غار حراء
للشاعر/ غالب أحمد الغول
في / 10/1/2016
&&&&&
قصَدناكَ رَبَّ البيتِ لبيكَ عُمرة
لنشكر مَا أعطيتَ , مِن علمكمْ زدنا
هوَ اللهُ غفَّار الذنوبِ بتوبةٍ
وإنّا بعهدِ الله عَنْ غيّنا تُبنا
نبذنا غرورَ الجَاهلينَ بِشِعْرهمْ
فليسَ بتقوى الله ( ليلى ولا لُبنى )
دعونا لإهلِ الخيرِ بالرزقِ والتُقى
ليمحو لنا الزَّلات من بعدِ أنْ فُقْنا
وغارُ حِراءٍ قدْ قصَدناهُ عِبرةً
بِنظرةِ عَينٍ واشتياقٍ لِمَا زُرنا
فأيقنتُ _دون الشكّ ـ أنَّ نبينا
قويٌّ صَبورٌ , عارَكَ الكدَّ والوَهْنا
جبالٌ بناها اللهُ صَخراً مُجَلمَداً
فكيفَ رسول اللهِ قدْ طوَّعَ المبنى؟
صَعدناهُ كدّاً بلْ وَذقنا مَرارةً
وكانَ رسول الله يصْعدهُ هَوْنا
وقدْ كان ربّي قد حَباهُ عزيمة
سَريرَتُها عُمقٌ وفي عُمْقها مَعنى
تحصّنَ بين الصخرتين بِمجلسٍ
ولكنَّ حفظ الله قدْ أمَّنَ الحِصنا
وما البدرُ إلا أنتَ يا سيد الورى
لتنذرَ قوْماً ظلّ فِعْلُهمُ شَيْنا
نرى جَبلاً طالَ السَّحابَ بقمّةٍ
تناطحَتِ الأحْجارُ تحْسبُها قرْنا
ولمّا نزلتُ الغارَ صِرتُ مُحاصَراً
من الناسِ ضغطاً _ وَيْلتي ـ كِدْتُ أن أفنى
وشقَّ على نفسي لأسلكَ درْبهُ
على البطن زحفاً بين صخر, وما طِقنا
وأقسِمُ انّ الناسَ قدْ داخَ بَعضمْ
تراهمْ ذبولَ الغـُصن ِ , مَنْ يُسعف الغُصنا
جزعتُ وقلبي اليوم من هَولِ ما أرى
فهامتْ دموعي تحْرقُ العينَ والجَفنا
رأيتُ عبادَ اللهِ ساروا بعزمِهمْ
وما همَّهمْ وَعْرٌ , وعنْ صبرهمْ قـُلنا
ترانا كسِربِ النملِ مِن قاعِ بلدةٍ
إلى قمّةٍ تعلو , فتمنحُكَ الأمْنا
وغارُ حِراءٍ كانَ أوَل نبضةٍ
تجَلّى بنور الحقّ شوقاً , لهُ عُدنا
سنحْيا بظلّ الله والدينُ شامخٌ
وإنا بفضلِ الله في ديننا فُزنا
وندعوكَ يا ربي لتحيا عروبتي
ونرجو نعيد المجد عِزّاً كما كُـنا