منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 4 من 4

العرض المتطور

  1. #1

    أَدنَى مِن حِذاء ..

    أدنى من حذاء , ملحمة هجاء


    أَدنَى مِن حِذاء ..





    ...

    ( إلى سفيه فاسق تغنى بحذاء الزيدي , و هو دون الحذاء )

    ...







    ( شَـرَرُ الشِّعـرِ نَفـرَةٌ مِـنْ هِـجـاءِ
    تُوغِـرُ الحِقـدَ فِـي جَـوَى الأحـنـاءِ
    فَاستَعِـذْ مِنـهُ ؛ وَ اجتَنِـبْ أَنْ تُكَـنَّـى
    بِأَبِـي الهَجـوِ . يَـا أَبـا الشُّـعَـراءِ )
    قَالَ شِعـرِي , فَقُلـتُ : ( نَـحِّ بَعِيـدًا
    أَيُّ صَمـتٍ تُرِيـدُهُ مِــنْ إِبـائِـي ؟ )
    أَمِـنَ الـعَـدلِ أَنْ أُقِــرَّ بِهَـضـمٍ ؟
    جَــرَّ بَـلـواهُ أَنــذَلُ السُّفَـهـاءِ !
    وَ أُدارِيـهِ فِـي حَـرِيـقِ ضُلُـوعِـي ؟
    بَينَـمـا يَسـعَـدُ البَـغِـيُّ بِـدائِـي !
    أَيُّـهـا الـنَّـاسُ ؛ لَا أَبًــا لِذَلِـيـلٍ
    فَـاربَـؤُوا عَــنْ مَـذَلَّـةِ الأَبـنـاءِ
    أَرِقَ الحِبـرُ فِـي دَواتِــيَ , عُــذرًا
    فَاسمَحُـوا لِـي بِزَفـرَةٍ فِــي الـهَـواءِ
    لَيـسَ جَهـلًا أَنْ يَنفُـثَ النَّـارَ شِعـرِي
    إِنَّـمـا الجَـهـلُ سَكـتَـةٌ بِــازدِراءِ
    خُلِـقَ الهَجـوُ كَـي يَطِـيـرَ ثَقِيـفًـا
    فِـي قَصِـيـدِي كَطَعـنَـةٍ نَـجـلاءِ
    " أَعوَرُ الحَرفِ " صارَ فِي القُدسِ " عِيسَى "
    وَ " كَلِيمًـا لِـلَّـهِ " فِــي سِيـنـاءِ
    وَ غَــدا بَـيـنَ لَيـلَـةٍ وَ ضُحـاهـا
    تَفِـهُ الطِّيـنِ نَجمَـةً فِــي السَّـمـاءِ
    أَيمُـنُ اللَّـهِ ؛ مَـا عَجِـبـتُ لِأَمــرٍ
    مِثلَمـا قَـدْ عَجِبـتُ مِمَّـنْ يُـرائِـي !
    يَرجُـمُ الطَّاهِرِيـنَ مِـنْ غَيـرِ ذَنــبٍ
    وَ يُبـاهِـي بِغَـضـبَـةِ الـشُّـرَفـاءِ
    تَـارَةً يَزعُـمُ الـرُّقِـيَّ - كَـذُوبًـا -
    وَ هْـوَ أَدنَـى مِـنْ سَقـطَـةٍ نَـكـراءِ
    وَ يُذِيـقُ الحَرائِـرَ الـوَيـلَ ؛ طَــورًا
    ثُــمَّ يَـرقَـى لِـقِـمَّـةٍ عَـلـيـاءِ
    كُلَّمـا سِيـقَ نَحـوَ حِــزبٍ تَغَـنَّـى
    بِأَغـانِـيـهِ آمِـــلًا بِـالـعَـطـاءِ
    لِيَبِيـعَ الضَّمِيـرَ فِـي هَتـكِ عِــرضٍ
    فَقَـوافِـيـهِ سِـلـعَـةٌ لِـلـشِّــراءِ
    لَستُ أَهجُـوهُ ؛ يـا قَصِيـدُ ؛ وَ لَكِـنْ
    أَطَـأُ - اليَـومَ - هَـامَـةَ الجُبَـنـاءِ !
    لَستُ أَهجُـوهُ ؛ فَالهِجـاءُ - لِمَـنْ لَـمْ
    يَبلُـغِ الهَجـوَ - مِنحَـةٌ مِـنْ ثَـنـاءِ !
    لَسـتُ أَهـجُـوهُ ؛ لَا وَ رَبِّ يَقِيـنِـي
    كَيـفَ أَهجُـو فُقَاعَـةً مِـنْ خَــواءِ ؟
    لَسـتُ أَهجُـوهُ ؛ فَالخَصِيـمُ حَقِـيـرٌ
    بَـلْ وَ أَوهَـى مِـنْ أَنْ أَراهُ عِـدائِـي !
    لَستُ أَهجُوهُ ؛ كَيـفَ أَهجُـوهُ فَـردًا ؟
    وَ جَمِيـعُ الرَّعـاعِ فِــي غَـوغـاءِ !
    لَسـتُ أَهجُـوهُ دُونَهَـمْ . فَجَمِيـعًـا
    إِنْ تَقَـدَّمـتُ أَدبَـــرُوا لِـلــوَراءِ
    لَسـتُ أَهجُـوهُ ؛ إِنَّمـا فِيـهِ أَهـجُـو
    أُمَّـةً جُـلُّ هَمِّـهـا فِــي البَـغـاءِ
    قَــرَعَ الفِـسـقُ بَابَـهـا فَأَطَـلَّـتْ
    فِـي شَفِيـفِ المَـلابِـسِ الفَحـشـاءِ
    وَ تَخَطَّاهـا المَـجـدُ لَـمَّـا أَنـاخَـتْ
    لِـخَـصِـيٍّ مُـنَـكَّـرِ الأَثــــداءِ
    راوَدُوهـا عَـنْ نَفسِهـا ؛ فَأَضـاعَـتْ
    شَــرَفَ الحَـمـلِ زَحـمَـةُ الـنُّـزَلاءِ
    وَ تَرَدَّتْ مِـنْ شَاهِـق العِـزِّ فِـي مُـسْ
    تَنقَـعِ الوَحـلِ وَ ارتَـضَـتْ بِالفَـنـاءِ
    حَـصَـدَتْ نَصـرَهـا مَـواسِــمَ ذُلٍّ
    وَ اصطَافَـتْ بِعُريِهـا فِــي الشِّـتـاءِ
    وَ استَكَانَـتْ فَأَنبَـتَ الخَـوفُ فِيـهـا
    خَبَـلَ الفَهـمِ فِـي خَنَـا السَّفسَـطـاءِ
    رَزَحَ الفِكـرُ وَاجِمًـا بَـيـنَ رِجـلَـي
    هــا أَسِـيـرًا لِلـسَّـادَةِ العُـمَـلاءِ
    وَ تَسـاوَتْ فِيهـا المَـزابِـلُ بِالـجَـنَّ
    اتِ وَ الـمـارِقُــونَ بِـالـنُّـبَــلاءِ
    وَ الـرُّؤَى بِالخَيـالِ , وَ الحَـقُّ بِالـبَـا
    طِــلِ , وَ البَائِـسُـونَ بِالـبُـؤَسـاءِ
    فَمَضَـتْ حِقبَـةُ الفُتُوحـاتِ وَ ارتَــدَّ
    تْ لِتَشـقَـى بِـكـثـرَةِ الخُـلَـفـاءِ
    أَيُّهـا العُـربُ ؛ يَـا جُنـاةُ ؛ أَذِيـقُـوا
    بَعضَكُـمْ بَـأسَ مَـا بِكُـمْ مِـنْ غَبـاءِ
    لَيـسَ مِنكُـمْ رَشِيـدُ عَقـلٍ ؟ فَيَحـذُو
    حَذوَ مَنْ سَـارَ فِـي خُطَـى العُقَـلاءِ !
    يَشهَدُ الدَّهـرُ - بَعدَمـا مَـلَّ مِنكُـمْ -
    أَنَّـكُــمْ خَـائِـنُـونَ لِلأَنـبِـيـاءِ
    يَهـتِـكُ العَـاهِـرُ الحَـيـاءَ بِشِـعـرٍ
    ثُــمَّ يَـزهُـو بِرِفـقَـةِ الأُدَبــاءِ !
    وَ تُـرِيـدُونَ أَنْ أَكُــفَّ سَـعِـيـرِي
    عَـنْ هِجـاءِ البَـدائِـلِ الشُّبَـهـاءِ ؟
    هَدِّدُونِـي ؛ فَلَـسـتُ آبَــهُ بِالـتَّـهْ
    دِيـدِ مِنكُـمْ , يَـا عُصبَـةَ الأَشقِيـاءِ !
    وَ لِشَيخِ العَشِيـرَةِ - اليَـومَ - قُولُـوا :
    ( إِنَّ شِـعـرِي لَنَـاصِـرُ الضُّعَـفـاءِ )
    لَستُ أَخشَـاهُ ؛ مَـا خَشِيـتُ أُسُـودًا
    قَبلُ ؛ كَي أَخشَـى الآنَ بَعـضَ الجِـراءِ !
    أَيُّ مَعنَـىً لِـمـا نَـصُـوغُ إِذا لَــمْ
    يَـرِدِ الشِّـعـرُ مَـوئِـلَ الكِبـرِيـاءِ ؟
    عَفَـنُ الفِـكـرِ أَنْ يَـكُـونَ زَنِيـمًـا
    وَ زِنَــى الـحَـرفِ أَنـتَــنُ الأَدواءِ
    وَ هَـوَى النَّفـسِ أَنْ تُــذِلَّ كَرِيـمًـا
    - وَا هِـجـاءَاهُ - بُــؤرَةٌ لِلـوَبـاءِ
    مَا عَلَـى الشِّعـرِ - إِنْ جَفانِـيَ - لَـومٌ
    بَعـدَ هَـذا , لِأَنَّـنِـي عَـنـهُ نَــاءِ
    فَاعـذرُونِـي إِذا تَـبَــرَّأتُ مِـنِّــي
    وَ تَأَبَّـطـتُ غَضـبَـةَ الـجُـهَـلاءِ !
    وَ تَحَزَّمـتُ ثَـورَةً لَا لَـهَـا الـطَّـحْ
    نُ نَظِـيـرًا , وَ لَا رَحَــى كَـربَـلاءِ
    فَشَظَايـايَ مِــنْ هَـدِيـرِ جُنُـونِـي
    تَتَـرامَـى إِلَــى حُــدُودِ الفَـضـاءِ
    وَ ضَجِيـجُ الأَنِيـنِ يَـمـلأُ صَــدرِي
    بِدُخَـانِ انفِـجـارِ أَشــلاءِ لَائِــي
    أَيـنَ مِنِّـي خَـلائِـقُ الكِـبـرِ ؟ رُدُّو
    نِـي ؛ أُحَلِّـقْ بِهـا إِلَــى خُيَـلائِـي
    أَيـنَ مِنِّـي مَرابِـطُ الحِـلـمِ ؟ دُلُّــو
    نِـي ؛ فَقَـدْ مُزِّقَـتْ إِلَــى أَشــلاءِ
    أَيـنَ مِنِّـي مَراجِـلُ الحِقـدِ ؟ خَـلُّـو
    نِـي ؛ أُفَـجِّـرْ جُنُونَـهـا بِاستِيـائِـي
    أَيـنَ مِنِّـي لِسـانُ ثَــأرٍ يُـنـادِي :
    ( حَيَّ - يَا سَورَتِي - عَلَـى الإِغـواءِ ) ؟
    كَيفَ أَنسَى نَـوازِفُ الجُـرحِ ! وَ السَّـي
    فُ بِكَفَّـيـهِ غَــارِقٌ بِـالـدِّمـاءِ ؟
    كَيـفَ أَنسَـى ! وَ قُدسُنـا خَانَهـا الأَو
    غَـادُ - وَيحِـي - بِخُطبَـةِ الأَدعِيـاءِ ؟
    كَيفَ أَنسَى العِـراقَ ! لَا عِشـتُ يَومًـا
    بَعـدَهـا مِـثـلَ أَجـبَـنِ الزُّعَـمـاءِ
    أَيَصِـيـرُ الـحَـقُـودُ صَـاحِــبَ وُدٍّ
    إِنْ سَقَى الحِقـدَ فِـي جَمِيـلِ الـدِّلَاءِ ؟
    وَ يَطِيـبُ الصَّدِيـدُ مِـنْ بَعـدِ قَـيـحٍ
    إِنْ مَزَجنَـاهُ فِـي نَمِـيـرِ السِّـقـاءِ ؟
    أَأَمُـدُّ اليَـدِيـنِ لِلصَّـفـحِ ؟ كَــلَّا
    أَلـفَ كَـلَّا , وَ قَـدْ غَـوَى أَقرِبائِـي !
    فَتَنـاسَـوا نَـواجِـذَ الظُّـلـمِ لَـمَّـا
    رَأَوِا الـذِّئـبَ لَابِـسًــا لِـلـفِـراءِ
    وَ تَنـادَوا لِسَكـرَةِ الشِّعـرِ فِــي أَقْ
    دَاحِـهِ , مُـنـذُ أَنْ عَــلَا بِالـنِّـداءِ
    عِندَمـا هَـبَّ بِالمَدِيـحِ لِـ: " نَـعـلٍ "
    غَفَـرُوا النَّبـحَ , وَ اكتَفَـوا بِالـمُـواءِ
    مَدَحَ النَّعلَ ؛ لَو وَعَى النَّعـلُ - قَبـلًا -
    أَنَّــهُ تَـافِــهٌ لَـبَــاءَ بِـــداءِ
    مَجَّدَ النَّعلَ ؛ لَو دَرَى النَّعـلُ - يَومًـا -
    بِالخِـيـانـاتِ نَـــاءَ بِـالإِعـيـاءِ
    أَيُّهـا الرَّاقِـصُ الخَسِـيـسُ عَـلَـى أَو
    جَاعِنـا , غَـابَ عَنـكَ وَقـتُ العَـزاءِ
    لَا تُفاخِـرْ بِحُـبِّـكَ النَّـعـلَ . تَـبًّـا
    إِنَّـمـا الـحُـبُّ خِـلَّـةُ الأَوفِـيـاءِ
    لَسـتَ أَهـلًا لِمـا تَـسُـوقُ إِلَيـنـا
    قَـدْ أَلِفنـاكَ مِـديَـةً فِــي الخَـفـاءِ
    فَاتـرُكِ الأَمـرَ ؛ لَـنْ تُكَـفِّـرَ ذَنـبًـا
    سُقتَهُ - الأَمـسَ - وَ اقتَـرِبْ لِلجَـزاءِ
    لَسـتَ تَرقَـى لِأَنْ تَكُـونَ " حِـذاءً " !
    فَامتَنِعْ عَـنْ مَدِيـحِ هَـذا " الحِـذاءِ " !





    ...




    البائس : الضعيف العاجز , جمعه بائسون
    البؤساء : جمع للأشداء الأقوياء ( وقد درج غلطًا استخدامها للتعبير عن البائسين )
    الأدواء : جمع داء ( وقد درج غلطًا استخدامها على أنها جمع دواء )

  2. #2
    الاستاذ الكبير الفاضل د. هزاع امير الابداع الموقر
    تحية الاسلام
    جزاك الله خيرا وبارك الله لك وعليك
    ونفع بك الاسلام والمسلمين
    لك مني عاطر التحية واطيب المنى والتقدير
    دمت بحفظ المولى

  3. #3
    صدقت دكتور هزاع
    وفقك الله دوما
    بنت الشام
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #4
    الشاعر د عمر هزاع


    تعجبني غزلياتك وهجائك أحلى من غزلك أحيانا نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    تحيتي لك

    ظميان غدير

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •