منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 3 من 3

العرض المتطور

  1. #1

    صباح الخير (153) وجهات نظر في فن القيادة

    السلام عليكم
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    نقرا كثيرا عن فن القيادة ونقلب قواعد ومثاليات كثيرة ربما استعصى بعضها عن التنفيذ فمافائدة قواعد لاتجد متسعا في الواقع للتنفيذ؟
    ربما لانجد القيادة قابلة للتحقيق غالبا الا في مجتمعات ضيقة النطاق: الاسرة الشركات الخاصة المحدودة او عندما يملك رب العمل قاعدة ايمانية قوية.
    فمن البديهي ان نموذج شبه متكامل لايوجد حتى ولابد من الزلات ولكن من هو الذي يلتزم بتلك القواعد أيضا ان سلم بها؟
    الاتزان كلمة كبيرة تحتاج تربية ممارسة ومبدا قوي لايتزحزح!
    كلما امسكنا نموذجا يحتذى به بحثنا في ثنايا دهاليزه عن اخطائه لماذا؟

    نحن شعب ثوري لا نتقبل أي قيادة ولانسلم بها!!
    العمل للافضل هو الاهم في كل هذا والتوق له بقوة وبدافع ملتزم, الروح الجماعية التي انتصر اليابان حضاريا عند تحقيقها,بصراحة وموضوعية وصدق نحن بحاجة ملحة لنفهم ماهو مفهوم القيادة وكيف يمكننا عبر المعطيات ان نسلك درب الامان:
    صناعة القائد لاتقتصر على القواعد انما تنطلق من معطيات الحاضر كي نحذف نصلح ومن ثم ننزل مبادئنا الغالية والا فستكون حبرا على ورق لاتنفيذ الا بحدود اضيق من الضيق.
    جاء في كتاب الاسلام والغرب للاستاذ بشار بكور:
    ان العصبية تنهار في العالم الإسلامي للأسباب اللآتية:
    1- التحضر الهائل
    2- الانفجار السكاني
    3- الهجرة الواسعة إلى الغرب
    4- الفجوة المتزايدة بين الاغنياء والفقراء.
    5-الفساد الواسع الانتشار وسوء إدارة الحكام
    6-المادية المتفشية , المصحوبة بعلاوات ضئيلة على الأعمال العلمية.
    7- أزمة الهوية
    8- الثامن . وربما هذا الأكثر خطورة , افكار جديدة , غربية على الأغلب
    , وصور مثيرة ومقززة معا , واصلة من الغرب مباشرة , والتي تهدد العادات
    والقيم التقليدية.
    *********
    لو استعرضناها معا ألا نرى انها تعيق نوعا ما فكرة القيادة بشكل صحيح؟
    وربما ازمة غياب الحرية الفكرية والتي تؤدي إلى العصبية بشكل ما لها صلة نوعا ما بعدم المقدرة على القيادة الاجتماعية
    ومن ثم العجز عن القيادة في مجالات اخرى مهمة.
    إن العالم المسلم عالق بين شيوخ جهلة يتوعدونه يجهنم وحكام فاسدين يتوعدونه بالسجن!
    حيث تؤدي إلى انقسامات ومن ثم تشتت الجهود القيادية بعد التعصب ولو خفية...

    هل يمكننا إمساك الخيوط جميعها مرة واحدة؟ ام هي منهج وتخطيط ومحاولات؟
    ********
    وربما عبر قراءتنا لأفكار المتصوفين : جلال الرومي وابن عربي
    يفيد هنا تماما لنعرف ما نجم عن انحراف وتشتت الفكر فهي تحاول جمع المجتمع عبر فكرة الاشتمال وحسن القيادة
    وثانيا تشجيع سياسة الاستبعاد والمجابهة والرفض.
    ومن ثم ماذا عسانا ان نقول هنا بعد هذا هل تلك العناصر مازالت تصلح؟والتي سنسردها الان للعلم:


    1- بإمكان شخص واحد أن يكون الفيصل بين النجاح والفشل فى أى مؤسسة وتستطيع أن تكون ذلك الشخص بأن تصبح قائداً .
    2- إحدى الحقائق المذهلة تقول إن معظم الناس لا ينالون النجاح إلا من خلال مساعدة الآخرين ويمكنك الحصول على هذه المساعدة من خلال ممارسة القيادة.
    3- لست بحاجة لأن تكون مديراً أن تكون قائداً، ولا أن تنتظر الترقية بل يمكنك أن تصبح قائداً فوراً.
    4- إذا ما تعلمت العناصر الأساسية لنموذج المعركة القيادى فسوف تستطيع القيادة في كل المواقف الأخرى . ذلك لأن المعركة هي أكبر تحدٍ للقيادة في المخاطرة، والشك، وقسوة الحياة، والعقاب على الفشل أو الثواب على النجاح.
    5- جوهر القيادة شئ بسيط ، ألا وهو إثارة همم الأفراد لبذل أقصى ما في وسعهم لتحقيق الأهداف التي تحددها .
    6- القادة يصنعون لا يولدون ، وإذا ما كنت تريد أن تكون قائداً فلتتعلم كيفية ذلك بنفس الطريقة التي تعلمت بها المهارات الأخرى .
    7- القيادة الجيدة لا تعتمد على الرواتب الكبيرة ولا على ظروف العمل السارة ، فقدرتك على حفز الناس لبذل أقصى ما لديهم مستقلة عن هذه العوامل .
    *************
    وفي كل مجالات الحياة؟
    أليس في رسولنا الحبيب خير قدوة ؟
    ربما هنا قم نجد بعض بغيتنا:
    " تنمية مهارات الإدارة والقيادة عن الرسول صلى الله عليه و سلم"
    www.leaderships.org
    الخميس 5-11-2009
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  2. #2

    رد: صباح الخير (153) وجهات نظر في فن القيادة

    الاستاذه ريم الموقره
    عن القياده العربيه ال رسميه والشرعيه السياسيه قرات هذا المقال واسمحي لي بنقله هنا ليكون مكملا لوجهة نظرك حول القيادات الاداريه والمجتمعيه بالقيادات الشرعيه السياسيه
    ------------------------------------------------------
    دور العامل الاجنبي في ازمة شرعية السياسة العربية
    د . عصام نعمان
    يتقبّل الدكتور عبد الاله بلقزيز في بحثه (أزمة الشرعية في النظام السياسي العربي) انماط الشرعية الثلاثة لدى ماكس فيبر وهي الشرعية التقليدية والشرعية الكاريزمية، والشرعية العقلانية، لكّنه يلاحظ عدم انطباقها اليوم على خريطة توزيع الشرعيـة في البلاد العربية. فالنمط الكاريزمي الذي جسّده جمال عبد الناصر لم يعد موجوداً. كما يصعب الحديث بإطمئنان عن النمط الثالث (الشرعية العقلانية والدستورية والديمقراطية) رغم ما تزخر به بلادنا من دساتير وقوانين وانتخابات! وعليه، لجأ بلقزيز الـى تصنيف غير بعيد عن التصنيف الفيبري، يقوم على ثلاثة انماط من الشرعية: الشرعية التقليدية، والشرعية 'الثورية '، والشرعية 'الدستورية'، مع التنبيه الى نسبية المفاهيم المستعملة لوصف بعض تلك الشرعيات مثل 'الثورة' و'الدستور'.
    أتفق مع بلقزيز في تصنيفه وتحليله لنمطي الشرعية 'الثورية' والشرعية 'الدستورية'، لكني ارى ان عرضه لمصادر الشرعية التقليدية يعتريه نقص ملحوظ. صحيح ان الشرعية التقليدية تستند الى مصادر دينية او عصبوية غالبة (قبلية، عشائرية، عائلية) ومنها الحكم بمقتضى المرجعية الدينية كأساس للسلطة، او بمقتضى الشريعة، او بمقتضى النسب الشريف، او بمقتضى الإنتساب الى مذهب، او تستند الى الغلبة والإستيلاء (الانقلاب العسكري)، ولكن بلقزيز يغفل، دونما تعليل، مصدراً ثابتاً للشرعية التقليدية في بلادنا هو العامل الأجنبي.
    لإستجلاء دور العامل الأجنبي في الإجتماع العربي، يُستحسن الإلمام بخصائص أمة العرب من حيث تركيبة نسيجها الإجتماعي، القبلي بعامة، وحضور الأقليات العرقية والدينية المذهبية فيه، وصولاً الى ظاهرة تقبّل العامل الأجنبي على مدى قرون ثمانية ودوره الفاعل، سياسياً واجتماعياً واقتصادياً.
    لعل السمات الرئيسية للإجتماع العربي المعاصر تتجلى في سبعٍ:
    أولاها، التعددية الإجتماعية المتمثلة بالإنتماءات والعصبيات القبلية والعرقية والطائفية والمحلية ونمط المعيشة والموارد الطبيعية واللهجات والازياء والتجارب التاريخية وقربها او بعدها عن المجتمعات والحضارات الاخرى (حليم بركات، المجتمع العربي في القرن العشرين، مركز دراسات الوحدة العربية، 2000، ص 24-32).
    ثانيتها، تنظيمه الاجتماعي والاقتصادي المتمحور حول العائلة في طابع تجاري صناعي وشبه رعوي، لاسيما في الارياف والبوادي، مع بروز دور للتجارة في تعزيز الطابع الحضري للمجتمع العربي (خلدون النقيب، بناء المجتمع العربي: بعض الفروض البحثية، مجلة المستقبل العربي، العدد 79، ايلول/سبتمبر 1985، ص 22).
    ثالثتها، تخلفُ المجتمع العربي وإندماجه التدريجي بالنظام الرأسمالي الاوروبي منذ القرن التاسع عشر حوّله مجموعةً من الاطراف التابعة للدول الصناعية الوالجة عصر التكنولوجيا ما افقد الوطن العربي سيطرته على موارده ومصيره (هشام شرابي، البنية البطركية: بحث في المجتمع العربي المعاصر، دار الطليعة 1987، ص 20).
    رابعتها، تكامل المجتمع العربي في هويته الثقافية رغم تعدديته الإجتماعية، ذلك ان الغالبية العظمى من سكانه ترى انه 'يكوّن مجتمعاً امة، انما ينقصه النظام الموحّد الشامل' (بركات، المرجع السابق الذكر، ص 32).
    خامستها، هيمنة الابوية او البطركية على المجتمع العربي والنزوع الى الاستبدادية على مختلـف المستويات ما ادى الى احتكار الدولة التسلطية مصادر القوة والسلطة والثروة (النقيب، المرجع السابق الذكر، صفحة 34-35).
    سادستها، توصيف المجتمع العربي بأنه مجتمع إنتقالي تتجاذبه السلفية والحداثة، ويبدو 'موزعاً بين القديم والحديث والماضي والمستقبل من دون ان يكون اياً منها حقاً (بركات، المرجع السابق الذكر، ص 37 39).
    سابعتها، إحتدام صراع المجتمع العربي، في سياق السمات الست المار ذكرها، مع الغرب عموماً، ولاسيما مع اوروبا وامريكا، على جميع المستويات الحياتية، وتفاقم مفاعيل الصراع بفعل العولمة.
    في ضوء رصد سمات المجتمع العربي وتجلياتها السياسية والاجتماعية، يتكشّف دور العامل الأجنبي، السلبي غالباً، في التاريخ العربي ماضياً وحاضراً، ذلك ان ما من منطقة كبلاد العرب كان للعامل الأجنبي حضور ودور فاعـلان في تاريخها القديم والمعاصر. يمكن القول إن تاريخ العرب، في معظم ديارهم، مشتَرَكٌ إجتماعي وسياسي وثقافي تشاطرهم إياه شعوب أخرى. فلا عجب إن أنتجت هذه الظاهرة، على مرّ الزمن، حضارة عربية مركّبة.
    صحيح ان للأجنبي، فرداً وجماعة، دوراً كبيراً أو صغيراً في تاريخ كل أمم الأرض كون الحياة بطبيعتها ومتطلباتها وتعقيداتها تفرض على مختلف الأقوام والجماعات والفئات المتجاورة وحتى المتباعدة أشكالا متعددة من التواصل والتفاعـل والتقارب والتعاون والتشارك والتزاوج. غير أن نظرةً متأنية إلى تاريخ العرب بعد الإسلام تشي بحقيقة لافتة هي إتساع دور العامل الأجنبي وامتداده الزمني الطويل على نحوٍ قلّما نقع على مثيل له في أمم أخرى. لذا لا غلّو في القول إن الأجانب من المسلمين وغير المسلمين حكموا وسيطروا على بلاد العرب مدة تزيد عن نصف تاريخهم بعد ظهور الإسلام (عصام نعمان، أمريكا والإسلام والسلاح النووي، بيروت، شركة المطبوعات للتوزيع والنشر، 2007، ص 74 - 83).
    يردّ بعض المؤرخين والباحثين هذه الظاهرة إلى كون الإسلام في سماحة مبادئه وسلوك أتباعه تعددياً، ويتقبل بالتالي كل الناس المؤمنين من دون تمييز الأمر الذي مكّن أفراداً وجماعاتٍ من شتى الأقوام والألوان والثقافات من دخول بلاد الإسلام والإنخراط في نسيج مجتمعاتها، وولوج أبواب السلطة والارتقاء في مراتبها. ألم يتغلغل المماليك، وهم في الأصل تُرك وكُرد وكُرج، في مراتب الجندية أواخرَ عهد الخلافة العباسية ومطالع عهود الدويلات التي أعقبت إنهيارها حتى استولوا تدريجياً، بالدهاء والسلاح، على مقاليد السلطة في بلاد الرافدين وبلاد الشام وارض الكنانة؟ ألــم يحدث ذلك منذ أكثر من 700 عام؟ ألم يستمروا في حكم تلك الأقطار والأمصار نحو 350 عاما؟
    قد يقول قائل: 'العرب انتصروا' في النهاية على المماليك بأن استوعبوهم وهضموا وجودهم في مجتمعاتهم وثقافتهم، وفرضوا عليهم لغتهم، فكان أن أنجب هذا التفاعل أمة عربية مركّبة ومبّرأة من العنصرية والإنغلاق. إن الإقرار بصحة هذه المقولة لا يُغني الباحث عن تحرّي سبب هذا الركون المفرط للأجنبي، والسكون المزمن إزاءه، والتقبّل شبه التلقائي لحضوره، والولاء المكين لحكمه وسلطانه؟ هل ثمة نقص بنيوي في الشخصية العربية حال دون تبلورها وتظهير إستقلاليتها وخصوصيتها وفرادتها؟
    ظاهرةُ الرضوخ للأجنبي وقبول سيطرته امتدت من عهد المماليك إلى عهد الأتراك العثمانيين الذين حكموا العرب على امتداد مساحة وطنهم الكبير أو معظمها أكثر من 400 عام. وإذا كان العرب تقبّلوا حكم المماليك لقاء تقبّل هؤلاء لغة العرب ودينهم، فإن سجل بني عثمان مع اللغة العربية والإسلام لا يدعو إلى الفخر. فقد جافوا العربية واعرضوا عن تعلمها أو التحدث بها، بل حاولوا تتريك العرب ثقافيا وسياسيا( رشيد خالدي، 'القومية العربية في سورية: سنوات التكوين، 1908-1914 '، مجلة الفكر العربي، السنة 1، العدد 2، تموز/يوليو1978، ص. 35-55) أما صلتهم بالإسلام فكانت سطحية ونفعية إذ لم يؤثر عن أيِّ من سلاطين (خلفاء!) بني عثمان أن حجّ بيت الله الحرام! (نعمان، المرجع السابق الذكر، ص 76-47).
    للحضور الأجنبي في بلاد العرب أسباب ودوافع أخرى، بطبيعة الحال، غير تسامح الإسلام والمسلمين. فللموقع الجغرافي الإستراتيجي أهمية بالغة في هذا المجال، ذلك ان البرزخ الممتد بين الساحل الشرقي للبحر المتوسط وشواطىء الخليج العربي الفارسي شكّل جسر الإتصال والتواصل الطبيعي بين أوروبا وآسيا. ثم كان أيضا، وما زال، جسر العبور لقوافل التجارة البرية بين القارتين ومرسى الأمان للتجارة البحرية من الغرب إلى الشرق، وبالعكس.
    على العموم، قاوم العرب، بدرجات متفاوتة من العنف والثبات، الدول الأوروبية الغازية، لكنهم لم يوفّقوا في تحرير أنفسهم منها الاّ بعد إنهيار بعضها أو تردّي أوضاع بعضها الآخر نتيجة الحرب العالمية الثانية وحلول الولايات المتحدة محلها في ميادين القوة والثروة والنفـوذ. وإنه لأمر جدير بالتسجيل هنا أن جمال عبد الناصر الذي تولى السلطة العام 1952 كان ربما أول حاكم لمصر من أصل عربي مذّ استولى المماليك على السلطة في أرض الكنانة قبل أكثر من 700 عام!
    ثمة ظاهرتان لافتتان في حقبة الإستعمار الأوروبي ومن ثم في حقبة النفوذ والهيمنة الأمريكيين. الأولى، تعاون الكثير من 'أهل الحل والعقد' في البلدان العربية المحتلة أو المستعمَرَة مع سلطات الإحتلال الأمر الذي أعاق نضال حركات التحرير وأطال حكم الأجانب.
    أكثر من ذلك: تعاونت شرائح كثيرة من أهل السلطة، قبل نيل بلدانها الإستقلال وبعده، مع الأجانب، دولاً وشركات وأفراداً، على نحو بالغ السعة والإيجابية لدرجة اضطر معها بعض المؤرخين إلى نعـت هؤلاء بأنهم وكلاء للأجانب وليس شركاء لهم:
    Philip S. Khoury, Urban Notables and Arab Nationalism The Politics of Damascus, 1860-1920, New York,
    Cambridge University Pre, 1983, p.23).
    الثانية، إحجام العرب بصورة عامة عن إقتباس الحداثة لمجرد أنها متلازمة مع الوجود الأجنبي أو هي من نتاجه (شرابي، المرجع السابق الذكر ص 20)، نَجَـم عن ذلك أمر غريب: تقبّل العرب حكـم الأجانب، وهو الجانب السيىء فيهم، وأعرضوا عن تقبل حداثتهم، وهي الجانب الجيد لديهم!
    إذا كان التدخل الأجنبي في الإجتماع العربي هو فعل إرادي مباشر بدوافع شتى أبرزها الدافع الاقتصادي، فإن الإستدخال هو فعل مزدوج، مباشر وغير مباشر. فهو مباشر عندما يصدر عن جهة داخلية، فرداً أو جماعة، لإجتذاب جهة خارجية، فرداً أو هيئة أو شركة أو حكومة أو حلفا من دول عدة أو ثقافة وتيارات ثقافية وسياسية، للحضور والفعل في نطـاق وجود أو عمل أو فعالية الجهة الداخلية. والإستدخال غير مباشر عندما يصدر عن جهة خارجية للحضور والفعل في نطاق جهة داخلية، مستخدماً أساليب وطرائق غيـر مباشرة أو خفيّة أو شركاء ووكلاء محليين لتحقيق أغراضه الخاصة والعامة. بإختصار، الإستدخال هو إتّباع الداخل للخارج عندما يكون بإرادة جهة داخلية، وهو إستتباع الداخل للخارج عندما يكون بفعل جهة خارجية.
    لعل النظام الطوائفي اللبناني مثال ساطع على الإستدخال المزدوج بما هو نتاج مشترك لدوافع الإتباع والإستتباع. ذلك ان استدخال الأوروبيين، لاسيما الفرنسيين، في شؤون الاجتماع اللبناني ما كان ليتّم على هذا النحو الواسع والمديد لولا وجود قابلية لدى الطوائف اللبنانية المتصارعة لإستدخال العامل الأجنبي، الأمر الذي إتخذ شكل طلبات صريحة إلى قناصل دول أوروبا للتدخل لمصلحة كلٍ منها. وليس من الغلو القول إن التعامل الوثيق مع دول أوروبا في النصف الثاني من القرن التاسع عشر وحقبات القرن العشرين أضحى تقليداً راسخاً ومتّبعاً لدى زعماء غالبية الطوائف اللبنانية (كمال سليمان الصليبي، تاريخ لبنان الحديث، بيروت، دار النهار للنشر، 1967، ولاسيما الصفحات: 71-84، 136 141، 193 204).
    الى ذلك كله، فإن ما فعلته وتفعله الولايات المتحدة في العراق قبل إحتلاله في العام 2003 وبعده يوفر أمثلةً وشواهد ساطعة على الإستدخال المزدوج بما هو نتاج مشترك لدوافع الإتباع والإستتباع. فقد تبيّن ان فكرة الحرب على العراق كانت اختمرت لدى جماعة 'المحافظين الجدد' قبل إندلاعها بأشهر وسنوات، وان مخططات واستعدادات كانت قد أعدّت وعرضها وزير الدفاع دونالد رامسفيلد على رئيسه جورج بوش في المجلس الوزاري بعد يومين من الأحداث الخطيرة التي وقعت في 11 ايلول/سبتمبر 2001. ولعل ما قاله احد كبار منظـري 'المحافظين الجدد'، بيل كريستول، رئيس تحرير أسبوعية 'ويكلي ستاندرد' النافذة لآري شافيت في صحيفة 'هآرتس' (4/4/2003) يكشف الاغراض الحقيقة للولايات المتحدة في المنطقة: 'إن الحرب على العراق، في احد مستوياتها، حرب ضد نظام يمتلك أسلحة دمار شامل. لكنها، في مستوى أعمق، حرب من اجل صياغة شرق أوسط جديد(...) اذا لم تقم الولايات المتحدة بصياغة العالم على صورتها وشاكلتها، فسيقوم العالم بصياغتها على صورته وشاكلته'!
    إذْ يتضح البعد الثقافي للحرب على العراق، بل على العالم العربي، فإن الجانب غير المباشر لإستدخال العامل الأجنبي في الحرب يتجلى في ما فعلته قوى المعارضة العراقية ورجالاتها الناشطون خارج العراق. فقد تبيّن أن مجاميع من السياسيين والعسكريين والمثقفين العراقيين لم يكتفوا بتحريض إدارة بوش على شن الحرب لإقتلاع نظام صدام حسين بل وفّروا لها على مدى سنوات معلومات صحيحة وأخرى مزورة عن أوضاع النظام المذكور من اجل تسريـع شنِّ الحرب وتبرير تدخل أمريكا بما هي القوة العظمى الناهضة بمهمة 'نشر الديمقراطيــة' في العـالم العربي.
    يتضح من مجمل ما تقدّم بيانه ان ثمة معطيات موضوعية وأخرى ذاتية تتكوّن في إطار وجودها وتفاعلها وحركتها ظاهرتا التدخل والإستدخال في الإجتماع العربي. ذلك ان التعدديـة الاجتماعية، والتخلف، وهيمنة الأبوية (البطركية) والتجاذب بين السلفية والحداثة، تُضعف المجتمع العربي في صراعه المديد مع الغرب الأوروبي والأمريكي.
    كما ان الموقع الجغرافي للوطن العربي بما هو معقد المواصلات والاتصالات بين ثلاث قارات من جهة وموارده الطبيعية، وفي مقدمها النفط والغاز، من جهة اخرى تُغري القوى الأجنبية بغزوه لإيجاد نقاط رسوٍ إستراتيجية ومواقع استغلال واستثمار، وسوق مستهلكة. كما تغريها بالتفتيش عن فرص جديدة للكسب المادي والسياسي. هذه المعطيات على أنواعها شكّلت دوافع للقوى الأجنبية من اجل التدخل لتأسيس مصالح كبرى وإستغلال فرص متاحة للاستثمار، والتفتيش عن أخرى للمزيد منه. لكنها شكّلت ايضا إغراء وأتاحت فرصاً للقوى المحلية لإستدخال القوى الخارجية من اجل تثبيت مواقعها ودعم سلطتها والإستقواء بها على خصومها ومنافسيها في الداخل. انها عملية صراعية جدلية يفضي احد أطرافها، اي التدخل، الى الآخر، اي الإستدخال. والعكس يصح أيضا.
    تنعكس فواعل التدخل والإستدخال الاجنبيين على مسألة الشرعية السياسة بشكلٍ يتيح للعامل الاجنبي دوراً مؤثراً فيها. بل ان دور العامل الاجنبي يتصف في بعض الظروف بتأثير مركزي يرتقي الى مصاف مصدر فاعل للشرعية السياسية. فالعامل الاجنبي، متدخلاً او مستدخَلاً، كـان في مرحلة الانتداب الفرنسي من سنة 1920 لغاية 1943 مصدراً فاعلاً للشرعية السياسية في لبنان. كما اصبح، بصيغته الامريكية، مصدراً للشرعية في خمسينات وثمانينات القرن الماضي، وكذلك في النصف الثاني من العقد الاول للقرن الحالي. في العراق، كان العامل الاجنبي، الامريكي تحديداً، وما زال المصدر الرئيسي للشرعية السياسية منذ احتلاله في آذار/ مارس 2003.
    فـوق ذلك، ثمة مقبولية في بلدان عربية عدة للعامل الأجنبي في حالتي التدخل والإستدخـال تتيح له دوراً فاعلاً في السياسة والإقتصاد والثقافة. بل ان هذه المقبولية تضفي، كما في لبنان والعراق، على العامل الاجنبي مشروعيةً راسخة تجعل منه جزءاً لا يتجزأ من تقاليد البلد وثقافته.

  3. #3

    رد: صباح الخير (153) وجهات نظر في فن القيادة

    السلام عليكم
    شكرا جزيلا للاضافة وبالطبع فقد طرحنا مفهوم القيادة بشكل عام ولم نحصره سياسيا
    ورغم هذا فهو مفهوم صعب التحديد والتقويم والتصويب ان كانت معطيات الوقع غائمة
    لك كل التقدير
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

المواضيع المتشابهه

  1. صباح الخير (325) فشة خلق!
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى سلسلة صباح الخير(للأديبة ريمه الخاني)
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 12-28-2017, 06:31 AM
  2. صباح الخير (299) م إ
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى سلسلة صباح الخير(للأديبة ريمه الخاني)
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 12-24-2015, 06:55 AM
  3. صباح الخير صباح الأمطار
    بواسطة manar_12 في المنتدى فرسان الفضاء.
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 02-18-2012, 03:53 PM
  4. صباح الخير (176)الفرق بين القيادة والاحتواء!
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى سلسلة صباح الخير(للأديبة ريمه الخاني)
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 12-16-2010, 05:55 PM
  5. صباح الخير (110)قل لي كيف تعش ؟أقل لك من أنت.
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى سلسلة صباح الخير(للأديبة ريمه الخاني)
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 02-23-2008, 07:31 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •