لُمَعُ السَّرابِ
أأميرتـي كُفِّـي عَذابـي =و خُذي البقيَّةَ من صَوابي
ما مثلُ من يسنـى بنـو = رِكِ أنْ يُحـدَّثَ بالكِـذابِ
أشتـاقُ كالنَّهـرِ الأتـيِّ = دعا الحِسانَ إلى الإيـابِ
و أحنُّ كالغُصْنِ الرَّشيـقِ = إلـى الأغاريـدِ العِـذابِ
و أضوعُ كالعطرِ الزَّكـيِّ =بنشوةِ البـوحِ المُـذابِ
و أرقُّ كالنَّسمـاتِ عـا =نقتِ الهواصرَ في الروابي
فـأذوبُ حتـى أنتَهـي = فكأنَّنـي لُمَـعُ السَّـرابِ
و أسيرُ في ظلِّ الحنيـنِ =مُودِّعاً شمـسَ الغيـابِ
أأشِطُّ عـن دارِ المنـى ؟ =فليَ الدنيَّةُ مـن رغابـي
و الليـلُ ينكـأُ لوعتـي =كالغرِّ يأمَنُ مـن عقـابِ
فأضيـئُ بارقـةَ البيـانِ =مُمزِّقـاً قطـعَ العَـذابِ
و أرى النُّجومَ كأحرفـي =يَسطَعْنَ كالعقـدِ اللبـابِ
لا لنْ أملَّـكِ يـا سُـرى =قمرُ السماءِ هُدى رِكابي
إن تُهدَ يا نحلُ الأزا =هـرَ فالرَّحيقُ إلـى رُضـابِ
لا لـن تجـفَّ قلوبُـنـا =ستظلُّ هاطلـةَ السَّحـابِ
و الفجرُ يبسمُ في المدى =غضَّ النَّدى غضَّ الإهابِ
شعر
زياد بنجر