القطط الصغيرة

[زياد الحكيم]

اعرف امرأة مسنة تعيش بصحبتها قطة جميلة. هذه المرأة متدينة الى حد كبير. وتعيش حياة بسيطة. روت لي في ما كنت في زيارة لها انها شعرت ان القطة تعيش حياة موحشة بلا رفيق. وتمضي الايام دون ان يشاركها في حياتها قط ... اي ان حياة القطة بلا حب ولا جنس ولا اولاد. وقالت: فكرت في الامر مليا. وتوصلت الى ان من واجبي ان اساعدها في ان تعيش حياتها بشكل اقرب الى المعقول: ان يكون لها اولاد وحياة جنسية كغيرها من القطط.ومضت تقول: اعرف ان احدى جاراتي تمتلك قطا جميلا تبدو عليه علامات الرجولة والاقدام. ولمست فيه ميولا قوية الى الجنس اللطيف من بني جلدته. فاقترحت على جارتي ان تعيرني اياه. وفعلا وافقت على ان يقيم معي في البيت حوالي اسبوع.احتفلت به احتفالا رائعا. وقدمت له الطعام اللذيذ وحاولت التقريب بينه وبين قطتي وفي رأسي موال: فازدادت الالفة بينهما. وتقرب منها وتقربت منه. وفي صباح احد الايام وجدته فوقها في حالة من الحب والود والوئام. ففرحت كثيرا بهذا المشهد وعرفت ان خطتي سائرة على الطريق المرسوم.
وحملت القطة. ودللتها واعتنيت بها وعرضتها على طبيب بيطري فقال انها في حالة حمل سليم. وولدت خمس قطط صغيرة. وحرصت على ان يكون القط في ضيافتي مرة اخرى ليفرح هو الاخر بنسله الجديد. وفرحت فرحا لا يوصف. شعرت اني قمت بما هو ممكن لجعل هذه القطة الجميلة التي تعيش في بيتي سعيدة لادائها الدور الذي كلفتها به الطبيعة.
وكبرت القطط الصغيرة وملأت علي حياتي: رفضت بقوة ان اوزعها على من اعرفه من الناس. وقد ألحوا علي ان اعطيهم بعضا منها. ولكني كنت على يقين اني لا يحق لي ان ابعد القطط الصغيرة عن امها. واحرص حتى الان ان استضيف القط الجميل بين فترة واخرى ليكون بالقرب من عروسه وام اولاده.

[ريم اليافي]

قصة طريفة جدا
سبحان من خلق في هذه المخلوقات المشاعر المختلفة
التي لا نجدها أحيانا عند البشر ...
مع خالص الشكر والتحية