من أين ستشرق الشمس السورية هذه المرة؟

[محمد إقبال بلو]

من أين ستشرق الشمس السورية هذه المرة؟
محمد إقبال بلو
علماء السياسة السوريون كثر والحمد لله، وللسياسة فروع مختلفة كما للاقتصاد والفن واللغة والطبيعة، ومنذ سنوات والسياسيون السوريون ومن خلفهم العسكريون، يدرسون علم الفلك منذ أن أسس أحد رؤساء الائتلاف فرع السياسة الفلكية أو علم الفلك السياسي واستنتج على حين غرة أن الشمس ستشرق من موسكو.
اختلف كثيرون مع الشيخ الجليل آنذاك، إذ لا يمكن ان تشرق الشمس الحارة من منطقة باردة مثل موسكو، لا بد ان يكون هناك تنافر ما، ولا بد ان تكون هذه النظرية السخيفة خاطئة أيضاً، وظن بعضهم أن الشمس لا بد من أن تشرق من مكان حار، حار بطقسه وحار بروحانياته، وأكدوا من خلال دراستهم الفلكية السياسية أن الشمس إن أرادت ان تشرق لا بد لها ان تشرق من الحجاز، منطقة صحراوية حارة مناسبة لهكذا لهب انيقة في هكذا حريق.
بعض الحداثيين من علماء السياسة وجدوا أن شمساً أفلت قد لا تشرق بفعل طبيعي ينتج عن حماسة روسية أو حريق بئر نفظ خليجي، بل اعتقدوا أن الشمس السورية غن كانت ستشرق فلا بد من تدخل هوليودي بالقضية، وزمام الموضوع كلها في يد القارة الجديدة، فأمريكا قادرة على كل شيء، كيف لا وهي التي تحارب الإرهاب كل يوم وتخترع الأسلحة بل تبدع في فنون بيعها لكل من لا يحتاجها بعد ان تصنع له بعض المعارك التي تشعره بالحاجة لشمسها المشرقة على عرشه الوارف.
السياسيون الدينيون الذين يستمدون كل خطواتهم من الله ولا يقومون بأي تصرف إلا بعد ان يجدوا الفتوى الشرعية له، علماء الامة وجهابذة الدعوة الإسلامية وأبطال صناعة الفتاوى، وجدوا أن الشمس السورية لا بد ان تشرق من أقرب مكان يقوده خليفة مسلم، وظنوا انها ستبزغ دافئة من أحضان الأناضول، وتلوا كل الآيات الرحمانية، في المدارس الصوفية على سفوح الجبال المطلة على المتوسط.
لكل عالم سياسة مريدون يتبعون خطواته المباركة، ويعتبرون منهجه هو المنهج المنطقي الوحيد، ما يدفعهم للسير وراءه ووراء الجهة التي ستشرق منها شمسه، يأتمرون بأمره الصادر عن رب الشمس في الدولة التي تراها بلد البعث، ولا نعني هنا حزب البعث فهو خارج اللعبة تماماً إذ أن مريديه لا قيمة لهم ولا وزن سواء تبعوه ام لم يتبعوه، فهو لا يحتاج أحداً والاكتفاء الذاتي شعاره منذ عشرات السنين، ورغم بعض الخروقات في موضوع الاكتفاء الذاتي من خلال استيراد السجاد الإيراني والحشيش الأفغاني والتمر العراقي والزبالة اللبنانية، إلا انه حافظ على وجوده.
وكنتيجة للدراسات الفلكية التي قام بها السياسيون السوريون، وباركها حقوقيو الزهايمر وهام بها معارضو الفلافل والفول، ونط فوقها الناطقون الرسميون، وناغشها صبيان المخابرات، وصورتها دكاكين الإعلام وحانات السلم الأهلي، ولدت جنيفات وأستانات، وهي عبارة عن سلسلة ليست بالغذائية بل بالسياحية لوفود المعارضة والنظام، وسلسلة لا تنتهي من التمديد لموظفين في الامم المتحدة قد انهكتهم الفياغرا وبدأو هم أيضاً يتساءلون عن شروق الشمس، أين وكيف ومتى؟
الشمس السورية تشرق كل مرة لتغادر أشعتها المركز وتسبح في الفضاء دون عودة، والشواهد كثيرة فمن حمص إلى داريا إلى الزبداني إلى حلب إلى الطبقة والرقة، أشرقت في كل مكان وكانت مزيجاً من مكافحة الإرهاب وتحييد المسلحين وتصفية الشبيحة، خلطة سحرية عجيبة تبدد الشعاع المولود من رحم الشمس إلى اللانهاية.
الشمس السورية مازالت تشرق واليوم بدأت إرهاصات الشروق الجديد في ادلب اذا لا بد من سيطرة المجاهدين على أية بقعة ليشرق النور ببركاتهم منها

[محمود المختار الشنقيطي]

والله يا أستاذ محمد كل التوقعات أمر والحقيقة أمر آخر..وكان الله في عونكم