منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: مغامرات داعية

العرض المتطور

  1. #1

    مغامرات داعية

    مغامرات داعية - 1-
    يوميات في أدغال نيجيريا
    هيا الدوسري


    لم يخطر ببالي أن أدخل موسوعة جينس للأرقام القياسية في يوم من الأيام حين صرت أول داعية عربية تدخل أدغال نيجيريا للدعوة إلى الله كما أفادنا بذلك الدعاة هناك.

    كانت مغامرة لم يخبرني زوجي بمدى الخطورة فيها حتى لا أتراجع، مغامرة حقيقية لم أندم عليها، فهي جميلة ممتعة وشيقة مفيدة نرجو فيها الأجر إن شاء الله.

    بدأت الفكرة حينما دُعيَ زوجي لملتقى دعوي في نيجيريا من قِبَل دعاتها وألحوا كثيراً في الطلب لمدة سنة تقريباً، ثم وافق على الرحلة وقرر الذهاب لوحده، ثم خطر في باله أن يصطحبني معه في الرحلة، فشاور الدعاة هناك فلقي منهم ترحيباً حاراً وأكدوا عدم وجود أي خطر، وبينوا له فائدتها العظيمة على الداعيات هناك ثم عرض عليَّ الفكرة فترددت في البداية ثم توكلت على الله ووافقت مع علمي ببعض المخاطر، حيث أدغال إفريقيا المشهورة بالأمراض والملاريا، كنت متخوفة من بعد المسافة والبعد عن أطفالنا أيضاً، فأنا لم أتعود السفر بدونهم وخاصةً ابنتي الصغيرة ذات الأربع سنوات، كما تخوفت من النصارى والوثنيين الموجودين هناك، وكذلك الوحدة والبعد عن الأقارب إضافة إلى حاجز اللغة وغير ذلك من المخاوف التي تبين لي فيما بعد أنها أوهام وتخيلات ووساوس من الشيطان ليصد عن ذكر الله وعن نشر الدعوة.

    كان المطلوب من زوجي أن يقيم ملتقاً دعوياً لعدد من الدعاة، وطلب مني أن أقيم أيضاً ملتقاً دعوياً للداعيات فأجبت: ولكني لا أحسن الإلقاء فقال: لاعليك فأنت بالنسبة لهم عالمة كبيرة فأقنعني ورتّب لي دروساً لإلقائها عليهم.

    بدأت الاستعدادات للرحلة، ثم بدأنا السفر عن طريق دبي إلى لاغوس العاصمة التجارية البحرية، ركبنا الطائرة إلى دبي فلم أستغرب شيئاً، لكن لما ركبنا الطائرة المتجهة إلى لاغوس تغيرت الوجوه ورأيت أشياء غريبة من الركاب في اللباس والتصرفات فهم من نصارى نيجيريا يعلقون الصلبان ويرتدون اللباس العاري وكانت أشكالهم مخيفة فقلت في نفسي: (هذا أول خير. . . هونت برجع. . . ولكن. . !!).

    في الطائرة أدركتنا صلاة المغرب والعشاء لكن تبين أن الطائرة غير مجهز للصلاة فوجدت حرجاً في أداء الصلاة إذ لا يوجد مكان مناسب والعدد الكثير من الركاب من النصارى والأجانب فلم أر أحداً يصلي، لكن ذلك لم يمنعنا من أداء الصلاة مع ضيق المكان، حيث حشرت نفسي في بعض ممرات الطائرة وصليت، والحمد لله شجع ذلك بعض المسلمين فاقتدوا بنا وصلّوا بعدنا في نفس المكان.
    انتزع مني بطاقتي الشخصية ليتأكد أني عربيـه
    وبدأ يفتش حقيبتي وكأني أحمل قنبــلة ذريــه
    وقف يتأملني بصمت.. سمراء وملامحي فوريه
    فتــعجبت لمطلبـــه وسؤالــــه عـن الهويــــه
    كيـــف لـم يعرف من عيــوني أني عربيـــــــه؟
    أمــا انــه فضــل أن أكـــــون أعجميـــــــــه
    لأدخــــــل بـــــــلاده دون إبــــراز الهويــــــــه
    وطال انتظاري وكأني لست في بلاد عربيه
    أخبرته أن عروبتي لا تحتاج لبطاقة شخصيـــه
    فلما لما انتظر على هذه الحــدود الوهميـــه؟

  2. #2
    السلام عليكم
    تعجبني مغامرات كلتك لاننا نتشوف شعوب لم تصل اليها الدعوة
    وبانتظارك جديدك
    جزاك الله خيرا
    (وتنقل لقسم التجارب الدعوية)
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  3. #3
    موضوع مهم جدا ا
    هلا بك

  4. #4
    جزاكى الله خيرا
    http://www.fursan.ws/wisam2.gif


    من العذاب ... إن تكتب لمن لا يقرا لك
    وان تنتظر من لا يأتي لك
    و ان تحب من لا يشعر بك
    وان تحتاج من لا يحتاج لك
    من المؤلم ... إن تحب بصدق
    وتخلص بصدق .. وتغفر بصدق
    ثم تصدم في النهاية بموت
    كل الصدق الذي قدمته
    "ثم تكتشف إن أجمل العمر كان سراباً"

  5. #5
    اسعدنى مروركم اخوتى واخوانى
    وبعون الله نكمل هذه المغامرات

    في مطار لاغوس

    وصلنا إلى مطار لاغوس فكنت أشعر بالخوف والرعب في بلد غريب ومن أناس يتكلمون بلغة لا نفهمها، وهم يجيدون اللغة المحلية والإنجليزية، وكان زوجي يتكلم معهم بالإنجليزية – وللعلم يوجد في نيجيريا أكثر من مائتي لغة مختلفة غير اللهجات- وكنت كالبكماء لا أفهم ولا أتكلم، فقط أتفرج وأشاهد مخلوقات الله، وكنا غريبين حقاً في المطار بحجابي وثوب زوجي الأبيض الناصع البياض، بينما الناس هناك يلبسون الملابس الملونة الغريبة.

    خرجنا من المطار وكان في استقبالنا سيارتان فيها عدد من الدعاة لكنهم كانوا يتكلمون مع زوجي بالإنجليزية ولا يجيدون العربية، ثم انطلقنا ودخلنا شوارع لاغوس فرأيت عالماً غريباً، فتحت عيني بكل قوة لأنظر إلى عالم مختلف جذرياً عما تعودت عليه، وكنت أشير لزوجي كلما رأيت شيئاً غريباً، وكذلك كان يفعل، أدركت كم هو ممتع التعرف على العالم من حولنا، كم هو جميل أن تكسر (الروتين) الذي تعودت عليه لترى ما لم تر عينك من قبل من العجائب والغرائب.

    نزلنا وكانت السماء ملبدة بالغيوم والجو لطيفاً فقلت في نفسي: (الله يرحم حالنا في تنور الرياض وسمومه الحارق).

    سارت بنا السيارة إلى مسجد ليس بالبعيد من لاغوس فوجدنا جمعاً من الدعاة الأفاضل في استقبالنا ومعهم إحدى الداعيات لاستقبالي – وكانت تلك المرأة تجيد العربية بطلاقة – وهذا من حسن أخلاقهم وجميل أدبهم.

    دخلنا إلى مصلى النساء فأصرت عليّ الأخت الداعية أن أصلي بها جماعة فصليت بها وأدينا الصلاة جمعاً وقصراً في المسجد ثم انطلقنا إلى مقرنا فمررنا بمدينة (إيبادان) وتوقفنا فيها قليلاً، وهي أكبر المدن الإفريقية في غرب إفريقيا حيث يزيد سكانها على عشرة ملايين نسمة بل قد يصل إلى خمسة عشر مليون – يعني باختصار حارة من حاراتها تساوي عدد سكان بعض الدول- توقفنا فيها لصرف النقود وشراء بعض الحاجيات لأن القرية قد لا نجد فيها بعض الضروريات مثل المكرونة والشطة التي تعودنا عليها.. مدينة غريبة يصعب وصفها لكن باختصار هي مدينة الرياض قبل خمسين سنة لكن وسط طبيعة خلابة ساحرة وأدغال كثيفة، كانت الأغنام مختلطة في الشوارع مع البشر، ولا تدري هل الشارع ممر أغنام أم طريق سيارات؟.. حتى أغنامهم كانت غريبة فهي صغيرة جداً وقصيرة وتزاحم السيارات لكنها محترفة في تفادي الاصطدام بالسيارات لخبرتها الطويلة والتي كانت مثار إعجابي بها! مما يدل أنها تعمل عقولها أكثر من بعض الناس.

    صرف زوجي مبلغ أربعمائة دولار مبدئياً كمصروف يومين أو ثلاثة فيما كنا نظن، ولكن لم يخطر ببالنا أنه سيكفي لمدة الإقامة كلها بل ويبقى أكثر من نصفه، حيث بلغ المبلغ سبعة وخمسين ألف نيرة وهو مبلغ كبير يكفي لشراء عشرة هكتارات زراعية أي أكثر من مائة ألف متر مربع، باختصار شراء حي كامل هناك في ضواحي المدن المتوسطة، والمصيبة أن المبلغ كبير إلى درجة أنه إذا وضع في (كيسة) لا يتسع الجيب العادي لإخفائه وحمله، وذكرني ذلك بصورة كنت رأيتها لنقود ألمانيا حينما هزمت وفرضت عليها غرامة تكاليف الحرب فانخفضت عملتها إلى درجة أن شراء بعض الخبز يتطلب حمل سلة كبيرة مملوءة بالنقود يحملها شخصان.

    توجهنا من (إيبادان) إلى مدينة (إيوو) مقر إقامتنا ومكان إقامة الملتقى الدعوي، وفي الطريق كنت أتبادل مع زوجي كلمات الإعجاب بالطبيعة الساحرة والمناظر الخلابة التي كانت في الطريق الذي يشق الأدغال والمزارع بصورة جميلة بشكل يجعل المسافر لا يمل من السفر بل يستمتع بالسفر فيها، فالأشجار والأنهار والعشب والزروع والثمار وغيرها تتكلم بلغة لا يفهمها إلا من رآها، وتجعلك تعجز عن الكلام وتقول سبحان الخالق، وهذا هو الفرق بين إفريقيا وبلاد الغرب فإفريقيا: الطبيعة على حالها بدون تدخل الإنسان إما في الغرب والشرق فقد شوه الإنسان الطبيعة الخلابة، هناك حيث الأدغال والغابات الطبيعية التي لا تستطيع المشي فيها من كثافتها وتشابكها وكثرة أغصانها وأشجارها.

    أردنا الحصول على بعض المشروبات الغازية فاكتشفنا أنها عملية معقدة وصعبة حيث لا توجد المشروبات التي تعودنا عليها وتحرّج الإخوة معنا كثيراً لأنهم لم يجدوا من يبيعها بسهولة ثم عثروا على أشياء تشبه المشروبات فأخذناها مجاملة ونسينا أمر المشروبات إلى أجل غير مسمى، ثم بعد عدة أيام عثرنا على بعضها ففرحنا بها.

    في الطريق – (وكالعادة ناس ما شافوا خير)- كنا نصور كل شيء كالمجانين، ومن فرط اللقافة صورنا رجال الشرطة الذين كانوا يستوقفون الناس في الطريق فغضب الشرطي وأوقفنا – ثم تكلم معه الإخوة وبعد فترة هداه الله وفك أسرنا وعلمنا فيما بعد السبب حيث أن (كاميرتنا) الفضولية صورتهم وهم يستلمون الرشوة من سيارات الأجرة كما هي عادة الشرطة هناك فظن أننا نريد إيذاءه.
    انتزع مني بطاقتي الشخصية ليتأكد أني عربيـه
    وبدأ يفتش حقيبتي وكأني أحمل قنبــلة ذريــه
    وقف يتأملني بصمت.. سمراء وملامحي فوريه
    فتــعجبت لمطلبـــه وسؤالــــه عـن الهويــــه
    كيـــف لـم يعرف من عيــوني أني عربيـــــــه؟
    أمــا انــه فضــل أن أكـــــون أعجميـــــــــه
    لأدخــــــل بـــــــلاده دون إبــــراز الهويــــــــه
    وطال انتظاري وكأني لست في بلاد عربيه
    أخبرته أن عروبتي لا تحتاج لبطاقة شخصيـــه
    فلما لما انتظر على هذه الحــدود الوهميـــه؟

المواضيع المتشابهه

  1. أبو الأعلى المودودي.. داعية فوق السحاب
    بواسطة رغد قصاب في المنتدى أسماء لامعة في سطور
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-23-2017, 11:57 AM
  2. مغامرات ماليزية
    بواسطة فراس الحكيم في المنتدى فرسان السياحة.
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 01-21-2017, 12:41 PM
  3. **كل مسلم داعية إلى الإسلام**
    بواسطة أسعد الأطرش في المنتدى فرسان الإسلام العام
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 10-31-2010, 12:13 AM
  4. داعية للنصرانية يتحول إلى داعية للإسلام
    بواسطة ملده شويكاني في المنتدى فرسان المآثر والمنجزات.
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 05-13-2007, 07:50 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •