منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 2 من 2

العرض المتطور

  1. #1

    الاديب/غريب عسقلاني

    غريب عسقلاني


    • قاص وروائي وناقد فلسطيني من مواليد المجدل/ عسقلان، عام 1947
    • حاصل على بكالوريوس الاقتصاد الزراعي من جامعة الإسكندرية، عام 1969
    • شغل منصب مدير الإبداع الأدبي في وزارة الثقافة الفلسطينية، حتى عام 2007
    • نال جائزة القصة القصيرة من جامعة بيت لحم عام 1977
    وجائزة القصة القصيرة من اتحاد كتاب فلسطين، عام 1991
    • صدر له 10 روايات، و 6 مجموعات قصصية.
    • نشرت أعماله في الدوريات والصحف والمجلات الفلسطينية والعربية.
    • ترجمت بعض أعماله إلى الإنجليزية والفرنسية والروسية والألمانية.

    - البريد الإلكتروني: asklani47@hotmail.com

    مقاطع من رواية:
    أولاد مزيونة

    اجتاح الوباء البلاد، وحصد الآدميين صغيرًا وكبيرًا، وعزيزًا وحقيرًا، وصار البكاء على الراحلين فسحة أيام أو ساعات من الذهول، لا يدري الخلق مَنْ الحامل ومَنْ المحمول، فالوداع يتجدد قبل أن تجف الدموع في الأحداق.
    قيل إن الوباء وصل المجدل صيفًا مع تجار هبطوا من الخليل.. وقيل إنه جاء مع السريحة الذين رجعوا من الجليل مذعورين منهكين، لم يأكلوا أو يشربوا..وقيل إن الوباء حطّ وسكن فهجر الناس البيوت والقاعات والمشاغل والأسواق وتوزعوا في السوافي والكروم عند أعتاب البحر، يلتمسون بركة وشفاعة الشيخ عوض، ويقيمون الصلوات الخمس خلف الشيخ البردويل، الرجال في المقدمة يليهم الأطفال والنساء، والبردويل الذي يقيم خصه بجوار المقام كل صيف، لم يردد مقولته المعهودة "كلوا من خير الكروم، ودعوني أتقوت على بركة سيدي صاحب المقام" فالوباء أخذ البركة وشل الحركة، وقصف الفروع عن الأصول، وترك العائلات مثل الأشجار بعد مرور عاصفة جائرة.. حتى إذا شبع الموت من الموت، رحل الوباء وبدأ العناء، وتفقد الناس من بقي، ومن قضى، ومن اختفى مثل "مزيونة" التي فقدت زوجها العايق "مطلق" تاركًا في حجرها الطفلين حسن وزانة، واليتم وقلة الحيلة لامرأة جاءت من بطن الحكاية، وتركت بعد رحيلها أكثر من حكاية.
    ومزيونة غريبة عاد بها مطلق من إحدى سرحاته الغريبة، وقدمها لأمه وأبيه:
    - هذه زوجتي مزيونة.
    ولم يضف حرفًا، وقبل أن يسأله أبوه عن أصلها وفصلها وبنت من في العباد تكون، أطلقت أمه زغرودة جمعت نساء وصبايا الحارة، وأعلنت عليهن بيان النسب والانتساب، وكانت على حق:
    - مزيونة في الاسم وفي الكسم مزيونة، تبارك الله، غاب مطلق وجاب.
    وسيج مطلق على أخبار زوجته، وصامت مزيونة عن سيرة ما قبل المقام، وسرح خيال الناس وشطح مع رجل وقع في هوى حورية/جنية، أسرته وتعرف على مفاتيحها، وتبعته على سنة الله ورسوله، لا تفارق الابتسامة ثغرها.
    قيل إنها أرملة صديقه في الجهادية،أوصاه بها قبل أن يموت، وأنه عندما وقف ببابها سدت عليه الطريق وسألت:
    - متى دفنت صاحبكَ؟
    - قبل ثلاثة أشهر وعشرة أيام.
    - صدقت.
    وأفسحت له الطرق وأكرمت وفادته، وحدثته بما كان بينه وبين صديقه الراحل وكأنها كانت ثالثهما، فاقترب من اللوثة، قالت:
    - أتاني قبل شهر وليلة ودعني وطلب مني أن أفك الحداد بعد انتهاء العدة وأن أتطيب بمسكه، وأتهيأ لمن يحمل الخبر.
    وقيل إن مطلق غرق في الصمت، ولم يحر جوابًا، وتعلق بفم المرأة كالمخدر، دست يدها في صدره، ونزعت شعرة من إبطه ففاحت رائحة مسك كالتي تتطيب بها، ظهرت الراحة على وجهها وصارت قمرًا، قبلته بين عينيه، قالت:
    - أنت الخل الوفي،أنا لكَ إن شئت، وإن شئت أختك في عهد الله.. أتركك حتى تصحو من النوم.
    وقيل إن مطلق غطس في النوم مثل جائع ليل، وأن صديقه أتاه باشًا وخيره بمثل ما خيرته وعندما صحا، أخبرته أنه أخذ ما بين الغفوة والصحو رفة عين، قال:
    - أنتِ لي
    - وأنا لك.
    وقيل إن ضبعًا خرج عليه في أحد الوديان، وأخذ يدور من حوله، وأنه أخذ يقدح شرر قداحته ويقرأ ما يحضره من القرآن، فيهرب الوحش حتى ذاب حجر القداحة ونفد الشرر، رشقه الضبع وضبعه، فهام خلف الوحش يتردد صوته بين جنبات الوادي، وفجأة انشقت العتمة عن امرأة تناولت حجرًا وشجت رأسه، وفصدت الدم الخبيث بفمها وقذفته على الأرض، فوقع نصف مخدر ونصف نائم فحملته إلى دارها، وسهرت عند رأسه حتى انبلج الفجر واختفى الوحش. وعندما أفاق رأى امرأة مثل القمر، تمسح عرقه وتتلو آيات بيّنات وتبكي، وقيل في النوم زاره وجه ملاك فصحا على وجه ملاك، وقيل إن اسمها ظل يتردد في صدره وهو في لوثة المضبوع، وأن أول ما نطق سأل:
    - مزيونة أنتِ؟
    أومأت بالإيجاب، وغسلت وجهه بماء عينيها، قال:
    - دينكِ في رقبتي.
    - أنتَ رجلي.
    وقيل إنه وصل في تجواله جبل الدروز، وتتبع جدولاً يخرج من عين تصب في جابية، وكان الوقت فجرًا، فإذا بامرأة تخرج عليه من الجابية عارية كما خلقها ربها، لم تخفِ عورتها، ولم يركبها ذعر أو خجل، وأنها اتجهت إليه وألقمته ثديها وهمست في أذنه:
    - كيف رأيت طعمي؟
    فخيل إليه أنه رد عليها وهو على يقين أن لسانه لم ينطق بحرف:
    - من أنتِ؟!
    وقيل إن أمها كانت تتبعها منذ تلبستها عاهة السير ليلاً وهي نائمة، ورأت ما كان بينهما، فجذبتها من شعرها وعادت بأبيها وإخوانها العشرة، فخيروه بين الموت ذبحًا وبين الهروب بها عندما يجن الليل،وأن لا يظهران في الجبل بعد ذلك، ففعل وعقد عليها على دين الإسلام في حيفا، ولم تعد للسير نائمة بعد ذلك.
    وقيل.. وقيل.. ومطلق لا يعلق، ومزيونة تعلق الابتسامة على شفتيها إذا سألتها إحداهن وتهمس:
    - كلنا أولاد حوا وآدم.
    وقيل إنها باحت بسرها لصديقتها الوفية صفية قبل أن تختفي.....
    • • • • •
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  2. #2
    اختصاص تراجم وسير ذاتية من مصر
    تاريخ التسجيل
    Feb 2008
    المشاركات
    1,562
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

المواضيع المتشابهه

  1. الأديب/غريب عسقلاني
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى أسماء لامعة في سطور
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 07-15-2010, 06:37 AM
  2. الاديب عبد الوهاب موسى
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى أسماء لامعة في سطور
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 08-27-2009, 11:20 PM
  3. مهداة الى الاديب ادونيس حسن
    بواسطة يونس محمود يوسف في المنتدى الشعر العربي
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 07-17-2009, 10:28 AM
  4. الاديب عبد الرزاق الربيعي
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى أسماء لامعة في سطور
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 03-03-2009, 06:36 AM
  5. الاديب/صالح القاسم
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى أسماء لامعة في سطور
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 03-02-2009, 10:48 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •