يالذيذ يارايق نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

إلى جميع الأخوة والأخوات والأصدقاء والأحبة :
أرجو أن تتكرموا عليَّ بتصويب أخطائي ، وتصحيحي اعوجاج أسلوبي ، إن راق لكم أن تطَّلعوا على مقالي في صحيفة الوطن اليوم ، وهو موجودعلى الرابط التالي :
http://alwatan.sy/dindex.php?idn=126468

كان عدد المقاهي في دمشق القديمة ينوف على المئة، وقد اعتاد الدمشقيون على سهرات المقاهي في دمشق القديمة للترفيه عن أنفسهم والتمتع بلعب طاولة الزهر أو شرب القهوة والشاي مع النرجيلة بعيداً عن ضوضاء المدينة، ومع شهر رمضان يكون المقهى مختلفاً.
كان في صدر بعض المقاهي سدة عالية من الخشب مجللة بالسجاد وحولها أصص نباتية، وكان الناس يقضون أوقات فراغهم وسهراتهم في المقاهي للاستماع إلى الحكواتي، والحكواتي واحد من الشخصيات الشعبية في مدينة دمشق، والحكواتي اسم لمن يحفظ الحكايات ويلقيها عن ظهر قلب، وظهر مع ظهور المقاهي في دمشق، وكان ذلك بعد النصف الثاني من القرن السابع عشر الميلادي، وهو الذي كان يأتي إلى المقهى في وقت محدد لإلقاء الحكايات، فكان يتخذ مكانه في صدر المقهى، وكان الحكواتي قبل أن يبدأ يحكي ما يسمى دهليز الحكاية وهو عبارة عن مقدمة يسردها ريثما يصل الجمهور المتأخر، وفيها يتحدث عن أمور ضاحكة، ويقدم بعض النصائح، ثم يروي موجزاً عما قدمه في الليلة الماضية، تماماً كما تفعل اليوم المسلسلات التلفزيونية، ذلك أنه يتوقف عن الكلام في جزء من القصة تحترق النفوس لتوقفه وهذا يدل على مهارته حتى يبكر الناس للاستماع إلى تمام القصة بشوق في اليوم التالي، وكان من براعة الإلقاء المثير آنذاك أن الحكواتي يتخذ لنفسه وسائل لتحميس الجمهور، حتى إن بعض الحكواتية ممن برعوا في إلقاء الحكايات والسير الشعبية كان يغادر السدة وينزل إلى الجمهور وقد أمسك سيفاً أو خيزرانة يلوح بها ويضرب على الطاولات وكأنه هو نفسه بطل الحكاية أو السيرة ما يثير الحماس في النفوس، كما أن بعض الحكواتية كان يستخدم أكثر من لغة في سرد حكاياتهم مراعاةً منهم لنوعية المستمعين في مقاهي دمشق، وخاصة أن الحكواتي كان يقع على المستمعين من خلال وقائع قصته من ناحية، ونبرة صوته التي تتلون حسب وقائع الأحداث من ناحية أخرى، ويذكر البديري الحلاق صاحب كتاب حوادث دمشق أن سليمان ابن الحشيش، الذي كان من أشهر الحكواتية وقد كان فريد عصره ووحيد أوانه، كان يحكي سيرة الظاهر بيبرس وعنترة بن شداد وسيف بن ذي يزن ونوادر غريبة باللغتين العربية والتركية، مع العلم أنه أمي لا يقرأ ولا يكتب.
وآخر حكواتي كان في مدينة دمشق كان المرحوم عبد الحميد الهواري حكواتي 1885-1951 والملقب أبو أحمد المنعش، وكان يقدم حكاياه عن الملك الظاهر بيبرس وأبو زيد الهلالي والزير سالم وغيرها من القصص في مقهى النوفرة بالقرب من الجامع الأموي في دمشق والذي ما زال على حاله إلى يومنا هذا.
وبعد مدة من الزمن تطور فن الحكواتي، فظهر ما يسمى الكركوزاتي، وهو أشبه بسينما تلك الأيام، والكركوزاتي إنسان مذهل جداً، ليس آنذاك بل حتى في مقاييس هذا العصر، فقد كان أكثر تأثيراً في مشاهديه ومستمعيه من الحكواتي لأنه إضافة إلى ما يفعله الحكواتي، كان يعرض صوراً لشخصيات قصصه المختلفة، ويلون نبرة صوته من وراء الستارة مع كل شخصية بحيث تختلف من شخصية إلى أخرى وهذا ما كان يسمى خيال الظل.. وخيال الظل كان فناً مركباً ومعقداً، فالكركوزاتي ومعاونوه كانوا ينصبون خيمة الظلال في المقاهي ويعرضون حكايات شخوصها بأنماط ثابتة، وحبكاتها مرنة، تتمدد بالارتجال والتفاعل مع المشاهدين، وكان ذلك يقتضي تنوعاً وتعدداً في المواهب، ويحتاج إلى تجهيزات وبراعات تقنية، أما أشخاص الكركوز التي تظهر خيالاتها في كل فصل فهي كركوز وعيواظ، ثم المدلل وهو أصغر خيال في الخيمة، وقريطم الخيّال الذي يمثل الرجل المصري بكلامه، وأبو أركيلة، إضافة إلى حمار الخيمة الذي يدعى كرش... يلعب الكركوزاتي الدور الأول والأخير في حركات الرسوم وأشكال ظهورها على الشاشة، ذلك أن لكل خيال شكلاً مميزاً في ظهوره وأهمها شخصية كركوز الذي ينزل على الشاشة (طباً) على وجهه وشخصية عيواظ الذي يخبط (متلعبجاً) على مقعده بينما شخصية المدلل الذي يبدو في مسرحيات الظل متدلعاً بخفة ورشاقة إضافة إلى شخصية أبو الشباب الذي اشتهر بأنه كان مهمهماً متبختراً فضلاً عن شخصية البنت مغناجة.
ويعتبر فن خيال الظل أو خيال الستار من الفنون الشعبية التي انتقلت إلى العالم الإسلامي من الصين والهند عبر بلاد فارس واشتهر به العصر المملوكي على وجه الخصوص حيث عرف العرب هذه الصنعة الفنية للمرة الأولى في العصر العباسي وكان مجيئه إلى مصر في عصر الفاطميين في القرن الحادي عشر الميلادي فكانت تمثيليات فن طيف الخيال طوال العصر المملوكي تعرف باسم بابات ومفردها بابة أي خيمة حيث كانت تعرض في مسارح مخصصة وفي المقاهي والأماكن العامة وحفلات الزواج.
ولخيال الظل شعبية كبيرة حيث كان يقبل الناس على مشاهدتها من جميع طبقات المجتمع للتفرج على فصولها الساخرة ذات الموضوعات السياسية والاجتماعية والتاريخية وقد أدرج القاسمي في قاموس الصناعات الشامية خيال الظل بين الصناعات أو الحرف التي كانت رائجة في مدينة دمشق أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، وكان يشكل جزءاً من النسيج الاجتماعي للحياة المدنية حين عين الوالي العثماني مدحت باشا على مدينة دمشق عام 1878 ونزل إلى المدينة ليتفقد أحوالها الاجتماعية والثقافية صدمته كثرة المقاهي التي تمثل فيها حكايات كركوز، فانتقد وجهاء مدينة دمشق ولامهم لإقبالهم عليها وحاول مدحت باشا تغيير هذا الواقع فشجع أبا خليل القباني على تنظيم تجربته وإقامة مسرح دائم في دمشق.
إذاً راج هذا الفن قروناً طويلة، ولم يصلنا منه إلا النزر اليسير؛ وهناك من يرى أن الأصل الشعبي للإقبال الكبير على مسلسلات (حمام الهنا) و(مقالب غوار) في وقت قريب مضى ما هو إلا امتداد باق في النفوس لتأثير فصول خيال الظل التي لاقت الإقبال نفسه في القرون السابقة، وخيال الظل يمثل تمثيلاً دقيقاً حياة وتفكير ونفسية الشعوب في فترة الاحتلال العثماني، حينما كانت فصول خيال الظل شغل الناس الشاغل ومسرحاً لنكاتهم وتمثيلياتهم، وقد دخل هذا الفن إلى القصور لكنه طرد منها وازدهر مع الشعب؛ فعكس دائماً الأحداث الهامة والمجريات اليومية، وخسارة كبيرة أن يتبدد هذا التراث.
نعم لقد تبدد هذا التراث العريق، وتبددت معه كثير من أواصر الحياة الاجتماعية، فتنافر الأهل وتباعد الأقارب، واندثرت معظم الحارات الشعبية في مدينة دمشق، وتلاشى معظم البيوت الدمشقية القديمة التي كانت تعج بالحركة.


أنس تللو 2012-08-07