أمثال آل عمران-1

[الدكتور ضياء الدين الجماس]

أمثال سورة آل عمران -1
(مثل عيسى عند الله.)

إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ 59 (آل عمران)

إنَّ من سبق له التفكير في أسماء الله تعالى والتعرف من خلالها على هذا الخالق العظيم يسهل عليه ببساطة فهم الآية الكريمة وأحقية ما تتضمنه من معان توحيدية عقيدية سليمة ومنطقية.
لنبدأ أولا بذكر سبب نزول الآية من حوار بشري جرى بين وفد نجران مع النبي عليه الصلاة والسلام حول سيدنا عيسى عليه السلام.
قال وفد نجران للنبي عليه الصلاة والسلام : أرنا عبدا خلق من غير أب ; فقال لهم النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( آدم من كان أبوه ؟ أعجبتم مِنْ عيسى ليس له أب ؟ فآدم عليه السلام ليس له أب ولا أم )
. فذلك قوله تعالى : ولا يأتونك بمثل -أي في عيسى- إلا جئناك بالحق- في آدم - وأحسن تفسيرا .
فنرى أن وجه التماثل الأول المطلوب من الوفد أن يذكر لهم شخصاً خلق من غير أب ، فذكر لهم آدم عليه السلام ، وزادهم عليه بأنه خلق من غير أب ولا أم .
بل تشير الآية إلى المكون الابتدائي الذي خلق منه سيدنا آدم وهو التراب ثم قال له كن فيكون ، وهكذا خلق عيسى من مكون أساسي في جسد أمه وقال له كن فيكون .
والتماثل مطلق عند الله تعالى .
إنَّ جميع خلق هذا الخالق واحد ، فهو قادر على الخلق من عدم ، وهو الذي خلق الكون كله ومكوناته منه بكلمة (كن) التي تمثل الإرادة الإلهية في الخلق ولو كان الابتداء من عدم بلا مكون ابتدائي. وهكذا يتماثل الخلق في وجودهم بالإرادة الإلهية (كن) ، ولكن هذا الخالق ينوع في خلقه ما يشاء لتتعرف عليه مخلوقاته وترى قدراته المطلقة في الخلق. وخلق باقي ذرية آدم من نطفتي الأب والأم...
وهكذا نجد أنَّ أوجه التشابه بين خلق آدم وعيسى عليهما السلام كما يلي:
1- خالقهما واحد هو الله تعالى ذو القدرات المطلقة على الخلق.
2- كلاهما عبدان من عبيد الله و مخلوقاته
3- مكونات جسد كل منهما متماثلة ، كسائر البشر، من مكونات ترابية الأصل. فأجسادهما تحتوي على مكونات ترابية متماثلة من حديد ونحاس وفلور وصوديوم وبوتاسيوم ...
4- ابتدأت حياتهما بنفخة من روح الله ، قوله تعالى في خلق آدم : (فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين.) وقوله : (ثم سواه ونفخ فيه من روحه...) وفي عيسى عليه السلام : "إنما الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ"
وهكذا نجد أن تطابق المثلين عند الله تعالى مطلق وأما عند البشر فكان السياق يتطلب التشابه في الخلق بلا أب . وهذا التشابه حاصل .
ويمكن تشابه مخلوقين ولو في صفة واحدة فنقول مثلاً النسر يشبه العصفور (ووجه التشابه الطيران بجناحين).
ولو فكرنا في عظمة الخلق، فإنَّ خلق آدم أعظم من وجهة النظر البشرية لأنه خلق من غير أب ولا أم بينما كان خلق عيسى عليه السلام من أم بلا أب ، وهذا وارد وممكن في العلوم الحيوية الحديثة ، وتطبيقها أصبح وارد بطريقة الاستنساخ. وقد أصبح أمراً عاديا حالياً فيمكن أخذ نواة خلية ناضجة من الأم (أو الأب) وإدخالها في هيولى خلية قابلة للانقسام وزرعها في رحم الأم لتنمو وتنتج مخلوقاً بلا نطفة أب. فإذا كان ذلك على البشر أصبح ممكناً أليس ذلك هين على الله تعالى خالق كل شيء. ولذلك تساوت قدرة خلقهما عند الله تعالى.
وقد نظمت قصيدة عن خلق عيسى عليه السلام جاء فيها :

طوبـى لصدِّيـقـة من نسلِ عمران ... في وصفها عجزوا والروح نورانـي
لأنـها قَنـَـتَت والله قرَّبــــها... تسعى لإرضائه واللب رحـمانـي
لربـــها قربت في حُبِّـه وعلت.... فجاءها مَـلَكٌ في صـــُـور إنسان
قال ابشري سَيِّــداً للخــلق بعثـــتـه ...من روحه حـَمَلَت والنفخ روحاني
ما مِنْ أبٍ والدٍ والله بارئه .. من قبله آدمٌ من صَلِّ طـــيَّـــان
في الأرض تربته بالـماء قد جُبِلَت ... بنفخة نُـــفِخت قامت بدَيَّـان
من غير والدة لـم يـَــنْمُ في رَحِمٍ ... فذاكما مَـثَـلٌ فـي الـخَلْــق سـيَّـان

[د.كنعان كارم]

أشكرك دكتور على همتك العالية , وبارك الله بك على الدوام

[ريمه الخاني]

جميل نا ماوجدته من ترافق الدراسة مع الشع دكتور.بارك الله بكم.

[الدكتور ضياء الدين الجماس]

جميل نا ماوجدته من ترافق الدراسة مع الشع دكتور.بارك الله بكم.

أشكرك أديبتنا الفاضلة على مرورك الطيب
والقصيدة أكثر من عشرين بيتاً مما قرضناه في قصص الأنبياء
وهذه الأبيات تناسب المثل المضروب في تماثل خلق عيسى وآدم عليهما السلام.
بوركت

[الدكتور ضياء الدين الجماس]

أشكرك دكتور على همتك العالية , وبارك الله بك على الدوام

أشكرك على مرورك العطر الطيب أخي كنعان
وهذا من لطفك وطيب قلبك
بوركت

[الدكتور ضياء الدين الجماس]

رابط أمثال آل عمران-2

http://www.omferas.com/vb/showthread...115#post195115

[عبد الرحيم محمود]

كاتبنا الغالي
بداية أرى في قولنا سبب نزول آية هو كذا وكذا أننا نربط إرادة الله المسبقة بحدث ما وهذا أمر لا يقره منطق طلاقة قدرته تعالى ، فلو لم يكن السبب لكان القرءان قد اكتمل .
ثم في القصيدة أستاذنا أرى استبدال كلمة صور إنسان إلى شكل ، الصور لا تفي بالغرض سيدي الكريم.
لك مني كل الحب والتقدير .

[الدكتور ضياء الدين الجماس]

كاتبنا الغالي
بداية أرى في قولنا سبب نزول آية هو كذا وكذا أننا نربط إرادة الله المسبقة بحدث ما وهذا أمر لا يقره منطق طلاقة قدرته تعالى ، فلو لم يكن السبب لكان القرءان قد اكتمل .
ثم في القصيدة أستاذنا أرى استبدال كلمة صور إنسان إلى شكل ، الصور لا تفي بالغرض سيدي الكريم.
لك مني كل الحب والتقدير .

شاعرنا وأستاذنا الفاضل عبد الرحيم محمود حفظه الله تعالى:
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أولاً أشكرك لتكرمك بقراءة هذا الشرح المتواضع للمثل العظيم.
وأود بيان مفهومي حول سبب النزول..
إن الله تعالى لا يحتاج لسبب لكي ينزل آياته بسببها ، فالقرآن الكريم كلام الله تعالى ، وصفة كلامه قديمة كقدمه ، وينزله كيف ومتى شاء بحكمته ، ونعلم أن القرآن الكريم نزل جملة واحدة إلى السماء الدنيا ليلة القدر، ثم نزل منجماً سواء بسبب نزول أو بلا سبب نزول للتعليم. ولكن اختيار سبب لنزول هذا الكنز العظيم، يثير كوامن العقل ليس فقط حول الكوامن القانونية النظرية في الآيات وإنما يظهر أثرها تطبيقياً (عملياً) في سياق الحدث. وإن أسباب النزول علم من علوم القرآن، فسياق الحدث يكون شاهداً على المعنى الأساسي المقصود أو الحكمة منها، رغم إمكانية إضافة دلالات أخرى على النصوص حسب المعاني المتفقة مع فصيح اللغة.
ما أريد قوله أن أسباب النزول لا تعني أن حدوث الحدث هو السبب في نزول كلام الله تعالى وهذا يعني أن كلام الله مستحدث وهذا محال. لكن الله تعالى بحكمته ينزل الآيات بما يناسبها من أحداث ليكون للسياق أكبر الأثر في إظهار المقصود الحقيقي منها. وهي موجودة منذ أراد الله تعالى خلق الخلائق فقوانيه سابقة لهم.
أرجو أن أكون قد وضحت المعنى، وأعتذر إن كان كلامي غير واضح .
وأما الفرق بين كلمة (شكل) و(صور) فكبير جداً. فكلمة شكل تدل على الهيئة الظاهرة فقط ، وقد يكون المضمون خيالاً غير حقيقي كمن يرى خيالا بهيئة إنسان سواء في الأحلام أو السينما وغير ذلك . ..
وأما الصور فتعني حقيقة الجسد ، قال تعالى : "ونفخ في الصور..." وذكروا في معناها هنا الصور هو أداة كالبوق ينفخ بها الملك.. وقيل الصور هنا بمعنى الأجساد..فتنبعث فيها الأرواح لتحيا من جديد بعد النفخة الأولى التي صعقتهم...
والقصد أن الملَك الذي أتاها كان بهيئة إنسان (شكلاً وصورة) ومتكثفاً جسديا كحقيقته ، بحيث لو لمسته ستحس بطبيعتة المادية البشرية، كإحساس لمس إنسان حقيقي وليس خيالاً له..ومنه قوله تعالى: فتمثل لها بشراً سوياً ... ولذلك قالت: إني أعوذ بالرحمن منك...وخاطبها بلغتها، فكيف يكون شكلاً فقط ويخاطبها؟!!!
أرجو أن يكون الفرق بين معنى (الشكل) و(الصور) أصبح واضحاً..
مع أطيب تحياتي
وجزاك الله خيراً لفتح الموضوع فهو هام وجميل جداً.

القصيدة كاملة على الرابط مع حوار مشابه
http://www.rabitat-alwaha.net/moltaq...ad.php?t=69674

والرابط :
http://www.omferas.com/vb/showthread...736#post197736

[سليلة الغرباء]

كتبها الله في ميزان حسناتك دكتور ضياء

[الدكتور ضياء الدين الجماس]

كتبها الله في ميزان حسناتك دكتور ضياء

جزيل الشكر والامتنان لمرورك الطيب شاعرتنا سليلة مسلم
جزاك الله خيراً


قصيدة عن قصة سيدنا عيسى كاملة على الرابط

http://www.rabitat-alwaha.net/moltaq...ad.php?t=69674

والرابط :

http://www.omferas.com/vb/showthread...736#post197736