كنت هنا يوما ما....
فتحت لها الباب.. تعجبت كيف عرفت عنوان منزلها!
.كانت تحدث نفسها كثيرا ! هل هي فعلا...؟؟؟
-من أنت؟
-أنا عنان..
تلك الآتية من بعيد بعيد...من زمن مضى وانقضى...من آخر زوايا الوطن الجريح المعتم الذي نبذه الواقع من فقره من أهل لا يملكون أكتافا من أجل العطاء...
كان بيعا باهظ الثمن ...
أرسلوا هناك حيث أمروا قسرا على أن يتدبروا أمرهم المعيشي ولزاما عليهم أن يحافظوا على قواعدهم الأولى كيف ذلك وهم لا يملكون مالا؟ حتى الغالي يحتاج مالا للحماية!!!
تذكرتها ولم تكن لتتذكر غيرها جرحا عميقا في ذاكرتها, كم حاولت هي وصديقاتها , مراجعة أبسط ما تعلموه من قواعد الأخلاق البسيطة, من بقايا نصائح بقيت عالقة في دهاليز النسيان, و مازالت تحتاج إلى الدعم بشكل ما..
-لا تكلمي أحدا إلا بجدية
-لا تتنازلي عن مبادئك من اجل حفنة نقود...
لا ثم لا ثم لا...
كانوا قد لملوا ما يعرفون ليشتد عودهم الطري ...جدفوا وجدفوا كثيرا حتى ينالوا شهادات تؤهلهم للعيش بأمان...
وأي أمان ...أمان مع عنوسة حارقة!!
-لقد حشدنا كل قوانا كي نبعد عنك شبح الوحدة..اليتم النفسي...الفقد الروحي..من كان مع الله فمن غيره معه؟.
-لم استطع كنت أرى كل مظاهر الترف في تلك الجامعة الكبيرة وأتحسر على نفسي وأنا استعير ملابسكم البالية!
كانت تنتابني مشاعر القرف والألم....إحساس بالضآلة والفقد القاهر..الوحدة رغم وجودكم,
الحزن والانزواء..لماذا أنا هكذا وأنا أفوقهم جهدا وتفوقا وجمالا؟؟؟؟
-لم تكن حجتك كافية لتبيعي...
-لم أبع
-أنت بعت
-مازلت بخير
-وما هذه الألوان الفاضحة؟ ورائحة الزيف والضوضاء والفوضى الشكلية؟ لا أصدق ما أرى أبدا...
-هل لي أن أعود إليكم؟الوحدة تأكلني...
- " نظرت إلى أولادها .. ثم نظرت إليها"لا أدري حقيقة ماذا أقول الإنسان موقف كلمة شرف طريق يجب أن نمضيه بسلام وإلا فكيف سنرجع العمر والوقت وال...
- " بلهجة توسل"الله غفور رحيم....
يدخل زوجها ..
-ما الذي أتى بك هنا؟
-صالح؟
-لا أريد أن أتذكرك أبدا
-وهل أنت سلمت من الحب؟
-أنا لم اعبث بمشاعر احد...أنا قلت وأكملت الطريق بسلام..
اخرجي من هنا وإلا
لملت نفسها نظرت إلى كل ما حولها...
مضت بصمت...
أم فراس 4-8-2009