منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 12

العرض المتطور

  1. #1

    «رابعة البنات» في سلسلة «الكتاب الفضي»

    «رابعة البنات» في سلسلة «الكتاب الفضي»
    .................................................. ....................

    المجموعة القصصية الجديدة للروائي حسني سيد لبيب صدرت عن سلسلة «الكتاب الفضي» بنادي القصة بالقاهرة في 222 صفحة، تحت عنوان: «رابعة البنات»، وتضم ست عشرة قصة، هي: رابعة البنات، عُرف الديك، دفتر الأحوال، صورة عمتي، أزف الرحيل، النفق المظلم، بائع الكنافة، شيء أخضر، بيت خلف الأسوار، مشاهد بغدادية من القصف المتواصل، القطة، الجدار، القطار، الحب والناس، تحوّل، مداعبة.
    تقول كلمات الغلاف في تقديم هذه المجموعة: "مجموعة قصصية جديدة للقاص والناقد حسني سيد لبيب تحمل خبرة قرابة نصف القرن من الإبداع السردي والعمل النقدي، تأتي المجموعة محملة بخبرات القاص ووعي الناقد ورؤية المثقف، مقاربة عالما له ملامحه المحركة للأسئلة والدافعة لاكتشاف مساحات أخرى من الوعي الإنساني وطارحة جماليات الثقافة الأصيلة للإنسان البسيط.
    هذه هي المجموعة السابعة، بعد ست مجموعات سابقة، هي:
    1-حياة جديدة : قصص ـ أصوات معاصرة ـ الشرقية 1981م.
    2-أحدثكم عن نفسي : قصص ـ اتحاد الكتّاب العرب ـ دمشق 1985م.
    3-طائرات ورقية : قصص ـ المجلس الأعلى للثقافة ـ القاهرة 1992م.
    4-كلمات حب في الدفتر : قصص ـ ط 1 ـ اتحاد الكتّاب العرب ـ دمشق 1993، ط 2 بتقديم د. خليل أبو ذياب ـ أصوات معاصرة ـ الشرقية 1997م.
    5-نفس حائرة : قصص ـ تقديم محمد جبريل ـ دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر ـ الإسكندرية 1999م.
    6-الكرة تختفي في الأعالي: قصص ـ سلسلة أصوات مُعاصرة ـ الشرقية 2005م.

  2. #2
    رابعة البنات

    قصة قصيرة، بقلم: حسني سيد لبيب
    ....................................

    هذا العام، عرفت قدماه الطريق إلى الشاطئ. مضت سبع سنوات لم يذهب فيها إلى شواطئ إسكندرية أو غيرها، بعد أن ماتت زوجته، وتركت له أربع بنات وضابطا، على حد قولها في الحَمْل الخامس:
    ـ نِفْسي الجنين يكون بنتا..
    ـ ألا تكفي ثلاث بنات ؟
    ـ البنت الرابعة خير وبركة، أو على اسم فيلم أنور وجدي "أربع بنات وضابط".
    ماتت بتأثير حمى النفاس، بعد أن ولدت نسمة، رابعة البنات، وتحقق الإرهاص الذي كان يجول في خاطرها..
    فكر في أن يتزوج، ووجد من يشجعه، في زوجة تهتم بأولاده الخمسة. صادف أرملة، لديها ولد وبنت، ولما أوشك أن يتفق، تراجع في اللحظة الأخيرة، بعد أن وجد الزواج منها لا يحل مشكلته، وإنما ستتفاقم الأمور.. لم يفكر بعدها في الزواج.
    تعهدت أخته نسمة بالرعاية والعناية، حتى بلوغها ثلاثة أعوام، انشغلت بعدها بأمور بيتها وزوجها وأولادها.
    في هذا الصيف، شجعه صديقه أن يتجه إلى الإسكندرية، يقضي فيها أسبوعا للترويح عن النفس، لا سيما أن سماح، البنت البكر، كبرت.. صار عمرها خمسة عشر عاما.. بدأ يعتمد عليها في شغل البيت، والاهتمام بأخواتها الثلاث رحاب وسمر ونسمة.. لاقت الفكرة قبولا، وحجز المصيف مع زملائه بالشركة.
    قبل أن تغوص قدماه في الرمل، توقف قليلا.. ألقى الشمسية على الأرض، تبعه سماح ويوسف بإلقاء كراسي الشاطئ.. فعل الصغار الشيء نفسه. ألقت رحاب حقيبة السندوتشات على كرسي، وجلست على آخر. أما الصغيرتان سمر ونسمة، فألقيتا عوامتيهما أرضا.
    التف الخمسة في نصف دائرة حول أبيهم..
    قصد الأب أن يربي في نفوسهم حب الرحلات، وما فيها من عمل جماعي. أقحمهم في تفاصيل كثيرة عن تثبيت الشمسية، ورص الكراسي.. عن اختيار موقع متقدم، بحيث يروا البحر.. وأن يحتموا بعيدا عن غدر الأمواج.. قال ضمن ما قال:
    ـ عند نزولنا البحر، يجب أن يبقى أحدنا تحت الشمسية.. يأخذ باله من الحاجات.. على أن يتغير حارس الشمسية.. يمكن أن يكون أكبرنا سنا أو أصغرنا.. لا فرق.. يمكن أن أجلس أنا في مرة وتجلس نسمة في مرة ثانية..
    همست سماح في أذنه :
    ـ نسمة لا تصلح.. بنت السنوات الست..
    أومأ موافقا، وإن لم يغير حرفا مما قال.
    جلسوا كما أشار عليهم، ملتزمين بكل شيء. ولما همّ بالنزول إلى البحر، تسابق الكل في الانقياد له.. حتى نسمة جرت في أثره.. ولما لم يتبق أحد، تراجعت سماح، وجلست تحت الشمسية. ما إن خطت نسمة خطوة نحو المياه، فاجأتها الأمواج، لطمت جسمها الصغير. ارتعدت من برودة المياه. خافت. تراجعت. عائدة إلى الشمسية، جالسة بجانب أختها. سألتها :
    ـ لماذا رجعت ؟
    ـ أقعد تحت الشمسية..
    أقبل يوسف نحوهما وقال :
    ـ بابا قال تنزل سماح البحر معنا..
    رضخت ورافقته..
    تتأمل الصغيرة الناس من حولها. تنظر إلى السماء والبحر. يمتد البحر وتمتد السماء، فلا تعرف أين ينتهي البحر، وأين تبدأ السماء. شيء محير. تجربتها مع البحر صدمتها فآثرت الجلوس والانزواء. آثرت الابتعاد.
    فوجئ أبو البنات بنسمة تترك الشمسية وتقف عند التقاء الأمواج برمال الشاطئ..
    أشار بيده كي يطمئنها وقال بصوت عال :
    ـ اجلسي تحت الشمسية..
    هرعت إليها سماح. رأتها ترتعش وتهم بالبكاء. حملتها على ذراعها وجرت بها إلى الشمسية. أجلستها على مقعد، ولفت المنشفة حول ظهرها وصدرها. أعطتها كعكة. قضمت منها لقمة. همت أن تتركها فبكت..
    ـ لا تتركيني وحدي..
    خرج الأب من الماء، وجلس بجانبها، تاركا سماح تذهب للصغار الثلاثة. بدأ يسرِّي عنها.. عبث بالرمل. صنع لها حوضا كبيرا، وملأه بماء البحر، مستعينا بدلو البلاستيك. استسلم للذهاب والإياب في حركة مكوكية أدهشتها. أمسكت بدلو ثان.
    فعلت مثلما يفعل. اعتادت هذه الحركة من وإلى البحر، بينا أخلد الأب إلى السكون.
    ولما امتلأ الحوض، أجلسها داخله. استراحت الصغيرة. انتقل البحر إليها. أصبح البحر صغيرا يناسبها. بدأت تضرب الماء بيديها فتحدث رذاذا من حولها. تجرأت أكثر، ورشت الماء عليه. فعل الأب الشيء نفسه. رش عليها الماء. تتضاحك فيتضاحك هو الآخر. قدم الصغار إليهما. رش الماء بعضهم على بعض. تراخت يدا نسمة. اكتفت بملاحظة أخواتها، بينا أتى يوسف من خلف وداس بقدميه السور الرملي فانمحى الحوض، وإذا بنسمة جالسة على الرمل لا تجد الماء الذي يبهجها ويسليها. همت بالبكاء، فاحتضنها أبوها موبخا يوسف، قائلا في تأنيب :
    ـ هكذا أنتَ دائما، تفسد كل شيء ؟
    ذهب الأب بصحبة أولاده، في جولة ثانية في البحر، تاركين نسمة وحدها، موصيا صاحب الشمسية المجاورة، ثم نزل أبو ياسر البحر، تاركا زوجته وابنهما.. اجتذبها ياسر، الذي يقاربها في العمر. قالت له :
    ـ عندي لعب كثيرة. تعال نلعب..
    جلسا تحت الشمسية وحدهما. طفقت تعرض عليه لعبها البلاستيك، ودميتها العروس، وكرة يوسف التي لا يعطيها لأحد. نادت أمه عليه كي يتغدى. أعطته سندوتشا فآخر، بينا تنظر نسمة إليه صامتة. لاحظت أمه نظرات الطفلة. ياسر طفلها الوحيد. كانت تتمنى أن تكون لها بنت مثلها. هزها حنين طاغ، فنادت عليها:
    ـ تعالي يا حبيبتي..
    انقادت طوعا للنداء. خطت خطوات مترددة من شمسيتها إلى شمسية ياسر. جلست صامتة. أعطتها سندوتشا. أخذت تقضم لقمة فأخرى، رانية إلى ياسر الذي تعلق بصدر أمه، ولامس خده خدها.. أعطته تفاحة وأعطتها تفاحة.. تناهى إلى أذنها صوت بائع ينادي على بضاعته :
    ـ فريسكا..
    أشار ياسر إليه. أشارت نسمة مثله. اشترت لهما ما يريدان. أشار ياسر من جديد إلى بائع آخر يحمل أكياسا ملونة لرقائق البطاطس. قال :
    ـ ماما.. أريد كيسا..
    فعلت نسمة مثله:
    ـ ماما.. ماما..
    قبل أن تكمل كلامها، قال لها :
    ـ هي أمي أنا، وليست أمك.. أين أمك ؟
    ـ أمي.. سافرت...
    ـ إلى أين ؟
    ـ إلى بعيد..
    لم يفهم شيئا، وهي لا تفهم ما تقول. هكذا قالت لها سماح.. هكذا يقول لها الجميع.. تناولت كيس الرقائق بيد مترددة. لم تفتح الكيس. ارتمت على صدرها تقلد ياسر.. لامست بخدها وجهها، وتحسست بيدها خدها الناعم.. قالت :
    ـ أنا أحبك..
    ـ وأنا أيضا يا حبيبتي..
    عاودت اللعب مع ياسر. اختلف الطفلان، تخاصما. لم تجرؤ على الاقتراب من أمه مثلما كانت تفعل. همت بالبكاء. تركت الشمسيتين وهرولت إلى البحر تنادي أباها.
    لم يكن قريبا منها. أشار إليها رافعا ذراعيه. لم تأخذ بالها. أعطت للبحر ظهرها، ومشت بين الشماسي. لابد أن أمها تجلس في إحداها. هي لا تعرف شكلها! لكن أمها ستعرفها، وتنادي عليها.. بيا حبيبتي.. تحتضنها.. تشتري لها رقائق البطاطس والحلوى والفاكهة، واللعب أيضا. بكت الطفلة بكاء شديدا، غير ناظرة إلى أحد، منادية بصراخ متواصل :
    ـ ماما.. ماما.. ماما...
    هرع إليها الناس. التفوا حولها. حاولوا تهدئتها وتطييب خاطرها. اصطحبها رجل ممسكا بيدها، قائلا :
    ـ سأذهب بك إلى أمك.. ما اسمك ؟
    ـ نسمة..
    ـ واسم أبيك ؟
    ـ محمود لطفي
    ـ عظيم.. تعالي معي..
    صوت ينصحه :
    ـ إن لم تعثر على أهلها، سلمها للشرطة..
    خرج الأب من البحر باحثا عن ابنته. سأل القريبين من شمسيته. قالوا إنها اتجهت إلى البحر، تنادي عليك، فرفعت ذراعيك مشيرا إليها.. ثم... تشاغلنا نحن على أساس أنك ستحملها معك.. تحرك الأب في اتجاه، وسماح في اتجاه معاكس، وأبو ياسر في اتجاه ثالث، بينما مكثت أم ياسر تحت الشمسية ترعى ياسر وأولاد محمود لطفي.
    أحد زملائه تعرف عليها. قال للمرافق إنها بنت زميل له، ويعرف عنوان الشقة التي نزل بها، إلا أنهما سرعان ما التقيا. احتضن الأب ابنته. قال لها :
    ـ ألم أقل لكِ لا تتركي الشمسية ؟ لماذا تركتها ؟
    ـ أبحث عن أمي..
    قالت سماح :
    ـ أمنا سافرت إلى مكان بعيد. ألم أقل لكِ ؟
    دمعت عيناها. قالت لأختها الكبرى :
    ـ كل المسافرين يرجعون إلى بيوتهم..
    قال يوسف في حدة :
    ـ قولوا لها الحقيقة.. أمنا ماتت من زمان..
    نظرت إلى أخيها بعينين متوجستين :
    ـ متى ترجع ؟
    جلس الأب على مقعد، مخفيا وجهه بكفيه، يعالج دموعه المنهمرة، في لحظات قاسية على النفس..

  3. #3
    اجد معظم ماتختار من قصص حزينه فعلا
    نشكر تواصلك استاذنا الكريم وكنت اقترح نقل الموضوع للمكتبه ففوجئت بانها قصه
    مع محبتي
    فراس

  4. #4
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فراس الحكيم مشاهدة المشاركة
    اجد معظم ماتختار من قصص حزينه فعلا
    نشكر تواصلك استاذنا الكريم وكنت اقترح نقل الموضوع للمكتبه ففوجئت بانها قصه
    مع محبتي
    فراس
    شُكراً للأديب الأستاذ
    فراس الحكيم
    على المشاركة والتعقيب،
    مع موداتي.

  5. #5
    لمسة حزينه فعلا وايداع خاص حقيقي
    ابو فراس

  6. #6
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فراس مشاهدة المشاركة
    لمسة حزينه فعلا وايداع خاص حقيقي
    ابو فراس
    شُكراً للأديب الأستاذ
    أبي فراس
    على التعقيب،
    مع تحياتي وموداتي.

  7. #7
    *أزف الرحيل*

    قصة من المجموعة، بقلم:
    حسني سيد البيب
    ............................

    رنا إلى الرجل فارع الطول، حين دخل مكتبه دون توقع. لم يستأذن السكرتير. أنهى إليه الأوراق المطلوبة. تنهد وهو يسند ظهره إلى الوراء. لم يكن في الأمر مفاجأة. سن الإحالة إلى المعاش معروف جيدا، منذ خطا خطواته الأولى بالمصلحة موظفا مستجدا. زحمة العمل لم تترك له وقتا للتفكير فيه. مرت به السنون وبدأ يخطو خطى حثيثة إلى الستين، سن الشيخوخة. فوجئ بضآلة المعاش. غرق في متاهة الأرقام والحسابات.. أشياء سيطرت على تفكيره وأزعجته. رأى أن ما سوف يتقاضاه لن يتجاوز 30% مما يتقاضاه من راتب ومكافآت وحوافز. في ذمته ابنه الباحث عن وظيفة، وابنته التي حصلت على مؤهل جامعي، وبدأت أمها تعلمها فنون الطبخ انتظارا لابن الحلال، والثالثة تدخل سنتها الجامعية الأولى، وزوجة تكثر من اجازاتها المرضية والعارضة والاعتيادية، تتمنى أن تسوّي معاشها، وأمه المريضة.. وأخواته المتزوجات يتمنين أن يسأل عنهن، ولو بالهاتف.. تركة تثقل كاهله..
    بدأ الموظف يعرض خدماته في السعي من مكتب لآخر لإنجاز الأوراق، وإنهاء إخلاء الطرف. تأمل قرار الإحالة إلى المعاش، الذي نمق بعبارات مهذبة:
    "نهنئ سيادتكم بعيد ميلادكم الستين، ونشكر لكم ما أديتموه من خدمات...".
    يتمتع بسمعة حسنة. الكل يحبه ويعتز به إنسانا قبل أن يكون رئيسا للجميع. عبارات يسمعها من حين لآخر من الموظفين:
    - كيف يسير العمل بعد أن تتركنا؟
    - نحن لا نكاد نصدق إحالتك إلى المعاش..
    - قد تركت بصمات لا تمحى..
    هل هي عبارات مجاملة أم تحكي الصدق في نفوس قائليها؟ أيا كان الأمر، فالحقيقة الماثلة أن القانون أعطاه فرصة ليستريح من أعباء الوظيفة، ويخلد إلى الراحة.. هي بداية النهاية كما يقال.. لكن أحد الموظفين المشهود له بالظرف والفكاهة قال في مودة:
    - الحياة تبدأ بعد الستين..
    عاد إلى البيت يجر ثقل السنين الطويلة، كأنه عائد من ساحة الوغى قائدا مهزوما، كأنه هرم عشر سنوات في عشر ساعات، منذ حضر في الثامنة صباحا، حتى وصوله البيت في السادسة مساء. حين تمدد مستلقيا على ظهره، هرعت إليه زوجته تجلس على طرف السرير، تضمد جراحا دفينة غائرة، قالت:
    - إنها حياة جديدة.. تتعبد فيها وتتقرب أكثر من الله..
    - ما أفكر فيه.. كيف ندبر معيشتنا بهذا المعاش الضئيل؟
    - لا تحمل هما.. كل عقدة لها حل..
    تناول الشاي الساخن. بدأ يعدّ الأيام المتبقية.. كيف يؤدي عمله؟ عليه أن يتماسك ويدير عمله بحنكته المعروفة، كأنه باق في مكانه سنوات عديدة! إنها مهمة ثقيلة. أحس بتصرفاته تتسم باللين والتودد. لم يعد رئيس المصلحة الحازم، إلا أن مرؤوسيه لا يعصون له أمرا. الإحساس الطاغي بأنه لم يتبق له في العمل إلا قرابة الشهر جعله يبدو هكذا، بل ويشكو من وهن العظام ورعشة اليدين وضعف الذاكرة.
    أصيب بصدمة قبل ذلك بشهرين، حين داعب طفلة صغيرة في إحدى الحدائق العامة. مدّ يده ليسلم عليها. استغربت الصغيرة. خافت من هذا الغريب المقتحم لطفولتها. تطلعت إليه بعينين متسائلتين متوجستين. حسمت أمها الموقف مشجعة إياها:
    - سلمي على جدّو..
    من المعتاد أن يناديه الصغار بلقب "عمّو". ثم تغير النداء إلى "عم الحاج".. والآن يتغير إلى "جدّو".. يلون الزمان القسمات، يكرمش الجلد، يبطئ من خطانا، يخذل تطلعاتنا، يغير الأسماء التي نتنادى بها!
    نام ليلته بأعصاب هادئة. ليس ثمة أحلام مزعجة أو كوابيس. نام أجمل ما يكون النوم. وفي الصباح الباكر، توجه لإلقاء نظرة على المقبرة الجديدة، التي أهملها سنوات عديدة. لابد من إطلالة. لا تغني الدنيا عن الآخرة. التقى مع "التربي" الذي فتح مزلاج الباب الحديدي، فدخل مارا بالحوش المغطَّى أرضيته ببلاط أسمنتي رمادي اللون. وقف قبالة "الشاهد". عمودان تآكل منهما الجير، كأنهما يتجهان إلى السماء في خشوع متضرعيْن. قرأ الفاتحة على أرواح أموات الجبانة كلها. اطمأن إلى "المجاديل".. حين ترفع، ينزلون الجثمان إلى القبر المظلم. هنا يتساوى الإنسان بالتراب. عجبا لهذه الدنيا! حقا، لا تساوي جناح بعوضة. نفح الرجل مبلغا مجزيا. أفهمه أنه تعويض لتأخره في المجئ. سأل عن الصبّار. أفهمه أنه طالما المدفن جديدا فلا داعي لزرعه الآن.. حدّث نفسه: "هنا مرقدي.. هنا مدفني".
    أقبل نحوهما مقرئ يرتدي جلبابا أبيض.. حياهما.. تربع بجوار "الشاهد" الحجري – دون إذن من أحد – وبدأ يقرأ سورة "الرحمن".. قاطعه "التربي" منتهرا إياه:
    - قم وانصرف يا شيخ.. المدفن لا موتى فيه..
    نظر إليه نظرات عتاب، كأنه يريد أن يقول: "لاتقطع رزقي". قال:
    - قراءة القرآن تجوز في كل الأحوال.. يقرأ على أرواح موتانا، وليعتبر بمعانيه الأحياء..
    ضرب "التربي" كفا بكف. قال متعجبا:
    - لا حياة لمن تنادي..
    ابتسم صاحب المدفن وقال له:
    - دعه يقرأ..
    أصغى للتلاوة السريعة، بينا "التربي" لا يكف عن الحديث عن متاعب المهنة، ويشكو من الناس الذين لا يقدرون تعبه، إلا أنه كان منصرفا عنه، منصتا للتلاوة الموحية بأن القيامة أزف موعدها.. ولما انتهى المقرئ من التلاوة، نهض وهو ينفض التراب عن جلبابه، متناولا ما جادت به نفسه، وطفق يقبل ما أخذ..
    عاد إلى بيته وقد اغبرت ثيابه وحذاؤه..
    لم يتبق على خروجه من المصلحة سوى أيام قلائل. ودّع الغرف والمكاتب والأوراق. هذه نهاية المطاف.
    أقيم حفل التكريم. استمع إلى كلمات عظيمة ثناء عليه وحبا له. امتلأت المناضد بقطع الحلوى الشرقية والغربية، وكعكات عيد الميلاد رشقت فيها شموع ملونة، وتناثرت زجاجات المياه الغازية والمعدنية، والفواكه. باقات الورد انتشرت حوله وفي الأركان. لمسات وفاء ومشاعر كريمة من العاملين والزملاء. جاء دوره ليشكر الجمع الملتف. اختنقت الكلمات في حلقه. احتبست الدموع في عينيه. إزاء هذا الموقف الصعب، صفق الحاضرون تحية وإكراما له. تدخل منظم الحفل وألقى كلمة عبر فيها عن رحلة العمر التي قادها بضمير يقظ، فاكتسب احترام الجميع.
    حمل الساعي الهدايا الكثيرة إلى سيارته. قادها على مهل، كأنه في نزهة، أو أنه لا يريد للطريق أن ينتهي.. فعند عودته إلى البيت ينتهي آخر يوم عمل، وتبدأ الحياة بعد الستين، التي قال عنها متفائل إنها بداية حياة جديدة. وفي البيت، انتظره تكريم آخر من الأسرة والأخوات..
    وماذا بعد؟
    تنهد في حيرة، إنه يرى نهاية الرحلة. أزف الرحيل عن الدنيا. ما أكثر خداعها. تغرينا بالأمنيات العذبة. لكن.. آه من لكن.. حين نخرج من الدنيا صفر اليدين!

  8. #8
    الأحبة
    سعيد جداً بعرض د. حسين علي محمد للمجموعة
    ولكنه نسي أن يكتب الصادرة عن دار اكتب للنشر والتوزيع بالقاهرة
    التي أشرف أن أكون مديرها العام
    أتمنى أن تنال المجموعة اعجاب الجميع لأنها لكاتب صاحب قلم راسخ في القصة القصيرة
    تحياتي
    يحيى هاشم
    يا قاتلى فلتنتظر وامنح قتيلك بضع ثوان
    واخض السيف قليلا اننى ماعدت أبصر من
    اللمعان

  9. #9
    شُكراً للأديب المبدع الأستاذ
    يحيى هاشم
    على التعليق الجميل،
    وأتمنى أن تصلني منشورات دار اقرأ لأكتب عنها،
    مع تحياتي

  10. #10
    سنقدم هنا ثلاث قصص أخرى من المجموعة، استأذنا الكاتب في نشرها، مع تحياتي:

    قصة من المجموعة:
    ..........................

    *الجدار.. !!*

    بقلم: حسني سيد لبيب
    ............................

    خطا أبي خطاه الوئيدة. جلس بجانبي، واستمرأ الصمت لحظات. جالت نظراته الشاردة في فضاء الغرفة الضيقة، ثم قال بصوته الأجش الواهن:
    ـ الست فريدة..
    خفق قلبي. هل تحدثت مع أبي في شيء؟ أنا لم أكاشفها بما يعتمل في صدري. وهذا المتمرد بين ضلوعي، أهادنه من يوم لآخر، ولا أبوح لأحد. لست غرا حتى أنزلق فيما لا يليق. وإذا كانت قد باحت بشيء، فهذا غاية المراد. وقد تجد أبواب السماء مفتوحة دون أن تدري. ما الضير إذا نما الحب في قلبها؟ صمت، وفي صمتي رغبة جارفة كي أعرف.. لماذا يا أبي تصر على أن تقول (الست فريدة)؟ هي فتاة لا تتعدى السادسة عشرة، وأنت تجاوزت الخامسة والخمسين. تباعد بينكما عشرات السنين. صمدت أنت خلالها أمام قهر الأيام، وهزائم الحياة. قبلت خوض معركة الحياة بصبر وشجاعة، وما زلت ـ رغم ثقل السنين ومرارتها ـ تواصل رحلة العمر بابتسامتك الصبور الهادئة. فما بالك لا تزال تتحفظ في قولك؟ أمام ابنك لا تخش شيئا.. المهم أسرع، خفقات قلبي تتلاحق.
    ـ نادت عليك..
    ـ ماذا تريد؟
    ـ قد تقصدك في شئ..
    سكان العمارة يعرفون عجرفتي. لا أريد أن أرث عن أبي الخنوع أو الخضوع.
    دخلت الجامعة هذا العام وينبغي أن تتغير حياتي إلى الأفضل. والآن، ماذا تريد فريدة؟ ولماذا قصدتني؟ ربما لاحظت نظراتي الحيرى. ربما أحست بخفقات القلب. هي فتاة رقيقة. نحيفة بعض الشئ. أنا حائر في تفسير سر إعجابي بها.. قد يكون هدوؤها المميز، أو قامتها المديدة، أو شعرها الكستنائي الساقط كالشلالات على كتفيها. أخفت نظارتها الطبية عيناها النجلاوان الرائعتان. أحسست بهما نافذتي أمل. كلما تلاقت نظراتنا أحسست أن شيئا ما يجمعنا، برغم الحواجز التي تحجمني عن التحدث معها. ربما يكون حب المعرفة.. وقد لاحظت ذلك في المجلات والقصص التي تبتاعها من وقت لآخر. وددت أن أستعير إحداها على سبيل تجاذب الحديث.
    ماذا تريد؟ حدثني القلب أنها قد تتعلل بخدمة أؤديها لها، لتكون بداية علاقة، وضحكت ساخرا من نفسي.. "فالجائع يحلم بسوق العيش". أيا كان الأمر، فلابد من الصعود إليها. وقبل ذلك، لابد من تحطيم الحاجز المنيع الذي يفصل بيننا. لابد من قتل الخوف الذي عشش في صدري واستكن في ضلوعي. وبرغم ثراء أسرتها، فما زالت فريدة بالنسبة لي الفتاة الصغيرة الغريرة. قد تكون حقائق الحياة خافية عنها. أنا التحقت بالجامعة، وهي في الثانوي. والثراء، والوضع الاجتماعييبنيان جدارا سميكا بيننا. ولكن.. لا تفلسف كل شئ يا أيوب. أنت متقدم عليها في التعليم، ودائما تنجح بتفوق. وقد يشفع هذا لك، فلماذا تعقد الأمور؟ فلتصعد..
    تهيبت الضغط على زر الجرس. لحظات قصار جمدتُ خلالها، ثم.. حين انفتح الباب، طالعني وجه مرجانة، الخادم النوبية المفرطة في السمنة. لم تعطني فرصة للتريث..
    ـ ادخل.. الست فريدة منتظرة..
    خطوت خطوة فإذا بها تميل نحوي مبتسمة. كلمات مبعثرة تزاحمت على طرف لساني. جف ريقي. كانت أكثر جمالا بثوبها الأخضر الفضفاض. كسرت حدة الصمت:
    ـ أهلا أيوب.. كيف حالك؟
    بلعتُ ريقي..
    ـ الحمد لله..
    لمحت أباها جالسا على بعد أمتار مني. لم يكلف خاطره النظر إليّ. انتظرتُ أن يتنبه لوجودي، فيلتفت، فأحييه. كان غارقا في مطالعة الجريدة، منصرفا عما حوله. لا ضير.. ليست الحياة على ما تهوى دائما، والريح قد تأتي بما لا تشتهي السفن..
    ـ هل تعرف بيت صاحبتي هدى؟
    أعرفه. كثيرا ما تعقبت خطواتهما، دون أن يلحظاني. لكني قلت:
    ـ لا.. لا أعرفه..
    شرحت لي بإفاضة كيفية الوصول إلى بيتها. تأملت قسمات وجهها الرقيقة. يا ليتها تتحدث في موضوع آخر! وضح الأمر. سأذهب إلى بيت صديقتها. ربما أحمل رسالة أو أمانة. استوقفتها كثيرا مستفسرا عن العنوان، لمجرد الرغبة في التحدث.
    ـ انتظر..
    ذهبت وعادت وفي يدها كتاب..
    ـ اعطها الكتاب، وأحضر كراسة التعبير.
    لهجتها آمرة. تملكتني رغبة في أن أرفض. ستسألني عن السبب، وسأكثر الحديث عن أشياء كثيرة. من حقي أن أرفض. وجمت. عصفت بي عواصف من الصراخ الصامت! تذكرت أبي، وأمور معيشتنا. والد فريدة، رغم تعاليه وعجرفته، إلا أنه طيب القلب، ولا يبخل علينا بالمساعدة. كلمات الامتنان تنثال من شفتي أبي، ولا أملك إلا الصمت. تذكرت أيضا حبي الصامت لفريدة.
    ما الضير في تنفيذ الطلب؟ قد تنشأ من نوع ما. لا أعرف بالضبط كيف تكون؟ صوت زاعق في جوانب نفسي، يحثني على هدم الجدار الفاصل بيني وبينها. حقا أنا أيوب ابن (عم عثمان) البواب. لكني طالب جامعي، والسمتقبل أراه مشرقا باسما، فلماذا لا يتحطم هذا الجدار اللعين؟ أتاني صوت ساخر لا أدري مصدره، يهمس في أذني المجهدة: لا تنس يا أيوب أنها ابنة المدير العام، وجدها أحد باشوات مصر في عهد ما قبل الثورة. رددت على الصوت الساخر بالصمت، بمزيد من الصمت! ثورة الرفض انطفأت نارها. صوت آخر رحيم بي، يهمس في أذني المرهفة: أنت تحبها. لا تنكر. دعك من الفوارق الاجتماعية، وحساسيتك المفرطة. أنت تحب فريدة، ومن يحب لا يثور في وجه المحبوب.. وكان الصوت شجيا حانيا.
    ـ احضري كوب ليمون يا مرجانة.
    ـ لا داعي.
    وأوسعت الخطا خارج الشقة، وقفزت السلالم قفزا.. ثم.. دخلت الغرفة الضيقة التي تؤويني أنا وأبي. أمعن النظر في وجهي الفرح. تفرسني جيدا بعينيه الكليلتين، ثم سأل:
    ـ أقصدتك في شئ؟
    ـ نعم.
    تطوع للذهاب. كم أنت رحيم يا أبي! عوضني أبي كثيرا عن حنان أمي التي افتقدتها في الصغر. وهو الآن يكرر عبارته المألوفة:
    ـ أريد أن يكون وقتك كله للمذاكرة.
    لماذا قصدتني في هذه المرة؟ لا يجرؤ أحد سكان العمارة على استدعائي، لقضاء حاجاتهم، لا سيما بعد دخول الجامعة منذ شهور قليلة، والنداءات تتوالى وتتعالى.. دائما تردد: "عم عثمان.. عم عثمان..". النداء مألوف معتاد، فلماذا أكون أنا المقصود؟ لن أرث المهنة عن أبي، وأبي الطاعن في السن، يتباهى بي. يحشر اسمي ضمن مفردات كلماته، فخورا. حينذاك يشرق الأمل في محياه.
    لماذا قصدتني أنا؟ ولماذا فريدة بالذات هي التي تستدعيني دون سكان العمارة ذات العشرين شقة؟ أتراها أحست بنظراتي التي أضمنها هذا الحب الأخرس المستكن بين ضلوعي؟ قد تكون أحست، ربما.. ربما..
    وخفق قلبي. تحسست الكتاب، وتذكرت حياتي فيي الجامعة. أجلس في الصف الأخير، وأتهيب محادثة زميلاتي، رغم أنهن يجهلن معيشتي وأحوالي. أريد أن أبدأ بداية جديدة، وأتحرر من عقدتي.
    حرص أبي على الذهاب. لكني أصررت على الرفض. كم أنت رحيم يا أبي! وكم تحاول جاهدا إزالة العوائق من طريقي، وتهون عليّ كل ما ينغص حياتي.
    ـ أعرف البيت، فلا تتعب نفسك.
    ارتميت على الفراش متطلعا إلى سقف الحجرة، ثم تلفت إلى الجدار، وتأملت القلب الذي رسمته، والسهم المرشوق. كتبت اسمها بحروف صغيرة، ثم اسمي بحروف كبيرة. أحسست بالسعادة وقد تجاور اسمانا. ربما تبتسم الحياة بعد طول عبوس. أعرف أميرة أحبت شابا فقيرا، وتغنت أفلام كثيرة بقصص حب مشابهة. الحب لا يعرف الفوارق. الحب تباركه السماء. شعشع النور في داخلي. نهضت وسرت بخطا حثيثة قاصدا بيت هدى.
    وحين عدت، أخذ أبي الكراسة، وصعد بها إلى فريدة. أعجبني اعنزازي بنفسي عن مواجهتها من جديد. وحين نزل أبي، سألته عن الحوار الذي دار بينهما. لم يعلق أهمية على شئ. حقا. مجرد تسليم الكراسة، ولا تفاصيل! أردت أن أعرف منه ما قرأه في عينيها، وهل غضبت لإحجامي عن الصعود إليها؟ لا شك أن غضبا أصابها، أو ضيقا. أبي لا يكثر من الكلمات، ويختصر الحديث اختصارا، وينطوي على صمته المعهود.
    وفي اليوم التالي، صادفتها وهي في طريقها إلى المدرسة. لمحتني فابتسمت محيية:
    ـ أهلا أيوب.. كيف حالك؟
    ـ الحمد لله..
    ولم أرد. كبلني الصمت. جمدت في مكاني لا أتزحزح قيد أنملة، ثم شيعتها بابتسامة، وباعدت خطواتها بيني وبينها.. لكني عدت إليها لاهثا:
    ـ بالنسبة للكراسة..
    تلعثمت الكلمات. لم أقصد سوى الكلام.. لكني تلعثمت..
    ـ وصلتني..
    عدت إلى جمودي، أرنو إلى عينيها.. عيناها رائعتان، جميلتان. بودي لو أبوح.. لكني فوجئت بها تمد يدها الرخصة بربع جنيه.
    ـ خذ يا أيوب.
    وثار ثائري. أمسكت الورقة، وقطعتها نصفين، ورميتها. قلت حانقا:
    ـ ما قصدت إحسانا..
    أقفلت راجعا، وقد احتدمت داخلي ثورة غضب حفزتني إلى تحطيم أي شئ. استلقيت على فراشي، وانخرطت في بكاء متواصل، ولحسن الحظ كنت وحيدا.
    هدأ انفعالي، وهونت الأمر على نفسي، ثم دخل أبي بخطاه الوئيدة. رويت له ما حدث، فابتسم وربت على ظهري:
    ـ لا تشغل بالك.
    ولم يعد قلبي يخفق. كلما صادفتني، أجدني أرفع هامتي، وأنظر إليها في تحد صامت. كأن الجدار الفاصل بيننا، قد تهدم وصار حطاما. أنا فقير. أنا أيوب ابن (عم عثمان) البواب، وطالب جامعي في كلية الحقوق.. أنا.. ورنوت إلى القلب المرسوم على الحائط، وإلى السهم المرشوق.. وسألت نفسي: لماذا كتبت اسمها بحروف صغيرة، وكتبت اسمي بحروف كبيرة؟ راودتني رغبة في محو الرسم أو طمسه. لكن شيئا خفيا منعني، فأضفت إليه بالقلم الأحمر نقطتين، كأنهما قطرتان من دموعي، أو نقطتان من دم قلبي الجريح..

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. فهرس الكتاب: - سلسلة أعلام المسلمين 35
    بواسطة راما في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-17-2014, 03:05 AM
  2. السفر الى رابعة العدوية
    بواسطة عبدالوهاب محمد الجبوري في المنتدى فرسان القصة القصيرة
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 09-24-2010, 02:18 PM
  3. ذكاء البنات ايام الاختبارات ミ★ミ ممنوع دخول البنات !!
    بواسطة أبو يحيى في المنتدى استراحة الفرسان
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 04-28-2010, 06:22 AM
  4. معرض الكتاب بدمشق يحتفي بيوبيله الفضي اليوم
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 08-10-2009, 08:09 AM
  5. البنات البنات نشيدة تفرررح والله اول مره حد ينشد لنا ...
    بواسطة كرم المصرى في المنتدى فرسان الفلاشات والصوتيات
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 02-14-2007, 09:01 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •