منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 7 من 7

العرض المتطور

  1. #1

    مشاكل المراهقين من ذوي الاحتياجات الخاصة

    مقدمة تشغل قضية الإعاقة اهتمام الدول والهيئات والمنظمات المحلية منها والدولية نظرا للعنصر البشري الأساسي المكون للمجتمعات والذي تعتمد عليه الدول في تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية وقد أظهرت المنظمات والإحصاءات للمنظمة الصحة العالمية أن نسبة الإعاقة في الدول النامية تتراوح ما بين 10/13 % من عدد السكان وتختلف وقد تزيد في الدول المتعرضة للحروب او التي تعيش تحت خط الفقر ومدي انتشار الأمراض والأوبئة وسوء التغذية . وانطلاقا من هذا المفهوم فأن المعاق إنسان ....... إنسان أولا ولديه إعاقة ثانيا ولابد وان نهتم بما تبقي لديه من قدرات واستحداث الاساليب والطرق للاستفادة بهذه القدرات والعمل علي تنميتها لتحويل هذه الفئة من كونها عالة علي غيرها الي ان تعول نفسها بحيث تتحول من كونها فئة معوقة لعملية التنمية في المجتمع الي ان تكون مساهمة في تنمية مجتمعها . وذلك بواسطة النظر بعين الاعتبار وليس للاعاقات بل للقدرات المتبقية لدي المعاق لتطويرها وتحويل هذه الطاقات من السلبية الي ايجابية الانتاج والتفاعل والاندماج داخل المجتمع 00

  2. #2
    بحث استطلاعي عن مشاكل المراهقين من ذوى الاحتياجات الخاصة إشراف أ/ سـيد جمعه مستشار التأهيل بجمعية شموع فريق البحث أ / ريهام محمد عاطف أ / رشــا محمد برنامج التأهيل برنامج المساعدات الاجتماعيه أ /احمــــد حمــدي برنامج التدريب والاستشارات إهــــــــــــــــداء إلـــــي أستاذنا الفــاضل / حســـــن يوســف الذي علمنا دائما أن قضية الاعاقه هي حق وواجب وليس عمل خيري يثاب فاعله ولإيجازي تاركه . إلي كل معاق في العالم . إلي كل العاملين في مجال رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة . إلي جمعية شموع لرعاية الحقوق الانسانيه للمعاقين . إلي كل من ساهم في إخراج هذا العمل إلي النور . إمضاء فريق العمل في البحث الفـــــــــهرس إهــــــــــــــداء 1- خطة البحث 2- المقدمة الفصل الأول : - (المراهقة) 1- مفهوم المراهقة 2- مرحلة المراهقة 3- الفرق بين المراهقة و البلوغ 4- خصائص المرحلة 5- حاجات المراهق المراجع الفصل الثاني : - (المعاقين) 1- مفهوم المعوق وتعريفة 2- رعاية المعوقون 3- أنواع الإعاقات 4- العوامل المسببة للاعاقه المراجع الفصل الثالث:- ( مراحل وجوانب النمو للمراهق المعاق) أ‌- الجانب الجسمي ب‌- الجانب النفسي ت‌- الجانب العقلي ث‌- الجانب الانفعالي ج‌- الجانب الاجتماعي ح‌- الجانب الجنسي المراجع 1- أهم المشاكل السلوكية التي تظهر في هذه المرحلة ومدي التشابه والاختلاف في التعبير عنها والتغلب عليها بينة وبين المراهق العادي 2- اتجاهات المجتمع نحو الإعاقة والمعاق ؛ وأثرها علي مفهوم الذات لدية المراجع الفصل الرابــع 1- استمارة الاستبيان 2- نتائج البحث 3- توصيات ومقترحات 4 - الخاتمــــــــــــــــــــــــــة خطة عمل البحث مراحل البحث (المرحلة التمهيدية نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي 1- تحديد مشكلة البحث : (المشكلات التي تقابل المراهقين مع أسرهم ) ومنها : أ‌- عدم وجود علاقه تربط بين الابن ووالديه ب‌- لا يوجد لغة حوار وصداقه بين الأب وابنه والبنت وأمها نظرا لظروف المجتمع ت‌- عدم بوح الأولاد لواديهم بظروفهم الخاصة نظرا لعادات والتقاليد ث‌- انشغال الأم والأب عن أولادهم ج‌- إن مرحلة المراهقة مرحلة عدم اتزان في الشخصية وتعتبر في حد ذاتها مشكله 2- تحديد المفاهيم: (المراهقة – المعاقين – البلوغ - أنواع الإعاقات – جوانب النمو) 3- تحديد أسباب اختيار موضوع البحث: (1-) وجود حالات بالجمعية تعانى من تلك المشكلة (2-) خجل اسر المعاقين من التطرق لتلك المشكلة (3-) شعور المعاقين ذاتهم (4-) فريق العمل نرى إنها مشكله لها أهميه كبرى (5-)شموع تسعى أن يكون لها دور في هذه المشكلة (6-) نظام التعليم الحالي لا يساعد على الحوار أو علاج المشكلة 4- أهمية وأهداف البحث : حيث أن المعاقين ذهنيا غير مدركين لهذه المشكلة والصم غير متصلين بالمجتمع المحيط تعد مرحلة المراهقة عند المعاقين حركيا وبصريا مرحلة انتقالية وفاصلة في تحديد شخصيتهم إما بالسلب أو باللايجاب 5- تحديد الفروض والتساؤلات : أ‌- ما هو الفرق بين المراهقة والبلوغ؟ ب‌- ما الأسس النفسية لإرشاد المعوق ؟ ت‌- ما هو مفهوم المعوق وأنواع الاعاقه ؟ ث‌- ما هي مراحل وجوانب النمو المختلفة للمراهقين المعوقين ؟ 6- نوع (نمط) الدراسة : هي داسه استطلاعيه (كشفيه) والغرض منها التآلف مع الظاهرة أو تحقيق نظرة جديدة لها من أجل صياغة أكثر دقه لمشكلة البحث وتحديد الفروض و محاولة وضع حل لها 7- المنهج المستخدم : منهج دراسة الحالة وهو أسلوب علمي من أساليب جمع البيانات في البحوث العلمية المستخدمة في نطاق مختلف العلوم الاجتماعية ويستخدم لجمع البيانات التفصيلية المختلفة الخاصة بالوحدة محل البحث المنهج الإكلينيكي 8- أدوات جمع البيانات : استمارة الاستبيان 9- ميادين ومجالات البحث : المكاني : الجمعية , الجمعيات التي تعمل في هذا المجال البشرى : المعاقين الزمني :15/11/2005 إلي 31/1/2006 ( المرحلة الميدانية: ) جمع البيانات من الميادين وتشمل: أ‌- تهيئة مجتمع البحث ب‌- تدريب الباحثين ت‌- اختيار أدوار الباحثين ث‌- جمع البيانات الفعالة ج‌- مراجعة البيانات مكتبيا" ح‌- مراجعة البيانات ميدانيا" (المرحلة الختاميةنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي 1- تفريغ البيانات 2- تفسير البيانات 3- استخلاص النتائج ----------------------------------------------------------- ان المعاقين في الوطن العربي يمثلون شريحة لا يستهان بها فالإحصاءات تشير الي ان عددهم قارب علي 10 مليون معاق منهم 45% أطفال معاقين في حاجة الي العناية والرعاية والتأهيل لتكون اداه فعالة تسهم في تنمية وتطوير المجتمع الذي . فى سنة 1955 كانت مصر هي أول دولة عربية تهتم بتعليم ورعاية المعاقين أما عن مرحلة المراهقة عند المعاقين ذهنياً، فتوضح استشارية الصحة النفسية والمتخصصة في التربية الخاصة شادية المصري أن مظاهر البلوغ عند هذه الفئة لا تختلف كثيراً عن غيرهم من الأفراد الطبيعيين، إلا أن طرق التربية والتوجيه يجب أن تكون أدق، كما توضح أن فئة المعاقين ذهنياً يمرون بنفس مراحل النمو الطبيعية التي يمر بها الأفراد غير المعاقين وإن كانوا في بعض الأحيان أبطأ أو أسرع من غيرهم، وبالتالي فهم يمرون أيضا بمرحلة البلوغ الجنسي كما أن لهم أغلب الاحتياجات التي للآخرين. وتشير المصري إلى أنه بالنظر إلى ضعف إدراك هؤلاء الأفراد للقيم والمعايير التي تحكم السلوك الاجتماعي نجد أنهم لا يميزون بين السلوك المقبول اجتماعياً والسلوك غير المقبول، هذا إلى جانب سهولة انقيادهم للآخرين، وهذا يجعل ضعاف النفوس من غير المعاقين يقبلون على استغلالهم لمآرب غير أخلاقية، وهذا ما يحدث في بعض الأحيان إن لم تكن هناك تنشئة جيدة لهم. الفصل الأول 1- مفهوم المراهقة 2- مراحل المراهقة 3- الفرق بين المراهقة والبلوغ 4- خصائص المرحلة 5- احتياجات المراهق المراجع الفصل الأول 1- مفهوم المراهقة: • ان كلمة مراهقة (adlescence) مشتقة من الفعل اللاتينى ومعناه التدرج نحو النضج البدنى والجنسى والعقلى والانفعالى • والمراهقة هى المرحلة التى تسبق وتصل بالفرد الى اكتمال النضج وتمتد عند الشبات والبنين حتى يصل عمر الفرد 12 سنة وهى ممتدة من البلوغ وتنتهى بالرشد فهى لهذا عملية فسيولوجية حيوية عضوية فى بدايتها وظاهرة اجتماعية فى نهايتها • وقد وصف ستان هول ((hall المراهقة فقال ان المراهقة فترة العواصف والتوتر الشديد(1) • مصطلح المراهقة: قال ابن فارس: "الراء والهاء والقاف أصلان متقاربان، فأحدهما: غشيان الشيء الشيء، والآخر: العجلة والتأخير. فأما الأول فقولهم رهِقه الأمر: غشيه.... قال الله جل ثناؤه: } وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلاَ ذِلَّةٌ { (يونس:26). والمراهق: الغلام الذي دانى الحلم… وأرهق القوم الصلاة: أخروها حتى يدنو وقت الصلاة الأخرى. والرَّهَق: العجلة والظلم. قال الله تعالى:} فَلا يَخَافُ بَخْسًا وَلا رَهَقًا{ (الجن:13) والرَّهَق: عجلة في كذب وعيب" ( 2). والأصلان اللذان تدور حولهما هذه المعاني لهما صلة بهذا المصطلح. وذكر في لسان العرب معاني عدة للرهق منها: الكذب، والخفة والحِدَّة، والسفه والنُّوك، والتهمة، وغشيان المحارم وما لا خير فيه، والعجلة، والهلاك(3 ). ومعظم هذه المعاني موجودة لدى المراهق 2- مراحل المراهقة: أ - المراهقة المبكرة: تمتد فترة المراهقة المبكّرة بين عمر 11 و14 سنة تقريباً. ورغم اعتقادك أن طفلك لا يزال صغيراً، فإنه يمر بتغييرات كبيرة ومهمة جداً. ففي هذا العمر يتأرجح المراهق بين رغبته في أن يعامل كراشد وبين رغبته في أن يهتم به الأهل.. ما يجعل الأمر صعباً ومربكاً للوالدين. يمكننا إطلاق اسم مرحلة "حب الشباب" على هذه الفترة من المراهقة، ففي هذه الفترة يشعر المراهق بضعف الثقة فيما يتعلق بمظهره الخارجي والتغييرات التي تطرأ عليه. ويعتقد بأن الجميع ينظر إليه، ويصعب على الأهل إقناعه بغير ذلك. وتنعكس حاجة المراهق لمزيد من الحرية في العديد من الأمور، فيبدأ برفض جميع أفكار ومعتقدات الأهل ويشعر بالإحراج ان وجد في مكان واحد مع اهله. وقد يبدو اكثر عصبية وتوترا. كما يبدأ المراهق في هذه المرحلة باكتشاف نفسه جنسيا. وتزداد حاجته للخصوصية والانفراد بنفسه. وقد تبدو هذه المرحلة في غاية العشوائية بالنسبة للاهل ولكن عليهم التحلي بالصبر، والاصغاء الى احتياجات اطفالهم، ودعمهم لتطوير وتنمية شخصيتهم المستقلة والخاصة ب- المراهقةالوسطى تمتد مرحلة المراهقة الوسطى بين عمر 15 و 17 سنة تقريبا. اهم سمات هذه المرحلة شعور المراهق بالاستقلال وفرض شخصيته الخاصة، وبسبب حاجتهم الماسةلاثبات انفسهم، يصبح المراهقون اكثر تصادما ونزاعا ضمن العائلة، فيرفضون الانصياع لافكار وقيم وقوانين الاهل ويصرون على فعل ما يحلو لهم. ويجرب الكثير من المراهقون الامور الممنوعة او الغير محبذة عند الاهل، كالتدخين وشرب الكحول والسهر خارج المنزل لساعات متأخرة، ومصادقة الاشخاص المشبوهين، كنوع من التحدي للاهل ولفرض رأيهم الخاص ويصبح المراهق اكثر مجازفة ومخاطرة، ويعتمد على الاصدقاء للحصول على النصيحة والدعم، وليس على الاهل، وعلى الاهل في هذه المرحلة اظهار تفهم شديد لاطفالهم لكي لا يخسروا ثقتهم، وبنفس الوقت يضعوا قوانين واضحة لتصرفاتهم وتعاملاتهم، مع الاخرين ومع العائلة وبما ان معظم التغييرات الجسدية قد حدثت في مرحلة المراهقة المبكرة، يصبح المراهق اقل اهتماما بمظهره الخارجي واكثر اهتماما بجاذبيته للجنس الاخر يستمرّ النّموّ الفكريّ للمراهق في هذه المرحلة، ويصبح اكثر قدرة على التفكير بشكل موضوعي والتخطيط للمستقبل، كما بامكان المراهق ان يضع نفسه مكان الآخر، فيصبح لديه القدرة على ان يتعاطف مع الاخرين في هذا المرحلة ج _المراهقة المتأخّرة تمتد هذه المرحلة تقريبًا بين أعمار 18 و 21 سنة وفي مجتمعنا قد تمتد هذه المرحلة فترة اطول، نظرا لاعتماد الاولاد على الاهل في الشؤون المادية والدراسية الى ما بعد التخرج ومرحلة العمل ايضا يستطيع معظم الشباب في هذه المرحلة ان يعملوا بطريقة مستقلة، رغم انهماكم بقضيا تتعلق برسم معالم هويتهم وشخصيتهم. ولانهم يشعرون بثقة اكبر تجاه قراراتهم وشخصيتهم، يعود الكثير منهم لطلب النصيحة والارشاد من الاهل. ويأتي هذا التغيير في التصرف مفاجأة سارة للاهل، اذ يعتقد الكثير منهم ان النزاع والصراع امر محتم، قد لا ينتهي ابدا. ويتنفس الاهل الصعداء، فبالرغم من ان الاولاد اكتسبوا شخصيات مستقلة خلال مراهقتم، تبقى قيم وتربية الاهل واضحة وظاهرة في هذه الشخصيات الجديدة ان احسن الاهل التصرف والتفهم لهذه المرحلة الحرجة في حياة اولادهم . الفرق بين المراهقة والبلوغ: ويخلط الكثير من الناس بين مفهوم المراهقه ومفهوم البلوغ الجنسي , لذلك ينبغي ان نميز بين المراهقه , والبلوغ الجنسي , فالبلوغ يعني المراهق القدره علي الانسال , أي اكتمال الوظائف الجنسيه عنده , ولذلك بنمو الغدد الجنسيه عند الفتي والفتاه , وقدرتها علي اداء وظيفتها . أما المراهقه فتشير الي التدرج نحو النضج الجسمي والعقلي و النفسي والاجتماعي . البلوغ عند علماء النفس يعني "بلوغ المراهق القدرة على الإنسال، أي اكتمال الوظائف الجنسية عنده، وذلك بنمو الغدد الجنسية عند الفتى والفتاة وقدرتها على أداء وظيفتها، أما المراهقة فتشير إلى التدرج نحو النضج الجسمي والعقلي والنفسي والاجتماعي، وعلى ذلك فالبلوغ جانب واحد من جوانب المراهقة، كما أنه من الناحية الزمنية يسبقها، فهو أول دلائل دخول الطفل مرحلة المراهقة . خصائص المرحلة :- المرحلة التي نتحدث عنها هي مرحلة الشباب، ويقع جزء كبير منها في مرحلة المراهقة، وهي مرحلة متميزة لها سماتها وخصائصها. ومن ثم فمن المهم التعريف بخصائص هذه المرحلة وسماتها، والحديث المفصل عنها يطول، لذا سنتحدث هاهنا بإيجاز عن أهم خصائص المرحلة وسماتها، وهذا لا يغني المربي عن الرجوع إلى الكتب المتخصصة للاستزادة حول هذا الموضوع. هناك أمور يشترك فيها معظم الناس وتسود في أغلب المجتمعات، وثمة صفات مرتبطة بالإنسان من حيث هو إنسان، إلا أن ذلك لا يعني أن المجتمعات والناس سيصبحون نسخة واحدة، فليس ما يصدق على أحدهم يصدق على سائر الناس، وهذا له صلة كبيرة بموضوع حديثنا. لذا فالعوامل المختلفة في المجتمعات تترك أثرها في حياة المراهقين، فيختلفون من عصر لآخر، ففي العصور السابقة التي كان يدخل فيها المراهق ميدان العمل في وقت مبكر، ويتزوج وهو صغير، كان المراهق أسرع نضجاً وأقل مشكلات من هذا العصر الذي تطول فيه مدة التعليم والاعتماد على الأسرة، ويتأخر الزواج وتحمل المسؤولية. وهم يختلفون من مجتمع لآخر، ويختلفون في المجتمع الواحد من بيئة لأخرى؛ فالمراهق في الريف والبادية يختلف عن المراهق في الحاضرة، والمراهق في المجتمع الصناعي يختلف عنه في المجتمع الزراعي، كما يختلف في المجتمع القبلي المترابط عنه في المجتمع المدني المعاصر الذي تقل فيه الروابط الأسرية والقبلية. ولذا فالمراهق في المجتمعات الإسلامية التي كانت تعيش صفاء الإسلام ونقاءه، لا يمكن أن يقارن بالمراهق الذي يعيش في حضارة العصر المادية التي اتسعت فيها ألوان الفساد والمؤثرات، ومن يقرأ السيرة النبوية يرى كيف كان الشباب - الذين عاشوا هذه المرحلة - في عهد النبي صلى الله عليه وسلم في ميادين الجهاد ونصرة الدين، ولم يكونوا يعانون من هذه المشكلات التي يعاني منها المراهق اليوم(5). وكما يحصل الاختلاف بين المجتمعات، فهو كذلك بين الأفراد أنفسهم في المجتمع الواحد، بل في الأسرة الواحدة، ومع ذلك تبقى سمات مشتركة يلتقي فيها معظم المراهقين ( 6).، سنتناول الخصائص العامة للمرحلة دون التفاصيل:التي تميز مرحلة فرعية عن أخرى. حاجات المراهق: - يختلف علماء النفس اختلافاً واسعاً في تصنيف حاجات المراهق وترتيبها، وجزء كبير من هذا الاختلاف أمر اصطلاحي يتعلق بالتصنيف والترتيب، ومن أبسط التصنيفات، تصنيف النغيمشي، حيث صنَّفها إلى: أ- حاجات نفسية، وتشمل: الحاجة للعبادة، الحاجة للأمن، الحاجة للقبول. ب - حاجات اجتماعية، وتشمل : الحاجة للرفقة، الحاجة للزواج، الحاجة للعمل والمسؤولية. ج‌- حاجات ثقافية، وتشمل: الحاجة للاستطلاع، الحاجة للهوية الثقافية. وسيأتي تناول الحاجات بشيء من التفصيل في الجانب النفسي، بمشيئة الله تعالى. المراهق والتدين: تشهد هذه المرحلة اتجاهاً قوياً لدى الشاب والفتاة نحو التدين، ويتمثل في التفكير والتأمل، وفي الاعتناء بممارسة الشعائر الدينية، وقد أثبتت ذلك دراسات نفسية عديدة، حتى في المجتمعات التي يعتبر الدين فيها أمراً هامشياً، كالمجتمعات الغربية اليوم، فكيف بالمجتمعات المتدينة؟ إنها فطرة الله التي فطر الناس عليها، }فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ. مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ{ (الروم:31). عن عياض بن حمار المجاشعي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم في خطبته: "ألا إن ربي أمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني يومي هذا. كل مال نحلته عبداً حلال، وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم، وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم، وحَّرمت عليهم ما أحللت لهم، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطاناً". وبيَّن صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخر أن العوامل الطارئة هي التي تصرف المرء عن اتباع الدين، فقال: "ما من مولود إلا يولد على الفطرة؛ فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء" ثم يقول أبو هريرة رضي الله عنه: )فِطْرَة اللهِ الَّتي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ( الآية ….(7) . ولما كانت هذه المرحلة هي مرحلة التكليف الشرعي، كان من حكمة الله أن تتجه النفس فيها للتدين، وأن يقوى فيها هذا الجانب. "وإذا كان الطفل منذ نعومة أظفاره يدرك عدداً من المعاني الدينية بتأثير هذه الفطرة التي أودعه الله إياها، فإن هذا الإدراك هو شعور غير محدد، فهو يبدي عدداً من الانفعالات، ويثير جملة من الأسئلة عن الله خالق الكون…فإن المعاني الدينية تتضح أكثر عند المراهق، بسبب نضجه العقلي الذي وصل إليه، فلا تكاد المراهقة تبلغ أوجها - حوالي السادسة عشرة تقريباً - حتى تكون مستويات المراهق الإدراكية قد تفتحت وتسامت، وذكاؤه قد بلغ أوجه، كما تتحدد في هذه المرحلة اهتمامات المراهق، ويتحرر من الشطحات والخيال، ويميل إلى القراءة والاطلاع، ويصبح قادراً على التجريد وإدراك المعنويات، وتجاربه في البيت والمدرسة والمجتمع قد تنوعت، كل تلك العوامل العقلية والاجتماعية تتضافر في إيجاد وعي ديني عند المراهق، يختلف عن الاهتمام الديني عند الأطفال…والمراهق كغيره يجد في الدين أملاً مشرقاً بعد يأس مظلم، ويجد فيه أمناً من خوف، وفكراً يسد فراغه النفسي وقلقه الانفعالي، وهذا كله يدفع بالمراهق إلى المبالغة في العبادة والتعمق فيها أحياناً" والاتجاه نحو التدين عند المراهق فرصة ينبغي الاعتناء بها واستثمارها الاستثمار الأمثل حتى تسهم في تربية الشاب وإصلاحه، وهي فرصة"يمكن أن يعاد فيها تشكيل النفس كلها إن كانت في حاجة إلى إعادة التشكيل، فإذا كانت فترة الطفولة قد أفلتت - لأي سبب من الأسباب - فستتهيأ في الفترة التي نحن بصدد الحديث عنها فرصتان هائلتان لإعادة التشكيل، إحداهما هذه السابقة للبلوغ، والأخرى التي تحدث في مرحلة البلوغ" وحين ننظر إلى هذا الجانب، وننظر من زاوية أخرى في سمات المرحلة وخصائص النمو ندرك حكمة الباري جل وعلا حين اختار هذا السن للتكليف؛ فشخصية المرء بكافة جوانبها تقوده نحو الشعور بأنه دخل عالم الرجال؛ ومن ثم يعيد النظر في ذاته ويتأمل حاله؛ فيدرك الغاية من خلقه، ويسعى للالتزام بالعبودية لله عز وجل. وبعد أن تحدثنا عن سمات المرحلة وخصائصها آن لنا أن نشرع في الحديث عن الأهداف التربوية، ولنبدأ بأهمها وأولاها ألا وهو الجانب الإيماني. المراجع : (1) محاضرات فى علم نفس النمو / ماجدة محمود / دار النشر (بدون ) / 2001م (2) ادارة الوقت /نادر أبو شيخة /دار مجدلاوى /عمان 1991م (3) أسس الصحة النفسية / عبد العزيز القوصى /مكتبة النهضة المصرة /القاهرة (4) موقع المسلم / على النت (5)احياء علوم الدين /أبو حامد الغزالى / دار الحديث / القاهرة /1412 هـ (6) الأسس النفسية والاجتماعية لرعاية الشباب / عمر التومى الشيبانى /الدار العربية للكتلب /طرابلس ليبيا / 1987م (7) أصول علم النفس أحمد عزت راجح / بدون ناشر أو تاريخ نشر (8)أضواء البيان فى إيضاح القرآن بالقرآن /محمد الأمين الشنقيطى /1403هـ (9)إعلام الموقعين عن رب العالمين / ابن قيم الجوزيه /تحقيق وتعليق محمد محى الدين (10) يوسف مدن , التربيه الجنسيه للاطفال والبالغين , دار النشر المحبه البيضاء , س 1995 ص166 الفصل الثاني 1- مفــــهوم المـــــعوق وتعريفة 2- أنـــــواع الإعاقات 3- العوامل المسببه للاعاقه 4- المـــــراجع 1- مفهـــــوم المعوق وتعريفه :- تعريف :- هناك بعض المصطلحات للمعوقين ولفظ الاعاقة وهي الخلل – العجز – العاهة وفي احيانا كثيرا يلتبس المفهوم المستخدم لهذه المصطلحات . وقد اصدرت منظمة الصحة العالمية كتيب صدر عام 1980 بعنوان (التصنيف الدولي للخلل والعجز والعاهات ) الخلل :- هو أي فقد او شذوذ في التركيب او في الوظيفة السيكولوجية او الفسيولوجية او التشريحية . العجز :- وهو عدم القدرة علي القيام بأي نشاط بالطريقة التي تعتبر طبيعية او الي المدي الذي يعتبر كذلك بالنسبة الانسان نتيجة للخلل . الاعاقة :- وهو وضع غير موات بالنسبة لشخص ما نتيجة خلل او عجز بما يقيد او يمنع اداه دور يعتبر طبيعيا بالنسبة لذلك الشخص ويعتمد الامر علي السن والجنس والعوامل الاجتماعية والثقافية . امثلة للاستعمال المصطلحات السابقة شخص وقعت له حادثة مرور وترتب عليها بتر احد ساقيه . الخلل :- فقد الساق العجز :- انخفاض القدرة علي المشي . الاعاقة :- انخفاض القدرة علي العمل والتمتع بالاعمال الاجتماعية الطبيعية وتكوين علاقات اجتماعية الاعاقة :- هي عدم قدرة شخص ذي عاهة علي تأدية عمل يستطيع غيره من الناس تأديته ويصبح العجز اعاقة عندما يحب من قدرة الشخص علي القيام بما هو متوقع منه في مرحلة معينة من عمره او بمعني اخر هي عبارة عن حالة من عدم القدرة علي تلبية الرد لمتطلبات اداء دوره الطبيعي في الحياه المرتبطة بعمره وجنسه وخصائصة الاجتماعية والثقافية وذلك نتيجة الخلل او العجز في اداء الوظائف الفسيولوجية او السيكولوجية (who,1981) المعاق:- هو فرد يعاني نتيجة عوامل وراثية او خلقية او بيئية مكتسبة من قصور جسمي او عقلي يترتب عليه اثار اجتماعية او نفسية ويحول بينهم وبين تعلم واداء بعض الاعمال والانشطة الفكرية او الجفنية التي يؤديها الفرد العادي بدرجة كافية من المهارة والنجاح وقد تكون الاعاقة كلية او جزئية . 2- أنـــواع الاعاقات انواع وفئات الاعاقة 1. الاعاقة الحركية :- (الجسمية – البدنية ) وتحدث نتيجة لحالات الشلل المخي او شلل الاطفال او بتر طرف او اكثر نتيجة مرض او حادث او تشوه في العظام او المفاصل او ضمور في العضلات او شلل العظام او غير ذلك من اسباب قد تكون وراثية او مكتسبة . 2. الاعاقة الجسمية :- وقد صنفت الاعاقة الحسية تحت تصنيف الاعاقة الجسمية والاعاقة الحسية هي ما يتعلق بالحواس التالية : 1. الاعاقة البصرية ومن اسبابها العيوب الخلقية – امراض العيون – سوء التغذية . الاعاقة السمعية (اعاقات الاتصال) ومن اسبابها التهاب الاذن الوسطي – تجمع المادة الصمغية في القناه السمعية 2. الإعاقة الذهنية : وتعني ان كل نقص او ضعف اغو قصور في العمليات العقلية من شأنه ان يؤثر في عمليات الادراك والنطق والتواصل مما يؤدي الي ان يصبح الفرد غير قادر علي النمو العقلي او اكتشاف المهارات والتواصل الاجتماعي ان اسباب التخلف العقلي او الاعاقة الذهنية كثيرة ولكن هناك اسباب رئيسية تتلخص في عوامل وراثية – اضطربات التمثيل الغذائي – الامراض – الحوادث ويمكن ايجاز الاسباب قبل الزواج (زواج الاقارب ) – الحمل – اثناء الوضع – السنوات الاولي من العمر (التطعيم ). • تأخر في النمو اللغوي . • تأخر في النمو العقلي والمصرفي . • تأخر في النمو اللفظي • تأخر في النمو الانفصالي واضطرابات في التفاعل مع الاحداث • اضطرابات في النمو الاجتماعي • اضطرابات في نمو الشخصية والقدرة علي التكيف ولا شك ان الاهتمام بضعف السمع مبكرا وعلاج اسبابه يقلل من نسبة تفاقم تلك المشاكل والاثار الجانبية وان الحرص علي تعليم اولئك الاطفال واعدادهم ودمجهم في المجتمع بعد ذلك يساهم في حل هذه المشكلات . وهناك فئات اخري تدخل في تصنيف المعاقين مثل حالات التشوه والتي تصيب الهيكل العظمي مثلا مثل الاحدب او شق الشفاه او سقف الحلق – كذلك هناك بعض الامراض المزمنة ومنها الحالات الشديدة لامراض القلب والسل والسكر والصرع ونزيف في المخ الخ 0 وهناك المعاقين اجتماعيا وتشمل حالات الاجرام وانحراف الاحداث ومرض السلوك السيكوباتي والمدمنين والسلوك العدواني الحاد والانطوائي الشديد وكذلك هناك فئة مزذوجي او متعددي الاعاقة الاثار المترتبة علي الاعاقة : 1. الاثار البدنية : ان القصور الوظيفي والبيولوجي يؤدي الي استحالة او صعوبة القيام ببعض النشاطات المهنية ولكنه لا يكفي وحده لتحديد درجة العجز المهني بصفة اجمالية (مثال السائق الذي فقد اصباعين فلا تعوقه عن اداء عمله بخلاف عازف البيانو وجدر الاشارة هنا ان الخلل الوظيفي اعتمد احيانا كزريعا لمنع المعاق عن العمل وتضخيم نواحي العجز الي درجة طمس نواحي القدرة وكأن العيون التي لا تري والاذن التي لا تسمع استنزفت كل الطاقات المتبقية . فلذا منالضروري ان تركز حينئذ برامج ادماج المعاقين في المجتمع ورعايتهم علي نواحي القدرة لا علي نواحي العجز علي ما هو موجود لا علي ما هو مفقود . 4- العوامل المسببه للاعاقه م العوامل المسببة للإعاقة إجراءات الوقاية الوسائل والقنوات 1 الأمراض المعدية التطعيم – التحصين – مياه الشرب النقية – شبكات ا لمجاري-التخلص من القمامة – صحة البيئة – التثقيف الصحي برامج الصحة –الأجهزة الصحية – أجهزة التوعية والأعلام 2 حوادث الطرق التشريعات –تراخيص السيارات ومجمل نظم المرور وأحكامه – توفير الإسعافات رجال المرور – وسائل الأعلام – أجهزة التشريع 3 حوادث المنزل توعية الجمهور والإباء – إزالة العوامل المسببة للحوادث –مشروعات الإسكان – الإسعافات المناهج المدرسة – وساءل الإعلام – القيادات 4 حوادث العمل والأمراض المهنية تشريعات العمل – الأمن الصناعي والمهني المراقبة الصحية للعمال والعمالة – السلامة المهنية – الإسعافات الصحة المهنية – الأمن الصناعي – نقابات العمال – الثقافة العمالية الإعلام 5 إدمان المخدرات والمسكرات إصدار التشريعات وأحكام التنفيذ – منع تداول المواد الخدرة – توعية الجمهور – علاج الادمان الصحة – القيادات المحلية – النشاط الأهلي الداخلية – أجهزة الأعلام 6 الغذاء والتغذية زيادة وتوفير الغذاء وتوزيعه – التوعية – علاج النزلات المعوية – دعم غذائي ومراقبة الأسعار الزراعة – الصحة – البلديات – أجهزة الرقابة الغذائية والتسويق – الإعلام 7 أمراض الحمل والولادة والطفولة والأمومة الفحص قيل الزواج وأثناء الحمل – توفير برامج ومراكز رعاية الأمومة والطفولة – التثقيف الغذائي الخدمات الصحية – القيادات المحلية – الجمعيات النسائية – وسائل الإعلام – التشريع – البرامج الوقائية – الإسعافات الأولية وسوف نتناول احدي الاعاقات وهي الاعاقة الذهنيه فيما يلي :- تصنيف الإعاقة الذهنية اختلفت وجهات النظر حيال تصنيف حالات الإعاقة الذهنية في قضيتين رئيسيتين هما: • جدوى عملية التصنيف. • الأساس الذي تقوم عليه عملية التصنيف (المحك). فيما يتعلق بجدوى عملية التصنيف برزت وجهتا النظر، الأولى تشير إلى أهمية التصنيف كعملية تسهل التواصل العملي و المهني بين المختصين و المهتمين بالمعاقين ذهنيا، بحيث عند يشيرون إلى فئة لها سواء في أبحاثهم أو كتابتهم يتيسر على الآخرين فهم ومعرفة تلك الفئة المقصودة وخصائصها و أحتيإجاتها التربوية، كمها أن عملية التصنيف تساعد على رسم البرامج التربوية لمختلف فئات المعاقين ذهنيا. حيث أن الخصائص العامة المميز لكل فئة تطلب برنامجا تربويا و تأهيلياً يختلف عن الفئات الأخرى . أما وجهة النظر الأخرى فتقول أن عملية التصنيف لا تساعد بقدر كافي في التعرف على الاحتياجات التربوية الخاصة بالمعوقين ذهنيا نظرا للتباين الكبير بين المعوقين ذهنيا فى خصائصهم و احتياجاتهم (القريتى 1996). ومن وجهة نظري فى هذا المجال ان عملية التصنيف ليست هامة فى حد ذاتها بل أنها ضرورية لإيجاد لغة مشتركة بين المختصين . ينطبق تعريف المتخلفين ذهنيا على مجموعة كبيرة من الأفراد غير متجانسين فى خصائصهم النفسية و الجسمية، مما جعل الباحثين يصنفونهم الى فئات اكثر تجانسا، ويضعون الى كل فئة تعريفا ويحددون حاجاتهم وأساليب رعاتهم اجتماعيا و نفسيا وصحيا و تربويا ومهنيا ومن أهم هذه التصنيفات : التصنيف الطبي الذى يصنفهم على أساس أسباب الإعاقة و التصنيف السلوكي الذى يصنفهم على أساس خصائصهم وسلوكهم الذى نستشفه من نسبة ذكائهم و أساليب توافقهم اجتماعيا(كمال مرسى 96). أولا: التصنيف الطبي Medical Classification System أعتبر الأطباء النفسيين الاعاقة الذهنية عرضا بمرض جسمي معين، فإذا وجد المرض توقعوا ان يكون الشخص معوقا ذهنا، كما أنهم اعتقدوا أن كل سبب أو مجموعة الأسباب المرضية المتشابهة تؤدى الى نوع من الإعاقة الذهنية. وهذا يعنى أن الأشخاص الذين يرجع إعاقتهم الى علة واحدة أو علل متشابهة يكونون فئة من المعا قين ذهنيا لهم خصائص جسمية و نفسية متشابهة تميزهم عن غيرهم من حالات الإعاقة الذهنية الأخرى . ومن أهم هذه التصنيفات تصنيف الجمعية الأمريكية للتخلف العقلي و تصنيف ترد جولد Tredgold و تصنيف سترا وسStrauss . • تصنيف الجمعية الأمريكية AAMR (1) إعاقة ذهنية مرتبطة بأمراض معدية مثل الحصبة الألماني و الزهري وخاصة إذا حدثت فى الشهور الثلاثة الأولي من الحمل . (2) إعاقة ذهنية مرتبطة بأمراض التسمم مثل إصابة بالمخ ناتجة عن تسمم الأم بالرصاص او الزرنيخ أو أكسيد الكربون وغيرها . (3) إعاقة ذهنية ناتجة عن إصابة جسمية مثل إصابة الدماغ أثناء الولادة او بعدها. (4) إعاقة ذهنية مرتبطة بأمراض اضطراب التمثيل الغذائي مثل الفينيل كيتون يورياPhenylketonuria الجلاكتوسميا Galactosemia (5) إعاقة ذهنية مرتبطة بخلل الكروموسومات مثل عرض داون . (6) إعاقة ذهنية مرتبطة بأمراض ناتجة عن أورام غريبة مثل الدرن . (7) إعاقة ذهنية مرتبطة بأسباب غير عفوية مثل الإعاقة الذهنية الناتجة عن عوامل أسرية و ثقافية او ما يسمى بالحرمان الثقافي. (8) إعاقة ذهنية مرتبطة بأمراض غير معروف أسبابها تحدث قبل الولادة. (9) إعاقة ذهنية مرتبطة باضطراب عقلي مثل التوحد الطفولى . ومما يأخذ على هذا التصنيف أنه لا يقدم لنا معلومات كافية تفيد فى التعرف على البرامج التربوية او التأهيلية اللازمة للأشخاص المعاقين ذهنيا. مثلا فالطفل المصاب بمرض داون يمكن ان يكون ذا إعاقة شديدة او متوسطة، بالتالي لا نستطيع عمل برنامج تعليمي او تأهيلى واحد لكل هذه الحالات . على الرغم أن هذا التصنيف قد وضع تلك الحالات الثلاثة تحت فئة واحدة وهى الإعاقة الذهنية المرتبطة بخلل ا لكروموزوما ت . ثانيا: التصنيف التربوي الملائم Educator's Classification System يشيع استخدام هذا التصنيف وسط التربويين وخاصة فى الولايات المحدة ويستند الى ما يمكن ان يطلق عليه مبدأ الصلاحية التربوية . ووفقا لهذا التصنيف يمكن توزيع المعوقين ذهنيا الى الفئات الثلاثة التالية : ( 1 ) فئة القابلين للتعليم Educable Mentally Retarded تتضمن هذه الفئة الأطفال الذين يعتبرون بحكم هذا التصنيف قابلين لعلم المهارات الأكاديمية الأساسية كالقراءة و الكتابة و الحساب و الذين تراوح درجات ذكائهم بين 55- 70 درجه . ( 2) فئة القابلين للتدريب Trainable Mentally Retarded تضمن هذه الفئة المعوقين ذهنيا الذين يعتقد أنهم غير قادرين على تعلم المهارات الأكاديمية وذلك فان برنامجهم التعليمي يهدف أساسا الى تدريب على المهارات الاستقلالية كالعناية بالذات ، إضافة الى مهارات التهيئة المهنية و التأهيل المهني. و تراوح درجات الذكاء فى هذه الفئة بين 25- 55درجة . (3) فئة الاعتماديين Severely and Profoundly Handicapped تتضمن هذه الفئة المعوقين ذهنيا الذين تقل درجات ذكائهم عن 25 درجة . ويعتقد أنصار هذا التصنيف بعدم قدرة هذه الفئة على تعلم المهارات الاستقلالية كالعناية بالذات و القيام بالمهام الحياتية اليومية الأساسية، لذا فإنهم بحاجة دائمة للاعتماد على غيرهم (القريتى، 96). و يتضح من هذا التصنيف انه يقدم حكما مسبقا على امكانات الفرد المعوق وقدرته على التعلم بالاستناد الى درجة ذكائه . و جدير بالذكر ان مثل هذا الحكم المسبق قد يحتمل كثير من المغالطات . ويكفى أن نشير إلى أن الأداء العقلي والمهارات المكتسبة و مستوى السلوك التكيفى لفرد حصل على درجة ذكاء ( 50) لا يماثل بالضرورة الأداء العقلي و المهارات المكتسبة و السلوك التكيفى لفرد أخر حصل على نفس درجة الذكاء. علاوة على ما سبق فان هذا التصنيف يتضمن الكثير من الاجحاف . فعلى سبيل ال ل الطفل الذى يحصل على درجة ذكاء (49) يمكن ان يصنف عل انه قابل للتدريب بينما الطفل الذى يحصل على درجة ذكاء ( 50) يصنف على انه قابل للتعليم ، بالتالي فان الفرق درجة ذكاء واحدة كفيل ان يحرم الطفل الأول من إمكانية تلقي تعليما مناسبا فى مجال المهارات الأكاديمية حيث ان برنامج القابلين للتدريب يختلف بدرجة كبيرة عن برنامج القابلين للتعليم . ومما يزيد الأمر خطورة أن اختبارات الذكاء الحالية لا تتمتع بدرجة تامة من الصدق و الثبات فكيف لنا في مثل هذه الحال أن نجعل فرقا بسيطا جدا فى درجات الذكاء يحدد الفرص المتاحة للطفل و يحرمه من بعضها ( Hall ham & Kauffman ). ثالثا: التصنيف السلوكي يعتبر التصنيف السلوكى أفضل من التصنيف الطبى لأنه يصنف المعاقين ذهنيا الى فئات حسب خصائصهم السلوكية الحاضرة التى تظهر ذكائهم و سلوكياتهم التوافقية فى البيت والمدرسة والمجمع . • وهناك نوعان من التصنيف السلوكي و هما:- 01 التصنيف السلوكي الرباعي وهو تصنيف الجمعية الأمريكية ويقسم المط قين ذهنيا إلى أربعة فئات بحسب نسب الذكاء على مقياسي بينيه أو وكسلر. بينيه وكسلر الإعاقة الذهنية البسيطة 52-67 55-69 الإعاقة الذهنية المتوسطة 36- 51 40-54 الإعاقة الذهنية الشديدة 20-35 25-39 الإعاقة الذهنية العميقة أقل من 20 أقل من 25 ( Grossman, 1983 ) 2 .التصنيف السلوكي الثلاثي يحذف هذا التصنيف فئة الإعاقة الذهنية العميقة و يكتفي بفئات الإعاقة الذهنية البسيطة و المتوسطة والشديدة و يحدد الحدود الفاصلة بينها على النحو التالي: الإعاقة الذهنية البسيطة 68- 50 الإعاقة الذهنية المتوسطة 49-25 الإعاقة الذهنية الشديدة أقل من 25 ولا يكتفى تحديد الفئات السابقة بنسب الذكاء فقط لان نسب الذكاء ليست سلوكا كاملا و ليست مسئولة وحدها عن توافق الشخص مع المجتمع ، ولذا بجانب ذلك يمكن استخدام مقاييس تقيس مستوى السلوكيات التوافقية مثل:- مقياس فاينلاند للنضوج الاجتماعي Vineland Social Maturity scale او مقياس كاتل لذكاء الأطفال Catelli Infant Intelligence scale أو مقياس كالمان للارتقاء Kuhlmann Test Mental Development أو قائمة جيزيل للارتقاء Gasssell Developmental Schedule أو مقياس السلوك التوافقي Adaptive Behavior scale ويعتبر تصنيف الجمعية الأمريكية من أكثر التصنيفات تجولا بين المختصين فى هذا المجال ، نظرا لأن المسميات التي يتضمنها لا تحمل درجة عالية من السلبية كما فى التصنيفات الأخرى، وخاصة التصنيفات القديمة التي كانت تستخدم مسميات سلبية كالغبي و الأبله والمعتوه ، ولقد تحشينا الإشارة إلى مثل هذه التصنيفات التي كاسما سائدة في أوائل الخمسينيات ، على اعتبارها لم تعد مستخدمة ألان . كما ان المسميات أو المصطلحات المستخدمة فى تصنيف الجمعية الأمريكية تشير الى درجة من الشدة كثيرا ما نستخدمها فى حياتنا لوصف حالات أو ظواهر، عندما نقول ان هذا الشخص لديه التهاب شديد أو صداع بسيط . خصائص المعاقين ذهنيا يخضع نمو الطفل المعاق ذهنيا لقوانين النمو التى يسير عليها الطفل العادى، فمراحل النمو متصلة ومتعاقبة ومتداخلة أيضا، و لا يوجد بينها فواصل فالنمو مستمر من مرحلة الى اخرى، وخطواته متعاقبة . فالنمو الجسمى و العضلي و النفسى و الاجتماعي عملية مستمرة و تتأثر بعوامل وراثية، ويختلف معدل سرعته من مرحلة الى أخرى، فيكون سريعا فى الطفولة المبكرة وبطيئا فى الطفولة الوسطى و المتأخرة، ثم يعود سريعا فى البلوغ و المراهقة وبطيئا فى الرشد ويتناقص فى الشيخوخة (أبو علام 1986). من الصعوبة بمكان التوصل الى تعميم يتصف بالدقة يتعلق بالصفات و الخصائص المميزة للمعوقين ذهنيا حيث ان هناك مستويات مختلفة من درجة الإعاقة تتباين فيما بينها هذه الخصائص . حتى بين المستوى الواحد نجد فروقا واضحة بين المعاقين . وحيث ان معرفة الخصائص الجسمية و العقلية و الانفعالية و الاجتماعية أساسية للتوصل الى مؤشرات عامة تسهم فى رسم الخطوط العريضة للبرنامج التعليمى . سأحاول أبراز أهم الخصائص و أكثرها عمومية فى كل جانب من جوانب النمو. مع الوضع فى الاعتبار ان هذه الخصائص مشتركة فى الغالبية من المعوقين و لكنها تختلف فى درجتها بين معاق و اخر. الخصانص الجسية والحركية قد يمل معدل النمو الجسمى و الحركى للمعاقين ذهنيا الى البطىء او الانخفاض بشكل عام و تزداد درجة انخفاض النمو الجسمى كلما أزدادت شدة الاعاقة. وقد تصاحب ذوى الإعاقات الشديدة تشوهات جسمية خاصة فى الرأس وفى بعض الأحيان فى الإطراف العليا و السفلى. لا توجد خصائص جسمية يمز حالات الاعاقة الذهية البسيطة عن أقرانهم العاديين ، فبسيطى الأعاقة الذهنية يشبهون العاديين الى حد كبير فى الوزن و الطول و الصحة العامة و البلوغ الجنسى . ولذلك لا يعتمد على الخصائص ، الجسمية لى تشخيص هذه الحالات لان الفرن بين معظم الحالات يكون قليل جدا. وغالبا ما يتم تأخر اكتشاف هذه الحالات حتى دخولهم المدرسة. اما حالات الاعاقة البسيطة فيختلف النمو الجسمى عن النمو الجسمى لدى العاديين . و لذلك يسهل تشخيص هذه الحالات بكرا. ومن المعروف ان هذه الحالات تتأخر فى الحبو و الوقوف والمشى و التسنيين و الكلام و التآزر العضلى و قد يوجد لديها بعض القصور فى السمع و الابصار. ومن ناحية اخرى نجد ان المعاقين ذهنيا قد يعانون من بطىء فى النمو الحركى، وذلك تبعا لدرجة الاعاقة . فنجد ان بعضهم يتأخر فى إتقان بعض المهارات مثل المشي والاتزان و المهارات الدقيقة مثل استخدام الأصابع التى يشار إليها بالمهارات الحركية الدقيقة و التآزر البصري الحركي، ذلك عندما يحاول أحدهم كل جانب من جوانب النمو. مع الوضع فى الاعتبار ان هذه الخصائص مشتركة فى الأغلبية من المعوقين و لكنها تختلف فى درجتها بين معاق و اخر. المراجع 1- عادل السخيلى ، دورة تدريبية عن الاعاقة الذهنية الفصل الثالث مراحل وجوانب النمو المختلفة للمراهق المعاق • الجانب العقلى • الجانب النفسى • الجانب الانفعالى • الجانب الاجتماعى • الجانب الجسمى • الجانب الجنسى • المشكلات السلوكيه التي تظهر في هذه المرحله • اتجاهات المجتمع نحو الاعاقة والمعاق وأثرها على مفهوم الذات لديه مراحل وجوانب النمو المختلفة للمراهق المعاق جوانب النمو: أ - النمو الجسمي: لما كانت المراهقة تعني بداية دخول الشاب عالم الرجال، ودخول الفتاة عالم النساء، فمن سنة الله في خلقه أن يتهيأ جسمه لذلك، فينمو بما يؤهله للانتقال إلى المرحلة الجديدة. ويشمل النمو الجسمي مظهرين: • النمو الداخلي (الفسيولوجي)، وهو النمو في الأجهزة الداخلية غير الظاهرة للعيان، ويشمل ذلك بوجه خاص النمو في الغدد الجنسية. • • : فهو النمو العضوي • ، ويتمثل في نمو الأبعاد الخارجية للمراهق، فيزداد طوله ووزنه، وتبدو العلامات التي تميز الشاب عن الفتاة، فيخشن صوت الشاب، ويبدأ نمو الشعر في مواطن معينة من جسمه، وفي المقابل يبرز الثديان لدى الفتاة، وتبدو لديها مظاهر الأنوثة. ويتميز النمو الجسمي في مرحلة المراهقة بسرعته الكبيرة، وقد ينشأ عنها عدم تناسق بين أجزاء الجسم المختلفة مما قد يسبب الحرج له، كما أن النمو الجسمي لا يسير في توازن مع سائر المظاهر، فقد يسبق النمو الجسمي. • النمو العقلي أو الاجتماعي: فينتظر منه مَنْ حوله أن ينتقل إلى عالم الرجال وهو لما يزال طفلاً بعد، وقد يحدث العكس فيتأخر النمو الجسمي ويُعامل على أنه طفل بينما هو يشعر أنه قد تجاوز ذلك. ب - النمو العقلي: تشهد مرحلة المراهقة الطفرة في النمو العقلي، وأبرز جوانب النمو في هذه المرحلة ما يلي: 1- اطراد نمو الذكاء، في الوقت الذي اكتمل فيه نمو المخ العضوي، ويتوقف نمو الذكاء في المتوسط عند سن الثامنة عشرة، وتصبح الفروق بعد ذلك عائدة إلى الخبرة، فلو وجهت أسئلة للذكاء لا تعتمد على الخبرة لمجموعتين، الأولى في العشرين من العمر والثانية في الثلاثين فلن تجد فرقاً. 2- بروز القدرات الخاصة، ويقصد بها: النشاط العقلي المقتصر على مجال معين، وهي متعددة، ومن أبرزها: القدرة الرياضية التي تتعلق بالتعامل مع الأرقام والمعادلات، والقدرة اللفظية، والقدرة اللغوية، والقدرة المكانية التي تتعلق بالقدرة على التعامل مع المسافات والأحجام والاتجاهات، ويشمل التغير في القدرات الخاصة في مرحلة المراهقة مايأتي: 2-1- اتضاحها فهي ضئيلة في مرحلة الطفولة، وتتضح غالباً في الخامسة عشرة. 2-2- الثبات النسبي، فلو أجري قياس لها في الخامسة عشرة، ثم في الثامنة عشرة لكانت النتائج متقاربة. 2-3- اتضاح الفروق الفردية. 2-4- اتضاح الفروق بين الجنسين، فيتميز الرجال بالتفوق في القدرات الرياضية، والمكانية، والميكانيكية، والمنطقية الاستدلالية. وتتفوق النساء في القدرات: اللغوية، وإدراك العلاقات الاجتماعية. 3- تكوُّن الاتجاهات وتبلورها، والاتجاه: موقف عقلي تجاه موضوع معين يجعله يسلك سلوكاً واحداً في المواقف المتشابهة. ومن مخاطر الاتجاهات استمرارها غالباً وصعوبة تعديلها بعد سن المراهقة، وأن الشخص يبدأ يتعامل مع المواقف من خلال هذا الاتجاه، فالذي يتعارض معه يقوم بتأويله بما يتفق مع هذا الاتجاه. ومن الأمثلة على ذلك: أن يتكون لدى الشاب من خلال مواقف عديدة اتجاه سلبي ضد المتدينين. وحين يقابل بعد ذلك أشخاصاً متدينين يتسمون بحسن الخلق واللباقة فإنه سيفسر ذلك بأن هذه الأخلاق لأجل مصالح، أو أنها مجاملة...إلخ. 4- يظهر التفكير المجرد لدى المراهق، وهذا من أبرز التغيرات العقلية، والمقصود بالتفكير المجرد: القدرة على القيام بالعمليات العقلية دون التقيد بالمحسوس، فالطفل لا يفهم إلا المحسوس، أو ما يقرب له بصورة المحسوس، فهو يفهم الحب على أنه تصرفات والده أو والدته تجاهه، أما المراهق فيفهم الحب على أنه أمر قلبي، ويفرق بين حقيقة الحب ومظاهره. ومن مظاهر التغير في التفكير لدى المراهق: 4-1- التفكير في أمور جديدة، لم يكن يفكر فيها من قبل، ومن هنا ينشأ التفكير في الكون والحياة والخلق. 4-2- إثارة أسئلة لم يكن يسألها من قبل. 4-3- المبالغة في تحليل الأمور، وقد يناقش كثيراً من الأمور التي كان يعدها مسلمات فيما مضى. 4-4- المقارنة بين الكائن والممكن، فهو يستطيع تصور واقع أفضل من الواقع الذي يعيشه، وينتقد واقعه وتصرفات الكبار، أما في مرحلة الطفولة فقد كان يأخذ الأمور على أنها مسلمات. 4-5- استخدام الرموز للتعبير عن رموز أخرى، فيستطيع أن يستخدم نظاماً رمزياً من الدرجة الثانية، ولهذا فهو يستطيع تعلم الجبر، ويفهم التعبير المجازي والصور البلاغية. 4-6- القدرة على افتراض الفروض لمشكلة معينة، واختبارها والاختيار بينها. وتؤدي قدرة المراهق على التفكير المجرد ونقص الخبرة لديه إلى مشكلتين رئيستين، الأولى: المثالية في التفكير، والثانية: الحيرة بين البدائل. 5- يصبح التعلم منطقياً لا آلياً، ويبتعد عن طريق المحاولة والخطأ. 6- تزداد القدرة على التذكر عند المراهق وتقوى حافظته، وثمة فرق بين الأطفال والمراهقين في الحفظ، فالأطفال يميلون إلى التذكر الآلي، بخلاف المراهقين فهم يميلون إلى تذكر الموضوعات التي حفظت بطريقة منطقية. 7- تزداد القابلية على إدراك مفهوم الزمن، فيتوقع المستقبل ويخطط له. 8- ينمو الانتباه في مداه ومدته ومستواه، فيستطيع المراهق استيعاب مشكلات طويلة معقدة في سهولة ويسر، ويستطيع التركيز لزمن أطول من مرحلة الطفولة. 9- تزداد القدرة على التعميم وفهم التعميمات والأفكار العامة، فهو يعمم فهماً معيناً من خلال حدث أو أحداث تمرُّ عليه. 10- يخرج من التفكير السلبي إلى التفكر الإيجابي فيبحث عن المسؤولية، ويتساءل عن نظرة الناس له، ويشعر بالهامشية حين يكون منبوذاً، وبالقيمة حين يكون مسؤولاً. ويمثل الجانب العقلي أكثر الجوانب التي يفتقر معظم المربين اليوم إلى معرفتها، وهو أكثرها غموضاً لديهم، ففئة كبيرة من المربين لا تعرف عن المراهقة إلا أنها مرحلة طيش وعناد وسفه، ومرحلةٌ تظهر فيها مشكلة الشهوة، ويجهلون هذه الجوانب المهمة. ولاشك أن إدراك هذه الجوانب له أثره الكبير في صياغة الأهداف والبرامج التربوية، وأثره على اللغة التي ينبغي أن تسود في التعليم، وفي الحوار والإقناع. ولا ينبغي أن يتصدى امرؤ للتربية ويتحمل مسؤوليتها وهو يجهل صفات من يقوم على تربيته وخصائصه. ومرحلة تعميم التجارب الشخصية، والنظر للآخرين من خلال ما مرَّ بالشخص في مرحلة المراهقة، والمحاولة والخطأ، هذه المرحلة ينبغي أن نتجاوزها. ج - النمو الانفعالي: من أبرز سمات النمو الانفعالي لدى الشاب في مرحلة المراهقة: 1- مفهوم الذات، ويقصد به: الفكرة التي يحملها الفرد عن نفسه، فقد تكون سلبية، وقد تكون إيجابية، وهي تنشأ من ردود أفعال الآخرين تجاه الشخص، وهو يبدأ في مرحلة الطفولة لكن هناك تغيرات تلحق به في مرحلة المراهقة، ومنها: 1-1- الاستقرار والتبلور، حتى يصبح تأثره بما يقوله الآخرون عنه أو ما يحدث له ضعيفاً. التكيف معها، والإحباطات التي تمرُّ به. 1-2- التغير الجذري عند بعض المراهقين، فقد يحصل لدى بعضهم تغير جذري ينعكس على سلوكه فيتحول من طالب مجد مؤدب إلى مهمل كسول مشاغب. أو العكس. ويستفاد من مفهوم الذات كثيراً في علاج بعض مشكلات المراهقين، من خلال السعي لتغييره وتعزيز الشعور الإيجابي 1-3- الانخفاض النسبي في مفهوم الذات لدى كثير من المراهقين، بسبب التغيرات التي يحتاج إلى للمراهق تجاه ذاته. ومن هنا فالإفراط كثيراً في لوم المراهق وتأنيبه وانتقاده محدود الجدوى في علاج مشكلاته، بل ربما يزيدها تعقيداً. 2- الشعور بالأنا، ذلك الكيان المستقل عن والديه، إرادة وأحاسيس ومشاعر، مما يكون له أثر في ظهور الانفعالات التالية، كما يضغط عليه بأسئلة ملحة عن ماهيته وماذا يريد؟ 3- غزارة الانفعال وقوته، فانفعالات المراهق قوية وشديدة، فهو إذا أحب أو كره بالغ في ذلك، وإذا غضب يحطم ما بيده، ويتصرف تصرفات غير متزنة. ويضعف تحكمه فيها فقد يضحك في مواقف لا يليق أن يضحك فيها. 4- التذبذب الانفعالي وتقلب المراهق بين سلوك الأطفال وتصرفات الكبار. 5- الذاتية والاعتداد بالنفس، لذا فهو يملك حساسية مفرطة لنقد الآخرين له، ويعتقد أن الآخرين ينظرون إليه دائماً، ومن ثم يبالغ في الاهتمام بمظهره. 6- تبدو ظاهرة أحلام اليقظة لدى المراهق، فينتقل فيها من عالم الواقع إلى عالم الخيال، وهي - ما لم تخرج عن حد الاعتدال - لا تمثل مشكلة. د - النمو الاجتماعي: من أهم مظاهر النمو الاجتماعي لدى المراهق: 1- الاهتمام بالمظهر الشخصي والاعتناء به. 2- تحقيق الذات والميل إلى الاستقلال الاجتماعي، والانتقال من الاعتماد على الغير إلى الاعتماد على النفس. 3- الميل إلى الأصدقاء والارتباط بهم والثقة الكبيرة بهم، ومن هنا تنشأ لدى المراهق ظاهرتان: 3-1- الظاهرة الأولى: الصديق الحميم، حيث يرتبط بأحد أصدقائه ارتباطاً قوياً، فيتحدثان سوياً، ويذهبان سوياً 3-2- الظاهرة الثانية: مجموعة الرفاق، حيث يشكل المراهقون مجموعات صداقة، وتتسم هذه المجموعة بمحدودية عددها، وشدة تماسكها، وقوة ضغطها على أفرادها. 4- الميل إلى الزعامة والإعجاب بالشخصيات اللامعة ومحاولة محاكاتها. 5- زيادة الوعي بالمسؤولية الاجتماعية، والمكانة الاجتماعية والطبقة التي ينتمي إليها الجانب العلمي والعقلي: إن أي تربية تتجاوز البناء العلمي الشرعي، أو تعطيه مرتبة متأخرة بين المتطلبات التربوية،هي بعيدة عن المنهج النبوي؛ ذلك أن الجيل الذي يعاني من الضعف العلمي لن يقوم بالواجبات الشرعية في نفسه كما ينبغي، فضلاً عن أن يقوم بواجب الإصلاح والدعوة للناس. ويحتاج جيل الصحوة اليوم إلى أن يعطي الجانب العلمي القدر الذي يستحقه من الأوقات والجهود، أما حين يكون نصيبه فضلة الوقت والجهد، فسوف ينشأ جيل يعاني من البنيان الهش الذي سرعان ما ينهار، أو يأخذ ذات اليمين أو الشمال. ومما ينبغي مراعاته في هذا الجانب: 1- إعطاء الجانب العلمي الاهتمام اللائق به كما سبق، دون إفراط أو تفريط. 2- الاعتناء بتعليم كافة الشباب - بغض النظر عن تخصصاتهم العلمية والعملية - الحد الأدنى من العلم الشرعي، الذي يمكنهم من فهم المسائل الشرعية العلمية، والتعامل مع مصادر المعلومات بالطريقة التي تتناسب مع مستوياتهم. 3- ينبغي أن تسعى المحاضن التربوية إلى غرس الاهتمام العلمي في نفوس الناشئة، لا أن تكون البرامج العلمية مجرد استجابة لمطالب أو ضغوط ذوي الاهتمام العلمي. 4- هذا الميدان من أكثر الميادين التي يبدو فيها تفاوت القدرات والإمكانات، ومن ثم فلابد من مراعاة ذلك واعتباره؛ إذ يغلب على كثير من المحاضن والمؤسسات التربوية إعطاء برامج موحدة لجميع الطلاب في الميدان العلمي، وهي قضية يجب أن يعاد فيها النظر. ولئن كانت هناك معوقات كثيرة ترتبط بالمؤسسات التعليمية الرسمية، فالمؤسسات التعليمية الخاصة، والمحاضن التربوية تملك من المرونة والحرية ما يعينها على تصميم برامج تراعي فيها الفروق الفردية، وتفاوت الإمكانات والقدرات وتفاوت الحرص والاهتمام العلمي، وألا تقدم لطلابها نسخة مكررة من البرامج التعليمية. 5- ينبغي أن تمتد أهدافنا لتعنى بالتربية العقلية، وألا تقف عند حدود إعطاء الجانب العلمي والمعرفي، خاصة وأن "مرحلة الشباب تعتبر أحسن فترات حياة الفرد للتربية العقلية" فمن خلال التربية العقلية الصحيحة يمكن تهيئة الأرضية المناسبة للتلقي العلمي، ومن خلالها يملك الشاب الآلية التي تعينه على التعامل الصحيح مع المعلومات والمعارف التي يتلقاها. كما يتجاوز أثر التربية العقلية الجانب العلمي إلى سائر مجالات حياة الشاب فلها نتائج مهمة "في حياة الفرد، وفي مشاعره وقيمه وأهدافه وتعامله وتعايشه وتصرفاته" و"عن طريق التربية العقلية يكون الفرد قادراً على إصدار أحكامه الصائبة على الأشياء، واستفادته من أخطائه وأخطاء غيره، والانتفاع بتجاربه وتجارب الآخرين، وقدرته على حل المشكلات ومواجهة المواقف". الهدف العام في الجانب العقلي والعلمي: تقوية البناء العقلي والعلمي. ويمكن تحقيق هذا الهدف من خلال الوسائل الآتية: وسائل عامة في البناء العلمي والعقلي: هناك وسائل عامة تعين على تحقيق البناء العلمي والعقلي لا يمكن إدراجها تحت هدف واحد ، ومن هذه الوسائل: 1 - تطوير طرق التعليم والبرامج الثقافية: رغم تطور الفكر التربوي، وكثرة المختصين والمهتمين في هذا الجانب، فإن الطرق التقليدية في التعليم هي التي تسود اليوم في مدارسنا، وحتى التعليم الشرعي خارج نطاق التعليم الرسمي يتسم إلى حد كبير بهذه السمة. ولأجل الارتقاء بمستوى القدرات العلمية وتجاوز ما يعانيه الجيل اليوم من سطحية وضيق أفق، كان لابد من تطوير طرق التعليم، سواء من خلال الفصل الدراسي، أو من خلال الدروس العلمية والمحاضرات الثقافية والفكرية التي تقدم للناس في المسجد وخارج المسجد. ومن ملامح هذا التطوير الذي يمكن أن يسهم في الارتقاء بمستوى الشباب اليوم: 1- البعد عن الطرق الإلقائية الرتيبة، والاعتناء بالطرق الحديثة في التعليم. 2- البعد عن الطرق التي تركز على اتجاه واحد في الاتصال، ويكون دور المعلم فيها هو الملقي، ودور الطالب هو التلقي والاستماع. 3- مع أهمية الحفظ وحاجتنا إليه في العلم الشرعي، إلا أنه ينبغي ألا نعتمد عليه وحده، وألا يكون دور الطالب قاصراً على التذكر والاستدعاء فقط، بل لابد من الارتقاء إلى المستويات الأعلى منه في التحصيل (كالفهم والتطبيق والتحليل والتركيب والتقويم) فحين يُقدَّم للطالب درس في تعليم صفة الوضوء، فليطلب منه التطبيق بعد ذلك، وليُقدم المعلم لهم فيلماً يسجل فيه مواقف عدة ويطلب منهم بناء على ذلك اكتشاف الأخطاء التي وقعت في الوضوء. ومثله معلم العقيدة، حين يتناول موضوع القضاء والقدر، فليطلب من الطلاب مثلاً قراءة سورة الأنفال واستخراج ما يتعلق بهذا الركن العظيم، وليطلب منهم بيان آثار الإيمان بالقضاء والقدر على حياة المسلم، وذكر صور الانحراف والأخطاء في مفهوم القضاء والقدر لدى المسلمين اليوم. 4- تطوير أساليب التقويم وطرقه، فبدلاً من أن يكون الواجب المنزلي يتعلق بأسئلة مباشرة يبحث الطالب عن إجابتها في الكتاب يُكلف المعلمُ الطالبَ مثلاً أن ينظر إلى المصلين الذين يقضون الصلاة، ويذكر عدداً من الأخطاء التي وقعوا فيها، وأن يقدم المعلم مقالة مكتوبة للطالب ويطلب منه نقدها وبيان ما فيها من سلبيات وإيجابيات. 5- إعطاء فرصة للطالب في تقويم ما يسمع ونقده، بل تشجيعه على ذلك ودفعه له، بدلاً من أن تكون مهمته منحصرة في السؤال عما أشكل عليه، وأحياناً يدعو المعلم لذلك بقوله، لكن غضبه وانفعاله ونقاشه الحاد لما يقوله الطالب مخالفاً لرأيه يسهم في وأد روح النقد والتقويم لدى الطالب. وينبغي مع ذلك أن يراعى الاعتدال؛ فالإفراط في ذلك قد يؤدي إلى مناقشة البدهيات والمسلَّمات، أو تخريج طلاب يجيدون فن الجدل والخصومة، أو يسيئون الأدب مع الأكابر. 2 - تطوير أساليب الخطاب ومضمونه: إن الاعتناء بمضمون ما يقدم للناشئة في الدروس العلمية والملتقيات الفكرية أمر له أهميته وأثره في بناء شخصية الطالب، ومن المقترح في ذلك: 1- الاعتناء باختيار الموضوع الذي يتحدث فيه المتحدث أو الكاتب، والبعد عن الموضوعات التقليدية التي ملَّ الناس منها وسئموها. 2- الاعتناء بمحتوى ما يقدِّم للناس، والإعداد الجيد له، وتقديم الجديد المفيد، حتى في تناول الموضوعات التي يتكرر طرقها يمكن للكاتب أو المتحدث أن يقدم الجديد في محتواها. 3- البعد عن تقديم النتائج المباشرة، والسعي للإقناع من خلال الأدلة العلمية الموضوعية، والوصول للنتائج من خلال المقدمات. 4- الاعتدال في الحماس للرأي والفكرة الشخصية، والتفريق بين الحكم الذي جاء بنص الشرع، وبين فهم فرد معين لمسألة أو نص شرع. 3 - زيادة دور الطالب في التعلم: تعتمد الاتجاهات التربوية الحديثة على تفعيل دور الطالب في التعلم والتلقي، وألا يكون دوره قاصراً على مجرد الاستماع. ومما يعين على ذلك: 1- الاعتماد على الطرق الحديثة في التعليم وعدم التركيز على الطرق الإلقائية. 2- الاعتناء بالبحوث مع مراعاة أن تكون مناسبة لمستوى الطالب، وكلما كانت قصيرة، وتتطلب الوصول إلى نتائج معينة - دون أن تعتمد على مجرد النقل والجمع- أمكن أن تؤدي دورها. 3- تعويد الطالب الوصول إلى المعلومات بنفسه من خلال السؤال والمناقشة، مع مراعاة أن يكون النقاش معيناً للوصول إلى المعلومة، دون أن يكون استظهاراً لما سبق، أو سؤالاً لا يعرف إجابته إلا من سبق له إدراك هذه المعلومة، ومن تأمل سنة النبي صلى الله عليه وسلم وجد العناية بهذا الجانب، كما في حديث عبدالله بن عمر - رضي الله عنهما - : كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فأتي بجمار فقال: "إن من الشجر شجرة مثلها كمثل المسلم" فأردت أن أقول هي النخلة فإذا أنا أصغر القوم فسكت. قال النبي صلى الله عليه وسلم : "هي النخلة". قال ابن حجر: "قوله : ( ووقع في نفسي ) بيَّن أبو عوانة في صحيحه من طريق مجاهد عن ابن عمر وجه ذلك قال: فظننت أنها النخلة من أجل الجمار الذي أتى به , وفيه إشارة إلى أن الملغز له ينبغي أن يتفطن لقرائن الأحوال الواقعة عند السؤال , وأن الملغز ينبغي له ألا يبالغ في التعمية بحيث لا يجعل للملغز باباً يدخل منه , بل كلما قرَّبه كان أوقع في نفس سامعه". 4 - المحافظة على الطاقة العقلية: طاقات الإنسان مهما بلغت وعظمت فهي محدودة، وذلك لا يصدق على الطاقة البدنية فحسب، فالطاقة العقلية والنفسية تحكمها السنة نفسها، وحتى تستثمر هذه الطاقة وتوظف في ميادينها المناسبة لابد من حمايتها من أن تبدد فيما لا طائل من ورائه. لذا فإشغال العقل بالتساؤل والبحث في أمور الغيب، أو بما لا فائدة فيه من أبواب العلم، أو بالتفاصيل التي لا ضرورة لها ولا حاجة، ولا يترتب عليها خير ومنفعة في دين ودنيا، هذا الإشغال سيكون على حساب أمور أخرى هي أهم وأحوج، إذا افترضنا أن هذا المتسائل أدرك من وراء تحصيله شيئاً. لذا فقد استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم بربه من علم لا يتحقق من ورائه نفع ولا فائدة؛ فعن زيد بن أرقم -رضي الله عنه- قال: لا أقول لكم إلا كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول، كان يقول: "اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل، والجبن والبخل والهرم، وعذاب القبر، اللهم آت نفسي تقواها، وزكِّها أنت خير من زكَّاها؛ أنت وليُّها ومولاها، اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعوة لا يُستجاب لها". ووجَّه النبي صلى الله عليه وسلم أمته إلى سؤال الله ذلك، فعن جابر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "سلوا الله علماً نافعاً، وتعوذوا بالله من علم لا ينفع والدعاء يقتضي من المرء -مع الاستعانة بالله- سلوك الأسباب الموصلة إليه. و لا يقف الأمر عند حد تحصيل المرء لعلم لا ينفعه يأخذ حيزاً من ذهنه، بل يولِّد لديه اتجاهاً للتساؤل والبحث عن مثل هذه القضايا، ويصبح الانشغال بها ديدناً له. ويزداد تأكد الأمر في هذه المرحلة المهمة من العمر، التي تعد مرحلة البناء والإعداد، وتزداد الخسارة حين تبدد هذه الطاقة فيما لا طائل وراءه. 5 - التعويد على القراءة الواسعة: تمثل القراءة عاملاً مهماً في توسيع أفق الشخص وتنمية قدراته ومهاراته، ومن ثَمَّ فغرس حُبِّ القراءة لدى الناشئة يترك أثره في نموهم العلمي والفكري. ويمكن أن يتم التعويد على حُبِّ القراءة بطرق عدة، منها: 1- الإحالة إلى أحد الكتب المهمة والشيقة عند الحديث عن قضية من القضايا، وكلما كان الكتاب متوفراً وقريباً من الطلاب كان أقرب إلى تحقق هذا الهدف. 2- وصف الكتاب والحديث عنه وطريقة مؤلفه ومزاياه. 3- المسابقات العلمية ومن أفضلها في غرس القراءة الواعية المدركة: أن يطلب من الطلاب قراءة كتاب أو جزء منه، ثم يطلب منهم الإجابة على أسئلة محددة، وذلك بعد فراغهم من قراءته، أما الأسئلة التي تُعطى سلفاً فالغالب أن يبحث الطالب عن الإجابة في الكتاب دون أن يقرأه ويستوعب ما فيه. 4- اقتراح برامج متدرجة في القراءة، وذلك بأن تحدد للطلاب فئات (أ، ب، ج، د) مثلاً، وكل مجموعة تحوي كتابين أو ثلاثة، وتكون هذه الفئات متدرجة في الصعوبة وحجم الكتاب، فحين يتم الطالب قراءة فئة (د) ينتقل إلى فئة (ج) وحين يتمها ينتقل إلى فئة (ب) وإذا أشيع روح التنافس والمسابقة في ذلك ازداد الدافع لدى الطلاب. 5- الإهداء الخاص، وذلك بأن يقدم المعلم للطالب هدية خاصة تتمثل في كتاب مناسب لمستوى تحصيله وإدراكه. 6- تخصيص أوقات للقراءة، ويمكن أن يكون ذلك في حصص الانتظار، أو في برامج الأنشطة المدرسية، فيبقى الطلاب في المكتبة وعلى كل طالب أن يختار كتاباً مناسباً ليقرأ فيه. 7- تأمين الكتب المناسبة والشيقة في المنزل والمدرسة، ومواطن تجمعات الشباب ولقاءاتهم. 8- كتاب الشهر أو كتاب الأسبوع، وهو كتاب يُختار بعناية مما يناسب مستوى الطلاب، ويُعلن عنه مع صورة غلافه، وإذا أمِّن بسعر مخفض فهذا حسن. 9- زيارة المكتبات ودور النشر ومعارض الكتب، وإطلاع الشاب على محتوياتها وحثه على الشراء0 10- فاقد الشيء لا يعطيه، فحين يكون المعلم والمربي قارئاً، ويلمس تلامذته أثر ذلك في شخصيته، ويعتادون رؤية الكتب معه، واهتمامه بها، فإنهم سينشؤون على حُبِّ القراءة. وبدون البرامج العملية التي تربط الطلاب بالقراءة وتدعوهم لها، لن يكون كثرة الحديث عن أهمية القراءة ودورها ذا أثر فاعل. 6 - الربط بالمصادر العلمية والفكرية المناسبة: يحتاج الناشئ في البداية أن يوجَّه إلى اختيار المناسب في خضم الكم الهائل المتاح من مصادر التعلم، ومن ثم فتوجيهه للكتب المناسبة، والكتَّاب المناسبين، والدوريات الموثقة الرصينة، والأشرطة العلمية الفكرية، مما يعينه على توسيع أفقه، ويسهم في تحقيق البناء العلمي والعقلي لديه بشكل أشمل. ومع الحاجة إلى الانفتاح وزيادة دائرة اتصال الشاب بالمصادر العلمية إلا أنه لا يستغني عن الإرشاد والتوجيه مما يختصر عليه خطوات كثيرة. وهذا إنما يجيده المربي الناضج الذي يتسم بسعة الاطلاع والقراءة الواسعة، أما أولئك الذين دعت الضرورة إلى الاعتماد عليهم فعليهم أن يعرفوا قدرهم، وألا يجعلوا الشباب ضحية تفكيرهم المحدود، واطلاعهم القاصر؛ فيمارسوا في حقهم الاسترقاق الفكري وقد ولدوا أحراراً. 7 - تنويع مصادر التعلم: مهما بلغت قدرات المربي وطاقاته يبقى يمثل تجربة محدودة، وهو بشر يحمل من القصور والسلبيات ما يحمله غيره من البشر. لذا كان لابد لتوسيع أفق المتربي، وتنمية قدراته، وبناء شخصيته العلمية والفكرية من فتح قنوات أخرى غير هذه، ومن ذلك: 1- تنويع قراءاته وعدم الاقتصار على شريحة معينة من الكتَّاب في إطار زمني أو مكاني محدد. 2- اتصاله الفكري واستفادته من عدد كبير من الأشخاص، من خلال استضافة بعض المتحدثين بين آونة وأخرى، وزيارتهم واللقاء معهم، وكلما تنوعت تجارب هؤلاء واتسعت خبراتهم أسهم في استفادة الطالب منهم. 3- التخلص من الممارسة غير المقبولة التي يفرضها بعض المربين-بحسن نية- من خلال طول أمد بقاء تلميذه مرتبطاً به دون سواه، وفرض حصار فكري ، عليه ورفض كل مالم يرد عن قناته التي يتحكم فيها، وما أصدق مقولة الفاروق هاهنا: "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً" وقديماً قيل : "لا تعرف خطأ أستاذك حتى تصاحب غيره". وينبغي التأكيد هاهنا على التعامل المعتدل مع مثل هذه المقترحات، وعدم التطرف في استخدامها، ومراعاة التدرج، وأن القفزات المحطمة قد تحول التلميذ الناشئ إلى أتون فوضى فكرية قبل أن يدرك، وثمة تجارب جنى أصحابها ثمرة التطرف في الانفتاح غير المتزن. إلا أن هذا التطرف والتسيب لا يعالج من خلال ممارسة الحصار والاسترقاق الفكري للأحرار من الناس. 8 - الاعتناء بطرق التعليم الفردي: توفر التربية المعاصرة نماذج من أساليب التعليم الفردي، التي يستطيع من خلالها الطالب أن يواصل التعلم بمفرده، دون الحاجة إلى معلم. والاستفادة من هذه التجارب واستثمارها، بعد تطبيعها بما يتناسب مع الأوضاع التربوية، مما يعين على الوصول إلى أهداف قد نرى أن قدراتنا تعجز عنها. والدعوة إلى استثمار طرق وأساليب التعلم الفردي لا تعني اعتبارها البديل الوحيد، فلا غنى للطالب عن الارتباط بمعلمه والاستفادة من كثير من خبراته. أهداف فرعية في البناء العلمي والعقلي: ثمة أهداف فرعية تؤدي إلى الهدف العام وهو تحقيق البناء العلمي والعقلي، وتتمثل أهم هذه الأهداف فيما يأتي: • 1 - غرس الشعور بالحاجة للتعلم: قبل أن نبدأ بالتعليم أو تناول البرامج العلمية لابد من تهيئة الأرضية المناسبة لذلك، وإعداد المتربي ليقبل على العلم والتعلم، ويشعر بحاجته إليه، وأهميته له. ومما يعين على تحقيق هذا الهدف: 1- بيان فضل العلم وأهله، ومنزلته من بين سائر مايتقرب به العبد إلى ربه عز وجل، وقد كان صلى الله عليه وسلم يعنى بذلك، فقد قال صلى الله عليه وسلم لأصحابه حاثاً لهم: "من سلك طريقاً يبتغي فيه علماً سلك الله به طريقاً إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاء لطالب العلم، وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، إن العلماء ورثة الأنبياء، إن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، إنما ورثوا العلم فمن أخذ به أخذ بحظ وافر" ومن المفيد والمهم دوام التذكير بفضائل العلم وأهله بين آونة وأخرى، ودراسة بعض الكتب المفيدة في ذلك. 2- استثمار المواقف التي يمر بها المتربي لإشعاره بالحاجة للعلم، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم حين جاء المسيء صلاته وصلى فقال له: "ارجع فصلِّ؛ فإنك لم تصل". فأعاده صلى الله عليه وسلم مراراً حتى أحس- رضي الله عنه - بالحاجة للتعلم فقال: والذي بعثك بالحق ما أحسن غير هذا فعلِّمني. 3- تناول بعض الموضوعات، وتقديم بعض البرامج العلمية التي تتناول جوانب يحتاج إليها الشاب بطريقة سهلة ومشوقة، تشعره بقيمة ما تعلمه، وأهمية الإقبال على العلم الشرعي. 4- وضع برامج لتداول وتوزيع الكتب والأشرطة العلمية المناسبة لمستوى الشاب والاعتناء بسماعها. 5- الاعتناء بإبراز سير العلماء ودراستها، والتركيز على أثر الجانب العلمي في شخصياتهم. 6- زيارة العلماء وطلاب العلم، وحضور مجالسهم وغشيانها، فلذلك الأثر القوي فى ابراز شخصياتهم أمام الشباب، وفي تطلعهم إلى أن يسيروا على طريقهم. • 2- تعليم العلوم الضرورية: إن المسلم -بغض النظر عن موقعه في سلم الثقافة- يحتاج إلى قدر ضروري من العلوم الشرعية، يعرف بها ما يستقيم به دينه، ويسلم فيه اعتقاده، وتصح به عبادته. والشباب الذين يُعدُّون لتحمل المسؤولية والأمانة، ويهيؤون لحمل الدعوة، يحتاجون قدراً من العلوم الضرورية أكثر مما يحتاجه الآخرون. ومن ثم كان لابد من أن تعنى المحاضن التربوية بأن تقدم لأبنائها العلوم الضرورية التي لا يسع مسلم جهلها، وأن تسعى إلى تيسير هذه العلوم ليدركها ويعيها الجميع ولما كانت الدول المعاصرة اليوم تضع حداً أدنى للتعليم الإلزامي لابد أن يصل إليه كافة مواطنيها، وهو السبيل لتوحيد الأطر المرجعية، وتكوين قدر مشترك من الثقافة لأبناء هذه الدول، فنحن أولى وأحرى أن نقدم لأبنائنا الحد الأدنى من العلم الشرعي والثقافة الشرعية، ليكون قدراً مشتركاً بين جيل الصحوة، وهذا القدر الضروري لن يُحوِّل جيل الصحوة إلى طلبة علم متخصصين، بل هو يسعى إلى محو الأمية الشرعية بينهم. • 3 - تحقيق الفقه في دين الله تعالى: لقد عاب الله تعالى في كتابه -في غير ما موضع- الذين لا يفقهون فقال عز وجل:} فَمَالِهَؤُلاءِ الْقَوْمِ لا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً{ (النساء: 78 ( وأثنى صلى الله عليه وسلم على من فقه في الدين، وقدمه على غيره ممن لم يزد على مجرد الحفظ والجمع للنصوص، وفي كل خير. عن أبي موسى -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضاً، فكان منها نقية قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكانت منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا وزرعوا، وأصابت منها طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ، فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعَلِمَ وعلَّم، ومثل من لم يرفع بذلك رأساً ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به وأخبر صلى الله عليه وسلم أن مِنْ إرادة الله الخير بالعبد أن يفقهه في الدين، فعن حميد ابن عبدالرحمن قال: سمعت معاوية - رضي الله عنه- خطيباً يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين، وإنما أنا قاسم والله يعطي، ولن تزال هذه الأمة قائمة على أمر الله لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله" وأوصى طائفةٌ من أهل العلم طالب العلم بالاعتناء بالفقه، قال ابن جماعة: " ولا يقنع بمجرد السماع كغالب محدثي هذا الزمان، بل يعتني بالدراية أشد من عنايته بالرواية، قال الشافعي رضي الله عنه: من نظر في الحديث قويت حجته. ولأن الدراية هي المقصود بنقــل الحديث وتبليغه" (وهذا يعني ألا يركز على الحفظ وحده -مع أهميته- بل لابد من الاعتناء بتناول فقه نصوص القرآن والسنة والاستنباط منهما، والاعتناء بدراسة القواعد الشرعية ومقاصد الشريعة وفقهها، وحكمة التشريع، بالقدر الذي يتناسب مع إدراك الشاب وعقله في هذه المرحلة. • 4 - تعليم مراتب العلم الشرعي: العلم ليس باباً واحداً، بل هو مراتب ودرجات، فعلوم المقاصد ليست كعلوم الوسائل، وصلب العلم وأسسه ليست كملحه ومتينه، قال الشاطبي رحمه الله: "من العلم ما هو من صلب العلم، ومنه ما هو من ملح العلم، لا من صلبه؛ ومنه ما ليس من صلبه ولا ملحه" بل من العلم ما يكون وبالاً على صاحبه وغير نافع له، لذا استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم من هذا العلم، فعن زيد بن أرقم قال: لا أقول لكم إلا كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول، كان يقول: "اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل، والجبن والبخل، والهرم وعذاب القبر، اللهم آت نفسي تقواها، وزكِّها أنت خير من زكَّاها، أنت وليها ومولاها، اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعوة لا يستجاب لها" ولا يسوغ أن يكون الشاب ضحية اهتمامات شخصية غير متزنة لأحد معلميه ومربيه، يضخم جوانب من الجزئيات، ويجيد تشقيق المسائل وتفريعها والغوص في بعض الدقائق مقابل إهمالٍ لأسس من العلم لا غنى عنها. ومرحلة الشباب فيها قدر من التطلع إلى مثل هذا والبحث عن الغرائب، فما لم توجه التوجيه الصحيح وتستثمر فإنها تصبح داء معوقاً عن المنهج السليم في طلب العلم وتلقيه. • 5 - تعظيم النصوص الشرعية: النصوص الشرعية مصدر لتلقي العلم الشرعي، وتعظيمها والوقوف عندها أمارة على صدق الإيمان، وسلامة المنهج. لذا فالاعتناء بغرس هذا الجانب أمر له أهميته، ولما كان الرعيل الأول يعرفون منزلة الوحي وأثره في النفوس تألموا لفقده وانقطاعه. عن أنس -رضي الله عنه- قال: قال أبو بكر -رضي الله عنه- بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر: انطلق بنا إلى أم أيمن نزورها كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزورها، فلما انتهينا إليها بكت فقالا لها: ما يبكيك؟ ما عند الله خير لرسوله صلى الله عليه وسلم فقالت: ما أبكي أن لا أكون أعلم أن ما عند الله خير لرسوله صلى الله عليه وسلم، ولكن أبكي أن الوحي قد انقطع من السماء، فهيجتهما على البكاء فجعلا يبكيان معهاومما يعين على تحقيق هذا الجانب: 1- أن يعتني المربي بالاستدلال على ما يعرضه بنصوص الكتاب والسنة. 2- التأدب مع نصوص الكتاب والسنة حين الحديث عمَّا ظاهره التعارض من النصوص. 3- عدم الاعتراض على النصوص الشرعية بأقوال العلماء وآرائهم، والتنبيه على خطأ من يعترض عليها بمثل ذلك، ورحم الله الإمام الشافعي حين ذكر حديثاً فسأله أحد أصحابه هل تقول به، فغضب وقال: "هل رأيت في وسطي زناراً؟ هل رأيتني خرجت من كنيسة؟ إذا حدثتكم بحديث ولم آخذ به فأشهدكم أن عقلي قد ذهب". إن هذا الموقف منه رحمه الله يغرس لدى تلامذته قدراً من تعظيم النصوص والوقوف عندها، وإنك لتعجب من طائفة يعظم عليهم ردّ قول شيخ من الشيوخ، ويجتهدون في الاعتذار له، ويهون عليهم كلام الله ورسوله، فحين يعترض عليهم معترض بنص من الوحي يجيبك أحدهم أن الشيخ أعلم منا بالنصوص، ولم يخالف هذا النص إلا لدليل آخر. وأسوأ من ذلك التعصب الحزبي، واتخاذ رأي جماعة من الجماعات مذهباً فقهياً جديراً بالاتباع 4- حين يعترض التلميذ على رأي معلمه بنص شرعي، فإن كان لم يقف عليه فليتوقف عن رأيه، وإلا فليتأدب في توجيه دلالة النص. أما أولئك الذي يُغلِظُون على من يعترض عليهم بالنص فهم ينشئون تلامذتهم على الاستهانة بالنصوص وقلة تعظيمها. 5 - تحقيق التكامل العلمي: إن أسس العلوم الشرعية تمثل منظومة متكاملة، يرتبط بعضها ببعض ويكمله، فأصول الفقه لا غنى عنه لمستدل في باب الاعتقاد أو الأحكام، واللغة لا غنى عنها لكل طالب علم، وأسس علم الحديث يحتاجها كل مستدل بسنة النبي صلى الله عليه وسلم أيا كان مجال دراسته…إلخ. والمنتظر أن يتحقق لدى الشاب الحد الأدنى الذي لا يستغني عنه طالب للعلم من فروع العلوم الشرعية، لا أن يصبح متخصصاً وبارعاً في كل العلوم. نعم لابد من التخصص لكنه لا ينبغي أن يكون على حساب التكامل في تحصيل العلوم الشرعية الأخرى. 6- تنمية المهارات العقلية: العقل هو الأداة التي يتم من خلالها التحصيل العلمي السليم، ومن المشكلات التي نعاني منها اليوم في تربيتنا الأسرية والمدرسية إهمال المهارات العقلية وعدم الاعتناء بها. وتبدو أهمية الاعتناء بتنمية هذه المهارات فيما يأتي: -1 - أنها ضرورية للبناء العلمي السليم - 2 - أنها تؤثر على كافة جوانب الشخصية؛ فالمرء يستخدم المهارات العقلية في التحصيل العلمي، وفي التعليم، وفي الجوانب الاجتماعية، وفي دعوته للآخرين، وفي حواره والتعبير عن فكرته. -3 - أنها ضرورية لمن يتصدون للدعوة والتغيير في المجتمعات. وقد تعامل بعض طلبة العلم بردة فعل مع الانحراف العقدي الذي انطلق من تقديم العقل على النقل، وأدى ذلك إلى التحسس من لفظة العقل، وإلى إهمال البناء العقلي وتهميش دوره، وحين نعود إلى كتاب الله تعالى نجد تكرار استخدام لفظ العقل ومشتقاته، والدعوة إلى تحكيم العقول وعيب الذين عطلوا عقولهم وأهملوها. إننا بحاجة إلى الاعتناء بالبناء العقلي وتنمية المهارات العقلية وتوظيفها مع وضع العقل في إطاره الطبيعي، تابعاً للشرع وخاضعاً له. ومن المهارات العقلية المهمة مايأتي: 7-1 القراءة الذكية: سبق الحديث عن القراءة وأهميتها في بناء الشخصية، وسبقت الإشارة إلى بعض الوسائل المقترحة لتنمية الرغبة في القراءة، ولارتباط هذا الحديث بالمهارة العقلية تم تأجيله إلى هنا. وحتى تكون القراءة أكثر ثمرة وأبلغ أثراً في بناء شخصية الشاب، لابد من تنمية مهارة القراءة الذكية لديه، ومما تشمله: 1 - القدرة على الاختيار المناسب لما يقرؤه. 2 - تعلم مهارات القراءة السريعة. 3 - تنمية القدرة على فهم المقروء، وبالأخص استيعاب الفكرة العامة التي يريد المؤلف إيصالها، والتفريق بين الفكرة العامة وبين الشواهد والأمثلة والتفريعات. 4 - تنمية القراءة الناقدة، التي تجعل الشاب يفكر ويقوِّم ما يقرؤه دون التلقي المجرد، وينبغي أن يلحظ هنا التدرج، ومراعاة قدرات الشاب وثقافته، وأنه يحتاج إلى مرحلة يعتاد فيها القراءة، ومرحلة يفهم فيها وتُبنى ملكاته العلمية، ومرحلة ينتقل فيها إلى القراءة الناقدة . ومن المناسب أن يوجه في بداية المرحلة إلى كتابات مناسبة وكُتَّاب مناسبين - كما سبق عند الحديث عن الربط بالمصادر العلمية والفكرية المناسبة-. لكن هناك قدر طبيعي من النقد والتقويم للأفكار يمكن أن ينمى لدى الشاب باعتدال وتدرج. وهذه المهارات يمكن أن تعلم للشاب من خلال برامج منظمة للقراءة، أما مجرد إلقاء دروس وتوجيهات حول القراءة وأساليبها فهذا محدود الجدوى والفائدة. 7-2 التعبير اللغوي السليم: التعبير اللغوي السليم مهارة مهمة تحتاج أن تبنى عند الشاب وتقوى عنده، ومما تشمله: 1 - القدرة على صياغة أفكاره والتعبير عنها تعبيراً سليماً. 2 - القدرة على استخدام اللغة الفصيحة في الحديث والبعد عن الألفاظ العامية. 3 - القدرة على استخدام المترادفات، لتهيئ له التعبير السليم بالقدر الذي يتناسب مع الموقف، فعبارة: أعتقد أني أستحق درجة أكثر من هذه الدرجة، أفضل من عبارة: لقد أخطأت في حقي يا أستاذ حين أعطيتني هذه الدرجة. ويحتاج الشاب لهذه القدرة في الحوار ودعوة الآخرين والتأثير عليهم، ومن استمع لبعض أحاديث الوعاظ والخطباء الذين يفتقدون هذه المهارة أدرك أهمية ذلك. ومن الوسائل المعينة على ذلك: أ- إتاحة الفرصة للطلاب ليعلقوا في الدروس ويُبدوا مداخلاتهم، مع الحرص على تعويدهم على أن يكون حديثهم بلغة فصيحة. ب - أن يرتقي المربي بأسلوبه وطريقته في حواره معهم حتى عند الحديث الفردي عن مشكلات شخصية، بدلاً من أن يكون حديثاً بلهجة عامية هابطة. ج- تنظيم أنشطة تتيح فرصاً للشباب في الحديث الارتجالي أمام زملائهم، ويمكن أن تشمل: إلقاء خطب قصيرة، حوارات بين طالبين حول فكرة محددة...إلخ. د- تنظيم أنشطة تعوِّد الشاب على كتابة أفكاره، كالكتابة حول موضوع معين، أو وصف موقف، أو الحديث عن ظاهرة في المجتمع، مع مراعاة ألا يسيطر التركيز على الجانب الأدبي والبلاغي -رغم أهميته- على التعبير السليم والصحيح عن الفكرة. 7-3 الاستماع الناقد: كما أن الشاب يحتاج إلى القراءة السليمة الناقدة، فهو كذلك يحتاج إلى الاستماع السليم الناقد، بحيث يستطيع حين يستمع إلى متحدث أن يلخص الفكرة الأساسية التي أراد المتحدث إيصالها ويستطيع أن يصدر أحكاماً نقدية على ما سمع. ومن الشواهد التي تمرُّ بنا كثيراً وتعطي دلالة على افتقاد هذه المهارة، أنك حين تسأل جمهورا ممن صلى الجمعة عند خطيب معين عن موضوع خطبته وفكرتها العامة فإنهم يختلفون في تحديد ذلك، ويخلط كثير منهم بين الأفكار الفرعية والاستطرادات، وبين الموضوع الرئيس والفكرة العامةوحتى تنمو هذه المهارة يحتاج الأمر إلى أن تتاح فرص منظمة للاستماع، من خلال: حضور خطبة، أومحاضرة عامة، استضافة أحد المتحدثين، استماع إلى شريط. ويقوم المربي بتلخيص الفكرة العامة، والإشارة إلى الأفكار الجزئية والشواهد، والتفريق بينها، وهذا ينجح أكثر في الاستماع للحديث المسجل إذ يقوم المربي بالاستماع له والإعداد المسبق حتى تكون أحكامه وتحليلاته أكثر دقة. ومن الأساليب التي يمكن أن يستخدمها المربي في التدريب على هذه المهارة: 1 - المطالبة بالاستماع إلى شريط في المنزل، وتلخيص الفكرة العامة للموضوع والأفكار الجزئية، وإبداء الرأي عموماً في طريقة تناول الفكرة. 2 - مطالبة الطلاب بعد حضور الخطبة أو المحاضرة بذلك. 3 - إجراء مسابقات في تلخيص الفكرة المسموعة ونقدها. 7-4 الاستنباط السليم: القدرة على الاستنباط والاستنتاج مهارة مهمة، تمكِّن الشاب من استخدام المعارف والمعلومات في مواقف جديدة. وثمة مجالات يمكن أن تعود على تقوية هذه المهارة، ومنها: 1 - تعويد الشاب على استنباط الفوائد والعبر من آيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية، مع مراعاة العمق والبعد عن الفوائد المكررة التي اعتاد الشاب عليها. 2 - الاعتناء باستنباط الدروس والفوائد العملية عند دراسة السيرة النبوية والأحداث التاريخية، وسيأتي حديث مفصل عن ذلك في الجانب الدعوي. 3 - توظيف المواد الدراسية التي يتلقاها الطالب في المدرسة في تنمية القدرة على الاستنباط، كالرياضيات، والتاريخ، واللغة العربية. 4 - الاستفادة من الألعاب التعليمية؛ فكثير منها تنمي المهارات العقلية، ومن بينها مهارة الاستنباط، ويمكن للمربي أن ينظم بعض الألعاب والمسابقات التعليمية، التي تجمع بين تحصيل فوائد علمية، وتحقيق التسلية، وتنمية المهارات. 8 - تعليم أسس التفكير العلمي وطرق حل المشكلات: إن مجتمعات المسلمين اليوم تعاني من الفوضى والتخبط في طريقة التفكير، وجيل الصحوة جزء لا يتجزأ من هذه المجتمعات، يرث منها الأمراض التربوية السائدة. ومما يزيد الأمر تعقيداً في هذه المجتمعات أن المؤسسات التعليمية التي ينتظر منها الناس أن تقوم بالتربية السليمة أصبحت تركز بشكل أساس على مجرد شحن المعلومات وإعطائها بطريقة مباشرة دون بناء للشخصية العلمية، مما أسهم في تخريج جيل يفتقد البناء العقلي الصحيح. لذا كان لابد لكل مربٍّ من السعي لبناء العقلية الصحيحة لمن يتولى تربيته، ومن أهم ما ينبغي الاعتناء به: بناء أسس التفكير العلمي وطرق حل المشكلات. وتشمل خطوات التفكير العلمي: تحديد المشكلة، ثم فرض الفروض، ثم اختبارها، ثم الاختيار بينها. وهذا الأمر لا يمكن أن يتم من خلال السرد التقليدي لهذه الخطوات، أو تناول موضوعات نظرية حول أسس التفكير العلمي- وإن كان ذلك خطوة لابد منها - ، ومن الوسائل المعينة على تحقيق ذلك ما يأتي: 1 - طريقة تناول المعلم للمعلومات وتقديمها للطلاب؛ فهي تسهم إلى حد كبير في بناء منهج التفكير العلمي لدى طلابه، فحين يتحدث عن ظاهرة أو مشكلة تواجه الطلاب في حياتهم اليومية، ينبغي أن يتناولها مستخدماً الخطوات المنطقية للتفكير العلمي، فيفترض الفروض ويناقشها ويختار بينها بطريقة علمية موضوعية. 2 - طريقة المعلم في الحوار والإجابة على تساؤلات تلامذته ومشكلاتهم لها دور فاعل في ذلك، فحين يأتي الطالب يشكو لمعلمه أن والده لا يأذن له بالمشاركة في حلقة القرآن التي في المسجد، فبدلاً من أن يعطيه الحل المباشر يسأله: ما الأسباب التي تظنها وراء هذا القرار؟ التلميذ: لا أدري. المعلم: افترض الأسباب الممكنة. التلميذ: تأثيرها على المستوى الدراسي، عدم ثقته بطلاب الحلقة، عدم معرفته لأهداف الحلقة. المعلم: هل تستطيع من خلال حواراتك السابقة معه أن تستنبط ما يقوي فرضية معينة؟….إلخ. 3 - التدريب على هذه المهارا

    منقولة من مجلة العلوم الاجتماعية

  3. #3
    السلام عليكم
    مقال جدا قوي وقيم
    ولفت نظري

    فالإحصاءات تشير الي ان عددهم قارب علي 10 مليون معاق منهم 45% أطفال معاقين في حاجة الي العناية والرعاية والتأهيل

    وفعلا ستكون مراهقتهم مختلفة عن الاسوياء لذلك يجب ان نكون معهم مثال الدافع لهم لئلا يحلمون حلم يقظة ويحولون احلامهم الى احلام ممكنة التحقيق بمساعدة قوية وايجابية تساهم فيها الحكومات اولا وثم الجهود الفردية فهم قوة فاعلاة يجب الا نهدرها
    شكرا لك اختي
    واكمل المقال لاحقا فهو طويل
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  4. #4

  5. #5
    فعلا
    للاسف ان لم توجد نماذج كهذه في عائلاتنا مثلا فلن نحاول ان نقدم شيئا
    بينما هم قوة تحسب على المجتمع
    شكرا لك اختي

  6. #6

  7. #7
    شكرا لك اختي على الموضوع القيم

    تحيـــــــاتى الك
    http://www.fursan.ws/wisam2.gif


    من العذاب ... إن تكتب لمن لا يقرا لك
    وان تنتظر من لا يأتي لك
    و ان تحب من لا يشعر بك
    وان تحتاج من لا يحتاج لك
    من المؤلم ... إن تحب بصدق
    وتخلص بصدق .. وتغفر بصدق
    ثم تصدم في النهاية بموت
    كل الصدق الذي قدمته
    "ثم تكتشف إن أجمل العمر كان سراباً"

المواضيع المتشابهه

  1. المعرض الاول لمنتجات ذوي الاحتياجات الخاصة
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان الاحتياجات الخاصة.
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 03-18-2011, 07:34 PM
  2. مجاهد يفتتح مؤتمر ذوى الاحتياجات الخاصة
    بواسطة ابراهيم خليل ابراهيم في المنتدى فرسان الاحتياجات الخاصة.
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 12-17-2010, 04:25 PM
  3. موبايلي تطرح باقة لذوي الاحتياجات الخاصة
    بواسطة فراس الحكيم في المنتدى فرسان الاحتياجات الخاصة.
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 04-25-2009, 07:17 PM
  4. مصر: تكريم 100 من ذوي الاحتياجات الخاصة من حفظة القرآن
    بواسطة رغد قصاب في المنتدى فرسان الاحتياجات الخاصة.
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-07-2008, 08:19 AM
  5. من هم ذوي الاحتياجات الخاصة؟
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان الاحتياجات الخاصة.
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 07-12-2006, 02:17 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •