الحسكة"... تحتضن طيور يفتقدها العالم لو كنت مسؤولاً - لو كنت الحسكة"... تحتضن طيور يفتقدها العالم
تمتد محافظة "الحسكة" على رقعة شاسعة من الأراضي، تضم فيها الجبال والسهول والوديان والمسطحات المائية، وكل هذا التنوع الجغرافي أدى إلى تنوع الحياة البرية فيها. فقبل بضعة عقود كانت الجزيرة تضم أنواعاً لا تحصى من الحيوانات البرية، إلا أن الجفاف والصيد الجائر جعل هذه الأنواع تقترب من حافة الانقراض.
موقعنا التقى المهندس مدير فرع هيئة تنمية البادية حيث قال: «في عام 2007م تم مشاهدة عدد من طيور القطقاط الاجتماعي في محمية "خربكة"، حيث كانت هذه الطيور تسلك طريق الهجرة إلى الأماكن الدافئة، وقد قمنا بدورنا بإبلاغ الهيئة العامة لتنمية البادية في تدمر، وبدورها قامت بمراسلة الجمعية السورية لحماية الحياة البرية بخصوص مشاهدة هذه الطيور.
وقد قام وفد من الخبراء الإنكليز بزيارة محمية "خربكة" بتاريخ 23/2/2010م، لاستطلاع الأوضاع ومعرفة إمكانية عودة هذه الطيور مرة أخرى، حيث تم رصد ستة طيور من نوع "الحبار الكبرى" KYIT HOPARA، كما تم مشاهدة سرب من طيور القطقاط الاجتماعي إضافةً إلى سرب كبير من طيور "الكرك" وطيور البط أبو مروحة».
يضيف م. "علي": «عاد هذا الوفد إلى المحمية بتاريخ 5/3/2010م حيث شاهدوا نفس هذه الأسراب وهي في طريق الهجرة حيث حطت أيضاً في المحمية، كما قام الخبراء بالتجول في المنطقة وسؤال المجتمع المحلي عن هذه الطيور».
وعن الظروف التي تحظى طير القطقاط الاجتماعيبها المحمية لتكون محطة استراحة مناسبة لهذه الطيور يضيف مدير فرع هيئة تنمية البادية: «تبعد هذه المحمية 100كم عن "الحسكة" على طريق "الحسكة"- "حلب"، وتبلغ مساحتها 14.400 هكتار وترتفع هذه المحمية 482 متراً عن سطح البحر، وهي مزروعة بالشجيرات الرعوية بالإضافة إلى الشجيرات الطبيعية، كما تضم هذه المحمية ثلاثة ينابيع من المياه الجارية، كل هذه الأمور تجعلها خياراً جيداً بالنسبة لهذه الطيور لتأخذ فيها قسطاً من الراحة وتتغذى بما هو موجود في هذه المحمية».
وعن أنواع الطيور التي تستضيفها بادية الحسكة يقول: «هناك أنواع عديدة من الطيور حافظت على تجمعاتها وتلاءمت مع متغيرات الحياة، فبقيت تحسب على البادية ونذكر منها طيور الدراج وطيور القطا وطيور السمان وطيور الحجالي وطيور الدوري وطيور الفري وطيور الحجل وطيور البوم وطيور الغراب وطيور العقاب وطيور الحدية وطيور الباشق وطيور الزرزور وطيور الغوسية وطيور إسبر وهي من الطيور المهاجرة إلا أنها تشاهد هنا باستمرار».
وعن الجهود التي يبذلها فرع هيئة تنمية البادية بالمحافظة يقول مدير نوع من انواع القطقاطالفرع: «الأمر الأول والأكثر أهمية هو أننا منعنا الصيد وبكل أشكاله داخل المحميات، كما قمنا برصد كافة أنواع الطيور المقيمة في مناطقنا بالإضافة إلى رصد الطيور المهاجرة وتسجيل مواعيد رحلة الذهاب والإياب لكل هذه الطيور، كما قمنا بوضع خطط مستقبلية لإنشاء محمية داخل هذه المحمية لتتبنى توفير حياة برية آمنه لهذه الطيور كما تعدى تفكيرنا على إدخال الغزلان أيضاً حتى تصبح المحميات أقرب إلى المناطق التي تفضلها الطيور».
السيد "حاجم السياد" 1957م من أهالي "رأس العين" يقطن في منطقة قريبة من محمية "خربكة" يقول: «في الماضي كنت أمتهن الصيد حيث كنا نصطاد الطيور بشكل كبير، إلا أنني أقلعت عن هذه المهنة منذ عام 1992م والآن أنا من أشد معارضي الصيد، بل أطالب بملاحقة كل من يحاول صيد أي نوع من أنواع الطيور».
ويضيف "السياد": «لقد أدركنا مؤخراً حجم الضرر الذي ألحقناه بهذه الأنواع من الطيور، منذ زمن كانت أسراب القطا تحجب ضوء الشمس من كثرة أعدادها، أما اليوم فنحن لا صغير القطقاط الاجتماعينكاد نراها، فالصياد كان يقتل بطلقة واحدة العشرات».
ويختم "السياد": «في عام 1990م رأينا طيور الصقر وقد وضعت بيوضها في منطقة "جبل عبد العزيز" وأذكر أن أهل المنطقة قد أمسكوا ثمانية عشر فرخاً لهذا الطائر، مع العلم أن هذه الطيور لا تضع بيوضها في مناطقنا، ولكن من الممكن أن منع الصيد في هذه المنطقة وفر البيئة المناسبة لتكاثر هذه الطيور».
http://www.rasein4dev.sy