الاستاذ القدير
هيثم السعيدي
كل سنه وانت طيب
ومابين الثقافه والسلطه خطوط حمراء وبيضاء وسوداء
وانا لي راي متواضع في ازمة المثقف العربي قلت فيه التالي
ازمة الثقافه العربيه
--------------------------------
في لقاء صحفي مع الشاعر الفلسطيني المخضرم"معين بسيسو"قبل وفاته ( نشر أول ديوان شعري له سنة 1950 , ضم أفضل ما كتبة من الشعر) قال :
أن أفضل كتاب يوزع بين القراء في الوطن العربي ما بين 7000 إلى 10000 كحد أقصى يأمله أي كاتب مهما كانت درجة شهرته ..
وهذا أمر مخيف , ومثير للاستنكار والتعجب , في أن نكون ثلاثمائة مليون عربي , ولا يزيد عدد أدبائنا المخضرمين والذين يعيشون على قيد الحياة من المحيط الى الخليج عن ثلاثمائة اديب نخبوي مخضرم بالتقدير ,
أي أن كل أديب مخضرم منهم يمثل مليون مواطن عربي ,
في نفس الوقت أقصى ما يتوقعه هذا الأديب أو ذاك أن يصل توزيع ديوانه أو روايته الى عشرة ألاف نسخة لا أكثر
( وهذا ينطبق على كتب نجوم الادب فقط مثل محموددرويش ونزار قباني )
ولماذا الأمر محزن الى هذه الدرجة..؟
لأننا نقرا ونسمع ونرى أحوال الأدباء والكتاب والصحفيين في العالم المتقدم وهم يوزعون ما بين الخمسين ألف الى الخمسمائة ألف نسخة من أي كتاب يصدر عن أي كاتب مهما صغر حجمه .
وبالرغم أن الصفحات الثقافية قامت بتحقيقات جريئة حول هذا الموضوع ,
الا أن هذه التحقيقات بحثت في الأسباب والاستنتاجات الظاهرية والسطحية للموضوع
وتجاهلت ان المسألة اعمق من سعر الكتاب , او طبع الكتاب , او رعاية الكتاب المسألة ...
المسألة حضارية وجغرافية في وقت واحد ...
وفي هذا لنا رأينا التالي :
1.حضاريا يقع اللوم على رواد الأدب العربي الثلاثمائه , في ان احدهم لم يفكر في يوم من الأيام احتضان عدد من المواهب الأدبية الجديده ويقوم بتوجيهها بشكل خاص , فيأخذ منهم ويعطي لهم , ويخلق معهم منتدى أدبي شهري يضم اكبر عدد ممكن من المتهمين حولهم ...
2.أن تبادر كل الصحف الجماهيرية الطلائعية التي تهتم بالقارئ أكثر من الكاتب في دعوة كل الصحف العربية بمباشرة نفس التوجه الموجود لديهم
3.جغرافيا وبعيدا عن دهاليز الساسة ضرورة أحداث شكل من أشكال التاخي بين الصحف العربية , بحيث تصدر الخليج من الشارقه وفي القاهره يوميا كما تصدر الاهرام في القاهره وفي الخرطوم يوما بيوم ,
وبهذا يتم تغطية امران :
أولهما
توحيد الثقافة العربية في نوع الكلمة وقيمتها
وثانيهما
توحيد الثقافة في النسبة بين عدد القراء وكمية المقروء .
و هذه ستقضي على أحادية الثقافة العربية , بقضائها على التغييب النوعي في ثقافة بعض الجماهير العربية المغلوب على امره في أن يتناول كل مليون منها صحيفة واحده يومية كما هو في مصر والسودان بينما في الخليج يكون لكل مائة الف عربي صحيفه,
وفي عالم الصحافه الاليكترونيه لازلنا نعاني من فوضى منهجيه تحتاج الى ميثاق شرف والى ضوابط مهنيه ومسلكيات اخلاقيه
حيث لا زلنا نعاني من غلبة الكم على الكيف فيها
كما هو حالنا مع ثلاثمائة قناه ترفيهيه تليفزيونيه عربيه وخمسون قناه رياضيه وخمسون قناه دينيه وخمسة قنوات ادبيه - تقريبا-
سوء توزيع في النوعيه مشهوده لنا
وهذا مأساة المثقف العربي في جوهرها الحقيقي