قرآننا الفَصْــلُ فانهل منه في جلـد****حتى تنــــال عــلاء الفــذِّ و النُّجُــــد
في متنــه الدُّر و الأنـوار أحرفـه****أقوالـــــهُ سُــــرُجٌ تهديـــك للـــــسَّدَد
إذا أردت بــه الدنيــا تفـــوز بهـا****كذاك يدنــي لك الغفـران يــوم غــــد
فاملأ جنانك من نورِ الكتاب فما****فاض الصفاء سوى في حضرة الرشد
قد فــــاز كلُّ حِجىً في العلم غايته**** يمضي إلى شمم في الحزم كالأسد
تسمو إلى رتب الأخيـــار سيرتـــه****يحظى بما لم يُرى أو دار في خـلد
إنْ زاد معرفـــــة زادت مواهبــــه****شهـــدُ الكتـــاب لـــه كالماء للجسـد
عُدْ للكتاب و هِمْ بالحرف مبتهجا****مـــا شعلةُ الحـــرفِ إلاّ مكمن السند
نِعْــم الأيادي له منها الندى سُحب****فاقت مكارمهـــا بالرِّفْـــد رفْــدَ يـــد
فاسبــق أيا راغبـــا تجنـــي فوائده****تُشفيك موعظـــة تغنيـــك بالمـــــدد
الدهر يمضي و ذي الأيام تتبعــــه****والعمر لو يختفـــي كاليَومِ لـــم يعُد
ما فادك العمر أوْ جادت سحائبه**** إن كـــان غايته في اللهو و الكــمد
قرآننـا صحوةٌ في اللبِّ موقدهـــا****ينجي العقول من الأوهــــام و العُقـد
دام الكتاب لنــا و اللطف يحفظــه****فحـــواه آســـرةٌ بالهـــديِ لــــلأبــد