هو النيل ما كان سوءا
وما كانت الأرض يوما بغيا
فخذ مذقة من دماء الضفاف
تكن كالذي لم تكنه
فإن المواجيد
لو راقصتها القرود التي أجهدتنا
تنام المساءات
خلف المتاريس دهرا طويلا
فكن بعض طمي
تكن سكة للفؤاد العنيد
فتأوى إليك الصباحات
لا تجتنبها
وعلق رؤوس المساءات فوق الدروب
وقل للنواطير
إن العصافير قد علمتها الصباحات
لحن الوجود
فأضحت ترانيم رفض لجدب الحقول
***
هو النيل ما كان جدبا
وما كانت الأرض يوما عقيما
فكن بذرة شكلتها الصباحات نورا
تكن كالذي لم تكنه
فإن الخيول التي كبلتها المساءات يوما
ـ إلى ضفة الصمت ـ
ثارت .. فسارت ..
تدك المساءات تحت السنابك
فإن المغيرات صبحا
إذا علمتها البلاد المواجيد
شالتك رمحا
هو النيل إن عانقتك الرؤى يحتويها
ويلقي الندى
فوق إيزيس كيما تلم المواويل
من دربك المستباح
فقلب الذي قطعته المساءات يشتاق أوبا
وإيزيس تشتاق أن يعتليها المخاض انسيابا
فلمي قناديل فجري
وأشلاء عمر ذرته الرياح
فنلقي قليلا من العطر ماء
علي جثة المستحيل
فيأتي كنيل كسته الصباحات قلب البلاد
وفوق الجبين المندى
سحابات عشق أبي
فنأوي إليها فرادى
فإن المريدين عاشوا على موجة المستحيل
سآوي إلى عصمة النيل والصبح
فاحمل كتاب المواجيد واتبع دروبي
وقل للمساءات
لا عاصم اليوم من أمر ربي
فإن الجبال التي علمتها المساءات
صدا لرياح استراحت على موجة للنجاة
فطهر فؤاد الذين اصطفتهم
تراتيل إيزيس يوم الإياب
وقل للأراضين
إن المحاريث إن أدمت القلب يوما
فبعد التحاريق للنخل في شاهق الوجد
ترنيمة الحياة
لك الأمر يا نيل فاسكن دمائي
وقل للشرايين هذا أوان الصباحات
والعائدين اشتياق الفداء
هو النيل
إن بايعته الصباحات دربا
فكن بعض طمي
وطينا .. إذا مسه الكادحين
هو النيل دمع المساكين فاسكن
على موجة عاندت صافرات العسس
وألقت شباك الصدود إقتصاصا المساءات
لدمع أراقته المساءات خلف التخوم
***
هو النيل ما كبلته المنافي
وما كان يوما شريدا
فقل للنسور التي كبلتنا
على جبهة الصبح رايات ناري
وفوق الصباحات ترنيمة للقدوم
وقل للمشاوير إن عاكستك الرؤى عانديها
فللنيل بعد انحسار الأماني الندية
ترانيم رفض كستها الأديادي
ورودا .. ودمعا
***
هو النيل ما أجهضته المساءات
فاركب خيول الصباحات
وادخل لساح النواطير
تلقى جنود المظلات
ـ والأمن ـ
بين القرود
فألق العصا..
تلقف الزيف والريح
والقابعين اشتياق المزيد
ورش المياه الوضيئة
على أرضنا المتربة
تجد خلفك النيل سيفا وفكرا..
ودربا إلى حافة المستحيل ..