منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: آهٍ أميّة..

العرض المتطور

  1. #1

    آهٍ أميّة..

    آهٍ أميّة..
    سوسن البرغوثي

    نقف خاشعين أمام رهبة الموت، تغتسل وجوهنا المفجوعة بصفرة الصدمة، وألم الفقد، وحزن يطفو فوق أسئلة تتوارى إلى حين أمام حقيقة المصاب..
    يصعب على المرء أن يبوح بأحاسيسه عبر كلمات، وهو يخطّها على الورق الأصم، فهي أصغر بكثير من أن تفي حجم الحزن، وأن نسطر كلمات رثاء، يكون إيقاع الفقد أقوى من حروفها.. تحيط بما يعتمل في الصدور من حزن مشوب بالغضب، يكبّل اللسان، ويلجم إرادة التحمّل، ويحاصر قسوة الصدمة في قوقعة أعماقنا.
    فجأة يختار ملك الموت من مواكب الأحبّة إلى قلوبنا شهيدًا، هكذا دون موعد، يكسر رتابة الحياة، ويضيّق علينا فسحات الأمل وساحات الانتظار، كلها تتقزّم أمام إرادة القدر.. يغادر الشهداء إلى عالم أكثر رحمة وعدلاً، وتبقى الأسئلة الحائرة تجول في خفايا النفوس.
    لماذا نفقد الأحبة، لماذا يعلن الحصار حربه القاسية، وكيف تستطيع النفوس المستهترة العبث بحياة مليون ونصف من البشر؟، تختطف من بين ظهرانينا أحلامهم وأمنياتنا..
    أعهدك الصابرة أميّة، المؤمنة بمشيئة الله وما قدّر فعل. صمودك الصعب لرحيل من أغلى ما تملكين في هذه الحياة، يتوّجك زوجة لشهيدين.. وكما قالت أم الشهداء عندما سُئلت عن ارتقاء فلذات كبدها للعلياء: أعطيت الغالي للأغلى، كلهم شهداء خلعوا عن النخوة العربية ثوبها الذي كان ملاذ دفء للمظلومين.
    ذنبكم، أنكم تنشدون الحرية بعزة وإباء، في زمن كثرت فيه قوافل العبيد الجاحدين المخذولين، وأنتم الأسرى في حضن وطن محاصر، تطالبون بحياة كريمة، أما خطايهم التي لا تعد ولا تحصى، فإنهم يقتلون قيمة الحياة.

    سوسن البرغوتي

  2. #2
    رحم الله زوجها وصبرها على بلواها
    شكرا استاذة سوسن
    ملدا

  3. #3
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها
    اول كاريكاتير رسمته بعد وفاة زوجها(للتكبير اضغط على الصورة)

  4. #4

    إلى روح زوجي الشهيد بإذن الله "وائل عقيلان"...أميةجحا

    ومضيت وصغيرتي
    أبحث بين القبور
    عن رفيق الدرب
    الذي استعجل الرحيل
    قبلما تتفتح الزهور
    عمن كان على الأرض
    مقاوماً يجول و يثور
    عمن كان ينبض بالحياة
    ويحلق في سمائها
    كالصقور
    يا ساكني هذا المكان
    جاءكم ضيف
    حيي ..وسيم
    خفيف الظل
    يحب السرور
    جاءكم شاباً فتياً
    لم يطمع بعمر مديد
    ولا بسكنى أبهى القصور
    ثروته كانت...بندقية
    يرابط بها على الثغور
    أيا قلب ...ما بك
    تنبض سريعا
    وتقودني إلى ذاك الاتجاه!
    فهذا قبر طفل
    عمره سبعة شهور
    وهذا قبر عجوز
    مات منذ عشرين عاما
    وبينهما..قبرشهيد
    اسمه محمد
    انه قبرأخيك الصغير!
    نعم.. أنت هنا معه
    فسلام الله عليك
    و لتنل رحمات
    رب غفور
    دموعي بالأمس
    كانت حرقة لألمك
    واليوم أذرفها شوقاً
    لقلبك الطهور
    نم قرير العين يا وائل
    فلقد أطلت السهر
    حتى البكور
    لن تشكو بعد اليوم سقماً
    ولن يحتاج جسدك الكليل
    أن تحتضنه أم الدنيا
    ولن تنتظر فتح بوابة
    للعبور
    نم...حبيبي
    فتحت الأرض
    بوابة عبور للجنان
    امض يا بطل
    مرفوع الهامة
    ولتحتفي بقدومه
    يا حور
    هيا
    هيا نعود أدراجنا
    يا صغيرتي
    فلم يبق لي سواك نور


    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •