ليلة ُ القَبْض ِ على حـُلـُمـِي
اثنان ِمع بارد ِالأعصاب ِ بينـَهمـَا =قصـَّا جناحي وما بـَرَّأتُ غيرَهـُمـَا
ضاقا بعصريهما فاسوَّرا زمنا=لولا الظروف لكانا تحتـَه قـَدَمـَا
وقد تآلف كرب منهما وأسى=ضدي،تراجعتُ عن عصريهـِما زيما
كانا زوائدَ يومي إن دخلت بها=صبحا يقيما لها من ريشها هرما
ولحظة بعثرت قدام بوصلتي=أشياءَ أحسبها من وقعها صنما
بإصبع الغيم ِ شقـَّا صدرَ خارطتي=وأفرغاني على صوتيهما نغما
وأنزلاني لجبٍّ لستُ آهـِلـُهُ=لو أنني لم أوفـِّقْ ذاتَ بينـِهما
وحدي هناك غريبُ الوجه أجهلني=إلا إذا ارتعشتْ كفٌّ بها بـَصما
وأثلجا كيدَهم والبعدُ يسألـُني=أيني ؟ فعاد الصدى بالرد: أين هما
جاءا عِشاءً أبي كي يبصما بدمي=وأحضرا عن غيابي شاهدا كرما
وعشتُ في تهمة مثـَّلـْتـُها كذبا=وما عرفت سوى الاثنين متهما
حتى إذا استبقاني القولَ كذَّبني=بعضي وصدَّقـْتُ ما جاءا به لـَمَـمـَا
من يومـِها ما افترى ليلٌ على سـُبـُلي=إلا وسارا على آثارِه ِ قـُدُمـَا
أين انحرفتُ أجدني في مواجهتي=حتى إذا ضِعـْتُ مني ألتجي لهما
أجاهدُ السيرَ خطوا كلما انسحقت=درب أميط عن التحقيق ما اتهما
نصفي العراقُ وفي الأقصى يناصفني=سورٌ لـِيُسْقـِطـَني من كيدهم قـِدَمـَا
****=****
ما أتعس الصبرَ منا حيث نبدله=يتما وَنـُرْقـِعـُهُ حزنا إذا انصرما
هنالك اتجهتْ للصيف قافلة=كي تحصدَ الريحَ من كفـَّيـْهـِمـَا بـِهـِمـَا
وعشتُ معترفا أني، ولست أنا ،=من قدَّر الجرحَ لكنْ عوَّضاه دما
عنـَّا الزمان تقصَّى كلَّ فاجعةٍ=وقسَّم الحزنَ فيما بيننا رُزَمـَا
فكان لليتم سهمٌ والخيام لها=يتمٌ،وما أحضرا ذنبا ولا استهما
لكنه الزورَ إن أصغى لمكتبةٍ=سوداءَ عشناه فكرا بالدما رُسـِمـَا
**=***
بالطيش ِ آهلة ٌ عيناي، لست أرى=إلاهما بغسيل الذنب ملتزما
تالله تحتَ قميصي كلُ نائلةٍ=وذئبُ يوسفَ لمـَّا يرتكبْ نـَعـَمـَا
أقدِّمُ العفوَ عنـِّي كلمـَّا انطلقتْ=كفــَّاي في نخلة كي تقطفَ الكـَلـِمـَا
فأسقطت بيد ِ التاريخ ِ سابقة ً=ضمَّت إلينا من الأنباء معتصما
ذاك النصيفُ تولاهُ السقوطـُ كما =بالشعرِ عن أمتي لم أُسـْقـِط ِ التـُّهما
بيني وبينيَ ثأرُ والقتيلُ أنا=ومن دمائي هروبا ً جـِئـْتُ بينـَهـُمـَا
أكان كشفُ ترابي تهمة ً ليدي=ومعولي صار بالإرهاب ِ مـُتـَّهـَمـَا؟
إذا جمعت من الأطراف مذبحتي=ومن مخالب دهري كنت مستهما
***=***
زيتونة ٌ بدمي تجري فيعصُرُها=قدسٌ ليزرعَني في ضفتيه ِ حـِمى
لا أبتغي من سهول ٍ غيرَ داليةٍ =فيها أراني بشط العرب ِ مبتسما
وشعرة ً حـَظـِيـَتْ من لحيتي زمنا=تعذرت من قبولي لونـَها ألما
كأنها رجعتي الأخرى تــُكابدني=ناري وقد عاينتْ من ردتي الندما
رُدَّا غدي من جيوب الليل ِ أبدلـُه=ببيت شعر لعلي أشتري قلما
ودفترا وكتابا فيه ذاكرتي=وصوتُ أمي يلبـِّي الفجرَ محتشما
***=***
أهذه حكمة المجنون أم وطرا =أقضيه، محض افتراء كنت عنه فما ؟
عودا على غابة ٍ أودعتـُها بطرا=نومي فردته غـِرَّا يجهلُ الحلما
فتشت عن مدني في قبو حسرتنا=فعدت منها بخوف يكسر القدما
من قبلُ هزَّتْ شباكَ الصمت نائبة ٌ=وران جرحٌ على أصواتنا ورما
وقبلُ هذا هناك البئرُ حاضرة ٌ=في رحل ِ يوسف كيلا طفـَّفَ القيما
ماذا ألملم من عمر أضعت به=عمري وناصرتْ عن شعر ٍ به العدما
خوفٌ وأمنٌ تـُراباً حـَوَّلا أملي=وجاءني الأمر أنْ أختار أيــَّهمـُا
هـَب أن لي أمة ً ليست تحاصرني=بين الحدود فهل أنسى لها الشيما؟
هبْ أن لي امرأة ً أجـْهَضْتُ مقلتـَها=حتـَّما سيحكـُمُني بالمقلتين عمى
وأختفي من عوادي الحلم ِ معتزلا=مـَنْ كنتُ آتيه والعتبى لنـِخـْتـَصِمـَا
*********=********
على شفا اليأس شعري والحروفُُ على=يأس ٍ تحفـَّز لولاه الصراخُ طمى
وأترب الكأسَ صِرفُ الهم منشغلا=عني فأكبرتــُه أن عاد لي شـَبـِمـَا
أجادَ كسرا ً لطوق السُّكر، بعد إذن=حاولت جبرا ً لقلب ِ العقد فانفصما
لا ريب خيـَّبْتُ أمي حينما نذرت=ثوبا تزينه من موطني علما
خوفٌ ورثناه طفلا يرضع القلما =وصار كهلا ولم نعلمه قد فطما
وصار فينا عصيَ الرأي نـَنـْشـُدُه=عزما فـَيـُجْلـَسُ فيما بينـِنـَا حـَكـَمـَا
إذا اختصمنا على ميراث خيبتنا=جئناه عـَنوة َ أقدام ٍ لنقتسما
مذ كان يدرأ عنه السيفُ حُجـَّتـَنا=وأنشب الجبنُ فينا، صاحبتـْهُ دُمى
وما تخلـَّف منـَّا غيرُ ذي قدم=لو أقحمت لغد لاستعمرت قمما
لكنهم آثروا تضميدنا بدم=صدق ٍ وقد ألصقوا في ضعفنا التهما
ولو تنحنح حرفٌ أو بدا قلم =منا لأيقنت أن الظلم قد هزما
لكن سيرته تأبى، ونخوتـُنا =تأبى سوانا له أن يصبحوا خدما
ما خنت بغداد شعرا أو مضيت لها =ميتَ الوفاض ِ،ولم أحنث بها قلما
مع فارق العذر لولا أمة ٌ كفرت=بالجهل ِ منا علينا لاستوى صنما
وَجـُبـّْتُ نفسي لعلي بينها وطني=ألقاهُ عندئذ ٍ أحكي له الحلما
حتى إذا أشرقت شمس وبادلها=جرحي اليمامُ تمنيت الصباحَ فما
حاولت إبعاد حلمي عن ملاحقتي=فعاد من أخمص الجرح الذي التأما
الكويت : يوم الثلاثاء 29من شهر شوال 1429ـ الموافق : 28/10/2008