لِغَزَّة أطلالٌ بِبَكَّة


لِغَزَّةَ أطلالٌ بِبَكَّةَ تهْتَدي= بنُورٍ- سَناهُ في العُلا ـ مُتجدِّدِ
بكلتاهُما الأطيافُ كحَّلتِ المَدَى= بريقاً تراءى بالضِّياءِ المُعَسْجَدِ
حُمَيَّا خُطوبٍ في البلاد فصيحةٌ=دواهٍ بِمُرِّ القَهْرِ لاحتْ بِغَرْقَدِ*
تدورُ رحاها لاتَعُفُّ وتصطفي= نُفُوساً هيَ الأَنْقَى بأُمَّةِ أَحْمَدِ
تنادوْا لحجبِ الشَّمس عن مقلة الحِمَى!!=وأنَّى لهم نيل الثُّرَيَّا وفرقَدِ ؟!
زَمانٌ به الذّئبانُ أضحت حكيمةً!! =وأمسى غُرابُ البَيْنِِ أبدعَ مُنْشِدِ!!
وتَعجَبُ أَنَّ البُومَ يُلقي بِشارةً!!=وأنَّ سلامَ اليومِ أجملُ مَشْهَدِ !!
ليالٍ هي الأيَّام .!والليلُ كالرَّدَى!!=ويسري زُعافُ السُّمِّ في اليومِ والغَدِ..
حِصارٌ كَمِثلِ الشِّعْبِ* منْ قبلُ ظالمٌ=لتجويعِ شَعْبٍ - بالخِيامِ - مُشَرَّدِ..
تقطَّعُ أوصالُ الحياة عنِ الحمى =ليلقى بنو قومي ضريبةَ مُهْتَدِ
حصارٌ بِهِ خصبُ البلادِ كَبَلْقَعٍٍِ= وتلقى مُحَيَّاها استحالت كجلْمَدِ
زمانٌ يصيحُ الحقُّ من هولِ مارأى!!=ولاذنبَ تلقى غيرَ نُورِ التَّشَهُّدِ؟!!
أننعي بني الدُّنيا بموتِ مشاعرٍ ؟؟=أباتتْ أحاسيسُ الورى بتجمُّدِ؟!!
وكيف أخو الإنسان يُرديهِ فاقةً؟!!=وكيف يعيش النَّاسُ عصرَ التَّهوُّدِ؟!!
وغزَّةُ من سودِ الرَّزايا تَفَجَّرتْ=وسجَّانُها الأعرابُ !!والقيدُ باليدِ؟!!
دعيٌ على رأس القبيلة جاثمٌ= وعيٌ خطيبُ القومِ ليسَ بأرشَدِ
وكلُّ الدُّنى أضحوا تِباعاً مَخيطُهُم=بِحَبْكَةِ ذاكَ الأرطبونِِِ المُهدِّدِ
فيالحصارٍ بات طاعون عصرنا = يُعينُ عليهِ ألفُ وَغْدٍ وأَوْغَدِ
فمن يُسْمِعِ الشَّكوى ؟ومن ذاكَ يَرْعَوي؟!= ومن يُسْعِفِ الأوطانَ بالصَّحبِ يقتدي
فَبِاسْمِكَ اللهم* أيَّــةُ آيـَـةٍ؟!!=وباسمكَ ياربِّي غياثَ امِّ معبدِ*
وبِاسْمِكَ نحيا والحياةُ معابِرٌ= فطوبى لمن مسعاهُ نحو تَسَوُّدِ
فإن لنا - رُغْمَ الحِصَارِ- بَشَائِراً= تُردِّدُ أنَّ القُدسَ تبـْرُ المُوَحِّدِ
وإنَّ لنا الآفاقَ والشمسَ في العُلا = وإنَّ لنا الإشراقَ والنَّصرَ في غدِ
د.محمد إياد العكاري
18/1/1429هـ
26/1/2008م


-الغرقد :شجر يزرعه اليهود
- إشارة إلى حصار شِعب بني هاشم ابن عبد المطلب في مكة الذي نفذه مشركو قريش
- باسمك اللهم : إشارة إلى ماتبقى من الصحيفة التي كتب بها هذا الحصار الغاشم
حيث أكلها دود الأرض ولم يبق في تلك الصحيفة إلا باسمك اللهم
- خيمة أم معبد :تلك الخيمة التي مرَّ عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم أثناء هجرته الشريفة إلى طيبة
وكان فيها شاة هزيلة قد جفَّ ضرعها فلما حلبها الحبيب المصطفى تدفق ضرعها كالنبع وقصتها مذكورةٌ في السيرة النبوية