منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 13

العرض المتطور

  1. #1

    القصة الشاعرة ... نحو نظرية عربية/ د. رمضان الحضري

    القصة الشاعرة .... نحو نظرية عربية





    جاء التقديم للقصة الشاعرة مرتبطاً بثورة 25 يناير 2011 ،ارتباط المقدمات الكبيرة بنتائج كبيرة ،
    فهو على قدر أهل العزم .

    وما كان يمكن رفع الصوت بنظرية أدبية عربية خالصة فى النقد الأدبى ، قبل الحديث عن ثورة الميلاد فى القصة الشاعرة ، وحينما قدمت أطروحات بنظرية عربية فى النقد من سنة 1990 و حتى 2002 ، كان الاستهزاء رد الفعل الواضح على جميع أطروحاتى ، فى كل المنتديات و المؤتمرات و المهرجانات الأدبية العربية على مستوى الوطن العربى الكبير ، و فى معظم العواصم العربية ، و قد تجلت الأسباب لى واضحة فى ثقافة الأنظمة ، حيث إن هذه الأنظمة لا تسمح بالطرح الجديد ، لأنهم يعتبرون الطرح الجديد خروجاً من التبعية ، و إعلاناً عن عدم القابلية للخضوع إلى ثبات النظام السياسى الذى يرى أن ثبات الفكر الأدبى ، رمز واضح لثبات هذا الفكر السياسى ، باعتبار أن الأدب أريكة سياسية ووسائد حاكمية ، لاتقبل التغيير إلا بمرسوم رئاسى ، أو تأشيرة أميرية ، و لم يكن الاستهزاء كرد فعل من أدباء يؤثرون فى ساحة الفكر الأدبى أو التنظير لأدبنا العربى ، لكن الوجوه المتآمرة فى كل المؤتمرات ، و الألسنة المتسلقة فى كل المهرجانات ، و كنت أسميها ألسنة البطون ، أو بطون اللصوص ، و غيرها من المسميات التى لا تحصى فى بحث أو دراسة و هى لا زالت موجودة ، و لكن تغيرت اللهجة ، و لم تتغير القلوب ، و هدأ الصوت ، و لم تهدأ الحرب على كل تجديد .
    و قد تقدم بأطروحات مماثلة - و إن كانت بعد أطروحاتى - بعض ممن عنوا بالتطوير فى ساحة النقد الأدبى ، أمثال الراحل عبد العزيز حمودة فى المرايا المقعرة ، و المرايا المحدبة ، بيد أن القارئ لأطروحات الدكتور حمودة _ رحمه الله _ يجدها تأخذ من النقد الأدبى العربى لتصب فى النقد الأجنبى ، على الرغم أنه قد حدد أهدافه ، فى التأصيل لنظرية أدبية عربية ، فبدلاً من التأصيل للأدب العربى ، جاء تأصيله للأدب الإنجليزى و الفرنسى ، و قام بطرح المذاهب الأجنبية مقارنة بالمذاهب الأدبية العربية خاصة عند عبد القاهر الجرجانى ، و ابن قتيبة ، و ابن سلام الجمحى ، فكان رفض الأطروحة أوْلى من الاستجابة لها ، حيث إنه نفسه قدم مبررات الرفض لمحاجّه ، فألزم نفسه الحجة و قدم لغيره البرهان على فساد النظرية ....

    و قد حاول كثيرون فى الوطن العربى تقديم أطروحات لنظرية أدبية نقدية ، فقدم محمد برادة فى سوريا أطروحات ، كلها كانت تستقى فكرها من ميخائيل باختين و جاكبسون و تشيلو فسكى ، وكان تعلقها باليونانية و الإنجليزية ، أكثر من تعلقها بلغتنا العربية ، و كذا حاول نقاد المغرب أمثال سعيد يقطين فى تقديمه لخطاب
    الرواية ، و محمد مفتاح فى كتابه "انفتاح النص" ، و عبد الملك مرتاض من الجزائر فى تقنية للرواية ، بيد أن تأثرهم بالأدب الفرنسى ، جعل دراساتهم تميل إلى تطبيق الفكر الفرنسى على منظومة الأدب العربى ، فكان الثوب النقدى غير مناسب بالمرة للنص الأدبى العربى . على الرغم من اختيارهم لنصوص أدبية عربية تأثر كتابها بالأدب الغربى ... أكثر من تأثرهم .... بالأدب العربى ....


    ***


    * آن الأوان لأن أعلن مرةً أخرى أن الأدب العربي المنشور في الأربعة عقود الماضية ، عبر الطباعة و الإعلان و الإعلام ، لم يكن هو أدب الشعب العربي ، بل كان أدب الأنظمة العربية ، و كذا في جميع دروب المعرفة فليس أدباء العرب هم من يظهرون على شاشات الفضائيات الثقافية، و ليس علماء الدين الإسلامي هم من يتحدثون على الفضائيات الدينية ، رغم أنه أثناء ثورة 25 يناير 2011 ، قد تسابقوا ليحتلوا أماكن أخرى بصفات جديدة ، و ليبدأوا في تضليل جديد
    * آن الأوان لأعلن مرةً أخرى أن وجوه النقد النظامي السابقين ليسوا المعبرين الحقيقيين عن النقد الأدبي العربي ، و إن لم تُنشر إلاّ كتاباتهم ، و لم يذع إلاّ كلامهم ، و لا تتحدث في المؤتمرات إلاّ ألسنتهم ..
    إنّ معين الأدب العربي الحقيقي ، و المصري على وجْه التحديد يبدأ من القاعدة ، و ينتشر فيها ، و يصل صوتهم إلى البناء الفوقي للمجتمع ، إلاّ أنهم كانوا ، ولازالوا لهم آذان لايسمعون بها ، و لهم قلوب لا يعقلون بها .
    وحينما أشرت إلى النظريات النقدية التي انتشرتْ في أوروبا في القرن الماضي ، أشرتُ إلى تبني هذه النظريات للفكر العربي ، و تطبيق بفهم و وعْي على أدبهم الأوروبي ، حيث إن أنظمتهم تسمح بذلك ، ثم تولت طوائف تابعة لهم نقل هه النظريات ، و التسويق لها على أنها نظريات أوروبية خالصة ، و ذلك في مقابل الوجاهة أو المال ، فأفسد الناقلون ذوق المبتدئين في الصناعة الأدبية ، و أثروا سلباً على انطلاق الأدب العربي إلى آفاقه الطبيعية ، و هي آفاق الريادة و القيادة ..
    و كانت النتائج الطبيعية هي الاتشار السريع للغات الأجنبية في مصر و الوطن العربي (الانجليزية ، الفرنسية ، الألمانية ، الإيطالية ، اليابانية) ، و تأخر قراءة الأدب العربي الحديث و القديم ، مِماَ جعل النموذج الأجنبي في اللغة و الأدب و الثقافة هو الأهم لدى المتعلمين ، فلم تعد هناك ثقافة وطنية ، بل ثقافة قتل الهوية ، و زراعة هوية جديدة ، هي هوية التبعية المطلقة للغرب في التظير للأدب و الثقافة كما هو الحال في التنظير للعلوم الطبيعية ، و الكيميائية و لذا فقد قدموا بعض العلماء و العرب في دول أوروبا و أمريكا و اليابان ليصبحوا مثالاً يُحتذى للشاب العربي ، و كذا الدعوات لوجهاء الوعظ في الدين الإسلامي ، ناهيك عن دور الشبكة العنكبوتية التي تطلق مواقعها على كل شاردٍ و وارد ، في استكمال منظومة السيطرة على الجسد و الفكر و المشاعر ، فأصبحت كل القنوات تتصل بالنهر الغربي ، و البوابة على النهر ترسل الماء الذي يحافظ على تبعية هذه الدول للنظام الغربي ، و تحلّل ثبات النظام الثقافي العربي في هذه القناة ، لتصبح الثقافة العربية عنواناً بلا مضمون ، أو صيحة في الصحراء ، لا صوت و لا صَدى ، و لا مجيب ، و لا مُستمع أو سامع .
    القضية عمق التفعيل للقابلية بأن يستمر الإنسان العربي تابعاً للنظام الغربي


    *****


    آن الأوان لتندفع عصارة الثقافة العربية في بساتين الأدب العربي ليتضح لمعانه ، و قدرته على الفصل فى المعركة الحاسمة ، حيث تتجلى التوازنات فى هذه الثقافة ، لإنتاج شخصية فكرية تضع التكنولوجيا و الأخلاق فى اندماج مؤتلف ، هذا الاندماج يظلل المجتمع العربى و العالمى ..


    *****

    إن الإشارة لمنابع التدفق الأدبى و الفكرى الحقيقى ، بوصفها متفجرة من القاعدة الشعبية ، لا من الأوراق الجافة فى الأنظمة العربية ، يعنى أننا سنذكر أسماء حقيقية ، تستحدث أدباً عربياً خالصاً ، ترتبط بالمجتمع و الواقع ، لا يتأثر بما هو خارجى ،بل إنه معد للتأثير فى الأدب الخارجى ، و لذا فحينما ذكرت الشاعر/ محمد الشحات محمد ، بوصفه مخترعاً لهذا النوع الأدبى " القصة الشاعرة " .. سوف أذكر أسماء متعددة من أنحاء الوطن العربى الكبير ، فمحمد الشحات محمد من مصر ، و كذا د. خالد البوهى ، و الشاعر أحمد السرساوى ، و د. بيومى الشيمى ،أماَّ من الجزائر الشاعرة صليحة دحمان ، و الشاعر إلياس بن سالم ، و من سوريا المبدعة أمان السيد ، و الشاعرة ريمة الخانى ، و من فلسطين و الأردن المبدعة ربيحة عبد الوهاب الرفاعى ، و من السعودية الشاعر صالح طه ، و من اليمن المبدعة جميلة الرجوى ، و إذا كان هؤلاء هم السابقون السباقون ، فلا زالت هناك تجارب تبدو على استحياء كالشاعرة المصرية نورا جويدة ، و الشاعرة السعودية وداد الشمرى ،
    و الشاعرة اللبنانية فاطمة شرف الدين ، والإماراتية المبدعة المجددة خولة الراشد ، و شعراء العراق فى المهجر كسعد الجاسم و بلقيس الجنابى و الشاعرة اليمنية السعودية الرائدة يمنى سالم دحروج ، والشاعرة السعودية التى تسير بخطى ثابتة نادية اسماعيل و غيرهم كثيرون فى أنحاء الوطن العربى ..
    و سوف تتناول الدراسة نصوصاً لمعظم هؤلاء الشعراء ، لتقديم النموذج المنتج كنص لهذا النوع الأدبى المستحدث ، و عرضه على مسبار النظرية النقدية الخاصة به التى تناسب هذا الفن .

    يبدو أن المعين النقى لهذه التجربة الأدبية الرائدة ،لا زالت الأحجار السوداء تشكل سدوداً و حدوداً و حواجز بين النص المخترع المنتج ، و بين المتلقى المريد لسلعته الحقيقية ، والناقد المفند للرؤية والمساعد على العرض والضبط ... ، و من العجيب أن الثورة الأدبية تنتج هذه النصوص ، و لازالت ثقافة النظام تحرق كل ورقة جديدة و كأن الأمر قد دبر تدبيراً محكماً بليْل مظلم ،و لكن رغم إحكام هذه المؤامرة ، و اشتراك بنى الجلدة فيها ، و بسط الموائد الطازجة الجديدة ، إلا أن الذين جلسوا على الموائد القديمة ، هم أو معظمهم من يجلس على الموائد الجديدة ...
    و سوف يندفع النهر ، إلا أننا لابد أن نسجل إشارتنا ... ،
    و نحذّر من أن التاريخ –ربما- يسرق مرة أخرى ، لينسب الاختراع إلى غير "محمد الشحات محمد" ، و رفاقه الذين تبعوه.


    (للحديث بقية)

  2. #2

    رد: القصة الشاعرة ... نحو نظرية عربية/ د. رمضان الحضري

    القصة الشاعرة بين التشكيل و الغاية ...




    تهدف القصة الشاعرة إلى رسم الواقع للكشف و الإمتاع ، من خلال إستخدامها لتقنيات نص (القصة الشاعرة).
    و ينفتح النص من خلال الكشف عن شبكة العلاقات الدقيقة التكوين التى تنتج من ترابط المتواليات الجملية ، بإعتبار أن الجملة هى وحدة التحديد للعلاقات فى النص ، الكلمة هى مظلة الممتدة فى النص (القصة الشاعرة)
    بإعتبارها متناولاً مستحدثاً فى الإستخدام و مختلفاً فى وجوده فى النص ، حيث تصبح محددات الكلمة جهات أربعة ، كما سبق الإشارة إلى ذلك فى البحث الأول ، و هذا يعنى أن تجليات التشكيل فى النص لا تبحث فى المفردة بإعتبارها بنية صرفية ، أو مركبة نحوية ، بل سيبحث فى الكلمة باعتبارها (عاملاً نصياً) ..




    العامل النصى فى "القصة الشاعرة" :-


    إن الإشارة إلى الكلمة فى النص لتمكينها من وظيفة العامل النصى ، تعنى ضرورة تأهيل هذه الكلمة لتفويضها بالإتجاه إلى الهدف الجديد المعلن ، حيث إن النصوص الأدبية السابقة عليها (شعراً - قصةً - مسرحيةً - نقداً تقليدياً) ربط بين الكلمة ودلالتها الثنائية فى اللغة و الكلام ، و هو ما نسب إلى دوسوسير ، الذى تأثر بالخصائص عند إبن جنى _ رحمه الله _ و المفردة لغة أو كلاماً لن تصبح فى نص ( القصة الشاعرة ) مرتبطة بالمعجم اللغوى ، بشكل متماس أو متلاصق ، بل إنها مستقدمة لوظيفة جديدة ، و هى ما إصطلحت على تسميته (بالعامل النصى ) ، حيث تتحول المفردة إلى ضرورة نصية لا بالوجود و لا بالحذف ، و لكن بالترابط مع غيرها بخيط عريض أو رفيع ، و لكنه فى كلتا الحالتين لابد أن يكون متيناً .
    و تتضح تلك الترابطات من فهم كيفية تأهيل العامل النصى ، و ضبط إيقاعه ، و تقديم زاوية جديدة للتشكيل فيه ، فتعنى المفردة تجربة غير مكررة ، تفصل بين عبقرية الفهم و الإختراع و الإستحداث ، و بين الموهبة المؤثرة فى المتلقى ، ولذا سوف تتحول المفردة فى نص ( القصة الشاعرة ) مفردة مزدوجة الوضع ، لتصبح مادة ترابط منطقية صحيحة ، و مادة إمتاع تصويرية إيقاعية ، و هذا ما يجعل المفردة فى النص المقصور تقترب من الأداء الجملى فى المعنى ، حيث إن ترابطاتها مع غيرها من مفردات النص فى المتوالية و المتواليات السابقة و اللاحقة ، تجعلها مظلة لا يمكن الإستغناء عنها فى النص ، و هذا ما قصدت إليه فى تسمية الكلمة فى نص ( القصة الشاعرة) بـ(العامل النصى).

    •العامل النصّي في نص "خلف الساتر"

    يقول النص : -

    "كانتْ قد صفّتْ موروثاً عنْ آخر محميّاتِ الورقِ السالف ..،وصفتْ في تقريرِ الإخلاءِ مواعيد الحربِ على السدِّ ومصفى الوادي وجدار المنطقةِ الخضراء ..، توالت مسْودّاتٌ للفكر القوميِّ وإعلان الرفض لمشروع معونات الشعب الزاحف ، هجم السيلُ ، وعادتْ خلف الساتر."

    هذا نص القصة الشاعرة لمُخترع هذا الفن الكتابي و رائده "محمد الشحات محمد" ، و النص مُختصر مُكثّف ، و الكلمات لا تتجاوز الأربعين كلمة ، و تقسيمها كالآتي:
    أسماء 25 اسماً ، أفعال ماضية ستة أفعال ، حروف 11 حرفاً ، تكرار تاء التأنيث خمس مرات ،وتكرار واو الجماعة أربع مرات ، بالإضافة إلى استخدام الضمائر المستترة ، و تكرار الضمير المستتر أربع مرات .. ،
    فنسبة الاسم إلى الفعل أربعة : واحد ، ونسبة الاسم إلى الضمير ستة :واحد ، و نسبة الاسم إلى الحرف اثنان : واحد ،
    يلاحظ أن هذا النص "نص اسمي" يتغلب الاسم على غيره من الكلمات بالنسب المذكورة سابقاً ، فالموروث يرتبط بآخر ، و آخر مرتبط بمحميات ، و محميات ترتبط بالورق ، و الورق مرتبط بالسالف ، و كل ارتباط للاسم بالأسماء الأخرى إنما هو اندماج فيه ، لا خارجاً منه ، فالموروث مندمج في محميات الورق السالف ، فإذا أخذنا المتوالية الأولى المركبة من مجموعة من العوامل النصية (المفردات) ، و هي :-

    "كانتْ قد صفّتْ موروثاً عنْ آخر محميّاتِ الورقِ السالف" ، فالعامل النصي (كانت) مرتبط بسابق محقق ، و إن كان افتراضيا ، هذا السابق المفترض هو "عامل نصي" لا يُمكن إهماله ، فوضعية المتكلم ، و الموصوف ليست واحدة ، و لكن بينهما مسافة لا يُمكن تحديدها بالبعد أو بالقرب أو التداخل أو التماس ، لكن هناك عاملين محقّقين رغم افتراضهما ، يؤثران في العامل المكتوب الأول "كانت" ، و إذا أخذنا "كان" على أنها فعل ماضٍ ناقص ، و الضمير المستتر اسمها ، فهنا بحث في المبنى و المعنى ، أما إذا لاحظنا أنها متراكبة مع كلمات "عوامل نصية" سابقة و لاحقة ، سيتضح أن كان هنا لا تعطي الفعل الماضي الناقص (بمعناه النحوي) ، و لكن تقدم كلمة "كان" هنا ارتباطاً بين عاملين سابقين على الكتابة و عوامل تلحقها في النص ، فتقدم كان معنى للزمن الحاضر ، و هو زمن القراءة و التلقي ، فتحمل كلمة "كان" معنى "مازال" معها ، و كذا جملة الخبر الفعلية "قد صفّت" ، و يجئ العامل مورورثاً ضبابياًّ ، فهو لا يُمكن تحديده بالقلة أو الكثرة ، و لكن تحديده في النص هنا هو "الأهمية" ، فهذا الموروث الموجود في النص موروث هام ، وتجئ العواملُ هنا كأنها تشير إلى الندمية ، من إيقاع يضرب كفاّ بكف بسرعة و لهفة (كانت قد صفّت موروثاً ، فاعل – فاعل – فاعل – فاعل ، تك تك – تك تك – تك تك – تك تك) فالتخالل و الدلف بين العوامل النصية بافتراضات حقيقية أثرت في المنطوق الصوتي الذي يشبه ضرب الكف بالكف ، و جعل نص "القصة الشاعرة" أساساً لفهم جميع النصوص الأدبية السابقة له ..

    (و للحديث بقية)
    </b></i>

  3. #3

    رد: القصة الشاعرة ... نحو نظرية عربية/ د. رمضان الحضري

    العامل النصي في نص "على ثراها"



    هذا نص من " القصة الشاعرة " للمبدعة / ربيحة الرفاعى تقول فيه :-

    "على أملٍ بأن غدا سيحمل نكهة أحلى، توضأ ثم نحو البيت سار بخطوة عجلى، يصارع فكرة التضييع كيف "أتى الذي ولّى"، وكيف القوم باعوا القدس في ترنيمة القتلى، وكيف أتى بنو صهيون كيف استأسدوا في الناس تنكيلا وكيف بغزة الثكلى أقام العزل والتجويع، والإقدام ما كلََّ؟!، وعند الباب غازل غصن زيتون على كتف الجدار أقام واستعلى، تأمله بإعجابٍ وفي ظل استدارة أمه الخضراء أغرق في تسابيح قبيل العصر ثم بظلها صلى .."

    يشتمل هذا النص على أربعين اسماً ، و ثمانية عشرة فعلاً ، خمسة عشرة فعلاً ماضياً ، و ثلاثة أفعال مضارعة ، كما يشتمل على واحد و عشرين حرفاً متوعة بين حروف الجر و العطف و التسويف ، بالإضافة إلى أربع كلمات ظرفية ، و أربعة عشر ضميراً ، الظاهر منها أربعة ، و المستتر منها عشرة ..
    فنص القصة الشاعرة .. هنا ( نص اسمى ) و قد سبقت الإشارة أن تغليب الاسم فى النص يعني الثبات ، و الثبات هنا لا أقصده ثباتاً فى النص ، بل هو ثبات فى وجهة نظر مبدع القصة الشاعرة ، و لذا فلى أن أدّعى أن هذا النوع من الفن المستحدث إنما هو نوع يميل إلى المنطقية العقلية أكثر من ميله إلى الوجدان ، و إن كانت الصورة و الإيقاع يمثلان تحريكاً كبيراً للوجدان ، إلاّ أنه سوف يعتمد على الفكر العقلي ، من خلال استجلاب العامل النصي ، و هذا النص الذي نقف بين يديه تأتي النسب الكلامية فيه كالآتي :-
    نسبة الاسم إلى الفعل هي إثنان : واحد ، نسبة الفعل الماضي إلى الفعل المضارع خمسة : واحد ، نسبة الاسم إلى الحرف إثنان : واحد ، و في حين تكون نسبة الفعل إلى الحرف هي واحد إلى واحد نجد أن نسبة الاسم الى الظرف عشرة إلى واحد ، و نسبة الاسم إلى الضمير ثلاثة إلى الضمير ، و نسبة الضمير المستتر إلى الظاهر هي ثلاثة إلى واحد

    و يمكننا أن نستنتج من هذه الاحصائية التائج التالية :-

    * - تغليب استخدام المفردات الاسمية تعني ثبات و ثبوت وجهة نظر الكاتبة
    * - النسبة بين الأسماء و الأفعال تعني أ هناك كثرة عددية و قلة حدثية ، و بعبارة مبسطة ، فإن عددا كبيرا من الناس لا يتناسب عددهم مع أفعالهم
    * - النسبة بين الأسماء و الحروف تبين حاجة الكلمات إلى التعالق ، و هذا يعني أن الترابط بين المفردات جاء ترابطاً واضحاً إلى جانب الترابط الخفي
    *- النسبة بين الاسم و الظرف تقدم نموذجاً على وقوف الحركة في النص ، و أن الحركة مهما زادت فَلَن تتعدّى الأزمنة و الأمكنة المحدّدة للنص
    * - النسبة بين الأسماء و الضمائر تعني أن هناك مشاركة لعوامل نصية خارج النص الكتابي تشارك في هذا النص الكتابي .... وتؤثر فى خطابه ... باعتبارها جزء من الخطاب .
    * - الزيادة في استخدام الضمير المستتر عن الضمير البارز و الظاهر تعني أن الفكرة رغم ثباتها في عقل المبدعة إلاّ أنّ المُبرّرات و البراهين المقدّمة تحتاج إلى إيضاح أكثر
    * - زيادة استخدام الأفعال الماضية عن الأفعال المضارعة توضّح أن المبدعة تغوص في الماضي بدرجة أكبر من وجودها في اللحظة الآنية ، و يبرهن على ذلك عدم ذكرها لفعل أمر واحد على الرغم من أنها حاولت في المتتالية الأولى (الجملة الافتتاحية) أن تستشرف المستقبل ، وذلك من خلال ذكرها للعامل النصي (سيحمل) ، و هي فعل مضارع يعبر عن الآتي و يحاول أن يتعدّى الحاضر إلى المستقبل باستخدام حرف الاستقبال (السين)

    * لاشك أن التكثيف في نصٍّ ما يتكون من سبعة أسطر .. تجعله يحتاج في شرحه و نقده و تأويله إلى سبعين صفحة ، و هذا هو ما يُقدّمه نص "القصة الشاعرة" ، و تبدأ المبدعة نصها بـ "على أملٍ" : "غداً"، و ينتهي بـ "ثم بظلها صلى" ، فيكون واضحاً ما بين المفتتح و الخاتمة أن المبدعة تستهل نصها باستشراف المستقبل القريب جداًّ من خلال غداً" ، و هي "عامل نصي" مُعرف على تنكيره ، و يقصد به اليوم التالي ، فكلمتا غداً و أمس من الكلمات التي إذا نكّرت عرّفت ، و إذا عرّفت نكرت ، فحينما أقول الغد أقصد به مطلق الزمن بعد اليوم ، أما إذا أردت تحديدها بأنها اليوم التالي لهذا اليوم فأقول غداً ، و لذا فإن غداً للمستقبل القريب جداًّ ، و الغد للمستقبل البعيد ، و كذا أمس و الأمس .
    و تؤكد المبدعة ذلك المستقبل القريب باستخدامها (السين) فى (العامل النصى) الذى تلا (العامل النصى غداً) مباشرة ، مما يعنى أنها تحاول أن تندفع إلى المستقبل لتتجاوز الماضى و الحاضر .. لكنها لم تستطع التخلص من ربقة الماضى ، و لذا جاءت الخاتمة غائصة فى الماضى ، و إستخدام الفعل (صلى) تعنى الركون للقوة ، و فعل الخير ، و اللجوء إلى الدين كمخلص من القهر البشرى ، و ربما هى إشارة إلى فساد الواقع ، فوجب الهروب منه إلى ما هو خير و فلاح ..
    إن الإندماج و التداخل بين (العوامل النصية الاسمية) يعنى التخالل فيما بينها ،
    (فالبيت _ القدس _ غزة _ الجدار _ زيتون _ الخضراء _ تسابيح _ العصر _ ترنيمة _ القتلى _ العزل _ التجوييع ).
    ذكر هذه الأسماء فقط يجعلك تعرف أن نص (القصة الشاعرة) هنا " إنما يتناول موضوعاً خاصا بفلسطين
    الحبيبة .. دون توظيف للمفردات اللغوية لتصبح داخل المتواليات عوامل نصية . و هذا يدل على إرتفاع الصوت ، و إستخدام العوامل النصية المرتبطة بالواقع الحقيقى . .
    و تستخدم مبدعة ( القصة الشاعرة ) : ربيحة الرفاعى ... تفعيلة (مفاعلتن) فى الرسم الإيقاعى ، و إذا عرفنا أن هذه التفعيلة تأتى بها موسيقى الجنائز سيصبح الأمر أكثر وضوحاً :
    فحينما تقول (على أمل بأن غداً سيحمل نكهة أحلى _ مفاعلتن _ مفاعلتن _ مفاعلتن _ مفاعلتن )
    و تصبح الضربات الإيقاعية على هذا الشكل :-
    (تتك تتتك _ تتك تتتك _ تتك تتتك _ تتك تتتك ) .

    يمكننا الإحساس بالضربات بهذا الشكل أكثر من الإحساس بها فى النص ، حيث أن التثاقل فى النطق هنا .. لن يقابله تثاقلا وعيبا فى نطق النص ..... الا أن التثاقل الايقاعى فى نص القصة الشاعرة يؤثر فى الحس والشغور نفس تأثير هذه الصعوبة فى النطق واصابة الرأس بالألم ... ولذا فحينما تاتى عوامل نصية ... بمعان تقدم التفاؤل والأمل والسرور ... على ايقاعات هى جنائزية تؤثر فى الشعور من خلال هذه الايقاعات فكلمة الخضراء _ سيحمل _ نكهة احلى _ كل هذه عوامل نصية لاثارة الأمل والتفاؤل الا أن تأثرها بالايقاع فى المتتاليات النصية جعلها تقدم حزنا طويلا... طويلا...


    وللحديث بقية....

  4. #4

    رد: القصة الشاعرة ... نحو نظرية عربية/ د. رمضان الحضري

    الذاكرة العربية و القصة الشاعرة



    * إن "فن القصة الشاعرة" رغم إشارتي له بأنه وُلدَ عملاقاً ، واضح المعالم في ذهن مخترعه المبدع محمد الشحات محمد إلاّ أن معظم من كتبوا بعده لازالوا لم يوازنوا بين متطلبات هذا الفن و إمكاناتهم الخاصة ، فالشاعر يقصّ شعره ، والقاص يُشعر قصته ظناًّ منهما أن ذلك يُدخل النصوص المنتجة بهذا الشكل إلى فن "القصة الشاعرة" ، و ذلك يجعل الأمر غاية فى الخروج من هذا الفن ، حيث ستظل القصيدة شعراً ، وإن استخدم فيها عناصر قصصية كالسرد و الحدث ، و تظل القصة حكاية ، على الرغم من استخدام الصور و عناصر الخيال الشعرى ، وستظل القصة الشاعرة فناًّ كتابياًّ بذاته ، و له مقومات نجاحه و تقنياته الخاصة به ،
    و إن لم تكن "القصة الشاعرة " هى بؤرة النقد عندى - و لا زال الأمر كذلك - فإن الأمر بعفوية مطلقة يتموضع فى النقد الأدبى العربى الحديث ، الذى يعانى منذ قرون من السطو و القهر و التثبيط ، و أكرر ( إن الأمر دبر بليل مظلم ) و لا زال المدبرون يستخدمون سلطانهم .... بيد أن الكشف عن المؤامرة أحدث جواً مريحاً فى القاعدة الأساسية للنقاد الحقيقيين و خاصة بعد أن كشفنا سوء النية و استمرار سوء النية و سوء القصد ..
    و قد أشرت فى دراستى للخطاب الروائى إلى أن الأوربيين سرقوا عبد القاهر و الجاحظ و ابن قتيبة و ابن سلام الجمحى و ابن طباطبا العلوى و ابن جنى و المتنبى و أبا العلاء المعرى ،و ابن الرومى و غيرهم فى الأدب ..
    كما سرقوا إخوان الصفا و ابن سينا و القارابى فى الفلسفة ،ناهيك عن طمس ابن النفيس و ابن الهيثم و الرازى فى العلوم الطبيعية .
    و لأن دائرة الضوء العربية جاءت من الإسلام الحنيف فلم يتفهم الأوربيون و المستشرقون بصفة خاصة " منهج المفسرين للكتاب العزيز " و هذا اعتقادنا فى الكتاب ، "و الله من ورائهم محيط . بل هو قرآن مجيد فى لوح محفوظ " و كذلك " لايأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه تنزيل من حكيم حميد " .
    و لأنه لم يفسر كتاب فى التاريخ ، و لم يتناول علماً و كتاباً بالتأويل قبل القرآن الكريم ، فإن أول الذين تناولوا نصوصاً حقيقية لغوية ، هم العرب ..
    فالعرب هم الذي أصَّلوا لتناول النص المكتوب أو المسموع ، و هم الذين تناقلوا ثقافة الشفاهية و الثقافة الكتابية، و هذا يجعلهم حتى هذه اللحظة أصحاب السبق و القيادة للأمم جميعاً ..

    سيخرج علينا من يقول إننى أتجنى على الآداب الأوربية ، و بخاصة ( الأنجلو أمريكية ) حيث إننا فى عصر العولمة الأمريكية ،و الأمر ليس كذلك بالمرة ..
    إن الذين يشيعون هذه الثقافة هم من فقدوا الذاكرة العربية ، و يحاولون أن يفقدوا غيرهم هذه الذاكرة ، و حسبنا أن نتذكر ، ذا فعل التتار بكتب بغداد ، و أن نعلم أن المخطوطات العربية فى المكتبات الأوربية أضعاف أضعاف المخطوطات فى المكتبات العربية ، و سؤال طفولى : أين تاريخ فلسطين قبل الاحتلال الصهيونى ؟
    أين المخطوطات العراقية بعد الاحتلال الأمريكى ؟
    و سؤال يحتاج إلى إجابة دافعة :-
    كم عدد المخطوطات العربية بمكتبة برلين ؟ و كم عدد المخطوطات الألمانية بها ؟
    و السؤال نفسه ينطبق على المكتبة الأهلية الأسبانية بمدريد .

    إن العذاب يطاق غير مضاعف ... فإذا تضاعف صار غير مطاق

    و منْ هنا أؤكّد أنه لابدّ من الالتفاف حول الجنس الأدبي الجديد "القصص الشاعرة" ، و مُخترعه محمد الشحات محمد قبل أنْ تَتَلقّفه أيادٍ غير عربية .. ، أماَ آنَ الأوان للحفاظ على الذاكرة الإبداعية العربية يا عرب؟



    العامل النصى فى : " لنبدأ من جديد "

    هذا نص " القصة الشاعرة " للمبدعة السورية ريمة الخانى تقول فيه :-

    "واختفى ضبع الليالي خلف درب كاد يهوي من عوينات الضنى ، فاتخذت روحي سراديب حدادي ومزايا السحر غابت ، بينما لاح الحضور الآن صبحا يحتوينا من جديد ..، قلت رمزا : " إن نويت العوْدَ مهلا ، واجعل العود يغني كلما تسابق الدنيا لدينا ..، ألف سابقني وكن بعدك عني مستكينا وأجبني..، ما شعور اللا شعور اللا يبالي ؟" كان رعب قد تولى وتولى السهم بعد الذبح عشق القلب إيمانا به لولا هوى حملي ، وتاهت سدرتي الأولى ارتحالا لكأني أمسح الذنب التلاقي .. لم يكن لي في خيار الخير إلا رفقة منه تراءت كانبثاق النور ليلا ، فاتني البوح ، فلملمت عناقيدي ..، مضيت الآن كي أبدأ حلمي من جديد ، أذن الفجر اغترابا ، غربت شمس وصاحت نجمة الشوق ..، تدلى سقف ها (القائد يحيا) ..، عدت قسرا حيث عدنا."

    يختلف هذا النص عن النصين السابقين ، فهو يقترب من " النصوص الاسمية الحرفية " ، و قبل تناول هذا النص تجدر الإشارة إلى أن فن " القصة الشاعرة " لم يتبلور كفن واضح فى أذهان بعض المبدعين ،
    أشير قبل أن أتناول " القصة الشاعرة " عند ريمة الخانى لأسباب تجول فى نفسى ، و لا يمكن أن أفلت من ربقتها ، فالأمر جد خطير ، وقد أتى آوان الحصاد لزرعنا العربى ، أما " القصة الشاعرة " التى بين يدينا ، والتى أثار عنوانها شجون ما تحدثت فيه سابقاً : " لنبدأ من جديد " ..
    يبدأ النص بقولها : " واختفى ضبع الليالى .... و ينتهى بـ ... عدت قسراً حيث عدنا " ..
    و فد طرحت آنفا أن هذا النص من نصوص ( الاسمية الحرفية ) أى تتقارب الأسماء و الحروف و تزيد الأسماء عن الحروف ، من خلال الإحصائية لهذا النص سيتضح الآتى :-
    عدد الأسماء ستة و خمسون اسماً ، و عدد الأفعال ثلاثة و ثلاثون فعلاً ، الأفعال الماضية أربعة عشرون ، و المضارع ستة أفعال ، الأمر ثلاثة أفعال ، ويأتى عدد الحروف متقارباً بعد الأسماء و الأفعال ، فيصل عدد الحروف إلى سبعة وثلاثين حرفاً ينقص عن الأسماء بعشرين و زيادة على الأفعال بأربعة .
    و تأتى الضمائر مساوية للفعل الماضى ، فالضمائر أربعة وعشرون ضميراً ، عشرون ضميراً بارزاً ، و أربعة ضمائر مستترة أما ( العوامل النصية الظرفية ) فهى ثمانية كلمات فقط ، و يمكن حصر الاستنتاجات من هذه الإحصائية منها :-
    * ميل القصة الشاعرة إلى الاسمية فى غالبيتها ، من خلال هذا النص ، و كذا النصوص السابقة .
    * إن الفعل كحدث يتحرك فى الظرف المكانى أو الزمانى ثلاث حركات .
    * إنّ النسب بين العوامل المختلفة تأتى كالآتى :-
    - الاسم : الفعل إثنان : واحد
    - الاسم : الضمائر إثنان : واحد
    - الاسم : الظرف سبعة : واحد
    - الفعل : الضمائر واحد : واحد
    - الفعل : الحرف واحد : واحد
    - الفعل : الظرف ثلاثة : واحد

    و قد استخدمت القصة الشاعرة التفعيلة " فاعلاتن " لتكون إيقاعاً ظاهرياً للنص ، إلى جانب الإيقاعات الداخلية فى الحروف ، باستخدام الطبقات الإيجابية و السلبية ، و التقابلات بين العوامل النصية ، و ذلك لإنتاج المتوالية المنصهرة و المندمجة فى بعضها ، و التي يتركب منها هذا النص .
    و قد استخدمت المبدعة ريمة الدلالات التراثية كتوظيف أساسى فى النص حيث استخدمت كلمة " ضبع الليالى" ،
    و هو المعروف لدى الحكماء العرب بأبى سحل الذى يحكم و لا يحكم و يشعر و لايشعر و يقضى و لا يقضى ، لكنه فى النهاية ، لا ينصف و لا يظلم ، و قد تناوله الأدب العربى القديم على هذا الشكل :-
    أن أرنبا وجد جزرة فأراد أن يأكلها ، فخطفها الديك منه فلطم الأرنب الديك على وجهه ، فرد الديك اللطمة للأرنب ، وقالوا نحتكم إلى أبى سحل ، وهو ضبع الليالى : ووقفوا
    أمام جحره و نادوا عليه :
    يا أبا سحل ، فخرج إليهما
    قالوا له : جئناك لتحكم بيننا .
    قال : فى بيته يؤتى الحكم .
    قال الأرنب : وجدت جزرة .
    قال أبو سحل : حلوة فكلها.
    قال الأرنب : لقد خطفها الديك منى .
    قال أبو سحل : أراد الخير لنفسه .
    قال الأرنب : فلطتمه على وجهه .
    قال أبو سحل : أخدت بحقك .
    قال الأرنب : فلطمنى على وجهى .
    قال أبو سحل : حر و انتصر .
    قال الأرنب : احكم بيننا .
    قال أبو سحل : قد حكمت .

    و هكذا فإن استدعاء التراث فى " القصة الشاعرة " عند ريمة الخاني جاء لتوضيح أن الحال هو الحال ...
    - فهل آن الأوان لغيّر من هذا الحال ، و نُحيي الذاكرة العربية بالاحتفاء بالقصة الشاعرة و مبدعيها؟
    - هل نلتف حول هذا الفن الكتابي كونه جنس أدبى عربى ؟
    - هل تشرق الشمس و " لنبدأ من جديد " ؟


    (للحديث بقية)

  5. #5

    رد: القصة الشاعرة ... نحو نظرية عربية/ د. رمضان الحضري

    السلام عليكم
    ومرور سريع
    ومازلت اتساءل لماذا هذا الهجوم الغريب على القصة الشاعرة؟
    مع التحية ولي عودة
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  6. #6

    رد: القصة الشاعرة ... نحو نظرية عربية/ د. رمضان الحضري

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريمه الخاني مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم
    ومرور سريع
    ومازلت اتساءل لماذا هذا الهجوم الغريب على القصة الشاعرة؟
    مع التحية ولي عودة
    و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

    القاعدة هي "كلُّ جديد مُحارب حتى يُصبح قديماً"

    فما بالك إذا كان الجديد هنا اختراع فن كتابي عربي؟

    و قد ذكر شيئاً من ذلك في الدراسة بالبراهين



    و بمناسبة العداء ، فقد أراد أحد المُشكّكين غرس فتنةٍ ، و ادّعى أن أحمد شوقي كتب "القصة الشاعرة" ، ثم ذكر بعض الأسماء المعاصرة مُدّعيا كذلك أنهم كتبوها .. ، و الغريب أنه كان يكتبُ تشكيكه بلغة أكّدت أنه غير مؤهل أصلاً ،

    فكان ردّي عليه كالآتي :

    "


    جاء في صحيح مسلم -رحمه الله- من حديث أخطب .. أن رسول الله صلى الله عليه و سلم حدّثهم عن الفتن التي تنتشر آخر الزمان ، و كان من جملة ما قاله صلوات الله و سلامه عليه : أن يُخوَّنُ الأمين ، و يؤتمنُ الخائن ، و يُكذب الصادق ، و يُصدّق الكاذب ، و يُسبُّ المتقون ، و تنطق الروبيضة ، قيل و ما الروبيضة يارسول الله ، قال التافه يتكلم في أمور العامة .. صدق رسول الله

    .....

    و حينما ظنَّ بعضهم أن أمير الشعراء أحمد شوقي كتب "القصة الشاعرة"
    بدا الجهلُ واضحاً في فهم ما الشعر، و من أحمد شوقي؟!


    و لذا انتظرتُ عنوان "القصة الشاعرة" من أحد المبدعين المذكورين ، أو غيرهم ، أوحتى دراسة مُعنْونة ، أو مقالاً ، وذلك قبل نشْري للموضوع في عام 2007 ، ولم أجد ، و لن أجد


    و حينما نظَّر د. رمضان الحضري لهذا الفن الكتابي الأدبي الجديد ، و كلنا يعرف أنه يكتب العلم ، ولا غيره ، و يدرك ذلك مَنْ على الساحة الأدبية أو معظمهم ، فإنه يُؤرّخ لنوعٍ أدبيٍّ جديد ...

    إن إشارة الحضري في أكثر من مرة للمتسلقين ، و نشره دراسته هذه في يوليو 2010 بعد المؤتمر الأول للقصة الشاعرة بثلاثة أشهر ، من خلال تناوله لأعمال مبدعيها ، و على رأسهم مُخترع هذا النوع الأدبي الجديد "محمد الشحات محمد" يؤكّد حصافة هذا الناقد ،
    و هل هناك مَنْ تحدث عن هذا التنظير للقصة الشاعرة بهذا المستوى المُبتكر في إبداع "الشحات" و تنظير "الحضري"؟ ،

    و هل أحدهما لم يقرأ شعر شوقي؟

    و على عِلْمي أن الحضري يحفظ معظم شعر شوقي حتى المسرحيات .. ، و هو يعرف كلّ الأسماء المذكورة سوى كاتب الردّ ،

    و حينما سألته عن ذلك قال إنه لا يركن إلى باطوس ، و أن قافلة الأسود لا تنتبه إلى بول شاةٍ في الطريق ،

    فالأهداف واضحة و مُحقّقة .

    أماَّ ما يُزعج المبدع الحقيقي أن مَنْ لا يعرفون و يهرفون يتحدثون في الأدب بغيره ،

    و لا يُدركون لغتهم العربية .. ، فالردُّ بلا علامات ترقيم ، أو معرفة الفرق بين الضمائر ، أو إدراك أنواع الهمزة ، أو الفرق بين ألف الوصل و همزة القطع ، و لا كيف تبدأ الجملة العربية أو تنتهي ،

    ثمّ يكتب ملحوظات عن أحد أعمدة الأدب العربي الحديث ، و هو الدكتور رمضان الحضري


    أُحييك د. رمضان الحضري على مجهوداتك ، و أنت الذي علّمتنا في مواقف الجهل بأننا لا نركن إلى الجهلاء

    ...........



    و هذا بعض مِماّ يُقابله مُبدعو "القصة الشاعرة" من عداء

    و لكن المهم :


    إنّ للحديث بقية مع "القصة الشاعرة ... نحو نظرية عربية"



    دمتِ بخيرٍ أستاذة/ ريمة الخاني




    في انتظار عودتكِ الغراء

  7. #7

    رد: القصة الشاعرة ... نحو نظرية عربية/ د. رمضان الحضري

    المتواليات النصية فى القصة الشاعرة

    جاء التناول السابق " للعامل النصى " فى القصة الشاعرة ، كشكل تنظيرى لاعتبارات هذا الفن ، و لكنه تنظير غير ملزم فى تحليل نص " القصة الشاعرة " و قد أشرت إلى ذلك ، حيث يمكننا الاعتماد على العامل النصى بصفته المكون الرئيسي فى هذا النوع الأدبى .و بالتالى فقد تم الربط بين العوامل النصية على أساس أهميتها فى النص ، و اندماجها مع الكل النصى ، باعتبارها لبنات فى المتوالية النصية ، حيث إن المتوالية النصية ، تتكون من مجموعة من العوامل النصية المندمجة لتكوين المتوالية ،التى تمثل الحد الأدنى فى تحليل النص فى هذا الفن ، و لا يمكننا أن نعتمد على تقليدية التحليلات ، أو اقتباس التنظيرات الأجنبية لتحليل الجملة العربية ، كما فعل كثيرون ، أمثال صلاح فضل ، و نبيلة إبراهيم ، و السيد البحيرى ، و سعيد يقطين من المغرب ، و عبد الملك مرتاص من الجزائر ، و محمد برادة من سوريا ، و غيرهم كثيرون فى النقد الحديث .
    حيث إن هؤلاء السابقين التزموا النظريات الأجنبية فى قراءة النص العربى ، و لهم العذر فى النقل و التطبيق ، و لكن من غير المعقول تطبيق نقديات لغة على لغة أخرى ، أو التطبيق لمنظومة أدبية على منظومة مغايرة لها .
    فالفرق بين الأدب العربى و الأدب الغربى ، كالفرق بين الإنسان العربى و الإنسان الغربى تماماً.
    و كالفرق بين المجتمع العربى و المجتمع الغربى .... و هو نفس الفرق بين اللغة العربية فى منطوقها و تأثيرها و بين اللغة الإنجليزية كذلك .
    فكلمة شجرة فى اللغة العربية سيتم ترجمتها إلى tree بالإنجليزية ....
    ما العلاقة بين الكلمتين فى الصوت ، و فى التأثير ؟ و الذى لم ينتبه له النقاد حتى الآن أن الصوت فى النص الأدبى ، و اللون و الصمت ، و الحركة تحدث تأثيرات عميقة فى نفس المتلقى شفاهة و سماعاً ، أو قراءة و استغراقاً .... و ربما يكون هذا من خصائص لغتنا العربية أكثر من غيرها .. و كان العربى القديم يتفهم ذلك جيداً بفطرة لا تحيد ، و تذكر الروايات ، أن " الخليفة المأمون " أراد أن ينصح واليه فى " قم " ، فلم يطاوعه التعبير فى النصح فكتب إليه " أيها الوالى بقم ، قد عزلناك فقم " فقد حافظ على لغته أكثر من محافظته على منصب واليه ..
    من هذا المنطلق سنجد أن بعض الشعراء يكتبون شعر التفعيلة ، و يخرجون به عن مضمون الشعر ، تجاه الدراما ، أو تجاه السرد و العرض ، و هذا ما يحدث غالباً مع الشاعرة الجزائرية ، صليحة دحمان و التى سوف أتناول نصوصها لإبراز المتواليات النصية فى خطو تجاه تحديد المنهج ....

    تقول صليحة دحمان في قصيدتها "هكذا الألوان"
    من يخبرنى بامرأة قبلى ؟
    غزلت أشكالاً و حروفا
    كى تدخل حجر الضب
    توسعه بقياس الحضر
    هل يتلائم مع هذا الجيد الثورى ؟؟
    كى تلج الغيبوبة
    نانئة وسط نباهة تلك التجاعيد فى عقلها
    و مساحة البحر
    ترج بجرس خيالى رجا
    و تنافح بالحرف ضد الريب
    و تصيب .. بسهم مقتل خانس
    أخيراً ... يتجلى الضوء .... يبين
    و عرامة أوهام .... و غروز شجن
    إنهما ينفلقان
    فيصيران ضدين للون الفجر
    تتعقبه بشعلة شمس ... ينشق بحزم الصمت
    ينعتق الأمل القادم .. من جوف الأسر
    و القلب المرهق بالأمل .. يغفو .. يغ ف و ...

    وتقول كذلك في نص تجريبي بعنوان "رقص المقتول" :-

    "جسد منصوب كالآلة ، يتحرك كالآلة ، تمثال أجوف ، و الخطر كل الخطر أن تدنو منه ، و أنت تحمل فى إحدى يديك عود الكبريت ، سيطير و يهبط ... يظهر أو يتخفى ، ما هذا جسد بل عفريت .. الضفدع نق .. هات يديك لكى نعبر .. لا تتأخر .. فى الضفة لا زال النورس يتتبع مركبه المشحون بماضٍ ، فالتلميذ يعاقب أستاذاً كان الأنبل .. ليس توجهك صحيحاً .. در لا تتقدم أو تتأخر .. حتى اللقلق لم يجلب بعض الأطفال ، بجزدانة حتى الناى لا يدرك موسيقى خزامى .. هذان عجوزان كان ( الكتشبان ) اللعب الأفضل لهما .. انظرهاكم من رشدوا فى المقهى" ..

    هذان نصان للشاعرة الجزائرية الرائدة صليحة دحمان .. و قد نشرت النصين باعتبارها من شعر التفعيلة ، رغم الفارق فى التقنية و التشكيل كبير ، و هذا يعنى للنقد الأدبى العربى الشئ الكثير ، حيث إن كل موقف يفترض من التشكيل و الخطاب ، و الدوافع و الأسباب المؤدية إلى إيجاد هذا التشكيل ، هذا إلى جانب وجود لحظة قد تكون خفية لدى المتلقى ، و هى ظرفية انتاج النص ، فإن الادعاءات التى طرحت من علم النفس ....... سواء السلوكى أو الاستبطانى ، غير كافية لتبرير إيجاد النص الأدبى بطريقة ما ، فبعضهم نظر إلى أن الأديب يحتاج إلى شهرة أو متنفس أو غوص فى الذات أو نقل التجارب للآخرين ، و هذه التبريرات جميعها قد لا تنطبق على النصوص الأدبية العربية ، وإن انطبق بعضها ، فالنص لا يمثل حاجة الأديب للقول ، بقدر ما يمثل اعتراض المنتج على مشهد أو انفعاله به ، أو مشاركته فيه ، و إرادة التعبير ، و الرغبة فيه هنا تكمن من إحساس الأديب أن منطقة ما يملؤها الفراغ ، أو أن العيون ترى ما لا يجب أن يرى ، و العقول تفكر فيما لا يجب التفكير فيه ، أو محاولة الاندساس بين الجمهرة الأدبية ، و هذا ما يحدث مع المبتدئين غالباً .. أما الناقد العربى فإنه يبحث فى الكلام لا من خلال اللغة المتعارف عليها ، و لكن من خلال الرسالة و الموقف ، حيث إن هناك رسائل كثيرة تحمل مواقف سابقة ، و تصبح ارهاصات لمواقف لاحقة .. ففهم النص فى غير مواقفه المحددة ، يجعل الناقد خارج دائرة النص ، و يجعل النص خارج الدائرة الأدبية ...

    و سوف أقدم مثالاً حياً لذلك ، فحينما سمع عمر بن الخطاب - رضى الله عنه – بعض الناس فى المدينة المنورة ، و هم يضحكون ليلاً ، ضحك الثملة ، و يتناولون الخمر ، و يهرفون بما لا يعرفون طرق الباب عليهم فلم يفتحوا
    فتسلق السور و دخل عليهم ، فقالوا له ألم تستمع إلى قول الله سبحانه و تعالى فى سورة المائدة الآية (93):" ليس على الذين آمنوا و عملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا و آمنوا و عملوا الصالحات ثم اتقوا و آمنوا ثم اتقوا و احسنوا و الله يحب المحسنين " ....
    النص المجيد واضح أكثر من وضوح الشمس ، أنه لا ذنب على شارب خمر اً و أكل ميتة إذا كان مؤمناً ، و يعمل صالحاً .. و لكن حينما تبين أن النص نزل حينما سأل بعض الذين كانوا يشربون الخمر قبل دخولهم الإسلام هل غفر الله لهم ذنوبهم ؟ بعد أن تركوها أم لا .. سنفهم أن النص يتحدث عن حادثة ماضية ، و يؤصل لفقه مستقبلى ، ففهم النص هنا على معناه اللغوى ، يبيح المنكرات و المسكرات و كثيراً من المحرمات ، و لكن للنص إطارا قبليا لا يفهم المضمون إلا به ...

    و لله المثل الأعلى ، و لقوله الكمال ، و لرسوله حق الاتباع علينا ،

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    هذا ما دعانى إلى أننى فى أكثر من مؤتمر أو محاضرة أو غيرهما أدعو إلى استثمار فهم أئمة التفسير فى تناولهم للنص القرآنى ، و لذا فإنهم - أعنى المفسرين – جميعاً كانوا يستعينون ، بالشعر العربى ، و النثر القديم ، للتوصل إلى جوهر الكلمة ، و تعدد اشعاعتها ، فهماً منهم لمقومات اللغة العربية ، و هذا ما دعى بعض الموالى الأغراب عن اللغة العربية إلى ترك لغتهم الأصلية فارسية أو يونانية أو غيرهما ، و التمسك باللغة العربية ..
    بل و التأليف بها ، حيث إن اشتقاقات اللغة العربية ، لا تتوافر فى لغة أخرى فهناك أفعال لازمة ، و أخرى متعدية ،و تامة ، و ناقصة ، و زمنية ، و مشاركة و قابلية كل فعل للإضافة إليه ، أو الأخذ منه ، كل هذا لا يتوافر فى معظم لغات العالم كما يتوافر فى اللغة العربية ، و هذا ما دعانى إلى رفض تطبيق النظريات الأجنبية على أدبنا العربى الحيث و القديم .. و سأظل كذلك حيث إنها قناعة اعتقادية ، و ليس فكراً يظهر و يختفى من وقت لآخر .
    نص "هكذا الألوان" على تفعيلة الخبب ، و إن شابها بعض التحويرات بشكل مقصود من الشاعرة ، فى محاولة لكسر الإيقاع بانسياب الموجة و عدم ارتفاع نبرتها .. و يتضح ذلك حينما تقول :" كى تلج الغيبوبة .. ناتئة وسط نباهة تلك التجاعيد فى عقلها " ... فالنسق الإيقاعى تتخلى عنه الشاعرة فى محاولة لإبلاغ أن الموجة وصلت إلى شط الرمال ، فلم يعد يعنيها هذا الهدر الايقاعى فى وسط المحيط ، بل تحتاج إلى االراحة فى حضن الشاطئ النثرى ، و هذا نوع من التلوين المقصود فى الإيقاع بين الشعرية و اللا شعرية الايقاعية ، و لكن الصورة تربط بين الايقاع و اللاايقاع .
    و لا يمكن أن تتناول هذا النص إلا بوجوده فى شعر التفعيلة ، و التراث ، و ليس هذا من موضوع درسنا الأدبى.
    أما النص الثانى :- "رقص المقتول"رغم أنه شعر تفعيلة إلا إننى آثرت أن اتناوله ضمن درس المتوالية النصية في القصة الشاعرة نظراً لقربه منها

    و النص يتكون من أكثر من عشرين ( متوالية نصية ) ، يغلب عليها ، حلم اليقظة ، و التحاور مع المجهول أو البعيد الذى لا يسمع ، و قد سبق و أن تناولت نصوصاً للمبدعة صليحة دحمان ،و رأيت أن محيط النص ، و بؤرته ، إنما هو " ذات الشاعرة " فالشاعرة منبع و مصب ، و ذات و موضوع و فكرة و تطبيق ، حتى حينما تتناول موضوعات عامة ، فإنها لا تتناولها بصفة ذاتية ، بل تجعلها منطلقة من ذاتها ، و متجهة نحو الذات نفسها ، و هذا ما جعلها رغم حداثة التجربة ، صاحبة تفرد و تميز ، حيث إن شجرة النص عندها لا يذبل لها ورق و لايجف لها ثمر ، و هذا يتمظهر فى نص "رقص المقتول " ..
    فمنذ أن تقع عينك على العنوان .. تعرف أن هذه قصة ايقاعية ، فالإيقاع و الحركة فى الرقص ، و الحادثة أبشع الحوادث و هى القتل ، و الذى ينقل لك التصوير هو من يشعر بالألم ، و ليس المشاهد ، أو المنفعل به .."
    و حينما نتناول المتوالية الأولى من النص :" جسد منصوب كالآلة فعلن ، فاعل ، فاعل ، فعلن _ تتتك _ تك تك _ تك تك _ تتتك ".. موسيقى جنائزية مضطربة ، يمكنك تجريبها فى نطق فعلن _ فاعل _ فاعل _ فعلن _ تتتك _ تك تك _ تك تك _ تتك )، فبداية المتوالية كنهايتها ، ( فعلن _ فعلن ) ، فالحس بالطعن و خروج الآلة منه ، إحساس واحد ، لاشك أنه فوق التصور ، و انتصاب الجسد كالآلة ، انتصاب على غير رغبة الجسد ، فالمقتول لم يرغب فى أن يقتل ، و لذا جاء ( العامل النصى ... منصوب ) ليبرز الواقع و الرفض له ،و إبراز الصوت الداخلى بأنه كان يرغب فى غير ذلك ،
    و هذا ما سبق أن أسميته ( رباعية البعد فى الكلمة ) عند ادخالها فى نص"القصة الشاعرة"، و يمكن الاستدلال على ذلك بكلمة ( منصوب ) ، فهى ذات أبعاد أربعة
    البعد الأول : تبين الواقع الذى يحيا الجسد فيه بأنه منصوب
    البعد الثانى : رفض هذا الواقع ، فإن النصب قد وقع عليه و لم يقع منه .
    البعد الثالث : احلام الجسد فى تغيير هذا الواقع بوقوفه للرقص
    البعد الرابع : اختزال كل المواقف السابقة و غيرها فى لفظ " منصوب " ...
    أما التشبيهات و الصور فى المتوالية ، فإننا لا يمكننا أن نتناولها على مجازاتها ، أو أنها جاءت لتقريب المعنى ، بل إن الصور هنا هى المعنى ذاته ، حيث إنها الخطوط المتشابكة فى النص ..

    فالجسد المنصوب كالآلة ، لن أوضحه بأن الكاف للتشبيه و الجسد المنصوب يشبه الآلة و هذا تشبيه لتقريب المعنى و توضيح الصورة ..
    و النص يشتمل على جسد ، و يشتمل على نصب و يشتمل على آلة ، و لا يمكن إخراج " أى عامل " منها .. ، فالتصوير هنا خطوط و حدود بارزة
    ومن هنا فقط تقترب قصيدة "رقص المقتول" للشاعرة الجزائرية صليحة دحمان من "فن القصة الشاعرة"

    * إن نص " القصة الشاعرة " يتجلى فى تماسك " العوامل النصية " داخل المتوالية النصية " لتشكل " كيان القصة الشاعرة " ... و إلا فسوف يتحول " نص القصة الشاعرة " إلى نص آخر ..

    المتوالية النصية فى القصة الشاعرة " أغنيات للموت "



    يقول النص :-

    " ليلة البرهانِ غطَتْ أُمسياتِ الأحدِ الماضي بوجْدانِ ابتساماتِ بناتِ الليلِِ ، كانتْ حالةُ الإجْهاض تبدو كاعترافات سرايا الملكِ التاسع إثرَ الحمْلةِ الأولى على غاباتِ كِسْرى ، أُشْعلتْ كلُّ قرابين الهوى حيثُ تدلى حبلها السّرِّيُّ منْ تحت لسانِ الجنِّ ، فاعْتادتْ سكونّ البخرِ طمساً للروابي .. ، سكَنتْ .. ، لكنّها لمْ تستطعْ تصوير آلاتِ دعاةِ الفجر عصراً ..، شجرُ الصبّار أرخى عضلاتٍ من حواديت الصبايا ، صِرْتُ حياًّ بينما ظلّتْ تُغنِّي حيثُ ماتتْ ."


    هذا النص يُمثّلُ " القصة الشاعرة " بشكل مثالى .. و بعبارة أخرى هو النص الذى ينطبق عليه التنظير - من نظرى الخاصة- الفنى ، حيث يستخدم المبدع محمد الشحات محمد ، التقنيات فى سبك المتوالية ، و تراكبها مع غيرها من المتواليات ، و قد عمدت إلى هذا النص عمداً ، بعد الجس النقدى بعدد من النصوص المختلفة لمبدعى القصة الشاعرة ، و من حقهم علىّ أن أذكرهم مرة أخرى ، لتجشمهم السرى فى صحراء " القصة الشاعرة " فنظرت فى نصوص أحمد السرساوى ، د . خالد البوهى ، د. بيومي الشيمي ، و ربيحة الرفاعى ، و صليحة دحمان ، و أمان السيد ، و يمنى سالم دحروج ، و نورا جويدة و نادية إسماعيل ، إلياس بن سالم ، و ريمة الخانى ، و عاطف الجندى ، و جميلة الرجوى ، و خولة الراشد ، و فاطمة شرف الدين ، و أسماء الفهد ، و همس أحمد ، و غيرهم .

    و حينما قرأت أعمالهم جميعاً وقع الاختيار على أن يمثلهم نص " أغنيات للموت " للمبدع محمد الشحات محمد ، باعتباره نصاً نموذجاً ، يمكن الاستفاده منه فى التنظير النقدى .
    و هذا ما حدا بى أن أقدم نصا صليحة دحمان ، فى بداية تناولى " للمتوالية النصية " ، ليتضح الفارق بين نص شعر التفعيلة فى " هكذا الألوان " ، و نص التجريب " رقص المقتول " ، و حاولت أن أعرض مقارنة و إن كانت مختصرة إلا أنها بينت حجم الاختلاف بينهما .... و أنا فى ظنى أن المقارنة ليست فى مواطنها ، إلا كما نقارن بين الطب و الهندسة ، و بين الرواية و الشعر ...

    حيث إن تمام النوع الأدبى " القصة الشاعرة " لم يكن فكرة عند مبدعنا محمد الشحات محمد ، و لم تكن له قناعات سابقة بموضوعه ، و حينما قلت إنه اختراع ، كنت أعنى ما أقول ،فلم يكن ساعياً للاختراع بقدر ما سقط الاختراع بين يديه من طول ممارسة الشعر ، و التجريب فى القصيدة ، و التنويع فى الإيقاع و التصوير ، و لذا فحينما اهتدى إلى هذا النوع الأدبى الجديد ، لم يكن من اليسير أنه يتركه ، أو يهمله ، فما بالنا بأن يتجنبه ؟!..
    " القصة الشاعرة " عند مبدعنا ، تعنى حياة ثورية جديدة ، تعنى شباباً للأدب ، و من المتيقن أن هذا الشباب جاء عفياً ، عنيداً ، غير مستأنس فى امتلاكه ، و إن كان قد بدا مستأنساً لدى بعض المبدعين الذين شرفت بذكر أسمائهم أكثر من مرة ، و هم يمتدون فى أنحاء الوطن العربى كله ، دون استثناء تقريباً ..

    و يأتى نص " القصة الشاعرة أغنيات الموت " فى عدد من المتواليات النصية لا تصل إلى عشرة متواليات ، و هى على وجه اليقين تسع متواليات نصية :-
    المتوالية الأولى :- " ليلة البرهان غطت أمسيات الأحد الماضى بوجدان ابتسامات بنات الليل "
    المتوالية الأخيرة :- " صرت حيا بينما ظلت تغنى حيث ماتت "
    و بين المتواليتين ( الأولى و الأخيرة ) سبع متواليات أُخَر ، و جميعها متواليات متداخلة فى شبكة العلاقات النصية.

    و لا يهتم المبدع بالزمان باعتباره زمان قصة ، و لا بالصورة باعتبارها تقريباً للمعنى ، بل إن المتواليات تشكل نسقاً ينطلق من النص ، و يصب فيه مرة أخرى ، لتصبح دائرة " القصة الشاعرة " لوناً مختلفاً عن كل الألوان .
    و هذا ما أحاول أن أقننه لهذا النوع الأدبى الجديد ، فمن الصعب على المتلقى أخذ مفهومى كما أشعره ، أو تقبله كما أريد ، و لكن حاجة الأدب العربى للخروج من الطرق المغلقة ، و ضرورة حفر الأديب بأظافره ، و عدم ركونه للمتيسر ، هو ما سيجعل أدبنا العربى رائداً للمرة الأخرى ، و ما سيدفع عن الشخصية العربية صفة التابعة ، و صفة قابلية الاستهار ..
    فـ "ليلة البرهان غطت أمسيات الأحد الماضى بوجدان ابتسامات بنات الليل " .
    فالعامل "ليلة ابتداء" فى نص " القصة الشاعرة " ، و العامل "البرهان" تحديد للعامل السابق ، فالرابط هنا رابط التخصيص و التحديد بي العاملين ،
    و العامل "غطت" حدث سابق ، و لذا فإن الابتداء فى النص ، سبقه ابتداء فى الحدث ، و قد جاء العامل
    "أمسيات" ، و هو اسم ، و لكنه جاء معبراً عن حدث ، فخرج من اسميته ليعبر به عن حدثيه فى النص ،
    و "الأحد الماضى" ، مرتبط بـ( ليلة البرهان ) ، و الحدث ( غطت ) مرتبط ( بالأمسيات ) ،و كذا ( ابتسامات )
    و كذا ( بنات الليل ) .
    فالاسم ( ابتسامات ) حدث ، و إن جاء فى التشكيل على اعتبار البنى النحوية و الصرفية ( اسماً ) ، إلا أنه فى النص يقدم حدثاً ، و كذا "بنات الليل" ، فبنات الليل هنا لسن من مقدمات السعادة لطلابها ، و لكنهن مقدمات الأحداث فى المتوالية النصية .
    و السؤال الذى يفرض نفسه ... لم تناولت العامل داخل المتوالية قبل تناول المتوالية ذاتها ..؟!

    إن تناول ( العامل النصى ) السابق ، كان باعتباره موالياً لنص ( القصة الشاعرة ) ، بينما هنا يأتى تناوله ، باعتباره أساس فى ( المتوالية النصية ) ، و هذا ما يمكننى أن أفرق به بين تعدد الوظائف ، و تغيرها فى النص ..
    و من جهة أخرى .. إن الدرس الأدبى لابد أن يتناول المتوالية مفككة ، و لا أعنى على مذهب ( التفكيفية ) ، فهو مذهب لا يناسب أدبنا العربى ، و لكن أعنى ( بمفككة ) فى هذا الدرس ، وجود العامل النصى مفسراً بذاته و له حدوده الخاصة ، التى اكتسبها من وجوده داخل النص ، فالتفكيك الذى يناسب أدبنا ، هو تناول العامل بمعناه فى النص ، لا بمعناه اللغوى ، و لكن بمعناه النصى ..

    فالمتوالية الأولى فى نص " أغنيات للموت " تقدم نسقاً زمنياً سابق على زمن الإفصاح عنه ، و للوهلة الأولى نجد ( ليلة البرهان ) هى ليلة الكتابة أو الحدث ، بينما الأحد الماضى ، حينما يقترن بها ، يجعل المستقبل لها مسترجعاً للذاكرة ، فحينما يكون البدء ، غوصاً فى الماضى ، فذلك يعنى أن الزمن الموجود فى النص قصصياً و شعرياً ، سابقاً على زمن القراءة ...

    إذا اتضح أن المتوالية الأولى تقدم تعدداً فى الزمن ، و تعدداً فى الحدث ، فإنها لا تقدم مكاناً ، و هذا يعنى أن المتوالية هى مكان الحدث ، و الزمن ، أو أن المكان هنا مشاع ، و منتشر فى كل البقاع ، أما اختيار الأحد فهو اختيار مقصود .
    و لا يمكن أن نشرح المتوالية على أساس أنها شعر به صور و أخيلة ، و حسن تركيب ، و لا أن نتناولها على أنها خطاب روائى يشتمل على حدث و زمن و أشخاص ،و غيره ، فلا يمكن تغليب عنصر الشعر على عنصر القصة ، و ليس العكس ، و هذا ما حدا بى للقول فى تقديمى " للقصة الشاعرة " بأنها تحتاج لمبدع يكتب شعراً بنفس المستوى الذى يكتب به القصة ، و العكس صحيح تماماً .
    ثم استخدام المبدع للحركة بأكثر من اتجاه ، فابتسامات بنات الليل ، ابتسامة جميلة ، لكنها غير صادقة .

    و تتراكب المتواليات النصية ، بشكل يجعل " القصة الشاعرة " ، تتصاعد حدثياً ، و تتراجع زمنياً ، فالليلة يسبقها يوم الأحد ، و يوم الأحد تسبقه بنات الليل ، و بنات الليل سرايا الملك التاسع ، و سرايا الملك التاسع تسبقها غابات كسرى ، و غابات كسرى تسبقها العداوة بين الانس و الجن ، فكلما تتطور الحدث ، رجع الزمن للوراء أكثر ، و هذا لا يمكن حدوثه فى الحكى ، و الرواية ، و لكنه يتمظهر هنا بشكل جلى فى القصة الشاعرة "

    فالحدث طبيعياً يتناسب مع الزمن تناسباً عكسياً ،كلما تقدم الحدث تأخر الزمن ، و بعد هذه الحالة من الغوص فى الماضى ، و تطور الزمن فى دخوله أكثر فى الماضى ، نجد أن الحدث يترقى ، لتصبح الموجة الداخلة فى البحر أعلى من الموجة الخارجة منه .
    و هذا نوع من الاستبطان للنص ، أكثر من حضورنا الآنى فيه .
    و لا يستفيق المبدع إلا فى اللحظة الآنية ، حينما يقول :- " صرت حياً بينما ظلت تغنى حيث ماتت "
    و العامل "صرت" يعنى التغيير و التغير و عدم الثبات ، و لم يستغرق فى الماضى ، بل إنه يفرق بين زمن النص ، و زمن المتكلم فى النص ،
    فالمتكلم فى نص " القصة الشاعرة " ... متكلم آنى ، يتناول واقعاً ماضوياً .
    و قد استخدم المبدع تفعيلة "فاعلاتن" فى النص ..
    " ليلة البرهان غطت أمسيات الأحد الماضى بوجدان ابتسامات بنات الليل - فاعلاتن ، فاعلاتن ، فاعلاتن ، فاعلاتن ، فاعلاتن ، فاعلاتن ، فاعلاتن ، فاعل )
    (تك تتك تك ) و هكذا ثمانية مرات .
    و قد جاءت التفعيلة لتضع ايقاعات متفاوتة ، و لكنها متماوجة ، و متعالية نحو اللا معروف ، و اللا مدرك ، مما يجعل المبدع مستغرقاً فى الماضوية ، و أن المساحة النصية يحكمها ايقاع متعالى ، و غائص فى اللا منتهى .
    و حينما أدخل المبدع نفسه فى اللا منتهى من الايقاع ، فقد وصف اللا منتهى من الزمن ، فقد اشتملت المتواليات على أزمنة محدودة " الليلة ، الأحد الماضى " ، و أزمنة غير محدودة ، " علاقة الإنس بالجن " ، و تبرز التناقضات فى النص بصفتها صراعاً جديداً ،

    فالصراع الجديد هو التناقض بين حركة الحدث ، و اتجاه سير الزمن و هو ما أشرت إليه أنفاً ، بالتناسب العكسى بين الزمن و الحدث .
    و يمكننا تناول " المتواليات النصية " فى نص " القصة الشاعرة " بهذا الشكل لتناولنا " للمتوالية الأولى " .

  8. #8

    رد: القصة الشاعرة ... نحو نظرية عربية/ د. رمضان الحضري



    و هذا تعقيب الدكتور رمضان الحضري على بعض المُشكّكين حسداً و حقداً :-


    "يعانى النقد الأدبى العربى من المشككين فى قدرات المبدع العربى حسدا من عند أنفسهم ... ومحاباة لليهود فى مزاعمهم ... بأنه لا إبداع إلاَّ عند اليهود ... بيد أننى أعلم علم اليقين ... أن أدبنا العربى ونقدنا الأدبى لايعلوهما أدب ولا نقد ... وليس هذا نوع من التفكير يعلو ويهبط ... أو يظهر ويختفى ... بل الأمر عندنا أمر اعتقاد جازم لايقبل التشكيك .... فمن أسبق الجرجانى أم ت . س اليوت ...؟ وابن جنى أم دو سوسير ...؟
    القضية عندنا نحن العرب أن هناك خطباء على أبواب جهنم .... هم من بنى جلدتنا يتحدثون كلامنا ... وينطقون لغتنا .... ولكنهم أقرب للأعداء مودة منا ... وهذا ما يعانيه المبدعون العرب على اختلاف مشاربهم .... ولذا فحينما درست هذا الموضوع ... فى محاولة لايجاد نظرية أدبية عربية .... راغبا النهوض بأدبنا العربى جاء من يشكك فى المبدعين الذين تناولتهم .... وهرفوا بما لم يعرفوا ... أصبح الأمر أن بعضهم يحارب لأجل مؤسسة ماسونية او صهيونية ... انتمى اليها أو يود أن يشاركهم فى هدم الكيان العربى .... ،
    ولذا فإننى أتمثل قول شيخ الإسلام ابن تيمية _ رحمه الله _ لايجب علينا أن ننظر فى نفوس الحاقدين لأنهم مثل الثعابين والعقارب ... إن انتبهنا لهم فسوف لانسير فى الطريق ... ولكن لابد من قتل من يعترض الطريق منهم ...."
    إن المبدعين للقصة الشاعرة فى الوطن العربى كثيرون ... وقد ذكرت أسماءهم فى الدراسة لا محاباة ولا مجاملة ولكنه تاريخ وتأريخ ....
    أما من أراد أن يُنتج ويضاف ويفرض نفسه بعمله لا بتسلقه الكاذب فانه سوف يذكر فى التاريخ سواء أننى رضيت أمْ لم أرض ... ،
    أما الكاذبون على الواقع والحقيقة .... فإننا لانداهن ولن نداهن ....

    تحيتى لكل مبدع عربى حقيقى يحب أمته ويتبع هدي نبيها
    وتقبلوا منى التحية ....
    فإنكم أهل واحة المودة .. والعلم ...
    أخوكم وذلك رفعة لى ...
    د . رمضان الحضرى ..."

    ...........


    و لنتواصل من جديد في رحاب إبداع القصة الشاعرة



  9. #9

    رد: القصة الشاعرة ... نحو نظرية عربية/ د. رمضان الحضري

    أشكر كل من ساعدنى فى ابراز هذا العمل وقاموا بالانفاق عليه وطباعته وخاصةالمبدع المصرى الكبير محمد الشحات محمد ... كما أقدم خالص شكرى للفضلى رائدة المنتدى ... المبدعة ريمة الخانى ... ولكل من تفضل بالقراءة والمساهمة بالرأى فى سبيل ايجاد نظرية أدبية نقدية لأدبنا العربى .... أخوكم د. رمضان الحضرى

  10. #10

    رد: القصة الشاعرة ... نحو نظرية عربية/ د. رمضان الحضري

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. رمضان الحضرى مشاهدة المشاركة
    أشكر كل من ساعدنى فى ابراز هذا العمل وقاموا بالانفاق عليه وطباعته وخاصةالمبدع المصرى الكبير محمد الشحات محمد ... كما أقدم خالص شكرى للفضلى رائدة المنتدى ... المبدعة ريمة الخانى ... ولكل من تفضل بالقراءة والمساهمة بالرأى فى سبيل ايجاد نظرية أدبية نقدية لأدبنا العربى .... أخوكم د. رمضان الحضرى


    و أهلاً بك الناقد القدير/ د. رمضان الحضري

    نشكر لك مجهوداتك في التنظير لكتابات مُبدعي القصة الشاعرة ،
    و التأريخ الحقيقي لهذا الفن الكتابي الجديد ،

    و حتى لا تختلط الأمور بمحاولات المتسلقين تشويه الحقائق ،
    و خصوصاً في التأريخ لإنجازات الإبداع العربي

    التاريخ لايصدق دائماً ، و العبرة فيمَن يكتب هذا التاريخ ..

    لقد أنعم الله علينا بإبداع القصة الشاعرة، و تم تسجيله و طبعه ابتداءً من 2007 ، و تم انعقاد المؤتمر العربي الأول للقصة الشاعرة في 25/3/2010 ،
    و شارك عدد من المبدعين و النقاد ، و عُقدت عدة جلسات بحثية حول هذا الفن الرائع ،
    و يتمّ الإعداد حالياً للمؤتمر العربي الثاني

    و إذا كانت "القصة الشاعرة" ثورة في الأجناس الأدبية ،
    فإنها أصبحتْ سبباً في التوجية نحو نظرية نقدية عربية ،


    * مبروك ما طبعتَ لهذا الإصدار المهم ، و الذي يُعدُ إضافة ثرية لصرح النقد العربي القائم على العلم ،

    أنتظر منك نسختي المطبوعة لهذه النظرية بمشيئة الله ..

    و نحمدُ الله على تمام نعمته .. ،

    ونسأله عز وجلّ التوفيق و الرشاد

    "وما توفيقي إلاّ بالله عليه توكلتُ و إليه أُنيب"

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. هناء سعيد : استبطان العامية والمونولوج د . رمضان الحضرى..
    بواسطة د. رمضان الحضرى في المنتدى فرسان الأبحاث والدراسات النقدية
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 05-04-2011, 07:52 PM
  2. د. رمضان الحضري : الى ابني الغائب عني .
    بواسطة د. رمضان الحضرى في المنتدى الشعر العربي
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 04-17-2011, 01:42 AM
  3. نرحب بالأستاذ/د. رمضان الحضرى
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان الترحيب
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 04-17-2011, 12:38 AM
  4. د . رمضان الحضرى : أشوف اسمك ...
    بواسطة د. رمضان الحضرى في المنتدى فرسان الشعر الشعبي
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 04-14-2011, 12:41 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •