لعلنا نتساءل لماذا ششعب ما لايتذكر بلدا ما، بل لماذا يتطور بسرعة وبكافة الاتجاهات، ولايتذكر ماضيه إلا قليلا..
هل ذاكرته فعلا قصيرة؟ ومن هي الشعوب تلك؟ وهل بات على السياسي فقط لزوم العمل تذكر الماضي والمستقبل والحاضر للشعوب؟.
**************
نص داعم للفكرة:
وأغلب هذه المدن الآسيوية التي زرتها شحيحة الذاكرة. أمر غريب أن تكون هذه المدن ذات ذاكرة قصيرة جدا لا تتجاوز مدى مائة سنة في أغلب الأحوال. مدن تفسخ آثارها بالهدم وإعادة البناء. الصين خاصة ماضية بخطى حثيثة في عملية الهدم الوحشي الشاملة لكل مدنها. كل ما تحتفظ به أغلب هذه المدن وتصونه معابد وقصور ملكية مثل المدينة المحرمة في بيجينغ والقصر الامبراطوري في هوي الفييتنامية، وهي في الحقيقة من المعالم التي أدرجتها اليونسكو ضمن قائمة المعالم التاريخية الانسانية وهي التي تقف وراء صيانتها والحفاظ عليها من التلف. أين نحن في كل هذه المدن من مدينة اسطنبول والتاريخ الثقيل الذي يربض على رباها متحديا مرور القرون والزلازل أيضا، أو من مدينة فاس العتيقة ومراكش وتونس ودمشق، وحتى باريس وفيينا وروما وفلورنسا....??
شعوب بدت لي كما لوأنها تفسخ ذاكرتها بسهولة لتقفز بكليتها باتجاه الحاضر والمستقبل: أبراج شاهقة وبنايات زجاجية تحاذي أحياء قصديرية وأكواخ ومعمار قديم في طور التداعي. يبدو لي أن هذه الشعوب لا تعرف الترميم والصيانة....إلى أي مدى يرتبط هذا السلوك بالخلفية العقائدية البوذية وعدم الاعتقاد في الخلود، والإيمان بمبدئي الانقراض والعود (أو التناسخ)، وبتلك السهولة التي يكتسبها الانسان بالدربة على التخلي والتخلص من العالم ومن الحاضر والقوة والحياة أيضا كمبدأ قار يدير ويسهل سيولة الدورة القائمة على الانقراض والعودة??? مسألة جديرة بالتفكير والتعميق على أية حال.
رابط الموضوع:
http://www.almasalik.com/locationPas...passageId=3634