أ.د فاضــل الســـامرائى
لمسات بيانيه ( سؤال و جواب )
رداً على سؤال الأخ الفاضــل :
حيدر السـالم
▬▬▬▬▬▬▬
سؤال :◄ قال تعالى فى سوره الكهف :
• ( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا
إِلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ )
• لماذا رد إبليس الأمر على الآمر ؟
جواب :◄
• الله تعالى أمر الملائكة بالسجود لآدم في آية سورة البقرة
• ( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ
أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ {34})
• وأمر ابليس على وجه الخصوص في آية سورة الأعراف
• ( قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ
خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ {12})
• فليس بالضرورة أن الله تعالى أمر ابليس بالسجود مع الملائكة
• لكنه تعالى أمر الملائكة بالسجود كما في آية سورة البقرة
• وأمر ابليس وحده بالسجود لآدم امراً خاصاً به في آية سورة الأعراف.
سؤال :◄
• هل كان إبليس مأموراً بالسجود لآدم ؟
• نعم أمر الله تعالى الملائكة بالسجود لآدم أمراً عامّاً
• ( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ
وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ {34} البقرة)
• وأمر إبليس بالسجود أمراً خاصاً
• ( قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ
خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ {12} الأعراف).
• وقال في سورة ص
• ( قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ
أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ (75)).
هناك قاعدة ( لا ) يمكن أن تُزاد إذا أُمن اللبس،
• وسُمّيت حرف صلة وغرضها التوكيد وليس النفي.
• ونلاحظ أن سياق الآيات مختلف في السورتين
• ففي سورة الأعراف الآيات التي سبقت هذه الآية
• كانت توبيخية لإبليس ومبنية على الشدة والغضب والمحاسبة الشديدة
• وجو السورة عموماً فيه سجود كثير .
النحويون يقولون أن ( لا ) زائدة فهي لا تغيّر المعنى
• وإنما يُراد بها التوكيد ومنهم من قال أنها صلة.
• وليس قولهم أنها زائدة يعني أنه ليس منها فائدة
• إنما حذفها لن يغيّر المعنى لو حُذفت.
• فلو قلنا مثلاً ( والله لا أفعل ) وقلنا ( لا والله لا أفعل )
• فالمعنى لن يتغير برغم أننا أدخلنا ( لا ) على الجملة
• لكن معناها لم يتغير .
أما في آيات القرآن الكريم فلا يمكن أن يكون في القرآن زيادة بلا فائدة.
• والزيادة في ( لا ) بالذات لا تكون إلا عند من أمِن اللبس،
• بمعنى ← أنه لو كان هناك احتمال أن يفهم السامع النفي
• فلا بد من زيادتها.
في قوله تعالى
• ( قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ
خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (12) الأعراف)
• الله تعالى يحاسب ابليس على عدم السجود
• ولو جعلنا ( لا ) نافية يكون المعنى
• أنه تعالى يحاسبه على السجود وهذا غير صحيح.
• ولهذا قال تعالى في سورة ص
• ( قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ
أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ (75)).
إذاً :◄ ( لا ) مزيدة للتوكيد
• جيء بها لغرض التوكيد لأن المعلوم أن يحاسبه على عدم السجود.
• لكن يبقى السؤال الآن :◄
• لماذا الإختيار بالمجيء بـ ( لا ) في آية وحذفها في آية أخرى ؟
• لو نظرنا في سياق قصة آدم في الآيتين في سورة الأعراف وص
• لوجدنا أن المؤكّدات في سورة الأعراف أكثر منها في سورة ص
• ففي الأعراف جاءت الآيات
• ( لأقعدنّ ، لآتينهم ، لأملأن ، إنك ، وغيرها من المؤكّدات ) .
• وكذلك القصة في سورة الأعراف أطول منها في ص
• ثم إن مشتقات السجود في الأعراف أكثر
• ولتأكيد السجود في الأعراف جاءت ( ما منعك ألا تسجد ).
إذاً :◄ ما هو سبب الإغواء ؟
• سبب الإغواء هو الابتلاء، نرجع للسبب،
• هو اختبره فجاء فقال ( فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي )
• هو جاء بالنتيجة بينما هو ابتلاه فاختبره
• فكانت سبباً في إضلاله .. وهو حذف السبب
• وجاء بالنتيجة فقال ( فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي )
• لو لم يختبره لجاز .. لكن هذا تنطع في الكلام .
• أعوان إبليس يقولون هذا الكلام أيضاً،
• الله تعالى اختبره فلم يسجد (( وإستكبر ))
• ورسب في الاختبار
• والنتيجة هو هذا الذي حصل
• والله تعالى أعلى وأعلم بمراده
نقلاً ( Jamila Elalaily )