظريات والأحكام من النصوص والكتابات، لا أن يحدث العكس أبداً.. فالفرادة الإبداعية، قد تهدم بسطر واحدٍ، كل ما كتبه المنظرون خلال عشرات السنين..

    إنها أسلوب حياة وطريقة تفكير، وموقف تجاه كل شيء يحدث خارج النافذة الصغيرة التي نستقبل العالم من خلالها.. إنها فنجان الشاي، والأوراق البيض، الدفاتر والأقلام، وعيون الحبيب، وكل الأشياء البسيطة التي كثيرا ما تمرُّ على عجل دون أن نحاول قراءتها بشكل مغاير عما تعودناه طيلة عمرنا المليء بالقراءات المحايدة، والنصوص المتشابهة حدَّ التطابق والتكرار..

    جريدى بلدنا

  2. #2

  3. #3
    الحداثه هي ان نساير الحديث دون ان نخرب ديننا وثوابتنا هنا الشجاعة
    تحيتي لك

  4. #4
    اشكرك اخي امير
    معك الحق تماما اخي حكيم

  5. #5

    أوافق الأخ حكيم فيما جاء به من أن الحداثة ليست بالتخلي عن أصالتنا و مبادئنا و معتقداتنا لنلبس أنفسنا ثوبا آخر من المبادء و الأفكار الحديثة بل هي التمسك بما عشنا و تربينا عليه من مبادئ سامية ، و في نفس الوقت مسايرة هذا الواقع لا الانجار معه ، و كذلك محاولة التعايش مع الآخرين و تقبلهم ..
    جزيل الشكر لك أختي بنت الشام ..


    أخوك تمــــــــــــــــــــــام

المواضيع المتشابهه

  1. اذا هلأ وبالزور لبين الهلال
    بواسطة همام الخاني في المنتدى فرسان الفضاء.
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 09-27-2014, 11:56 AM
  2. .اليمن: مقتل 40 شخصا في هجوم انتحاري في أبين
    بواسطة جريح فلسطين في المنتدى فرسان الأخبار.
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08-05-2012, 06:29 PM
  3. عربي مبين
    بواسطة محمد بوغابة في المنتدى فرسان التصويب
    مشاركات: 44
    آخر مشاركة: 08-25-2009, 09:50 PM
  4. ما معنى اسم لتين وأصله
    بواسطة الدكتور ضياء الدين الجماس في المنتدى فرسان التصويب
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 04-04-2008, 12:03 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •