مؤتمر الحفاظ على الثوابت الفلسطينية؟
د. فايز أبو شمالةأزعم أن الثوابت الوطنية الفلسطينية هي تحرير كل أرض فلسطين، وإزالة دولة الكيان الصهيوني عن الخارطة السياسية والجغرافية، وأي نكوص عن هذا الوضوح هو تفريط بالثوابت حتى لو تجمل من يدعي النكوص بالتكتيك، أو الواقعية السياسية، وأي تلاعب بالألفاظ، أو تحوير لمضمونها هو المقدمة للتخلي عن الثوابت.
وكغيري من الفلسطينيين لم أنتبه كثيراً إلى المؤتمر التأسيس للحفاظ على الثوابت الفلسطينية الذي عقد في دمشق، فلم يحظ المؤتمر بالتغطية الإعلامية المتكافئة مع وجاهة التسمية، ولم يجهد القائمون على الفكرة في توصيلها إلى كل بيت فلسطيني، ليغدو المؤتمر التأسيسي للحفاظ على الثوابت الوطنية الفلسطينية أمنية، وحلم كل فلسطيني ما زال يثق بغده، ولما يزل مقتنعاً بحقه التاريخي، ولاسيما بعد وصول أنصار معسكر التنازل عن الثوابت الفلسطينية إلى حائط الصد الصهيوني العقائدي المتطرف الذي ركلهم خارج الساحة.
وكغيري من الفلسطينيين غضبت لفشل المؤتمر التأسيسي في فرز قيادة ديمقراطية قادرة على نيل ثقة الفلسطينيين جميعهم في الوطن المحتل وفي الشتات، وأزعم أن أهم أسباب الفشل ترجع إلى إضافة بعض الأسماء للهيئة التأسيسية من وراء الظهر، ودون مناقشة، أسماء جاء على ذكرها موقع المستقبل العربي، أسماء تعمل بوظائف عالية جدا ًلدى السلطة الفلسطينية، ويقيم بعضها في غزة، وأثبتت مواقفهم المتلاحقة أنهم عصب اتفاقيات أوسلو التي تتناقض مع الثوابت الفلسطينية، وأعرف بعضهم بالاسم! فكيف تحافظ على الثوابت الوطنية شخصيات لم تعرف إلا الوفاء للحزب، ومستعدة لسحق فلسطين لتكحل برمادها الحزب؟
الحفاظ على الثوابت الوطنية الفلسطينية لا يحتاج إلى هيئة تختلف على تفسير معاني الثوابت الوطنية، كما جاء في موقع المستقبل العربي، فمن يختلف على تفسير الثوابت الفلسطينية لا يصلح ليكون عضوا مؤسساً في مؤتمر سيحافظ على الثوابت، وكما قال الشاعر: وليس يَصِحُّ في الأذهانِ شيءٌ إذا احتاجَ النهار إلى الدليل.
بالرجوع إلى أصل الفكرة؛ حين اجتمع في دمشق عدد من الشخصيات الفلسطينية شكلت فيما بعد لجنة تأسيسية من عشرة شخصيات منهم الدكتور عزمي بشارة، بلال الحسن، محمد أبو ميزر، منير شفيق، ماجد الزير، الدكتور صلاح الصباغ، بيان الحوت، حلمي البلبيسي، رزان زعيتر، جورج مشحور. أسماء فلسطينية كان يجب ألا تفشل، وألا تتوه منها البوصلة، وألا تترك مجالاً لمجموعة فلسطيني أوربا كي تنسحب من المؤتمر، ليصفونه بالارتجال، والتفرد، والأنانية، وقصر النظر، والسماح لجهات سياسية بالهيمنة على مؤتمر الهيئة مما أفقدها استقلاليتها مبكراً، وفقدان الشفافية من حيث عدم الإعلان عن مصادر التمويل والدعم المالي، واستبعاد عنصر الشباب، والابتعاد عن المخيمات، وعقد المؤتمر خارجها بعدما كان الحديث يدور عن عقد المؤتمر أو افتتاحه في مخيم اليرموك.
كان يجب أن ينجح المؤتمر طالما كان الهدف هو كل فلسطين، ومن أراد الحفاظ على الثوابت الوطنية لا تهمه الأسماء، فكل اسم آمن بالفكرة يمثل جميع الأسماء والأماكن.