السلام عليكم
من عجائب عصرنا أننا نعاشر الناس على علاتهم ونتحمل مساوءهم وما ينجم عن خلافات معهم من حوار نتأمل منه الإيجابية وقبول الآخر لنرى انهم يطرحون انفسهم فقط!
وتبتلع همومهم ربما إن ملكنا خصائص الاحتواء,وعلى كره منهم لنجدهم يتمحورون حول انفسهم من جديد!ويرشفون منا رحيقنا بلا شكر ولا رد!...
ورغم هذا يتبين لك انهم يحسدون على البسمة ,و ولايحملون أنفسهم عبء رد الجميل ولواحتجت لهم يوما ما هل ستجدهم كما تحب وترضى؟!!!
البر بحساب والعلاقات بحساب وكأن الامور المصلحية انكشفت بين السطور والحروف.
تمر الساعات غريبة تائهة ..يبقى السؤال على شفتيك لماذا؟وهل كنت ساذجا في عطائي؟ ام هو نيل رضى الله وكفى؟
هذه أسئلة ممن يرضون بحياتهم ولاينظرون لأبعد من هذا!!!فهل ميزة الرضى بدأت بالتبخر؟
الغريب أننا تفاجأ كل حين وكل يوم بانكشاف الغطاء عن هؤلاء ولا غنى عن معاشرة الناس!
و وجوه كنت تحسبها كما رايتها أول مرة فتجدها لاتمت بصلة لكل ماعرفته عنها سابقا !!
أليس هذا غريبا؟ كيف بهرنا أو كيف اقتربنا من حيث كان البعد ؟
هل كان لنا قصب السبق في تمييع هذه العلاقة ودفعها لمناحي غير محببة؟هل هي فجاجة الفكر والتجارب؟
خاصة في عدم الزام الطرف الثاني بمبادلتنا بنفس الرد والشعور؟
هل هي البيئة الاساسية التي بقيت تسقيهم من جديد حتى بهت دورنا؟
أم هو حسن النوايا الذي حملناه دون حذر؟
لقد بات الزمان مختلفا فعلا...
****
أسوق مثالا قد يكون موضع توضيح:
سأل عمر بن الخطاب: من منكم يعرف فلان؟ فاجابه احدهم وقال: انا قال له عمر بن الخطاب:هل عاشرته في سفر؟ قال له:لا قال له: هل عاشرته في تجارة؟ قال له: لا قال له:اذن انت جار له. قال له:لا قال له:اذن رايته في المسجد يقوم ويرفع راسه .قال له:نعم قال له:اذن انت لاتعرفه
من الغريب ان تصبح شخصياتنا مركبة وغير سليمة ولانملك من المصداقية الحقيقية إلا ما تملي عليه مصالحنا...
هل فعلا لم تعد هناك نفوس بسيطة مباشرة عفوية وبريئة كما نبحث؟
حاولت البحث عن الشخصيات المعاصرة المعقدة(Complex human personalities) عن طريق المراجع الغربية وللاسف عدت خالية الوفاض!
أظن ان هذا يدفعنا للبحث بجدية عما طرأ للشخصية الإنسانية تاريخيا من تعقيد وتغيير جوهري في التعامل والعلاقات وطريقة التفكير حتى التي تتطور باستمرار,او يمكننا ان ننتظر ممن لديه ما يفيد في هذا المجال.
لكم تحيتي ودمتم سالمين
الخميس 27-5-2010