من أي ماء شياطين جبل هؤلاء؟ لقد تربو مثل هذا القط تماما لذا كانوا هكذا فاللوم على من ربى هؤلاء الشياطين، والحكم يومئذ لله... صبرا ايها القط المسكين سوف تاخد حقك في الاخرة وسيحصلون علي عقابهم في الدارين وكما تدين تدان..
القصة منقولة وحاولت أختصر منا بتمنى تقروا (عن مجموعة مملكة الحيوانات -الفيس)
ولدتُ في حياةٍ بائسة ، في مَتجرٍ لبيع الحيوانات وكأن جسدي و روحي مِلْكٌ لصاحب المتجر ، لَمْ تَحضُنني أمي وَلَمْ ترعاني ، لأَنِّي مُنذ ولادتي، أخذَني صَاحبي وعُمري لا يتجاوز الأيام ، ولدي عينانِ زرقاوتينِ.
عِندما بدأت أول الأشهر في منزلِ صاحبي ، ظننتُ أنّي سأكملُ بقيةَ عمري في مَنزله ، لَقَدْ اعتدتُ عليه وعلى صوته ، كان قاسياً الا أنّي كنت أعودُ اليه ، لعلَّ قلبهُ يَحن
اكملتُ التسعة شهور ، بدأت مراحلَ طلب التزاوج ولا بُد من رش البول في ارجاء المنزل، فَتِلكَ غريزة ، لا ادري ما الذي حصل ! كان صاحبي يضرُبني ، لَمْ يحاول إحضار صَديقةٍ لي، ظللتُ أبحثُ عن صديقة و زوجة ، حتى اكملتُ السنة ونصف ومن ثُمَّ أخذني إلى الطبيب ، وَلَمْ اعُد أطلُب التزاوج ابداً!..
لم أتوقف عن رَش البول فوراً، كُنت بحاجة إلى بعض الوقت ، لَمْ يقبل صاحبي بهذا الوضع ، وضعني في قَفصي ، وكان يَقوم بضَربي، حاولتُ أن أتمسكَ به ، "إلى أين تأخُذني ، انني اُحبكَ ، بحاجة لك لا تَتخلى عني ، انا بحاجتكَ بقوة
وضعَ القفص بالسيارة ، بدأتُ بالصراخ
ترَكني في مَنطقة لا أعلم ما هي ، أُناس غُرباء ، اطفالٌ أشقياء ، سيارات و أصوات ، دخان و قمامة ، ما هذا المكان !!
بدأت بالبحث عَنْهُ ، لَمْ أجده ، أين ذهب؟ انا بحاجة اليه
مضى أول يوم و ثاني يوم ، دون أكل ، فأنا لا اجيدُ البحث عن الأكل
بدأت حياتي المأساوية، فقد كانوا الأطفال يلعبون بذيلي ، لا آدري من اخبرهُم أنّي لا اشعر ؟ لم أكن اللومَهم كثيراً ! ، فَقَدْ كان الكبار يرمونَ عليّ السجائر ومن ثُمَّ الماء ..
انا أكرهُ الماء ..
بدأت أجوب شوارع المنطقة ، احاولَ أن أبحثَ عن الطعام و الماء ، لَمْ أجد ما يكفيني من الطعام ، اصبحتُ نحيلاً جداً ، رائحتي كريهة ، اصبحتُ اخاف من المشي في الشارع
بعد مكوثي بالشارع ظ¤ أشهرٍ ، مَسكني أحدَ الشباب ..
كانت ليلة"مؤلمة و طويلة و مظلمة"..
كان مع أصدقائه لاربعه
بدأو باللعب بي ، و زرع الالم بجسدي
أحضرَو سكينةً ..
بدأو بقص أذني اليمنى ،حاولت الدفاع عن نفسي ، دون جدوى . عندما بدأتُ بالصراخ ابتدأت اصواتهم تتعالى بالضحك ..
شعرتُ بكل آلم الدُنيا يُزرع بداخلي ، بُترت أذني كاملة بدأو بمسك أذني و التسلية بها ، حاولت قدر المُستطاع الإفلات منهم
بدأو بأذني اليمنى ، قطعوا جزءً من جسدي ! حُرِّمَت من قطعة في أذني اليسرى ، و تم ترك نصف الاخرى ..
كانوا يضحكون و يمرحون ، أليس ببالهم أنّ هُناك ربٌ ليأخذ حقي ؟ هل ببالهم أن الدين فقط صلاة و صوم ؟ ، أين الرحمة ؟
انا قطٌ حرمتُ من أذنيّ ، حرمتُ من الراحة و الأمان ، بعتُ كأني لستُ روحاً
حرمتُ من حضنٍ دافىء ،من الأمان ، لَمْ أفعل شيئاً للبشر ، سوى أنّي ضعيف ..
لم يكتفوا الشُّبان بهذا فقط ، فبدأو بتجريح وجهي وتم ايذاء عيني اليمنى ، بدأت بالصراخ ، كان بودّي ان أتكلم ، أنّ اسألهم ماذا فعلت لكي ألقى كل هذا ؟ تعالت اصواتهم بالضحك ، بلحظة استطعت أنْ أفلتَ منه ، بدأتُ بالجري و الهرب ، حاولوا إمساكي ، لكني افلتُ من تلك "الوحوش "..
بدأت بوضع يدي على وجهي ، انني انزف ، أنهُ مؤلم ، أنني أحترق ، تمنيتُ بتلك اللحظة أن تكون لدي قوى هائلة لكي ابدأ بضربهم ، لكي اُجازيهم ، لكن أعلم أن لي رب ، لَنْ يرحمهم ابداً..
أتى الصباح ، الكثير من البشر نظر الى وجهي المُشوه و المؤلم ، وبدأو بالضحك ، ما بالكم لا تشعروا ؟ اريدُ من يساعدني ! من يهتم بي ! لا من يضحك على وجعي ! انا بحاجتكم ! .
بدأتُ الشمس تأتي على جروحي و تحرقها ، بدأت الجراثيم بالدخول إلى جرحي و تلوثه ، بدأ الآلم كاملاً في جسدي ، لَمْ يُحاول أحداً من المخلوقات التي كرمها الله عن باقي المخلوقات بالعقل مساعدتي
تُركت بالشارع أتألم وحدي ، أنزفُ وحدي ، أحترق ، و أصرخُ و أُنازع وأبحث عن ملجأ "وحدي" ..
دون أيّ رحمة من تلكَ الوحوش ..
أتت ظ§ أيامٍ من عمري ، كانت قاسية ، قَدْ تلوث جرحي ، كُنت اهرُب من الشمس لأنها تحرقُ جرحي المُلوث بالجراثيم ،
ما الذي فعلتُه لالقى كُل هذا؟
كان بودّي أن اصرُخ ، أن اُعبر عما بداخلي من آلم ، ما بالكم يا بشر ؟ قد كرمكم الله بالعقل ! و الرحمة ؟ أيّ رحمة
لحُسن الحظ ، رأني شابٌ طيب ، قدم لي الاكل ، شعرتُ بحُبٍ كبير اتجاهه، لا أريد الاكل و الماء ، اريدُ تِلك النظرة التي كانت في عينيه
في اليوم الثاني قدَم لي الاكل ومسكني ، شَعرتُ برهبة مُخيفة ، هل سيفعل بي مثل ما فعل الشُّبان ؟ أو سيبعدني عن المنطقة ؟ انا خائف ، وضعني بقفصٍ يشبهُ قفصي القديم ، سلمني لشابٍ اخر ، لا اعلم من هو ، ماذا يريدون مني ! ..
أخذني الاخر الى بيته ..
فتح القفص بدأ بالتحسيس عليّ بلُطف ، بدأ يتفحص ذلك التشوه في رأسي ، ينظر لي نظرات الحزن العميقة ،بودّي لو اسأله هل ستساعدني ؟ انا بحاجتك !" وضعني في حُضنه وبدأ بحضني و التكلم معي بصوته الحنون ، شعرت بالحُب إتجاهه ، شعرتُ بذلك الشعور الذي افتقده ، هذا الذي أريده ..
بدأ بالاهتمام بي ، حماني من الشمس و التلوث ، وضعَ لي الطعام و الماء
فجأة ..
وضعني في القفص ، الى أين ؟ كلا ! لَنْ يفعل مثل غيره، نظراته حقيقة ! ، آخذني إلى طبيب ، بدأو بتفحص جرحي كنت اصرُخ من شدة الآلم ..
- لديه جرحُ فوق عينه بـ ظ¢سم ، قُطِعت أذنه اليمنى كاملة و تم ترك نصف الاخرى ، و بسبب مكوث الجرح ما يُقارب الأسبوع ، وتعرضه للجراثيم ، و أشعة الشمس الحارقة ، اصابهُ اللتهاب حاد ، وبسبب أشعة الشمس ، تم إصابته بالسرطان بتلك المنطقة
اقرّ مجموعة من الاطباء أنّي لن أعيش ، لا بدَّ من إبرة الرحمة ..
عن أيّ رحمة تتكلمون ؟ تضعون الرحمة في إبرة ؟
لتضعوها في قلوبكم أفضل ! ..
وبعد كُل الذي فعلتوه معي تريدون أن اُحرم من حقي في الحياة !
حرمتُ من أذنيّ و من عيني ، حرمتُ من الحب و الحنان ، و العيش بهناء ، ومع ذلك تريدون أن أموت ؟ بإمكاني أن أعيش ، انا واثق أن الله سيساعدني ، حاولوا بالعلاج معي ، أرجوكم ! لا أودّ ان اموت ، بإمكاني ان أعيش ، لا تحكموا عليّ بالموت
لم يرضى أيُّ طبيبٍ بمُعالجتي ، لا يريدون أنّ أبقى حي ، كأن روحي ملكٌ لهم ..
إلا طبيبٍ واحد ، لَمْ يرفض ..
- سيتم ازالة عينه اليمنى ، و ازالة منطقة سرطان ، و سيتم خياطة أذنيه ، لكنه إحتمال كبير أن يعود السرطان اليه ..
لم يرضى صديقي اللطيف من البشر ، بإعطائي أبرة الرحمة ، و أبى أن يفعل كُل ما بوسعه لكي يُساعدني ..
في اليوم الثاني ، أخذني الى الطبيب وتَم تخديري كاملاً ، نُمتُ إلى اليوم الثاني ..
أشعرُ أن رأسي خفيفاً ، الألم قليل ! عيني لا تؤلمني ، أُذُنَيّ اسمعُ بهم دون آلم ، صديقي بجانبي لم يُفارقني ، نظرتُ اليهِ نظرات الحُب ، حسسَ بيده الحنونة على جسدي ، شعرتُ أن كُل ما مضى لَمْ يَكُن سوى عذاب و انتهى ..
قرر صاحبي بأن يتبناني الى الأبد ، أن يُكمل مراحل علاجي كاملة وعلى مسؤوليته الكاملة ، وبما أن السرطان أخذ من جسمي و قوتي ، أصبحتُ نحيلاً للغاية ، إلا أن صديقي لم ييأس معي ابداً ، فما زال يساعدني ، ولن يتوقف ..
لَنْ استطع شُكره ُ في الدنيا غير أن انظُر اليه تلك نظرات الشُكر ..
سأشكره عند الله
قصتي لَمْ تنتهي ، لا زلت في مراحل ايام علاجي الاولى ...
قصتي ستبقى في أقوى قصص العالم ، انا لَنْ أغفر ، أبدًا
بداخلي رحمةً كبيرة ، و أعطيتكم مئات الفرص للسماح ، لكنكم أنتم اخترتم الجحيم ، انا ضعيف في الدنيا ، قوي في الآخرة ، معي الله ولن أيأس ..
انا لطيف ، وسأبقى أقاوم ، انا سأعيش ..
انا ذلك القط الذى تعذب و حُرِمَ بأن يعيش بكل هناء و حب
انا ذلك القط ..
من اي ماء شياطين جبل هؤلاء؟ لقد تربو مثل هذا القط تماما لذا كانوا هكذا فاللوم على من ربى هؤلاء الشياطين، والحكم يومئذ لله... صبرا ايها القط المسكين سوف تاخد حقك في الاخرة وسيحصلون علي عقابهم في الدارين وكما تدين تدان..