منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 2 من 2

العرض المتطور

  1. #1

    كتاب "تأملات" لـ مالك بن نبى


    تحميل مجانا وقراءة اون لاين كتاب "تأملات" لـ مالك بن نبى
    من هنا http://bit.ly/Z8INr0
    >>>
    فى كتاب تأملات يناقش مالك بن نبى مشكلات الحضارة ويخص بالذكر الحضارة العربية وقد أشتهر مالك بنى بلقب فيلسوف الحضارة لأهتمامه بأسس الحضارة و المشكلات التى تواجهها لكن أسلوب مالك بن نبي في التفكير والتحليل رائع حيث تشعر بأنه يشرح العملية الحضارية كأفضل الجراحين ويصف لها الدوار كأفضل الاطباء





    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  2. #2
    محاضر في جامعة الشلف الجزائر
    تاريخ التسجيل
    Sep 2010
    المشاركات
    419
    رسالة الحضارة:


    ترتبط رسالة الحضارة بالإنسان وبحياته عامة في مستوى الفرد وفي مستوى المجتمع، كما تتصل بتاريخه وبثقافته، لأنّ الحضارة تمثل دورة تاريخية يصنعها الفرد ويعيشها داخل المجتمع، وتمثل الثقافة مظهر هذه الدورة ومحيطا يعكسها، كل هذه المعطيات تعيش معا بل تتآلف ضمن إطار تضبطه وتنظمه جملة من السنن تجمع بين المبادئ والسبل والغايات، فتحقق وظيفة الحضارة ورسالتها.


    إنّ ما يدفع بني البشر على التعاون والاجتماع فيما بينهم هو عجز الفرد الواحد عن أداء جميع الوظائف والحصول على كافة الحاجات، فحاجة الناس إلى بعضهم البعض ضرورة تفرضها طبيعتهم ورغبتهم التي فطروا عليها في العيش معا، وبالاجتماع يتم التفاهم والتعاون وفق قيّم وعلاقات اجتماعية وفردية تشكل المجتمع وتبني الحضارة.


    هذه الحضارة ترتبط بالمجتمع وتعكس تطوره وإنسانيته، وأي اجتماع بشري خالي من الحضارة حتى ولو شهد شيئا من التطور في حياته فهو اجتماع ذو طابع بدائي، يسوده قانون الغاب، وهو أمر لا يتناسب مع ضمان إنسانية الإنسان، فالحضارة تلازم المجتمع وتضمن تلك الإنسانية في أبعد صورها وأشكالها، فالحد الفاصل عند "مالك بن نبي" بين الإنسان المتحضر والإنسان اللاّمتحضر أي البدائي الهمجي هو هذه الحضارة، أي أن الحضارة تفصل بين الحياة البدائية الهمجية المتوحشة الخالية من الأمن والاستقرار والحياة الإنسانية المدنية التي يسودها الأمن والتطور والازدهار في مختلف المجالات.


    إنّ المجتمع المتحضر يضمن لأفراده بقائهم ويوفر لهم جو الحرية ويحميهم من مخلّفات الانحدار في مختلف ميادين الحياة الفكرية والاقتصادية، فالحضارة هي "مجموع الشروط الأخلاقية والمادية التي تتيح لمجتمع معين أن يقدم لكل فرد من أفراده في كل طور من أطوار وجوده منذ الطفولة إلى الشيخوخة المساعدة الضرورية له في هذا الطور أو ذلك من أطوار نموه".[31]


    من دون الحضارة لا يصير الإنسان محصنا في حياته ومصيره، غير آمن، وحاجاته لا تتحقق، ويصبح مهدد في شخصيته الفردية والوطنية والدينية، "فالإنسان الذي لا يكون مجتمعه مجتمع حضارة فهو معرّض للحرمان من الضمان الاجتماعي، فأنا حينما أحاول تحديد مجتمع أفضل فكأنني أحاول تحديد أسلوب حضارة، إذ أنني حينما أحقق الحضارة، أحقق جميع شروط الحياة، والأسباب التي تأتي بمتوسط الدخل المرتفع، بمعنى أنني أحقق الخريطة الاقتصادية ونتائجها الاجتماعية والثقافية أيضا".[32]


    إنّ حركة المجتمع الشاملة في مجال الفكرة الأخلاق والاقتصاد التي تضمن لنفسها انسجاما كافيا بين الحياة الروحية والحياة المادية في مستوى حياة الفرد وفي مستوى حياة المجتمع هي التي تنتج الحضارة، والمجتمع هو تجمع بدائي ما لم تكن له حضارة يتحرك بها باستمرار نحو الأفضل.


    "تكتسب الجماعة الإنسانية صفة "المجتمع" عندما تشرع في الحركة، أي عندما تبدأ في تغيير نفسها من أجل الوصول إلى غايتها، وهذا يتفق من الوجهة التاريخية مع لحظة انبثاق حضارة معينة".[33]
    وهذا يعني أنّ الجماعة البشرية غير المتحركة لا تغيّر نفسها لأن ليس لها غاية، وبالتالي فهي جماعات بدائية تعيش في مرحلة ما قبل الحضارة.

    يصور لنا "مالك بن نبي" الدور الذي تلعبه الحضارة في صلتها بالمجتمع والتاريخ، هذا الدور لا يمكن أن تقوم به جهة أخرى غير الحضارة باعتبارها المحيط الذي يوفر الشروط الضرورية لبناء الفرد وبناء المجتمع وبناء التطور والازدهار في كافة مجالات الحياة، كما يبين لنا كيف تؤدي الحضارة رسالتها العظمى المتمثلة في الانتقال من المجال الطبيعي البيولوجي الغريزي إلى المجال الإنساني المليء بالقيّم والنظم والتطور، "لأنّ الطبيعة توجد النوع، ولكن التاريخ يصنع المجتمع وهدف الطبيعة هو مجرد المحافظة على البقاء، بينما غاية التاريخ أن يسير بركب التقدم نحو شكل من أشكال الحياة الراقية هو ما نطلق عليه اسم الحضارة".[34]


    إنّ الحضارة تنشأ في التاريخ، ينشئها المجتمع في حقبة تاريخية معينة، والطبيعة هي تعطيه الطاقة، هذه الطاقة وحدها غير قادرة على تشكيل الحضارة ما لم يتدخل الإنسان ويوجهها صوب غايات واضحة ومحددة، فالحضارة هي ازدهار وتطور في كافة الميادين وباستمرار ونحو الأحسن، لكن ذلك مشروط بانسجام النظام الفكري الذي يوجه هذه الحضارة مع الإمكانيات المتوفرة والتي يمكن توفيرها، وبالانسجام بين هذين المعطيين وأبناء المجتمع الساعي إلى التحضر والراغب فيه.


    إنّ المجتمع العامر بالحضارة هو متميز عن غيره بما يحمله من خصائص حضارته التي يشترك فيها جميع أفراده، وبتالي نمط حضارته واحد هو الذي يدفع أفراده إلى التعاون لبلوغ الأهداف والغايات المسيطرة، ولا يحصل نهوض حضاري في جزء من فئات المجتمع دون الأخرى، إنّ "الخليفة المسلم والراعي المسلم يتصفان بسلوك واحد لأن جذور شخصيتهما تغوص في أرض واحدة، هي المآل الروحي للثقافة الإسلامية، والطبيب الإنجليزي والطبيب المسلم يختلف سلوكهم لأن جذورهما لا تغوص في نفس الأرض على الرغم من أن تكوينها المهني يتم في إطار منهج واحد فلكل ثقافة وجودها الخاص، بحيث تزداد قدرتها على التمييز كلما تغير المستوى الاجتماعي لجانبي المقارنة".[35]


    لقد قامت الحضارة الإسلامية بدخول »الروح القرآنية« فألّفت بين عناصر التحضر، وانتقل على إثرها الإنسان العربي من حياة البادية القائمة على الترحال والبساطة إلى حياة عرفت دولة إسلامية قوية جدا بعدتها وعددها عسكريا واقتصاديا وفكريا، قائدها "محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم"، وبهذا المثال تتجلّى الرسالة الروحية للحضارة، فالحضارة تقوم حينما يدخل الإنسان التاريخ بفكرة دينية تحدد المبدأ والمسار والمصير، وهي رسالة أرادها "مالك بن نبي" أن تكون لدى الإنسان المسلم كما يلي: "إذا أراد المسلم أن يسد هذا الفراغ في النفوس المتعطشة، النفوس المنتظرة لمبررات جديدة فيجب أولا أن يرفع مستواه إلى مستوى الحضارة أو أعلى منها كي يرفع الحضارة بذلك إلى قداسة الوجود، ولا قداسة لهذا الوجود إلا بوجود الله، والمسلم إذا أتى بهذا لا بلسانه ولا بشطحاته الصوفية وإنّما كإنسان معاصر للناس شاهد عليهم بالتقى والورع بنزاهة الشاهد الصادق الخبير الواعي لقيمة شهادته إذا أتى المسلم هكذا في صورة الإنسان المتحضر الذي اكتملت حضارته بالبعد الذي يضيفه الإسلام إلى الحضارة "وهو بعد السماء"عندئذ ترتفع الحضارة كلها إلى القداسة".[36]


    تتضح مما سبق رسالة الحضارة في أبعادها المختلفة، فهي بالنسبة للإنسان ترفعه فوق المخلوقات الأخرى وتضمن له إنسانيته وتميزه عن التوحش والهمجية، وهي بالنسبة للفرد توفر له كل ما يحتاج إليه في كل طور من أطوار حياته، أما بالنسبة للمجتمع فهي تخرجه من دائرة التجمعات الإنسانية وتدخله في التاريخ لتبنيه وتصنع تطوره فيحمل خصائصها ويتميز عن غيره، بها يتحقق التوازن بين الجانب المادي والجانب الروحي في حياة الإنسان، ويحصل التوازن والانسجام بين الجانب الدنيوي والجانب الأخروي في إطار مسار يربط بين المبدأ والوسيلة والغاية "المبدأ والمصير" في تكامل تام.




    [31] - مالك بن نبي: آفاق جزائرية، ص 46-47.




    [32] - مالك بن نبي: تأملات، ص161-162.



    [33] - مالك بن نبي: ميلاد مجتمع، ص16.



    [34] - المرجع السابق: ص 16.



    [35] - مالك بن نبي: مشكلة الثقافة، ص51.


    [36] - مالك بن نبي: دور المسلم في الثلث الأخير من القرن 20، ص39-40.
    http://boudji.extra-blog.net/

المواضيع المتشابهه

  1. كتاب "عائلة أصفر ونجار" للمؤلف "الياس سعيد نجار". والنهضة الزراعية في القرن 19
    بواسطة جريح فلسطين في المنتدى فرسان العلوم العامة.
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 04-03-2015, 09:14 AM
  2. التجديد الحضاري بين "محمد إقبال" و"مالك بن نبي"
    بواسطة بوبكر جيلالي في المنتدى فرسان الأبحاث الفكرية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 03-02-2015, 06:41 AM
  3. التجديد الحضاري بين "محمد إقبال" و"مالك بن نبي"
    بواسطة بوبكر جيلالي في المنتدى فرسان الأبحاث والدراسات النقدية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-07-2015, 03:04 AM
  4. التجديد الحضاري بين "محمد إقبال" و"مالك بن نبي"
    بواسطة بوبكر جيلالي في المنتدى فرسان الأبحاث والدراسات النقدية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 12-04-2014, 07:46 AM
  5. كتاب "تأملات" لـ مالك بن نبى
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-12-2013, 01:50 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •