منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: فنانون

العرض المتطور

  1. #1

    فنانون

    لقمان ديركي : فنانون
    المصدر لقمان ديركي
    04 / 04 / 2007
    ما أن يحب الطفل لعبة معينة حتى يسارع أهله إلى إحضارها له في كل المناسبات، بل ويخبرون كل الناس أن ابنهم يحب هذه اللعبة فيضطر المقربون إلى إحضارها له، فيبقى طيلة عمره يلعب بسعادة بلهاء بهذه اللعبة اليتيمة...
    وهناك من يعطي طفله كل يوم لعبة جديدة ليفك رموزها فيتطور يوماً بعد يوم وتتعقد ألعابه رويداً رويداً ويصل إلى سن الإنتاج متوازناً وقوياً و" معلَّم على صدعات قلبي"، و هناك أطفال يفكون رموز ألعاب كثيرة، ولكنهم يملّون منها ويهرعون إلى ابتكار ألعابهم الخاصة، وعادة ما يصبح هؤلاء الأطفال فنانون .



    تعرّفت على طلاب كثر للفن في بلادنا فوجدت نسبة كبيرة منهم تلعب ذات اللعبة في المعهد دون أن تعطي لنفسها مساحة تجريب شيء جديد أو محاولة ابتكار شيء جديد، وأعرف طالباً بقي يمثل دور القرد طيلة أربع سنوات من الدراسة بعد أن نجح مشهده السعداني في نهاية السنة الأولى، فهو ينط كالقرد إذا طلب منه الأستاذ شيئاً، ويتعلق بالأشجار طيلة الوقت في حديقة المعهد بيد وباليد الاخرى يمسك صندوشة فلافل من نوع الصاروخ وهو نوع مفضل عند الطلاب ، وما إن تخرج حتى اختفى من الوسط الفني بعجره وبجره لعدم توفر الأشجار في هذا الوسط، وظاهرة اختفاء طلاب المسرح بعد التخرج معروفة ، فمنهم من يحالفه الحظ ويحظى بدور تلفزيوني فيدفع بعض الأموال ـ ليست جمع مول ـ ويؤجل العسكرية إلى أن يصبح مشهوراً فيتم تدبيرها عن طريق المعجبين من المسؤولين وما أكثرهم ، إلى درجة أعتقد فيها أن كل المسؤولين عندنا يعتبرون الدراما السورية من أولوياتهم ، أما القسم المختفي الآخر من الطلاب الخريجين فهم الذين لم يحظوا بدور تلفزيوني فتم شحطهم إلى الجيش ليختفوا سنتين وشوي ويعودون فيتعامل الوسط الفني معهم على أساس أنهم عساكر ، وهذا ما يفسر بروز ظاهرة " المعلم " في الوسط الفني ، وبين هذين الإختفائين نخسر لعبة قديمة وعريقة من ألعاب الفن وهي " المسرح " ، والسبب عدم وجود لاعبين سوى الذين لم تسعفهم مواهبهم للإنخراط في الحقل التلفزيوني ، مما أدى لانصراف الجمهور عن المسرح القومي رغم عودته بعض الأحيان عند حدوث طفرة عرض مسرحي كل ثلاثة أو أربع سنوات ، وبالطبع وفي ظل هذا الغياب بقي مسرح الكفوف والرفس شغالاً ولكنه يبقى مسرح كفوف ورفسات كوميدية لها تاريخها في الفن ولها لاعبوها الكبار أمام المسرح الجديد الذي ظهر بقوة على الساحة ، وهو مسرح كفوف ورفسات ولكن مع ذكر كلمة الوطن أثناء الزحلقة وكلمة الفساد عند شدة الأذن وكلمة العدو الخارجي المتربص عند سلتة البنطلون وسط ضحكات الذواقة من المسؤولين الذين لا يفوتون عرضاً من هذه العروض التي سميت بالمسرح الكوميدي السياسي على اعتبار أن التسميات ببلاش .
    ما المانع من إعادة لعبة المسرح إلى حياتنا ، ألا نستحق من هؤلاء الطلاب الذين تخرجوا من معاهدنا أن يخدموا سنتين مسرح عندنا وفي مسرح خاص اسمه مسرح الشباب ، وأن تكون خدمتهم الإلزامية فيه وليس في الجيش ، فهل من الممكن يا حكومتنا المُحبّة للمسرح " السياسي " أن تحبوا المسرح العادي وتحولوا خدمة هؤلاء الطلاب الى مديرية المسارح عوضاً عن الجبهة ، ولكم في هذا حسنتان، الأولى أنكم تجبرون هؤلاء الكسالى على العمل في المسرح ، والثانية تريحون الجيش منهم .

    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

  2. #2
    تعجبني مقالات لقمان هذا قلم ناقد طريف
    شكرا فتى الشام

  3. #3

المواضيع المتشابهه

  1. فنانون تشكيليون من فلسطين
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان الفني
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 03-31-2010, 09:25 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •