أمة مسخرا
يا ليت أمتنا يقود الشنفرى
ما كان يجري للقبيلة ما جرى
لامية قد صاغها من جهله
وبعلمنا صرنا نُباعُ ونُشْتَرى
يا أمّة باعت حصان حروبها
والسيفَ باعت ثمّ باعت عنترا
النّاس تمشي للأمام بعزّة
لكنّنا صرنا نسير القهقرى
وخطوط كفّي قد تغيّر شكلها
وغدت تبشر بالتعاسة منظرا
وعقارب الساعات باتت ضدّنا
بَدَلَ الأَمامِ غدت تُشير إلى الورا
والنّاس إمّا أزعر في غيّه
أو عالم أضحى يساير أزعرا
وسرى النفاق فكلهم قد نافقوا
مَنْ فوق كرسيّ الوساخة كشَّرا
يا حاتم الطائي صرت بشرعنا
رمز التياسة في الضيافة والقِرى
قالوا يبذّر ماله في ضيفه
هلا ذهبت لحي سوهو كي ترى
شُقْرا تلامس كالحرير نعيمَها
وتبيع بترول العروبة في مَرَا
يا أمة قد أصبحت أحوالها
أعمى يقودعلى الحماقة مبصرا
فالجيش أضحى حارسا لعدّوه
وسلاحه للشعب أصبح مشهرا
من قال لو حرفا به حريّةٌ
وضعوا بفيه حجارة فتسكّرا
أو قال إن رغيفنا قد صادروا
صلبوه كي يبقى كفيفا لا يرى
يا أمة إن مات منها أحمرٌ
جاء الخليفة في التّياسة أحمرا
وسقى الجميعَ سرابَه بمذّلة
ومن الرصاص إذا غضبنا أمطرا
يا أمة أهدت ليوسف جُبَّه
وأبى القميص بأن تشمّ فتبصرا
إن كان هذا حالنا هيا اسكبي
كاس المدامة كي نتوه ونسكرا
ما عاد يجدي يا سعاد نضالنا
والشعب إن يرجو النهوض تأخرا
هاتي الكؤوس ففي الكؤوس دواؤنا
وتعالِ أعزفـُكِ الحريرَ ومرمرا
فلتسكري فالشعب كشّف سوءة
وبيوم معركة الكرامة أدبرا !!
ما كنت آمل ان تعيش قبيلة
لترى بها كل القبائل مَسْخرا
يا أمّـة إن جئت أبكي حظها
ألقى بها حسّ الحياء مدمرا
يا أمّة باعت سيوف جدودها
والكلّ عن ركب العلاء تأخرا
تاريخَها رهنت بكل وقاحة
فغدا البغاث بساحها مستنسرا
يا قلب خفف نبض حزنك أمّة
ما كل قلب ما عداك تفطـّرا
سأبيع أمـّة سايكسِ/بيكو علـّني
ألقى التي في الحسنِ لن تتكررا
أنثى ما هامستْ يُبْسى أرى
غصنا ذوى من همسة قد أثمرا
أنثى إذا ما لامست ملحي غدا
بين الأنامل حين مسّت سكّرا !