منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: مذكرات مزواج

العرض المتطور

  1. #1

    مذكرات مزواج

    .
    مذكرات مزواج

    يراقب المارة من داخل دكانه ، لفتت انتباههُ وهي تتجول فوق أرصفه الشارع ، تتصفح واجهات المتاجر والوجوه ، تبتسم أحياناً لكلمات الغزل ، تخفي بريق عينيها و ورد الخدود خلف " اليشمك " يتمني أن تكون صفحة في كتابه ، ظل يراقبها حتى دخلت دكانه ، استقبلها مستبشراً
    : طلباتك أوامر يا ست هانم 00!!
    : " ما تبقاش حامي كده 00!؟ "
    أخرجت رأسها من تحت ملاءتها اللَّف ، ثم رفعت برقعها وطرحته خلف ظهرها ، بدت لعينيه الخدود المتوهجة ، أزاحت ملاءتها قليلاً إلي الوراء وكشفت عن صدر مرمري ، سألته بدلال
    : "عندك ستان حمصي وحرير بمبي "
    مد يديه وتناول لفائف القماش من علي أرففها ، فرد أطرافها وقذفها في الهواء كأجنحة طير منهوك القوي ، حط برفق علي رأس المرأة ثم انزلق بنعومة علي الوجنات ، نام القماش علي صدر قلق لا يستقر علي حال 0
    مدت يدها تختبر ملمسه الناعم ، رفعت طرف الحرير واختبرت بأسنانها متانة النسيج ، توارت ملاءتها قليلاً ، فظهرت بعض المفاتن ، اتسعت حدقة الرجل واحتار ما بين مفرق الصدر والشعر ، مد يده من تحت طيات القماش ليظهر لها محاسن بضاعته ، تلامست الأنامل ، فسرت قشعريرة في جسديهما وتلاقت العيون في لمحة خاطفة ، ارتجفت المرأة خجلاً من نظرة الرجل الوقحة ، سألته هاربة
    :" بكم متر الستان يا حاج "
    : لو نال الرضا 00 يبقي عربون محبة
    :" مش كل الطير اللِّي يتَّاكلْ لحمه "
    : أنا قصدي شريف 00 علي سنة الله ورسوله
    جذبت برقعها من الخلف وغطت به نيران صفحة الوجه المتأججة 0
    خلع " طربوشه " وجفف العرق الذي سال ، رافقها حتى باب الوكالة مودعاً بصوت مرتفع
    : شرفتي 00 وآنستي 00 ثم همس لها مستفسراً عن موقع وميعاد اللقاء
    :باكر في حمام النساء 00000!!!
    في الموعود المتفق عليه ، توجه بصحبة زوجته إلي حمامها المعتاد ، تتبعهم الخادمة ، انتظر بالخارج يراقب الباب والشوارع 00 ربما تصل المرأة التي وعدته بالأمس ، لفت انتباهه خروج الخادمة مبكراً 00استوقفها مستفسراً 00 أخبرته لشراء العطر ولوازم الاستحمام من عم " عنتر " لم يعر للاسم اهتماماً ، تركها تمضي لحال سبيلها ، فقد كان كل همه رؤية المرأة التي ينتظرها 00
    خرجت زوجته من حمامها وكأنها عروس في ليلة زفافها ، راقت في عينيه ، حثها علي سرعة السير ، لا يدري كيف وقعت منه في الوحل 00!!؟
    هرعت امرأة منقبة لمعاونة الزوجة في النهوض من سقطتها ، لم يري من ملامح وجها إلا عيون لامعة خلف النقاب ، قال بداخله " ربما هي التى أحدثت بركة الماء أمام منزلها وتريد أن تكفر عن فعلتها بمساعدة زوجتي 0!؟
    لم يعترض عندما دعت زوجته للدخول معها للاغتسال من الوحل 0
    قبل أن أمرت الخادمة أن تحضر لها ثياب أخري من دارهم القريبة ثم همست لزوجها ضاحكة ، أن ينتظرها بجوار الباب 00
    جلس الرجل علي جمر نار القلق ، تارة ينظر إلي عرض الشارع وتارة أخري ينظر إلي شرفة المنزل ، يغلي الدم في عروقه كلما رأي ملابس زوجته الداخلية ترفرف في الهواء0
    يصرخ : " بسرعة شويه يا هانم 00!!؟ "
    بينما كان يكابد هواجسه ،و إذا بالمرأة التي وعدته بالأمس تقبل عليه ، حاول أن الابتسام لها ، لم تطاوعه قسمات وجهه ، داعبته ساخرة
    : حمام العافية يا حاج 00
    تلعثمت الحروف في حلقه فهمهم لها بكلمات غير مفهومة ، تابع انصرافها بحسرة العاشق الملهوف ، قبل أن تغيب عن بصره ، رأي خادمة زوجته مقبلة بالثياب المطلوبة ، تحاول دخول المنزل ، بابه مغلق من الداخل ، نادت بصوت مرتفع
    : " يا عم عنتر 00 يا عم عنتر "
    انتفض الزوج كمن لدغته عقربة 00 قبض علي عنق الخادمة وهزها بعنف
    :" عنتر مين يا بنت الكلـ 000 "
    : " المواردي00 بتاع العطر يا سيدي "
    التقط طربوشه من بركة الطين ، مسحه بكم قفطانه ومضي عائداً إلي دكانه، فتح بابه ، واتجه صوب خزانة أسراره ، أخرج منها كتاب ذكرياته ، قبل أن يقلب صفحاته إذا بالمرأة التي تمناها تخاطبه من خلف برقعها
    : كتبت الحكاية في دفتر النسوان 00
    التفت نحوها غاضباً ، لم يجد لها اثر ، خيل إليه أنها في طريقها للخروج من دكانه ، سار خلف طيفها يمزق صفحات كتابه 00 ورقة 00 ورقة
    [

  2. #2
    ربما لم ندر حقيقة هل هو حلم ام حقيقة ولكن ابحقيقه المرة ان كل من بحث عن سعادة غير قويمه او من وراء حجاب سيصاب اما بخيبه او كةبه وحزن ونادرا ما يسعد
    سهم في الصميم.
    اشتقنا لنصوصك القصصيه شاعرنا
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  3. #3
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريمه الخاني مشاهدة المشاركة
    ربما لم ندر حقيقة هل هو حلم ام حقيقة ولكن ابحقيقه المرة ان كل من بحث عن سعادة غير قويمه او من وراء حجاب سيصاب اما بخيبه او كةبه وحزن ونادرا ما يسعد
    سهم في الصميم.
    اشتقنا لنصوصك القصصيه شاعرنا
    الأستاذة الفاضلة ريمه الحاني
    سعدت بمرورك وتعليقك المختفي وراء الحجاب
    اشتاق إلي القصة كل حين
    خالص تحياتي

  4. #4
    أديب
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    الدولة
    العراق
    المشاركات
    2,207
    السلام عليكم

    مرحباً بك أستاذ خطاب

    تعرف وأنا اطالع هذه القصة تذكرت الحاج متولي

    ولا أعلم لماذا فحتى الفكرة لا تمت للحاج متولي باي صلة ولكن جاء في مخيلتي الحاج متولي ههههه

    قد يكون لهذا المزواج علاقة به

    قصة جميلة وأسلوب جميل تعودنا عليه منك

    سلمت لنا أيها الأخ

    و

    تشكرات

  5. #5
    أخي الكريم/
    قصة جميلة وأسلوب رائع جداً يجبرك على متابعتها وقراءتها مرات ومرات

    دومتَ لنا متألقاً ومبدعاً

المواضيع المتشابهه

  1. أزواج للبيع
    بواسطة أ . د . محمد جمال صقر في المنتدى استراحة الفرسان
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 12-20-2011, 12:55 PM
  2. مذكرات مغترب
    بواسطة أسامه الحموي في المنتدى حكايا وعبر
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-25-2011, 07:04 AM
  3. "الشورى" يدرس نظاماً لزواج السعوديات من غير السعوديين والعكس
    بواسطة ذيبان في المنتدى فرسان القانوني
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-22-2011, 04:22 AM
  4. مذكرات بحر
    بواسطة أحمد العربي في المنتدى فرسان القصة القصيرة
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 07-04-2010, 07:14 AM
  5. أزواج في أفياء د. خلوف
    بواسطة خشان محمد خشان في المنتدى العرُوضِ الرَّقمِيِّ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 10-28-2009, 07:13 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •