رؤية نقدية لرواية /خطوات في الضباب لملاحة الخاني/دراسة :ريمه الخاني

[ريمه الخاني]

السلام عليكم
كنت ألمحلها في اجتماعاتنا النسائية الشهرية وذلك قبل زواجي وسفري للسعودية أي قبل عام 1983
والرواية كتبت في عام 1984
ما كنت قد اكتشفت بعد خيوط موهبتي, بل كانت نائمة هاجعة في المجهول,وكان ذكرا متداولا بيننا أنها كاتبة كبيرة يشعرني بالاستفزاز الغريب والتوق للتعرف عليها فما فعلت بقوة,لكن الأمر كله كان كان يلفت نظري,رحمها الله.
كنت أراها وقورة ,رزينة ,لا تتكلم إلا بسبب وداع هام,ممشوقة القوام ذات هيبة كشان نساء عائلتنا الغالية فسامحوا محبتي الصادقة للجميع.
الرواية كانت عندي من سنوات طويلة أغمز لها بين الحين والحين ويعطلني عنها, لها شوقي لقراءة الكتب النقدية حتى جاء الأوان
بسبب قطع التيار الكهربائي فرب ضارة نافعة فقرانا حتى ملت منا القراءة.
************
من عادتي قراءة الروايات حتى الثمالة لاستمتع بحروفها الرصينة ونفسها الروائي الداخلي الذي يملأ فراغ الأسطر.
فوجدتني أمام قامة أدبية قوية محكمة اللغة,تمسك بفنية الرواية بقوة ,وسرد ممتع ,لم اترك الكتاب حتى أنهيته فهو من الحجم المتوسط والخفيف الظل.
173 نفس روائي متوسط طبعت الرواية عام 1984 من قبل اتحاد الكتاب العرب.
تحكي عن شباب طموح بكل أطيافه ,تقف في وجهه ظروف الحياة الصعبة, بطله هيثم ورسوبه في كلية الهندسة بسبب ظروف عائلته وعجز والده بسبب حادث عابر ,ولجوئه للعمل في مكتب:
عقاري ومقتل صاحبه ليقع في حيرة جديدة تعطل زواجه من حبيبه منى الأرستقراطية والجريئة بامتياز.
وربما كان مقصد الكاتبة أن لا مناص من الدراسة..
************
هذا أولا لكن ثانيا لم أجد أنها طرحت جديدا,فهو موضوع محروق روائيا ومستهلك ومعروف ولا أدري إن كان في وقته أمر طبيعي إنما أقيسه بمقياس الحاضر, حتى أنه كان بإمكانها معالجته بطريقة أخرى,وعلى الأقل بإضافة بعض أنوار مشرقة فقد
كان السرد مظلما يدعو للتشاؤم ,ويطرح شريحة شباب عائم في مشاكله دون أن يجد حلا صائبا ولا جسرا للوصل ما بين جيل الآباء والأبناء,طرق مقطعة تشكو حالها بلا خطوات إيجابية هامة..
فكان العنوان :"خطوات في الضباب "أجمل تعبير عن فحوى الرواية,ناهيكم عن الغلاف المناسب رغم تشاؤمه الواضح:
كرسي كبير وشخص صغير ماذا يعني؟أن لامكان للجيل والشباب الجديد بين من سبقوه.؟ وتبقى الإجاية عائمة لاننا فقدنا أديبة رائعة.
هل نحن بحاجة لسرد فقط؟.
أم لإيجاد نص إيجابي يمسك بيد الجيل للخير ولفرجة تفرحه؟.
أعتبر نفسي شاهدت فيلما مصريا بامتياز.
وتبقى وجهة نظري قاصرة عن بلوغ الرأي السديد لأنني ما قرأت لها سوى نصا واحدا.
وهذا قصورا لا عذر له فسامحونا.
وتقبلوا جهد المقل.
ريمه الخاني 20-12-2012

[ريمه الخاني]

السيرة الذاتية للأديبة ملاحة الخاني:




ولدت في دمشق عام 1935.

إجازة في التاريخ.

عملت مقدمة لبرامج إذاعية وتلفزيونية، ومحررة في مجلة المعلم العربي.

نشرت أعمالها القصصية الأولى في الصحف والمجلات السورية.

عضو جمعية القصة والرواية .



مؤلفاتها:

1-كيف نشتري الشمس- قصص- دمشق 1978.

2-العربة بلا جواد- قصص- دمشق 1981.

3-خطوات في الضباب- رواية- 1984.

4-امرأة متلونة-قصص- 1987.

[ريمه الخاني]