قصيدةٌ جمعتْ كل سور القرآن الكريم
١٤ أيلول (سبتمبر) ٢٠١٠بقلم حسن محمد صهيوني
باسـم الذي قد أنزلت من عنـده
سور الكتاب على نواصي عبـده
وأعـوذ باللـه العظيـم بحفظه
من شر فتنـة غـاسق أو نفثـه
أمـا وبعد، أخي تلـك قصيـدة
جمعت بهـا سور الكتاب بحوله
هـو ذاك فرقان الأنام ونهجهـم
منظومة فيمـا حوى في فحـوه
متحدياً في لفظـه (فأتـوا بـه)
أو سـورة أو آيـة من مثـلـه
فتبـارك الرحمـن في تنزيلـه
وتقدسـت أسمـاؤه فـي آيِِـه
سـور طـوال والمثاني تلوها
ومئينهـا قد فصلت سـوراً به
أولاها (فاتحة) الكتـاب تنزلت
أمّـاً لـه تبيـانهـا وَضَحٌ به
أعظِم بها من سورة أحصت بها
(إيـاك نعبدُ) ما دعا في شرعه
وبسورة (البقرهْ) ابتدت آياتُهـا
إعجـازُها في أحرف من غيبه
شرعت لنا جلَّ الفرائض مطلقاً
ومقيداً بِشَـراح صفـوة خلقـه
و(بآلِ عمرانَ)الدورسُ مشت بها
أحكامهـا اكتملت بـوافِرِ فضله
فهما الفضـاء لَذِكْرِنا وَسِعَـا به
والزهْـرَوانِ من الكتـاب بزَينِه
ولهنّ ما قَسَمَ الكتـاب نسـاؤنا
تبيـانُ ما تقضي (النساءُ) بعدله
مـا جارَ في حقٍ لهنّ وما قضى
في قِسمةٍ ضِيـزى لهنّ بقِسْمِـه
ولنا القَـوامة في الحياة سبيلُهـا
سَكَنُ لنـا، نِعْمَ المطـاب بِسُكنِه
و(المـائدةْ) اجْتثّتْ مُحَلّلَ أُكْلنـا
للطيبيـاتِ لـذائذاً مـن أُكْلـه
وعن الورى وضعتْ خبائث أُكلهم
مـا سـاءَ عبداً أو يجرُّ لِضرِّه
والبُهْمُ (فالأنعـامُ) فُصِّل حكمُها
لشحـومها ولحـومها في فحوه
وبهـا الرَكوبُ مطيّةً، ولصوفها
دفءٌ لنـا ومنـافعٌ كـانت به
وبسورة (الأعرافِ) يحكي ربنا
عن حال من ظلوا اقتضاءةَ أمره
قيل ادخلوا(لم يغنِ عنكم جمعكم)
تلك الجنانَ، فقد قضى في حكمه
يا من له (الأنفالُ) حين تساءلوا
كانت لـه فيما قضى ورسـولِه
لبيـه تِبـراءَ (البراءةِ) مَطلَعـاً
من غيـر بَسْمَلةٍ تُسجّى باسمـه
قد كان فيها ما قضى(سيحوا بها)
وأَذانُـه صَدَقـا له في وعـده
لبيه (يـونسَ) قومَـه إن آمنوا
مـا كان كَشْفاً عنهمو من خزيه
لبيه (هودَ) ومن خلا من إثـره
في حـاله حـالُ الذي من قبله
هم تلك عـادٌ قد عَتَـوْا بِعُتلِّهم
واستكبروا في رِيعهم وعَثَوْا به
لبيه (يـوسفَ) حلمُه عن إخوة
كادوا المسيءَ بما رمى من سَوْئِه
حتى إذا ألْقـوه في الجُبِّ الذي
غيبـاته تحكي بمـا أُلقـى بـه
جـاء البشيـر له فخرّوا سُجّداً
مِـن بعد ما كـادوا له بقميصه
يا من تسبحه السماء وما حوت
والأرض من فيهـا بِعَالي جَدّه
ويسبح (الرعدُ) العظيـم بحمده
والبرق فيمـا يحتـويه بضوئه
واقرأ بـ(إبراهيمَ) حسن دعائه
في آيِِهـا ممـا دعـاه لنسلـه
فاجعلْـه بَلَـداً آمنـاً في حِلِّـه
واجْنُبْ بَنِيه من الضلالة واحْمِه
و(الحِجْرُ) إن تُلِيت فهُم أصحابها
قد كذّبـوا رُسُـلَ الإلـه وآيِه
فاصطصبحوا في صَيْحةٍ أخذت بهم
واللـه يقضي لا مَرَدَّ لحكمـه
و(النحلُ) سبحان الذي صفّى به
من شهده كان الشفـاءُ بمـا به
فاشهدْ لـه الرحمنُ أحسنَ خالق
واشهد يقينـاً لا شـريكَ بمُلكه
إنْ كـان في إعجـازه آيٌ لـه
كانت له (الإسراءُ) إحـدى آيه
سبحـان من أسرى بها حدثاً له
في ليلـة الإسـراء تلـك بعبده
وأنام أهل (الكهفِ) في غارٍ لهم
لَسنينَ عَدَداً في الرقِيـمِ بحَولـه
وعن الأُلى حَدّتْ بـ(مريمَ) نفخَه
ما أحصنتْ فَرْجاً لهـا من رُوحه
فجرى لهـا عيسى النبيُّ بلا أبٍ
ومكلِّـمٍ للنـاس وهـو بمهـده
وإذا اصطفى (طه) فحكمتـه به
مـا ضلَّ متّبِعٌ لـه في هديـه
هـو أسـوةٌ و(الأنبيـاءُ) تحفّه
مثلَ الكواكب قد سَرَت من حوله
أكرِم بهم!! رُسلَ الإله وصفِـوه
والمصطفِينَ من الأنـام لخلقـه
و(الحجُّ) للبيـت العتيـق سبيلُه
ما اسطاع ذو سَعَةٍ إليه بِمَلكـه
هـو ذاك فرضٌ قائم أعظِم به!!
بشعـائرٍ مِيـزت به في فَرضه
وإذا سُئلتَ عـن الفـلاح وأجرِه
فـ(المؤمنونَ)من الورى من أهله
أحصـاهمُ اللـه العليـمُ بآيِهـا
بكتـابـه في سـورةٍ تُلِيتْ بـه
فله الثنـا و(النـورُ) تشهـد أنه
نـورُ السما والأرضِ جلَّ بنوره
هـو منزلُ (الفرقانِ) في أحكامه
يُلقى على خير الـورى وحياً به
لا من كلام الإنس ما عَجِزوا به
أو من فَمِ (الشعراءِ) كان بلفظـه
فانظـرْ لـه واعجَبْ له ببيـانه
في (النملِ) إعجازاً له في وصفه
ما ضـاق إحصـاءً لـه بكبيرةٍ
أو مثلِه بصغيـرة دُرجـت بـه
وبه من السِيَرِ العِتـاق مـدارجاً
يحكي بها كلاً لـه في عَصْـره
أمماً مضت وتعيدها(القصصُ)التي
يطوي بهـا تأريخهـا في صَفحِه
ذهبـوا مع الأزمان لا تدري لهم
غيرَ الـذي يُحكى بـه في ذِكره
فكفـى بـه متحديـاً فـي آيِـه
من كان مجترحَ الهوى من كِبره
أن شُبِّهوا بـ(العنكبوتِ) وبيتِهـا
وَهِنِ الأسـاس تداعياً من ضعفه
في (الرومِ) يستبق الزمان بعلمه
والـرومُ قد غُلبت، كذا في غيبه
وبآيـه (لقمـانُ) أُوتى حكمـةً
فاقـرأ لـه تلك المواعظ لابنه
وإذا تلوت (السجدهْ) من آيٍ بها
فاسجد لـه مـا مَنَّ فيه بفضله
صدقاً له (الأحزابَ) أبلغَ ناطق
عن وعـده ما كان منه بنصره
فهم الرجالُ الصادقون تعاهدوا
مستمسكين مِـن الوثـاق بعهده
لا معرضين كما طغتْ(سَبَأٌ)ولا
متحدرين إلى الشفـا من جُرْفه
في حالها العَرِمُ الخرابَ مشى به
لجنانهـا ممـا جنى في سَيْلـه
يا من دُعيتَ بـ(فاطرٍ)في سورة
بالحَمْدِ مَطلعُ آيِهـا في فَطـرِه
أرسلتَ (يسنَ) الهدى، أكرِم به!!
فـهو النذيـر، هو البشير بهديه
و(الصـافّات) بصفِّهـا أرسلتها
والزاجـرات وما قضت في زجره
لبيـه (صٌ) في الدجى آنـائِـه
فيهـا وأطرافِ النهـار بذكـره
وله من (الزُمَرِ) القضـاءُ بعدله
مـا للفريقين المسـاقُ بأمـره
هو (غافرُ) الذنب الحليـمُ بحلمه
عـن عبـده هذا المسيء بذنبه
بكتـابـه قـد فُصِّلتْ آيـاتـه
في (فُصِّلتْ) عربيُّـه في لفظه
نهـجٌ قـويم للأنـام فسـرْ به
والأمر بـ(الشورى)أساساً خذ به
فكأنمـا و(الزخرفُ) ازدانت به
فيمـا حبـا كالعِقـد زِين بدُرِّه
وكأنمـا فيها (الدخانُ) عجائبـاً
فدُخـانها تحكي السماء بمـا به
عمّـا حكتـه (الجاثيهْ) فالزم به
واعمل لنفسك صالحاً واغنمْ به
وانظر لها(الأحقافُ)في نُذُر لها
من قد خلوا ممن دُعُـوا بنذيره
فأتاهمُـو مما رأوا من عارضٍ
في صَيْبه ريـحٌ عَتَتْ تَذري به
أفَلَم يسيروا في الدنـا فلينظروا
حُكْمَ المعقِّب، لا مَـردَّ لحكمـه
من قبلهم بـادوا بِعَاقِب أمرهـم
فاقـرأ لهـم بـ (محمدٍ) آيٍ به
الهـاديِ الأمـيِّ رحمـةِ ربـه
وشفيعِنـا يوم الحسـاب بإذنـه
فعليه صلـوات الإله وزِدْ بهـا
ما كان يومُ (الفتحِ) فاتحَ نصره
ولقدرِه (الحجراتُ) أعظمُ شاهد
شهِـدتْ له آيـاتهـا في قدره
فاقرأ بها (لا ترفعوا أصواتكم)
واقرأ بها(لا تجهروا) تعرِفْ به
واعصِمْ بها (قٌ) حديثَ مجالسٍ
ما كان من خوض الحديث وسَوْئه
وقل الرقيبَ على امرئ، فهُنا به
مُتلقِّيـان لمـا اجتـراح بِلَسْنه
و(الذارياتِ) بما حوت فاقرأ بها
(فِرّوا إلى الله) العظيـم وجنته
وكذا ففي (الطورِ)الجنائنُ هُيِّأت
و(النجمِ) فيهـا ما أراه لعبـده
وبسورة (القمرِ) انشقـاقٌ بَيِّنٌ
بـدلالة الإعجـاز فيه بِبَـدره
للخـالق (الرحمنِ) تسبيحٌ بما
كـانت لـه آلاؤه في كونـه
هي في وصوف(الواقعهْ)دَلَلٌ له
وبها (الحديدُ) وما به من بأسه
ومن(المجادلةِ)استقِ الحكمَ الجلي
وادرأ بـه ذاك (الظِهار) لقبحه
و(الحشرُ) فارقةُ المـآب ومثلها
في(المُمتَحَنْ) منظومة تُلِيتْ به
و(الصفُّ) جامعةُ البيانِ بلاغِه
كـ(الجمعةِ) انتثرت فكنّ كدرّه
وبه من السور اجتبى في لفظه
كـ(منافقون)بما جرت في وصفه
وبها (التغـابنُ) يومَ جمعٍ بائنٍ
فارقَبْ له يوماً ولات مجيئـه
وبها (الطلاقُ) وما به من حكمه
وكذا بها (التحريمُ) ما في شأنه
فتبـارك الرحمـن في تنزيله
في(المُلْكِ) و(القلمِ)الجرير بسطره
فاكتب به ما (الحاقّةُ)اقتربت به
واكتب به عَرْجَ(المعارجِ)باسمه
و(بِنوحَ)فاسأل كم قضى في عمره
بدعائه من قد طَغـوا من قومه
وبسـورة (الجنِّ) الرشادُ سبيلُه
لمن ارتضى منه الهدى في قلبه
وهـو الهدى برسـوله في قوله:
(يـا أيهـا (المزمِّلُ)) اقترنت به
أو رَوْعِـه (المدَّثِّر) انطلقـتْ به
(قـمْ أنذرِ)الأمرُ انقضى من ربه
فاتبع له واجنَبْ بـه يومـاً تَرى
فيه (القيـامةُ) ما حكت من هَوْله
في بعثِه (الإنسـانِ) ساعة نشره
من بعد ما جُمعت أضالعُ عظمه
و(المرسلاتُ) بما أتتْ صدقاً له
ميعـاده سبحـانـه في وعـده
وشهيده (النبـأُ) العظيم ومثلُهـا
في (النازعاتِ) لآيةٌ في شـأنه
واشهدْ بها (عَبَسَ) الشهـادةَ آيُها
تحكي كمـا أخواتُهـا تحكي به
يوماً به (التكويرُ) وصفُ مشاهدٍ
و(الإنفطارُ) إذا السما انفطرتْ به
فادرأ بنفسِك عن شَفَا جُرُفٍ هوى
واعصِمْ لسانَك ما جرى من لَسْنِه
واذكرْ بـآي (مطفِّفيـنَ) مآلَهـم
(ويلٌ لهم) بَدأت بمـا نزلتْ بـه
و(الإنشقاقُ) كذا إذا انشقَّتْ بهـا
ذاتُ (البروجِ) وأرضُها من قَبْضِه
و(الطارقُ) القَسَمُ النذير فَصالُهـا
فاشهدْ له (الأعلى) بما في فَصله
واشهدْ بآي (الغاشيهْ) عِظمـاً له
في قَـدره متبـارَكاً في خَلقـه
وخذِ العظات بسورة(الفجرِ)انطوت
في النفس عُقباها الرضى رضيتْ به
والحِلُّ بـ(البلدِ) العتيـقِ شغـافه
مَسعَى الفـؤادِ بما هوى في سعيه
و(الشمسِ)وضُحاها ضُحىً من نوره
و(الليلِ) إذ يغشـى كـذا سرٌ بـه
وبها(الضُحى) في آيها أسلى بها
تبيـانُه نُزُلاً بـه فـي سَلْـوه
هي للرسول المصطفى فيما به
وكذا هي(الشرْحُ)الشَراحُ لأنُسه
أوَليسَ أحكمَ حـاكم شهدت به
في(التينِ)ما شهدتْ له في حكمه؟
وبعلمـه أولم ترَ (العلقَ) ابتدت
في آيِها (اقرأ) ما أتاك بِوَحيه؟؟
و(القَـدرُ) ليلتُهـا تَنَزُّلُ أمـرِه
فيهـا السلامُ منزَّل من عنـده
و(البيِّنهْ) تبيـانُهـا كتب بهـا
صحفٌ مطهَّـرةٌ بِقَيِّـم ذكـرِه
واعملْ بآيِ (الزلزلهْ) عملاً ترَ
مثقـالَه بالخيـر أو شـرٍ بـه
أفما ترى بـ(العادياتِ) قضاءَه
و(القارعهْ)إنْ يقضِ ما يقضي به
فاجهَدْ ليـومٍ أن تقـوم به غداً
ألهـاك عنه من (التكاثرِ) مُلهِِه
ولتعتبرْ من سورة (العصر)التي
ألفى بها الإنسان ما في خسره
وخذ اتعاظاً آيَها (الهُمَزَه) ولا
تغفلْ بمالك عن رضىً لم تبغِه
قد كان قبلَك كبرُهم أودى بهم
فاقرأ بآي (الفيلِ) ما جُعلوا به
وإذا تلوتَ(قريشَ)قل حسبي بها
إيلافُهـا من طُعمـه أو أمنـه
ولنا و(للماعونِ) ما جاءت بها
(أرَأيتَ) بالويل اجتنـابَ مآله
و(الكوثرُ) المرجوُّ ذلك حوضه
تهـوى إليه النفسُ سُقيـا نهره
وعد من الديَّـان لا ريبٌ بـه
آيـاتُه صِدقٌ لـه في وعـده
و(النصرُ) شاهدةٌ له في وعده
فبـها فسبِّحْ من أتاك بنصره
واعصمْ يداً من سورةِ(المسدِ)التي
ذُكرتْ بها من أُنزلت في لعنِه
هي (تبَّتُ) ابتدأت بها آياتهـا
ثم انتهتْ مَسَداً بهـا في لفظه
وتذكَّر (الإخلاصَ) وافهمْ آيَها
فهي العقيدة فحوُها في قـوله
وبـ(قلْ أعوذُ)فسورتان هما لنا
في(الناسِ)و(الفَلَقٍ)الأمانُ فَعُذْ به
هذي هي السورُ التي أتممتُها
يُسـراً من اللـه الكريمِ ومنِّه
إنْ كنتُ أبغي بالقصيدِ نظمتُه
فلـه رجـائي كلُه أدعـو به
ودعاؤنا تلك الصلاةُ ومثلُهـا
ذاك السلامُ على الحبيب وصحبه
http://www.diwanalarab.com/spip.php?article24915