منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 3 من 3

العرض المتطور

  1. #1

    قـــلــم المثقف و عــصـــا السلطة

    قلم المثقف يريد الوصول إلى نفس الشرائح التي تسعى عصا السلطة للسيطرة على تفكيرها وتسيير اتجاهاتها، فكل طرف يستخدم طرق ووسائل متعددة للوصول إلى أهداف محددة وغايات معينة.
    وفي حالة الأنظمة الاستبدادية، تتحكم عصا السلطة في وسائل الإعلام وتهيمن على مستوى القرار وتمتلك الإمكانيات المادية والأمنية، لذا تقوم باستقطاب حفنة من الأقلام الهشة التي تعمل جاهدة على تبرير مبادئ السلطة الحاكمة وتجتهد لنشر أفكارها في المجتمع.
    في نفس الوقت تتخلى الأصابع عن القلم الحر وتمسك بعصا أصغر من عصا السلطة، وتصبح أداة من أدوات السلطة تروج للأفكار وتفسر النصوص القانونية وتنتج أكاديميا وتبذل جهد مؤسساتي كبير، يسفر عنه تراجع نسبة الأقلام الواعية التي تسعى للإصلاح والتغيير، فتقف بقية الأقلام صامتة أمام سوء الأوضاع وتتجاهل قضايا المجتمع الأساسية وتضرب بعرض الحائط الحديث عن عمليات التحديث والتطوير في المجتمع والدولة.
    العلاقة السالفة بين القلم والمثقف تتسم بأنها علاقة تبعية ضيقة يمارسها السياسي على الثقافي، لتنجح العصا في إدماج القلم في مشروع الدولة السياسي بعدما تستكمل السيطرة على أوجه الحياة المختلفة في المجتمع.



    ويرافق فضاء الضبط والتقنين والاستبداد ظهور أقلام قليلة تنتمي إلى فضاء الحرية والتمرد والاختلاف، تقفز فوق الحدود وتطالب السلطة بالتغيير علنا ومحاربة أشكال الفساد والظلم وسوء توزيع الثروة، فتأتي ردة فعل السلطة مغايرة بحيث تستشعر العصا الخطر وتتحرك للدفاع عن الواقع والحفاظ على المكتسبات.
    تصبح هذا العلاقة علاقة تنافر وتضاد بسبب النقد المبثوث في بعض وسائل الأعلام وتتخذ العلاقة بعدا آخر يقوم على انعدام الثقة والخوف، وهذا يعني أن السلطة لا تأبه بمطالب المثقف ولا تحسب له أي حساب ولا تأخذ بأفكاره ومشاريعه الفكرية، ويظهر عناد المثقف من خلال قوة الالتزام بالمبادئ والقيم والتمسك بعملية النزاهة التي تفرض على القلم أن يشهد الحقيقة وألا يكون مزورا للواقع مهما خسر الكثير من الامتيازات.
    وإذا تمسك المثقف مع مرور الزمن بآرائه ومشروعه يتحول تدريجيا إلى عدو للسلطة، ومن ثم تبدأ أولى بوادر المعركة بين القلم والعصا، وفي واقع الأمر فإن المعركة غير متكافئة ومن الطبيعي أن تنتصر عصا السلطة ويندحر القلم قليلا؛ لأن السلطة هي قوة جماعية تمتلك العديد من الأجهزة والأدوات والأسلحة وبمقدورها أن تصنع من ذلك المثقف عميلا وخائنا في أدبيات مثقفيها ووسائل إعلامها، وعلى الضفة الأخرى لا يستطيع قلم المثقف الضعيف مواجهة العصا بمفرده وهي تتحكم في كل شئ حتى بقوت يومه.
    أما إذا رحلنا غربا لنتأمل حال الأنظمة الديموقراطية، فإننا نجد بون شاسع واختلاف واسع أدى إلى ظهور أنماط وشرائح متعددة من المثقفين، لأن القلم أصبح ذا تأثير قوي في المجتمع وذلك من خلال الحرية التي يتمتع بها ويستمدها من القانون ومنظمات المجتمع المدني التي تحد من سلطة الدولة.


    وفي النهاية أرى من الصعب أن ينخرط المثقف في مؤسسات السلطة ويظل راشدا لا يحركه سوى عقله وضميره إذا كان يعيش في ظل الأنظمة المتخلفة، وأيضا لن ترتاح السلطة إذا ما احترمت أصوات المثقفين الحقيقيين وانتصرت لرغباتهم لأن السلطة ستصطدم برغبات التغيير وأدوات النقد، لذا فإن جدلية العلاقة بين قلم المثقف وعصا السلطة سوف تستمر لمدة طويلة ولن تتلاشى الهوة الموجودة بين الطرفين لأن رؤية التكامل بين الطرفين هي بعيدة كل البعد عن الأنظمة الديكتاتورية خصوصا في بلداننا العربية.

  2. #2

    الاستاذ القدير
    هيثم السعيدي
    كل سنه وانت طيب
    ومابين الثقافه والسلطه خطوط حمراء وبيضاء وسوداء
    وانا لي راي متواضع في ازمة المثقف العربي قلت فيه التالي
    ازمة الثقافه العربيه
    --------------------------------
    في لقاء صحفي مع الشاعر الفلسطيني المخضرم"معين بسيسو"قبل وفاته ( نشر أول ديوان شعري له سنة 1950 , ضم أفضل ما كتبة من الشعر) قال :
    أن أفضل كتاب يوزع بين القراء في الوطن العربي ما بين 7000 إلى 10000 كحد أقصى يأمله أي كاتب مهما كانت درجة شهرته ..
    وهذا أمر مخيف , ومثير للاستنكار والتعجب , في أن نكون ثلاثمائة مليون عربي , ولا يزيد عدد أدبائنا المخضرمين والذين يعيشون على قيد الحياة من المحيط الى الخليج عن ثلاثمائة اديب نخبوي مخضرم بالتقدير ,
    أي أن كل أديب مخضرم منهم يمثل مليون مواطن عربي ,
    في نفس الوقت أقصى ما يتوقعه هذا الأديب أو ذاك أن يصل توزيع ديوانه أو روايته الى عشرة ألاف نسخة لا أكثر
    ( وهذا ينطبق على كتب نجوم الادب فقط مثل محموددرويش ونزار قباني )
    ولماذا الأمر محزن الى هذه الدرجة..؟
    لأننا نقرا ونسمع ونرى أحوال الأدباء والكتاب والصحفيين في العالم المتقدم وهم يوزعون ما بين الخمسين ألف الى الخمسمائة ألف نسخة من أي كتاب يصدر عن أي كاتب مهما صغر حجمه .
    وبالرغم أن الصفحات الثقافية قامت بتحقيقات جريئة حول هذا الموضوع ,
    الا أن هذه التحقيقات بحثت في الأسباب والاستنتاجات الظاهرية والسطحية للموضوع
    وتجاهلت ان المسألة اعمق من سعر الكتاب , او طبع الكتاب , او رعاية الكتاب المسألة ...
    المسألة حضارية وجغرافية في وقت واحد ...
    وفي هذا لنا رأينا التالي :
    1.حضاريا يقع اللوم على رواد الأدب العربي الثلاثمائه , في ان احدهم لم يفكر في يوم من الأيام احتضان عدد من المواهب الأدبية الجديده ويقوم بتوجيهها بشكل خاص , فيأخذ منهم ويعطي لهم , ويخلق معهم منتدى أدبي شهري يضم اكبر عدد ممكن من المتهمين حولهم ...
    2.أن تبادر كل الصحف الجماهيرية الطلائعية التي تهتم بالقارئ أكثر من الكاتب في دعوة كل الصحف العربية بمباشرة نفس التوجه الموجود لديهم
    3.جغرافيا وبعيدا عن دهاليز الساسة ضرورة أحداث شكل من أشكال التاخي بين الصحف العربية , بحيث تصدر الخليج من الشارقه وفي القاهره يوميا كما تصدر الاهرام في القاهره وفي الخرطوم يوما بيوم ,
    وبهذا يتم تغطية امران :
    أولهما
    توحيد الثقافة العربية في نوع الكلمة وقيمتها
    وثانيهما
    توحيد الثقافة في النسبة بين عدد القراء وكمية المقروء .
    و هذه ستقضي على أحادية الثقافة العربية , بقضائها على التغييب النوعي في ثقافة بعض الجماهير العربية المغلوب على امره في أن يتناول كل مليون منها صحيفة واحده يومية كما هو في مصر والسودان بينما في الخليج يكون لكل مائة الف عربي صحيفه,
    وفي عالم الصحافه الاليكترونيه لازلنا نعاني من فوضى منهجيه تحتاج الى ميثاق شرف والى ضوابط مهنيه ومسلكيات اخلاقيه
    حيث لا زلنا نعاني من غلبة الكم على الكيف فيها
    كما هو حالنا مع ثلاثمائة قناه ترفيهيه تليفزيونيه عربيه وخمسون قناه رياضيه وخمسون قناه دينيه وخمسة قنوات ادبيه - تقريبا-
    سوء توزيع في النوعيه مشهوده لنا
    وهذا مأساة المثقف العربي في جوهرها الحقيقي


  3. #3
    مقال جد قيم .
    كاتب يحمل قلم في مواجهة سلطة أطلسية ( بمعنى تملك من العتاد و الأموال الشيئ الكثير ) .
    قدر القلم ان يواجه غطرسة هاته السلطة الخرقاء .
    كم قلم سقط في الطريق نتيجة جراته و الغدر المحيط به .
    السلطة لها اجهزة إستخباراتية همها ترصد الاقلام النيرة و الجادة .
    كلمة قلم تنقلب حرفيا لملق من التملق .
    الاقلام تميل للتملق.
    عندما يبيع القلم مداده ( يصير كلبا عقيما ) يفقد قدرته على التجديد و الإبداع و الإختراع و الإكتشاف.
    تحية لقلمك البهي و الدقيق

المواضيع المتشابهه

  1. هل المثقف مستبد؟
    بواسطة محمد عيد خربوطلي في المنتدى فرسان الأدبي العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 09-30-2018, 01:05 AM
  2. المثقف والسلطة
    بواسطة جريح فلسطين في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08-09-2014, 03:14 AM
  3. دور المثقف العربي
    بواسطة د. سعد العتابي في المنتدى فرسان الأدبي العام
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 03-29-2014, 06:56 AM
  4. المثقف والسلطة
    بواسطة حسن لشهب في المنتدى فرسان الأبحاث والدراسات النقدية
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 12-10-2009, 06:40 AM
  5. أزمة المثقف العربي 6/6
    بواسطة فائز البرازي في المنتدى فرسان المواضيع الساخنة.
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 08-11-2009, 05:22 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •