عمان تطلق أول محطة متنقلة لتحلية المياه في العالم تعمل بطريقة التناضح العكسي

[فراس الحكيم]

عمان تطلق أول محطة متنقلة لتحلية المياه في العالم تعمل بطريقة التناضح العكسي

تاريخ النشر : 2010-08-08
القراءة : 258



غزة - دنيا الوطن
تعمل سلطنة عمان كغيرها من دول الخليج على تعزيز مصادرها من المياه، وهي قامت في هذا الإطار بإطلاق أكبر محطة تحلية مياه متنقلة في العالم تعمل بطريقة التناضح العكسي. وأوضحت الهيئة العام للكهرباء والمياه في السلطنة أنها تعاقدت مع شركة «سبتك»، ومقرها دبي، المختصة في مجال تحلية مياه البحر في الشرق الأوسط، لتنفيذ هذا المشروع بتكلفة إجمالية تبلغ 16 مليون ريال عماني، أي ما يتجاوز 41 مليون دولار. بالإضافة إلى مبلغ 8 ملايين ريال لتشغيلها وصيانتها. ومن المتوقع أن تبدأ المحطة الموجودة في منطقة الغبرة في مدينة مسقط إنتاجها خلال العام الحالي.
وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، قال عبد الله بن خليفة العبري، مهندس مشاريع في المديرية العامة للمشاريع في الهيئة العامة للكهرباء والمياه «إنه كنتيجة للأوضاع المائية الراهنة التي تشهدها السلطنة من تزايد ملوحة المياه في المناطق الساحلية وشح مصادر المياه في المناطق الجبلية والريفية، تبذل الهيئة المزيد من الجهود لتوصيل المياه لأكبر عدد ممكن من التجمعات السكانية من خلال تنفيذ مشاريع محطات تحلية مياه البحر وإبقاء المياه الجوفية كمخزون استراتيجي». وأضاف «تعد تقنية تحلية مياه البحر خيارا مهما في الوقت الراهن ومساهما رئيسيا في إمداد المياه بالسلطنة، حيث يتزايد الطلب على المياه في ظل نقص الموارد المائية التقليدية».

ويتفق المتابعون على أن التطور السريع في مختلف المجالات الاقتصادية والصناعية والاجتماعية الذي شهدته السلطنة في العقود الثلاثة الماضية أدى إلى إحداث ضغوطات كبيرة على البيئة والموارد الطبيعية بما فيها المياه، مما أوجب تطوير الوسائل المختلفة للحفاظ على مصادر المياه وإرساء السياسات المناسبة لإدارة المياه واستهلاكها، وتطوير الوسائل غير التقليدية لمصادر المياه كتحلية مياه البحر.

وأوضح العبري أنه بدأ تنفيذ المشروع في مطلع شهر يناير الماضي، وهو يهدف لتغطية 10 في المائة من احتياجات أكثر من مليون نسمة من سكان محافظة مسقط. وقال «تتميز المحطة الجاري إنشاؤها بتصميم ديناميكي مرن يوظف الحلول الهندسية الذكية والمبتكرة في معالجة وتحلية مياه البحر بتقنية التناضح العكسي الصديقة للبيئة، وستتطابق المياه التي ستنتجها مع المعايير والمواصفات القياسية المطبقة عالميا».

ويؤكد القيمون على المشروع أنه مع التنامي السريع في عدد سكان السلطنة والقفزات النوعية في مؤشر النمو الاقتصادي والتطور العمراني، يبرز التحدي لتلبية الطلب المتزايد على المياه. ويوضح العبري أن نظام عمل المحطة الجديدة يتميز بإمكانية إعادة تشكيلها وفق عدة تصاميم، مما يوفر حرية تفكيك أجزاء محددة من المحطة أو المحطة بأكملها لنقلها إلى أي منطقة على الساحل العماني. وقال «تستخدم المحطة 24 نظاما لتحويل 60 مليون لتر من مياه البحر إلى 22.7 مليون لتر من المياه الصالحة للشرب. وهو يأتي كنوع من التوسعة لمحطة الغبرة لتحلية المياه. وفور الانتهاء من تنفيذ المحطة المتنقلة ستقرر الهيئة ما إذا كان سيتم استخدامها لمساعدة محطات التحلية في محافظات ومناطق أخرى في السلطنة دعما منها لتوفير المياه الصالحة للشرب للمواطنين في مختلف المناطق».

وردا على سؤال حول إمكانية لجوء السلطنة إلى إقامة محطات أخرى مماثلة لهذا المحطة مستقبلا، قال العبري «إن تدشين المشروع يعتبر بمثابة بداية لمشاريع مستقبلية مماثلة، لذلك يجب الوقوف أولا على نتائج هذا المشروع الحيوي، وتقييم الجدوى الاقتصادية منه، ومن ثم النظر إلى التحديات التي تفرضها الظروف والتي قد تواجه تنفيذ المشروع والتي بدورها قد تقود إلى تنفيذ مشاريع مشابهة بعد تأكيد نجاح هذه التجربة في تحقيق أهدافها».

وأكد العبري استمرار تركيز الهيئة على تطوير واستخدام مصادر الطاقة المتجددة لإيجاد حلول تؤمن موارد جديدة للمياه والطاقة الكهربائية، مع الحرص على الالتزام بالقضايا البيئية، الأمر الذي من شأنه أن يعزز الثقة في استدامة الطاقة المتجددة على المدى الطويل ويسهم في تعزيز النمو الاقتصادي. وشدد على أن «أهمية تأمين مصادر إضافية للتزود بمياه الشرب تكمن في اعتبارها أكبر تحد يواجه عالمنا اليوم، في وقت يتزايد فيه الطلب على مياه الشرب، وتتناقص مصادر الحصول عليه في مختلف أرجاء العالم، حيث تتوجه الأنظار لإيجاد حل لهذا المشكلة من خلال تحلية المياه».

[أسامه الحموي]

شكرا فراس يبدو ان الجميع يبحث عن المااااااااااء!!