منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 3 من 3

العرض المتطور

  1. #1

    الحفرة..................محمد محضار

    الحفرة نص لمحمد محضار

    :شاع الخبرفي المدينة , وانتشربسرعة غريبة , الجميع يتحدث عن السهرة المنتظرة للفنان الكبير شرشور بو كرن الذي حطم ارقاما قياسية في شبابيك التذاكير, وخصص له الناقد المجيد حمان بو قرعة دراسة نقدية إ عتبرها الراسخون في الفنون الشعبية فتحا مبينا في النقد الفني, لأنها تكشف سر تطويع الفنان بوكرن للكمنجة وجعلها في خدمة هز الوسط وتحريك الأ رداف في كل الإ تجاهات دون موانع ولا توابع..

    وقبل يوم من السهرة الهامة..طافت سيارات الجماعة بمكبرات صوت قوية..تعلن الخبر السعيد لسكان مدينة العمارية التليدةو تدعوهم الى الحضور بكثافة لملعب سباق البغال والحمير , الذي تم تدشينه في مدخل المدينة منذ شهر , للاستمتاع بصوت الفنان الأصيل بوكرن, وأنغام كمنجته الشجية .

    قالت الحاجة فنيدة لجارتها أم هاني :

    - أحياني الله حتى ادركت كمنجةسيدي بوكرن ..و استمتعت بأنغامها الشجية
    زوت أم هاني مابين حاجبيها ورفعت يدها مؤكدة, :
    - سهرة الفنان سيدي شرشور بوكرن لن تمر دون ان نحضرها
    قاطعتها الحاجة فنيدة مبتسمة:
    -لقد وعدني حفيدي بأن يرافقني الى الحفل ..ستأتين معنا أليس كذلك؟؟؟

    - لامانع عندي ألعزيزة...
    وعند ناصية درب الرحمة تجمع نفر من الشباب, يعدون العدة لحضور السهرة المعلومة , بعد أن تقاسموا المهام , فقال حميد الجعيبة :
    - لقد أعددت كل وسائل التشجيع من لافتات وأعلام ..
    وقال فوزي القوبعة:
    -أما أنا فقد قمت بشراء كمية مهمة من ماء الحياة والنبيذ الأحمر ..حتى يكون النشاط بزيادة وننال نصيبنا من الأنس والمتعة
    أما سمير زعيم الحي فهتف بالجميع
    - سمعوا أدراري بغيتكم تحمروا لي وجهي راه غادية تحضر معانا أمي لالا الحاجة فنيدة وجارتها لالا ام هاني..شكون يرد ليهم البال...؟؟
    اندفع حميد المزكوري بحماس وهو يقول :
    -أنا سأتكلف بهما كون هاني ألزعيم..
    في اليوم الموعود هبت المدينة عن بكرة أبيها الى مكان الحفل والكل يتحدث بإعجاب عن الفنان بوكرن وأغنيته الجديدة التي زعزعت الوسط الفني وغيرت معطيات كثيرة في أصول وقواعد الاغنية الشعبية ..وكان الجميع متلهفا للاستماع اليها , إضافة الى روائع أخرى من ريبرتواره..
    ضاق المكان بالمحبين وعشاق الفن الاصيل...وكان الجميع يهتف بحياة الفنان بوكرن, ويشدو بأغانيه.
    تقدمت مذيعة شابة الى المنصة وهي ترتدي لباسا كشف عن مفاتنها, وهتفت بصوت أنثوي غنوج عبر مكبر الصوت"مرحبا بالجمهور الكريم ..في سهرة الفنان العبقري مولاي شرشور بو كرن,الذي سيمتعنا بباقة عطرة من أغانيه الجميلة.."ولم تكد تكمل جملتها الأخيرة حتى إ نطلقت الهتافات وصفير المعجبين والمعجبات..
    صرخ سمير زعيم الحي: " عاش بوكرن ...عاش فنان الشعب" . وقالت الحاجة فنيدة لأم هاني: " نهار كبير هذا أختي أم هاني .." ..ظهر الفنان بو كرن على المنصة ببدلة صفراء فاقعة اللون وقميص بني بربطة عنق حمراء , ورفع كمنجته الى الأعلى وصرخ بصوت جهوري قوي:" في خاطر الأحباب أحنا هنا حتى الفجر"
    وتعالى الصراخ والصفير من جديدعندما وضع بوكرن الكمنجة على ركبته وبدا بالعزف ثم الغناء , كانت موجة من العدوى الوجدانية قد سيطرت على الجميع..وإ ختلط الحابل بالنابل..فهناك الراقصون, وهناك الضاحكون الباكون, وهناك المتحرشون والمحتكون..فمع موسيقى بوكرن يصبح كل شيء مباحا.. لأن كؤوس النبيذ وماء الحياوة فعلت فعلها في الشباب والشابات , وحبوب الهلوسة فتحت باب النشاط على مصرعيه للجميع..فإذا القوم صرعى ..وبو كرن سيد عليهم قولا وفعلا..
    ومع توالي الأغاني .عمت هستريا غريبة بين الجمهور , وانتابته نشوة أصبح احتوائها من سابع المستحيلات..
    وكان رجال الأمن والوقاية المدنية, غارقين في حيص بيص يتبادلون الإشارات عبر أجهزة الطولكي ولكي, وهم يحسبون ألف حساب لهذا الطوفان البشري..قال مسؤول كبير من سلطة مدينة العُمارية لزميله :" الله يخَرّج الطَّرح بخير ..بوكرن يربح الفلوس واِحنا نربحوا صداع الراس وتمَارة " أيده زميله وهو يقاطعه بنبرة غاضبة: " هيا هيا ننظم عملية الخروج فبو كرن يستعد لإنهاء الحفل.."
    ...........................................
    انتهى الحفل ولم ينته الهرج والمرج., بل عمت الفوضى , وتزايد الهيجان ..انسحب بوكرن وفرقته على وجه السرعة الى مستودع الملابس , بينما تدافعت الجموع بالمناكب وكثر اللغط والوطأ , وقصد الكل منافذ الخروج , بحثا عن الإفلات من شدة الزحام ..فهناك من وصل وهناك من ظل يراوح مكانه ..وفجأة دوى صوت عويل عند المنفذ الرئيسي للملعب, وقال: مدير الأمن مخبرا رؤسائه عبر جهاز الإرسال" سقط الكثير من الناس عند الخروج في حفرة مقابلة لباب الملعب الرئيسي ..يبدوأن هناك قتلى وجرحى "
    ........................
    في اليوم الموالي صدر بلاغ مقتضب يقول.." توفي أربعون متفرجا في حادث تدافع خلال حضورهم حفلا موسيقيا..رحم الله المتوفين وعجل بشفاء الجرحى.."
    أما موضوع الحفرة التي كانت سببا في المأساة فلم يرد له ذكر, بل أكثر من هذا قام عمال البلدية بردم الحفرة وتبليطها بعد الحادث بلحظات...

    محمد محضار

  2. #2

    رد: الحفرة..................محمد محضار

    هذا النص يخلد ذكرى ضحايا مهرجان موازين الذي أقيم بمدينة الرباط سنة 2009، والذين سقطوا بسبب التدافع ، وغياب التنظيم

  3. #3

    رد: الحفرة..................محمد محضار

    نعم هذا مايحصل غالبا
    دمت بخير وإبداع
    ( يمكنك جعل النهاية أكثر مفاجاة من هذه النهاية كسبك لغوي)
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

المواضيع المتشابهه

  1. الملك لله.....................محمد محضار
    بواسطة محمد محضار في المنتدى فرسان القصة القصيرة
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 11-07-2011, 09:47 AM
  2. الحفرة / 2
    بواسطة خليل حلاوجي في المنتدى فرسان القصة القصيرة
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 10-14-2011, 01:57 AM
  3. فجر بلا شفق............محمد محضار
    بواسطة محمد محضار في المنتدى فرسان النثر
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 10-02-2011, 03:22 PM
  4. مالكة..............محمد محضار
    بواسطة محمد محضار في المنتدى فرسان القصة القصيرة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 08-21-2011, 07:12 PM
  5. ليل حزين...............محمد محضار
    بواسطة محمد محضار في المنتدى فرسان القصة القصيرة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 06-15-2011, 06:25 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •