عامر رشيد مبيض مؤرخ added 5 new photos.
المنافسة الحضارية الحاسمة بين سورية وألمانيا انتهت لصالح سورية
المكتشفات الآثارية أثبتت ذكاء الإنسان السوري وتفوقه منذ ما قبل التاريخ ودحضت مزاعم عالم الاثار الألماني .
1ـ نظرية تفوق الأوتزي الألماني الجليدي 400.000 ألف عام روَّج لها الألمان لإظهار توفقهم على البشرية .
2ـ المكتشافات الآثارية في سورية مليون وخمسمائة ألف سنة ، واكتشاف جمجمة الإنسان البدائي 600 ألف سنة ستعمل على تغيير قراءة تاريخ المنطقة ، ومكتشفات تدحض مزاعم عالم الآثار الألماني .
........
أثناء الاختبارات التي أجريت على رجل الأوتزي الذي يبلغ عمره 3300 سنة ، وجد علماء الآثار وشماً غزيراً على جسمه ، علماً أن الوخز كان يظن أنه تقليد صيني علاجي لايتعدى تاريخه ألف سنة قبل الميلاد ، ووجود وشم على جسم ـ الأوتزي ـ باستخدام الإبر سواء للزينة أو العلاج .
وأظهرت الفحوصات المخبرية على مواقع الوشم في جسم رجل الأوتزي أنه كان يعاني من ألم في الظهر وأن الوشم الموجود يتلاءم مع مواقع الوخز المحددة لعلاج هذا النوع من الألم . وكان الجدل حول ذكاء إنسان الأوتزي الألماني ، ودرجة تطور البشرية في ما قبل التاريخ .
وبعد أن تمكن عالم الآثار الألماني ـ هارتموت ثيم ـ من اكتشاف أقدم أدوات مصنعة حتى الآن حدد عمرها المبدئي بعد أن حولها إلى المختبر بحوالي 3000 عام ، وهذه النتيجة فاقت كل توقع . وأثبتت الحفريات في منطقة شوينتجين الألمانية أن الإنسان هناك كان قبل 400 ألف سنة يطارد الخيول ويمارس الشيء نفسه مع فصائل أخرى مع الفيلة والغزلان . هذا الاكتشاف يخالف تماماً ما يروجه خبراء التاريخ الإنساني النياندرتالي .
ـ ذكاء الإنسان السوري منذ ما قبل التاريخ :
يقول عالم الآثار الفرنسي الفرنسي « أندريه بارو » مكتشف مملكة ماري ومدير متحف اللوفر: إن على كل إنسان متمدن في العالم أن يقول : إن لي وطنين وطني الذي أعيش فيه وسورية .
وحسب الأستاذ الدكتور يوسف كنجو مدير متاحف حلب ، رئيس شعبة التنقيب في مديرية آثار ومتاحف حلب سابقاً :
يُعدُّ موقع كهف الدودرية الذي يقع إلى الشمال من محافظة حلب حيث اكتشف فيه أقدم هيكلين عظميين لطفلين في الشرق الأوسط ينتميان إلى إنسان « النياندرتال » وهو يُعدُّ الاكتشاف الأهم من الناحية الأثرية في سورية ، وهو اكتشاف فريد من نوعه على مستوى العالم كون الهيكلين العظميين محافظاً عليهما ، ولم يتأثرا بفعل الزمن . وكهف « الدودرية » هو واحد من مكتشفات عديدة نتجت عن مسح استطلاعي سوري ياباني بعمق « 60م » وبأقصى عرض « 40م » ، ويعدُّ أكبر كهف يعود للعصر الحجري القديم تمّ اكتشافه في 23 آب 1993 في محافظة حلب .
وبشراكة فريق سوري ياباني للتنقيب تمّ اكتشاف بقايا مستحاثة إنسانية في الكهف . إن العظام التي وُجدت في هذا الكهف الضخم في منقطة « الدودرية » تعود لطفل « نياندرتالي » عاش في العصر الحجري المتوسط . وقد تمّ تقدير عمر الطفل بحوالي سنتين . وإن عظام الطفل المكتشفة في محافظة حلب بالغة الأهمية ، فلأول مرة يكاد يكون هيكلاً عظمياً كاملاً اكتشف في مدفنه الأصلي . حيث دفن في حفرة مستلقياً على ظهره ، أما يداه فممدودتان وقدماه مثنيتان ، وعثر تحت رأسه على بلاطة حجرية ، كما على صدره . ويعود تاريخه إلى حوالي 100.000 سنة مئة ألف سنة . ـ وفي عام 1997 ، عثر في موقع « الدودرية » في محافظة حلب على هيكل عظمي لطفل ثان بالعمر نفسه ، وقد دلت طرق الدفن على أسلوب منظم ومدروس ويرقى إلى حوالي « 80.000 » سنة . وهذا الكشف يمثل حتى الآن أقدم عملية دفن للموتى في التاريخ البشري . حيث عُثر في الكهف على هيكلين عظميين ... دفنا وفق شعائر وطقوس معينة
ـ آثار حوض الكوم في سورية مليون وخمسمائة ألف سنة :
على الرغم من أن دراسة نتائج التنقيب الأثري الذي تقوم به البعثة الأثرية السورية السويسرية في حوض الكوم لم تنته بعدُ ، لكن يمكن الزعم بأن عدة نظريات سائدة قد يتم تصحيحها. ومن أبرز هذه النظريات نفي مرور الإنسان البدائي بالمنطقة في طريقه من إفريقيا إلى آسيا ، أو أن الجمال وفدت في الأصل إلى المنطقة من الأمريكتين ، إضافة إلى تأكيد بداية استعمال الإنسان للتقنية في تصنيع الأدوات الصوانية خصوصا في الحقبة الهُملية . فمن النتائج التي حققتها البعثة الأثرية السورية السويسرية في حوض الكوم وفي بئر الهمل بالتحديد منذ بداية أشغالها ، اكتشاف أهم موقع أثري مفتوح يعود لعصور ما قبل التاريخ بمنطقة الشرق الأوسط. وخاصية أن هذا الموقع احتفظ بالعديد من الحقب التاريخية الممتدة من يومنا هذا حتى حوالي مليون وخمسمائة ألف سنة قبل الميلاد.
ـ كما أن الموقع احتفظ بأدوات صوانية ذات جودة عالية ومتميزة بتقنية تصنيع أطلق عليها إسم "الحقبة الهملية"؛ وهو تعبير علمي أصبح متداولا ويعني الحقبة الممتدة ما بين 80 ألف و200 ألف سنة قبل الميلاد.
كما سمح موقع الهمل باكتشاف بقايا جمال تعود إلى أكثر من 400 ألف سنة قبل الميلاد، والبعض منها لأصناف لم يسبق أن تمت دراستها والتعرف على خصائصها. والاكتشاف الفريد من نوعه تمثل أيضا في العثور على بعض من بقايا جمل عملاق لأول مرة في تاريخ الإنسانية.
هذه المعطيات، فضلا عن اكتشاف البعثة الأثرية الفرنسية لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط لقطع من جمجمة الإنسان البدائي "هومو إريكتوس"، ستعمل لا محالة على تغيير قراءة تاريخ المنطقة عاجلا أم آجلا. وهناك بداية تكيف في المنطقة لإدماج هذه الاكتشافات في كيفية قراءة التاريخ.
ـ الإنسان البدائي مرّ من هنا :
يقول رئيس البعثة السويسرية في حوض الكوم ومدير معهد عصور ما قبل التاريخ وعلوم الآثار في جامعة بازل البروفسور جون ماري لوتانسسورر، عن النظرية التي ظلت سائدة حتى اليوم عن تنقل الإنسان البدائي من إفريقيا للمنطقة ثم إلى آسيا
: يـــُقال إنه استخدم في هذا التنقل الى آسيا ثم أوروبا الممر الأردني الممتد من النبطية ثم البحر الميت في اتجاه الشمال مرورا بالبقاع . وكان المؤرخون يعتقدون بأن هذا الإنسان البدائي لم يكن بإمكانه المرور من هذه المناطق لأنها قاحلة .
وحسب البروفيسور لوتانسورر، "يثبت" اكتشاف البعثة الفرنسية لبقايا جمجمة الإنسان البدائي في عام 2003، والذي يعود إلى ما بين 500 و600 ألف سنة قبل الميلاد، "بأن الإنسان البدائي مر من هذه المناطق.
ـ الجمال أصيلة المنطقة .. ومنذ القدم
المعلومة التي كانت سائدة قبل خمسة عشر سنة عن تواجد الجمال بالمنطقة هو أنها وافدة على المنطقة منذ حوالي عشرة ألاف سنة من الأمريكيتين، مرورا بالصين. ولكن البروفسور جون ماري لوتانسورر يقول "إن موقع الهمل في سورية سمح لنا باكتشاف عظام جمال في كل الحقب وتعود إلى حوالي مليون سنة .
وما يزيد في تعميق الفضول لاستمرار البحث بالمنطقة، هو أن غالبية الأصناف التي تم العثور عليها غير معروفة في الأوساط العلمية، بل إن بقايا الجمل العملاق التي اكتشفت في موقع الهمل في عام 2006 تعتبر النموذج الوحيد الذي تم اكتشافه لحد اليوم في العالم. وبما أنه النموذج الوحيد الذي تم العثور عليه، يقول البروفسور جون ماري لوتانسورر "معنى ذلك أننا بصدد التنقيب في حقب بسورية لم ينقب فيها أحد من قبل، وإلا لتم العثور على بقايا هذا الجمل العملاق في أماكن أخرى".
والخلاصة التي يصل إليها رئيس البعثة الأثرية السويسرية هو أن "سورية والمنطقة المحيطة إلى العراق كانت بدون شك منطقة تطور ونمو لفصيلة الجمال بكل أنواعها".
في انتظار اكتشاف أسرار حوض الكوم
يقع حوض الكوم في وسط سورية جغرافيا، أي في منتصف الطريق بين وادي الفرات وواحة تدمر أو Palmyra التي تبعد شرقا بحوالي 250 كلم عن دمشق.
من خلال أعمال التنقيب الجارية في المنطقة من قبل عدة بعثات سورية وأجنبية من بينها البعثة الأثرية السويسرية العاملة هناك منذ العام 1989، اتضح أن هذه المنطقة التي أصبحت اليوم صحراوية شبه قاحلة وتعرف ببادية الشام، كانت غنية بالينابيع. وهذا ما جعل الإنسان والحيوان يستقر بها لفترات متتالية منذ أقدم العصور.
في عام 1996 اكتشف قطع جمجمة الإنسان البدائي "الهومو إيريكتوس" في موقع الندوية (عين عسكر) في حوض الكوم وهي المرة الأولى التي يتم فيها اكتشاف بقايا الإنسان البدائي في منطقة الشرق الأوسط .
وحتى موقع الهُمّل في حوض الكوم الذي عثرت فيه البعثة السورية السويسرية على كميات هائلة من أدوات صوانية رفيعة المستوى وذات تقنية عالية وفريدة من نوعها، وعلى بقايا عظام جمال يعود بعضها لأكثر من 400 ألف سنة، فلم يتم فيها العثور على بقايا الإنسان باستثناء سن وجزء من ذراع بشري.
ويفسر رئيس الجانب السويسري في البعثة السورية - السويسرية في الكوم ومدير معهد عصور ما قبل التاريخ بجامعة بازل البروفسور جون ماري لوتانسورر ذلك بقوله "قد يكون الإنسان اهتم مند القدم برعاية موتاه.
ومع أنه لم يكن يعرف طقوس الدفن بعد، فقد راعى وضع الجثث في مكان غير المكان الذي كان يقيم فيه أو يتناول فيه طعامه أو يصنع فيه أدواته. يُضاف إلى ذلك أن الحيوانات المتوحشة تقضي على كل البقايا بما في ذلك العظام.
كما أن تعرض تلك البقايا لحرارة الشمس في منطقة صحراوية يعمل على تفتيت كل شيء بما في ذلك العظام في غضون خمسة أعوام وهي التجربة التي قمنا بها هنا من خلال تعريض عظام حمير وأغنام لحرارة الشمس فيما يعرف بعلم " تافونومي".
ـ مدينة قطنا السورية
عثر في مدينة قطنا السورية على بعض الأدوات الحجرية التي صنعها الإنسان فؤوس يدوية صنعت من حجر الصوان الصلب واستخدمت في القطع والقلع والقشط وغير ذلك أي منذ زهاء مليون سنة . كما اكتشفت أدوات تعود إلى 200.000 ألف سنة ، تعد أكثر تطوراً على الصعيدين الفيزيولوجي والحضاري ، فقد صنع الإنسان سكاكين ومكاشك وأزاميل وكانت له حياة اجتماعية أكثر تطوراً ، ومارس معتقدات مثل دفن الموتى وتقديس بعض الحيوانات كالدب والغزال .
ـ تل الرماد
وفي موقع تل الرماد قرب قطنا تم اكتشاف ثلاث طبقات أثرية :
الأولى : 4100 ق.م ، حيث اكتشف مدقات ومثاقب ومخارز ونصال ومناجل ومكاشط وأزاميل وفؤوس . والاكتشافات الآثارية تشير بلا جدال أن الإنسان السوري كان ذكياً وبلغ درجة متقدمة من التطور لايمكن مقارنتها بالإنسان الأوروبي ، وثمة مكتشفات آثارية كثيرة جداً تدحض مزاعم عالم الاثار الألماني وتثبت أن الوشم استخدم لأول مرة في سورية ولم يكن تقليداً صينياً وليس لألمانيا السبق فيه .