كبار النفوس...

[بنان دركل]

زينة بيطار : كبار النفوس...
المصدر زينة بيطار
01 / 04 / 2007
الاحتفال شارف على النهاية وطفلة لا يدين لها تمسك بالقلم بكل براعة، وبقدميها تخط وروداً ومحبة لكلّ من حولها وتقول لهم "لا ينقصنا الكثير، نحن من نحمل نقصنا ونسير في هذه الحياة غير عابئين... فالمهم أن نكمل الدرب..." احتفالية مرَّت منذ فترة، هدفها تكريم المعوق الذي يقول للاستسلام لا..."يوم المعوق العالمي" ومشاهد رأيتها تستحق الوقوف طويلاً أمامها... أناس يعرفون المعنى الحقيقي للعطاء ... للإرادة.... والكثير والكثير من الأمل ....






مسؤول كبير من وزارة يُفترض أن تكونَ راعية وحاضنة لذوي الاحتياجات الخاصة، يجلس في مكتب إدارة إحدى المدارس بعد أن أنهى استعراض كلماته المهداة لذوي الإرادة، ليتحدث ويرتشف الشاي "فقد أتعبه السهر على مصلحة المعوقين"، فيدخل من يحمل عكازته ويلقي التحية ويسأل المسؤول الكبير مساعدته في التعيين في هذه المدرسة لأنه تربى فيها، ولأنه يريد مساعدة الأطفال المتواجدين حالياً فيها لعله يكسب "قرشين" ليكمل دراسته الجامعية، وآخر على كرسي متحرك يسأل الدعم من أجل عمل في الجامعة، وهو الحائز على شهادة مرموقة، والجواب كان بسيطاً "تعالوا بعد شهرين".

لم يزعجهم الجواب، إلا أنهم قبل الخروج استوقفهم حديث المسؤول الذي استغرب "نقهم" مشيراً إلى أن عليهم تقدير كيفية مسير الحياة واعتمادها على الأصحاء، فإن تساوت الفرص بينهم وبين الأصحاء، فالأفضلية ستكون لكاملي الأجساد وليس لهم، وتساءل المسؤول عن كيفية إقناع "المعوقين" بالتوقف عن طلب العمل...

استمر الحديث على الرتم ذاته نحو النصف ساعة، واليوم أسأله: ألم يكن من الأجدى بك لو بحثت معهم عن إمكانية العمل في مجالات أكثر تنوعاً؟ ألم يكن الأجدى بك لو أنك أخذتهم في حضنك وبكيت لأنك لا تستطيع أن تملك الإرادة التي يملكون؟ يا سيدي، كم كان المشهد غريباً، شباب في مقتبل العمر من ذوي الاحتياجات الخاصة يتكئون على أحلامهم، ومسؤول كبير أمامهم يتكئ على أحلامهم "فاعساً إياها" وهم يسايرونه ويستوعبونه، فهو لا يزال في مرحلة الطفولة الأولى من الإنسانية...!!!

شكراً لهم فقد كانوا كبار النفوس بحق...

جريدة بلدنا

[أبو فراس]

للاسف نحن قوم لانؤمن الا بالمصلحية....على مايبدو
حاليا ام قديما لكنه مرض اجتماعي رهيب وفظيع
كتر خيرك بنت الشام لي عودة

[امير الليل]

مشكورة يا بنت الشام علي النقل