مفكرين مع وقف التنفيذ:
كيف وصلنا إلى هنا؟
عنوانين حرنا أيهما نختار...وإنما:
يشكل كتاب "الغرب والإسلام " النظرة الحقيقية والنموذجية للغرب تجاه الشرق,لكن هذا لايعني أن كل ماطرح فيه محق لكن جميل أن نستعير عيون غيرنا لنرى أنفسنا فيها.
وهذا ماكان لنتوقف عن مدح أنفسنا وحملنا ينوء بالصالح والطالح معا!.
لكن الفرق أن الفكر الغربي حمل معه بذور حضارتهم ,ونحن ماتعدينا المراحل إلا قليلا,فكفانا تشدقا ونحن لم نفيد من مفكرينا جيدا.
ألف الكتاب:أنتوني بلاك وترجمه د.فؤاد عبد المطلب.
علم 2012 وطبع منه 43000 نسخة وهذا دليل وعي وجمهور قارئ وفكر متفتح,بينما اصطدت هذا الكتاب المترجم الصادر عن عالم المعرفة من تحت الغبار المتراكم في زواية حي البرلمان بدمشق ,الذي يقبع فيه الشاب"جلال" الذي أخذ عن والده
مهمة تعليق الكتب في مدخل عمارة هناك ليرتزق من جديد المنشورات التي لاتجد سوقا لها إلا من شريحة قليلة من المثقفين والكتاب.
يقدم الكتاب نظرة موضوعية عن تطور الفكر السياسي الإسلامي,ورغم أنه لايقدم حجة منطقية للاستعمار الغربي لنا لاحقا,إلا أنه من المنطقي جدا والهام أن نتفهم وجهة نظرهم من خلال تقيدم الكتاب الذي قدم له المترجم ملخصا ما ورد فيه بكثافة عالية تهمنا.
1- لم تتأسس خطوات واضحة لانتقال السلطة يعد وفاة الرسول الكريم صلوات الله عليه,بل ترك أمره للأمة ,ورغم هذا لم يتحقق مبدأ الشورى ,وتقييم العدل ضمن السياق الإسلامي.ولا التدقيق بالصفات والكفاءات لتجعله مقبولا ومطاعا عند المسلمين,وهذا ظهر لاحقا وخاصة عند اغتصاب بني أمية الخلافة.
قال أبو بكر:فإن أحسنت فأعينوني وإن أسأت فقوموني.
كم حاكم قالها؟
ويقدم علي بن أبي طالب الحكم المتنور بعدها وخاصة عنتدما يعين لحكم مصر "مالك بن الأشتر" ورغم هذا لم يسلم من الأذى!.
2-ولقد قامت جل الخلافات على مبدأ الإجماع لا الشورى,وهذا ماجعل الخلافة تذهب لاحقا للعثمانيين,خاصة أنها لاتراعي الكفاءة هنا,مما أدى إلى انزياحها لمبدأ الوراثة,والتي تبلورت في عهد العباسيين.
ويقال أن رغم هذا يعتبر حكم "هارون الرشيد" هو الأفضل كحاكم مسلم تقدمي(دار الحكمة للترجمة كانت من تأسيسه).وهو من أصحاب المشاريع الحضارية مثل:"عبد الرحمن الثالث" في قرطبة والحاكم بأمر الله في القاهرة,ويظهر أحد المفكرين السياسيين النموذجيين وهو نظام الدين الطوسي كبير وزراء ألب رسلان وصديق عمر الخيام.بعد الوزير عند السلطان ملكشاه.
وظهر صلاح الدين الأيوبي وباشاده المغولي الامبراطور في "أغرة" الذي استخدم سلطته لجعل الهند الأمة الأقوى والأكثر عدلا واتحادا على وجه الأرض, تلك التي فيها مائة لغة وألف إله!.
وكان كذلك سليمان الأول العثماني وتلك أمثلة.
3-كانت الاتصالات في العهد الأموي سليمة لذا لم يجر الخلط فيها.
فكانت مؤثرة ظهر ذلك في قوانين الإيكلوغا" والتي اضطرت لمحاباة تأثر الجمهور بالسلوك الإسلامي ومنه منع التماثيل في الكنائس .
كان ليون الفرنسي معجبا بعمر بن عبد العزيز ,حيث قال:لم أعجب لهذا الرهب الذي صارت الدنيا تحت قدمه فزهد فيها حتى صار مثل الراهب,إن أهل الخير لايبقون مع أهل الشر إلا قليلا.
4-ويمكننا القول أن اتصال ثقافي صيني كان في عهد الخليفة "عثمان بن عفان",وإن الاتصال الحقيقي بين الغرب والشرق كان في العهد الأول من الإسلام
يرى الكاتب أن كلا الكيانين الغربي والشرقي متباينين ولادة ,وأن مفهوم "الجهاد المقدس"عام وليس خاص بالعرب والإسلام حيث يعد أول من ابتكرها رواد العهد الروماني المتأخر,لكن الغرب استفاد من مفكريهم فخرجوا عن دائرة النزاع لدائرة البناء.بينما العرب غاصوا في خلافاتهم حتى رأسهم وإلى الآن وشكلت فرقهم إسفينا يصعب خلعه.
لذا تم التباعد حضاريا و شكلت هذه الفجوة العميقة.
أخيرا يقول المترجم:أنه حتى المفكرين الغرب ما استطاعوا إعطاء تلك النظرة حقها ولا إيفاءها الموضوعية الازمة وقد سيطر الغرب على العالم.
هذا ماأفدنا من تقديم الكتاب المذكور أعلاه والذي ناف عن الأربعين صفحة لكتاب لايتجاوز المائتا صفحة للأصل ومائتان وخمس وسبعون صفحة للترجمة!!!
كانت مقدمة المؤلف لاتتجاوز الأربعة صفحات أعترف بفضل من ساهموا من جامعة "دندي" في دعمخ وتزويده بالمراجع الهامة ,وإهدائه العمل لزوجته وأولاده وكل أصدقائه وبين دور كل واحد في عونه.
بين فيها:أن العمل تاريخ مقارن للفكر السياسي ,حيث راقب ثلاث منظومات منفصلة للفكر السياسي (الغربي والإسلامي والبيزنطي) بهدف تفسير الحاضر,ولماذا اختلفت أو تشابهت فيما بينها,ويعد الكتاب بحق رغم كل الملاحظات وبعض النقص فيه, أنه أفصح عن المسكون عنه تاريخيا.
الخميس 9-5-2013