منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 7 من 7

العرض المتطور

  1. #1

    بغداد عاصمة الثقافة العربية للعام

    بغداد عاصمة الثقافة العربية للعام ٢٠١٣

    ١٩ شباط (فبراير) ٢٠١٣بقلم شاكر فريد حسن

    بغداد مدينة السلام، وعاصمة الرشيد، ومنارة العلم والفكر، وواحة الادب، وارث الحضارات المتعاقبة، وجنة الشعراء والادباء والمتأدبين والنحويين والمثقفين والمتثاقفين، الذين انشدوا لها وتغنوا بنخيلها وفراتها ودجلاها وترابها، وهتف لها شاعر الحب والمرأة نزار قباني قائلاً:
    مدي بساطك واملأي اكوابي
    وانسي العتاب فقد نسيت عتابي
    عيناك يا بغداد منذ طفولتي
    شمسان نائمتان في اهدابي
    بغداد، الف ليلة وليلة، وفينيسيا الشرق المنكوبة، التي تلملم وتضمد جراحها، وتغسل وجهها بالمطر، وصارت لازمة لاغنية فيروز الرائعة "بغداد الشعراء والصور".
    وبغداد نصب الحرية، وثورة 1958، التي شهدت ولادة معروف الرصافي وبدر شاكر السياب وعبد الوهاب البياتي ومحمد مهدي الجواهري وعبد المحسن الكاظمي وعبد الخالق الركابي ومظفر عبد المجيد النوّاب وسواهم الكثير من طلائع الابداع.
    بغداد تلك المدينة التاريخية، التي شكلت احدى اشعاعات الثقافة العربية وكانت من اشهر المدن الثقافية والاجتماعية والسياسية،التي انجبت الثقافة والحضارة، وانجبت العلماء والعظماء من رجالات النهضة الفكرية والعلمية، الذين علّموا الناس ابجدية الحضارة والتمدن، والتي لعبت دوراً ثقافياً وريادياً هاماً على مر القرون والعصور الماضية، وكانت من اكثر العواصم العربية تأثيراً في مجالات العلم والادب والفن، حيث صدرت فيها اشهر المجلات والمطبوعات والدوريات الادبية والثقافية كالاقلام والطليعة، وابتدعت مهرجان المربد الشعري، الذي استضافت فيه اشهر واهم شعراء الوطن العربي.
    وبغداد، التي اشتهرت بمعالمها الحضارية، وآثارها التاريخية، ومتاحفها،ومعارضها الفنية، ومسارحها، ودور السينما،ومكتبتها العظيمة العريقة،التي جمعت كل العلوم والفنون والآداب الانسانية، وقام بتدميرها وحرقها هولاكو التتري.واشتهرت كذلك بمقاهيها الادبية والثقافية ومكتباتها الشعبية واكشاك الكتب والصحف، التي كان يعج بها شارع المتنبي الشهير، الذي يحمل اسم اعظم شعراء العرب. وعرف بسوق الكتب، التي كانت تفترش ارضه كل يوم جمعة، وكانت مقاهيه محطة لقاء ثقافي بين رموز الابداع العراقي والنخب الفكرية والثقافية العراقية حيث شهدت المناظرات واللقاءات والامسيات الادبية والشعرية والفنية. ولكن هذا الشارع فقد اصالة الماضي وتحولت المقاهي فيه الى مراكز تجارية، وخاصة بعد انفجار السيارة المفخخة فيه سنة 2007، فدمرت الكثير من معالمه، ولا سيما المقاهي الادبية والثقافية، التي كانت تحفل بالصور القديمة لبغداد، والمكتبات التي كانت تحتوي على كتب ومؤلفات ومخطوطات نادرة ومجلات وصحف قديمة.
    بغداد، هذه العاصمة التاريخية الابدية للعراق، تستعد للاحتفاء والاحتفال بتتويجها عاصمة الثقافة العربية للعام 2013، والسؤال المطروح:هل بغداد مؤهلة وقادرة ان تكون اليوم عاصمة ثقافية، في ظل الواقع الرهيب، الذي تعيشه وسط الانفجارات وصوت المدافع وأزيز الرصاص، وفي ظل الصراع الطائفي البغيض؟!
    بلا شك ان اختيار بغداد لتكون عاصمة للثقافة هو حدث ثقافي كبير يحمل في طياته الكثير من المعاني والابعاد والدلالات، كونها ذات مكانة اقليمية وعربية عريقة. وبالرغم من تراجع دورها الثقافي نتيجة الاحتلال الامبريالي الامريكي الاستعماري، وانقراض مكتباتها باستثناء القليل منها،ورغم ان مثقفيها ومبدعيها ومفكريها يعيشون في المهاجر والمنافي القسرية جرّاء القمع الاستبدادي والارهاب الفكري الذي مورس ضدهم، وعدم قدرتها على احتضان واستيعاب كل المشاريع الثقافية لقلة المسارح ودور العرض السينمائية والاوبرا، الا ان هذا المشروع من شأنه ان يعيد اليها عافيتها وبهاءها ومجدها وملامحها الثقافية الواضحة ودورها الريادي الطليعي.
    وفي النهاية يمكن القول، ان بغداد تصارع وتقاتل وتنافح جاهدة بأن تظل عاصمة القراء في الوطن العربي، وذلك تجسيداً للمقولة "القاهرة تكتب وبيروت تنشر وبغداد تقرأ"، وكلنا امل بان تحقق بغداد، بمثقفيها وادبائها وكتابها، طموحها الفرح، وان لا يكون مصيرها كالنجف عاصمة الثقافة الاسلامية..!
    المصدر
    http://www.diwanalarab.com/spip.php?article36220

  2. #2
    الله الله مقال جميل ودعوة ساحره الى لقاء
    بغداد بحروفها ومجد تاريخها الأدبي والأسلامي والثقافي العريق شكر للموضوع بارك الله فيكم
    مع التقدير والتحيه
    ليس بدعا أن يكتب الشعر حرّ** قد أرته الأيام نار لظاها
    وأطاحت به صريع الأماني**يمضغ العود كي يبل صداه
    شاعر عارك الحياة بعزم ** كي ينال العلا فنال رداها
    ****
    قد أذاع الأثير آهات نفس ** داميات مجرحات الهموم
    لم يكن طبعها نسيما صبوحا**أنما شواظ قلب كليم
    قد شدى باسما بوجه المآسي **ذائدا عن حياضه كالغريمِ
    لم تمت جذوة الحياة بنفس**كمنت ذاتها بسر عظيمِ

    يعقوب الحمداني

  3. #3
    بتلات الورد
    (36)
    بتلات من بغداد
    مراد سليمان علو muradallo@yahoo.com
    1ـ حضرنا وكان حضورنا متميزا كغيرنا من القادمين للاحتفال ببغداد ومع بغداد لتكون عاصمة للثقافة العربية هذه السنة . قدم ثلاثة نوارس من المهجر وخمسة من الداخل إضافة لفتاة متميزة (من الداخل) . تخلف البعض من زميلاتنا وزملاءنا ولكن هذه البعشيقية المثابرة أتت رغم أحقيتها في أن تعتذر عن المجيء قبل غيرها ، وكلما ذهبنا إلى مكان كنت أراها لا تقل عزما وإصرارا عن الكاتبة والصحفية المغربية الكبيرة (ليلى الشافعي) التي كانت تتجول معنا على كرسيها المتحرك أو تستعين بمرافق أو بعكازيها لقدومها وخروجها من قوقعتها في المحيط قبل أن تنهي فترة النقاهة لتشفى من عملية جراحية كبرى أجريت لها مؤخرا !.

    2ـ تغادر النحلة خليتها طائرة لتجوب الآفاق وهي تبحث عن الورود والزهور في كل مكان ، ثم تنتقي أجملها وأعطرها لتستنشق رحيقها وتصنع منه عسلا وتقدمه لنا عن طيب خاطر .. وهذا ما يفعله (حسو هورمي) باسما كلما سنحت له الفرصة ، وإن رضيت (بعسله) سيعانقك على ذلك !.

    3ـ لعلّ أشهر آلة موسيقية في العالم وعلى مر العصور هي القيثارة السومرية المكونة من ثلاثة أقسام : الصندوق الصوتي والذراعان الجانبيان وحامل الأوتار ، وأثناء الاحتلال سرق الرأس الذهبي للقيثارة وأصيبت هي نفسها بالكثير من الضرر ولم يُحَّرك ساكنا إلى أن أنتفض الفنان البريطاني الرائع (أندي) وصنع قطعة فنية مدهشة تطابق الأصلية إلى حد بعيد فالخشب جُلب من (الموصل) والقير من (هيت) وهي نفس الأماكن التي كانت منها مواد القيثارة الأصلية أما الذهب فقد تبرعت أفريقا الجنوبية بخمسة كغم منه لصنع رأس القيثارة وهكذا قدم هذا الفنان تحفته الرائعة وعزف عليها في اليوم الثاني من الاحتفالية !.

    4ـ نعم ، الحدث كان كبيرا ، ولكننا تعاملنا معه كمبارة كرة قدم وكل ما يرافقها من هرج ومرج ، وكان صوت المشجع الثاني للمنتخب الوطني ـ المشجع الأول السيد قدوري مريض شفاه الله ـ وهو بملابسه التقليدية يذكرني بمباراة مصيرية لمنتخبنا وبالتأكيد ذكر وزير الثقافة أيضا بشيء مماثل لالتفاته للخلف على الصوت المرعب للمشجع والذي لا يصلح للقاعات المغلقة أبدا !.

    5ـ من الفرق المشاركة في الكرنفال فرقة الفنون الشعبية لمدينة السليمانية التابعة لوزارة الثقافة والشباب لإقليم كوردستان والتي قدّمت فقرة مميزة جدا تضمنت أغنية عن الأيزيدية ، ولكن من المستحسن أن تستعين الفرقة بخبير بالملابس الفولكلورية الأيزيدية مستقبلا إذا أرادت أن تقدم شيء عنها !.

    6ـ بعد رجوعنا إلى الفندق في اليوم الثاني وجدنا في غرفنا كتيب أنيق وهو عبارة عن دليل سياحي مكتوب باللغة الانكليزية وعنوانه (The Tourism Guide of Republic of Iraq ) مذكور فيها جميع المواقع السياحية والأثرية والدينية في العراق وبعد أن أطلعت على مواقع محافظتي نينوى ودهوك لم أجد إشارة أو صورة لمعبد لالش المقدس لا من بعيد ولا من قريب فتعجبت لذلك !.

    7ـ دائما التفاصيل الصغيرة والتي تبدو وكأنها غير مهمة تجعل من الأشياء الكبيرة أكثر بهجة ورونقا لذا كان من الضروري جدا الالتفات إليها في مناسبة كبيرة كهذه !.

    8ـ وجودنا في بغداد ضمن هذا الجمع المثقف كانت فرصة لتعريف من التقينا بهم بالأيزيدية وكذلك دعوة بعضهم لزيارة كوردستان ولالش للاطلاع أكثر على ما يرغبون في معرفته !.

    9ـ كانت فقرات برنامج المهرجان ولثلاثة أيام متتالية جميلة جدا ولكن أجملها كان عزف العبقري (نصير شمة) في اليوم الأول وغناء الكبار ( سعدون جابر وأمل خضير وحسين نعمة وحميد منصور وفاضل عواد وطالب القره غولي وياس خضر ) في اليوم الثاني !.

    10ـ كل لقاء دولي ومهما كانت صفته التنظيمية هي فرصة لنا للمشاركة لتعريف الآخر بنا أو على الأقل للتعرّف على الآخر .. ألا فليكن هذا شعار كل أيزيدي مثقف !.

    11ـ من ضمن الكتب التي جلبتها معي من مهرجان بغداد كتاب (مذكرات وخواطر للطبيب البغدادي مهدي السماك/ الجزء الخامس)وهي قصص واقعية من زمانه وقد كتبت بأسلوب جميل وسهل وبالتأكيد سأبحث عن الأجزاء الأولى من هذه المذكرات الرائعة !.

    12ـ عندما تزور مدينة كبيرة كبغداد تتمنى أن تلتقي فيها بجالية ولو صغيرة من بني جلدتك تتباهى بهم ويرفعون رأسك بين الناس ، وليس فقط بائعي خمور لا يجيدون التحدث ، ولكن بدلا من جالية أو حتى مجموعة التقينا بشخص الأستاذ ( صائب ..) وكان يعادل جالية بأكملها .. !.

    13ـ كلما سُئلنا : أمِن الخارج أنتم أم من الداخل ؟(بغض النظر عن السائل وغرضه) كنت أرغب في أن أصرخ .. أنا من الخارج .. من سيباى أنا .. سيباى الخارجة عن المكان .. سيباى الخارجة من الزمان .. سيباى الخارجة من الخرائط والذاكرة .. سيباى التائهة في صحرائها .. السائرة على شواطئ لا نهائيتها منذ أن أحرقت بابل ومنذ أن تخلت عنها الملائكة خوفا من أن تحترق أجنحتها .. ( منذ يومين ـ ساعة وصولي من بغداد ـ أحاول الحصول على خدمة الانترنت عن طريق شبكة كورك تيليكوم للاتصالات دون جدوى !) !.

    14ـ توجّت بغداد عاصمة للثقافة العربية في مساء يوم السبت الموافق 23/3/2013 على متنزهات الزوراء ، فترقبوا نضح الثقافة من وجهها العربي في عامها هذا تلك الثقافة النابعة من طيبة قلبها الإسلامي وحنو روحها الإنساني . (وكأن بغداد بحاجة لتتوج عاصمة للثقافة)!.



    منقول
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  4. #4
    بتلات الورد
    (36)
    بتلات من بغداد
    مراد سليمان علو muradallo@yahoo.com
    1ـ حضرنا وكان حضورنا متميزا كغيرنا من القادمين للاحتفال ببغداد ومع بغداد لتكون عاصمة للثقافة العربية هذه السنة . قدم ثلاثة نوارس من المهجر وخمسة من الداخل إضافة لفتاة متميزة (من الداخل) . تخلف البعض من زميلاتنا وزملاءنا ولكن هذه البعشيقية المثابرة أتت رغم أحقيتها في أن تعتذر عن المجيء قبل غيرها ، وكلما ذهبنا إلى مكان كنت أراها لا تقل عزما وإصرارا عن الكاتبة والصحفية المغربية الكبيرة (ليلى الشافعي) التي كانت تتجول معنا على كرسيها المتحرك أو تستعين بمرافق أو بعكازيها لقدومها وخروجها من قوقعتها في المحيط قبل أن تنهي فترة النقاهة لتشفى من عملية جراحية كبرى أجريت لها مؤخرا !.

    2ـ تغادر النحلة خليتها طائرة لتجوب الآفاق وهي تبحث عن الورود والزهور في كل مكان ، ثم تنتقي أجملها وأعطرها لتستنشق رحيقها وتصنع منه عسلا وتقدمه لنا عن طيب خاطر .. وهذا ما يفعله (حسو هورمي) باسما كلما سنحت له الفرصة ، وإن رضيت (بعسله) سيعانقك على ذلك !.

    3ـ لعلّ أشهر آلة موسيقية في العالم وعلى مر العصور هي القيثارة السومرية المكونة من ثلاثة أقسام : الصندوق الصوتي والذراعان الجانبيان وحامل الأوتار ، وأثناء الاحتلال سرق الرأس الذهبي للقيثارة وأصيبت هي نفسها بالكثير من الضرر ولم يُحَّرك ساكنا إلى أن أنتفض الفنان البريطاني الرائع (أندي) وصنع قطعة فنية مدهشة تطابق الأصلية إلى حد بعيد فالخشب جُلب من (الموصل) والقير من (هيت) وهي نفس الأماكن التي كانت منها مواد القيثارة الأصلية أما الذهب فقد تبرعت أفريقا الجنوبية بخمسة كغم منه لصنع رأس القيثارة وهكذا قدم هذا الفنان تحفته الرائعة وعزف عليها في اليوم الثاني من الاحتفالية !.

    4ـ نعم ، الحدث كان كبيرا ، ولكننا تعاملنا معه كمبارة كرة قدم وكل ما يرافقها من هرج ومرج ، وكان صوت المشجع الثاني للمنتخب الوطني ـ المشجع الأول السيد قدوري مريض شفاه الله ـ وهو بملابسه التقليدية يذكرني بمباراة مصيرية لمنتخبنا وبالتأكيد ذكر وزير الثقافة أيضا بشيء مماثل لالتفاته للخلف على الصوت المرعب للمشجع والذي لا يصلح للقاعات المغلقة أبدا !.

    5ـ من الفرق المشاركة في الكرنفال فرقة الفنون الشعبية لمدينة السليمانية التابعة لوزارة الثقافة والشباب لإقليم كوردستان والتي قدّمت فقرة مميزة جدا تضمنت أغنية عن الأيزيدية ، ولكن من المستحسن أن تستعين الفرقة بخبير بالملابس الفولكلورية الأيزيدية مستقبلا إذا أرادت أن تقدم شيء عنها !.

    6ـ بعد رجوعنا إلى الفندق في اليوم الثاني وجدنا في غرفنا كتيب أنيق وهو عبارة عن دليل سياحي مكتوب باللغة الانكليزية وعنوانه (The Tourism Guide of Republic of Iraq ) مذكور فيها جميع المواقع السياحية والأثرية والدينية في العراق وبعد أن أطلعت على مواقع محافظتي نينوى ودهوك لم أجد إشارة أو صورة لمعبد لالش المقدس لا من بعيد ولا من قريب فتعجبت لذلك !.

    7ـ دائما التفاصيل الصغيرة والتي تبدو وكأنها غير مهمة تجعل من الأشياء الكبيرة أكثر بهجة ورونقا لذا كان من الضروري جدا الالتفات إليها في مناسبة كبيرة كهذه !.

    8ـ وجودنا في بغداد ضمن هذا الجمع المثقف كانت فرصة لتعريف من التقينا بهم بالأيزيدية وكذلك دعوة بعضهم لزيارة كوردستان ولالش للاطلاع أكثر على ما يرغبون في معرفته !.

    9ـ كانت فقرات برنامج المهرجان ولثلاثة أيام متتالية جميلة جدا ولكن أجملها كان عزف العبقري (نصير شمة) في اليوم الأول وغناء الكبار ( سعدون جابر وأمل خضير وحسين نعمة وحميد منصور وفاضل عواد وطالب القره غولي وياس خضر ) في اليوم الثاني !.

    10ـ كل لقاء دولي ومهما كانت صفته التنظيمية هي فرصة لنا للمشاركة لتعريف الآخر بنا أو على الأقل للتعرّف على الآخر .. ألا فليكن هذا شعار كل أيزيدي مثقف !.

    11ـ من ضمن الكتب التي جلبتها معي من مهرجان بغداد كتاب (مذكرات وخواطر للطبيب البغدادي مهدي السماك/ الجزء الخامس)وهي قصص واقعية من زمانه وقد كتبت بأسلوب جميل وسهل وبالتأكيد سأبحث عن الأجزاء الأولى من هذه المذكرات الرائعة !.

    12ـ عندما تزور مدينة كبيرة كبغداد تتمنى أن تلتقي فيها بجالية ولو صغيرة من بني جلدتك تتباهى بهم ويرفعون رأسك بين الناس ، وليس فقط بائعي خمور لا يجيدون التحدث ، ولكن بدلا من جالية أو حتى مجموعة التقينا بشخص الأستاذ ( صائب ..) وكان يعادل جالية بأكملها .. !.

    13ـ كلما سُئلنا : أمِن الخارج أنتم أم من الداخل ؟(بغض النظر عن السائل وغرضه) كنت أرغب في أن أصرخ .. أنا من الخارج .. من سيباى أنا .. سيباى الخارجة عن المكان .. سيباى الخارجة من الزمان .. سيباى الخارجة من الخرائط والذاكرة .. سيباى التائهة في صحرائها .. السائرة على شواطئ لا نهائيتها منذ أن أحرقت بابل ومنذ أن تخلت عنها الملائكة خوفا من أن تحترق أجنحتها .. ( منذ يومين ـ ساعة وصولي من بغداد ـ أحاول الحصول على خدمة الانترنت عن طريق شبكة كورك تيليكوم للاتصالات دون جدوى !) !.

    14ـ توجّت بغداد عاصمة للثقافة العربية في مساء يوم السبت الموافق 23/3/2013 على متنزهات الزوراء ، فترقبوا نضح الثقافة من وجهها العربي في عامها هذا تلك الثقافة النابعة من طيبة قلبها الإسلامي وحنو روحها الإنساني . (وكأن بغداد بحاجة لتتوج عاصمة للثقافة)!.



    منقول
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  5. #5
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريمه الخاني مشاهدة المشاركة
    بتلات الورد
    (36)

    بتلات من بغداد
    مراد سليمان علو
    muradallo@yahoo.com
    1ـ حضرنا وكان حضورنا متميزا كغيرنا من القادمين للاحتفال ببغداد ومع بغداد لتكون عاصمة للثقافة العربية هذه السنة . قدم ثلاثة نوارس من المهجر وخمسة من الداخل إضافة لفتاة متميزة (من الداخل) . تخلف البعض من زميلاتنا وزملاءنا ولكن هذه البعشيقية المثابرة أتت رغم أحقيتها في أن تعتذر عن المجيء قبل غيرها ، وكلما ذهبنا إلى مكان كنت أراها لا تقل عزما وإصرارا عن الكاتبة والصحفية المغربية الكبيرة (ليلى الشافعي) التي كانت تتجول معنا على كرسيها المتحرك أو تستعين بمرافق أو بعكازيها لقدومها وخروجها من قوقعتها في المحيط قبل أن تنهي فترة النقاهة لتشفى من عملية جراحية كبرى أجريت لها مؤخرا !.

    2ـ تغادر النحلة خليتها طائرة لتجوب الآفاق وهي تبحث عن الورود والزهور في كل مكان ، ثم تنتقي أجملها وأعطرها لتستنشق رحيقها وتصنع منه عسلا وتقدمه لنا عن طيب خاطر .. وهذا ما يفعله (حسو هورمي) باسما كلما سنحت له الفرصة ، وإن رضيت (بعسله) سيعانقك على ذلك !.

    3ـ لعلّ أشهر آلة موسيقية في العالم وعلى مر العصور هي القيثارة السومرية المكونة من ثلاثة أقسام : الصندوق الصوتي والذراعان الجانبيان وحامل الأوتار ، وأثناء الاحتلال سرق الرأس الذهبي للقيثارة وأصيبت هي نفسها بالكثير من الضرر ولم يُحَّرك ساكنا إلى أن أنتفض الفنان البريطاني الرائع (أندي) وصنع قطعة فنية مدهشة تطابق الأصلية إلى حد بعيد فالخشب جُلب من (الموصل) والقير من (هيت) وهي نفس الأماكن التي كانت منها مواد القيثارة الأصلية أما الذهب فقد تبرعت أفريقا الجنوبية بخمسة كغم منه لصنع رأس القيثارة وهكذا قدم هذا الفنان تحفته الرائعة وعزف عليها في اليوم الثاني من الاحتفالية !.

    4ـ نعم ، الحدث كان كبيرا ، ولكننا تعاملنا معه كمبارة كرة قدم وكل ما يرافقها من هرج ومرج ، وكان صوت المشجع الثاني للمنتخب الوطني ـ المشجع الأول السيد قدوري مريض شفاه الله ـ وهو بملابسه التقليدية يذكرني بمباراة مصيرية لمنتخبنا وبالتأكيد ذكر وزير الثقافة أيضا بشيء مماثل لالتفاته للخلف على الصوت المرعب للمشجع والذي لا يصلح للقاعات المغلقة أبدا !.

    5ـ من الفرق المشاركة في الكرنفال فرقة الفنون الشعبية لمدينة السليمانية التابعة لوزارة الثقافة والشباب لإقليم كوردستان والتي قدّمت فقرة مميزة جدا تضمنت أغنية عن الأيزيدية ، ولكن من المستحسن أن تستعين الفرقة بخبير بالملابس الفولكلورية الأيزيدية مستقبلا إذا أرادت أن تقدم شيء عنها !.

    6ـ بعد رجوعنا إلى الفندق في اليوم الثاني وجدنا في غرفنا كتيب أنيق وهو عبارة عن دليل سياحي مكتوب باللغة الانكليزية وعنوانه (The Tourism Guide of Republic of Iraq ) مذكور فيها جميع المواقع السياحية والأثرية والدينية في العراق وبعد أن أطلعت على مواقع محافظتي نينوى ودهوك لم أجد إشارة أو صورة لمعبد لالش المقدس لا من بعيد ولا من قريب فتعجبت لذلك !.

    7ـ دائما التفاصيل الصغيرة والتي تبدو وكأنها غير مهمة تجعل من الأشياء الكبيرة أكثر بهجة ورونقا لذا كان من الضروري جدا الالتفات إليها في مناسبة كبيرة كهذه !.

    8ـ وجودنا في بغداد ضمن هذا الجمع المثقف كانت فرصة لتعريف من التقينا بهم بالأيزيدية وكذلك دعوة بعضهم لزيارة كوردستان ولالش للاطلاع أكثر على ما يرغبون في معرفته !.

    9ـ كانت فقرات برنامج المهرجان ولثلاثة أيام متتالية جميلة جدا ولكن أجملها كان عزف العبقري (نصير شمة) في اليوم الأول وغناء الكبار ( سعدون جابر وأمل خضير وحسين نعمة وحميد منصور وفاضل عواد وطالب القره غولي وياس خضر ) في اليوم الثاني !.

    10ـ كل لقاء دولي ومهما كانت صفته التنظيمية هي فرصة لنا للمشاركة لتعريف الآخر بنا أو على الأقل للتعرّف على الآخر .. ألا فليكن هذا شعار كل أيزيدي مثقف !.

    11ـ من ضمن الكتب التي جلبتها معي من مهرجان بغداد كتاب (مذكرات وخواطر للطبيب البغدادي مهدي السماك/ الجزء الخامس)وهي قصص واقعية من زمانه وقد كتبت بأسلوب جميل وسهل وبالتأكيد سأبحث عن الأجزاء الأولى من هذه المذكرات الرائعة !.

    12ـ عندما تزور مدينة كبيرة كبغداد تتمنى أن تلتقي فيها بجالية ولو صغيرة من بني جلدتك تتباهى بهم ويرفعون رأسك بين الناس ، وليس فقط بائعي خمور لا يجيدون التحدث ، ولكن بدلا من جالية أو حتى مجموعة التقينا بشخص الأستاذ ( صائب ..) وكان يعادل جالية بأكملها .. !.

    13ـ كلما سُئلنا : أمِن الخارج أنتم أم من الداخل ؟(بغض النظر عن السائل وغرضه) كنت أرغب في أن أصرخ .. أنا من الخارج .. من سيباى أنا .. سيباى الخارجة عن المكان .. سيباى الخارجة من الزمان .. سيباى الخارجة من الخرائط والذاكرة .. سيباى التائهة في صحرائها .. السائرة على شواطئ لا نهائيتها منذ أن أحرقت بابل ومنذ أن تخلت عنها الملائكة خوفا من أن تحترق أجنحتها .. ( منذ يومين ـ ساعة وصولي من بغداد ـ أحاول الحصول على خدمة الانترنت عن طريق شبكة كورك تيليكوم للاتصالات دون جدوى !) !.

    14ـ توجّت بغداد عاصمة للثقافة العربية في مساء يوم السبت الموافق 23/3/2013 على متنزهات الزوراء ، فترقبوا نضح الثقافة من وجهها العربي في عامها هذا تلك الثقافة النابعة من طيبة قلبها الإسلامي وحنو روحها الإنساني . (وكأن بغداد بحاجة لتتوج عاصمة للثقافة)!.



    منقول
    شكر للموضوع أستاذه ريمه الخاني تصورت أن حضوركم حقيقي ومن دعوه موجهه
    ولكن أملنا ببغداد كبير ومثقيفها فنانيها وكتابه كنا نأمل بشيء أفضل ولكن نقول الحمد لله على هذا الحال أملنا بالقادم
    أتمى لقدوري الشفاء البعض يعتقد الثقافه نوع من أنواع الأطباق الطائره التي تصطادها الأصوات العاليه والصرخات
    كنت كتبت نص قصير بسيط عن بغداد نهديكم اياه بهذه المناسبه


    بغداد






    ياليل ياجديلة

    ممشطتان ظفائرك

    نهران فرات تنساب مع الأ نسام

    محركتً ظفافها أشجارا وحقولا

    عشاق ليلك حراسها ..

    عيونهم في هواكِ لاتنام

    خضراء في صبحك أرض السواد*

    وليلك دروب القاصدين,
    يقودهم مصب نهراك

    وسراج المستنصرية* يضيء للدارسين

    جدائلك المنسابة ٌ في بطن نهراك

    كتابك وفنانيك ينسجون منها للتاريخ

    ألهامهم وصبر هم . ..,

    بقيت حضاراتك مرتويتة

    في موصل الحضر والحدباء*

    تسقي جنائن بابل والبدعة*

    وكلكا مش*
    بعدٌ يسل للتاريخ ملحمة الخلود

    وسومر في ذي قار تشتت عطشها

    رغم القيض وحقد الغزاة

    صامدت أحجار الفرشي*

    فقد صمد اللبان *
    المسقي من ماء فُراتك

    آلاف السنين.

    سننسج من جدائلك ضمادات جرحك

    بغداد .. حضارتك ..
    مجدك .. أنسانيتك
    ..
    وأ متداد نهراك قضيتنا الخالدة


    ليس بدعا أن يكتب الشعر حرّ** قد أرته الأيام نار لظاها
    وأطاحت به صريع الأماني**يمضغ العود كي يبل صداه
    شاعر عارك الحياة بعزم ** كي ينال العلا فنال رداها
    ****
    قد أذاع الأثير آهات نفس ** داميات مجرحات الهموم
    لم يكن طبعها نسيما صبوحا**أنما شواظ قلب كليم
    قد شدى باسما بوجه المآسي **ذائدا عن حياضه كالغريمِ
    لم تمت جذوة الحياة بنفس**كمنت ذاتها بسر عظيمِ

    يعقوب الحمداني

  6. #6
    ماشاء لله...
    هل تستحق بغداد
    أن تتوج عاصمة للثقافة العربية؟

    علي ثويني
    ٢٨ آذار (مارس) ٢٠١٣

    محض سؤال عابر خطر على بالي بصدد ترشيح بغداد، حينما نلمس المنافسة على اشدها،والرديف ينتظر فشل المرشح الاول ليخطفها من فمه،وكل بلد يحاول ان يزج ما عنده من مدن تراثية في تلك الترشيحات التي أمتد شوطها بين تريم اليمنية وتلمسان الجزائرية. ويبدو أن المدن المصطفاة جاءت على خلفية طبيعة بيئاتها التي توحي بمحافظة ورسوخ للتراث في ثنايا حياتها الحالية. وهكذا رشحت النجف عام 2012 فخابت وأخجلت الثقافة العراقية، ثم رشحت بغداد هذا العام واملنا أن تتحدى الفشل وتعلن عن انها أكبر من كل العواصم الثقافية التي رشحت ، فبغداد ليست أسم عابر ولا دخيل غابر، بل أثر وموثر غائر في عمق الظاهرة الحضرية ،وعلم في صلب الثقافات العربية والإسلامية والعالمية.
    وعودة الى تقليد الإعلان عن عاصمة للثقافة العربية،كمبادرة من طرف منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة والمهتمة بالثقافة، إقتفاءا لأثر أوربي سار عليه القوم و شرع في تطبيق فكرة عاصمة الثقافية العربية منذ العام 1996، وجاء ذلك بناءًا على اقتراح للمجموعة العربية في تلك المنظمة خلال اجتماع اللجنة الدولية الحكومية العشرية العالمية للتنمية الثقافية (باريس ما بين 3 و7 يناير 1995م) وفي الدورة الحادية عشرة لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي والذي عقد بالشارقة - الإمارات العربية المتحدة (21-22 نوفمبر 1998م).
    وفكرة عاصمة الثقافة الأوروبية كانت أحد المبادرات التي أضطلع بها الإتحاد الأوربي لاختيار مدينة أوروبية لمدة عام واحد لعرض الحياة الثقافية بها ومدى نجاح مشاريع التنمية الثقافية.ويتم في العادة اختيار العاصمة الثقافية بعد منافسة تشمل تقديم مشروع متكامل مع موازنة جاهزة وتختار وفق الأهمية الثقافية المقدمة بغض النظر إن كانت المدينة الفائزة هي العاصمة أم لا. وفي خضم شيوع مفهوم (مدن المعرفة) الذي يتسع تطبيقه، جاءت الفكرة في البدء لمدينة تمثل الثقافة الأوروبية، حيث تولدت الفكرة في عام 1983 من قبل ميلينا ميركوري، والتي كانت وزيرة الثقافة اليوناني. التي إعتقدت أن الثقافة، لم تعط نفس الاهتمام بأمور السياسة والاقتصاد، وأن المشروع هو لتعزيز الثقافات الأوروبية داخل الدول الإتحاد. وبدأ بتنفيذ البرنامج في صيف 1985 وكانت أثينا هي أول حاملة لللقب. خلال الرئاسة الألمانية للعام 1999، وتغير مسمى المشروع من مدينة الثقافة الأوروبية لعاصمة الثقافة الأوروبية.
    وصلب الفكرة أن الثقافة عنصر مهم في حياة المجتمع ومحور من محاور التنمية الشاملة.وتهدف إلى تنشيط المبادرات الخلاقة وتنمية الرصيد الثقافي والمخزون الفكري والحضاري، وذلك عبر إبراز القيمة الحضارية للمدينة المستضيفة لفعاليات تظاهرة عاصمة الثقافية وتنمية ماتقوم به من دور رئيسي في دعم الابداع الفكري والثقافي تعميقاً للحوار الثقافي والانفتاح على ثقافات وحضارات الشعوب وتعزيز القيم، والتفاهم والتآخي، والتسامح واحترام الخصوصية الثقافية.
    ومنزلة بغداد نموذجية في كل تلك اللوائح ، ولايزوغ وقعها عن حافر قدر بغداد الأزلي، التي نعدها مشروع حضري يؤكد تراكم الزمان في ذات المكان، حيث أنها تاسست بعد اوروك(الوركاء) بحوالي أربعة آلاف عام،لكنها حفظت العهد لها، فمثلما كانت سومر و"أورها" باحواشها وسطوحها وخامة طابوقها، كانت بغداد سليلتها بإعتداد. ومن سوء طالع بغداد أن معالمها أختفت وحالها كاد أن يدرس عام 1831،بعد طوفان وطاعون داود باشا الكرجي. لكنها أثبتت انها عنقاء الزمان وأم العراق وقلبة الازلي ،فهي لم تنحاز لنينويى الدجلوية ولا لبابل الفراتية ،بل ارتضت وسطية في المكان والفكر وإسترسال الزمان. وحسن طالعنا يكمن في سامراء التي حفظتها عزلتها عن (الدمار البشري الشامل) حيث ان (فرهود) الطابوق لم يترك لنا مدينة على حالها. وإذا قارنا شواخص سامراء التي توحي لنا توأمة لعمائر بغداد، فانها سيان مع بابل بالتمام والكمال. وهذا الأمر يبدو للمعاين المعماري أكبر من العابر وغير العابئ.
    ولم يحدث من فراغ بأن دولة الإسلام أختارت البصرة 636م ثم الكوفة638م باكورتين لأعلان تحضرها ومجال ممارستها خارج الجزيرة،بسبب الاثر الرجعي والعرف الراسخ والسائد والملازم الماكث تحت طبقات الأرض العراقية. وهكذا شكلت تلك المدينتين(سميتا العراقين)مع بغداد عام 762م، مثلث الرسوخ الإسلامي المؤسس. حيث نذهب إلى ان كل الحضارات قد صعدت الى الذروة خلال القرنين أو الثلاث قرون الأولى، ثم يليها قرون الإشترار من ذلك المنتج، حتى يصيبة الخمول والتكرار ويدب به الكسل فيضمحل ويضمر. وهكذا وعلى هذا المبدأ فإن القرون المؤسسة للثقافة الإسلامية والعربية، لايمكن ان تكون إلا عراقية محضة، فمثلث(بغداد-كوفه-بصرة) كان قد رسّخ أسس الشواخص ودق الثوابت والقواعد، وكل ما أتى بعدها، كان شارحا لها ومكملا لحيثياتها، ولا ضرورة لنجهد نفسنا في البحث عن ريادات تتعدى تلك الحقبة ،وسنجد دون غضاضة بان ما ورد بعدها لم يكن إلا تمحيص وتقليب وتطوير لما نهل من نبعها وبزغ من بؤرتها.نقرا مقولة لمصري أحمد زكي باشا(1867-1934) يصف تلك الحالة الحضارية: (كان العُراق في القرن الثاني والثالث من الهجرة مزدانا بمدينتين كبيرتين هما الكوفة والبصرة، وهما (لعمري!)، شبيهان بما نراه الآن في اكسفورد وكامبريدج من اعمال أنكلترا. فلقد كانتا في أيام اولئك الغطاريف البهاليل، كعبتين للعلم والتعليم،ويحجهما طالبوا النور وجهابذة العرفان من كل فج عميق)(من كتاب: موسوعات العلوم العربية ). حتى لنجد أن الدكتور طه حسين يشير في إحدى أحاديثه، الى ان ثلثي الثقافة الإسلامية وردتا من مصدر عراقي.
    صحيح أن بغداد عانت الويلات من أهلها وحسادها والطامعين بها ومحتليها، فجاء خرابها المبرم عام 1258م على يد المغول، لكنها لم تكن القاضية، فترنحت حتى القرن السادس عشر، حيث أنهت القرون الإيلخانية والجلائرية ثم (الخروفية) و(العثمانية) ألقها واطفأت نورها. وقد أثر هذا على أرثها المادي بعمق،لكنه لم يؤثر على مددها الروحي والفكري والحضاري، فمازالت الاسماء التي تصدح في عالم الإسلام تقبع في روضات وتحت قباب بغدادية، رغم الضياع والإهمال والإفراط والتفريط الذي حرمنا من جزيل ذلك الأثر والشاهد الدامغ المؤثر. فما زالت الحضارة الإسلامية تفخر بـ(الصفر) وقد عمدته بغداد في دار حكمتها التي لم تطأها مدن التأريخ في إرتقاءها ، وهذا ليس إلا غيض من فيض منتج الرياضيات ،والهندسة والفلك والفلسفة والدين والأدب..الخ. وهنا يحضرني إعتراف سويدي لمنزلة بغداد عند الغربيين قالها إنغمار كارلسون الكاتب والدبلوماسي السويدي واصفا إياها تلك القرون : (في الوقت الذي كان فيه أهل شمال أوربا يهيمون على وجوههم من سطوة الهمجية ،ويكتسون جلود الحيوانات، كانت بغداد بين الأعوام 750-1258 مركز العالم المستقطب وكانت تنعم بحضارة مزدهرة متطورة )(من كتاب: أوربا والإسلام-ترجمة سمير بوتاني).
    أمست قرطبة صدى لصوت بغداد وغنجت نسائها مقلدات نساء بغداد وأنتقلت (الغاء) بدل (الراء)الى باريس من اصلها البغدادي، ولبسن أميرات أوربا الموصلي والدمشقي تقليدا لحرائرها، وتملقت القسطنطينية بغداد وأسبغت على نفسها لقب(بغداد البسفور) ، وامسى اسم (بغدان) اي البغدادي لقب الأمراء في أوربا الشرقية.وألتبست عند الغربيين في القرون التوالي أي في القرن السابع عشر، حيث ظنوا أنها نفسها (بابل)، حتى ان الأمير والرحالة الإيطالي (ديلا فاله) اشار الى ذلك عام1625، وظنوا أن ملوية سامراء هي برج بابل المشيد الباق، وكتب داود باشا آخر الولاة المماليك لأمه وأهله في جورجيا عام 1810 بأنه (ملك بابل) وليس والي بغداد. وهكذا أدغم اسمها المضئ عنوة أو جهل، حتى أنها كنّت في القرنين الأخيرين من الحكم العثماني(سيبيريا العثمانية)، كونها أمست مبعد للولاة غير المرغوب بهم.
    كل ذلك الأثر وكل تلك المنزلة، ومازال بعضنا أو بعضهم يتمتم بغل مبطن: (هل تستاهل بغداد ذلك الشرف؟). ونقول لهم أن تتويج بغداد هو شرف لهذا التقليد المقتبس(عاصمة الثقافة) ،حينما شرفته بغداد بحضورها ومنزلتها العالمية كأغزر مدن التاريخ منتجا للعقل ،وأعمق أثرا ثقافيا عالميا وإسلاميا وعربيا، من كل ما فات وما سيرد في قوائم المدن المرشحة والتي ستترشح في قادم السنين.
    المصدر:
    http://diwanalarab.com/spip.php?article36715

  7. #7
    أشكر جميع الإخوة والأخوات في إثراء هذا الموضوع عن بغداد عاصمة الثقافة , وعاصمة الأدب , وعاصمة النحو والصرف , وعاصمة المجد والتاريخ , نتمى أن نكون في بغداد ونطلع على مكتباتها للنهل العلم منها , كما نتمنى لها الأمن والأمان ,
    أخوكم غالب أحمد الغول

المواضيع المتشابهه

  1. يريفان عاصمة الكتاب العالمي للعام 2012 بقلم آرا سوفاليان
    بواسطة arasouvalian في المنتدى فرسان السياحة.
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 07-04-2013, 08:15 AM
  2. بغداد عاصمة الثقافة العربية 2013‎
    بواسطة ملده شويكاني في المنتدى فرسان الأدبي العام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 10-24-2012, 04:43 PM
  3. سقوط بغداد عاصمة الخلافة العباسية
    بواسطة ايهاب هديب في المنتدى فرسان المواضيع الساخنة.
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 04-15-2009, 06:43 PM
  4. القدس عاصمة الثقافة ام عاصمة الخلافة / للشاعر العروبي لطفي الياسيني
    بواسطة الشاعر لطفي الياسيني في المنتدى الشعر العربي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 03-29-2009, 09:36 AM
  5. غداً الافتتاح الشعبي لاحتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية
    بواسطة ملده شويكاني في المنتدى فرسان الفني
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 01-28-2008, 03:56 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •