منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 3 من 3

العرض المتطور

  1. #1

    البربر وأصولهم التاريخية ( القصة الثالثة)

    البربر وأصولهم التاريخية (القصة الثالثة)/عبد النبي الشراط
    الواقع اللغوي عند البربر أو أصل اللغة البربرية
    ()عبد النبي الشراط
    تكاد تجمع كتب التاريخ القديم والحديث على أن البرابرة أو البربر تعود جذورهم الأولى (قبل خمسة آلاف الميلاد) إلى كنعان، وعرفوا أو سموا بهذا الإسم "البربر" لكثرة بربرتهم في الكلام، كما أن بعض المصادر تفيد بأن البربرية كانت لغة الرعاة من أهل كنعان خلال بداياتها الأولى، حيث ظهروا في الفترة السابقة (5000 قبل الميلاد)، لأول مرة في الصحراء ومع مرور الزمن انتشروا منها إلى سائر الأنحاء ومنها: شمال إفريقيا.
    واللغة البربرية إنما هي عبارة عن لهجات كثيرة ومتعددة ضمن لهجات أخرى والبربرية أيضا لغة متعددة اللكنات لا تجمع بينها سوى خصائص محدودة فقط، هنا في المغرب على سبيل المثال نجد ثلاث لهجات أو لكنات مختلفة ومتباينة، فالسوسية ليست هي الشلحة أو الريفية والعكس، فهذه اللكنات الثلاث وإن كانت كلها تجمع بينها القومية البربرية فإن لغة كل مجموعة تختلف عن الأخرى اختلافا كليا تقريبا.
    وهذا واقع لا يستطيع أن ينكره أحد، أما ما جرى مؤخرا بالمغرب بعد تأسيس المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية وإقرار هذا الأخير ما يسمى "حرف تيفيناغ" كحرف رسمي للغة البربرية "الأمازيغية" فإن نسبة تكاد تكون معدودة على رؤوس الأصابع هي التي تفهم هذا الحرف، أما النسبة الباقية وهي السواد الأعظم من البربر فإن أحدا منها لا يفهم فك رموز طلاسيم حرف تيفيناغ المخترع.
    البربرية أقرت في منظومة التعليم المغربية، لكن وجدت صعوبة كبيرة في تطبيقها لأنها بكل بساطة ليست لغة حية يمكنها أن تستجيب لحاجيات العصر ومتطلبات التكنولوجية والعلوم حتى الأساتذة الذين يدرسونها أقروا بهذه الصعوبات، أما التلاميذ "الأمازيغ" فهم يفضلون أن تكتب لغتهم بالحروف العربية بدل الحروف "التيفيناغية".
    بكل بساطة فإن اللهجات البربرية المتعددة مثل غيرها من اللهجات واللغات عرفت تنوعا داخليا نجمت عنه لهجات كثيرة، يمكن لفت النظر أيضا إلى أن التنوع اللغوي البربري قديم جدا ما يزال متماثلا إلى اليوم، حيث تنعدم فيه إمكانية التفاهم اللغوي حتى بين أصحابه كما أسلفنا، لأن الشلح في المغرب لا يستطيع أن يفهم القبايلي في الجزائر، وكلاهما لا يقدر على فهم الطرف الثالث وهكذا... غير أنه يمكن القول أن استقرار البربرية في موطنها الثاني (شمال إفريقيا) مكنها من المحافظة على بعض الخصائص اللغوية القديمة التي كانت سائدة في موطنها الأول (بلاد كنعان والشام وجزء من مصر، واحة سبوة) على سبيل المثال، كما أن البربرية تأثرت كثيرا بلغتين أساسيتين (الفينيقية والعربية).

     البربر والإسلام
    في عهد بني أمية أسلم الكثيرون منهم وقاوم آخرون منهم الإسلام ثم ارتد من أسلم منهم حوالي 12 أو 13 مرة، حتى إدعى أحدهم المهدوية، (نسبة إلى المهدي المنتظر) فقام معه البعض واستنكف عنه آخرون، وفي فترة من التاريخ تملكوا الأندلس (سنة 401) فثأروا لأنفسهم ففعلوا العظائم والكبائر وبعدها تملكوا المغرب بعد أن دحروا الدولة اللمتونية ودام ملكهم هنا في المغرب ردحا من الزمن حتى دحرهم بنو مرين الذين عظمت دولتهم خلال حكم الفقيه السلطان أبي الحسن على المريني الذي كانت له هيبة عظيمة طبقا لما رواه المؤرخون في عصره.
    وبعودتنا إلى اللغة البربرية ودورها في حياة القوم، فإننا نجزم أن هذه اللغة لم يكن لها أي دور على الإطلاق في حياة الشعوب التي استوطنها البربر، ذلك أن سائر الأمم كانت تدون أعمالها وتاريخها وكتبها بلغتها مهما كانت محدودية هذه اللغة، وبعض اللغات القديمة، بالرغم من أنها اندثرت فإن هناك الكثير من التدوينات والنقوشات مازالت لحد الآن ولو في المتاحف والمآثر وبعض المخطوطات القديمة السومرية والفنيقية على سبيل المثال، لكن البربرية ربما هي اللغة الوحيدة التي لم يكن يكتب بها حتى أهلها، وعلى هذا الأساس فهي تعتبر لغة تحادث وغناء فقط عند منتسبيها.
    مثلا: العلامة الكبير محمد المختار السوسي لم يكتب ولا واحدا من مؤلفاته الهامة باللغة البربرية/ السوسية/ رغم أنه من سوس وقضى حياته بها.
    محمد عبد الكريم الخطابي الزعيم والأمير والمجاهد الكبير لم يكتب تاريخ حياته ولا تاريخ حروبه باللغة البربرية/ الريفية.
    محمد ج سلام أمزيان بالرغم من كونه ريفيا وبالمناسبة هو من قاد ثورة الريف سنة 1958 كان مفكرا قوميا عربيا بامتياز، وآخر حياته قضاها في بغداد وكان بمثابة أحد مستشاري الرئيس الراحل الشهيد صدام حسين.
    وكل مؤلفاته مازالت لحد الآن مدونة باللغة العربية الفصحى وسنأتي لاحقا على بعض أفكاره المنبثقة أصلا من القومية العربية.
    ترى أين تقف البربرية (الأمازيغية) من كل هذا؟
    للقصة بقية
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  2. #2
    مدرس لغة عربية ومترجم من الفرنسية
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    المشاركات
    473

    رد: البربر وأصولهم التاريخية ( القصة الثالثة)

    البربر وأصولهم التاريخية (القصة الثالثة)
    الواقع اللغوي عند البربر أو أصل اللغة البربرية

    كتبها:/عبد النبي الشراط

    ريمة الخاني- فرسان التاريخ


    تكاد تجمع كتب التاريخ القديمة والحديثة على أن البرابرة ( بربر في الفرنسيّة = berbères أصل اللفط عربيّ، أما برابرة = barbares فأصل اللفط لا تينيّ ومعناها المتوحشون، ولكن وقع الالتباس بين اللفظين لتقاربهما) أو البربر تعود جذورهم الأولى (قبل خمسة آلاف الميلاد) إلى كنعان، وعرفوا أو سموا بهذا الاسم "البربر" لكثرة بربرتهم في الكلام، ( قال ابن خلدون: سموا بربرا لأنهم يسرعون في الكلام فلا يفهمون ) كما أن بعض المصادر تفيد بأن البربرية كانت لغة الرعاة من أهل كنعان خلال بداياتها الأولى، حين ظهروا في الفترة السابقة (5000 قبل الميلاد)، لأول مرة في الصحراء ومع مرور الزمن انتشروا منها إلى سائر الأنحاء ومنها: شمال إفريقية. (جاء في تاريخ القانون للدكتور محمد معروف الدواليبي أن أصل البربر عرب من جنوبي اليمن، وله وثائقه الدامغة )
    واللغة البربرية إنما هي لهجات كثيرة متعددة ضمن لهجات أخرى والبربرية أيضا لغة متعددة اللكنات لاتجمع بينها سوى خصائص محدودة فقط، هنا في المغرب على سبيل المثال نجد ثلاث لهجات أو لكنات مختلفة متباينة، فالسوسية ليست هي الشلحة أو الريفية والعكس، فهذه اللكنات الثلاث وإن كان اسم البربرية يجمعها كلها في فإن لغة كل مجموعة تختلف عن الأخرى اختلافا كليا تقريبا.
    وهذا واقع لا يستطيع أن ينكره أحد، أما ما جرى مؤخرا بالمغرب بعد تأسيس المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية وإقرار هذا الأخير ما يسمى "حرف تيفيناغ" حرفاً رسمياً للغة البربرية "الأمازيغية" فإن نسبة تكاد تكون معدودة على رؤوس الأصابع هي التي تفهم هذا الحرف، أما النسبة الباقية وهي السواد الأعظم من البربر فإن أحدا منها لا يفهم فك رموز طلاسيم حرف تيفيناغ المخترع.
    أُقرت البربرية في منظومة التعليم المغربية، لكن وجدت صعوبة كبيرة في تطبيقها لأنها ليست لغة حية تلبي حاجات العصر ومتطلبات التقنية والعلوم حتى الأساتذة الذين يدرسونها أقروا بهذه الصعوبات،أما التلاميذ"الأمازيغ"فهم يفضلون أن تكتب لغتهم بالحروف العربية بدل حروف "التيفيناغية".
    بكل بساطة فإن اللهجات البربرية المتعددة مثل غيرها من اللهجات واللغات عرفت تنوعا داخليا نجمت عنه لهجات كثيرة، يمكن لفت النظر أيضا إلى أن التنوع اللغوي البربري قديم جدا ما يزال متماثلا إلى اليوم، تنعدم فيه إمكانية التفاهم اللغوي حتى بين أصحابه كما أسلفنا، لأن الشلح في المغرب لا يستطيع أن يفهم القبايلي في الجزائر، وكلاهما لا يقدر على فهم الطرف الثالث وهكذا..غير أنه يمكن القول: إن استقرار البربرية في موطنها الثاني (شمال إفريقية) مكنها من المحافظة على بعض الخصائص اللغوية القديمة التي كانت سائدة في موطنها الأول (بلاد كنعان والشام وجزء من مصر، واحة سبوة)على سبيل المثال، كما أن البربرية تأثرت كثيرا بلغتين أساسيتين (الفينيقية والعربية).


    البربر والإسلام


    أسلم في عهد بني أمية كثيرون منهم، وقاوم آخرون منهم الإسلام ثم ارتد من أسلم منهم حوالي 12 أو 13مرة، حتى ادعى أحدهم المهدية، (نسبة إلى المهدي المنتظر) فقام معه بعض واستنكف عنه آخرون، وفي فترة من التاريخ تملكوا الأندلس (سنة 401- هذه مبالغة، لأن هذا الانقسام - بين العرب والبربر كما يضخمونه اليوم ماكان في التاريخ) فثأروا لأنفسهم ففعلوا العظائم والكبائر وبعدها تملكوا المغرب بعد أن دحروا الدولة اللمتونية ودام ملكهم هنا في المغرب ردحا من الزمن حتى دحرهم بنو مرين الذين عظمت دولتهم خلال حكم الفقيه السلطان أبي الحسن على المريني الذي كانت له هيبة عظيمة طبقا لما رواه المؤرخون في عصره.
    وبعودتنا إلى اللغة البربرية ودورها في حياة القوم، فإننا نجزم أن هذه اللغة لم يكن لها أي دور( دور ملموس، فاللغة وعاء يُشكل ما يحتويه ) على الإطلاق في حياة الشعوب التي استوطنها البربر، ذلك أن سائر الأمم كانت تدون أعمالها وتاريخها وكتبها بلغتها مهما كانت ميزات هذه اللغة محدودة ، وبعض اللغات القديمة، بالرغم من أنها اندثرت فإن هناك كثيراً من التدوينات والنقوشات مازالت إلى الآن ولو في المتاحف والمآثر وبعض المخطوطات القديمة السومرية والفنيقية على سبيل المثال، لكن البربرية ربما هي اللغة الوحيدة التي لم يكن يكتب بها حتى أهلها، وعلى هذا الأساس فهي تُعد لغة تحادث وغناء فقط عند منتسبيها.
    مثلا:
    - العلامة الكبير محمد المختار السوسي لم يكتب أياً من مؤلفاته الهامة باللغة البربرية/ السوسية/ رغم أنه من سوس وقضى حياته بها.
    - الأميرمحمد عبد الكريم الخطابي الزعيم المجاهد الكبير لم يكتب تاريخ حياته ولا تاريخ حروبه باللغة البربرية/ الريفية.
    - محمد ج سلام أمزيان الذي قاد ثورة الريف سنة 1958 بالرغم من أنه ريفي كان مفكرا يكتب بالعربية بامتياز، وقضى آخر حياته في بغداد وكان أحد مستشاري الرئيس الراحل صدام حسين.
    وكل مؤلفاته مازالت إلى الآن مدونة باللغة العربية الفصحى، وسنتحدث لاحقا عن بعض أفكاره حديثاً مفصلا.

    ترى أين تقف البربرية (الأمازيغية) من كل هذا؟

    للقصة بقية
    الملحوظة الأبرز: لا يعني التحدث باللغة الربرية بالضرورة أن متكلمها بربري الأصل، والعكس صحيح، فليس كل من تكلم العربية عربي الأصل.
    ليس في العالم اليوم من يدعي صفاء العرق، ولا يستطيع أن يقطع بأن أصله عربي أو تركي أو بربري، لقد اختلطت الأجناس بالتزاوج والمعاشرة!!..
    والبربر الذي عشت بين ظهرانيهم مدة في الجزائر، ليست عندهم هذه المشاعر التي يؤججها اليوم بعض من يريدون الفرقة وإضعاف الشعوب وإذلالها.
    كان البربري يقول: أنا عربي لأن لغته الأقدس هي العربية، وماكان يحس بالبربرية أكثر من أنها لغة يمارسها يوميا، كما يتكلم العربي في مصر باللهجة المصرية، وقل مثل هذا عن سائر الأقطار الأخرى، وماكانت أية لهجة بديلا عن العربية الفصحى.
    لم يفكر أحد في محاربة البربرية، ولا اقتلاعها من جذورها كما يصور بعضهم الأمر اليوم، وماكانت هناك مشاعر عداء بين العرب والبربر( أو قل بتعبير أدق: بين من يتكلم العربية و من يتكلم البربرية )، إنهم فقط يريدون أن نعيش في صراع وشقاق يلهينا عن بناء شخصيتنا, وبناء مستقبلنا.
    كنا يداً واحداً والاستخراب يعسكر بجيوشه في أرضنا، فهل نخضع له اليوم وقد تطهرت أرضنا من جيوشه، ونسمح له بأن يدنسها بأعوانه و دسائسه؟!

    فهل من عاقل يسمع؟!

    فيصل الملوحي
    21 / 9 / 2010 م




    ملحوظة للإدارة المكرمة: لن أدخل في جدل الأرقامالعربية والهندية، ولكن المنظم الآلي في المنتدى يرفض - كما يبدو لي - مايسميه الأرقام الهندية!!

  3. #3
    مدرس لغة عربية ومترجم من الفرنسية
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    المشاركات
    473

    رد: البربر وأصولهم التاريخية ( القصة الثالثة)

    البربر وأصولهم التاريخية (القصة الثالثة)
    الواقع اللغوي عند البربر أو أصل اللغة البربرية

    كتبها:/عبد النبي الشراط

    ريمة الخاني- فرسان التاريخ


    تكاد تجمع كتب التاريخ القديمة والحديثة على أن البرابرة ( بربر في الفرنسيّة = berbères أصل اللفط عربيّ، أما برابرة = barbares فأصل اللفط لا تينيّ ومعناها المتوحشون، ولكن وقع الالتباس بين اللفظين لتقاربهما) أو البربر تعود جذورهم الأولى (قبل خمسة آلاف الميلاد) إلى كنعان، وعرفوا أو سموا بهذا الاسم "البربر" لكثرة بربرتهم في الكلام، ( قال ابن خلدون: سموا بربرا لأنهم يسرعون في الكلام فلا يفهمون ) كما أن بعض المصادر تفيد بأن البربرية كانت لغة الرعاة من أهل كنعان خلال بداياتها الأولى، حين ظهروا في الفترة السابقة (5000 قبل الميلاد)، لأول مرة في الصحراء ومع مرور الزمن انتشروا منها إلى سائر الأنحاء ومنها: شمال إفريقية. (جاء في تاريخ القانون للدكتور محمد معروف الدواليبي أن أصل البربر عرب من جنوبي اليمن، وله وثائقه الدامغة )
    واللغة البربرية إنما هي لهجات كثيرة متعددة ضمن لهجات أخرى والبربرية أيضا لغة متعددة اللكنات لاتجمع بينها سوى خصائص محدودة فقط، هنا في المغرب على سبيل المثال نجد ثلاث لهجات أو لكنات مختلفة متباينة، فالسوسية ليست هي الشلحة أو الريفية والعكس، فهذه اللكنات الثلاث وإن كان اسم البربرية يجمعها كلها في فإن لغة كل مجموعة تختلف عن الأخرى اختلافا كليا تقريبا.
    وهذا واقع لا يستطيع أن ينكره أحد، أما ما جرى مؤخرا بالمغرب بعد تأسيس المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية وإقرار هذا الأخير ما يسمى "حرف تيفيناغ" حرفاً رسمياً للغة البربرية "الأمازيغية" فإن نسبة تكاد تكون معدودة على رؤوس الأصابع هي التي تفهم هذا الحرف، أما النسبة الباقية وهي السواد الأعظم من البربر فإن أحدا منها لا يفهم فك رموز طلاسيم حرف تيفيناغ المخترع.
    أُقرت البربرية في منظومة التعليم المغربية، لكن وجدت صعوبة كبيرة في تطبيقها لأنها ليست لغة حية تلبي حاجات العصر ومتطلبات التقنية والعلوم حتى الأساتذة الذين يدرسونها أقروا بهذه الصعوبات،أما التلاميذ"الأمازيغ"فهم يفضلون أن تكتب لغتهم بالحروف العربية بدل حروف "التيفيناغية".
    بكل بساطة فإن اللهجات البربرية المتعددة مثل غيرها من اللهجات واللغات عرفت تنوعا داخليا نجمت عنه لهجات كثيرة، يمكن لفت النظر أيضا إلى أن التنوع اللغوي البربري قديم جدا ما يزال متماثلا إلى اليوم، تنعدم فيه إمكانية التفاهم اللغوي حتى بين أصحابه كما أسلفنا، لأن الشلح في المغرب لا يستطيع أن يفهم القبايلي في الجزائر، وكلاهما لا يقدر على فهم الطرف الثالث وهكذا..غير أنه يمكن القول: إن استقرار البربرية في موطنها الثاني (شمال إفريقية) مكنها من المحافظة على بعض الخصائص اللغوية القديمة التي كانت سائدة في موطنها الأول (بلاد كنعان والشام وجزء من مصر، واحة سبوة)على سبيل المثال، كما أن البربرية تأثرت كثيرا بلغتين أساسيتين (الفينيقية والعربية).


    البربر والإسلام


    أسلم في عهد بني أمية كثيرون منهم، وقاوم آخرون منهم الإسلام ثم ارتد من أسلم منهم حوالي 12 أو 13مرة، حتى ادعى أحدهم المهدية، (نسبة إلى المهدي المنتظر) فقام معه بعض واستنكف عنه آخرون، وفي فترة من التاريخ تملكوا الأندلس (سنة 401- هذه مبالغة، لأن هذا الانقسام - بين العرب والبربر كما يضخمونه اليوم ماكان في التاريخ) فثأروا لأنفسهم ففعلوا العظائم والكبائر وبعدها تملكوا المغرب بعد أن دحروا الدولة اللمتونية ودام ملكهم هنا في المغرب ردحا من الزمن حتى دحرهم بنو مرين الذين عظمت دولتهم خلال حكم الفقيه السلطان أبي الحسن على المريني الذي كانت له هيبة عظيمة طبقا لما رواه المؤرخون في عصره.
    وبعودتنا إلى اللغة البربرية ودورها في حياة القوم، فإننا نجزم أن هذه اللغة لم يكن لها أي دور( دور ملموس، فاللغة وعاء يُشكل ما يحتويه ) على الإطلاق في حياة الشعوب التي استوطنها البربر، ذلك أن سائر الأمم كانت تدون أعمالها وتاريخها وكتبها بلغتها مهما كانت ميزات هذه اللغة محدودة ، وبعض اللغات القديمة، بالرغم من أنها اندثرت فإن هناك كثيراً من التدوينات والنقوشات مازالت إلى الآن ولو في المتاحف والمآثر وبعض المخطوطات القديمة السومرية والفنيقية على سبيل المثال، لكن البربرية ربما هي اللغة الوحيدة التي لم يكن يكتب بها حتى أهلها، وعلى هذا الأساس فهي تُعد لغة تحادث وغناء فقط عند منتسبيها.
    مثلا:
    - العلامة الكبير محمد المختار السوسي لم يكتب أياً من مؤلفاته الهامة باللغة البربرية/ السوسية/ رغم أنه من سوس وقضى حياته بها.
    - الأميرمحمد عبد الكريم الخطابي الزعيم المجاهد الكبير لم يكتب تاريخ حياته ولا تاريخ حروبه باللغة البربرية/ الريفية.
    - محمد ج سلام أمزيان الذي قاد ثورة الريف سنة 1958 بالرغم من أنه ريفي كان مفكرا يكتب بالعربية بامتياز، وقضى آخر حياته في بغداد وكان أحد مستشاري الرئيس الراحل صدام حسين.
    وكل مؤلفاته مازالت إلى الآن مدونة باللغة العربية الفصحى، وسنتحدث لاحقا عن بعض أفكاره حديثاً مفصلا.

    ترى أين تقف البربرية (الأمازيغية) من كل هذا؟

    للقصة بقية
    الملحوظة الأبرز: لا يعني التحدث باللغة الربرية بالضرورة أن متكلمها بربري الأصل، والعكس صحيح، فليس كل من تكلم العربية عربي الأصل.
    ليس في العالم اليوم من يدعي صفاء العرق، ولا يستطيع أن يقطع بأن أصله عربي أو تركي أو بربري، لقد اختلطت الأجناس بالتزاوج والمعاشرة!!..
    والبربر الذي عشت بين ظهرانيهم مدة في الجزائر، ليست عندهم هذه المشاعر التي يؤججها اليوم بعض من يريدون الفرقة وإضعاف الشعوب وإذلالها.
    كان البربري يقول: أنا عربي لأن لغته الأقدس هي العربية، وماكان يحس بالبربرية أكثر من أنها لغة يمارسها يوميا، كما يتكلم العربي في مصر باللهجة المصرية، وقل مثل هذا عن سائر الأقطار الأخرى، وماكانت أية لهجة بديلا عن العربية الفصحى.
    لم يفكر أحد في محاربة البربرية، ولا اقتلاعها من جذورها كما يصور بعضهم الأمر اليوم، وماكانت هناك مشاعر عداء بين العرب والبربر( أو قل بتعبير أدق: بين من يتكلم العربية و من يتكلم البربرية )، إنهم فقط يريدون أن نعيش في صراع وشقاق يلهينا عن بناء شخصيتنا, وبناء مستقبلنا.
    كنا يداً واحداً والاستخراب يعسكر بجيوشه في أرضنا، فهل نخضع له اليوم وقد تطهرت أرضنا من جيوشه، ونسمح له بأن يدنسها بأعوانه و دسائسه؟!

    فهل من عاقل يسمع؟!

    فيصل الملوحي
    21 / 9 / 2010 م




    ملحوظة للإدارة المكرمة: لن أدخل في جدل الأرقام العربية والهندية، ولكن المنظم الآلي في المنتدى يرفض - كما يبدو لي - مايسميه الأرقام الهندية!!

المواضيع المتشابهه

  1. البربر في إفريقية في العصر الأموي - ماجستير
    بواسطة محمد عيد خربوطلي في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08-07-2014, 04:59 PM
  2. رؤى في تاريخ البربر وحاضرهم
    بواسطة فيصل الملوحي في المنتدى فرسان الأبحاث التاريخية
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 07-22-2013, 09:13 AM
  3. الظروف التاريخية لنشأة العلمانية في الغرب (الحلقة الثالثة)
    بواسطة مصطفى إنشاصي في المنتدى فرسان الأبحاث الفكرية
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 10-20-2011, 03:23 PM
  4. البربر وأصولهم التاريخية (القصة الأولى)
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان الأبحاث التاريخية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 09-29-2010, 04:10 PM
  5. البربر وأصولهم التاريخية (القصة الثانية)
    بواسطة عبد النبي الشراط في المنتدى فرسان الأبحاث التاريخية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 08-05-2010, 02:14 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •