وقع حادث جديد من حوادث القطارات المصرية بمدينة البدرشين راح ضحيته عشرات القتلى والجرحى من المجندين بتاريخ الثلاثاء 3 /3/1434 هـ الموافق 15 /1/2013 م فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
***
مللنا الحوادث
***
شعر
صبري الصبري
***
دماءٌ تسيل صباحا مساءَ
بأرض الكنانة ملَّت دماءَ
وتاقت صلاحا فلاحا نجاحا
وغرسا رطيبا وزرعا وماءَ
مللنا الحوادث في منتهاها
قطار كئيب يلاقي البلاءَ
يوزِّع فينا دموعا .. أنينا
وينثر حزنا مديدا وداءَ
ويحصد منا رجالا .. نساءً
شبابا وشيبا .. نعاني ابتلاءَ
يمزق قلبا وروحا ونفسا
يقطِّع جسما يضم اهتراءَ
وينبش قبرا قديما حديثا
يذكر قوما تناسوا ولاءَ
ويحفر فينا ولاء جديدا
يؤسس جهرا جدالا ... مراءَ
أصرنا جميعا ضحايا الرزايا
بمصر الكنانة نحيا غثاءَ ؟!
نحطم صرحا عظيما كريما
بحاضر نوم يؤم العناءَ
ونترك شعبا عريقا لنهب
وسلب يواجه جهرا خواءَ
يواجه فوضى تفشت وأرست
قواعد جهل .. غرورا .. غباءَ
وكنا كماة ولاة نحاة
نعلم علما يبث الذكاءَ
وكنا الأوائل صرنا الأواخر
حقا تعبنا وذقنا انكفاءَ
جموع البرايا أساهم جميعا
لمصر تعاني صباحا مساءَ
بأمس ضحايا كمثل الزهور
بأسيوط لاقوا هناك الفناءَ
وعدنا لنوح أليم الثنايا
لجند كرام أراهم هباءَ
وبتنا نواسَى بدمع حثيث
وأشجان عيش يجافى انتماءَ
لأُم تهاوت بغبن وبخس
وبيعت وكانت تروم الشراءَ
عقود توالت بجهل بعمد
تؤم الفساد وترعى الهراءَ
وتعلي السفيه الخبيث بفخر
وتطمر شيخا يريد الضياءَ
وتخفي طريقا قويما رشيدا
وتبدي سفورا يشين النساءَ
فسوق توالى تتالى تعالى
تلالى اختيالا يضخ اشتهاءَ
هجرنا انتفاعا بشرع طهور
تركنا بنور اليقين استواءَ
وعثنا فسادا بفكر بسكر
بهزل وهمز ولمز تراءى
ولما انتكسنا انتهينا بحال
شنيع فظيع سكنا العراءَ
شربنا المياه بطين ثخين
وبتنا نواجه فيه انطواءَ
وجوعا تخلل شعبا كثيفا
يريد الطعام .. يروم الدواءَ
يريد الغذاء شهيا وفيرا
يريد الهناءَ ويرجو الكساءَ
حكومات لهو توالت علينا
وكانت سرابا جهارا .. خفاءَ
وأموال شعب سباها لصوص
شداد لئام سقونا الوباءَ
قطارات موت تسيِّر فينا
مسارات حتف تبث استياءَ
فأمس ويوم بحزن وغم
أهالي الضحايا تقيم العزاءَ
وأشلاء شعب حزين سقيم
تراه بهمًّ يسح البكاءَ
ولما تحرر عانى انقساما
وعاني انقباضا يهد النماءَ
وأحزاب حشد كثير بصخر
وقصف بجرح يريد الشفاءَ
ومصر الجميلة بيت القصيد
تنادي علينا : أروم اعتناءَ !
فجرحي بنزف غزير دمائي
تسيل وأنتم جحدتم نداءَ
رثائي لأهل كرام بفقد
لأبناء مصر تود الرثاءَ
بشعري أسجل فيها المآسي
لعلي أؤسس فيها البناءَ
وأحشد شعبا لأجل انطلاق
بدأب ليحي بمصر العلاءَ
فمصر البهية في مرتقاها
بحق أطالع عنها السماءَ
ومصر السنية في محتواها
بعشق صدوق نحب الصفاءَ
حماها إلهي بحفظ وستر
إليه لمصر رفعت الدعاءَ !