> أهل الراية يعود الى بيئة دمشقية مغرقة بالقدم الى عام 1898، بدت فيه البيئة الدمشقية اشبه بلوحة فنية قديمة، لاحظنا فيه تنوّع البيئات فكيف دمجت بين هذه البيئات المتنوعة؟؟
>> طبيعة العمل فرضت هذا التنوع، إذ تنتقل الاحداث وتتفاعل وتتصاعد بين حركة المدينة في دمشق القديمة وريف دمشق (جوبر) وحماة، حتى البيئة الدمشقية كانت متنوعةً، فهناك منازل اعضاء الحارة والزعيم، وهناك المقهى والسوق وساحة المدينة والاحياء الفقيرة المتطرفة البعيدة عن الحارة ، وتوجد مشاهد في حارة مجاورة كما توجد في سوق ساروجة حارات فرعية وأحياء مختلفة متفاوتة،كذلك كانت البيئة الدمشقية،وقد تم نقلها عَبر الكاميرا وتحويلها الى واقع درامي، أما عن دمشق القديمة التي تشبه لوحة فنية قديمة، فذلك يعود الى عصر المسلسل 1898، وموعد زيارة امبراطور المانيا غليوم الثاني... ومن ذلك انطلقت الحكاية الدرامية الاجتماعية فبعض المشاهد تم تصويرها في مكتب عنبر ومنازل دمشق القديمة. وبيت نظام الدين، أما ساحة المدينة والسوق فتم بناء ديكور خاص للمسلسل في القرية الشامية، وعدنا الى وثائق تاريخية لنستقي منها معلومات حقيقية وثائقية عن طبيعة الحياة واللباس المتبع آنذاك والادوات المستخدمة المتعلقة بكل مهنة على حدّ سواء مثلاً (اكسسوارات الحدادة - وادوات بائع الفول - وخبز التنور- ...) لذلك احسّ الناس بالصدق واحبوا العمل ....
> تطرق المسلسل الى افكار اجتماعية وسياسية كثيرة، منها الارتباط بالارض والوطن وحب المكان والتمسك بقيم الكرامة والعطاء وحبّ الآخرين، والارتباط الاجتماعي... لكن المشهد الاخير غيّر من مسار العمل فماذا تقول...؟؟
>> المشهد الاخير يعتبر قفلة العمل، وظهر فيه الجانب السياسي قوياً، لأن المسارين الاجتماعي والسياسي مرتبطان فحب الولد وحب الابنة هو حبّ الوطن والارض، والارتباط بالمكان جسّده رضا ( قصي خولي ) ببعده القسري عن الشام ومعاناته في البُعد، وتعرضه للخطر لزيارة الشام.
> استخدمتَ في العملية الاخراجية مؤثرات متنوعة منها الفلاش باك - ولقطات المونولوج والبوح الذاتي، والاحلام فما دلالة ذلك؟؟
>> انا ركزتُ في بعض المشاهد على لقطات المونولوج والاحلام، لان الاحلام كانت تشكل جزءاً كبيراً من حياة الانسان آنذاك، وكان الناس يؤمنون كثيراً بها ،ولها دلالاتها.... وتراثنا يزخر بكثير من الكتب التي تعالج تفسيرالأحلام... وظهور الاحلام في العمل كان ضرورياً لتأكيد افكار معينة او تصعيد الاحداث وربطها بالواقع...؟
> اتسم العمل بالاثارة والتشويق وفي إحدى الحلقات حبس الناس انفاسهم خوفاً مثل حلقة اتهام قطر الندى ولدغ الافعى... فكيف تعاملت الكاميرا مع الافعى؟؟
>> كانت هناك صعوبة في تنفيذ هذا المشهد ، واحضرنا افعى مدربة الى حد ما مع مدربها وصاحبها ، وقد اعطاها التعليمات لتنفيذ المرور في المكان المخصص لها ثم الصعود الى الدرج دلالةً على انتهاء مهمتها...
> الى اي مدى يساعد المخرج على نجاح العمل؟
>> العملية الاخراجية جزء كبير من العمل ، ويقع العبء الاكبر على المخرج في حسن اختياره الممثلين المنا سبين للأدوار، ومتابعة العمل بكل حيثياته للوصول الى اداء الشخصية التي يريدها ، وقد أدهشني فعلاً اداء تاج حيدر ( قطر الندى) واداء قصي خولي (رضا)، اذ ادت تاج حيدر دورها بكل شفافية... وفي الواقع كل الممثلين اعطوا كل ما لديهم وانا سعيد جداً بنجاحهم ..!
حوار: مِلده شويكاني
http://www.albaath.news.sy/user/?id=417&a=38223